اذهبي الى المحتوى
مريم فوزي

(5) الوقوف بعرفة و معاني إيمانية

المشاركات التي تم ترشيحها


klG29926.png






yUy29926.png




"ما من يومٍ أكثرَ من أن يُعتِقَ اللهُ فيهِ عبدًا من النارِ، من يومِ عرفةَ . وإنَّهُ ليدنوثم يُباهي بهم الملائكةُ . فيقول : ما أراد هؤلاءِ ؟"


[صحيح مسلم: (1348)].




الوقوف بعرفة تتويجٌ لإعلان العبودية لله عز وجل وحده



هناك في عرفات يُتمَّم البناء، وتكتمل حلقة التوجّه إلى خالق الـخَـلْق أجمعين.. التي تبدأ من اللقاء بالصلاة جماعةً في مسجد الزقاق، ثم بصلاة الجمعة في مسجد الحي، ثم بصلاة العيد في مُصلى المدينة.. وهاهو العالَم كله يلتقي الآن هنا في عرفات!.. حيث يتجلّى الله تبارك وتعالى على عباده، فيُباهي بهم ملائكته، فهؤلاء هم المؤمنون جاؤوه شُعْثاً غُبْراً يعاهدونه على الجهاد في سبيله، وفي سبيل تنفيذ أوامره في الأرض كلها، والاستمرار على حياة الدعوة والعمل والجهاد حتى الموت!..


هناك في عرفات يحتشد ملايين الناس: بلباسٍ واحد، وحالٍ واحدة، وتهليلٍ واحد، وتكبيرٍ واحد، وتلبيةٍ واحدة.. وذلك كله أمام ربٍ واحدٍ لا شريك له، يعاهدونه عهد الإيمان والإسلام على السير وفق منهجه ودستوره وشريعته التي وضعها لهم!..
هناك في عرفات، تنتهي الحدود، وتُزالُ الفوارق بين البشر والأجناس، وتزول المراتب والدرجات الدنيوية، وتموت المسافات.. فلا تفاضل هنا إلا بالتقوى!..
يهتف المؤمنون كلهم بشعار الإسلام الخالد:
(لبيكَ اللهم لبيك، لبيكَ لا شريكَ لكَ لبيك، إنّ الحمدَ والنعمةَ لكَ والمُلْك، لا شريكَ لك).



هو عهد دائمٌ، يتجدّد في كل خطوةٍ ومرحلة: سنحقق الهدف بإعلاء كلمة الله رب الأرباب كلهم، وسنُزيل كل طاغوتٍ في الأرض، وسنُحرِّرُ أنفسنا والناسَ جميعاً من كل ظلم!..
ويزيد المؤمنون على ذلك بالتكبير:
(الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر).
ليؤكّدوا أنّ الله أكبرُ من كل كبير، وأكبر من كل ربٍ مزيَّف، وأكبر من كل جبارٍ في الأرض، وأكبر من كل طاغيةٍ يحكم بغير ما أنزل سبحانه وتعالى!..
PYJ29926.png
في عرفات، من المفترض أن يخطب في الناس خليفتهم وإمامهم أمير المؤمنين، أو مَن يوكله بذلك.. فيرحّب بهم في رحاب الله عز وجل، ويذكّرهم بعهد الله عليهم، بأن لا يُشرِكوا به أحداً، ولا يرضوا بأن يُشرِكَ أحد به في الأرض كلها.. والمستمعون إلى الخطبة فيهم المندوبون عن كل مكانٍ في العالَم!..


هناك تلهج القلوب بالدعاء والثناء على الله تبارك وتعالى، فتصل إليه الدعوات والرجاءات فوراً من غير وسيطٍ أو واسطة.. ويستمر الدعاء من بعد الزوال حتى غروب الشمس.. وخير ما دعا به رسولنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم، ذلك العهد على تحقيق هدف الإسلام في الأرض:


(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلْكُ وله الحمدُ، يُحيِي ويُميتُ وهو على كل شيءٍ قدير).



