اذهبي الى المحتوى
راغبة بالفردوس

~¤ô ✿ مبادئ علم التجويدِ العشرة ✿ ô¤~

المشاركات التي تم ترشيحها

img_1374625034_278.gif

 

 

 

مبادئ علم التجويدِ العشرة

 

 

إن لكلِّ علمٍ ميدانَه ورجاله، وهذا الميدان - الذي نحن بصدد الحديث عنه - مِن أشرفِ الميادين وأعظمِها؛ لأنه ميدانٌ ساحتُه القرآن الكريم، وجنوده هم أهلُ الله وخاصَّتُه، الذين اصطفاهم لحفظ كلامه، وسخَّرهم لخدمة كتابه، وقد امتثلوا لأمرِه، فقاموا بوضعِ الأصول والقواعد، التي تضبط القراءةَ، وتحفَظُها من أن يتطرَّقَ إليها اللحنُ والتصحيف، ولقد أطلقوا على هذه القواعدِ وتلك الأحكام التي وضَعوها واستمدُّوها من قراءة الرسولِ -صلى الله عليه وسلم- اسمَ التجويدِ، الذي أصبح - فيما بعدُ - علمًا له مسائله وقضاياه، التي تبحث في اللفظِ القرآني وكيفيةِ نُطقه، ولَمَّا كان كلُّ علم يستمد أهميتَه وشرَفَه ومنزلتَه من موضوعه، كان علمُ التجويد من أشرفِ العلوم، وأهمِّها على الإطلاق؛ وذلك لتعلُّقِه بكتاب الله، فهو يستمدُّ منزلتَه ومكانته من القرآن الكريم.

 

 

وعلم التجويد له - كغيره من الفنون - مبادئُ عشَرة:

إنَّ مباديْ كلِّ فنٍّ عشرة

space.gif *** الحدُّ والموضوع ثمَّ الثَّمرة space.gif

وفضلُه ونسَبُه والواضع

space.gif*** والاسمُ الاستمدادُ حُكْم الشارع space.gif

مسائل والبعض بالبعض اكتفى

space.gif*** ومَن درى الجميعَ حاز الشَّرفا space.gif

 

 

 

1280263683.gif

 

 

 

 

مبادئ علم التجويدِ العشرة:

 

 

 

المبدأ الأولُ: حدُّه أو تعريفُه:

 

التجويد في اللغة: مصدر جوَّد؛ أي: حسَّن؛ فالتجويد إذًا معناه: التَّحسين.

 

التجويد اصطلاحًا: هو إخراجُ كلِّ حرف من مخرَجِه، مع إعطائه حقَّه ومستحقَّه؛ فحق الحرفِ هو: مخرَجه، وصفاتُه التي لا تفارقُه؛ كالهمسِ والجهر.

 

 

ومستحقُّه هو: الصفاتُ التي يوصف الحرفُ بها أحيانًا، وتفارِقُه أحيانًا؛ كالتفخيمِ والترقيق بالنسبة للراءِ، فهي صفاتٌ عارضةٌ تأتي على الحرف وتزولُ عنه.

 

 

 

 

1280263683.gif

 

 

 

 

المبدأ الثاني: اسمُه:

 

اسمه: علم التَّجويد.

 

1280263683.gif

 

 

 

المبدأ الثالث: موضوعُه:

 

الموضوع الذي يبحَثُ فيه علمُ التَّجويد هو: الكلماتُ القرآنية، من حيث إعطاءُ الحروف حقَّها ومستحقَّها، دون تكلُّفٍ في النطقِ أو تعسُّفٍ.

 

 

1280263683.gif

 

 

 

المبدأ الرابع: ثمرتُه:

 

الثمرة المرجوَّةُ من علم التَّجويد هي: صونُ اللسانِ عن اللحن؛ وهو الميل عن الصواب عند قراءة كتاب الله - تعالى؛ فصون القارئِ لسانَه عن الخطأ واللحنِ في كتاب الله يضمَنُ له كمالَ الأجر والثوابِ، ونيل رضا ربه، وتحصُلُ له السعادةُ في الدارينِ.

 

 

وصون اللسانِ عن اللحنِ في كتاب الله يأتي بأربعةِ أمورٍ، هي:

 

1- رياضةُ اللسانِ، وكثرةُ التكرار.

2- معرفة مخارج الحروف.

3- معرفة صفاتِها.

4- معرفة أحكامِ الكلماتِ القرآنية.

