اذهبي الى المحتوى
غِــيثَـــة اآلريــســْ

البَـــشَــــائِــرُ العشْــــر لمَــن حَــافظ على [ صَـــلاة الفجْـــر]

المشاركات التي تم ترشيحها

 

13729567212.gif

 

 

 

 

 

يحيى بن موسى الزهراني

 

 

 

الحمد لله أمر بالصلاة ، ورتب على أدائها أعظم الثواب ، وتوعد من فرط فيها أليم العذاب ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الرحيم التواب ، شديد العقاب ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأواب ، شدد أمر الصلاة بالخطاب ، وبين ذلك لأولي الألباب ، ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى أهل بيته الأحباب ، وأصحابه خير الأصحاب ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الحساب . . أما بعد :

فلقد اصطفى الله جل وعلا ولد إسماعيل من ذرية آدم ، واختار كنانة من ولد إسماعيل ، واختار قريشاً من كنانة ، واختار بني هاشم من قريش .

واصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم من بني هاشم ، ليكون خير البرية وأزكى البشرية ، وخاتم الأنبياء والمرسلين ، وسيد الأولين والآخرين .

واصطفى الله جل وعلا جبريل عليه السلام ، ليكون الروح الأمين ، والمبلغ عن رب العالمين ، قال تعالى : { اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } [ الحج75 ] .

 

 

 

 

 

13729567212.gif

واصطفى الله سبحانه وتعالى دين الإسلام ليكون الدين عنده ، ولن يقبل من أحد ديناً سواه : { إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ } [ آل عمران19 ] .

- وقال سبحانه : { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [ آل عمران 85 ] .

واصطفى الله تعالى القرآن ليكون أفضل كتبه وأكملها ، والمهيمن عليها : { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ }[ المائدة48 ] .

وهكذا يصطفي الله تعالى ما يشاء ، لحكم يعلمها سبحانه .

 

 

 

 

وأما في دين الإسلام فقد فضلت الصلاة على سائر العبادات إلا التوحيد ، واصطفاها الله تعالى لتكون الفيصل بين الإيمان والكفر ، عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ " [ رواه مسلم ] ، وعن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ "[ رواه الترمذي وغيره ] .

 

 

 

 

 

 

 

 

13729567212.gif

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

13729567212.gif

 

 

 

 

ولذا فلم تكن الكيفية التي فرضت بها الصلاة كسائر العبادات ، بل عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء وفرضت عليه هناك بلا واسطة ، لتعلم الأمة منزلة الصلاة ، ولتقدر لها قدرها ، وتعلي شأنها ، فالصلاة عمود الإسلام وفسطاطه ، فإذا سقط العمود ، انهدم الدين والعياذ بالله ، فلا دين لمن لا صلاة له .

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي اله عنه قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْماً قَرِيباً مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ ، قَالَ : " لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ ، وَتُؤْتِى الزَّكَاةَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ " ، ثُمَّ قَالَ :" أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ ، كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ ، وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ " ، قَالَ ثُمَّ تَلاَ : { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ } حَتَّى بَلَغَ { يَعْمَلُونَ } ثُمَّ قَالَ : " أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ ، وَعَمُودِهِ ، وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ ؟ " قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ " ، ثُمَّ قَالَ : " أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمَلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، قَالَ : فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ : " كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا " ، فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ : وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ : " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ - أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ - إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ "[ أخرجه الترمذي وغيره ، وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] .

 

 

 

 

13729567212.gif

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

13729567212.gif

ومن بين الصلوات ، خُصت صلاة الفجر بمزيد من الأجر ، وعظيم الفضل ، وحضيت بجزيل الثواب .

فهي محك الإيمان ، وعلامة التسليم والإذعان ، يتمايز فيها المؤمن من المنافق ، قال ابن عمر رضي الله عنهما : " كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا الظن به " [ رواه الطبراني وبن خزيمة ] .

