اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57181
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180494
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259979
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8232
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32130
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4160
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30256
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      52985
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  6. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97004
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36836
      مشاركات
  7. سير وقصص ومواعظ

    1. 31792
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15477
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  8. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31145
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  9. إن من البيان لسحرًا

    1. قلمٌ نابضٌ

      ساحة لصاحبات الأقلام المبدعة المتذوقة للشعر العربي وأدبه

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      50492
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41313
      مشاركات
    2. 33895
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91746
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32199
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13116
      مشاركات
    3. 34854
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (36634 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • باب التنافس في أمور الآخرة والاستكثار مما يتبرك به   قال الله تعالى: {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} [المطففين (26)]. ---------------- يعرف ذلك مما قبل الآية هو قوله تعالى: {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون * إن الأبرار لفي نعيم * على الأرائك ينظرون * تعرف في وجوههم نضرة النعيم * يسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} [المطففين (18: 26)]، أي: فليتسابق المتسابقون، كقوله تعالى: {لمثل هذا فليعمل العاملون} [الصافات (61)].       عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي بشراب، فشرب منه وعن يمينه غلام، وعن يساره الأشياخ، فقال للغلام: «أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟» فقال الغلام: لا والله يا رسول الله، لا أوثر بنصيبي منك أحدا. فتله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يده. متفق عليه. ---------------- «تله» بالتاء المثناة فوق: أي وضعه. وهذا الغلام هو ابن عباس رضي الله عنهما. في الحديث: أن سنة الشرب العامة تقديم الأيمن في كل موطن. وفيه: أن من استحق شيئا لم يدفع عنه إلا بإذنه. قال ابن الجوزي: وأنه استأذن الغلام دون الأعرابي في الحديث الآخر؛ لأن الأعرابي لم يكن له علم بالشريعة، فاستألفه بترك استئذانه.       عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «بينا أيوب - عليه السلام - يغتسل عريانا، فخر عليه جراد من ذهب، فجعل أيوب يحثي في ثوبه، فناداه ربه - عز وجل -: يا أيوب، ألم أكن أغنيتك عما ترى؟! قال: بلى وعزتك ولكن لا غنى بي عن بركتك». رواه البخاري. ---------------- في هذا الحديث: جواز الاغتسال عريانا في الخلوة. وفيه: جواز الحرص على الاستكثار من الحلال في حق من وثق من نفسه بالشكر. قال بعض العلماء: إنما حرص عليه أيوب عليه السلام لأنه قريب عهد بربه، كما حسر نبينا - صلى الله عليه وسلم - ثوبه حين نزل المطر، وقيل: لأنه نعمة جديدة خارقة للعادة، وكل ما نشأ عنها فهو بركة       باب فضل الغني الشاكر قال الله تعالى: {فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى} [الليل (5: 7)] ---------------- أي: أعطى ماله لوجه الله، واتقى محارمه، وصدق بالحسنى، أي: المجازاة، فسنيسره، نهيئه في الدنيا لليسرى، أي: للخلة التي توصله إلى اليسرى، والراحة في الآخرة، وهي الأعمال الصالحة.       قال تعالى: {وسيجنبها الأتقى * الذي يؤتي ماله يتزكى * وما لأحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى * ولسوف يرضى} [الليل (17: 21)]. ---------------- أي: وسيجنب النار الأتقى، أي: من اتقى الشرك والمعاصي؛ الذي يعطي ماله في طاعة الله، يطلب تزكية نفسه طلبا لمرضاة الله، ولسوف يرضى حين يرى جزاءه في الآخرة، وهذه الآيات نزلت في أبي بكر رضي الله عنه، وهي عامة في جميع المؤمنين.       قال تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير} [البقرة (271)]. ---------------- أي: إن تبدوا الصدقات فنعم ما أبديتم، وإن تعطوها مع إخفاء الفقراء فهو خير لكم. قال ابن عباس رضي الله عنهما: السر في التطوع أفضل من العلانية، والفريضة علانيتها أفضل.       قال تعالى: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم} [آل عمران (92)]. ---------------- أي: لن تنالوا كمال الخير حتى تنفقوا من المال الذي تحبونه، وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم فيجازيكم بحسبه.       قال تعالى: {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} [البقرة (274)] ***       عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا، فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها». متفق عليه. ---------------- فيه: أن شكر المال؛ إنفاقه في وجوه الطاعات، وأن شكر العلم العمل به وتعليمه.       عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار». متفق عليه. ---------------- «الآناء»: الساعات. أي: لا ينبغي أن يغبط أحد إلا في هذين الخصلتين.       عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى، والنعيم المقيم، فقال:... «وما ذاك؟» فقالوا: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أفلا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «تسبحون وتحمدون وتكبرون، دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة» فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا، ففعلوا مثله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء». متفق عليه، وهذا لفظ رواية مسلم. ---------------- «الدثور»: الأموال الكثيرة، والله أعلم. في هذا الحديث: فضل الغني على الفقير إذا استوت أعماله وأعمال الفقير البدنية. وفيه: أن العالم إذا سئل عن مسألة يقع فيها الخلاف، أن يجيب بما يلحق به المفضول درجة الفاضل. وفيه: أن العمل السهل قد يدرك به صاحبه فضل العمل الشاق، وأن العمل القاصر قد يساوي المتعدي.   قال الله تعالى: {وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى * وما يغني عنه ماله إذا تردى} [الليل (8: 11) ] . ---------------- البخل: معروف، والشح أبلغ من البخل؛ لأنه يبخل بما عنده، ويطلب ما ليس له. وقوله تعالى: {وأما من بخل} ، أي: بالإنفاق في الخيرات، {واستغنى} ، أي: بالدنيا عن الآخرة، {وكذب بالحسنى} ، أي: بالجزاء في الدار الآخرة، {فسنيسره} نهيئه {للعسرى} لطريق الشر، وهي الأعمال السيئة الموجبة للنار، {وما يغني عنه ماله} الذي يبخل به {إذا تردى} إذا مات، وهو في جهنم.     قال تعالى: {ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} [التغابن (16) ] . ---------------- أي: ومن سلم من الحرص الشديد الذي يحمله على ارتكاب المحارم، {فأولئك هم المفلحون} ، أي: الفائزون. قال ابن زيد وغيره: من لم يأخذ شيئا نهاه الله عنه، ولم يمنع الزكاة المفروضة فقد برئ من شح النفس. وقال ابن مسعود: شح النفس: أكل مال الناس بالباطل. أما منع الإنسان ماله فبخل، وهو قبيح. قال ابن عطية: شح النفس فقر لا يذهبه غنى المال بل يزيده.     عن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة. واتقوا الشح؛ فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم» . رواه مسلم. ---------------- أي: استحلوا ما حرم الله عليهم حرصا على المال، كما احتالوا على ما حرم الله عيهم من الشحوم، فأذابوها فباعوها واحتالوا لصيد السمك فحبلوا له يوم الجمعة وأخذوه يوم الأحد، وغير ذلك مما استحلوا به محارمهم وسفكوا به دماءهم.     الكلم الطيب
       
    • من كتاب قواعد قرآنية - 50 قاعدة قرآنية في النفس والحياة - د. عمر المقبل القاعدة الرابعة عشرة: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ)   الحمد لله بارئ النسم، خالق الخلق من عدم، مجزل النعم، دافع النقم، ذي الجلال والكرم، والصلاة والسلام على محمد زاكي الشيم، بديع السيم، أجود من الغيث إذا عم، و أنور من البدر إذا تم، وأطهر من الماء إذا زم، وعلى آله وصحبه أولي الهمم، وصعدة القمم، أما بعد:   فبدر يتهادى من خلف تلال العتمة، ومسك يتضوع من باحة مرصوفنا المشيع: (قواعد قرآنية)، نبحر فيها مع قاعدة من القواعد القرآنية المحكمة، التي تجلي معنى عظيماً ومهماً في باب التسليم والانقياد لأوامر الله ورسوله، والانقياد لحكم الشريعة، إنها القاعدة القرآنية التي دل عليها قول الله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[القصص:50].   وهذه الآية الكريمة جاءت في سورة القصص، في سياق الحجاج مع المشركين، وبيان تنوع أساليبهم في العناد لرد الشريعة، ورميهم للنبي ج بالعظائم، يقول تعالى ـ: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (*) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [القصص: 48 - 50]}.   والشاهد الذي نحن بصدد الحديث عنه، هو قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ}
      وقد بين الله تعالى هذه القاعدة في موضع آخر، فقال عز وجل: {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}(1).   يقول ابن القيم: موضحاً هذه القاعدة: "فما هو إلا الهوى أو الوحي، كما قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3، 4] فجعل النطق نوعين: نطقاً عن الوحي، ونطقاً عن الهوى"(2)، "فما لم يقله سبحانه ولا هدى إليه فليس من الحق، قال تعالى {فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم} فقسم الأمور إلى قسمين لا ثالث لهما إتباع لما دعا إليه الرسول واتباع الهوى" (3).
      "فمن ترك استجابته إذا ظهرت له سنة وعَدَلَ عنها إلى خلافها، فقد اتبع هواه"(4).   أيها الناظر البصير: إن الحاجة إلى التذكير بهذه القاعدة القرآنية العظيمة من الأهمية بمكان، خصوصاً في هذا العصر الذي كثرت فيه الأهواء، وتنوعت فيه المشارب في التعامل مع النصوص الشرعية، بدعاوى كثيرة، فهذا ينصر بدعته، وهذا يروج لمنهجه في تناول النصوص، وثالث يتتبع الرخص التي توافق مراد نفسه، لا مراد الله ورسوله!   لقد أتى على الناس زمانٌ لا يحتاج الشخص ليمتثل الأمر أو يترك النهي إلا أن يقال له: قال الله، قال رسوله، قال الصحابة ي، فيتمثل وينصاع، ويندر أن تجد من يناقش مناقشة المتملص من الحكم الشرعي، أما اليوم ـ وقد انفتح على الناس أبواب كثيرة يتلقون منها المعلومات ـ فقد سمعوا أقوالاً متنوعة في المسائل الفقهية، وليست هذه هي المشكلة، فالخلاف قديمٌ جداً، ولا يمكن إلغاء أمر قدره الله عز وجل، إلا أن المشكلة، بل المصيبة، أن بعض الناس وجد في بعض تلك الأقوال ـ التي قد تكون شاذةً في المقياس الفقهي ـ فرصةً للأخذ بها، بحجة أنه قد وجد في هذه المسألة قولاً يقول بالإباحة! ضارباً عرض الحائط بالقول الآخر الذي يكاد يكون إجماعاً أو شبه إجماع من السلف الصالح يعلى تحريم هذا الفعل أو ذاك القول!   هذا فضلاً عن تلك المسائل التي تبين فيها خطأ قائلها من أهل العلم، بسبب خفاء النص عليه، أو لغير ذلك من الأسباب المعروفة التي لأجلها يختلف العلماء(5)، ولئن كان ذلك الإمام معذوراً مأجوراً ـ لخفاء النص عليه أو لغير ذلك من الأسباب ـ فما عُذْرُ من بلغه النص عن الله أو عن رسوله؟! ثم بعد ذلك يدعي أنه يسوغ له الأخذ بذلك القول لأجل أنه قد قيل به! مردداً مقولةً كثر تكرارها على ألسنة هذا الصنف من الناس: ما دام أنني لم أخالف إجماعاً قطعياً، ولا نصاً صحيحاً صريحاً، فلا حرج عليّ، ناسياً أو متناسياً قواعد الاستدلال التي قررها الأئمة رحمهم الله.   أليس هؤلاء لهم نصيب من هذه القاعدة: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ}؟!
