اذهبي الى المحتوى
** الفقيرة الى الله **

~> نصائح للمقبلين على الزواج وللمتزوجين

المشاركات التي تم ترشيحها

post-36649-0-26109200-1393072738.png

نصائح للمقبلين على الزواج وللمتزوجين

 

محسن محمد عيدروس

إن المعاشرة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في قوله: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19] "تشمل المعاشرة القولية والفعلية، فعلى الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف؛ من الصحبة الجميلة، وكف الأذى، وبذل الإحسان، وحسن المعاملة، ويدخل في ذلك النفقة والكسوة ونحوهما"[1]، ويلخص ابن كثير ذلك في تفسيره بقوله: "طيِّبُوا أقوالكم لهن، وحَسِّنُوا أفعالكم وهيئاتكم"[2].

 

كما أن لنا في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أسوةً حسنة، حيث يقول: ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي))، ويقول - أيضًا - صلى الله عليه وسلم: ((أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم)).

 

وهنا بعض من النصائح من واقع تجربتي، أسوقها للمقبلين على الزواج؛ لعلها تسهم في بناء حياتهم الزوجية على أسس سليمة، وليحققوا السعادة ويذوقوا طعمها، وللمتزوجين؛ لعلها ترأب صدعٍ بينهما، أو تطفئ جَذْوة خلاف، أو تزيد من مودتهما بعضهما لبعضٍ:

 

1- كنت - وقبل حتى التفكير فيمن أريدها زوجة لي - أدعو الله أن يرزقني زوجة صالحة، ثم هداني الله لخطبة ابنة خالي التي كانت على درجة عالية من الأخلاق والأدب، وهذا هو الأساس الصحيح لبناء الحياة الزوجية، مصداقًا لحديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يحثنا فيه على اختيار ذات الدين والأخلاق، ثم عمدت إلى الاطلاع على الكتب التي تُعنى بإيضاح الزواج وآدابه وحقوق كل من الزوجين على الآخر، وطرق تحقيق السعادة الزوجية، وكذا الطرق المناسبة لحل الخلافات فيما إذا وقعت...، وكل ذلك وفق ما جاء في كتاب ربنا عز وجل وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فالله الله في الدعاء، ثم الاطلاع والقراءة.

 

2- في أول ليلة من زواجنا (أو ما يعرف بليلة العُمر) عمدت إلى مؤانسة زوجتي بلطيف الحديث لساعات؛ تخفيفًا مني لما تعانيه أي زوجة في ليلتها الأولى مع زوجها من رهبة وخوف، ثم أخبرتها أنني في بحر الحياة هذه أركب وإياها مركبًا واحدًا، فإما أن نحسن قيادته وإلا غرقنا معًا، كما أنني سأكون لها زوجًا وأبًا وأخًا، ولا أريد أن تكون علاقتنا بعضنا ببعضٍ قائمة على (نفِّذ ثم ناقش)، بل أريدها قائمة على الحب والتقدير والاحترام وشعور كل منا بالآخر، وقد لاحظت أثناء ذلك ارتفاع درجة حرارتها، فسارعت بإحضار ماء بارد ومنشفة صغيرة، وقمت بتكميدها حتى هبطت درجة حرارتها وعادت إلى وضعها الطبيعي، وقد ذكرتني زوجتي - وهي شاكرة ومُمتنة - بتفاصيل هذا الموقف بعد مرور أكثر من أربع سنواتٍ عليه.

 

لذا؛ فإن ذكريات هذه الليلة تبقى عالقة في ذهن الزوجة ربما أكثر من الزوج، فاجعل منها ذكرى جميلة، وإن استطعت ألا تأتيها فحسنٌ ما ستفعل، فلا تكن كالصياد الذي يتربص بفريسته ويتحين الفرصة المناسبة للانقضاض عليها.