صلاة الفجر بمثابة الاختبار نهاية العام ، فكأن الصلوات الأخرى بمثابة التهيئة لها ، وهي الاختبار الحقيقي ، من حضرها نجح وأفلح ، ومن غاب عنها خسر وخاب .

فكما أن الطالب إذا حضر طوال العام ، وتغيب عن الاختبار عُدَّ من الراسبين ، فكذلك صلاة الفجر ، من لم يحضرها كان من الخائبين الخاسرين .

ورتب الشرع الحكيم على المحافظة عليها أجوراً لم ينلها غيرها من الصلوات ، فصاحب صلاة الفجر محاط بالفضائل ، ومبشر بعظيم البشائر ، فمن تلكم البشائر ما يلي :

13729567212.gif

البشارة الأولى :

النور التام يوم القيامة

منذ خروج المصلي من بيته لأداء الصلاة والبشائر تنهال عليه من كل جانب ، عَنْ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ ، بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "[ رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني ] .

معنى ذلك : أن من لم يمشي لصلاة الفجر ، فلا نور له يوم القيامة ، وهذا أول نتائج الحرمان للمتخلف عن صلاة الفجر ، حُرم النور يوم القيامة .

فكما أن للمحافظ على صلاة الفجر له بشائر ومفرحات ، فكذلك من لم يكن من أهل صلاة الفجر ، فليبشر بالوعيد ، والعقاب الشديد .

13729567212.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

13729567212.gif

 

البِــشارة الثَّــانية :

خيرُ من الدُّنيَـــا

إذا أدى المصلي سنة الفجر فهي خير من الدنيا وما فيها ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " [ رواه مسلم ] ، يعني سنة الفجر .

فالمحافظ على صلاة الفجر في جماعة يحصل له البشر ، وعظيم الأجر ، والفرح والسرور ، والغبظة والحبور ، بما يجده من لذة صلاة الفجر ، وكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها .

أما المتخلف عن صلاة الفجر ، فلا يحصل له من الدنيا إلا الخزي والعار ، وسوء الخلق ، وضيق المنطق ، وتراه مقطب الجبين ، عابس الوجه ، كما أن الناس ينظرون إليه نظرة غير سوية ، نظرة ازدراء واحتقار ، إذ كيف تكون مسلماً ولا تحافظ على صلاة الفجر ، التي هي المحك الحقيقي لأهل الإيمان وأهل النفاق

 

 

.

13729567212.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

النور التام يوم القيامة

 

 

نسأل الله العظيم التوفيق لصلاة الفجر ما حييت لهذا النور التام يوم القيامة

 

متابعة غيوث

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

13729567212.gif

 

البشارة الثالثة :

حصد الحسنات

حين يجلس ينتظر الصلاة فهو في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ ، وَالْقَاعِدُ فِي الْمَسْجِد يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ كَالْقَانِتِ ، وَيُكْتَبُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ، حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ " [ أخرجه أحمد ] .

كم يخسر المفرط في صلاة لفجر من الأجر العظيم ، و الثواب الجزيل ، والخير الوفير ، كم يفقد من حسنات ، حسنات ركعتين قبل الفجر ، وحسنات الخطوات إلى المسجد ، وحسنات قراءة القرآن لحين إقامة الصلاة ، وحسنات الانتظار داخل المسجد إلى إقامة الصلاة ، لو حسبت هذه الحسنات لأصبحت ملايين ، لأن الحسنة بعشر أمثالها ، إلى سبعمائة ضعف ، إلى أضعاف كثيرة .

 

13729567212.gif

وكم يخسر المفرط في صلاة الفجر من دعاء الملائكة له ، وهم عباد الرحمن ، لا يعصونه طرفة عين ، ولا أقل من ذلك ، بل خلقوا لأجل العبادة فقط ، فيخسر تارك صلاة الفجر دعاء ملائكة الرحمن له بالرحمة والمغفرة ، إنه عمل كريم يضيعه من لم يحافظ على صلاة الفجر في بيوت الله تعالى ، حيث ينادى لها هناك .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " إِنَّ أَحَدَكُمْ مَا قَعَدَ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ فِي صَلاَةٍ مَا لَمْ يُحْدِثْ ، تَدْعُو لَهُ الْمَلاَئِكَةُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ " [ رواه أحمد ] .

