اذهبي الى المحتوى
أم أمة الله

وبدأت الدعوة لتملأ الدنيا نوراً بعد ظلام

المشاركات التي تم ترشيحها

وبدأت الدعوة لتملأ الدنيا نوراً بعد ظلام

الجزء السابع من السيرة النبوية

_________________________________

 

"الحمد لله أحمده وأستعينه، وأومن به وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

وأشهد ان محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله بلغ الأمانه وأدى الرسالة ونصح الأمة وكشف الغمة عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

 

 

وبعد فهذا الجزءالسابع من سير ة نبى الله محمد صلى الله عليه وسلم وكان أخر ما ذكرنا فى الجزء الماضى نزول الوحى عليه صلى الله عليه وسلم وإلام يدعو هذا الدين الجديد واليوم نكمل ببداية الدعوة لهذا الدين المبارك وكيف كانت سرية ثمَّ أصبحت جهرية..ومن كان له السبق بالإيمان بها ومن كفر بدون حتى ان يُفكر فيها...

__________________________________________________ _______

لقد مرت الدعوة النبوية بمرحلتين أساسيتين: مرحلة الدعوة السرية، وكانت ثلاث سنين بمكة المكرمة، ومرحلة الدعوة الجهرية وهي ما بعد ذلك.

وكانت طبيعة المرحلة الأولى تتطلب سرية العمل الدعوي، ريثما تتهيأ الظروف المناسبة للجهر بها،

________________________

وكانت دار الأرقم، هي المكان المناسب لمثل هذه الظروف من أيام الدعوة.والذي دعا الرسول - صلى الله عليه وسلم - لاختيار هذه الدار عدة أسباب، منها:

 

_كانت هذه الدار - دار الأرقم - على جبل الصفا، ذلك الجبل المنعزل عما يدور حوله، فهي إذن بمعزل عن أعين الأعداء والمتربصين،

_وكانت - فضلاً عن ذلك - للأرقم بن أبى الأرقم بن أسد بن عبد الله المخزومي وكان اسمه عبد مناف، وهو من السابقين الأولين الذين استجابوا لله والرسول، وباعوا عَرَض الدنيا لأجل الآخرة، وآثروا تحمل الأذى والعذاب على حياة الشرك والكفر، فقد توافرت - لهذه الدار - صفات عدة جعلت منها منطلقاً ومناراً لهذه الدعوة الناشئة.

 

-و الأرقم لم يكن معروفا بإسلامه، فلم يكن يخطر ببال أحد من المشركين أن يجتمع النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة في هذه الدار.

- أن الأرقم بن أبي الأرقم كان فتى عند إسلامه، ولم تفكر قريش أن هناك تجمع إسلامي عند أحد الفتيان، بل إن نظرها كان يتجه في الغالب إلى بيوت كبار الصحابة.

-أن هذه الدار كانت قريبة من الكعبة المشرفة.

 

_________________________________

وفي هذه الدار المباركة، التقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه - رضي الله عنهم -، وتلقوا عنه تعاليم الإسلام وتوجيهاته الكريمة، حيث كان - صلى الله عليه وسلم - يتلو عليهم ما ينزل عليه من القرآن الكريم، ويعلمهم أمور دينهم ويباحثهم في شأن الدعوة، وما وصلت إليه، وموقف المعرضين عنها والصادين عن سبيلها.

كان يسمع شكوى أصحابه وما يلقونه من أذى المشركين وكيدهم، يتحسس آلامهم وآمالهم، ويطلب منهم الصبر والمصابرة، ويبشرهم أن العاقبة للمتقين، وأن النصر مع المؤمنين، وأن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

 

_لقد كانت رعاية الله وعنايته بالعصبة المؤمنة واضحة جلية لا تفارقهم بحال، على الرغم مما كان ينالهم من أذى المشركين،

* وكان من الحكمة البالغة في بداية أمر الدعوة الابتعاد بهذه العصبة المؤمنة عن كل ما يضر بها - قدر المستطاع -، وقد اقتضت حكمة الله - سبحانه - أن تبقى دعوة الإسلام ضمن مجالها السري إلى أن هيأ الله لها من الأسباب ما مكنها من إشهار أمرها وإعلان رسالتها، {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون} (يوسف:21)