      وهنا يَحْسُنُ أن يُذَكّرُ هذا الصنف من الناس بقول الله تعالى: {بل الإنسان على نفسه بصيرة} وهي قاعدة قرآنية محكمة، سبق أن تناولها في حلقة سابقة.   كما ينبغي أن يذكروا بالقاعدة التي جاءت في الحديث المشهور ـ والذي قواه بعض أهل العلم(6)ـ: "البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر".   وهذا المعنى ـ الذي دلّ عليه الحديث ـ كما نبه على ذلك العلماء: إنما يجده من بقي في قلبه بقية من نور، لم تطمسها ظلمة الشهوات والشبهات! أما من هام في أودية الفسق والفجور، فإن قلبه لا يفتيه إلا بما تهواه نفسه!   وما أجمل ما حكاه ابن الجوزي: عن نفسه، وهو يصف حالاً مرّت به، تشبه ما نحن بصدد الحديث عنه من أحوال بعض المترخصين اتباعاً لأهوائهم، يقول:
      "ترخصت في شيء يجوز في بعض المذاهب، فوجدت في قلبي قسوة عظيمة، و تخايل لي نوع طرد عن الباب وبُعْدٌ، و ظلمة تكاثفت! فقالت نفسي: ما هذا؟ أليس ما خرجت عن إجماع الفقهاء؟
      فقلت لها: يا نفس السوء! إنك تأولت ما لا تعتقدين، فلو استُفْتِيْتِ لم تفتِ بما فعلتِ، والثاني: أنه ينبغي لك يا نفسُ الفرح بما وجدت من الظلمة عقيب ذلك؛ لأنه لولا نورٌ في قلبك ما أثر هذا عندك!"(7).   لقد جرى لي مرةً حوار عارض مع بعض هذه الفئة التي أخذت تخوض عملياً في جملةٍ من المسائل المخالفة لما عليه جماهير العلماء، وما عليه الفتوى عندنا، فقلتُ له: يا هذا! دعنا من البحث الفقهي المحض، وأخبرني عن قلبك، كيف تجده، وأنت تفعل ما تفعل؟! فأقسم لي بالله: أنه غير مرتاح! وإنما يخادع نفسه بأن الشيخ الفلاني يفتي بهذا، وهو في قرارة نفسه غير مطمئن لتلك الفتوى! فقلتُ له: يا هذا، إن العالم الذي قال بهذه المسألة معذور؛ لأن هذا هو مبلغ علمه، ولكن انج بنفسك، فإن صنيعك هذا هو الذي قال العلماء: إنه تتبع الرخص، وذموا فاعله، بل جعلوا هذا الفعل نوعاً من النفاق، واتباع الهوى، ولذا قال جمع من السلف: من تتبع الرخص فقد تزندق!   ومن تأمل كلمة الهوى في القرآن الكريم، لم يجدها ذكرت إلا في موطن الذم! ولهذا حذر الله نبياً من خيرة أنبيائه من هذا الداء القلبي الخطير فقال: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ [ص: 26]}؟!
      ولك أن تتصور لو أن رجلاً أخذ برخص الفقهاء من عدة مذاهب في مسائل متنوعة، لاجتمع فيه شرٌّ عظيم، ولأصبح دينه مرقعاً ورقيقاً!   وليتذكر المؤمن جيداً ـ وهو يسلك مسلك تتبع الرخص ـ أنه إنما يفعل ما يفعل، ويترك ما يترك ديانةً لله، وقياماً بواجب العبودية لهذا الرب العظيم، فكيف يرضى العبد أن يتعامل مع ربه بدين شعاره الهوى؟!   وقبل أن نختم الحديث عن هذه القاعدة العظيمة، يجب أن نتنبه لأمرين:
      الأول: الحذر من تنزيل هذه القاعدة على المسائل الشرعية التي الخلاف فيها معتبر ومعروف عند أهل العلم.
      الثاني: أن المقصود بالذم هنا، هو من اتبع هواه في الاستفتاء، بحيث يتنقل بين المفتين، فإن وافقت الفتيا ما في نفسه طبقها، وإلا بحث عن آخر حتى يجد من يفتيه، وهذا هو اتباع الهوى بعينه، نعوذ بالله من اتباع الهوى، ونسأله ـ أن يجعل اتباع الحق رائدنا وغايتنا.   وأختم بقول ابن دريد في "مقصورته": وآفة العقل الهوى فمن علا *** على هواه عقله فقد نجا   _______________ (1)     ينظر: التبيان في أقسام القرآن لابن القيم: (129).
      (2)     الصواعق المرسلة 3/ 1052.
      (3)     إعلام الموقعين عن رب العالمين - (1 / 298).
      (4)     الصواعق المرسلة - (4 / 1526).
