اذهبي الى المحتوى
«..ارْتِـــقَّـےـاءْ..»

طلِّـقني يارسول الله..!!

المشاركات التي تم ترشيحها

iPh26795.gif

"وما منعني أن أجيبك إلاّ أنّي سمعت رسول الله يذكرها". هكذا أجاب أبو بكر عمر و هو يستسمحه أنْ لم يُجبْ عليه عندما عرض عليه الزّواج من حفصة.

 

حفصة الصّحابيّة، وواحدة من أوليات المهاجرات، و زوجة شهيد بدريّ، وابنة صفيّ من أصفياء رسول الله ومن المبشّرين بالجنّة والمعزّ لدين الله، ولكن أغلب صفاتها هذه قد تنطبق على كثير من الصّحابيّات في عصرها، و في الصّحابة فضل كبير، وكان يمكن لرسول الله - صلّى الله عليه و سلّم- أن يختار أحسنهم ويزوجه بها؛ فقلبه وعقله وحياته ممتلئة بكاملة من النّساء، هي عائشة - رضي الله عنها- وقد مكّن الله لها في قلبه، ورزقه حبّها، وجعله عقدة لا تنفكّ أبدًا لتكون زوجة الدّنيا وأمّ المؤمنين، وسيّدة من سيّدات أهل الجنة، وليكون ريقها الطّاهر المطهّر آخر ما يدخل جوف المصطفى، قبل أن يلاقي ربّه مؤثرًا الرّفيق الأعلى على صحبة الأحباب، بعد أن أدّى الرّسالة وبلّغ الأمانة ونصح للأمّة وعبد ربّه.

a6F26795.gif

لماذا يقدم الرّسول على الزّواج بحفصة وقد حاز الكمال والرّضا والسّعادة والحبّ وقرّة العين في عائشة؟! لماذا يبادر بنفسه، ولا يقدّم غيره؟! هل أراد أن يؤذي عائشة ويكسر قلبها قصدًا وتجبّرًا بما آتاه الله من سلطة القوامة والقدرة على التّعدّد وإنفاذ أمره، وهو يعلم تعلّقها وغيرتها وحبّها؟!

 

هل ضرب بحياتهما سويًّا عُرض الحائط وهي التي تزوّجته صغيرة السّن وهو في أشدّه، وفتحت عيناها وقلبها وعقلها على دنياه؟! هل أراد فقط أن يجبر كسر حفصة؟ وهل كانت حفصة امرأة عاديّة، وهي التي أوصى بها الله سيّدنا محمد، فأوحى إليه: "إنّ حفصة صوّامة قوّامة وهي زوجك في الجنّة"، وهي من لُقّبت بحارسة القرآن الذي حفظت نسخه في بيتها قبل جمعه في المصحف؟!

مثل هذه التّساؤلات تسألها نساء عصرنا عمّن يعدّد، و أنا منهنّ ما زلت أحاول أن أفهم، أرى النّجاح فأفرح، وأرى الفشل فأزداد نقمة على من أساؤوا لدين الله، ولولا قدْر رسول الله في نفوس المؤمنات لتساءلن عن السّيرة أيضًا، ولكنّنا نكتفي بالقول والحكم أنْ ليس أحد مثل الرّسول في شخصه وعدله، وأنّنا لا نحرّم الحلال نظريًّا، ولكن عمليًّا تفضّل 90% من النّساء- حتى لا أعمّم، المتديّنات خصوصًا، الموت، أو أن يموت زوجها، ولا يتزوّج عليها؟! فهل معنا حقّ؟!

a6F26795.gif

معنا بعض حقّ لغياب العدل على الأغلب لمن يعدّدون، إلاّ في أمثلة قليلة تحتاج إلى جهود جبّارة من التّقوى والحكمة ليس فقط من الرّجل، وإنْ كان يقع عليه العبء الأكبر، وإنّما من النّساء والعائلة.