__________________________________________________ _____________

وكان رد فعل الكفار:

 

_ونزل هذا الكلام على قلوب الكفار نزول الصاعقة، فقد أصبحت المواجهة واضحة بينهم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، إنه يطلب منهم أن يتركوا الأصنام التي يعبدونها، وأن يتركوا الفواحش، فلا يتعاملون بالربا، ولا يزنون، ولا يقتلون أولادهم، ولا يظلمون أحدًا، لكنهم قابلوا تلك الدعوة بالرفض، وبدءوا يسخرون من النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ومن دعوته، فصبر - صلى الله عليه وسلم - عليهم وعلى تطاولهم.

__________________________________

 

_وذات مرة، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالبيت، فتطاول عليه بعض الكفار بالكلام، ولكنه صبر عليهم ومضى، فلما مرَّ عليهم ثانية تطاولوا عليه بمثل ما فعلوا، فصبر ولم يرد، ثم مرَّ بهم الثالثة، فتطاولوا عليه بمثل ما فعلوا أيضًا، فقال - صلى الله عليه وسلم - لهم: (أتسمعون يا معشر قريش؟ أما والذي نفسي بيده، لقد جئتكم بالذبح) فخاف القوم حتى إن أكثرهم وقاحة أصبح يقول للرسول - صلى الله عليه وسلم - بكل أدب: انصرف يا أبا القاسم، انصرف راشدًا، فوالله ما كنت جهولا.

__________________________________________________ __

 

_وذات يوم، أقبل رجل من بلد اسمها (إراش) إلى مكة، فظلمه أبو جهل، وأخذ منه إبله، فذهب الرجل إلى نادي قريش يسألهم عن رجل ينصره على أبي جهل، وهنا وجد الكفار فرصة للتسلية والضحك والسخرية من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأمروا الرجل أن يذهب إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليأخذ له حقه، فذهب الرجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأخذوا ينظرون إليه ليروا ما سيحدث، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الرجل ليعيد له حقه من أبي جهل، فأرسلوا وراءه أحدهم؛ ليرى ما سوف يصنعه أبوجهل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فذهب الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى بيت أبي جهل، وطرق بابه، فخرج أبو جهل من البيت خائفًا مرتعدًا، وقد تغير لونه من شدة الخوف، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أعطِ هذا الرجل حقه) فرد أبو جهل دون تردد: لا تبرح حتى أعطيه الذي له، ودخل البيت مسرعًا، فأخرج مال الرجل، فأخذه، وانصرف.

وعندما أقبل أبو جهل على قومه بادروه قائلين: ويلك! ما بك؟ فقال لهم: والله ما هو إلا أن ضرب عليَّ وسمعت صوته فملئت منه رعبًا، ثم خرجت إليه، وإن فوق رأسه لفحلا من الإبل ما رأيتُ مثلَه قط، فوالله لو أبَيتُ لأكلني. [البيهقي]

__________________________________________________ ___________________

الرعيل الأول الذي صدق بنبوة محمد (صلَّى الله عليه وسلم) ورسالته:

 

_أخذت الدعاية للإسلام تنتشر في مكة وتعمل عملها في أصحاب الأفئدة الكبيرة، فسرعان ما يطرحون جاهليتهم الأولى ويخفُّون إلى اعتناق الدين الجديد، وكانت آيات القرآن تنزل على القلوب التي استودعت بذور الإيمان كما ينزل الوابل على التربة الخصبة:

{فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}.

كان أصحاب العقائد يتجمعون في تؤدة حول عقائدهم، ويلتفون في حب وإعجاب حول إمامهم، ويشرحون في حذر أصول فكرتهم.

♥والإيمان قوة ساحرة، إذا استمكنت من شعاب القلب وتغلغلت في أعماقه تكاد تجعل المستحيل ممكناً.

____________________________

 

*ولقد رأينا شباباً وشيوخاً يلتقون عند فكرة من الفكر. ويحلونها من أنفسهم محل العقائد الراسخة. ومع أنها فكرة مادية بحتة. إلا أنهم يجعلون من حياتهم وقود حركتها، ويتحملون أقبح الأذى في سبيل نصرتها.

