اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

ما درجة صحة حديث: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب"؟

قال الشيخ الألباني - رحمه الله - في «السلسلة الضعيفة» (705) :

( «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب» .

ضعيف .

رواه ابن نصر في «قيام الليل» (38) ، والطبراني (3/92/1) وابن عساكر (4/296/1) عن الحكم بن مصعب ، حدثني محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده مرفوعًا .

ومن هذا الوجه رواه أبو داود (رقم 1518) والنسائي في «عمل اليوم والليلة» كما في ترجمة الحكم هذا من «التهذيب» والحاكم (4/262) وأحمد (1/248) وابن السني (358) وأبو محمد الحسن بن محمد بن إبراهيم في «أحاديث منتقاة» (145/2) والبيهقي (2/351) .

قلت - الألباني - : وسنده ضعيف ، الحكم بن مصعب مجهول كما قال الحافظ في «التقريب» ، فقول صاحب التاج (5/158) : «سنده صحيح» غير صحيح ، ولعله اغتر برمز السيوطي له بالصحة في «الجامع» ، وقول الحاكم : «صيح الإسناد» ! وغفل أو تغافل عن تعقب المناوي للسيوطي بنحو ما ذكرنا ، وعن تعقب الذهبي للحاكم بقوله : «قلت : الحكم فيه جهالة» ، وكذا قال في المهذب (ق168/2) أيضًا .

وأخرجه ابن ماجه (3819) من هذا الوجه ، إلا أنه لم يذكر «عن أبيه» ) ا.هـ .

 

وقال الشيخ عمرو عبد المنعم سليم في «صون الشرع الحنيف ببيان الموضوع والضعيف» (49) :

( «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب» .

منكر .

أخرجه أحمد (1/248) وأبو داود (1518) والنسائي في «اليوم والليلة» (460) وابن ماجه (3819) وابن السني (366) والطبراني في «الأوسط» (6291) وفي «الكبير» (10/342) وفي «الدعاء» (1774) ، وأبو نعيم في «الحلية» (3/211) والحاكم (4/262) والبيهقي في «الكبرى» (3/351) والحافظ ابن حجر في «الأمالي المطلقة» (ص25) . من طريق :

الوليد بن مسلم ، حدثنا الحكم بن مصعب ، حدثنا محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه أنه حدثه عن ابن عباس ... به .

إلا في رواية ابن ماجه لم يذكر : «عن أبيه» .

قال أبو نعيم : «هذا حديث غريب من حديث محمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، تفرد به عنه الحكم بن مصعب» .

قلت : تفرد المجهول منكر ، والحكم بن مصعب هذا في عداد المجاهيل ، قال أبو حاتم : «هو شيخ للوليد لا أعلم روى عنه أحد غيره» ، ونقل الحافظ عنه أنه قال : «مجهول» ، والأول هو الذي في «الجرح والتعديل» لابنه ، وأما ابن حبان فتناقض فيه ، فذكره في «الثقات» ، وقال : «يخطئ» ، مع قلة روايته ، وقد تعقبه الحافظ بقوله : «هذا مقل جدًّا» ، فإن كان أخطأ فهو ضعيف» . ثم ذكره في «المجروحين» ، وقال : «لا يجوز الاحتجاج بحديثه ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار» .

وقال الأزدي : «لا يتابع على حديثه ، فيه نظر» .

وأما الحافظ ابن حجر فقال : «مجهول» ، كما في التقريب ، فلا أدري ما الحجة بعد ذلك في وصفه هذا الحديث في «الأمالي» بـ «حسن غريب» ... ) ا.هـ .

 

ولم يذكر الشيخان أن ابن حبان أنكر هذا الحديث ، قال في ترجمة هذا الراوي في «المجروحين» : «وهو - أي : الحكم بن مصعب - الذي يروي عن محمد بن علي عن أبيه عن جده عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لو يربي أحدكم بعد سنة ستين ومائة جرو كلب خير له من أن يربي ولد صلبه» ، روى عن محمد بن علي عن أبيه عن جده عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أدمن الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب» حدثناه محمد بن المسيب ثنا محمد بن عبد الله بن ميمون ثنا الوليد بن مسلم عنه، أما الحديث الأول فلا أصل له ، ولا الثاني أيضًا بذلك اللفظ» .

...

قال الشيخ ابن باز رحمه الله : " الحديث المذكور رواه أبو داود وابن ماجه ، وهذا ضعيف ؛ لأن في إسناده الحكم بن مصعب وهو مجهول .

ولكن الأدلة الكثيرة من الآيات والأحاديث تدل على فضل الاستغفار والترغيب فيه ، مثل قول الله سبحانه : ( وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ) الآية من سورة هود ، وقوله سبحانه في آخر المزمل : ( وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) والله ولي التوفيق " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (26/90) .

 

وقال أيضا رحمه الله :

" على كل حال فالحديث المذكور يصلح ذكره في الترغيب والترهيب ؛ لكثرة شواهده الدالة على فضل الاستغفار ، ولأن أكثر أئمة الحديث قد سهلوا في رواية الضعيف في باب الترغيب والترهيب ، لكن يُروى بصيغة التمريض كـ " يُروى " ، و " يُذكر " ، ونحوهما ، لا بصيغة الجزم ، قال الحافظ العراقي في ألفيته ، رحمه الله :

 

وإن ترد نقلا لواه أو لما ... يشك فيه لا بإسنادهما

فأت بتمريض كيروى واجزم ... بنقل ما صح كقال فاعلم

وسهلوا في غير موضوع رووا ... من غير تبيين لضعف ورأوا

بيانه في الحكم والعقائد ... عن ابن مهدي وغير واحد " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (26/259) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" هذا الحديث ضعيف ، ولكن معناه صحيح ؛ لأن الله تعالى قال : ( وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ) ، وقال تعالى عن هود : ( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ) ، ولا شك أن الاستغفار سبب لمحو الذنوب ، وإذا محيت الذنوب تخلفت آثارها المرتبة عليها ، وحينئذٍ يحصل للإنسان الرزق والفرج من كل كرب ، ومن كل هم ، فالحديث ضعيف السند ، لكنه صحيح المعنى " انتهى .

"فتاوى نور على الدرب" (شروح الحديث والحكم عليها) ( شريط 238 ، وجه أ )

والله أعلم .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،

 

بارك الله فيكِ وجزاكِ خيرًا إفادة قيّمة .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،

 

بارك الله فيكِ وجزاكِ خيرًا إفادة قيّمة .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×