في عرفات يتحقق الموقف العظيم، لأنه اللقاء الحي مع الله جل وعلا، الذي يتجلّى على الناس.. فيقبَل منهم العهد، ويباهي الملائكةَ بعباده المؤمنين الطائعين.. إنه اللقاء العظيم بين الله وعباده المؤمنين:
يعطونه العبادة ويعطيهم الكرامة والحرية، يعاهدونه على المضيّ قُدُماً في طريق الإسلام العظيم.. فيباركهم ويبارك عهدهم، يَعِدونه بالطاعة الكاملة.. ويَعِدهم بالعِتْقِ من النار!..
ثم يزحف الناس عند الغروب إلى (مزدلفة) أو (المشعر الحرام).. ثم إلى منى لرجم الشيطان الرجيم.. يزحفون متزاحمين بالأكتاف الليّنة، والقلوب الصافية، والأرواح الحانية، والعزم الشديد، والإصرار العنيد على المضي في طريق الله عز وجل.


PYJ29926.png


يوم عرفة: هو التاسع من ذي الحجة.



وعرفة أو عرفات: موقف الحاج ذلك اليوم، وهي على نحو (20 كيلو متر تقريبا) .


الفرق بين عرفة وعرفات:


قال النيسابوري: عرفات جمع عرفة.


وقال الطبرسي: عرفات: اسمٌ للبقعة المعروفة التي يجب الوقوف بها، ويوم عرفة يوم الوقوف بها .




سبب تسمية عرفات:


قيل: سميت بذلك لأن آدم عليه السلام عرف حواء فيها.


وقيل: لأن جبريل عليه السلام عرَّف إبراهيم عليه السلام فيها المناسك.
وقيل: لتعارف الناس فيها .
وقيل: هي مأخوذة من العَرْف وهو الطيب؛ لأنها مقدسة


PYJ29926.png


فضل يوم عرفة للحاج



أولا: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من يومٍ أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟).
ثانيا: عن عمر بن الخطاب، أن رجلاً من اليهود قال: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت، لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال: أي آية؟ قال: اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا [المائدة: 3] قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم، والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائمٌ بعرفة يوم جمعة.




فضل يوم عرفة لغير الحاج:


أولا: عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده)) .


ثانيا: عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه))، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ((ولا الجهاد، إلا رجلٌ خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء)) .
وجه الدلالة:
أن يوم عرفة هو اليوم التاسع من هذه الأيام العشر فيشمله ذلك الفضل.


يتبع


PYJ29926.png


شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

yUy29926.png



أن يكون الوقوف في أرض عرفات



يشترط أن يكون الوقوف في أرض عرفات لا في غيرها، وعرفة كلها موقف .
الدليل: أولا: من السنة:
1- فعله صلى الله عليه وسلم، وقوله: ((لتأخذوا مناسككم)) .
2- حديث جابر وفيه: ((...وقفت هاهنا، وعرفة كلها موقف)) .
ثانيا: فعل الصحابة رضي الله عنهم، ولم يثبت أن أحدًا منهم وقف خارج عرفات.




المطلب الأول: ما هي حدود عرفات؟


لعرفات أربعة حدود:


أحدها: ينتهي إلى حافة طريق المشرق.
والثاني: إلى حافات الجبل الذي وراء أرض عرفات.
والثالث: إلى البساتين التي تلي قرية عرفات، وهذه القرية على يسار مستقبل الكعبة إذا وَقَفَ بأرضِ عرفات.
والرابع: ينتهي إلى وادي عرنة. .
وقد وُضِعَت الآن علاماتٌ حول أرض عرفة تبين حدودها، ويجب على الحاج أن يتنبه لها؛ لئلا يقع وقوفه خارج عرفة، فيفوته الحج .


المطلب الثاني: حكم الوقوف بوادي عرنة.


لا يصح الوقوف بوادي عرنة، ولا المسجد المسمَّى: مسجد إبراهيم ، ويقال له أيضاً: مسجد عرنة، بل هذه المواضع خارجة عن عرفات، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية: الحنفية ، والمالكية في المشهور ، والشافعية والحنابلة وحكى الإجماع على ذلك ابن عبدالبر ، والقاضي عياض ، وسند ، والزيلعي .


الدليل:
حديث: ((ارفعوا عن بطن عرنة)) ، فلا يجزيه أن يقف بمكان أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يقف به .


PYJ29926.png


المطلب الثالث: هل نمرة من عرفة؟


نَمِرة ليست من عرفة، ولا من الحرم، وإنما يُستحبُّ النزول بها بعد طلوع الشمس قبل النزول بعرفة .


الدليل:
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنه قال في حديثه الطويل في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم: ((فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها، حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء، فرحلت له، فأتى بطن الوادي، فخطب الناس)) .
وجه الدلالة:
أن فيه استحباب النزول بنمرة اذا ذهبوا من منى؛ لأن السنة أن لا يدخلوا عرفات، إلا بعد زوال الشمس وبعد صلاتي الظهر والعصر جمعاً .