 

وفي السجون الآن رجالٌ تخرجوا من جامعات الغرب، يقضون شطراً من أعمارهم مع القتلة وتجار المخدرات...!

ويرون ذلك بعض الجهد الواجب لإنجاح مبادئهم ودفعها إلى الأمام.

___________________________________

*فكيف إذا كان الإيمان الذي ظهر في صدر الإسلام إيماناً بالله رب السماوات والأرض، وإيماناً بالدار الآخرة حيث ينفلت الإنسان من هذه الدنيا لتستقبله في جوار الله الحدائق الغناء. والقصور الزهر، من تحتها الأنهار الجارية والنعيم المقيم؟.

______________________________________

...إن الرعيل الأول أخذ يتكون ويتزايد على الأيام.

 

♥ومن الطبيعي أن يعرض الرسول (صلَّى الله عليه وسلم) الإسلام على ألصق الناس به من آل بيته وأصدقائه، وهؤلاء لم تخالجهم ريبة قط في عظمة محمد عليه الصلاة والسلام، وجلال نفسه وصدق خبره، فلا جرم أنهم السابقون إلى مؤازرته واتباعه.

 

_آمنت به زوجته "خديجة" ومولاه "زيد بن حارثة"، وابن عمه "علي بن أبي طالب" -وكان صبياً يحيا في كفالة الرسول (صلَّى الله عليه وسلم) وصديقه الحميم أبو بكر، ثم نشط أبو بكر في الدعوة إلى الإسلام فأدخل فيه أهل ثقته ومودته: عثمان بن عفان، وطلحة بن عبيدالله، وسعد بن أبي وقاص.

 

الزبير بن العوام، وأبو ذر الغفاري، وعمرو بن عبسة، وخالد بن سعيد بن العاص،

وفشا الإسلام في مكة بين من نوَّر الله قلوبهم. مع أن الإعلام به كان يقع في استخفاء، ودون مظاهرة من التحمس المكشوف أو التحدي السافر...

_________________________________________________

 

_وترامت هذه الأنباء إلى قريش فلم تعرها اهتماما. ولعلها حسبت محمداً عليه الصلاة والسلام أحد أولئك الديّانين الذين يتكلمون في الألوهية وحقوقها كما صنع أمية بن أبي الصلت، وقس بن ساعدة. وزيد بن عمرو بن نفيل وأشباههم

*. إلا أنها توجست خيفة من ذيوع خبره، وامتداد أثره، وأخذت ترقب على الأيام مصيره ودعوته.

 

واستمر هذا الطور السرِّي للدعوة ثلاث سنين، ثم نزل الوحي يكلف الرسول (صلَّى الله عليه وسلم) بمعالنة قومه، ومجابهة باطلهم، ومهاجمة أصنامهم جهار

 

أمر الله سبحانه بإظهار الدعوة لعشيرته الأقربين:

*قال ابن عباس رضي الله عنهما: لما نزلت الآية {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}، صعد النبي (صلَّى الله عليه وسلم) على الصفا فجعل ينادي: يا بني فهر، يا بني عدي لبطون قريش حتى اجتمعوا، فجعل الذي لم يستطع أن يخرج يرسل رسولاً لينظر ما هو؟ فجاء أبو لهب وقريش، فقال النبي (صلَّى الله عليه وسلم): أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدِّقي؟ قالوا: ما جرَّبْنا عليك كذباً. قال: فإني نذيرٌ لكم بين يدي عذاب شديد!! فقال أبو لهب: تبّاً لك سائر اليوم! ألهذا جمعتنا! فنزل قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ...}.

*وعن أبي هريرة قال: قام رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) حين أنزل الله عليه {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} فقال: "يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا بني عبد المطلب لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً، يا فاطمة بنت رسول الله سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئاً".