      (5)     والتي حررها شيخ الإسلام ابن تيمية: في رسالته القيمة: رفع الملام عن الأئمة الأعلام.
      (6)     قال ابن رجب:: "وقد روي هذا الحديث عن النبي ج من وجوه متعددة، بعض طرقه جيدة"، ينظر: جامع العلوم والحكم، شرح الحديث 27.
      (7)     صيد الخاطر: (162) بتصرف.
    • (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ ٱلرَّحِيمُ ٱلْغَفُورُ )2 سبأ معنى { يَلِجُ .. } [سبأ: 2] يدخل، ومنه قوله تعالى: { { يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ .. } [فاطر: 13] يعني: يُدخِل كلاً منهما في الآخر، فزيادة الليل تنقص من النهار، وزيادة النهار تنقص من الليل؛ لذلك نرى اختلاف المواقيت.
        لكن، ما الذي يدخل في الأرض - في حدود ما تراه أنظارنا -؟ هناك أشياء تدخل في الأرض لا دَخْلَ لنا بها كماء المطر مثلاً حين ينزل من السماء، نأخذ منه حاجاتنا، ويتسرَّب منه جزء في باطن الأرض، كما قال تعالى: { { فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي ٱلأَرْضِ .. } [الزمر: 21].
        ويدخل في الأرض الحبة التي نزرعها، فينشأ عنها الاقتيات الذي يضمن لنا بقاء الحياة، وهذه الاقتيات يأتي من مضاعفة الحبة إلى أضعاف كثيرة، كذلك يدخل في الأرض الميِّت الذي نستودعه الأرضَ بعد أنْ يموت، ولك أنْ تلحظ وجه الشبه بين الحبة تزرعها، والميت تدفنه في ضوء قوله تعالى: { { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ } [طه: 55].
        فكما أن الحبة أنبتتْ سبع سنابل، في كل سنبلة مائة حبة، كذلك يجب أن نقيس المتواليات الذهنية فنقول كذلك حين أدخل أو أدفن في الأرض بعد الموت: أخرج بحياة أخرى أكثر نماءً من حياتي في الدنيا، وأكثر خَيْراً فضلاً عما سترَتْه الأرض من سَوْءاتي.
        وقوله سبحانه: ( وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ .. } [سبأ: 2] ما الذي ينزل من السماء؟ ينزل منها المطر لاستبقاء الحياة، وبالماء حياة كل شيء حي، هذا في مادة تكوينك، أما في حياتك الروحية فتنزل الملائكة بالقيم وبالمنهج الذي به تحيا الأرواح والقلوب، وتنزل الملائكة المدبِّرات أمراً، التي تدبر شئون الخلائق، والتي قال الله فيها: { { لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ .. } [الرعد: 11].
      والبعض لا يفهم معنى الآية، فيقول: كيف تحفظه الملائكة من أمر الله؟ يريدون أن أمر الله ينبغي أنْ يُنفذ، فكيف يحفظونه منه؟ والمعنى: يحفظونه حِفْظاً صادراً من أمر الله، ليس تطوُّعاً من عندهم.
        والحق سبحانه يُرينا قدرته في إنزال المطر حينما نُجري عملية تقطير الماء في المعامل والأجزاخانات، انظر كم يتكلف كوب الماء المقطر، وكم يأخذ من الوقت والجهد، أما المطر فتُقطِّره لك قدرة الله دون أنْ تشعر أنت به، فحرارة الشمس تُبخِّر الماء الذي يُكوِّن السحب، ثم تسوقه الرياح إلى حيث شاء الله له أنْ ينزل، ومن حكمته تعالى أنْ جعل ثلاثة أرباع الكرة الأرضية ماءً لتتسع مساحة البخر، فيكفي المطر حاجة الأحياء.
        ومثّلنا لهذه الظاهرة بكوب الماء الذي تتركه لمدة شهر، فلا ينقص إلا عدة سنتيمترات، أما إنْ سكبْتَه في أرض الحجرة فإنه يجفّ قبل أن تغادرها، لماذا؟ لأنك وسَّعْتَ المساحة التي يتبخر منها الماء.
      وماء المطر هو الماء العَذْب الزلال الذي يشرب منه الإنسان والحيوان والطير، ونسقي منه الزرع ومشارف الأرض، وما تبقَّى يسلكه الله في جوف الأرض لحين الحاجة إليه، فالمطر آية من آيات الله الدالة على قدرته تعالى.
        ثم يقول سبحانه: { وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا .. } [سبأ: 2] أى: يصعد، وقد أشار القرآن إلى هذه المسألة في قوله تعالى: { { إِلَيْهِ يَصْعَدُ ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّالِحُ يَرْفَعُهُ .. } [فاطر: 10] أى: تصعد آثار التكليف المنهجي من الله تعالى.
      لكن نلاحظ في أسلوب { وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا .. } [سبأ: 2] استخدام حرف الجر (في) ولم يَقُلْ يعرج إليها، نعلم أن الحرف يدل على معنًى في ذاته، لكن هذا المعنى لا بُدَّ له من ضميمة شيء إليه، ليعطي معنى يفهم، فالحرف (في) يدل على الظرفية، كما تقول: ماء في الكوب، أمَّا لو قلت (في) مستقلة بذاتها، فإنها لا تدلُّ على شيء.
