اذهبي الى المحتوى
*إشراقة فجر*

الدعاء (رمضان شهر الدعاء) "◦˚ღ تَزَيُّن الحِسان لاستَقَبَال شَهر رَمَضَان

المشاركات التي تم ترشيحها

akhawat_islamway_1461754323____1.png

 

المحور السابع: الدعاء

رمضان شهر الدعاء

 

**

 

في سياق آيات الصيام جاءت لفتة عجيبة تخاطب أعماق النفس، وتلامس شغاف القلب، وتسرِّي عن الصائم ما يجده من مشقة، وتجعله يتطلع إلى العوض الكامل والجزاء المعجل، هذا العوض وذلك الجزاء الذي يجده في القرب من المولى جل وعلا، والتلذذ بمناجاته، والوعد بإجابة دعائه وتضرعه، حين ختم الله آيات فرضية الصيام بقوله سبحانه: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}(البقرة:186)، فهذه الآية تسكب في نفس الصائم أعظم معاني الرضا والقرب، والثقة واليقين، ليعيش معها في جنبات هذا الملاذ الأمين والركن الركين.

 

كما أنها تدل دلالة واضحة على ارتباط عبادة الصوم بعبادة الدعاء، وتبين أن من أعظم الأوقات التي يُرجى فيها الإجابة والقبول شهر رمضان المبارك الذي هو شهر الدعاء.

akhawat_islamway_1461755781____2.png

 

وقد جاءت النصوص الشرعية مبينة عظم شأن الدعاء وفضله، فالدعاء هو العبادة، وهو أكرم شيء على الله، ومن أعظم أسباب دفع البلاء قبل نزوله، ورفعه بعد نزوله، كما أنه سبب لانشراح الصدر وتفريج الهم وزوال الغم، وهو مفزع المظلومين وملجأ المستضعفين، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء.

 

وإني لأدعو اللهَ والأمرُ ضيقٌ علــيَّ فــمـا ينفـــك أن يتفرّجا

وربَّ فتى ضاقت عليه وجوهُهُ أصاب له في دعوة الله مَخْرَجا

 

وللدعاء شروط وآداب ينبغي مراعاتها والأخذ بها حتى يكون الدعاء مقبولاً مستجاباً:

 

يأتي في مقدمتها إخلاص الدعاء لله، وإفراده سبحانه بالقصد والتوجه، فلا يدعو إلا الله ولا يسأل أحداً سواه.

 

ولا بد من قوة الرجاء وحضور القلب وعدم الغفلة عند الدعاء لقوله صلى الله عليه وسلم: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاه) رواه الترمذي.

akhawat_islamway_1461755781____2.png

 

وعلى الداعي أن يجزم في المسألة ولا يتردد، ولا يستعجل الإجابة لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، ارحمني إن شئت، ارزقني إن شئت، وليعزم مسألته، إنه يفعل ما يشاء لا مكره له)، وقوله:(يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوتُ، فلم يستجب لي) رواه البخاري.

 

وليتحرَ الأوقات والأحوال التي تكون الإجابة فيها أرجى، كليلة القدر، وجوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات، وبين الأذان والإقامة، وآخر ساعة من يوم الجمعة، وحال السجود، والصيام، والسفر، وغيرها من أوقات الإجابة.

 

وليقدم بين يدي دعائه الثناء على الله جل وعلا، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والإقرار والاعتراف بالذنب والخطيئة، فعنفضالة بن عبيد قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعداً، إذ دخل رجل فصلى، فقال:"اللهم اغفر لي وارحمني"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجلت أيها المصلي، إذا صليت فقعدت، فاحمد الله بما هو أهله وصل علي، ثم ادعه) رواه الترمذي.

akhawat_islamway_1461755781____2.png

 

وعليه أن يلح في دعائه وتضرعه، ويعظم المسألة، ويظهر الفاقة والمسكنة، ويدعو في جميع الأحوال من شدة ورخاء ومنشط ومكره، ويكرر دعاءه ثلاثاً، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا تمنى أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه) رواه الطبراني، وقال: (من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكُرَب، فليكثر الدعاء في الرخاء) رواه الترمذي.

 

ويستحب أن يتطهر ويستقبل القبلة، ويرفع يديه حال الدعاء، يقول صلى الله عليه وسلم: (إن الله حي كريم، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين) رواه الترمذي.