_هذه الصيحة العالية هي غاية البلاغ. فقد فاصل الرسول عليه الصلاة والسلام قومه على دعوته، وأوضح لأقرب الناس إليه أن التصديق بهذه الرسالة هو حياة الصلة بينه وبينهم، وأن عصبية القرابة التي يقوم عليها العرب ذابت في حرارة هذا الإنذار الآتي من عند الله

____________________________________________.

لقد كان محمد عليه الصلاة والسلام:_

 

_لقد كان محمد عليه الصلاة والسلام كبير المنزلة في بلده مرموقاً بالثقة والمحبة، وها هو ذا يواجه مكة بما تكره، ويتعرض لخصام السفهاء والكبراء، وأول قوم يغامر بخسران مودّتهم هم عشيرته الأقربون

 

_. لكن هذه الآلام تهون في سبيل الحق الذي شرح الله به صدره، فلا عليه أن يبيت بعد هذا الإنذار ومكة تموج بالغرابة والاستنكار، وتستعد لحسم هذه الثورة التي اندلعت بغتة وتخشى أن تأتي على تقاليدها وموروثاتها.

_______________________________________________

وبدأت قريش تسير في طريقها:_

 

وبدأت قريش تسير في طريقها، طريق اللدد، ومجانبة الصواب. ومضى محمد (صلَّى الله عليه وسلم) كذلك في طريقه يدعو إلى الله، ويتلطف في عرض الإسلام، ويكشف النقاب عن مخازي الوثنية، ويسمع ويجيب، ويهاجم ويدافع..

_ غير أن حرصه على هداية آله الأقربين جعله يجدد مسعاه محاولا عرض الإسلام عليهم مرة أخرى، فإن منزلتهم الكبيرة في العرب تجعل كسبهم عظيم النتائج.وهم قبل هذا أهله الذين يودّ لهم الخير، ويكره لهم الوقوع في مساخط الله،

 

_روى ابن الأثير: قال جعفر بن عبدالله بن أبي الحكم: لما أنزل الله على رسوله {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} اشتد ذلك عليه، وضاق به ذرعاً فجلس في بيته كالمريض، فأتته عماته يعدنه، فقال: ما اشتكيت شيئاً. ولكن الله أمرني أن أنذر عشيرتي. فقلن له: فادعهم، ولا تدع أبا لهب فيهم، فإنه غير مجيبك. فدعاهم فحضروا ومعهم نفر من بني المطلب بن عبد مناف، فكانوا خمسة وأربعين رجلا،

 

فبادره أبو لهب وقال:_

فبادره أبو لهب وقال: "هؤلاء هم عمومتك وبنو عمك فتكلم ودع الصُّباة! واعلم أنه ليس لقومك بالعرب قاطبة طاقة! وأنا أحق من أخذك! فحسبك بنو أبيك. وإن أقمت على ما أنت عليه فهو أيسر عليهم من أن يثب بك بطون قريش و تمُدّهم العرب، فما رأيت أحداً جاء على بني أبيه بشرٍّ مما جئتهم به".

*فسكت رسول الله ولم يتكلم في ذلك المجلس.

 

**ثم دعاهم ثانية،

وقال: "الحمد لله أحمده وأستعينه، وأومن به وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. ثم قال: إن الرائد لا يكذب أهله. والله الذي لا إله إلا هو، إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة. والله لتموتُنَّ كما تنامون. ولتبعثنَّ كما تستيقظون، ولتحاسبنَّ بما تعملون، وإنها للجنة أبداً أو النار أبداً".

♥فقال أبو طالب:

ما أحب إلينا معاونتك، وأقبلنا لنصيحتك، وأشد تصديقنا لحديثك!! وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون، وإنما أنا أحدهم، غير أني أسرعهم إلى ما تحب فامض لما أمِرْت به.

فوالله لا أزال أحوطك وأمنعك؛ غير أن نفسي لا تطاوعني على فراق دين عبد المطلب.

فقال أبو لهب: هذه والله السوأة!!!خذوا على يديه قبل أن يأخذكم غيركم.

فقال أبو طالب: والله لنمنعنه ما بقينا.

