اذهبي الى المحتوى
أمّ عبد الله

مُــدوّنــة ( ربيــعُ القُــلوب )

المشاركات التي تم ترشيحها

msg-28298-0-08395200-1421140334.png

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

 

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليمًا كثيرًا

 

 

"يَجِيءُ صاحِبُ القُرآنِ يومَ القِيامةِ ، فيقولُ القرآنُ : يارَبِّ حُلَّهُ ، فيَلْبسُ تاجَ الكرامةِ ، ثُم يقولُ : ياربِّ زِدْه ، فيَلبسُ حُلَّةَ الكرامةِ ، ثُم يقولُ : ياربِّ ارْضَ عَنه ، فيَرضَى عنه ، فيُقالُ لهُ : اقْرأْ ، وارْقَ ، ويُزادُ بِكُلِّ آيةٍ حسنةً" [حسنه الألباني في صحيح الترغيب: (1425)]

 

 

جعله المولى تبارك و تعالى للأدواء القلبية و البدنية شفاءً، و للصدور جلاءً، كتاب عظيم لا تنقضي عجائبه، الزاد الروحي للمؤمنين، من قره فقد وقر الله عز و جل .. و من لم يوقره و هجره خاب و خسر خسرانًا عظيمًا نسأل الله العافية

 

 

"وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا" [الإسراء: 106]

 

فصلناه من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا

 

وأنزلنا هذا القرآن مفرقا, فارقا بين الهدى والضلال, والحق والباطل

" لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ " أي: على مهل, ليتدبروه, ويتفكروا في معانيه, ويستخرجوا علومه

 

" وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا " أي: شيئا فشيئا, مفرقا في ثلاث وعشرين سنة (تفسير الآية للسعدي رحمه الله)

 

 

فهو أوحاه الله سبحانه و تعالى و عز و جل لنبيه و حبيبه، فاصطبغت به نفوس الصحابة رضوان الله عليهم و أشربته قلوبهم، ما فعلوا إلا أن ازدادوا به في الإيمان كما قال سبحانه و تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم و إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا و على ربهم يتوكلون} [الأنفال: 2]

 

لا بد لنا أخيتي –جعلكِ الله من أهل الله و خاصته- أن نكون دومًا فاعلين من تدبر القرءان نقرأ قراءة تُسمع آذاننا و تعيَها قلوبنا

 

يُسّر لنا بفضل من الله أعظم كتاب، و شرحه، و معانيه و استُفيض فيه .. فلنحرص كل الحرص على ألا نتخذه مهجورًا و ذاك من شكر الله عز و جل على تلك النعمة التي مهما فعلنا فلن نوفي شكرها ()

 

 

ولهذا قال شعبة: حدثنا أبو جمرة، قال: قلت لابن عباس: "إني رجل سريع القراءة، وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين، فقال ابن عباس: لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل، فإن كنت لا بد فاعلاً فاقرأ قراءةً تُسمِعُ أُذنيك، ويعِيها قلبُك"

 

 

فلا بد لنا من الرجوع للقرءان، تدبره، قصص الأنبياء و المرسلين، و كما قيل، كل ذلك بعيدًا عن الإسرائيليات و المداخلات، و البحث عن التفاصيل غير المفيدة التي أبهمها القرءان عمدًا؛ لتكون الفائدة هي الهدف، و الخبرة هي المقصد، و العمل هو المطلوب

 

 

فلنأخذ ما أتانا الله عز و جل، و لنكن من الشاكرين

 

نقبل عليه، نأوى إليه، ننهل منه ليثبت الله لنا به قلوبنا، نتعلم و نتفقه، نتدبر و نستفيد، نطمئن به نفوسنا، بدراسة جادة بعين الاعتبار و العمل بما يتضمنه ذلك الكتاب العظيم

 

لا نجرب، لا نتردد، و كذلك لا مجال للشك! علنا نكون سبب في نصرة دين الله عز و جل

 

 

فكما في البخاري و غيره: "هو دستور المسلمين وشريعتهم وصراطهم المستقيم، وهو حبل الله المتين، وهدايتُه الدائمة، وموعظته إلى عباده، وآيةُ صدقِ رسوله - صلى الله عليه وسلم - الباقية إلى آخر الدنيا، وهو سبيل عزِّ المسلمين في كل العصور والدهور، ولَمَّا كان القرآن كذلك، تعبَّدنا الله - تعالى - بتلاوته، وجعل خيرنا مَن تعلَّمه وعلمه"

 

 

فلنصاحب القرءان ليستنير به طريقنا، و يشتد بها أعوادنا لنكن ابناء الإسلام حقًا و ليس كلامًا، بإذن الله ذاك أمل

 

و في الله الرجاء ..

 

 

 

شكر للحبيبة "راضية" على الفواصل المميزة

RFF31711.png

  • معجبة 3

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تحتوي مُدوّنتنا على:

 

msg-28298-0-63237100-1421255865.png

msg-28298-0-87501000-1421255796.png

 

msg-28298-0-06173000-1421255800.png

 

msg-28298-0-20278400-1421255803.png

 

msg-28298-0-24552200-1421255808.png

 

msg-28298-0-62622700-1421255813.png

 

msg-28298-0-78676200-1421255816.png

 

msg-28298-0-85375500-1421255819.png

 

msg-28298-0-25643500-1421255844.png

 

msg-28298-0-28716800-1421255848.png

 

msg-28298-0-65503400-1421255851.png

 

msg-28298-0-76846600-1421255854.png

 

 

فحيّا هلا بكل أخت متعطشة

نرحب بها ضمن مدونة أخوت طريق الاسلام لربيع القلوب

سائلين المولى عزوجل أن ينفع بكنّ و بكل من تضع هنا فائدة أو نصيحة أو اقتراح أو فكرة يخدم القرءان الكريم

اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا ، اللهم اجعله شفيعاً لنا ، وشاهداً لنا لا شاهداً علينا ، اللهم ألبسنا به الحلل ، وأسكنا به الظلل ، واجعلنا به يوم القيامة من الفائزين ، وعند النعماء من الشاكرين ، وعند البلاء من الصابرين ، اللهم حبِّب أبناءنا في تلاوته وحفظه والتمسك به، واجعله نوراً على درب حياتهم، برحمتك يا أرحم الراحمين ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

