اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

أيهما أفضل : التمكين في الأرض أم الإبتلاء ؟

المشاركات التي تم ترشيحها

قال الإمام الشافعي - رحمه الله- حينما سئل :

أيهما أفضل للرجـل :أن يُمكّن ، أو يبُتلى؟

فقال: لا يُمكّن حتى يبتلى .

 

معنى هذه الكلمة ، التي تناقلها الناس ، وحفظها التاريخ ، أن الرجل ، لا يُمكّن في الأرض ، وتكون له كلمة ، ويرتفع قدره بين الناس ، حتى يُبتلى ، ثم يصبر على البلاء ، فتكون جائزته في الدنيا ، التمكين .

 

 

من حكمة الله فى إبتلاء المسلمين بالمصائب

1- أن يتخذ منهم شهداء

2- أن يتبين الصادق من الكاذب والمؤمن من المنافق

3- وقوع عبادات من المؤمنين يحبها الله كالصبر والرضا واليقين والدعاء والتضرع

4- المدافعة بين الحق والباطل لمنع فساد الأرض

5- معرفة حقيقة أعداء الإسلام

6- إثابة من يواسي ويعين المصابين من المسلمين ويدعو لهم

 

 

يقول مسروق الوادعي رحمه الله( إن أهل البلاء في الدنيا إذا لبثوا على بلائهم في الآخرة إن أحدهم ليتمنى أن جلده كان قرض بالمقاريض ( [ من كتاب المحن ، لأبي العرب التميمي ، ص : 283 ] .

و في مقابل المؤمن الثابت كالطود الشامخ أمام نوائب الدهر ، صنف آخر من البشر لا يلوح له البلاء إلا و تنهار قواه ، و يهتز كيانه ، و لا يلبث أن يسقط في ما يعترض سبيله من فتن ، و هذا شأن المنافقين

 

قال ابن القيم - رحمه الله - :«سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: بالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين، ثم تلا قوله ـ تعالى ـ: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَـمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}»

 

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْـجَنَّةَ وَلَـمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} .

 

{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ} ،

ومن هنا ؛ فإن هذه المحن ، التي تصيب الأمة ، هي علامات الطريق ، للوصول إلى العز ، والكرامة ، والسؤدد ؛ فإن أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل.

 

ولقد زلزل المسلمون ، في أُحد ، وابتلوا ، بلاء شديدا ، فلما صبروا ؛ مكّنهم الله

قال تعالى {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ، وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ، فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}

 

 

وابتلوا بالأحزاب ،

قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ

بَصِيرًا (9) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)}

 

بل إن عظماء الأمة ، من الأئمة المتبوعين ، المشهورين ،

أصحاب المذاهب الأربعة ، قد ابتلوا بلاء شديدا:

فقد ابتلي الإمام أبو حنيفة على القضاء

وجلد الإمام مالك في مسألة طلاق المكره

وسجن الإمام الشافعي وعرض على السيف

وسجن الإمام أحمد وجُلد في (فتنة خلق القرآن)

فما وهنوا ، لما أصابهم ، في سبيل الله، وما ضعفوا، وما استكانوا، بل صبروا ، واحتسبوا ، حتى مكن الله لهم جميعا، ولكن بعد الابتلاء ،

 

فلابد من وجود محنة لكل إمام

{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}

ولم يحدث أن انتقموا ممن آذاهم ،

بل قد جعلوا كل من آذاهم في حِـل، وتجاوزوا القضية ونسوها كأن لم تقع .

وقدوتهم رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ الذي جرح وهو يقول:

(هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت)

الراوي: جندب بن عبدالله المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1796

خلاصة حكم المحدث: صحيح

 

نسأل الله أن يُصلح أحوالنا وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن

 

 

منتدى الطريق الى الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×