 

وعلى الداعي أن يخفض صوته بين المخافتة والجهر؛ لقوله جل وعلا: {ادعوا ربكم تضرعًا وخفية إنه لا يحب المعتدين} (الأعراف:55)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس! اربَعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، إنكم تدعون سميعًا قريبًا، وهو معكم) رواه البخاري. ومعنى (اربعوا) أي: ارفقوا.

 

وليتخير جوامع الدعاء، والأدعية المأثورة التي جاءت النصوص بأنها أرجى للقبول والإجابة، كقوله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون إذ دعا، وهو في بطن الحوت {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}(الأنبياء:87)فإنه لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله) رواه الترمذي.

akhawat_islamway_1461755781____2.png

 

وليبتعد عن السجع المتكلَّف، ومراعاة تنميق العبارات، وتزويق الألفاظ، فإن العبرة بما في القلب من صدق التوجه والإقبال على الله، وقد كان صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك.

 

وعلى الداعي أن يطيب مطعمه ومشربه حتى يكون مجاب الدعوة، وألا يدعو إلا بخير، وأن يتجنب الاعتداء في دعائه، ولا يدعو على نفسه وماله وأهله لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم)، وقوله: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدعُ بإثم، أو قطيعة رحم) رواه مسلم.

 

هذه بعض آداب الدعاء وشروطه على سبيل الإجمال، فاحرص أخي الصائم على استغلال الأوقات والأحوال الشريفة في هذا الشهر المبارك، وأكثر من الدعاء لنفسك ووالديك وأولادك، وإخوانك من المؤمنين والمؤمنات، وتعرض لنفحات الله، لعله أن تصيبك نفحة لا تشقى بعدها أبداً.

المصدر: إسلام ويب

 

 

 

 

akhawat_islamway_1461755800____3.png

 

*

*

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك ونفع بك أشروقة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكِ

جميل الله بارك جزاكِ الله خيرًا أشروقة ونفع الله بكِ

()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الله يبلغنا وإياكم رمضان ويبارك لنا فيه

جزاك الله خيرا أختي ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@أنفاس الفجر

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الله يبلغنا وإياكم رمضان ويبارك لنا فيه

جزاك الله خيرا أختي ()

 

وخيرا جزاك أنفاس الحبيبة

وبارك الله فيك اللهم آمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك ِ يا حبيبة ()

جمع طيب لآداب الدعاء .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة خيوط ذهبية
      بأي شيء تستقبل رمضان... هل بالطاعات أم بالمكسرات؟!


       
       

      بأي شيء نستقبل رمضان؟ وبأي عدة نتجهز لرمضان؟ أبشراء أنواع العصائر والمشروبات؟! أبتوفير أصناف المأكولات ؟! أبتجهيز المطابخ وصالات الطعام؟! أبأخذ إجازة من العمل والتفرغ للنوم؟


       

      من الذنوب والآثام التي ذمها الله في كتابه العزيز ونهانا عنها نهيًا مباشرًا صريحًا: التبذير والإسراف، لما يسببانه من عدم تقدير واحترام لنِعَم الله وإهدارها هباء ودون جدوى، وإنفاق المال في غير طاعة وفيما يخالف الشريعة الإسلامية..



      قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَ‌بُوا وَلَا تُسْرِ‌فُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِ‌فِينَ} [الأعراف: 31].



      وقال أيضًا: {كُلُوا مِن ثَمَرِ‌هِ إِذَا أَثْمَرَ‌ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِ‌فُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِ‌فِينَ} [الأنعام:141].



      وقال جل شأنه محذرًا المسلمين من التبذير:{وَآتِ ذَا الْقُرْ‌بَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ‌ تَبْذِيرً‌ا إِنَّ الْمُبَذِّرِ‌ينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَ‌بِّهِ كَفُورً‌ا} [الإسراء: 26-27]


       



       
       

      ورغم أن شهر رمضان الفضيل شهر التقوى والبِر والإحسان والرحمة والمغفرة والرضوان، إلا أن الكثير من المسلمين يزداد إسرافهم وتبذيرهم في هذا الشهر بخلاف باقي شهور السنة، إذ يبالغون في شراء ما لذَّ وطاب من الأطعمة والأشربة والحلوى والمسليات وكأن رمضان موسم للأكل والتباهي، فيأكلون القليل منها ويتعرض ما يتبقى للإتلاف والرِمي في حاويات القمامة.. وذلك في الوقت الذي تعاني العديد من الأسر المسلمة من الجوع وضيق ذات اليد ولا تجد من يعطف عليها ويسد رمقها!