  • معجبة 7

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيرًا مشرفتنا الحبيبة

مدونه قيمة وشاملة

لاحركِ الله الأجر والثواب

 

واسمحي لي أن أبدأ بإضافة بعض التدبرات، وهي منقوله من موقع الكلم الطيب

 

msg-28298-0-78676200-1421255816.png

 

ــــ أذهلني يوما قوله تعالى : { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا * الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ } فقلت : يا لطيف! علمت أن قلوب أوليائك الذين تتراءى لهم تلك الأهوال لا تتمالك؛ فلطفت بهم فأضفت "الملك" إلى أعم اسم في الرحمة فقلت :{الرحمن} ! ولو كان بدله اسما آخر كالعزيز والجبار؛ لتفطرت القلوب. [الزركشي]

-------------------------------

ــــ قيل لرجل من الفقهاء: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} فقال الفقيه: والله إنه ليجعل لنا المخرج وما بلغنا من التقوى ما هو أهله، وإنه ليرزقنا وما اتقيناه كما ينبغي، وإنه ليجعل لنا من أمرنا يسراً وما اتقيناه، وإنا لنرجو الثالثة: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا}. [حلية الأولياء

-------------------------------

ــــ قال مالك لتلميذه الشافعي أول ما لقيه : "إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا، فلا تطفئه بظلمة المعصية"، وهذا المعنى الذي نبه عليه الإمام مالك مأخوذ من قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا } [الأنفال:29]، يقول ابن القيم: "ومن الفرقان: النور الذي يفرق به العبد بين الحق والباطل، وكلما كان قلبه أقرب إلى الله كان فرقانه أتم، وبالله التوفيق". [إعلام الموقعين(258/4)]

-------------------------------

ــــ {إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} ، { إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء} هكذا ختم الخليل وزكريا - عليهما السلام - دعواتهما! إن استشعار العبد قرب ربه منه حال دعائه، من أعظم ما يعين على إظهار الافتقار بين يدي الغني، والذل بين يدي العزيز سبحانه، والتبرؤ من الحول والقوة، وتلك - والله - سمة العبودية، وما أحرى من هذه حاله بإجابة دعائه! [د. عمر المقبل]

-------------------------------

 

ــــ {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} وفي إخفاء الدعاء فوائد ، منها : 1/ أنه أعظم إيمانا؛ لأن صاحبه يعلم أن الله تعالى يسمع دعاءه الخفي. 2/ أنه أعظم في الأدب، ولهذا لا تسأل الملوك برفع الأصوات، ومن فعل ذلك مقتوه - ولله المثل الأعلى -. 3/ أنه أبلغ في التضرع والخشوع، فإن الخاشع الذليل إنما يسأل مسألة مسكين ذليل، قد انكسر قلبه، وذلت جوارحه، وخشع صوته، حتى إنه ليكاد تبلغ به ذلته ومسكنته إلى أن ينكسر لسانه فلا يطاوعه بالنطق. 4/ أنه أبلغ في الإخلاص، وفي جمع القلب على الله، فإن رفع الصوت يفرقه ويشتته. 5/ أنه دال على قرب صاحبه من الله، يسأله مسألة مناجاة للقريب، لا مسألة نداء البعيد للبعيد؛ ولهذا أثنى سبحانه على عبده زكريا بقوله : {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا} فلما استحضر قرب ربه، وأنه أقرب إليه من كل قريب، أخفى دعاءه ما أمكنه. [ابن تيمية]

 

 

---- ونلتقي غدًا بإذن الله تعالى وتدبرات جديدة ----

  • معجبة 5

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

ما شاء الله مدونة رائعة اللهم بارك ()

نُتابع معكن هذه الجهود الجميلة زيّنها الله لكم في موازين حسناتكن .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

مدونة رائعة

نتابع معكم إن شاء الله

 

ربي يجزيكم كل خير و يبارك فيكم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@بشاشة الزهور

@@سُندس واستبرق

@أم سهيلة

 

جزانا وإياكن يا حبيبات

المدونة مفتوحة لنا جميعا

فسنسعد بكل أخت تخط على جدران هذه المدنة أي كلمة أو نصيحة أو فائدة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك مشرفتنا الحبيبة على هذه المدونة المباركة

وجعلها الله في موازين حسناتك وكل من تشترك فيها

هل يمكن الأشتراك فيها بمواضيع نشرت في المنتدى ام لا؟؟

وليش ما تضمنت فقرة (( تصاميم )) ^_^

وجزاكن الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@المحبـــة لله

 

نعم يمكن ذلك يا غالية

التصاميم فعلا نسيتها

 

ولكن طبعا يمكن إدراج أي تصميم أو فلاش أو بربوينت يخدم القرآن

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

msg-28298-0-78676200-1421255816.png

---- نتابع التدبرات، من موقع الكلم الطيب ----

 

ــــ مبنى الفاتحة على العبودية، فإن العبودية إما محبة أو رجاء أو خوف، و { الْحَمْدُ للّهِ } محبة، و { الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ } رجاء، و { مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } خوف! وهذه هي أصول العبادة، فرحم الله عبدا استشعرها، وأثرت في قلبه، وحياته.