 

13729567212.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

13729567212.gif

 

البشارة الرابعة :

شهادة الملائكة

إذا أقيمت الصلاة وشرع المصلي في أدائها ، فهاهو يقف بين يدي الله ملك الملوك ، الذي بيده خزائن السموات والأرض ، الغني الحميد ، وتشهد له ملائكة الله ، قال جل في علاه : { أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً } [ الإسراء78 ] .

مشهوداً أي : تشهده الملائكة ، أما المفرط في صلاة الفجر ، فيخسر شهادة الملائكة له ، عندما تجتمع الملائكة ليكتبوا عباد الله الذين أذعنوا لأمر الله تعالى ، واستجابوا له ، بأداء الصلاة في المسجد في وقتها المقدر لها شرعاً ، أما من لم يحضر صلاة الفجر ، فسوف يكتب مع النائمين الغافلين ، التاركين لصلاة الفجر ، فما موقفه أمام ربه وخالقه ، وما عذره عن التخلف عن الصلاة ؟

 

13729567212.gif

ما عذره عندما تتطاير الصحف يوم القيامة ، وتنشر الدواوين ، ويستلم كل إنسان كتابه ، فآخذ باليمين ، وآخذ بالشمال ؟ ما عذره عند من لا تخفى عليه خافية ؟

عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " تَجْتَمِعُ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ " ، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : { إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً } [ متفق عليه ] .

كم يخسر المفرط في صلاة الفجر من حسنات ، وكم يفقد من درجات ، وكم يوضع عليه من سيئات ، وكم ينزل في الدركات .

 

13729567212.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

13729567212.gif

 

البشارة الخامسة :

دخول الجنة والنجاة من النار

إذا أقيمت الصلاة وشرع المصلي في أدائها ، فيا له من فوز وأجر ، وعظيم الفضل وجليل البشر .

هاهو يقف بين يدي الله ملك الملوك ، فارج الهم ، وكاشف الغم ، الذي بيده خزائن السموات والأرض ، الغني الحميد ، قَالَ صلى الله عليه وسلم : " لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا " يَعْنِى الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ " [ رواه مسلم ] .

ومن لم يصلي الفجر والعصر فلن يحصل على هذه البراءة من النبي صلى الله عليه وسلم ، بل ربما ولج النار والعياذ بالله .

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ " [ متفق عليه ] ، والبردان : هما الفجر والعصر .

ومن لم يصلي الفجر والعصر لم يكن مع أولئك الرجال الذين تركوا الفراش الوثير ، والدفء المرغوب ، لن يكون مع أولئك الذين استجابوا لربهم عندما سمعوا منادي الله وهو يصدع بالأذان وهو يقول : { حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، الصلاة خير من النوم } ، فالصلاة فيها فلاح للعبد في الدنيا والآخرة ، ومن لم يصلها فلا فلاح له ولا نجاة ، نسأل السلامة والعافية .

13729567212.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

13729567212.gif

البشارة السادسة :

رؤية الله عز وجل

يرجى لمن حافظ على صلاة الفجر والعصر ، الفوز برؤية الجبار جلا وعلا ، فعَنْ جَرِيرٍ بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً - يَعْنِى الْبَدْرَ - فَقَالَ : " إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لاَ تُضَامُّونَ _ تضارون _ فِي رُؤْيَتِهِ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا " يعني الفجر والعصر ، ثُمَّ قَرَأَ : { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ } ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ _ أحد رواة الحديث _ افْعَلُوا لاَ تَفُوتَنَّكُمْ [ متفق عليه ] .