       

      لا يقتصر الإسراف في رمضان على الأسر الميسورة الحال فقط، بل يشمل – وللأسف الشديد - غالبية الأسر من مختلف الطبقات والفئات غنيها وفقيرها - خصوصًا في العزومات والولائم الرمضانية التي يكون التفاخر بها هو سيد الموقف - كما امتد الإسراف أيضًا إلى الإفطار في بعض المساجد وذلك عندما لا يتم التنسيق مع إمام المسجد أو القائم على برنامج الإفطار، حيث يحضر كل شخص أفضل ما لديه من الأطعمة والتمر والعصائر، مما يفيض عن حاجة الذين يفطرون في المسجد، وقد يكون بعضها مما لا يسهل حمله أو نقله فيرمى ويُتلَف!


       



       
       

      هناك بعض الخطوات التي يمكن باتباعها علاج ظاهرة الإسراف في رمضان ومنها:


       

      أولًا: علينا جميعًا أن نعي ونفهم جيدًا المراد من صيام رمضان، وهو تطهير للنفس والمال والمجتمع، كما أنه عبادة صحيحة وتدريب على الصبر والجهاد والتضحية والمشقة، وليس رمضان شهرًا لإقامة الولائم والحفلات والتنافس في الملذات والترفيهات.


       

      ثانيًا: المحاسبة والمراقبة الذاتية قبل وأثناء الإنفاق والاستهلاك والتفكر والتدبر في النتائج المترتبة على الإسراف والتبذير والترف.. فمن شق عليه الحساب في الدنيا سهل عليه في الآخرة، وفي هذا الشأن يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، وتهيأوا للعرض الأكبر"، كما يجب على المسلم أن يتذكر الفقراء والمساكين والمجاهدين والوقوف أمام الله للمحاسبة الأخروية ليس في رمضان فحسب، بل في كل الأوقات؛ فالمحاسبة والمراقبة الذاتية الدائمة والمستمرة تجعل الفرد المسلم الصائم حازمًا مع نفسه يكبح هواها ويفطمها عن شهواتها ومطالبها، ويجعلها تسير في طريق الإسلام.


       



       

      ثالثُا: الاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده في سلوكهم ونفقاتهم في شهر رمضان لاسيما من حيث الاقتصاد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ملأ ابن آدم وعاء شرًّا من بطنه، حسب ابن آدم لقيمات يقمن بها صلبه، فإن كان فاعلًا لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفَسه"[1].


       

      وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: "كلوا واشربوا وتصدقوا من غير مخيلة ولا ترف"[2].


       

      رابعاً: تجنب مصاحبة المسرفين والمترفين، وملازمة الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، وفي هذا الخصوص يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"[3]، كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقــــي"[4].


       



       
       

      إذا طبق كل فرد في المجتمع الضوابط الإسلامية للنفقات والاستهلاك في رمضان، وإذا التزم بالطريق الإسلامي في علاج أمراض الإسراف والتبذير والترف ونحوها لأدى ذلك إلى آثار طيبه منها:


       

      - الفوز برضا الله في الدنيا والآخرة وقبول الصوم والعبادات المختلفة التي يؤديها الفرد في رمضان.


       

      - توفير على الأقل 50% من النفقات التي كانت تنفق على ما لا ينفع ويعارض أحيانًا شريعة الله.


       

      - تجنب الأسرة الوقوع في حمل ثقل الديون وحمايتها من مصايد الشيطان والكسب الحرام.


       

      ختامًا: علينا نحن معشر المسلمين الصائمين أن نسير في طريق الاقتصاد في النفقات وننأى بأنفسنا عن السير في طريق الإسراف والتبذير المحفوف بالشياطين والمفسدين، وأن ندرك أن الغاية من الطعام والشراب هي التقوِّي على طاعة الله والفوز برضاه في الدنيا والآخرة، وليس ملء البطون والتفاخر ونسيان إخواننا من الفقراء والمساكين الذين لهم حقوق كثيرة علينا.