 

 

1280263683.gif

 

 

المبدأ الخامس: نسبتُه:

 

علمُ التَّجويد أحدُ العلوم الشرعيَّة المتعلقة بالقرآنِ الكريم؛ وذلك لأنَّ الشرعَ الحنيف هو الذي أتى بأحكامِه.

 

 

1280263683.gif

 

المبدأ السادس: واضعُه:

 

إن الذي وضَع هذا العلم - مِن الناحية العملية - هو سيدنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن طريق تلقِّيه عن جبريلَ - عليه السلام -، عن رب العزة - عزَّ وجلَّ - ثم أخذه الصحابةُ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتلقاه التابعون عن الصحابة، وهكذا إلى أن وصَل إلينا مجوَّدًا متواترًا في كل فترة نُقل فيها.

 

أما الذي وضَعه من الناحية العِلمية أو النظرية؛ أي: وضَع قواعدَه، وأصَّل أصوله، ووضَع أحكامه ومسائله، فهذا أمرٌ فيه خلاف:

 

فقيل: إن واضعَه من هذه الجهة هو الخليلُ بن أحمد الفَراهيديُّ، وقيل: أبو الأسود الدُّؤَلي، وقيل: وضَعه حفصُ بن عمر الدُّوريُّ، وقيل: بل وضعه أئمَّةُ القراءة.

 

 

1280263683.gif

 

 

 

المبدأ السابع: فضلُه:

 

يُعَدُّ علم التَّجويد من أشرف العلوم وأعلاها منزلةً على الإطلاق، وذلك من جهةِ تعلُّقه بكتاب الله.

 

 

1280263683.gif

 

 

 

المبدأ الثامن: مسائلُه:

 

يبحث علم التَّجويد في مجموعةٍ من القضايا والقواعد الكلية، التي يتعرَّف بها على جزئياتِ هذا العلم، التي وضعها أهلُ الأداء وعلماء القراءة، نحو: (أحكام المدِّ والقصر، والنون الساكنة، والتَّنوين).

 

 

1280263683.gif

 

 

 

المبدأ التاسع: استمداده:

 

استمدَّ أهل الأداء وعلماءُ القراءة هذا العلم من الكيفية التي أقرأ بها جبريلُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وقرأ بها النبيُّ، وهذه الكيفية وصَلت إلينا عن طريقِ الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - ثم التابعين، ثم أهل التلاوة والأداء المتصلِ سندُهم بسيدنا رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم.

 

1280263683.gif

 

 

 

المبدأ العاشر: حكمُ الشرعِ فيه:

 

لقد أوجب الشرعُ الحنيف على كلِّ مَن يريد أن يقرأ القرآن أن يتلوه تلاوة مجودة، وجعَل ذلك مناط كمال الأجر والثواب على التلاوة؛ فقد فرَّق رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بين مَن يقرأُ القرآن وهو ماهر به؛ (أي: يتلوه تلاوة مجودة)، ومن يتلوه وهو غير ماهر به؛ (أي: على غير علْمٍ بأحكام القراءة)، فقال -صلى الله عليه وسلم-: ((الماهرُ بالقرآن مع السَّفَرة الكرام البَرَرة، والذي يقرأ القرآن، ويتتعتع فيه، وهو عليه شاقٌّ، له أجران))؛ [سبق تخريجه].

 

 

لذلك، كان تعلم تجويد القرآن وأحكام التلاوة فرض كفاية، إذا قام به البعض من خاصة الناس سقَط عن الآخرين، أمَّا العمل به في تلاوة كتابِ الله، فهو فرضُ عينٍ على كل مَن يريد أن يقرأ شيئًا من القرآن.

 

 

 

1280263683.gif

 

 

 

الدليلُ على وجوبه:

 

الدليل على وجوبِ العلم بأحكام التَّجويد قد جاء في الكتاب والسنَّةِ وإجماع الأمة.

 

 

أما الدليلُ من الكتاب، فقوله -تعالى-: (( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا )) [المزمل: 4]، والأمرُ هنا للوجوب؛ حيث لم يرِدْ ما يصرف هذا الوجوبَ إلى الاستحباب، أو الندب، أو الإباحة.

 

 

والدليل من السنة المطهرة: قوله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عنه سيدنا أبو هريرةَ - رضي الله عنه -: ((ما أذِن اللهُ لشيء ما أذِن لنبيٍّ حسنِ الصوتِ، يتغنَّى بالقرآن يجهَرُ به))؛ [رواه مسلم في صحيحه/1883].