فهل الحلال حلال نظريّ؟! وهل كان ربّنا الرّؤوف الرّحيم الودود يريد ظلم النّساء بهذا التّشريع، وهو الذي أوجد الغيرة والتعلّق في فطرتهنّ؟! تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.

ولنقل إنّ الرّسول رسول مؤيّد من الله بالصّبر والحكمة وسعة الصّدر، فماذا عن النّساء؟!

 

 

في ليلة الزفاف!!

في ليلة بناء الرّسول بحفصة هل بكت أمّنا عائشة دموعًا أغرقت المدينة المنوّرة، وجاءتها أختها أسماء وقريباتها، والكلّ يندب معها حظّها وعمرها وتضحيتها؛ حتى أُغمي عليها، وأيقظتها النّساء وهي ذاهلة، وفي رأسها فكرة واحدة لا بديل عنها "بمجرّد أن أرى محمّدًا سأطلب منه الطّلاق؟!".

هذا السّيناريو والمشهد هو ما نعرف ونرى ونتوقّع في حياتنا، فهل هو ما حصل فعلاً، مع علمنا بغيرة السّيّدة عائشة الأسطوريّة والخالدة على رسول الله؟ هل عبست في وجهه وهجرته، وغلّقت الأبواب، ونكرته بعد أن أمرها أبو بكر بلزوم بيتها وزوجها؟!

هذه الغيور الشّابّة المحبّة التي نُسجت نياط وعروق قلبها لتنبض بحبّ رسول الله الذي قالت له: "إنّي لأحبّك و أحبّ هواك" لم تفعل شيئًا من ذلك، بل إنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لمّا خيّرها في البقاء معه أو طلاقها في قضيّة الإنفاق، وطلب منها أن تستشير والديها قالت له بدموع عينها: "أفيك أستأمر والديّ"؟ وكانت الحياة لها حياة رسول الله، والموت موته لا انفصام في دنيا ولا في آخرة.

هذه المحبّة الغيور التي ما عرفت حبيبًا ولا رجلاً غير محمد - صلّى الله عليه و سلّم- أصبحت -كما تذكر السّيرة- مع حفصة حزبًا واحدًا ويدًا واحدة لا تتركها، بل إنّ السّيّدة حفصة كانت تقول: "رأيي تبع لرأي عائشة"!

فهل كانتا امرأتين خارقتين من طينة غير طينة النّساء؟! أم هنّ ليستا من البشر، لذا لا غيرة في قلبيهما؟! ألم يكن لهما بعض جولات مع الغيرة؟!!

a6F26795.gif

ألم تطلب السّيّدة أم حبيبة على فراش موتها السّيّدة عائشة وقالت لها: "قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضّرائر، فتحلَّليني من ذلك؛ أيْ سامحيني، فحلّلتها، واستغفرت لها، فقالت: سررتني سرّك الله". وأرسلت بمثل ذلك إلى باقي الزّوجات.

 

الجواب والحلّ

الجواب والحلّ الذي ندّعي أنّنا نملكه كنساء ولا نملكه هو التّقوى ومخافة الله عند حصول الاختلاف، والجواب والحلّ الذي يدّعي الرّجال أنّهم يملكونه، ولا يملكونه هو العدل في النّفقة والمبيت، وحبّة المسك فوق ذلك في الطّيبة والحنان.

ثم هل كان فلك السّيّدة عائشة وحفصة يدور في الحب ّوالغيرة وكيْد النّساء؟!

أم أنّ عائشة كان لديها مشروعها الخاصّ في بلوغ منزلة العلم والفقه والفتوى، والنّهل من معين العلم النّبويّ؛ فكان أن أحرزت نصف علوم الدّين لتتولّى تعليم المسلمين أمور دينهم، ووراثة النّبوّة بالعلم؟!

وأمّا حفصة فكانت تعرف القراءة والكتابة، وكانت تفتي، وتروي الحديث، ولذا استودعوا عندها أعظم الأمانات من صحائف القرآن قبل جمعه.