قال الحافظ ابن حجر : قال العلماء : ووجه مناسبة ذكر هاتين الصلاتين عند الرؤية ، أن الصلاة أفضل الطاعات ، وقد ثبت لهاتين الصلاتين من الفضل على غيرهما ما ذكر من اجتماع الملائكة فيهما ، ورفع الأعمال ، وغير ذلك ، فهما أفضل الصلوات ، فناسب أن يجازي المحافظ عليهما بأفضل العطايا ، وهو النظر إلى الله تعالى يوم القيامة .

هكذا يتواصى الناس فيما بينهم بالمحافظة على الصلوات الخمس جماعة في وقتها ، ويخصص منها الفجر والعصر لأهميتهما الشرعية ، فهما صلاتان تأتيان بعد نوم وراحة ، وقليل من يحافظ عليهما ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

لا يحافظ عليها إلا من وقر الإيمان في قلبه ، وانغرس حب الآخرة في نفسه ، فباع الدنيا واشترى الآخرة .

وعلى النقيض من ذلك فمن كان همه النوم والأكل وجمع المال في المرتبة الأولى ، وكانت الصلاة مرتبة ثانية فهذا هو الخسران المبين .

13729567212.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

13729567212.gif

 

البشارة السابعة :

أجر قيَّــام الليل

ثم تتوالى البشائر لأصحاب الهمم العالية ، والمراتب السامية ، فمن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله ، يحصل له أجر عظيم ، بمثابة من قام الليل كله لا ينام منه شيئاً ، عن عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ " [ رواه مسلم ] .

 

13729567212.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

13729567212.gif

 

البشارة الثامنة :

دعَـاء الملائكة

ما أعظم فضل الله تعالى لمن أطاعه ، وعمل بمقتضى الكتاب والسنة المطهرة ، فلا ينقطع الفضل بانقضاء الصلاة ، ولا ينتهي بانتهائها ، لكن المصلي ما يزال في أجر عظيم ، وفضل كبير ، تحيطه عناية الله ، وتستغفر له ملائكة ربه ، عَنْ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ جَلَسَ فِي مُصَلاَّهُ ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ ، وَصَلاَتُهُمْ عَلَيْهِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ " [ رواه أحمد ] .

فهل يحصل لمن نام عن صلاة الفجر ، مثل هذا الأجر ؟

كلا ورب الكعبة ، لا يحصل له إلا الخسارة الوبيلة ، والندامة الثقيلة .

هل يستوي من أطاع الله ، بمن عصاه ؟ هل يستوي من ترك الدنيا وزخرفها واهتم بالصلاة ، بمن كانت الدنيا همه وشغله ، وترك الصلاة ؟ لا يستويان أبداً .

 

13729567212.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

13729567212.gif

 

أجر حجة وعمرة

إذا قويت عزيمته ، وغلب نفسه ، ودحر شيطانه ، وجلس حتى تشرق الشمس ، فقد فاز بأجر حجة وعمرة ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ _ الفجر _ فِي جَمَاعَةٍ ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ " [ رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 6346 ] .

أين من فرط في صلاة الفجر عن عظيم الأجر ، حسنات تصب في خزائن أعمال من حافظ على صلاة الفجر ، وسيئات تمتلئ بها صحائف من أهمل صلاة الفجر .

هل يستوي من يصلي ويُؤجر ، بمن ينام ويشخر :))

؟ لا يستويان .

 

13729567212.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

13729567212.gif

 

البشارة العاشرة :

في ذمة الله وحفظه

لا تزال البشائر تتوالى على صاحب صلاة الفجر ، ولا يزال حفظ الله تعالى مبذولاً إليه ، فعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ صَلَّى صَلاَةَ الصُّبْحِ فَهْوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ ، فَلاَ يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَىْءٍ ، فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَىْءٍ يُدْرِكْهُ ، ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ " [ رواه مسلم ] .

من صلى الفجر لا يزال في حفظ الله تعالى ، وفي كنفه سبحانه ، لا يضره بإذن الله شيء ، فهو معزز مكرم ، محفوظ بحفظ الله له .