مسألة:


مسجد نمرة والذي كان يسمى مسجد إبراهيم، يقع مقدمته في عرنة خارج عرفات، والتي فيها محل الخطبة والصلاة، ويقع آخره في عرفة، وقد ميز بينهما بعلامات، وقد كان قديما يميز بينهما بصخراتٍ كبارٍ فرشت هناك

.


المطلب الرابع: حكم من وقف بعرفة وهو لا يعلم أنه عرفة


من وقف بعرفة محرماً في زمن الوقوف وهو لا يعلم أنه بعرفة، فإنه يجزئه باتفاق المذاهب الأربعة: الحنفية ، والمالكية ، والشافعية ، والحنابلة .


الأدلة:
أولاً: عموم قوله صلى الله عليه وسلم: ((وقد أتى عرفات، قبل ذلك ليلاً أو نهاراً))
ثانياً: أنه لا تشترط النية لصحة الوقوف بعرفة .
ثالثاً: أن الركن قد حصل وهو الوقوف ولا يمتنع ذلك بالإغماء والنوم كركن الصوم .
رابعاً: أنه وقف بها في زمن الوقوف وهو مكلف، فأشبه إذا علم أنها عرفة .




المطلب الخامس: حكم من وقف بغير أرض عرفات:


إن غلط الناس فوقفوا في غير أرض عرفات، يظنونها عرفات لم يجزئهم، ويلزمهم القضاء سواء كانوا جمعاً كثيراً أو قليلاً.


الأدلة:
أولاً: الإجماع: نقله النووي .
ثانياً: أن الوقوف بأرض عرفات شرطٌ من شروط صحة الوقوف.


ثالثاً: لتفريطهم .


PYJ29926.png


أن يكون الوقوف في زمان الوقوف


تمهيد:


يشترط لصحة الوقوف بعرفة أن يكون في وقت الوقوف
الأدلة:
أولا: من السنة:
وقوفه صلى الله عليه وسلم في زمن الوقوف، وقوله: ((لتأخذوا مناسككم)) .
ثانياً: الإجماع:
نقله ابن حزم .



المطلب الأول: أول وقت الوقوف بعرفة:


يبدأ الوقوف بعرفة من زوال الشمس يوم التاسع من ذي الحجة، وهو قول الجمهور من الحنفية والمالكية والشافعية ورواية عن أحمد . وحكى الإجماع على ذلك ابن عبدالبر ، وابن حزم ، والقرطبي .


الأدلة:
أولا: من السنة:
1- فعله صلى الله عليه وسلم، كما في حديث جابر الطويل في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم: «فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها، حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء، فرحلت له، فأتى بطن الوادي، فخطب الناس» ، وقد قال: ((لتأخذوا مناسككم)) .
ثانيا: أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعد الزوال، وكذلك الخلفاء الراشدون فمن بعدهم إلى اليوم، وما نُقِلَ أن أحدًا وقف قبل الزوال .




المطلب الثاني: آخر وقت الوقوف بعرفة:


ينتهي الوقوف بعرفة بطلوع فجر يوم النحر، فمن أتى إلى عرفة بعد فجر يوم النحر فقد فاته الحج


الأدلة:
أولا من السنة:
1- عن عروة بن مضرس الطائي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من شهد صلاتنا هذه، ووقف معنا حتى ندفع، وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه)) .
ثانياً: الإجماع:
نقله ابن المنذر ، و ابن حزم ،وابن عبدالبر ، وابن قدامة .


PYJ29926.png


المسألة الأولى: ما هو قدر الوقوف المجزئ؟


من وقف بعرفة ولو لحظة من زوال شمس يوم التاسع إلى فجر يوم العاشر، قائمًا كان أو جالسًا أو راكبًا فإنه يجزئه، وهو مذهب الجمهور: الحنفية ، والشافعية والحنابلة .


الدليل:
عن عروة بن مضرس الطائي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من شهد صلاتنا هذه، ووقف معنا حتى ندفع، وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه)) .
ثانياً: أنه إذا وقف لحظةً في زمن الوقوف صدق عليه أنه وقف بعرفات.