هذا مقال ليس له خاتمة؛ فأنا أقف فيه على الأعراف، أسأل الله لي وللمسلمين من أفضال الفهم وأنوار الهداية التي توصل إلى جنّة الدّنيا والآخرة، وأدعو على الظَّلَمة إمّا بالتّوبة أو القصاص لمن يلعب بدين الله.

هذا مقال ليس له خاتمة، بل أسئلة أطرحها للتّداول والنّقاش..

a6F26795.gif

هذا مقال لم يذكر قصص ظلم الزّوجات والعائلات بسبب فَسَقة من الرّجال أخذوا من الدّين ذريعة لتحقيق أهواء دنيئة ممّا يجعل النّاس، وخاصّة النّساء، ينفرْن من التّعدّد، بل ومن خطاب الدّين كلّه، ويمارسْن شيئًا من الشيزوفرينيا الإيمانيّة في الإيمان بالنّصّ النّظريّ والكفر بالتّطبيق العمليّ!!

هذا مقال لم يذكر أنّ هناك حالات معاصرة مشرقة للتّعدّد تستحقّ دراسة أسباب نجاحها.

هذا مقال لم يتعرّض لأثر الإعلام الهدّام في زيادة النّفور من التّعدّد بتصوير الزّوج بالخائن، وتصوير الزّوجة بالضّحيّة، والزّوجة الثّانية بالمجرمة.

-هذا مقال لم يذكر أنّ هناك ملايين الأرامل في العراق، ومئات الآلاف في سوريا، والعوانس كذلك يبكين كلّ ليلة مثل تلك المرأة في زمن سيّدنا عمر التي مرّ ببابها، وهو يعسّ وسمعها تنشد:

تطاول هذا اللّيل واسودّ جانبُهْ

وأرّقني ألاّ خليل ألاعبُهْ

فو اللهِ لولا اللهُ أنّي أراقبُه

لحرّك من هذا السّريرَ جوانبُه

فما كان من سيّدنا عمر إلاّ أن ذهب إلى أمّنا حفصة وسألها: أيا بنيّة، كم تصبر المرأة عن زوجها؟ فقالت له: يا أبتِ، يغفر الله لك، أَمِثلُك يسأل مثلي عن هذا؟! فقال لها: لولا أنّه شيء أريد أن أنظر فيه للرّعيّة ما سألتك عن هذا. قالت: أربعة أشهر، أو خمسة أشهر، أو ستّة أشهر. فقال عمر: يغزو النّاس يسيرون شهرًا ذاهبين، ويكونون في غزوهم أربعة أشهر، ويقفلون شهرًا.

فما بالنا بمَن غاب عنها زوجها غيبة أبديّة، أو لم تتزوّج سابقًا، وكان لها رغبة في زوج وأسرة تكمل لها دينها ودنياها؟!

هذا مقال قد نتساءل بعده (النّساء بالذّات): لماذا يجب أن أدفع أنا من حياتي واستقراري لمثل هؤلاء النّسوة؟ ألا يكفي الدّعاء والتّعاطف والكِفالة الماديّة وليحمل غيرنا عنّا؟!

أسئلة ليس لها إجابة حاسمة عندي.

مع رجاء ألاّ تقوم الحرب العالميّة الثّالثة عليّ، وألاّ أفقد جمهوري من القارئات، أو أكسب قرّاء من الرّجال؛ لأنّي تناولتُ حاجة في نفوسهم يقدمون عليها، دون فهم أو عزم أو قدرة!

أمّا من وفى فقد وفى لشرع الله ولنفسه، ونجا في الدّنيا والآخرة.