 

 

ــــ التسابق للحصول على أعلى الدرجات في الامتحانات، واستغلال الأوقات، وحفز الهمم لبلوغ أعلى المناصب والمراتب، لابد أن يدفعنا لتنافس أكبر لنيل درجات أعظم ثمرتها ليست شهادة على ورق، بل جنة عرضها السماوات والأرض، بل لا ينبغي أن تقف آمالنا إلا عند الفردوس الأعلى، تأمل { هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ } [آل عمران:163] [أ.د. إبتسام الجابري]

 

 

ــــ إذا شعرت بالملل من جراء كثرة أمرك أهل بيتك بالصلاة، وإيقاظهم لها - خصوصا صلاة الفجر - فتذكر قوله تعالى : { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا } [طه:132] ففي ذلك أعظم دافع للصبر والاحتساب، وطرد الملل، وتذكر عاجل الأجر ومآل الصبر بعد ذلك في الآية : { لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } [د. محمد الحمد]

 

ــــ إن موسى عليه السلام سأل أجلّ الأشياء فقال : { رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ } [الأعراف:143]، وسأل أقل الأشياء فقال : { رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } [القصص:24]؛ فنحن أيضا نسأل الله أجلّ الأشياء وهي خيرات الآخرة، وأقلها وهو خيرات الدنيا فنقول : { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً } [البقرة:201] [الرازي]

 

ــــ أيها القلب الحزين : إياك أن تنسى العلي القدير، كن مثل كليم الرحمن؛ خرج خائفا، سافر راجلا، اخضر جوعا، فنادى منكسرا { رَبِّ } فحذف ياء النداء {إِنِّي } لتأكيد المسكنة ولم يقل : أنا، { لِمَا } لأي شيء { أَنزَلْتَ إِلَيَّ } بصيغة الماضي لشدة يقينه بالإجابة فكأنما تحققت، { مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } [القصص:24] ، فكان جزاء هذا الانكسار التام: أهلا ومالا، ونبوة وحفظا. [د. عصام العويد]

 

 

---- ونلتقي غدًا بإذن الله تعالى وتدبرات جديدة ----

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا ونفع بكن أخيّاتي

 

إستشار ات

 

 

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

- شكرا حبيبتي ام عبد الله : )

 

- بارك الله فيك عروسنا على المقالات الرائعة

جعلها الله في موازين حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

فلنصاحب القرءان ليستنير به طريقنا، و يشتد بها أعوادنا لنكن ابناء الإسلام حقًا و ليس كلامًا، بإذن الله ذاك أمل

 

و في الله الرجاء ..

 

 

بإذن الله ذاك أمل، و في الله الرجاء () .

 

جزاكِ الله خيرًا كثيرًا أختي الحبيبة أم عبد الله.

أسأل الله أن يُثقل بها موازيننا جميعًا، وأن نلقاه على الوجه الذي يرضيه عنا.

تم تعديل بواسطة زُلفى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إن شاء الله تعالى نكمل أخواتي الحبيبات باقي التدبرات في هذه الصفحة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاكن الله خيرا على هذا المجهود

نتابع معكن بشوق

 

 

اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا ، اللهم اجعله شفيعاً لنا ، وشاهداً لنا لا شاهداً علينا ، اللهم ألبسنا به الحلل ، وأسكنا به الظلل ، واجعلنا به يوم القيامة من الفائزين ، وعند النعماء من الشاكرين ، وعند البلاء من الصابرين ، اللهم حبِّب أبناءنا في تلاوته وحفظه والتمسك به، واجعله نوراً على درب حياتهم، برحمتك يا أرحم الراحمين ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمي

 

 

اللهم آميين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

 

السجود (لغة): مصدر الفعل سجد ، وأصل السجود الخضوع والتذلل لله تعالى.

-السجود (شرعاً): وضع الجبهة أو بعضها على الأرض ، أو ما اتصل بها من ثابت مستقر على هيئة مخصوصة.

-وسجود التلاوة: هو السجود الذي (يجب أو يُسّنُّ) بسبب تلاوة آية من الآيات التي فيها سجدة.. وليس فيه تحريم (تكبيرة الإحرام) ولا تحليل (تسليم).

* الحكم التكليفي: اتفق الفقهاء على مشروعية سجود التلاوة ، للآيات والأحاديث الواردة فيه ، ولكنهم اختلفوا في صفة مشروعيته: هل سجود التلاوة واجب أو مندوب ؟

-فذهب الشافعية والحنابلة إلى أن سجود التلاوة سنة مؤكدة وليس بواجب ، وقال المالكية بسنِّيَّة سجود التلاوة ، واستدلوا على ذلك بقول الله تعالى: (;إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً*وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً*وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) [سورة الإسراء:107-109]. ولما روى عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما- قال: «كان رسول صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا السورة فيها السجدة فيسجد ونسجد». رواه البخاري.

وسجود التلاوة عندهم ليس بواجب لأنه ثبت أن النبي عليه الصلاة والسلام قد تركه أحياناً ، فقد روى زيد بن ثابت – رضي الله عنه – قال: «قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم (والنجم) فلم يسجد فيها» وفي رواية: «فلم يسجد منا أحد». متفق عليه.

- وذهب الحنفية على أن سجود التلاوة واجب على القارئ والسامع ، مستدلين بحديث: « السجدة على من سمعها وعلى من تلاها».

* شروط سجود التلاوة:

يشترط لسجود التلاوة بعض الشروط ، وهي:

1-الطهارة من الحدث الأصغر والأكبر في البدن والثوب والمكان ، لكون سجود التلاوة صلاة أو جزء من صلاة ، فيشترط له ما يشترط للصلاة ، والصلاة لا تُقبل إلا بطهور لحديث: «لا تُقبل صلاة بغير طهور» رواه مسلم.

2- يشترط أيضاً ستر العورة، واستقبال القبلة، والنية لأداء هذه السنة..فهي جزء من صلاة

3- يشترط لصحة سجود التلاوة دخول وقت السجود ، ويحصل ذلك عند جمهور الفقهاء بقراءة جميع آية السجدة أو سماعها بأكملها ، فلو سجد قبل انتهاء جميع كلمات الآية ولو بحرف واحد لم يصح السجود ، لأنه يكون قد سجد قبل دخول وقت السجود.

* ما يُقال في سجود التلاوة:

يجوز لمن يسجد سجود التلاوة أن يقول في سجوده ما يقول في سجود الصلاة: (سبحان ربي الأعلى) ثلاثاً.. ولكن يستحب له أن يقول ما ورد في سجود التلاوة دون غيره وهو ما روته عائشة – رضي الله عنها – قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن: [سجد وجهي للذي خلقه وشق بصره وسمعه بحوله وقوته ، فتبارك الله أحسن الخالقين] ».رواه الترمذي.

ويُسنُّ له أن يقول أيضاً: «اللهم اكتب لي بها عندك أجراً ، وضع عني بها وزراً ، وتقبَّلها مني كما تقبَّلتها من عبدك داود عليه السلام». رواه الترمذي.

