اذهبي الى المحتوى
شامخة بإيماني

داعيات في غيبوبة

المشاركات التي تم ترشيحها

 

 

 

i_3a12445ee71.png

منال الدغيم

 

 

الهمة العالية كالنبع الجاري، متجددة ناضحة بكل خير وبركة، فتراها تستقي مياهها النقية من السحائب الطاهرة، فتجود بينابيع عذبة يخرج بها من كل الثمرات..

أما إذا كان هذا النبع راكداً دائماً، فإن مياهه سوف تأسن وتتغير، وتعلوها الطحالب العفنة، فلا تنبت زرعاً ولا تروي عطشاً، حتى تضمحل شيئاً فشيئاً وتغور..

والداعية إلى الله، ومن تحمل في فؤادها جذوة من الحرقة على الدين والرغبة في النفع والتغيير والإصلاح، تشبه في حالها نبع الماء هذا، فهي إن جددت علمها وراجعت معارفها ووسعت إطلاعها، كان نفعها مباركاً ومجاله كبيراً، أما إذا انغمست في تفاصيل حياتها اليومية؛ فإنها ستغيب كثيراً عما يستجد في الساحة، عن أخبار الصحوة المورقة، وأشواك المنكرات المؤلمة، عن أحوال الفتيات وآخر الصراعات المنتشرة، عن مقالات بعض الكتاب التي تسدد سهاماً إلى قلب الدعوة، عن جهود المصلحين في النصح والتوجيه، عن آخر الفتاوى من علماء الأمة في الأمور المستجدة، عن أشياء كثيرة!

وفي الحقيقة، لا يكفي أن أملك الحماس فحسب لأكون داعية قد أتممت ما عليّ من واجب تجاه المجتمع، بل لا بد أن أكسب الوعي الذي يدفعني للعمل والإنتاج، وإلا كان عملاً بلا علم، وسعياً بلا بصيرة، والشاهد على هذا بعض المواقف الفردية من حماس غير مؤصل، مما يعطي صورة سيئة عن محب الدعوة في أوساط تسعد بمثل هذه الأخبار السيئة، وتسارع في نشرها والتشفي بها.

i_3a12445ee73.png

وكيف نكتسب الوعي؟

 

وسائل اكتساب الوعي والمعرفة بالواقع كثيرة، تأتي على رأسها القراءة، فمن المؤسف أن كثيراً من الأخوات المحبات للدعوة الحريصات على الخير.. لا يقرأن عدا المناهج الدراسية، ويغفلن كثيراً عما تكسبه القراءة في شتى المجالات من ثقافة متعددة وإطلاع ومعرفة وقوة في النظر والتفكير.

كما أن الانغماس الشديد في التفاصيل اليومية، قد يشغل الداعية عن بعض الاجتماعات المباركة، كالمحاضرات والندوات واللقاءات، التي بها يلتقي المرء نظراءه ممن لهم الهم والاهتمام المشترك، فيتبادلون الأخبار والآراء والتجارب، ويكتسب المرء بذلك المعرفة ويجدد الخبرة.

ونحن لا نعني ذلك إهمال الواجب من القيام بحق من على المرأة لهم حق، بل ندعو إلى زنة الأمور وترتيب الأولويات، فبقليل من الاهتمام الجاد تستطيعين إيجاد حصيلة معقولة من فراغ، تشغلينه بلقاء خير مع رفيقات صالحات؛ فإن لمخالطة الناس دوراً كبيراً في التجديد وسعة الحصيلة.

i_3a12445ee73.png

رؤوس في الرمال:

 

أحياناً.. تدفن الداعية رأسها في الرمال عن سبق إصرار وبطيب نفس، بدعوى واهية، وهي أن الجهل يعفيها من المسؤولية ويبرئ ذمتها من التبعة، فهي إن لم تعلم بالأخبار السيئة والمنكرات المنتشرة والأحوال المتردية، لم يكن عليها واجب في الإنكار والتغيير والإرشاد.