 

الإسلام اليوم

 

qUS26795.gif

  • معجبة 4

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مقال جميل صراحة

هناك نساء خيرات ولا شك في زماننا و رجال اخيار ...لكن لو أمنت المرأة عدل زوجها لما كانت ردة فعلها تلك التي وصف الكاتب

فأغلب من يعددون يعددون لحياة جديدة و ينسى القديمة و كان الله شرع التعدد للتجديد و جبر فشله مع الاولى بتجبة فاشلة اخرى

....هذه عين الظلم

لو كان الرجال يفكرون في التعدد بصورته التي شرعها الله لخاف معظمهم منه و من أقدم عليه يسدد و يقارب ووهو واجل خائف ان ياتي ربه يوم القيامة معوجا...و ظالما....

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

مقال أقل شيء يقال عنه أنه روعة

أسأل الله أن يهدي جميع المسلمين والمسلمات الى تطبيق شرع الله على الوجه الذي يحبه ويرضاه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

جميييل جدااا

والله من جماله وشدة اقناعه اراه فتح عيني التي كادت تصيبها الغشاوة...

 

لكن فقط استفسار من هو الكاتب?

لم تذكري الا اسم الموقع مما جعلني اخمن انه سلمان العودة?

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@سُميـــة

بل واضح جدا انها إمرأة من هذه الجملة

مع رجاء ألاّ تقوم الحرب العالميّة الثّالثة عليّ، وألاّ أفقد جمهوري من القارئات، أو أكسب قرّاء من الرّجال؛ لأنّي تناولتُ حاجة في نفوسهم يقدمون عليها، دون فهم أو عزم أو قدرة!

أمّا من وفى فقد وفى لشرع الله ولنفسه، ونجا في الدّنيا والآخرة.

بحثت ووجدت اسم الكاتبة

د. ديمة طارق طهبوب

 

وقرأت الردود وكما توقعت

الرجال وافقوا كلامها وبعض النساء هاجموها لدرجة ان واحدة قالت انه اكيد الكاتبة غير مسلمة زعما انه لا يوجد مسلمة تقبل بالتعدد

والله المستعان

http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-43-183030.htm

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مقال رائع يا غالية

جزاكِ الله خيرًا ونفع الله بكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،

 

مقال جميل

بورك فيكِ يا غالية ونفع بكِ .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وجزاكن خيرا

أسعدني مروركن

لاحرمت قلوبكن الطاهرة ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جميل : )

جزاكِ الله خيرا يا حبيبة ونفع بكِ.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اللهم اقر عيني زوجي بي وحببني اليه واجعلني نصيبه من نساء الدنيا اجمعين آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين يا رب العالمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزيتن خيرا على المرور

أنرتن سماء متصفحي ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزيتن خيرا على المرور

أنرتن سماء متصفحي ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مقال مقنع ورائع صراحة اعجبني

ورد الحبيبة مودة ورحمة راق لي جداً

 

 

ولكن هل جميع الرجال يطبقون شرع الله حينما يقررون التعدد؟

سؤال علينا طرحه وإجاد إجابة له قبل أن نلقِ اللوم على النساء لما يرفضن التعدد؟!!

الكاتبة تناولت الموضوع بطريقة لا يستطع أحد أن يجادل بها

ولكن يبقى الشطر الثاني من الموضوع اين رجال هذه الايام من رسول الله عليه الصلاة والسلام؟!!!

 

 

هل رجال هذه الايام يعددون لستر بنات المسلمين عفواً بالتعبير من هي عانس؟ أو من فقدت زوجها أو أو او او ؟!!!

تجدين من ينون التعدد يبحثون ويفتشون ويلفون البيوت على بنت صغيرة متعلمة ولو قالوا لهم هناك بنت مستورة بس يا عيني عليها إما مطلقة إما أرملة يبتعدون ؟

هذا ما يجعل النساء تكره التعدد لانه ليس تطبيق لشرع الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام إنما تطبيق لما يهوه

 

 

وايضاً انا ربما تعليقي لن يعجب أحد ولكن هو رأي ورد على موضوع تم طرحه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بوركت ياحبيبة على المرور والرد الجميل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وجزاك همسة الحبيبة ^^

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وجزاك حبوبتي ()

سررت لمرورك ...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×