        والعلماء حينما استقبلوا كثيراً من الأساليب وجدوا بها حروفاً ظَنُّوا أنها زائدة، أو أنها بمعنى حرف آخر، كما قالوا في معنى: { وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا } [سبأ: 2] أن (في) هنا بمعنى (إلى)، لكن لماذا عدل الأسلوب عن (إلى) إلى (في)؟ إذن: لا بُدَّ أنها تحمل معنى الظرفية.
      وللتوضيح نذكر ما قُلْنا في قوله تعالى: { { وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ } [طه: 71] البعض قال أي: على جذوع النخل، وهذا فَهْم غير دقيق عن الله؛ لأن (في) هنا تعطيني المعنيين: معنى (على) ومعنى (في).
      فالتصليب صَلْب شيء على شيء، وهذا المعنى تؤديه (على)، لكن فيه قصور، فإنْ أردتَ (على) فحسب، فينبغي أنْ تقول: لأصلبنكم على جذوع النخل تصليباً قوياً، بحيث تدخل أجزاء المصلوب في المصلوب عليه. إذن: المعنى الكامل للتصليب لا تؤديه إلا (في).
      خُذْ مثلاً عود كبريت وضَعْه على يدك، أو على أصبعك، والفُفْ عليه خيطاً خفيفاً، في هذه الحالة الخيط فقط يثبت العود، أما إذا شددْتَ عليه الخيط بقوة، فإن العود يدخل في الجلد حتى يكاد يختفي بداخله، هذا هو التصليب المراد أنْ تشدَّ المصلوب على المصلوب عليه بقوة بالمسامير أو الحبال أو نحوه.
      لذلك قال سبحانه: { { فِي جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ .. } [طه: 71] ولم يقُلْ على جذوع النخل؛ لأن (في) أدَّتْ معنى الاستعلاء والظرفية معاً.
      كذلك في { وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا .. } [سبأ: 2] ولم يقًلْ: وما يعرج إليها؛ لأن إلى لا تؤدي المعنى المطلوب، فـ (إلى) تدل على الغاية، كما تقول: سافرت من القاهرة إلى الإسكندرية. والسماء ليست هي غاية صعود الكَلِم الطيب، إنما غايته ومنتهاه إلى الله عز وجل، وما السماء إلا طريق يُوصل إلى المنتهى الأعلى، وسبق أنْ قُلْنا: إن السماء هي كل مَا علاك.
      وهذا المعنى لحرف الجر واضح كذلك في قوله تعالى: { { وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ .. } [آل عمران: 133] فاستخدم (إلى) لأن المغفرة هي غاية ما يَسْعى إليه المؤمن ويسارع.
        وقال: { { أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ .. } [المؤمنون: 61].
      ولم يقل: إلى الخيرات؛ لأن الخيرات ليست هي الغاية، إنما هي مراتب يترقَّى فيها المؤمن ويتعالى، كلما وصل إلى خير تطلَّع إلى أَخْيَر منه، فكأن الخيرات ظرف يسير فيه لا إليه.
      كذلك لما تكلَّم الحق سبحانه عن الذين كذَّبوا الرسل، قال: { { فَرَدُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ فِيۤ أَفْوَٰهِهِمْ .. } [إبراهيم: 9].
      البعض يقول: أي: إلى أفواههم، لا لأن (في) تحمل معنى المبالغة في رَدِّ المنهج الذي جاء به الرسل، فالمعنى أن الرسل حينما جاءوا بالمنهج لم يقبله المكذِّبون وقالوا لهم: وفروا عليكم كلامكم، يعنى: لن يُجدي معنا شيئاً، وجعلوا أيديهم داخل الأفواه، وعَضُّوا عليها من الغيظ مما سمعوا من الرسل، وهذا المعنى لا تؤديه لفظة: إلى أفواههم.
      ثم هو سبحانه: { وَهُوَ ٱلرَّحِيمُ ٱلْغَفُورُ } [سبأ: 2] صفة الرحيم أي: الذي يمنع وقوع الضُّرِّ بِدايةً، كما قال سبحانه: { { وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ .. } [الإسراء: 82].
      كلمة { شِفَآءٌ .. } [الإسراء: 82] تعني: أنه أصابك مرض نشأ من الغفلة، فجاء القرآن ليُذكِّرك ويُنبِّهك ويشفي نفسك من هذه الغفلة، فإنْ لم توجد الغفلة كان القرآن رحمة تمنع حدوث الداء من البداية. و (رحيم) صيغة مبالغة من الرحمة.
      كذلك { ٱلْغَفُورُ } [سبأ: 2] صيغة مبالغة من المغفرة، والحق سبحانه كثيراً ما يؤكد على هذه الصفة؛ لأنه سبحانه خلق الإنسان، ويعلم أنه لن يسير دائماً على الصراط المستقيم، ولا بُدَّ أن ينحرف يوماً ما عن المنهج القويم؛ لذلك قال { { يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ .. } [المائدة: 15].
      وقلنا: إنه لولا صفة الرحمة والتوبة والمغفرة لتمادى المذنب في الذنوب، ويئس أنْ يعود إلى الطريق المستقيم، وهذا الذي أسميناه (فاقد) وبه يشقى المجتمع كله، لكن إنْ عرف أن له رباً يغفر الذنب ويقبل التوبة، فإنه يُقبل عليها ويتوب ولم لا، وقد تكفَّل الله له بمغفرة ذنوبه إنْ تاب وأناب؟
        إذن: شرع اللهُ التوبةَ ليرحم الخَلْقَ ليرحم الخَلْق كلهم، ويُقدِّم لهم جميلاً، فحين يتوب على المذنب يرحم المجتمع مِن شرِّه، ويرحمه هو من آثار ذنوبه؛ لذلك يقول تعالى: { { ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوۤاْ .. } [التوبة: 118] أى: شرع لهم التوبة ليفتح لهم مجال التراجع وطريق العودة إلى الله، حتى لا يكون هناك شراسة وتَمَادٍ في الشر، ولا ينقلب المذنب إلى طاغوت.