وهذا باطل، فإذا غفلتِ أنتِ وغفل من حولك جميعاً عن ذلك بهذه الحجة؛ فكيف يقوم المجتمع الصالح بالتغيير والإرشاد يا ترى؟ بل سنجد الشر ما يفتأ يتنفج ويعظم وتنتشر آثاره السيئة بلا رادع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ومن ناحية أخرى، قد يكون القلب ضعيفاً سريع التأثر، فيشفق على نفسه أن يصيبه شيء من غبار الفتن إذا ما أشرف عليها فنراه يصد عنها، لكنه يرغب في معرفتها للتغيير والإصلاح، فكيف يكون قلبًا صامداً لا تزيده نيران المنكرات إلا حماساً وقوة؟!

إنه بالاعتصام بالله، وإخلاص النية له، والتزود المؤصل بالعلم الشرعي، ونشير بقوة إلى الأهمية الشديدة للاعتضاد بالرفقة الصالحة، فهي التي تذكر المرء إذا ما نسي، وتوعيه إذا ما غفل..

i_3a12445ee72.png

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاك الله خيرا ونفع بك

نسأل الله أن يستعملنا ولا يستبدلنا

وأن يكفينا شر الغفلة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

موضوع حقا قيم

جزاكِ الله خيرا شامخة الحبيبة

اللهم استعملنا ولا تستبدلنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اللهم أعنا على حسن عبادتك :) من الطرائف كنت أظن أن هناك من الداعيات مريضات من عنوان الموضوع داعيات فى غيبوبه فدخلت لأدعولهم

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@ام جومانا وجنى

@

@أمنيات3

بارك الله فيكن

أشكر لكن مروركن الجميل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرًا شامخة بإيماني

موضوع جميل نفع الله بكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@"إشفاق"

 

@@همسة أمل ~

جزاكما الله خيرا لتواجدكما وبارك فيكن حبيباتي

شكرا لكما <3

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاك الله خيرا ونفع بك

نسأل الله أن يستعملنا ولا يستبدلنا

وأن يكفينا شر الغفلة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنه بالاعتصام بالله، وإخلاص النية له، والتزود المؤصل بالعلم الشرعي، ونشير بقوة إلى الأهمية الشديدة للاعتضاد بالرفقة الصالحة، فهي التي تذكر المرء إذا ما نسي، وتوعيه إذا ما غفل..

 

جزاكِ الله خيرا اختي

وفقنا الله لكل ما يحب ويرضى

 

والله من كثرة الفتن والأهواء أصبح الكثير منا يفضل العزلة .)

الله المستعان

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

والداعية إلى الله، ومن تحمل في فؤادها جذوة من الحرقة على الدين والرغبة في النفع والتغيير والإصلاح، تشبه في حالها نبع الماء هذا، فهي إن جددت علمها وراجعت معارفها ووسعت إطلاعها، كان نفعها مباركاً ومجاله كبيراً، أما إذا انغمست في تفاصيل حياتها اليومية؛ فإنها ستغيب كثيراً عما يستجد في الساحة، عن أخبار الصحوة المورقة، وأشواك المنكرات المؤلمة، عن أحوال الفتيات وآخر الصراعات المنتشرة، عن مقالات بعض الكتاب التي تسدد سهاماً إلى قلب الدعوة، عن جهود المصلحين في النصح والتوجيه، عن آخر الفتاوى من علماء الأمة في الأمور المستجدة، عن أشياء كثيرة!

 

 

 

جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاك الله خيرا يا غالية على هذا الطرح القيم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاك الله خيرا ونفع بك

نسأل الله أن يستعملنا ولا يستبدلنا

وأن يكفينا شر الغفلة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنه بالاعتصام بالله، وإخلاص النية له، والتزود المؤصل بالعلم الشرعي، ونشير بقوة إلى الأهمية الشديدة

للاعتضاد بالرفقة الصالحة، فهي التي تذكر المرء إذا ما نسي، وتوعيه إذا ما غفل..

 

موضوع قيّم

 

بارك الله فيكِ ياحبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرا على الانتقاء القيم يا حبيبة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×