       



       
       
       


      أخطاؤنا في رمضان

       
       


      قبسات : لماذا نجوع ونعطش في رمضان ؟الشيخ محمد صالح المنجد

       
       



    • بواسطة *إشراقة فجر*
      أيتها الداعية تجهزي فرمضان أقبل


       

      رمضان...فرصة الدعاة الذهبية


       
       

      إذا كانت أشهر العام وأيامه كلها ميدان للدعوة إلى الله تعالى , ومضمار سباق للفوز بأعظم عمل يقوم به المسلم في هذه الحياة , قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}فصلت/33 .... فإن شهر الصيام بحق هو فرصة الدعاة إلى الله الذهبية للتزود من هذه العبادة الجليلة , وبذل المزيد من الجهد والعمل لاغتنام ساعات هذا الشهر ولحظاته لترغيب الناس في عمل الخير والإقبال على الله تعالى, والابتعاد عن كل ما لا يرضيه سبحانه.


       
       

      وإذا كان ثواب الدعوة إلى الله تعالى في جميع أيام العام ولياليه كبير وعظيم , ولا أدل على ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : (..... فَوَ اللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ)صحيح البخاري برقم/3009, وقوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا .....)صحيح مسلم برقم/6980...... فإن ثواب وأجر الدعوة إلى الله في أيام رمضان ولياليه مضاعف بلا شك .


       
       




       
       

      والحقيقة أن سر كون شهر الصيام هو بحق فرصة ذهبية للدعاة إلى الله, ومنحة ربانية لورثة الأنبياء لإعادة الناس إلى دين الله و ردهم إليه ردا جميلا... يكمن في عدة أمور مجتمعة:


       
       

      أولها: أن النفوس والقلوب والعقول مهيئة في هذا الشهر الكريم لتقبل الموعظة الحسنة , والكلمة الطيبة , والمعلومة النافعة المفيدة.... فالشياطين في هذه الأيام المعدودة مصفدة, وجماح الشهوة في هذا الشهر مكبوحة , وهو ما يشكل أرضا خصبة يستطيع الداعي إلى الله أن يزرع فيها ما يشاء من بذور الخير والعلم والقرب إلى الله.


       
       

      جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن سول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إذا كانت أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة)صحيح سنن ابن ماجه للألباني برقم/1331


       
       

      ثانيها: إن كثرة اجتماع المسلمين في هذا الشهر في المساجد , سواء في صلاة الفجر أو بقية الصلوات الخمس , بالإضافة لصلاة القيام – التراويح – التي يمتاز بها هذا الشهر الكريم ..... هو عامل مساعد لتسهيل مهمة الدعاة إلى الله , حيث يمنحهم فرصة ذهبية لا يمكن أن تتكرر في غير هذا الشهر لترسيخ العقيدة الصحيحة في النفوس والعقول , بالإضافة إلى بث محبة الله وطاعته في القلوب , ناهيك عن تعليم الناس الكثير مما يجهلون من أمور دينهم.


       
       

      ومع النفوس المهيئة لقبول الموعظة والعلم النافع المفيد.... تتحول هذه اللقاءات المتكررة الكثيرة يوميا إلى ما يشبه الدورة الإيمانية العلمية الإسلامية المكثفة, التي إن أحسن الدعاة إلى الله اغتنامها , وتعاملوا معها بإخلاص وحرفية وإتقان وفن , فإن آثارها ونتائجها الإيجابية لا يمكن أن تعد أو تحصى سواء على الفرد أو الأسرة والمجتمع بشكل عام .


       
       




       
       

      وهنا لا بد من لفتة تبدو في غاية الأهمية في هذا الإطار, ألا وهي ضرورة أن يتصف من يريدون اغتنام هذه الفرصة الذهبية للدعوة إلى الله بالعلم الشرعي أولا, وبالحكمة وإتقان أساليب وطرق وفن الدعوة إلى الله ثانيا , ناهيك عن الإخلاص الذي له دور كبير في اختراق كلمات الداعي قلوب المستمعين وعقولهم, بالإضافة لكونه شرطا لقبول الأعمال والقربات والطاعات عند الله.


