اذهبي الى المحتوى
أمّ عبد الله

"وأنا مَعَه ..." فارتَعشت الرُّوح

المشاركات التي تم ترشيحها

"وأنا مَعَه ..." فارتَعشت الرُّوح

 

الكاتبة: بيان المقبل

 

مقالة إيمانيّة من النوع النادر

 

 

http://saaid.net/rasael/831.htm

 

لِيُسجِّل التاريخ ذلك المساء المختلف، كعلامةٍ فارِقة في سِجلَّات عُمري ..

 

 

 

كنتُ هائمة على وجهي في ردهات الحياة بين مسارِب التفكير ..

 

وبين الفينة والأخرى أُطلِق زفراتٍ مصحوبة بتسابيح ثم أعود لما كنت فيه دونَ أن يتغير فيَّ شيء سوى حركة الشفتين واللسان، كانت هذهِ نظرتي للذكر (مجرد تمتمات تلقائية أستجلِبُ بها عددًا من الحسنات وأُسكِت وَخزات ضميري بعد طولِ غَفلة)!

 

 

 

حتى وقع بصري على الحديث الذي زلزل كياني، واهتزَّت له مشاعري وأعاد بناء تصوّري للذكر ..

 

 

 

في الحديث القدسي من صحيح البخاري:

 

يقول اللهُ تعالَى: "أنا عندَ ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكَرَنِي، فإن ذَكَرَنِي في نفسِه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكَرَنِي في ملأ ذكرتُه في ملأ خيرٌ منهم ..."

 

 

 

لبثتُ دقائق أُحدِّق به مَشدوهة، لم أستطِع استيعابه، قرأته مرة أخرى وثالثة ..!

 

 

 

- ( وأنا معه إذا ذكرني )

 

بالله عليك اقرأها بقلبك؛ أنا معه!

 

مَن هوَ الذي معك ؟

 

تغدو في عملك، تمضي وسط جَمهرةٍ من الناس، على حافة الطريق، تجلس مغمورا في آخر المقاعد هناك ..

 

لا يُؤبه لك؛ لكن الله معك!

 

من يغلبك آنذاك؟

 

من يؤذيك، أتخشى شيئًا، أتهابُ أمرًا والله معك؟

 

 

 

- (فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي)

 

أنتَ من أنت وهو من هو سبحانه ..!

 

الملك، القُدُّوس، المُهيمن، العزيز، الجبَّار المتكبِّر، هناك في مَلَكوته وجَبروته، في عَليائِه يتفضَّل عليك ويذكرك في نفسه! يذكرك أنت!

 

 

 

وأنت الهباءَة في هذا الكون العظيم؛

 

وسط لفيفٍ من البَشر يذكرك من بينهم فكأنما هالَـةٌ مِن نور تحيط بك ..

 

 

 

يقشعِّر الجسد وينتفضُ الفؤاد مَهابة وحبا وجَذلا وشعورًا آخر لا يُوصف ..

 

 

 

أشعر وكأن روحي تحلِّق عاليا، تسمو عن هذه الدنيا، ترتقي شيئا فشيئا إلى عالَمٍ ربَّاني، فأغفو لحظات في هذا الشَرَف الإلهي ..

 

 

 

-(وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)

 

في الملأ الأعلى في العالم العُلويّ

 

حيث ملائكة النُّور، حيث الأنبياء الكِرام، أمامَ هذه الصفوة :

 

يذكرك الربُّ العظيم، يُثني عليك .

 

 

 

فَلْتتهاوَى ثناءات البشر، ومحافلهم، وتكريماتهم

 

مُلـوكا وأفرادًا..!

 

 

 

* * * * * *

 

في هجيعِ الليل :

 

عندما يغلبني الشَّجى، وأختنِق بالدموع، وتثورُ لواعِج الأسى بداخلي؛

 

يأتي النداء الربَّاني يتردَّد بين جَنباتي :

 

(من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ...)

 

 

 

عندما تهيجُ بي ذِكرى الأحباب،

 

ويلوحُ لي طَيفهم جاثِما في الأفق

 

وتضيق بي الدنيا، وأشعر بسياطِ الوحدة تقطِّعني، حتى كأن نفسي التي بين جنبيّ جَفَتني فجأة؛ يعلو النداء :

 

( وأنا مَعه إذا ذكرني )

 

 

 

أجيءُ شريدًا حزينا مضطربا فتنزل علي الكلمات بَردًا وسلاما، تُدثِّرني دِثارا حانِيا

 

تنفض عنِّي كل شائبة حُزنٍ وكآبة ويأس ..!

 

 

 

* * * * * *

 

( اللهُ أَكبَر ) ..

 

استشعِر العَظمة وأنتَ تتلفظ بها

 

انطقها بكل نبضاتِ التعظيم والإجلال والإكبار!