المسألة الثانية: إلى متى يجب الوقوف بعرفة لمن وافاها نهارا؟


يجب الوقوف بعرفة لمن وافاها نهارًا إلى غروب الشمس، ولا يجوز له الدفع قبل الغروب، فإن دفع أجزأه الوقوف وعليه دم، وهذا مذهب الحنفية والحنابلة وهو قول للمالكية ، والشافعية ، واختاره اللخمي وابن العربي، ومال إليه ابن عبدالبر وهو اختيار ابن باز واستحسنه ابن عثيمين .


الأدلة:
أولاً: من السنة:
حديث جابر: ((حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء. فرحلت له. فأتي بطن الوادي. فخطب الناس... ثم أذن. ثم أقام فصلى الظهر. ثم أقام فصلى العصر. ولم يصل بينهما شيئاً. ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى أتى الموقف))
وجه الدلالة:
أن مكث النبي صلى الله عليه وسلم فيها إلى الغروب مع كون الدفع بالنهار أرفق بالناس يدل على وجوبه لأنه لو كان جائزاً لاختاره النبي صلى الله عليه وسلم فإنه: ((ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً)) .
ثانياً: أن تأخير الرسول صلى الله عليه وسلم الدفع إلى ما بعد غروب الشمس، ثم مبادرته به قبل أن يصلي المغرب مع أن وقت المغرب قد دخل يدل على أنه لا بد من البقاء إلى هذا الوقت .
ثالثاً: أن في الدفع قبل الغروب مشابهة لأهل الجاهلية حيث يدفعون قبل غروب الشمس، إذا كانت الشمس على رؤوس الجبال، كعمائم الرجال على رؤوس الرجال .
رابعاً: أنه لو كان جائزًا لرخص النبي صلى الله عليه وسلم للضعفة أن يتقدموا من عرفة إلى مزدلفة قبل الغروب.


PYJ29926.png


المسألة الثالثة: حكم من دفع قبل غروب شمس التاسع ثم عاد قبل فجر العاشر


من دفع قبل غروب شمس يوم التاسع ثم عاد قبل فجر يوم النحر أجزأه الوقوف, هولا شيء عليه، وهو قول الجمهور من المالكية ، والشافعية ، والحنابلة ، وهو قول للحنفية ، واختاره الكمال ابن الهمام .


وذلك للآتي:
أولا: أنه استدرك ما فاته وأتى بما عليه, لأن الواجب عليه الإفاضة بعد غروب الشمس, وقد أتى به فيسقط عنه الدم كمن جاوز الميقات حلالاً ثم عاد إلى الميقات وأحرم .
ثانياً: أنه لو وقف بها ليلاً دون النهار لم يجب عليه دم .
ثالثاً: أنه أتى بالواجب وهو الجمع بين الليل والنهار .




المسألة الرابعة: حكم من وقف بعرفة ليلا فقط



من لم يقف بعرفة إلا ليلة العاشر من ذي الحجة فإنه يجزئه ولا يلزمه شيء، ولكن فاتته الفضيلة.


الأدلة:
أولاً:من السنة:
1- عن عبدالرحمن بن يعمر الديلي أن ناساً من أهل نجد أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة، فسألوه فأمر مناديا فنادى: الحج عرفة، ((من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج)) .
2- عن عروة بن مضرس الطائي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من شهد صلاتنا هذه، ووقف معنا حتى ندفع، وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه)) .
ثانياً: الإجماع:
نقل الإجماع على ذلك: ابن المنذر , وابن عبدالبر ، وابن قدامة , النووي .




المسألة الخامسة: الخطأ في زمن الوقوف


أولاً: الخطأ في زمن الوقوف بالتقديم


إذا كان الخطأ في التقديم: بأن أخطأ الناس جميعاً فوقفوا يوم الثامن يوم التروية وأمكن أن يقفوا في التاسع فإنه لا يجزئ، وهذا مذهب الجمهور من الحنفية , والمالكية في المشهور ، والشافعية ، وذلك لأن التدارك ممكن في الجملة بأن يزول الاشتباه في يوم عرفة .
ثانياً: الخطأ في زمن الوقوف بالتأخير
إذا كان الخطأ في التأخير بأن أخطأ الناس فوقفوا يوم النحر
وكان الخطأ من الجميع أو الأكثر فحجهم صحيح باتفاق المذاهب الأربعة: الحنفية ، والمالكية ، والشافعية ، والحنابلة .نقل النووي الاتفاق على ذلك .
الأدلة:
أولاً: من السنة:
حديث: (الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون)
ثانياً: أن الهلال هو اسم لما اشتهر عند الناس وعملوا به لا لما يطلع في السماء .
ثالثاً: أن في القول بعد الإجزاء حرج شديد؛ لعموم البلوى به، وتعذر الاحتراز عنه، والتدارك غير ممكن، وفي الأمر بقضاء الحجيج كلهم حرج بين، فوجب أن يكتفى به عند الاشتباه .
رابعاً: أنهم فعلوا ما أمروا به، ومن فعل ما أمر به على وجه ما أمر به فإنه لا يلزمه القضاء؛ لأننا لو ألزمناه بالقضاء لأوجبنا عليه العبادة مرتين .