       
       

      أما مسألة الكفاية العلمية فهي مسألة اختصاص, فلا ينبغي لمن لم يتزود بعد بما يكفي من العلوم الشرعية أن يتصدر هذه المجالس واللقاءات الإيمانية, حتى لا يأخذ مكان من هو أولى منه بالدعوة وإرشاد الناس , وأقدر على تعليمهم الدين الصحيح .




      وأما مسألة الحكمة وإتقان وسائل الدعوة إلى الله وفنونها وأساليبها, فهي في الحقيقة العامل الأهم في اغتنام هذه الفرصة على الوجه الذي ينبغي من عدمه , فالكثير من الخير قد يفوت في هذه الأيام المباركة بسبب نقصان هذا الجانب عند بعض الدعاة إلى الله.


       
       

      إن انتقاء المواضيع التي تصلح للحديث بشأنها في أيام رمضان ولياليه , والعرض الصحيح لهذه المواضيع حتى لا يتخللها انحراف عقدي أو يعتريها خطأ شرعي , ومن ثم استخدام الحكمة والخبرة والفن الدعوي في كيفية إلقائها وعرضها على الناس ...كفيل بتحقيق أقصى غايات وأهداف هذه المجالس الإيمانية واللقاءات الرمضانية .


       
       




       
       
       

      فإذا ما تَوّج الإخلاص عند الداعي هذا المواهب والقدرات , اكتملت أسباب وشروط بدو ثمرة مجالس رمضان الدعوية , فإذا بأخلاق المسلمين تسمو بعد انحدار , وإذا بحالتهم مع الله ترقى , وسلوكهم مع الناس يتغير ويتبدل إلى ما يرضي الله ورسوله .


       
       

      ثالثها : أن امتناع المسلم عن الطعام والشراب والمفطرات من الشهوات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس , مع التزام معظم المسلمين بالإكثار من تلاوة القرآن والذكر في أيام رمضان ولياليه..... يسمو بروح المسلم عن مستوى الطينية الذي كان محبوسا فيه قبل رمضان , ويرتقي به في معارج السالكين إلى الله , الأمر الذي يجعل من مهمة الدعاة إلى الله مع أمثال هذه النفوس تكميلية , بعد أن كانت مهمتهم في غير رمضان من الصعوبة بمكان .


       
       

      لا يمكن حصر الأسباب التي تجعل من شهر الصيام فرصة ذهبية للدعاة إلى الله , ولعل ما سبق كاف لتحفيز الدعاة للتشمير عن ساعد الجد لاستثمار كل دقيقة من مدرسة الثلاثين يوما في سبيل تحصيل فضيلة التقوى التي هي الثمرة الأغلى للصيام بنص كلام الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}البقرة/183


       

      موقع المسلم


       
       




       
       


      الدعوة إلى الله في رمضان محمد بن عبد الرحمن العريفي

       
       


      رمضان قرب يلا نقرب : الدعوة إلى الله في رمضان

       
       
       




    • بواسطة مُقصرة دومًا
      حاسبي نفسك
       
      تَكُرُّ الأيام والليالي، ويَنْقضي العمرُ، ولا يَنتبِه المرء مِن لَعِب الصِّبا إلا وقد أثقلتْه أعباءُ الكهولة، ولا يُودِّع أيامَ الشَّباب حتى تحني الشَّيخوخةُ ظهرَه، ثم يأتيه الأجلُ المحتوم، وقد يأتي قبل ذلك.
       
      أفليس جديرًا بنا أن نَقِف قليلاً للمُحاسبة؟! نُحاسِب أنفسَنا، ونُراجِع ما مضى منا، ونَزِنه بميزان الشَّرع، يُروى عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّه قال: "حاسِبوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبوا، وتزيَّنوا للعَرْض الأكبر، وإنما يَخِفُّ الحسابُ يوم القيامة على مَن حاسَب نفسَه في الدُّنيا".
       
      إن هذه الوقفة المُتأمِّلة والمراجعة ضرورة تَفرِضها الرغبةُ في النَّجاة يوم القيامة.


       




       

      الوقت يَمضي، وأنت أيضًا تَمضي نحو أَجَلك، والحُكْم لك أو عليك مُتوقِّفٌ على تَصرُّفك في أيَّامك، فالوقت إذًا هو رأس مالك، فاستَفِد من وقتك لتكون من المُفلِحين، تأمَّل يا أختي في ماضيك وحاضرك، وتَطلَّع إلى مستقبلك؛ ليكون سعيدًا مُبارَكًا فيه.
       