* صفة سجود التلاوة: (خارج الصلاة)

- قال الحنفية: يُكَبِّرُ المسلم للوضع دون أن يرفع يديه كسجدة الصلاة ، ويسجد سجدة واحدة ، ثم يُكَبِّرُ للرفع من السجود ، وكل من هاتين التكبيرتين سنة لا واجبة ، ولا يقرأ التشهد ولا يُسلِّم لعدم وجود التحريمة (أي تكبيرة الإحرام) ، وقال البعض باستحباب القيام لأداء سجود التلاوة ، تشبيهاً له بسجود الصلاة ، ولأن القرآن الكريم ورد به في قول الله تعالى: ( إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدَاً) [سورة الإسراء:107].

- قال المالكية: صفة سجود التلاوة عند المالكية كما هي عند الحنفية ، غير أنهم لم يقولوا باستحباب القيام من جلوس لأداء سجود التلاوة ، بل يُؤَديه القائم من قيام والجالس من جلوس دون أن يقوم ، كما زادوا على الحنفية بأن يرفع الساجد يديه عند الهوي للسجود.

- قال الشافعية: يُكَبِّرُ المسلم للسجود رافعاً يديه حذو منكبيه كما يفعل عند تكبيرة الإحرام في الصلاة ، ثم يسجد دون أن يرفع يديه عند الهوي للسجود ، ويسجد سجدة واحدة ، ثم يرفع رأسه مكبراً ، ثم يجلس ولا يقرأ التشهد ويُسَلِّم كتسليم الصلاة ، وذهب البعض إلى استحباب السجود من قيام.

- قال الحنابلة: يُكَبِّرُ عند الهوي للسجود ويرفع يديه عند الهوي للسجود لا عند الرفع منه ، ويكبر عند الرفع من السجود ، ثم يُسَلِّم تسليمة واحدة عن يمينه ، ويستحب له أن يسجد للتلاوة من قيام تشبيهاً له بسجود الصلاة.

- أما صفة سجود التلاوة في الصلاة: فإذا مَرَّ المصلي بآية سجدة وأراد السجود للتلاوة وهو في الصلاة نوى السجود بالقلب من غير أن يتلفظ به ، ثم كَبَّرَ وهوى للسجود من دون أن يرفع يديه ، ويسجد سجدة واحدة ، ثم يرفع رأسه ويُكَبِّرُ للرفع من السجود وينتصب قائماً، ويستحب له أن يقرأ ولو آية واحدة ليفصل بها بين سجود التلاوة والركوع الذي يأتي بعد القراءة ، فإن انتصب قائماً بعد أدائه لسجود التلاوة ثم ركع من غير أن يقرأ شيئاً من القرآن جاز ، ولا خلاف في وجوب الانتصاب قبل الركوع وبعد سجود التلاوة لأن الهوي إلى الركوع من قيام واجب.

1- [ سورة الأعراف : الآية 206 ].

2- [ سورة الرعد : الآية 15 ].

3- [ سورة النحل : الآية 49 ].

4- [ سورة الإسراء : الآية 107 ].

5- [ سورة مريم : الآية 58 ].

6- [ سورة الحج : الآية 18 ].

7- [ سورة النمل : الآية 25 ].

8- [ سورة السجدة : الآية 15 ].

9- [ سورة الفرقان : الآية 60 ].

10-[ سورة فُصِّلت : الآية 38 ].

 

منقول من موقع الكلم الطيب

يتبع

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

* المواضع التي تطلب فيها سجدة التلاوة:

اتفق الفقهاء على سجود التلاوة في عشرة مواضع من القرآن الكريم هي:

 

 

 

 

 

هذه هي مواضع سجود التلاوة التي اتفق عليها جمهور أهل العلم ، لفعل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ، وقد اختلف الفقهاء في السجود موضعين من القرآن:

 

 

 

- الموضع الأول: السجود عند قول الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الْذِيْنَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا...) [سورة الحج: الآية77]. فذهب الشافعية والحنابلة إلى أنَّ في هذه الآية سجدة تلاوة هي الثانية في سورة الحج بعد آية السجدة الأولى المتفق عليها وهي: [سورة الحج : الآية 18]. واستدلوا على ما ذهبوا إليه بما روي عن عقبة بن عامر –رضي الله عنه- قال: قلت يا رسول الله: فُضِّلت سورة الحج بأن فيها سجدتين؟ قال: «نعم ، من لم يسجدهما فلا يقرأهما». رواه الترمذي.. واختار هذا القول عمر وعلي وعبدالله بن عمر –رضي الله عنهم أجمعين-.

 

 

 

وذهب الحنفية والمالكية إلى أنه لا سجود في هذا الموطن ، واستدلوا على ذلك بما روي عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه عَدَّ السجدات التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعَدَّ في الحج سجدة واحدة ، وبما روي عن عبدالله بن عباس أنه قال: سجدة التلاوة في سورة الحج هي الأولى والثانية سجدة صلاة.. ولعدم سجود فقهاء المدينة وقُرَّائهم فيها.

 

 

 

- الموضع الثاني: السجود عند قول الله تعالى في سورة (ص): (;وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ(24)فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ(25))[سورة ص:25،24]. فذهب الحنفية والمالكية إلى مشروعية السجود في سورة (ص) ، ولكن قال الحنفية أن موضع السجود للتلاوة يكون عند قول الله تعالى: (.. فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ(25)( واستدلوا على ما ذهبوا إليه بما روى عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في (ص). رواه البخاري. وأيضاً بما روي عن عثمان رضي الله عنه أنه قرأ في الصلاة سورة (ص) وسجد وسجد الناس معه ، وكان ذلك بمحضر من الصحابة ولم يُنكر عليه أحد.