ومن لم يصلي الفجر فهو في ذمة الشيطان ، يضحك عليه ، ولا يبالي به في أي واد هلك .

الله أكبر . . أرأيتم كم للمحافظ على صلاة الفجر ، من خير وفضل ، وكم يُضَيِّع المتخلف عنها من عظيم الأجر ، نعم ، إنه لا يُحرم من هذا الفضل إلا محروم _ نسأل الله تعالى الثبات على دينه _ .

 

13729567212.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

13729567212.gif

 

طيب النفس وصفائها :

ومن فوائد صلاة الفجر ، أن هناك فرقاً بين من صلى الفجر ، ومن لم يصليها ، فمما يُشاهد على صاحب الصلاة ، لاسيما صلاة الفجر ، طلاقة المحيا ، وبشر الوجه ، والابتسامة الدائمة التي لا تفارق شفتيه ، وطيب النفس ، ونقاء السريرة ، والنشاط الواضح ، والبشر والتسامح ، المهم أنه يتمتع بأحسن الأخلاق ، وهذه من فوائد المحافظة على صلاة الفجر خاصة ، وبقية الصلوات عامة ،

13729567212.gif

أما من لم يحافظ على صلواته ، فإليك هذا لحديث لتعرف الفرق بين الفريقين ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يَعْقِدُ الشِّيطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأسِ أحَدِكُم إذا هُوَ نَامَ ثَلاثِ عُقَدٍ ، يضرب على كل عقدة ، عليك ليل طويل فارقد ، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة ، فإن توضأ انحلت عقدة ، فإن صلى انحلت عقدة ، فأصبح نشيطاً ، طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان " [ متفق عليه ] .

13729567212.gif

قيل المراد بالصلاة ، صلاة التهجد ، وقيل المقصود صلاة الصبح .

المقصود أن صاحب صلاة الفجر يتميز بكرم خلقه وحسنه ، ونبل قوله وفعله ، وحسن تصرفه وتعامله مع الناس ، فهو بذلك قد حاز أجراً عظيماً ، وفضلاً كبيراً ، قال صلى الله عليه وسلم : " إن أكمل المؤمنين إيماناً ، أحسنهم خلقاً ، وإن حسن الخلق ، ليبلغ درجة الصوم والصلاة " [ أخرجه البزار وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 1578 ] .

13729567212.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

13729567212.gif

 

الخوف من النفاق :

إن التهاون في أداء صلاة الفجر مع الجماعة من علامات النفاق ، عَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ : صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الصُّبْحِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ : " أَشَاهِدٌ فُلاَنٌ ؟ " فَقَالُوا لاَ ، فَقَالَ : " أَشَاهِدٌ فُلاَنٌ " فَقَالُوا لاَ ، لِنَفَرٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ لَمْ يَشْهَدُوا الصَّلاَةَ فَقَالَ : " إِنَّ هَاتَيْنِ الصَّلاَتَيْنِ _ الفجر والعشاء _ أَثْقَلُ الصَّلاَةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا _ يعني من الأجر _ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً " [ رواه أبو داود والنسائي وحسنه الألباني رحمه الله تعالى في صحيح الترغيب والترغيب 1، ح 411/419 ] .

13729567212.gif

وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ أَثْقَلَ صَلاَةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ : صَلاَةُ الْعِشَاءِ ، وَصَلاَةُ الْفَجْرِ ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً ، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلاَةِ فَتُقَامَ ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلاً فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ ، إِلَى قَوْمٍ لاَ يَشْهَدُونَ الصَّلاَةَ ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ " [ متفق عليه ] .

وقد توعد الله المنافقين بأسفل مكان في النار ، وجاءت الآيات مبينة حال المنافق الذي لا يحب الصلاة ولا يألفها في قوله تعالى : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً * مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً } [ النساء 142-143 ] .