__________________________________________________ _____

إن أبا طالب :_

 

إن أبا طالب برغم بقائه على الشرك واستمساكه بدين الآباء ظلَّ حي العاطفة ظاهر الحدب _الحدب أي العطف والحنو، والرحمة والرفق على ابن أخيه؛ وهو مدرك كل الإدراك ما سوف تجره هذه الدعوة من متاعب عليه وعلى أسرته،

_بَيْد أن إعزازه لمحمد وتأذيه من مواجهته بما يكره حملاه على ضمان الحرية له، بل على التعهد بحمايته وهو يبلِّغ عن ربه!!

♥ وأبو طالب من رجالات مكة المعدودين، كان معظماً في أهله، معظماً بين الناس، فما يجسر أحد على إخفار ذمته واستباحة بيضته. وكان بقاؤه مع أهل مكة محترماً للأوثان من أسباب امتداد نفوذه ورعاية حقوقه...

☻أما أبو لهب فصورة لأرباب الأسر المتهالكين على مصالحهم وسمعتهم من غير نظر إلى حق أو باطل. فأي عمل يعرِّض مصالحه للبوار، أو يخدش ما لاسمه من منزلة يهيج ثائرته، ويدفعه لاقتراف الحماقات..

 

_وفي طبيعة أبي لهب قسوة تغريه باقتراف الدنايا. كان أبناؤه متزوجين ببنات محمد (صلَّى الله عليه وسلم)، فأمرهم بفراقهن فطلق عتبة وعتيبة رقية وأم كلثوم..

 

_ولعل أبا لهب كان متأثراً في هذه البغضاء بزوجته أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان. وهي امرأة سليطة، تؤزها على كراهية محمد ودينه علل شتى، ولذلك بسطت فيه لسانها، وأطالت عليه الإفتراء والدس.

_______________________________________________

. ما تجدي وقفة جهول أو غضبة مغرور في منع هذه الرسالة الكبير

 

_وإذا كانت أهواء الجاهلية تدفع عم محمد (صلَّى الله عليه وسلم) إلى الإغلاظ معه على هذا النحو الوضيع؛ فكيف يكون مسلك الأباعد الذين يتمنون العثار للسليم والتهمة للبريء؟

 

_ولكن ما أبو لهب؟ وما قريش؟ وما العرب؟ وما الدنيا كلها؟ بإزاء رجل يحمل رسالة من الله الذي له ملك السموات والأرض، يريد أن يعيد بها الرشد لعالم فقد رشده، وأن يمحو بها الأوهام من حياة مرغتها الأوهام في الرغام. ما تجدي وقفة جهول أو غضبة مغرور في منع هذه الرسالة الكبيرة من المضي إلى هدفها البعيد؟!

 

_إن الطحالب العائمة لا تقف السفن الماخرة، ولئن نقم الجاهليون على المسلمين مروقهم من بين قومهم بهذه الدعوة حتى ليسمونهم الصُّبَاة فإن المسلمين لأشد نقمة عليهم؛ أن سفهوا أنفسهم، وحقّروا عقولهم، وتشبثوا بخرافات ما أنزل الله بها من سلطان.

___________________________________________

 

إن الدعوة التي بدأ بها محمد (صلَّى الله عليه وسلم)

 

_إن الدعوة التي بدأ بها محمد (صلَّى الله عليه وسلم) من بطن مكة لم تكن لبناء وطن صغير، بل كانت إنشاءً جديداً لأجيال وأمم تظل تتوارث الحق وتندفع به في رحاب الأرض إلى أن تنتهي من فوق ظهر الأرض قصة الحياة والأحياء.

__________________________________

فماذا تصنع خصومة ....ومن أولئك الخصوم

 

فماذا تصنع خصومة فرد أو قبيلة لرسالة هذا شأنها في حاضرها ومستقبلها؟ ومن أولئك الخصوم؟

*..متعصبون تحجّرت عقولهم، تزين لهم سطوتهم البطش بمن يخالفهم {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا...}!!

*..أم مترفون سرتهم ثروتهم يحبون الباطل لأنه على أرائك وثيرة، ويكرهون الحق لأنه عاطل عن الحلي والمتاع.

{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا}!!

*..أم متعنتون يحسبون هداية الرحمن عبث صبية، أو أزياء غانية، فهم يقولون: دَعْ هذا وهاتِ هذا.