        وحين نتأمل قوله تعالى: { { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا .. } [إبراهيم: 34] نجد صَدْر الآية ورد بنفس اللفظ في موضعين، لكن العَجُز مختلف، ففي آية: { { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ ٱلإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ } [إبراهيم: 34] وفي الأخرى: { { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [النحل: 18].
      عندما وقف بعضهم عند هذه الآية اعترضوا، فقالوا: كيف تُعَدُّ النعمة، وهي واحدة؟ { { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا .. } [إبراهيم: 34] والرد: أن النعمة التي تراها واحدة في ظاهرها في طَيِّها نِعَم شتى، وقد وَضُح لنا هذا بعد أنْ تقدَّمت العلوم وظهر علم عناصر الأشياء، فالتفاحة مثلاً تراها في ظاهرها نعمة واحدة، لكن علم العناصر يُبيِّن لنا أن بها نعَماً شتى، وعناصر وفوائد مختلفة، فهي نعمة في طيِّها نِعَم.
      والنعمة تقتضي: نعمة، ومُنْعِماً، ومُنْعَماً عليه، فالنعمة في ذاتها من الكثرة بحيث لا تُعَدُّ ولاَ تُحصى؛ لذلك استخدم كلمة (إنْ) الدالة على الشك، ولم يقل مثلاً: إذا عددتم نعمة الله؛ لأن هذا مجال لا يطمع فيه أحد، ونِعَم الله ليست مظنة الإحصاء.
      لذلك لم يُقْدِم أحد على محاولة عَدِّ نِعَم الله حتى بعد أنْ وُجدت جامعات وكليات متخصصة في الإحصاء، حاولت إحصاء كل شيء إلا هذه المسألة، لأن الإقبال على العَدِّ والإحصاء يعني إمكانية الوصول إلى إحصاء المعدود.
      أما من حيث المنْعَم عليه وهو الإنسان، فهو ظَلُوم كفار، ظلوم لنفسه ولغيره، كفَّار بالنعمة، ولو آخذناه بذلك لحرمناه هذه النعمة، والذي حماه من هذا الحرمان أن المُنعِم عليه غفور ورحيم، وهذا إذا نظرنا إلى المنعمِ سبحانه.   المصدر التفاسير العظيمه  
    • سورة المائدة : =========== 1/ قال ابن عقيل يوماً في وعظه: يا من يجد منقلبه قسوة، احذر أن تكون نقضت عهداً فإن الله يقول : ( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً). - سورة المائدة 13- ذم قسوة القلب لابن رجب   2/ قال تعالى في قصة ابني آدم في سورة المائدة 31 : (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ) تأمل الحكمة في إرسال الله تعالى لابن آدم الغراب المؤذن اسمه بغربة القاتل من أخيه وغربته هو من رحمة الله وغربته من أبيه وأهله واستيحاشه منهم واستيحاشهم منه. ابن القيم - مفتاح دار السعادة   3/ قال بعض أهل الفضل من المفسرين: الغراب أحد الفواسق الخمسة وفعل ابن آدم وهو القتل من أعظم الفسق، فناسب ما بعث إليه هذا الفعل، والله أعلم بمراد كتابه.   4/ قال تعالى عن الكافرين في سورة المائدة 37: (وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ) إشارة إلى ما هو لازم لهم في الدنيا والآخرة، من الآلام النفسية : غماً وحزناً وقسوة وظلمة قلب وجهلا، فإن للكفر والمعاصي من الآلام العاجلة الدائمة ما الله به عليم .. ولهذا نجد غالب هؤلاء لا يطيبون عيشهم إلا بما يزيل العقل، ويلهي القلب، من تناول مسكر، أو رؤية مله، أو سماع مطرب، ونحو ذلك. ابن تيمية - اقتضاء الصراط المستقيم   5/ قال تعالى : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا) سورة المائدة 38 في هذا درس ، أن الاستزادة من الحرام ، يتسبب عنها نقص من الحلال . سيد قطب ـ في ظلال القرآن .   6/ سئل القاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي عن السر في تطرق التغيير للكتب السالفة وسلامة القرآن من طرق التغيير له؟ فأجاب: بأن الله أوكل للأحبار حفظ كتبهم فقال في سورة المائدة 44: (بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ) وتولى حفظ القرآن بذاته تعالى فقال: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ). سورة الحجر9 التحرير والتنوير - محمد الطاهر ابن عاشور   7/ قال تعالى عن عباده : (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) سورة المائدة 54 سبحان من سبقت محبته لأحبائه ، فمدحهم على ما هب لهم ، واشترى منهم ما أعطاهم وقدم المتأخر من أوصافهم لموضع إيثارهم ، فباهى بهم في صومهم ، وأحب خلوف أفواههم . فيالها من حالة مصونة لا يقدر عليها كل طالب !.. ولا يبلغ كنه وصفها كل خاطب . ابن الجوزي ـ صيد الخاطر .   8/ قد دعا الله إلى مغفرته من زعم أن المسيح هو الله، ومن زعم أن المسيح هو ابن الله، ومن زعم أن عزيراً ابن الله، ومن زعم أن الله فقير، ومن زعم أن يد الله مغلولة، ومن زعم أن الله ثالث ثلاثة، يقول الله تعالى لهؤلاء : { أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } المائدة 74 ثم دعا إلى توبته من هو أعظم قولا من هؤلاء، من قال: { أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى } .. قال ابن عباس :  من آيس عباد الله من التوبة بعد هذا فقد جحد كتاب الله، ولكن لا يقدر العبد أن يتوب حتى يتوب الله عليه. تفسير ابن كثير -  المجلد السابع ص ١٠٨   9/ قال تعالى : (وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا) سورة المائدة 88 لم يقل تعالى : كلوا ما رزقكم ، ولكن قال : (وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ) وكلمة ( من ) للتبعيض ، فكأنه قال : اقتصروا في الأكل على البعض واصرفوا البقية إلى الصدقات و الخيرات . الفخر الرازي ـ التفسير الكبير .   