 

 

 

أما المالكية فقالوا أن السجود للتلاوة يكون عند قول الله تعالى: ( وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ(24))

وذهب الشافعية والحنابلة إلى أن السجود للتلاوة في سورة (ص) ليست من عزائم السجود ، أي: ليست من متأكداته ، وبالتالي فهي ليست سجدة تلاوة لكن سجدة شكر ، واستدلوا على ذلك بما رواه البخاري عن عبدالله بن عباس أنه قال: (ص) ليست من عزائم السجود. وقد أخرج النسائي عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «سجدها داود توبة ونسجدها شكراً». ويستحب للمصلي ألا يسجد في الموضعين اللذين اختلف فيهما الفقهاء ، وليسجد فيهما خارج الصلاة خروجاً من الخلاف.

 

 

 

* سجدات الـمُفَصَّل:

 

 

 

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن في المفصل (وهو من أول سورة [ق] إلى آخر المصحف) ثلاث سجدات هي:

- سجدة سورة النجم في الآية 62 ، عند قول الله تعالى: (فَاسْجُدُوا للهِ وَاعْبُدُوا)

- سجدة سورة الانشقاق في الآية 21 ، عند قول الله تعالى: (;وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ القُرْءانُ لَا يَسْجُدُون)

- سجدة سورة العلق في الآية 19 ، عند قول الله تعالى: (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)

واستدلوا على ما ذهبوا إليه بما روي عن عمرو بن العاص رضي الله عنه: «أن النبي عليه الصلاة والسلام أقرأه خمس عشرة سجدة ثلاث منها في المفصل». أخرجه أبو داود.

 

 

 

أما المالكية فالمشهور من مذهبهم أنه لا سجود للتلاوة في المفصل ويستدلون على ذلك بما روى زيد بن ثابت رضي الله عنه أن قال: «قرأت على النبي عليه الصلاة والسلام (النجم) فلم يسجد». متفق عليه. وبما روي عن عبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر رضي الله عنهم أجمعين قالا: (ليس في الـمُفَصَّل سجدة).

 

 

 

* مجاوزة آية السجود:

 

 

 

ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يُكره للمسلم أن يقرأ السورة أو الآيات في الصلاة أو خارجها ويدع آية السجدة حتى لا يسجدها ، لأنه لم يُنقل عن السلف فعل ذلك بل نقل عنهم كراهته ، ولأن في ذلك تغيير لأحكام تلاوة القرآن وإعراض عن قراءته على الوجه الأكمل الذي يحبه الله ورسوله ، قال تعالى: ( فإذا قرأناه فاتبع قرآنه)[سورة القيامة:18]. أي: تأليفه وتعاليمه ، فكان التغيير مكروهاً ، ولأن في ذلك صورة الفرار من العبادة والإعراض عن تحصيلها بالفعل وذلك مكروه ، ولأن في ذلك صورة هجر آية السجدة ، ولا يجوز هجر شيء من القرآن.

 

 

 

* أداء سجود التلاوة في أوقات النهي عن الصلاة:

 

 

 

يستحب للمسلم ألا يسجد للتلاوة في أوقات النهي عن الصلاة وهي:

- من بعد صلاة الصبح حتى شروق الشمس.

- عندما تُشرق الشمس حتى ترتفع مقدار رمح (أي: بعد الشروق بـ 25 دقيقة تقريباً).

-عندما تستوي الشمس في كبد السماء (أي: ما قبل أذان الظهر بثلاث دقائق).

- عندما غروب الشمس وقبل ذلك بقليل (أي ما قبل أذان الغرب بثلث ساعة إلى الأذان).

 

 

 

هذه هي الأوقات التي نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فيها إلا أن تكون الصلاة ذات سبب كأن تكون قضاء عن فرض فائت ، فيستحب للمسلم ألا يقرأ آية سجدة في هذه الأوقات، فإن نسي أو جهل ذلك وقرأ آية وسجد جاز ذلك والأولى عدم فعل ذلك.

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

صفة تلاوة النبي عليه الصلاة والسلام

 

 

 

 

إن مما يجدر بكل قارئٍ للقرآن الكريم أن تكون قراءته للقرآن الكريم أشبه ما تكون بقراءة النبي عليه الصلاة والسلام ، فهو قدوتنا في كل العبادات ،وقد تلقَّى النبي عليه الصلاة والسلام جميع كلمات القرآن الكريم وآياته وسوره عن جبريل – عليه السلام – عن ربِّه عزوجل ، قال تعالى ;وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ*نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ*عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمنذِرِينَ*بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ [الشعراء: 193-195]. وكان للنبي عليه الصلاة والسلام حزب من القرآن يقرؤه ، وكانت قراءته ترتيلاً ، وكان عليه الصلاة والسلام يعطي الحروف حقَّها على الأصول الصحيحة ، فلم تكن قراءته عجلة ولم تكن أيضاً بطيئة جداً ، بل كانت معتدلة كأفضل ما تكون القراءة.. كانت قراءته عليه الصلاة والسلام مفسرةً حرفاً حرفاً ، وروي ذلك أيضاً عن أم سلمة – رضي الله عنها - كما كان يُقطِّع القراءة ويقف عند كل آية فيقول مثلاً: ;الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ;ويقف ، ثم يقول الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ; ويقف ، ثم يقول:;مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ويقف ، ثم يقول:;إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ويقف ، ثم يقول اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْـمُستَقِيمَ; إلى آخر ما كان يقرأ عليه الصلاة والسلام.. وهكذا.

 

 

 

وقد روى الزهري أن قراءة النبي عليه الصلاة والسلام كانت آية آية ، وروى ذلك أيضاً البيهقي في (شعب الإيمان) وروى غيره كثيرون ممن رجحوا الوقف على رؤوس الآيات ما أمكن إلا أن يختل المعنى أو ينقلب فعندها لا يجوز الوقوف ، كما في قوله تعالى فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ لأن الوقوف عند هذه الآية يشوِّه المعنى ويَقْلِبُه بل يجب عليه أن يُكْمِله بالآية التي بعدها وهي: ;الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون:4/5] ليتم المعنى.