 

{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ..}!!

 

*.. أم مهرجون يتواصَون بينهم بافتعال ضجة عالية وصياح منكر عندما تقرأ الآيات، حتى لا تسمع فتفهم فتترك أثراً في عقل نقي وقلب طيب.

 

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ}!!

__________________________________________________

لو أن أهل مكة ترددوا حتى يبحثوا ....ولكنهم نفروا_

 

_لو أن أهل مكة ترددوا في تصديق محمد (صلَّى الله عليه وسلم) حتى يبحثوا أمره ويمحِّصوا رسالته، ويزنوا على مهل ما لديهم وما جاء به، لما عابهم على هذا عاقل.

ولكنهم نفروا من الإسلام نفور المذنب من ساحة القضاء بعد ما انكشفت جريمته وثبتت إدانته._

*وقد حزن رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) لهذا الإعراض المقرون بالتكذيب والتحدي، ومن حق كل رجل صدوق نبيل أن يأسف ويألم إذا ألفى نفسه مكذباً مهجوراً.

إلا أن الله واساه، فأبان له بواطن أولئك المكذبين المتألبين.*

{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}.

 

_إن المعتوه إذا اعترض طريقك ووقع في عرضك بلسان حاد، سمعت من يقول لك: هذا لا يقصد العدوان عليك ولكنه يستجيب لنوازع الجنون في دمه. وكذلك أولئك المشركون، إن فظاظتهم وإنكارهم تمشٍ مع دواعي الجحود في طباعهم قبل أن تكون انتقاصاً للرجل الذي يحدثهم أو طعناً في خلقه {...فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}}.

__________________________________________________ ____

ومن ثَمَّ فعلى محمد (menupop.gifصلَّى الله عليه وسلم) أن يمضي_

 

_ومن ثَمَّ فعلى محمد (صلَّى الله عليه وسلم) أن يمضي في سبيل البلاغ، وأن يجتاز ما يلقى أمامه من صعاب وعقاب، وعلى المؤمنين برسالته أن يثبتوا، وليس ثباتهم لمصلحتهم الخاصة فقط ولا حق الإيمان عليهم وكفى.

_بل هو لمصلحة الأجيال المقبلة. إن البنيان الشامخ الذُّرَى لا يرتكز على سطح الأرض، وإنما يرتكز على دعائم غائرة في الثرى. وهي التي تحمل ثقله وترفع عمده، وقد كان أصحاب محمد (صلَّى الله عليه وسلم) الأُوَل بصلابة يقينهم وروعة استمساكهم دعائم رسالته وأصول امتدادها من بعد، في المشارق والمغارب.

__________________________________________________ _________

 

الدروس المستفادة مما سبق:_

 

1_وقد يتبادر إلى الذهن سؤال: هل يجب على كل من يدعو إلى الله التقيد بهذه المراحل بمداها الزمني، كما وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم، بحيث لا يدعو أول شيء إلا سراً، ثم ينتقل جهراً؟

 

والجواب: إن ذلك غير مطلوب من الدعاة أن يتقيدوا بذلك؛ وذلك لأن المدى الزمني الذي حددت فيه تلك المراحل تقدير رباني، وليس جهداً بشرياً فقط، فالتقيد بهذه المراحل لا يتلاءم ولا يتماشى مع مرونة الإسلام في معالجة الأمور ومواجهة القضايا.

 

والسيرة النبوية تمثل حركة الإسلام، وتفتح أمام الدعاة والعاملين للإسلام نماذج كثيرة لخيارات متعددة، بحسب الأحوال والملابسات التي يعيشها المسلم، فقد تقتضي الضرورة في بعض الظروف أن تكون الدعوة سراً، وذلك في البلاد الكافرة التي تحارب الإسلام وتحارب الدعاة، فهناك لابد للمسلمين الذين يريدون نشر الدين أن ينشروا دينهم بطريقة سرية، حتى لا تضرب دعوتهم من قبل الكفار.