 

أكبرُ من تحالفاتِ الأعداء وأسلحتهم وجيوش الظلام، وحكومات المصالح، وتُجَّار المناصِب ..

 

أكبر من قاضي الجَور ومحكمته،

 

مِن ذلك السجَّان الذي وضع القيد في مِعصم قريبك، مِن الزوج البائس الذي انتزع أطفالكِ منكِ، من ظالمٍ افترى عليك،

 

مِن الألم .. من القهر ..

 

من كل مُعتَركات الحياة

 

كلهم أقزام .. واللهُ أكبر ..!

 

( الحمدُ لله ) ..

 

قُلها بعميق الامتِنان، دع كل ذرة في وِجدانك تلهَج بالشكر ..

 

الحمد لله على أن جعلني عبدًا له، على رؤية الجمال في هذه الحياة، على أن جعلنا نمضي في سبيلنا دون عجلات كرسيٍ متحرك، على ما اعتدنا عليه من نِعم حتى باتَت جامدة في عيونِنا

 

أحمدُكَ بجوارِحي وأخجلُ أن أعصيك بها.

 

الحمدُ لله الذي ألهَمنا الحمدَ له..!

 

 

 

( لا إله إلا الله ) ..

 

أشكو بثِّي لك وحدك، أفوِّض أمري خالصًا لك

 

لا أرجو من أحدٍ سواك نفعًا ولا ضرًا

 

أعوذُ بك أن أتزلَّف إلى أحدهم أستجديهِ حاجة،

 

أستعصِرُ قطراتٍ مِن عطفه وأنت القديرُ الرحيم

 

أنتَ العليم بما يعتلج في صدري، بما أعاني، بحاجتي، بهمِّي ..

 

هؤلاءِ عبيدُك .. وأنتَ الإله ..!

 

 

 

* * * * * *

 

 

 

مَشهَدان :

 

- التقى الجيشان، اصطفَّت الصفوف،

 

دقّاتُ القلوب لها دويٌّ كطبولِ حرب، كحوافر خيلٍ تضرب الأرض ..

 

اهتزَّت الأقدام، سقط البعض صريعا من الرعب والآخر تَولَّى هاربا، هُيئت الرِّماح، سُلَّت السيوف

 

ابتدأ السجال، اشتعلت المعركة ..

 

ويقول الله -عزَّ وجل- :

 

(يا أيُّها الذين آمنوا إذا لَقيتم فئةً فاثبُتوا واذكروا الله كثيرًا)

 

 

 

 

 

- طاغية متجبِّر، ادَّعى الربوبية، هَيمن على البلاد، عَتى وبغى، قتل وسَفك

 

يأتي موسى وهارون إليه في مهمةٍ جَليلة جَسيمة: دعوته للإيمان ..

 

 

 

يتربَّعُ على كرسي مُلكه، مُحاطٌ بالملأ والخدم والسَّحرة، لا شيء يمنعه من قتلهما!

 

لحظات وتبدأ المواجهة .. الأنفاس محبوسة

 

الأعين تترَقَّب ..

 

ويقول الله -عزَّ وجل- :

 

(اذهب أنت وأخوك بآيتي ولا تَنِيَا في ذكري)

 

 

 

لمــاذا برأيك ؟

 

 

 

لأنَّ الذكر قوةٌ لا تُقهَر، يمنح صاحبه ثباتا وأَنَفـة..

 

يجعله يَتسَربل في أرديةٍ من الشَّجاعةِ والشَّكيمة، وَيستظِل تحت رواق العِزَّ والكبرياء

 

الذاكر يأوي إلى ركنٍ شديد، تُحيطهُ مَعيّة الله، تغشاه رحمته وسكينته ..!

  • معجبة 3

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

كلمات جداً رائعة وقيمة وتثلج الصدر بفضل الله

 

 

اقتباس

ويقول الله -عزَّ وجل- :

(اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تَنِيَا في ذكري)

 

واحب جداً قول الله " قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى "

 

 

جزاك الله خيراً يا غالية وجعله في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

يا الله ؛ كلمات قيمة وعظيمة

 

اللهم إنا نسألك قربك ومعيتك

 

جزاك الله خيرا وبارك فيك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كلمات غاية في الروعة صدرت من نفس تحب ربها حقا

جزاك الله خيرا مشرفتنا الغالية ونفع بكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

ما أروعها من كلمات

جزاكِ الله خيرا يا غالية وجعله في ميزان حسناتك

جزى الله كاتبته خير الجزاء

 

يرجى تعديل الآية الكريمة بارك الله فيك

(اذهب أنت وأخوك بآيتي ولا تَنِيَا في ذكري)

 

 

بآيتي >> الصحيح: بآياتي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

كلمات ومقال رائع

بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خيرًا والكاتبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×