 

 

 

وكما كان النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ القرآن ، كان يحب أن يسمعه من غيره ، وفي كلٍ من قراءته واستماعه كان أحياناً يذرف الدمع من عينيه إجلالاً لربه واستشعاراً لعظمته ، وإشفاقاً على أمته ، وقد طلب النبي عليه الصلاة والسلام من ابن مسعود – رضي الله عنه - أن يقرأ عليه شيئاً من القرآن ، فقال: أأقرأُ عليك وعليك أُنزل ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «إنِّي أحب أن أسمعه من غيري». فقرأ عليه سورة النساء حتى إذا بلغ قول الله تعالى: ;فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيداً; [النساء:41]. بكى النبي عليه الصلاة والسلام حتى ذرفت عيناه الدموع ، وقال: «حسبك الآن». رواه البخاري.

 

 

 

وكان رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يذكر الله تعالى ويقرأ القرآن في جميع أحيانه وأحواله ، فكان يقرأ القرآن قائماً وقاعداً ومضجعاً ومتوضئاً ومحدثاً ، ولم يكن يمنعه شيء من قراءة القرآن إلا الجنابة ، وسئلت سيدتنا عائشة – رضي الله عنها – عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكان يُسِرُّ أم يَجْهَرُ ؟ فقالت: كان كل ذلك يفعل.

وقد سئل أنس بن مالك –رضي الله عنه – كيف كانت قراءة النبي عليه الصلاة والسلام ؟

 

 

 

قال: كان يَمُدُّ مدَّاً ، أي: يطيل الحروف الصالحة للإطالة ، ليستعين بها على التدَبُّر والتذكر وتذكير من يَتَذَكَّر. رواه البخاري.

وعن البراء بن عازب –رضي الله عنه- أنه سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ في العشاء والتين والزيتون ، فما سمع أحداً أحسن صوتاً منه. رواه البخاري.

 

 

 

*أهم المصادر والمراجع:

 

 

 

- كيف تقرأ القرآن: الشيخ محمد أبو الفرج صادق.

- بُغية عباد الرحمن لتحقيق تجويد القرآن: الشيخ محمد شحادة الغول.

- دروس في ترتيل القرآن الكريم: الشيخ فائز عبدالقادر شيخ الزور.

-التبيان في آداب حملة القرآن: الإمام أبي زكريا يحي بن شرف النووي.

 

 

تم تعديل بواسطة ظِـلاَلُ اليَّـاسَميـنْ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مراتب تلاوة القرآن الكريم

 

لتلاوة القرآن الكريم ثلاث مراتب، وتقسَّم مراتب التلاوة بالنظر إلى سرعة الأداء وبطئه إلى ثلاث مراتب هي:

1- مرتبة التحقيق:

والتحقيق في اللغة: التدقيق والتأكد.

وفي الاصطلاح عَرَّفه إمام القُرَّاء ابن الجزري بأنه: إعطاء كل حرف حقَّه من إشباع المد وتحقيق الهمزة وإتمام الحركات واعتماد الإظهار والتشديدات وتوفية الغنات وتفكيك الحروف وإخراج بعضها من بعض ، بالسَّكت والترسل واليُسْر والتؤدة ومراعاة الوقوف.

وباختصار التحقيق هو: البطء والتَّرَسل في القراءة مع مراعاة جميع أحكام التجويد في القراءة من غير إفراط.

2- مرتبة الحَدْر :

والحدر في اللغة: السرعة.

وفي الاصطلاح عَرَّفه إمام القُرَّاء ابن الجزري بأنه: إدراج القراءة وسرعتها ، وتخفيفها بالقصر والتسكين والاختلاس والبدل والإدغام الكبير وتخفيف الهمز ونحو ذلك مما صَحَّت به الرواية ووردت به القراءة ، مع إيثار الوصل وإقامة الإعراب ، ومراعاة تقويم اللفظ وتمكن الحروف.

وباختصار الحدر هو: إدراج القراءة وسرعتها وتخفيفها ، وإقامة الإعراب مع مراعاة جميع أحكام التجويد في القراءة من غير تفريط.

ويقرأ المسلم بالحَدْر أحياناً لتكثير لحسنات ، وحيازة فضيلة التلاوة بقراءة أكبر مقدار ممكن من الصحيفات ، ولكن يجب على من يقرأ بالحدر الانتباه إلى مراعاة أحكام التجويد ، والإتيان بالمدود والغنات خاصة.

3- مرتبة التدوير:

والتدوير في اللغة: جعل الشيء على شكل دائرة ، أي: حلقة.

وفي الاصطلاح: هو التوسط بين التحقيق والحدر.

* ملحوظة هامة:

والترتيل يعمُّها كلها إذ لو كان مرتبة مستقلة لكان التدوير والحدر ليسا ترتيلاً ، وعند ذلك لا يكونا مما أمرنا الله عزوجل به في قوله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيْلاً [المزمل:4]. وعليه تكون القراءة بهما غير جائزة ، أما وأن المرتب الثلاث نُقِلَت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه لابد أن يشملها الترتيل فتكون كلها ترتيلاً.

* أفضلية مراتب التلاوة:

واختلف العلماء أيهما أفضل ؟؟

الترتيل مع قلة القراءة أو الحدر مع كثرة القراءة ؟؟

فذهب بعضهم إلى أن كثرة القراءة أفضل لحديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشرة أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ». رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.

وذهب أكثر العلماء من السلف والخلف إلى أن القراءة بالتحقيق مع التدبُّر أفضل ، ولو كانت مع قلة القراءة ، لقوله تعالى: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [سورة محمد:24]. ولأن المقصود من القرآن فهمه والتفقه فيه والعمل به ، والقراءة بالتحقيق أعون للمسلم على تحصيل ذلك، وما تلاوته وحفظه إلا وسيلة لذلك.

أما قراءة القرآن بسرعة وعجلة والتي تُسَمَّى بالهذرمة ، فهي غير جائزة ، ولا تعين التالي ولا السامع على فهم المقصود من الآيات البيِّنات ولا يؤجر من يتلو بهذه الطريقة ، لأن التلاوة بها لا تُعِين على تحصيل أي مقصود من مقاصد التلاوة.

وقد سُئِل الإمام مجاهد عن رجلين: قرأ أحدهما سورة البقرة ، والثاني سورتي البقرة وآل عمران في ركعة واحدة وركوعهما وسجودهما واحد.. أيهما أفضل.

فقال: إن الذي قرأ سورة البقرة فقط أفضل..