PYJ29926.png


أن يكون الواقف أهلاً للحج



يشترط في صحة الوقوف بعرفة أن يكون الواقف أهلاً للحج، وذلك كما يلي:


أولاً: أن يكون مسلماً؛ لأن غير المسلم لا يصح منه الحج .
ثانياً: أن يكون محرماً؛ لأن غير المحرم ليس أهلاً للحج، ولم يكن في إحرام حتى يصح منه الوقوف .
ثالثاً: أن يكون عاقلاً؛ لأن المجنون لا يصح وقوفه إذ إنه فاقد لعقله الذي هو مناط التكليف .




حكم من وقف بعرفة على غير طهارة


يجزئ الوقوف بعرفة على غير طهارة، ولا شيء عليه ولكن يستحب له أن يكون على طهارة .


الأدلة:
أولاً:من السنة:
1- قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: ((اصنعي كل ما يصنع الحاج غير ألا تطوفي بالبيت)) ..
وجه الدلالة:
أن استثناء الطواف من عمل الحائض في الحج حتى تطهر، يدل على عدم اشتراط الطهارة لغيره من أعمال الحاج، ومن جملة ذلك الوقوف بعرفة.
2- عن عروة بن مضرس الطائي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من شهد صلاتنا هذه، ووقف معنا حتى ندفع، وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهارا ًفقد تم حجه وقضى تفثه)) .
وجه الدلالة:
أن هذا الحديث وغيره من أحاديث الوقوف بعرفة مطلق عن شرط الطهارة .
ثانياً: الإجماع:
نقل الإجماع على ذلك: ابن المنذر ، وابن قدامة .




هل يشترط ستر العورة واستقبال القبلة للوقوف بعرفة؟


لا يشترط للواقف بعرفة أن يستر عورته أو أن يستقبل القبلة، وحكاه ابن قدامة إجماعًا .




حكم وقوف النائم


من وقف بعرفة وهو نائم فقد أدرك الحج باتفاق المذاهب الأربعة: الحنفية ، والمالكية ، والشافعية ، والحنابلة .


وذلك للآتي:
أولاً: أنه أتى بالقدر المفروض، وهو حصوله كائنا بعرفة .
ثانياً: أنه نسك غير متعلق بالبيت فلا تشترط له الطهارة، كرمي الجمار .
ثالثاً: أن النائم في حكم المستيقظ فهو من أهل العبادات، لذا فإنه إن نام في جميع النهار صح صومه .




حكم وقوف المغمى عليه


من وقف بعرفة وهو مغمى عليه فإنه يجزئه الوقوف، وهو مذهب الحنفية ، والمالكية ، ووجه عند الشافعية ، وتوقف فيه أحمد ، واختاره الشنقيطي , وابن عثيمين .


الأدلة:
أولاً: من السنة:
عن عروة بن مضرس الطائي قال: ((أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بالموقف - يعني بجمع - فقلت: يا رسول الله, أهلكت مطيتي, واتعبت نفسي, والله ما تركت من جبل إلا وقفت عليه, فهل لي من حج؟ فقال صلى الله عليه وسلم: من أدرك معنا هذه الصلاة وأتى قبل ذلك عرفات ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه)) .
وجه الدلالة:
أن من وقف بعرفة وهو مغمى عليه فقد أتى بالقدر المفروض، وهو حصوله كائناً بعرفة، فحصل الركن، ولا يمتنع ذلك بالإغماء والنوم كركن الصوم .
ثانياً: أن الوقوف ليس بعبادة مقصودة ولهذا لا يتنفل به، فوجود النية في أصل العبادة وهو الإحرام يغني عن اشتراطه في الوقوف .
ثالثاً: أن الوقفوف بعرفة لا يعتبر له نية ولا طهارة، ويصح من النائم، فصح من المغمى عليه، كالمبيت بمزدلفة.I8929926.png



akhawat_islamway_1411646713________________.png



يتبع ~


شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرا يا حبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×