أما إذا كانت الدعوة تمارس في بلاد المسلمين، فليس لدى المسلم شيء يخفيه على المسلمين، فنحن عندما ندعو الناس إلى الله لا نقدم لهم شيئاً نخاف عليه أو نخشى منه، نحن نقدم لهم وسيلة النجاة، وندعوهم إلى سفينة الخلاص من ورطة الدنيا والآخرة، والإسلام هو البديل الصحيح، وهو يمثل الخلاص من ورطة الدنيا والآخرة، فما نقدمه للمسلمين إنما هو عملية تذكير لهم، فلا نخاف على شيء ولا نخشى من شيء، وبالتالي لا داعي للسرية؛ لأنك تمارس دعوتك بين المسلمين، وظروف الغفلة والشهوات والشبهات التي أضلت بعضهم تقتضي أن تذكرهم، ولهذا جاء الأمر من الله عز وجل بالدعوة إلى الذكرى، قال عز وجل: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات:55].. فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى [الأعلى:9-10].

وخلاصة القول في الموضوع هذا: أن قضية الدعوة سراً أو جهراً إنما تقدر بقدرها، بحسب الظروف التي يعيشها الداعية والمسلم في زمانه ومكانه، ولكل حال وزمان علاج يناسبه، وقد لا يناسبه في زمان آخر ولا في مكان آخر.

______________________________________________________ __________

 

2_ يلحظ أن من أوائل من استجابوا إلى الدعوة المقربين منه ونخص بالذكر

زوجته أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، صاحبة العقل الكبير، وصاحبة المواقف العظيمة والأيادي البيضاء، التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوخاها حينما تزوج بها، فما تزوج بها لأي غرض إلا لهذا الغرض؛ العقل والخلق والنظر البعيد، ولهذا اختارها وعمرها أربعون عاماً وهو في سن الخامسة والعشرين، صلوات الله وسلامه عليه، فكانت أول من آمنت به وبرسالته، كما هو مشهور، وقد هونت عليه من أمر الدعوة، وكانت بذلك أول من أُمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتبشيره بالجنة، إذ قال عليه الصلاة والسلام: (أمرت أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا نصب فيه ولا صخب) وهذا الحديث في صحيح البخاري وصحيح مسلم.

{وأقرأها الله السلام، وبشرها أن لها في الجنة قصراً من ذهب، لا صخب فيه ولا نصب} رضي الله عنها وأرضاها.

_____________________________________

3_إن سيرة محمد - صلى الله عليه وسلم - وحدها تعطينا الدليل الذي لا ريب فيه على صدق رسالته ونبوته، إنها سيرة إنسان كامل سار بدعوته من نصر إلى نصر لا عن طريق الخوارق والمعجزات، بل عن طريق طبيعي بحت،

*فلقد دعا فأوذي، وبلغ فأصبح له الأنصار، واضطر إلى الحرب فحارب، وكان حكيما، موفقا في قيادته، فما أزفت ساعة وفاته إلا كانت دعوته تلف الجزيرة العربية كلها عن طريق الإيمان، لا عن طريق القهر والغلبة،

 

من عرف ما كان عليه العرب من عادات وعقائد وما قاوموا به دعوته من شتى أنواع المقاومة حتى تدبير اغتياله، ومن عرف عدم التكافؤ بينه وبين محاربيه في كل معركة انتصر فيها، ومن عرف قصر المدة التي استغرقتها رسالته حتى وفاته، وهي ثلاث وعشرون سنة،

 

_أيقن أن محمدا رسول الله حقا، وأن ما كان يمنحه الله من قوة وثبات وتأثير ونصر ليس إلا لأنه نبي حقا، وما كان لله أن يؤيد من يكذب عليه هذا التأييد الفريد في التاريخ،

_ فسيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تثبت لنا صدق رسالته عن طريق عقلي بحت، وما وقع له - صلى الله عليه وسلم - من المعجزات لم يكن الأساس الأول في إيمان العرب بدعوته، بل إنا لا نجد له معجزه آمن معها الكفار المعاندون، على أن المعجزات المادية تكون حجة على من شاهدها، ومن المؤكد أن المسلمين الذين لم يروا النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولم يشاهدوا معجزاته، إنما آمنوا بصدق رسالته للأدلة العقلية القاطعة على دعواه النبوة، ومن هذه الأدلة العقلية: القرآن الكريم، فإنه معجزة عقلية، تلزم كل عاقل منصف أن بصدق محمد - صلى الله عليه وسلم - في دعوى الرسالة.