ولذلك كان بعض السلف يُردِّد الآية الواحدة أحياناً إلى الصبح يتدبَّر معانيها، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

* أهم المصادر والمراجع:

- بغية عباد الرحمن لتحقيق تجويد القرآن: الشيخ محمد شحادة الغول.

- كيف تقرأ القرآن: الشيخ محمد أبو الفرج صادق.

- دروس في ترتيل القرآن: الشيخ فائز عبد القادر شيخ الزور.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

( البسملة )

 

·صيغتها:

الصيغة التي اتفق جميع العلماء عليها ولم يخالف فيها أحد هي: بسم الله الرحمن الرحيم.

· معناها:

معنى البسملة هو: أقرأ حال كوني مبتدئاً ببسم الله الرحمن الرحيم.

أو: أقرأ حال كوني متبركاً ببسم الله الرحمن الرحيم.

والبسملة في اللغة مختصرة من قولك: بسم الله ، وهو من النَّحت: وهو أن تختصر كلمتين فأكثر في كلمة واحدة بقصد الإيجاز ، وهو سماعي ومنه قولك: حوقل الرَّجُل: أي قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.. ومنه حَمْدَلَ ، أي قال: الحمد لله.. وهكذا.

·حكمها عند الافتتاح بها في أول السورة:

لا خلاف بين العلماء القُرَّاء في وجوب الإتيان بالبسملة عند الابتداء بالقراءة من أول السورة ، وذلك في جميع سور القرآن ما عدا سورة براءة ، وسواء كانت السور مرتبة أو غير مرتبة ، فإذا قرأ المسلم عدداً من السور فصل بين كل سورتين بالبسملة ، أما سورة براءة خاصة فقد أجمع القُرَّاء على عدم الإتيان بالبسملة في أولها ، لأن بسم الله الرحمن الرحيم فيها أمان واطمئنان وسلام ، وسورة براءة نزلت بالسيف ونبذ عهود المشركين والبراءة منهم ، وعن البرد وغيره أنه قال: [كان من شأن العرب إذا كان بينهم وبين قوم عهد ، فإذا أرادوا نقضه كتبوا إليهم كتاباً ولم يكتبوا فيه بسملة ، فلما نزلت براءة بنقض العهد الذي كان بين النبي عليه الصلاة والسلام وبين المشركين ، بعث بها النبي عليه الصلاة والسلام عليّ بن أبي طالب فقرأها عليهم ولم يُبَسْمِل في ذلك على ما جرت به عادة العرب.

·حكمها عند الجمع بين سورتين:

والمقصود من ذلك عندما ينتهي القارئ من قراءة سورة معينة ثم يبدأ في قراءة من أول سورة أخرى جديدة وفي هذه الحالة يجوز ثلاثة أوجه ، باستثناء آخر سورة الأنفال مع أول سورة التوبة ، والأوجه هي:

1- قطع الجميع: أي الوقوف على نهاية السورة الأولى ، ثم الوقوف على البسملة ، ثم الشروع في بداية السورة التالية ، نحو: وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ * بسم الله الرحمن الرحيم* قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [آخر الفلق وأول الناس].

2- وصل الجميع: أي وصل نهاية السورة الأولى بالبسملة ووصل البسملة بأول السورة التالية ، نحو: وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ

.

3- قطع الأول ووصل الثاني بالثالث: أي الوقوف على نهاية السورة الأولى ، ثم وصل البسملة مع أول السورة الثانية ، نحو: وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ*بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ

 

وهذه الوجوه الثلاثة جائزة بين كل سورتين في القرآن الكريم ، سواء كانتا مرتبتين أو غير مرتبتين ، وهناك وجه رابع غير جائز ، وهو: وصل نهاية السورة الأولى بالبسملة والوقوف عليها ، ثم الابتداء بأول السورة الثانية ، وهذا الوجه غير جائز لأن في ذلك إيهاماً بأن البسملة هي لآخر السورة الأولى ، والصواب أنها لأول السورة الثانية.

أما فيما بين سورتي الأنفال والتوبة ،فهناك ثلاثة أوجه أيضاً وهي:

1- الوقوف على نهاية الأنفال مع التنفس ثم الابتداء بالتوبة ، نحو: "... إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75)*بَرَآءةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ(1)" [آخر الأنفال وأول التوبة].

2- الوقوف على نهاية الأنفال بسكتة من غير تنفس لمدة حركتين والابتداء بالتوبة ، نحو:

 

"... إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75) بَرَآءةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ(1)".

3- وصل آخر الأنفال بأول التوبة من غير توقف ، نحو: ".. إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75) بَرَآءةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ(1)".

- تنبيه هام: وهذه الأوجه الثلاثة هي أيضاً فيما لو وصلنا نهاية سورة البقرة أو آل عمارن أو النساء أو أي سورة أخرى بأول سورة التوبة.. ولو وصلنا نهاية سورة التوبة بأولها ، أو نهاية أية سورة بعدها بأول سورة التوبة فليس لنا إلا وجه واحد فقط وهو الوقوف على نهاية السورة ثم الابتداء من أول سورة التوبة من غير بسملة.. والله أعلم.

*************************

* أهم المصادر والمراجع:

- كيف تقرأ القرآن: الشيخ محمد أبو الفرج صادق.

- بُغية عباد الرحمن لتحقيق تجويد القرآن: الشيخ محمد شحادة الغول.

-دروس في ترتيل القرآن الكريم: الشيخ فائز عبدالقادر شيخ الزور.

-الإتقان في علوم القرآن: الإمام النووي.

-تفسير فتح القدير: الإمام محمد بن علي الشوكاني.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

ما شاء الله مدونة تريح القلـ

tiny_heart_by_sanitydying-d4y13ou.pngـوب المتعطشة للعيش مع كتاب الله

حسبما فهمت يمكننا المشاركة !!

 

 

msg-28298-0-20278400-1421255803.png

 

 

(( هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ ))[الرحمن:60]

آية تفتح لك أبواباً من الكرم الإلهي والزيادات الربانية لكل عمل حسن تقوم به.

بادر لتربح الإحسان الرباني .

