اذهبي الى المحتوى
همسة أمل ~

من أصول عقيدة السلف الصالح [ حب الصحابة ]

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

************

 

من أصول عقيدة السلف الصالح

[ حب الصحابة ]

علي محمد سلمان العبيدي

حبُّ الصحابة وما يجب اعتقادُه فيهم، والنهي عن سبِّهم أو الخوض في ما شجر بينهم، وأنهم خيرُ الأمة بعد نبيهم، وأنهم كلهم عدولٌ بتعديل الله ورسوله لهم، وأن خيرَهم بعد النبي: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ثم بقيَّة العشَرة المبشَّرين بالجنة، ثم أهل بدر، ثم الذين بايَعوا تحت الشجرة، ثم أهل أُحد، وأنهم خير الأمة بعد نبيهم؛ لِمَا لهم من الفضل بالسبق في الإيمان والهجرةِ، والنُّصرة والجهاد.

 

ومِن أُصول عقيدة السَّلف الصالح أهل السنَّة والجماعة:

حبُّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وسلامة قلوبهم وألسنتهم تجاههم؛ لأنهم كانوا أكملَ الناس إيمانًا وإحسانًا، وأعظمهم طاعة وجهادًا، وقد اختارهم اللهُ واصطفاهم لصُحبة نبيِّه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد امتازوا بشيء لم يستطِعْ أن يدركَه أحدٌ ممن بعدهم مهما بلَغ من الرِّفعة؛ ألا وهو التشرُّف برؤية النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومعاشرته.

 

والصحابة الكرام كلهم عدولٌبتعديل الله ورسوله لهم، وهم أولياء الله وأصفياؤه، وخِيرتُه من خَلْقه، وهم أفضلُ هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ قال الله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة: 100].

 

والشَّهادة لهم بالإيمان والفضل أصلٌ قطعيٌّ معلومٌ من الدِّين بالضرورة، ومحبَّتهم دين وإيمان، وبُغضهم كفر ونفاق، وأهل السنَّة والجماعة لا يذكرونهم إلا بخير؛ لأن رسولَ الله أحبَّهم وأوصى بحبِّهم، فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((اللهَ اللهَ في أصحابي، لا تتخذوهم غرَضًا بعدي، فمن أحبَّهم فبحبي أحبَّهم، ومن أبغَضهم فببُغْضي أبغضهم، ومَن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومَن آذى الله يوشك أن يأخذَه))؛ أخرجه الترمذي وأحمد.

 

وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده ضعيف.

 

وكلُّ مَن رأى رسولَ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وآمَن به ومات على ذلك، فهو مِن الصحابة، وإن كانت صحبته سَنة، أو شهرًا، أو يومًا، أو ساعة، ولا يدخل النارَ أحدٌ من الصحابة بايَع تحت الشجرة، بل قد رضي اللهُ عنهم، ورضوا عنه، وكانوا أكثرَ من ألفٍ وأربعمائة.

 

قال النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لا يدخُلُ النارَ أحدٌ ممن بايع تحت الشجرة))؛ أخرجه مسلمٌ وأبو داود والترمذي.

 

وأهل السنَّة والجماعة: يكفُّون عما شجَر بينهم من نزاع، ويُوكِلون أمرهم إلى الله، فمن كان منهم مصيبًا كان له أجرانِ، ومَن كان منهم مخطئًا فله أجرٌ واحد، وخطؤُه مغفورٌ له إن شاء اللهُ.

 

ولا يسبُّون أحدًا منهم، بل يذكُرونهم بما يستحقُّون من الثناءِ الجميل؛ لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لا تسبُّوا أصحابي، لا تسبُّوا أصحابي؛ فوالذي نفسي بيدِه، لو أنَّ أحدَكم أنفَق مِثلَ أُحد ذهبًا، ما أدرك مُدَّ أحدِهم ولا نَصِيفَه))؛ أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي.