      فأمس ذهَب ولن يعود، ولكن قد بقيت التَّوبةُ النَّصوحُ، فبصِدْق التوبة، وحُسْن الإنابة، وصالح العمل تستطيع أن تُبدِّل سيئاتِ ماضيك إلى حسناتٍ، واستَمِع هذه البُشرى من كتابه: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[الفرقان: 68 - 70].
       
      وأمس بعد ذلك عِظَةٌ بالغة، تَنتفِع من تَجارِبك فيه، فيُجنِّبك وعيُه الوقوعَ في المعصية، وينأى بك عن مواضع الخطر.
       
      واليوم غنيمة مبذولة، فاستَفِد يا أخي من حاضرك، واحذَر أن تفوتك الفرصة، واحذر أن يجدك ربُّك حيث نهاك، أو يَفقِدك حيث أمرك.
       
       
      فهل تنتظرون إلا فقرًا مُنْسيًا، أو غنى مُطغيًا، أو مرضًا مفسدًا، أو موتًا مُجهِزًا، أو الدَّجال؛ فشرُّ غائب ينتظرك، أو الساعة؛ فالساعة أدهى وأمرُّ؟ وغد بيد الله غيب من الغيب، ولا ندري ما الله صانِعٌ فيه، فاعزِموا على عملِ الخير فيه، واعلموا أن العزمَ على فِعْل الخير خيرٌ يقود صاحِبَه إلى الجنَّة؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لذاك القاتل الذي ذكَر رسولُ الله أنه قَتَل مائة نَفْس، غير أنه أقبل على الله تائبًا، فغفر له وأدخله الجنَّة، سارِعوا وسابِقوا إلى العمل الصالح؛ فإن الزَّمن لا يتوقَّف، والوقت هو رأس مال المسلم، إن أحسَن التصرُّف فيه فعمِل صالحًا، كان رابحًا، وإن أساء التصرفَ فيه فعمِل شرًّا، كان خاسرًا، وذلك هو الخُسران المبين.
       
      والتَّسويف عدوُّ العبد المسلم، وكذلك فقضاء الوقت بالتَّوافه والملذَّات، دون الحصول على فائدة دينيَّة أو دُنيويَّة - خسارة كبرى.
       
      إنَّ ثروةَ الأمَّة الحقيقيَّة هي وقْتُها؛ فالأُمَّة التي يُبدِّد أفرادُها أوقاتَهم كلَّها في اللهو والثرثرة والنوم والتسكُّع في الطرقات، أو يَقْضون أيام عمرهم بالمنكرات من شرب للخمر، واقتراف للفواحش، واختلاس لمال الدولة، وعُدوان على أموال الآخَرين وأعراضهم - أُمَّةٌ مُتخلِّفة صائرة إلى الإفلاس والدَّمار، ينبغي أن نملأ أوقاتنا بالعمل المُثمِر، سواء كان في طاعة الله، أو في عمارة الأرض، وهي من طاعة الله.


       




       
       
      أيتها الأخوات الفاضلات:



      إن من مهماتكن في بناء الأمة تربيةَ أبنائكن وبناتكن على الاستفادة من الوقت، ومحاسبة أنفسهم كل يوم، لا ينبغي أن يكون في البيت المسلم فَرْدٌ بطَّال لا يعمل عملاً مُثمِرًا.
       
      إن الجلوس أمام التلفاز، ومتابعة القنوات الفضائية آناء الليل وأطراف النهار، وتأمُّل الجوال - قَتْلٌ للوقت، وتضييع للعمر.
       
      وكذلك، فإن العيش مع الأحلام والأوهام، والجلوس دون عملٍ - قتْل للوقت، وتضييع للعمر.
       
      وكذلك، فإنَّ الثرثرةَ مع الأصدقاء مباشرة أو عن طريق الهاتف، وغِيبة الناس - قَتْل للوقت، وتضييع للعمر.
       
      إن الحياة لا بدَّ فيها من الحركة البنَّاءة؛ لأنَّ الجُمُود والسُّكون من لَوازِم الموت.
       
      أيها الإخوة والأخوات، يقول الله سبحانه: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}[البقرة: 281].