 

**وهذا يختلف تماما عن سير الأنبياء السابقين المحفوظة لدى أتباعهم، فهي تدلنا على أن الناس إنما آمنوا بهم لما رأوا على أيديهم من معجزات وخوارق، دون أن يحكموا عقولهم في مبادئ دعواتهم فتذعن لها، واوضح مثل لذلك السيد المسيح عليه السلام، فإن الله حكى لنا في القرآن الكريم أنه جعل الدعامة الأولى في إقناع اليهود بصدق رسالته أنه يبرئ الأكمه والأبرص، ويشفي المرضى، ويحيي الموتى، وينبئهم بما يأكلون ويدخرون في بيوتهم، كل ذلك بإذن الله جل شأنه، والأناجيل الحاضرة تروي لنا أن هذه المعجزات هي وحدها التي كانت سببا في إيمان الجماهير دفعة واحدة به، لا على أنه رسول كما يحكي القرآن الكريم، بل على أنه إله وابن إله-حاشا لله من ذلك- والمسيحية بعد المسيح انتشرت بالمعجزات وخوارق العادات - وفي سفر أعمال الرسل أكبر دليل على ذلك – حتى ليصح لنا أن نطلق على المسيحية التي يؤمن بها أتباعها أنها دين قام على المعجزات والخوارق، لا على الإقناع العقلي

_ ومن هنا نرى هذه الميزة الواضحة في سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، أنه ما آمن به واحد عن طريق مشاهدته لمعجزة خارقة، بل عن اقتناع عقلي وجداني، وإذا كان الله قد أكرم رسوله بالمعجزات الخارقة، فما ذلك إلا إكرام له - صلى الله عليه وسلم - وإفحام لمعانديه المكابرين

 

_ومن تتبع القرآن الكريم وجد أنه اعتمد في الإقناع على المحاكمة العقلية، والمشاهدة المحسوسة لعظيم صنع الله، والمعرفة التامة بما كان عليه الرسول من أمية تجعل إتيانه بالقرآن الكريم دليلا على صدق رسالته - صلى الله عليه وسلم - ، يقول الله تعالى في سورة العنكبوت: { وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ، أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ

يُؤْمِنُونَ} [العنكبوت: 50،51]،

**ولما اشتط كفار قريش في طلب المعجزات من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما كانت تفعل الأمم الماضية، أمره الله أن يجيبهم بقوله: { قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً}[الإسراء: 93]. استمع إلى ذلك في قوله تعالى في سورة الإسراء: { وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا ، أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا، أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً، أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً} [الإسراء: 91-93].

هكذا يقرر القرآن بصراحة ووضوح أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - إنسان رسول، وأنه لا يعتمد في دعوى الرسالة على الخوارق والمعجزات، وإنما يخاطب العقول والقلوب، {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ}[الأنعام: 125].

{السيرة النبوية لابن كثير}

(السيرة النبوية السباعي)

_{فقه السيرة للشيخ محمد الغزالى}

 

 

هذا ونكمل فى جزء ثامن باذن الله والحمد لله رب العالمين

 

.%D9%84%D9%88%D8%AD%D8%A9%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ماشاء الله مقال قيم

جزاكِ الله تعالى خيراً أختي الحبيبة على مجهوداتكِ القيمة

جعلها الله تعالى في ميزان حسناتكِ

في المتابعة بإذن الله تعالى ...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ماشاء الله مقال قيم

جزاكِ الله تعالى خيراً أختي الحبيبة على مجهوداتكِ القيمة

جعلها الله تعالى في ميزان حسناتكِ

في المتابعة بإذن الله تعالى ...

جزانا وايَّاكِ وتقبل منَّا ومنكِ صالح الأعمال ووفقنا الله وايَّاكِ لما يُحب ويرضى..حيَّاكِ الله.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×