 

المُد: ربع الصاع، والنَّصِيف: نصف المُد، والتقدير: ما بلَغ هذا القدرَ اليسير من فضلهم، ولا نِصفه.

 

وأهل السنَّة والجماعة:

يعتقدون بأن الصحابةَ معصومون في جماعتِهم من الخطأ، وأما أفرادُهم، فغيرُ معصومين، والعِصمة عند أهل السنَّة مِن الله تعالى لِمَن يصطفي مِن رسله في التبليغ، وأن الله تعالى حفِظ مجموعَ الأمَّة عن الخطأ، لا الأفراد.

 

قال النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إن اللهَ لا يجمع أمَّتي على ضلالة، ويد الله مع الجماعة))؛ أخرجه الترمذي.

 

قال السفاريني في لوامع الأنوار البهية:

والذي أجمَع عليه أهل السنَّة والجماعة أنَّه يجب على كل أحدٍ تزكيةُ جميعِ الصحابة بإثبات العدالة لهم، والكفِّ عن الطَّعن فيهم، والثناء عليهم؛ فقد أثنى اللهُ سبحانه عليهم في عدَّةِ آيات من كتابه العزيز، على أنَّه لو لَم يرِدْ عن الله ولا عن رسوله فيهم شيء، لأوجبتِ الحالُ التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد ونُصرة الدِّين وبَذْل المُهَج والأموال وقتل الآباء والأولاد والمناصَحة في الدِّين وقوة الإيمانِ واليقين - القطعَ بتعديلهم، والاعتقاد لنزاهتهم، وأنهم أفضلُ جميعِ الأمَّة بعد نبيِّهم، هذا مذهب كافة الأمَّة، ومَن عليه المعوَّل من الأئمَّة، وأما من شذَّ من أهل الزَّيغ والابتداع ممن ضلَّ وأضلَّ، فلا التفات إليهم، ولا معوَّل عليهم؛ ولهذا قال الإمام أبو زُرعةَ الرازي- مِن أجلِّ شيوخ مسلم -: إذا رأيتَ الرجلَ ينتقص أحدًا من أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاعلَمْ أنه زِنديق؛ وذلك أن القرآنَ حقٌّ، والرسول حق، وما جاء به حق، وما أدَّى إلينا ذلك كلَّه إلا الصحابةُ؛ فمن جرَحهم إنما أراد إبطالَ الكتاب والسنَّة، فيكون الجَرْحُ به أليقَ، والحُكم عليه بالزندقة والضلال أقومَ وأحقَّ، وقال ابن حزم: الصحابة كلُّهم من أهل الجنة قطعًا؛ قال تعالى: لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى [الحديد: 10].

 

وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ [الأنبياء: 101]، فثبَت أن جميعَهم من أهل الجنة، والحاصل أنه لا يهجُرُ الصحابةَ ويعاديهم إلا عدوٌّ لله، مبعود مِن رحمةِ الله، خبيث زنديق، واللهُ ولي التوفيق.

 

قال العلامة ابن حمدان في نهاية المبتدئين:

من سبَّ أحدًا من الصحابة مستحلاًّ، كفَر، وإن لم يستحلَّ، فسَق، وعنه: يكفُر مطلقًا، وإن فسَّقهم أو طعَن في دِينهم أو كفَّرهم، كفَر، والله تعالى أعلمُ؛ انتهى.

المصدر : شبكة الألوكة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورجمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيرًا على النقل القيم

ورضي الله عن الصحابة أجمعين وألحقنا بهم في جنات النعيم~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلا ورحمة الله وبركاته

جزاك الله كل خير وبار اللهم في جهودك يا غالي

ورضي الله عن الصحابة أجمعين وألحقنا بهم في جنات النعيم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورجمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيرًا على النقل القيم

ورضي الله عن الصحابة أجمعين وألحقنا بهم في جنات النعيم~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×