ثم قال تعالى مبيناً مقر أولئك المنافقين في قوله تعالى : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً } [ النساء 145 ] .

13729567212.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

13729567212.gif

 

الحَجَرُ لمن تَرَكَ الفَجْر :

ويا ليت الأمر ينتهي عند التفريط في الفضل ، والحرمان من الأجر ، ولكن يترتب على

التهاون بالصلاة مخاطر عظيمة ، وعواقب وخيمة ، يترتب على ذلك آثام عظام ، وعذاب وآلام ،

 

 

عَنْ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ الْفَزَارِيُّ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا يَقُولُ لأَصْحَابِهِ : " هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا " ، قَالَ فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ " قَالَ : وَإِنَّهُ قَالَ لَنَا ذَاتَ غَدَاةٍ : " إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِيَ : انْطَلِقْ ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا ، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ ، فَيَثْلَغُ _ يضرب _ بِهَا رَأْسَهُ ، فَيَتَدَهْدَهُ الْحَجَرُ هَا هُنَا ، فَيَتْبَعُ الْحَجَرَ ويَأْخُذُهُ ، فَمَا يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى " قَالَ : قُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! مَا هَذَانِ ؟ قَالَ قَالاَ لِيَ انْطَلِقِ انْطَلِقْ " أَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ ، وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ " [ رواه البخاري ] .

وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم : " يُفعل به ما رأيت إلى يوم القيامة " [ رواه البخاري وأحمد

نعوذ بالله من شديد غضبه ، وأليم عقابه ، ونسأل الله تعالى العفو والعافية .

13729567212.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

13729567212.gif

 

 

أين أنت ؟

سؤال يتبادر إلى الذهن بعد أن سقنا ما سقنا من نصوص شرعية تدل على أهمية صلاة الفجر خاصة ، وبقية الصلوات عامة ، السؤال هو : أيها المسلم أين أنت من هؤلاء ؟

عن برد مولى سعيد بن المسيب قال : ما نودي بالصلاة منذ أربعين سنة إلا وسعيد في

المسجد .

وقال وكيع بن الجراح عن الأعمش سليمان بن مهران : كان الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى .

وقال محمد بن المبارك الصوري : كان سعيد بن عبد العزيز التنوخي إذا فاتته صلاة

الجماعة بكى .

• وروي عن أحد السلف أنه كان به وجع الخاصرة ، فكان إذا أصابه أقعده عن الحركة ، فكان إذا نودي بالصلاة يحمل على ظهر رجل ، فقيل له : لو خففت على نفسك ؟ قال : إذا سمعتم حي على الصلاة ، ولم تروني في الصف ، فاطلبوني في المقبرة .

• وسمع عامر بن عبد الله بن الزبير المؤذن وهو يجود بنفسه فقال : خذوا بيدي ، فقيل

: إنك عليل ، قال : أسمع داعي الله فلا أجيبه ؟! فأخذوا بيده فدخل مع الإمام في المغرب ، فركع ركعة ثم مات .

13729567212.gif

إن من تأمل حال الناس اليوم ليحزن من تهافتهم وراء الدنيا ، وزهدهم في مرضاة الله

وجنته ، فتجد المنادي ينادي : { الصلاة خير من النوم } فلا تسمع إلا الهدوء والسكون ، ولا تكاد ترى أحداً ، ولكن بعد ساعة تقريباً ، وبعد خروج وقت صلاة الفجر ، وبعد طلوع الشمس ، حين تأتي مشاغل الدنيا ، ويحين وقت العمل ، ينقلب الهدوء إلى ضجة لا تنقطع ، والسكون إلى حركة لا تنتهي ، فسبحان الله ! وصدق سبحانه حين قال : { بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } [ الأعلى 16-17 ] .

فمن كانت الدنيا همه فيالها من تجارة كاسدة خاسرة ، تتبعها الحسرة والندامة ، قال سبحانه : { مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ * أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ هود 15-16 ] .

13729567212.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×