 

3- مما لا شك فيه أن الخلافات الزوجية أمرٌ غير مرغوب فيه، ولتجاوزها إن حصلتْ فقد طلبتُ منها أن من وجد في قلبه شيئًا من الآخر أو أساء فَهْم تصرف ما منه، فلا يشتكي لقريب ولا لبعيد، بل يصارح كل منا الآخر ليس في غرفة نومنا فحسب، بل هنا على سرير نومنا الذي نجلس عليه الآن بجوار بعضنا، والمقصد من ذلك التضييق على الخلاف ومنع انتشاره، فاحرِصَا على منع حدوث الخلاف بينكما من أساسه، ولا يترصد كلٌّ منكما لهفوات الآخر ويتتبع عثراته ويحصي زلاته.

 

4- ما أجمل أن تقوم زوجتك بتحضير الطعام وتنتظرك لتأتي لتأكلاه معًا، ثم تمدح ذوقها وطريقة طهيها، أو تدخل إلى غرفة نومكما وتشيد بنظافتها وحسن ترتيبها...، وتكمل ذلك بقُبلة تطبعها على جبينها، أو تقبِّل يدها أو رأسها، مع كلمات شكرٍ وامتنان على جميل صنعها!

 

فتقديرك لما تقوم به زوجتك من واجب تجاهك يزيل عنها التعب الذي تلاقيه، ويدفعها إلى بذل المزيد، فقدِّرها واحترمها وخذ برأيها، وتناقشا في أمور حياتكما، وخذا بما يصلحكما، واحذرا من تحقير بعضكما لبعض أو أن يستهزئ أحدكما بالآخر أو يستخف به أو يهينه أو يقلل من شأنه، سواءٌ كنتما وحدكما أو أمام أحد من أهلكما أو أقربائكما، وتواضعا بعضكما لبعضٍ، ولا يرَ أحدٌ منكما نفسه أفضل من الآخر.

 

5- حاجة زوجتك للعاطفة والحب أكثر من حاجتها للجنس وللملبس وللمأكل وللمشرب...، فبادر إلى إظهار حبك لها قولاً بانتقائك لأحلى كلمات الحب والغزل وأجملها، وعملاً من خلال تقبيلك لها، أو ضمها إلى صدرك، أو احتضانها...، في أي مكان داخل منزلكما وفي أي وقت، ولا تجعل ذلك مرتبطًا فقط بمقدمات العلاقة الشرعية بينكما، فالزوجة لا تحب أن تكون عامل جذبٍ جنسيٍّ فقط، وإن لم تُبدِ ذلك، بل إنه مما يؤثر في نفسيتها كثيرًا أن تدير ظهرك لها بعد أن تقضي وطرك منها وتغط في نومٍ عميق.

 

فما أجمل أن تُنهي اللقاء بينكما بنفس الحميمية التي بدأته بها، ثم تجعل من صدرك وسادة تضع عليه خدها، بينما ذراعك ملتفة من الأسفل حول عنقها، وأطراف أصابعك تداعب خصلات شعرها، وتخلدا إلى النوم.

 

فاحرص على إشباع حاجة زوجتك العاطفية قبل إشباع حاجتها الجنسية، وسينعكس أثر ذلك إيجابًا في أسلوب معاملتها لك.

 

 

 

[1] تفسير السعدي، موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف

www.qurancomplex.org/Quran/tafseer.

 

[2] تفسير ابن كثير، موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

 

post-36649-0-31190100-1393072762.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استمتعت كثيرا بقراءته

أظن لو استمع الرجال لنصائحة لباتت بيوتنا أكثر دفء ومودة ورحمة

جزاكم الله خيرا على انتقاءك المميز يا حبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جميل ياريت يعملوا بيه

جزاكم الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

----

نصائح رائعة ومفيدة،

بارك الله فيك

" ترى هل يهتم الرجال بقراءة مثل هكذا مواضيع؛ مثلنا نحن النسوان"؟

 

جزاك الله خيرا

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

----

نصائح رائعة ومفيدة،

بارك الله فيك

" ترى هل يهتم الرجال بقراءة مثل هكذا مواضيع؛ مثلنا نحن النسوان"؟

 

جزاك الله خيرا

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

جزاكِ الله خيرًا يا غالية على هذه النصائح القيمة

نسأل الله أن يملأ بيوتنا مودة و رحمة .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×