 

 

 

 

 

~##تغريدات##~

((وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ))[الحديد:4]

يجب أن تشعر بالخوف من هذه الإحاطة الربانية .

 

 

 

 

~##تغريدات##~

في أرض المحشر وحينما يؤتى بجهنم

(( يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ))[الفجر:23]

انتقل بخيالك وكأنك هناك

" فتذكرت "

فماذا تحب أن تتذكر ؟.

 

 

 

 

~##تغريدات##~

(( يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ))[الزلزلة:6]

مشهد عجيب ،

حينما يكون اللقاء بينك وبين عملك.

لعلك تختار أعمالاً يسرك اللقاء بها .

 

 

 

 

~##تغريدات##~

(( وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ))[الإنسان:12]

يخطئ من يجعل الصبر فقط على المرض وفقد القريب .

أعظم منه : الصبر على الطاعات .

عن المعاصي .

على الفتن .

 

 

 

 

~##تغريدات##~

((وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ))[الإسراء:21]

تلك الدار التي تستحق البذل والاجتهاد .

 

 

 

 

 

~##تغريدات##~

((يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ))[الحديد:12]

هناك وعند الجسر على جهنم تكون الظلمة الشديدة .

ولكن نور إيمانك هو مصباحك.

زد من نورك.

 

 

 

 

 

المصدر: صيد الفوائد

التغريدات لـ:سلطان عبد الله العمري

تم تعديل بواسطة ...أمينةُ كتاب الله...
  • معجبة 3

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة على الجهد المميز

بارك الله فيكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

msg-28298-0-28716800-1421255848.png

 

--- مكانة المرأة في القرآن ---

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد عرض القرآن لكثير من شؤون المرأة في أكثر من عشر سور منها سورتان عرفت إحداهما بسورة النساء الكبرى وهي سورة النساء , والأخرى عرفت بسورة النساء الصغرى وهي سورة الطلاق .

وعرض لهما في سورة البقرة والمائدة والنور والأحزاب والمجادلة والممتحنة والتحريم .

وقد دلت هذه العناية على المكانة التي ينبغي أن توضع فيها المرأة في نظر الإسلام وأنها مكانة لم تحظ المرأة بها لا في شرع سماوي سابق ولا في قوانين بشرية تواضع عليها الناس فيما بينهم .

 

وعلى الرغم من هذا فقد كثر كلام الناس حول وضع المرأة في الإسلام وزعموا أن الإسلام اهتضم حقها واسقط منزلتها وجعلها متاعاً في يد الرجل يزعمون هذا والله تعالى هو الذي يقول في القرآن :

{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ } البقرة 228

ولو وقفنا وقفة المتأمل عند هذا التعبير الإلهي وهو قوله تعالى :{ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ } النساء 25

لعرفنا كيف سما القرآن بالمرأة حتى جعلها بعضاً من الرجل وكيف حد من طغيان الرجل فجعله بعضاً من المرأة .

 

وإذا كانت المرأة مسؤولة مسؤولية خاصة فيما يختص بعبادتها فهي في نظر الإسلام أيضاً مسؤولة مسؤولية عامة فيما يختص بالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والإرشاد إلى الفضائل والتحذير من الرذائل .

 

وقد صرح القرآن بمسؤوليتها في ذلك الجانب وقرن بينها وبين أخيها الرجل في تلك المسؤولية فقال تعالى : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(71) } التوبة

 

ولم يقف الإسلام عند حد اشتراكها مع أخيها الرجل في المسؤوليات بل رفع من شأنها وقرر احترام رأيها شأنها في ذلك شأن الرجل وإذا كان الإسلام جاء باختيار بعض آراء الرجال فقد جاء باختيار رأي بعض النساء .

فقد بدأت سورة المجادلة بأربع آيات نزلت في حادثة بين أوس بن الصامت وزوجته خولة بنت ثعلبة حيث كان شيخا كبيرا فدخل عليها يوما فراجعته بشيء فغضب

فقال : أنت علي كظهر أمي ـ وكان الرجل إذا قال لزوجته ذلك في الجاهلية حرمت عليه ـ ثم دعاها فأبت وقالت كلا والذي نفس خولة بيده لا تخلص إلي وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه .

ثم خرجت حتى جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت . فقال عليه الصلاة والسلام : ما أمرت في شأنك بشيء حتى الآن وما أراك إلا وقد حرمت عليه . فقالت ما ذكر طلاقاً يا رسول الله ؟ وأخذت تجادله عليه الصلاة والسلام وتكرر عليه القول إلى أن قالت : إن لي صبية صغار إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضمهم إلى جاعوا وجعلت ترفع رأسها نحو السماء وتقول : اللهم إنني أشكو إليك اللهم فأنزل على لسان نبيك وما برحت حتى نزل قوله تعالى :

{ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ(1) } المجادلة.

نزلت الآيات تبين أن الظهارـ وهو تشبيه الزوجة بالأم أو غيرها من المحارم ـ ليس طلاقاً ولا موجباً للفرقة بين الزوجين .

فانظر كيف رفع الله شأن المرأة وكيف احترم رأيها وجعلها مجادلة ومحاورة للرسول صلى الله عليه وسلم وجمعها وإياه في خطاب واحد { وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا }

وكيف قرر رأيها وجعله تشريعاً عاماً خالداً لنعلم أن آيات الظهار وأحكامه في القرآن الكريم وأن سورة المجادلة لم تكن إلا أثراً من آثار الفكر النسائي . وصفحة إلهية خالدة نلمح فيها على مر الدهور احترام الإسلام للمرأة ورأيها وأن الإسلام لا يرى المرأة مجرد زهرة ينعم الرجل بشم رائحتها وإنما هي مخلوق عاقل مفكر له رأيه ولرأيه وزن وقيمة .

 

***************************

* أهم المصادر والمراجع :

ـ المرأة في القصص القرآني: لأحمد الشرقاوي

ـ فصول اجتماعية: للشيخ علي الطنطاوي

ـ الجامع لأحكام القرآن للقرطبي : الإمام القرطبي

ـ مسند الإمام أحمد: الإمام أحمد

 

منقول من موقع الكِلم الطيب

تم تعديل بواسطة عروس القرآن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×