 

 

كما ثبت عن يعلى بن مَمْلكٍ أنه سأل أمَّ سلمة - زوجَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- عن قراءةِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وصلاته؟ فقالت: ما لكم وصلاته، كان يصلِّي، ثمَّ ينام قَدْر ما صلَّى، ثمَّ يُصلِّي قَدْر ما نام، ثمَّ ينام قَدْر ما صلَّى، حتَّى يُصبح، ونَعَتَت له قراءته، فإذا هي تَنْعَت قراءة مُفسَّرةً حرفًا حرفًا؛ [رواه النسائي في سننه/1629].

 

 

وهذا الحديث يدلُّ على أن تحسين القراءة وتجويدَها من سنن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم.

 

 

ومنها: ما ثبت من حديث موسى بن يزيد الكنديِّ - رضي الله عنه - قال: كان ابن مسعود - رضي الله عنه - يُقرئ رجلاً، فقرأ الرجل: (( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ )) [التوبة: 60] مرسلةً، فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرَأنيها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فقال الرجل: وكيف أقرأكها يا أبا عبدالرحمن؟ قال: أقرأنيها هكذا: (( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ )) [التوبة: 60] ومدَّها.

 

ويدلُّ هذا على أن ابنَ مسعود أنكَر على الرجل قراءته كلمة (الفقراء) بالقصر؛ [أورده الألباني في "السلسلة الصحيحة" 5 / 279]؛ وذلك لأن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أقرأه إياها بالمد، وفي ذلك دلالةٌ واضحة على وجوبِ تلاوة القرآن تلاوةً صحيحة مجودة، موافقة لأحكامِ علم التَّجويد.

 

 

أما دليلُه من الإجماع: فقد انعقد إجماع الأمة من عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا على: وجوبِ قراءة القرآن وتلاوته بالكيفية التي قرأ بها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وأقرأ بها الصحابة، وتلقَّاها عنهم التابعون، وأئمة القراءة، وأهل الأداء، إلى يومنا هذا، ولم يشذَّ عن هذا الإجماع أحدٌ؛ ولذلك لا يجوز لأي قارئ أن يتلوَ القرآن بغير تجويد؛ حتى لا يشمله الوعيد الشديدُ لِمَن يخالف هديَ النبي -صلى الله عليه وسلم- كما قال الله تعالى: (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) [النساء: 115].

 

 

 

1280263683.gif

 

 

يقول الإمامُ ابن الجزريِّ في طيبة النشر:

 

 

والأخذُ بالتَّجويدِ حتمٌ لازمُ space.gif

مَن لم يجوِّدِ القرآنَ آثمُ

space.gifلأنَّه به الإلهُ أنزَلا space.gif

وهكذا منه إلينا وَصَلا

وهو أيضًا حليةُ التلاوة

space.gifوزينةُ الأداءِ والقراءة space.gif

فقد جعَله ابن الجزريِّ واجبًا شرعيًّا، يأثم الإنسان بتركِه، وبه قال أكثرُ العلماء والفقهاء؛ وذلك لأن القرآنَ نزَل مجوَّدًا، وقرأه الرسولُ على جبريل كذلك، وأقرأه الصحابة، فهو سنَّة نبويَّة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرًا ياغالية

وبارك الله فيكِ

اتمنى ان تكون بداية طيبة لي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته

أسأل الله لك ولنا الجنة أختي الفاضلة

 

 

 

والأخذُ بالتَّجويدِ حتمٌ لازمُ space.gif

مَن لم يجوِّدِ القرآنَ آثمُ

space.gifلأنَّه به الإلهُ أنزَلا space.gif

وهكذا منه إلينا وَصَلا

وهو أيضًا حليةُ التلاوة

space.gifوزينةُ الأداءِ والقراءة space.gif

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@ام شهد وشذى

 

 

اللهم آمييين يارب العاليمن : )

جزاكِ الله خيراً وبارك فيكِ

 

 

بوركتِ ياحبيبه ()*~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرًا وبارك فيكِ

جميل جدًا

أسأل الله أن يجعلنا من أهل هذا العلم~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلامُ عليكم و رحمة الله تعالى و بركاتهُ

بارك الله فيكِ اختِي

جزاكِ الله عنا كل خير

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×