10/ قال تعالى ناهياً عباده عن الصيد حال الإحرام : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (94)) سورة المائدة قال المهايمي : لأن قتله تجبر والمحرم في غاية التذلل . محاسن التأويل للقاسمي .   11/ قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) سورة المائدة 105 قد يتوهم الجاهل من ظاهر هذه الآية الكريمة عدم وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولكن نفس الآية فيها إشارة إلى أن ذلك فيما إذا بلغ جهده فلم يقبل منه المأمور ، وذلك في قوله تعالى : (إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) لأن من ترك الأمر بالمعروف لم يهتد . الشنقيطي ـ أضواء البيان .   12/ قال تعالى في سورة المائدة 109 : (يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ ۖ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) قالوا لا علم لنا وقد علموا بما أجيبوا ، إذ يعلمون أن الغرض من السؤال توبيخ أعدائهم ، ومن أجل ذلك وكلوا الأمر إلى علمه ، وإحاطته بما آمنوا به منهم ، وذلك أعظم على الكفرة وأفّت في أعضادهم ، وأجلب لحسراتهم وسقوطهم في أيديهم ، إذ اجتمع توبيخ الله وتشكي أنبيائهم عليهم . الزمخشري - الكشاف المجلد الأول ص٦٥٢                  سورة الأنعام : =========== 1/ قال تعالى : (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)) سورة الأنعام هذا إيذان بوجوب الحمد عند هلاك الظلمة ، وأنه من أجل النعم وأجزل القسم . الزمخشري ـ الكشاف .   2/ قال تعالى في سورة الأنعام 68: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) .. فمجالسة الفساق تبعث على مساوقة طباعهم وأخلاقهم الرديئة، وهو داء دفين قلّ ما يتنبه له العقلاء فضلاً عن الغافلين، وذلك أنه قلّ أن يجالس الإنسان فاسقاً مدة مع كونه منكراً عليه في باطنه إلا ولو قاس نفسه إلى ما قبل مجالسته لوجد فرقاً في النفور عن الفساد؛ لأن الفساد يصير بكثرة المباشرة هيناً على الطبع ويسقط وقعه واستعظامه . ابن قدامة - مختصر منهاج القاصدين   فإذا رزقت يقظة فصنها في بيت عزلة فإن أيدي المعاشرة نهابة، احذر معاشرة البطالين فإن الطبع لص، لا تصادقن فاسقاً ولا تثق إليه، فإن من خان أول منعم عليه لا يفي لك. ابن القيم – بدائع الفوائد   3/ قال تعالى في سورة الأنعام 92 : ( وَهذا كِتابٌ أَنزَلناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذي بَينَ يَدَيهِ) .. ولقد شاهدنا والحمد لله عز وجل ثمرة خدمتنا له في الدنيا ، فنسأله ألا يحرمنا سعادة الآخرة ، إنه البرُّ الرحيم . الألوسي - روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني  المجلد الثامن ص٣٠٥   4/ وقد جرت سنة الله تعالى بأن الباحث عنه والمتمسك به أي : القرآن - يحصل له عز الدنيا ، وسعادة الآخرة .. وأنا قد نقلت أنواعاً من العلوم النقلية والعقلية ، فلم يحصل لي بسبب شيء من العلوم من أنواع السعادات في الدين والدنيا مثل ما حصل بسبب خدمة هذا العلم . الفخر الرازي - التفسير الكبير المجلد الخامس ص٦٤-٦٥   5/ وهذا الكتاب المبارك لا ييسر الله للعمل به إلا الناس الطيبين المباركين ، فهو كثير البركات والخيرات . الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير المجلد الأول ص٧    6/ قيل للخليفة عبدالملك بن مروان في مرض موته : كيف تجدك يا أمير المؤمنين ؟..   قال : أجدني كما قال الله : ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ﴾ الأنعام 94 كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا ص٧٦   7/ حذار حذار من أمرين لهما عواقب سوء : أحدهما : رد الحق لمخالفته هواك، فإنك تعاقب بتقليب القلب، ورد ما يرد عليك من الحق رأساً، ولا تقبله إلا إذا برز في قالب هواك .قال تعالى في سورة الأنعام 110: (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ) فعاقبهم على رد الحق أول مرة بأن قلب أفئدتهم وأبصارهم بعد ذلك. الثاني : التهاون بالأمر إذا حضر وقته فإنك إن تهاونت به ثبطك الله و أقعدك عن مراضيه وأوامره عقوبة لك .قال تعالى في سورة التوبة 83: (فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ) فمن سلم من هاتين الآفتين والبليتين العظيمتين فلتهنه السلامة. ابن القيم - بدائع الفوائد   8/ قال تعالى في سورة الأنعام 122: (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا) فأكمل الناس حياة أكملهم استجابة لهذا القرآن، ففيه الحياة الكاملة ومن فاته جزء من الاستجابة للقرآن فقد فاته جزء من الحياة الحقيقة الكاملة. ابن القيم – الفوائد   9/ قال تعالى في سورة الأنعام : (وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)) .. هو مبارك في أصله ؛ لأنه كلام الله ، ومبارك في حامله جِبْرِيل عليه السلام ، ومبارك في مَحَلِّه قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووجوه البركة فيه شملت منافع الدارين ، وعلوم الأولين والآخرين .  الألوسي - روح المعاني المجلد السابع ص٢٢١   10/ قال تعالى في سورة الأنعام : (وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ) سورة الأنعام 155 هذا الكتاب مبارك كثير البركات والخيرات فمن تعلمه وعمل به غمرته الخيرات في الدنيا والآخرة . وكان بعض علماء التفسير يقول : اشتغلنا بالقرآن فغمرتنا البركات والخيرات في الدنيا تصديقا لهذه الآية . الشنقيطي - العذب النمير في مجالس التفسير .   11/ قال تعالى : (وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)) سورة اﻷنعام فأكبر سبب لنيل رحمة الله اتباع هذا الكتاب علماً وعملاً . السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .                  سورة الأعراف : ============ 1/ قال تعالى في سورة الأعراف 27 بعد ذكر قصة آدم وما لقيه من وسوسة الشيطان: (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ) .. (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ) الأعراف 31 (يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي) الأعراف 35 لمخاطبتهم ببني آدم وقع عجيب بعد الفراغ من ذكر قصة آدم وما لقيه من وسوسة الشيطان : وذلك أن شأن الذرية أن تثأر لآبائها وتعادي عدوهم، وتحترس من الوقوع في شَركِه. محمد الطاهر بن عاشور - التحرير والتنوير   2/ قال تعالى في سورة الأعراف 55 : (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) في الآية دليل على أن من لم يدعه تضرعاً وخفية فهو من المعتدين الذين لا يحبهم. ابن القيم - بدائع الفوائد   3/ قال تعالى : (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74)) سورة اﻷعراف فيه دليل على أن بناء القصور ليس بمنكر وأن البناء الطائل غير مؤثر في عبادة العبادين . إذ أنه من المحال أن يذكرهم آلاء الله في شيء بنيانه معصية . وقد قال : (فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) ولو كان بناء القصور منكرا لكان داخلا في الفساد لا في الآلاء . القصاب - نكت القرآن . لطيفة : سمي بالقصاب لكثرة ما قتل من الكفار في مغازيه وهذا باتفاق من ترجم له .   4/ ينبغي لمن طمحت نفسه لما لا قدرة له عليه ، أو غير ممكن في حقه ، وحزنت لعدم حصوله أن يسليها بما أنعم الله به عليه مما حصل له من الخير الإلهي الذي لم يحصل لغيره ؛ ولهذا لما طمحت نفس موسى  إلى رؤية الله تعالى وطلب ذلك من الله ، فأعلمه الله أن ذلك غير حاصل له في الدنيا وغير ممكن ، سلاّه بما آتاه فقال : (يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144)) سورة اﻷعراف عبدالرحمن السعدي ـ المواهب الربانية من الآيات القرآنية .   5/ قال تعالى في سورة الأعراف 154: (وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ)عدل سبحانه عن قوله سكن إلى قوله (سكت) تنزيلاً للغضب منزلة السلطان الآمر الناهي الذي يقول لصاحبه: افعل لا تفعل فهو مستجيب لداعي الغضب الناطق فيه المتكلم على لسانه. ابن القيم - إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان   6/ قال تعالى في سورة الأعراف 163 : (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) .. فاعتدوا فكان الجزاء: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ) .. عوقب هؤلاء المتحيلين أنهم مسخوا قردة خاسئين، والذنب الذي فعلوه أنهم فعلوا شيئاً صورته صورة المباح ولكن حقيقته غير مباح، فصورة القرد شبيهة بالآدمي، ولكنه ليس بآدمي، وهذا لأن الجزاء من جنس العمل. ابن عثيمين - تفسير سورة البقرة الذي فعله اليهود هو إلقاء الشباك يوم الجمعة فتدخل فيها الحيتان ويخرجونها يوم الأحد حتى يظفروا بصيد السبت الذي نهوا عن الصيد فيه .   7/ قال تعالى : (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا) سورة اﻷعراف 180 فهو سبحانه يدعو عباده إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته ويثنوا عليه بها ويأخذوا بحظهم من عبوديتها . وهو سبحانه يحب موجب أسمائه وصفاته فهو عليم يحب كل عليم جواد يحب كل جواد وتر يحب الوتر جميل يحب الجمال عفو يحب العفو وأهله حيي يحب الحياء وأهله بر يحب الأبرار شكور يحب الشاكرين صبور يحب الصابرين . . . ابن القيم - مدارج السالكين .
    • وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته    حياك الله أختي ونعتذر عن تأخيرها في الرد عليك  تفضلي : https://www.islamweb.net/ar/fatwa/126881/ينزل-عليها-دم-الحيض-ليلا-ويتوقف-نهارا-فما-حكم-صيامها
  • أكثر العضوات تفاعلاً

    لاتوجد مشارِكات لهذا الاسبوع

  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
    • Hannan Ali تشعر الآن ب سعيدة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      181866
    • إجمالي المشاركات
      2535042
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93115
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    شرين حاتم
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×