       



       


      حاسب نفسك خالد الحسينان

       
       


      نصيحة غالية : حاسب نفسك



      الشيخ محمد بن عبد الرحمن العريفي

       




    • بواسطة خيوط ذهبية
      المحور التاسع



      خشوعٌ حتى النخاع!
       
      **




      عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع قال: «اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي»(مسلم في صحيحه، برقم:[ 771]، والترمذي، السنن، برقم:[ 3421]).


       

      آهٍ، ما أبعدنا عن الخشوع.. سبحانه الله العظيم.. تأمّل هذا الحديث، بله الدعاء، الذي سنَّه لنا الناصح الأمين صلى الله عليه وسلم في ركعاتنا.. ليس هو خشوع الجوارح الظواهر فقط، بل هو خشوع القلب النابض، والدماغ بتلافيف مُخِّه، والعظم الصلد والعصب.. إنه خشوع الباطن الذي يؤثر في سلوك الخاشع بعد مفارقة الصلاة.. فينتهي بها عن الفحشاء والمنكر..
      ولقد كنت - زمانًا- أتجوَّز في تدبر خشوع السمع والبصر لربطهما بجارحتي العين والبصر الظاهرتين، وأتجوَّز في تدبر خشوع العظم والعصب لتعلقهما بحركات الأطراف والجسد الظاهر.. ولكن يقفّ شعري عند تأمل خشوع المخ!!
      قال ابن رسلان: "المراد به هنا الدماغ، وأصله الودك الذي في العظم وخالص كل شيء مخه"، وقال عبد الكريم القزويني(المتوفى: 623هـ): "يمكن أن يراد به خشعتُ لك بجملتي أجزائي كالعظام والشعر، وصفاتي كالسمع والبصر، وبأصول أعضائي كالعظم والعصب، وبزوائدها كالشعر، وبالبادي مني وهو البشرة وبالباطن كالمخ والعظم"[شرحُ مُسْنَد الشَّافِعيِّ: 1/ 336].
      وخشوع كل شيء سكونه أو خضوعه..
      فخشوع السمع خضوعه لنداءات الحق ودعوات الخير، وعلى رأسها ما جاء في القرآن الكريم والسنة الشريفة، ومن خشوعه انكفافه عن سماع ما لا يُرضي الله تعالى مما فيه تعدي حدود الله المتعلقة بحقوق الخالق أو المخلوق، وخشوع البصر على دلائل الحق وشواهد الخير وأعمال الصلاح، من أشياء وأشخاص دل عليها الكتاب الكريم والهدي النبوي، ومن خشوعه انكفافه عن النظر إلى ما لا يُرضي الله تعالى مما فيه تعدي حدود الله المتعلقة بحقوق الخالق أو المخلوق..
      وعلى نحوه خشوع العظم والعصب وما يتبعهما من حركات الجوارح.. فلا تتحرك إلا بدليل ولا تسكن إلا عند حدوده، وكما قال عثمان رضي الله عنه: "إن استطعت ألا تحكَّ رأسك إلا بأثرٍ فافعل" وفي اتِّباع الأثر خضوع وخشوع لله، لأن فيه أمره ونهية..
      أما خشوع المخ، وما أدراك ما خشوع المخ، فهو أن يخشع مخُك فلا يفكر إلا في الله وآلائه، ما جُعِل له العقل في حدود العقول البشرية، فلا يتجاوزها إلى عوالم الغيب مما فيه تعدٍّ على خصائص الله تعالى، علَّام الغيوب فلا يظهر منها: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ، إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ}[الجن: 26-27].
      أو فيه تعَدٍّ على خصائص الله في علم ما في صدور الناس ومكنونات ضمائرهم، وفيه ظلم للعباد، فيُقصِّدهم ما لم يقصدوا من شر، ويحرف قصدهم عما أرادوا من خير وإحسان..
      ومن خشوعه لله أن يستسلم أمام دلائل الحق، وأوامره فلا يتحذلق بخنائن مُخِّه على نور الوحي الشريف الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه..
      ومن خشوع المخ سكونه أمام أوامر الشرع ونواهيه، فلا يتفلسفها ليزحلقها تحت مطارق ضغط الواقع، أو دعوات الهوى أو نزغات الشيطان..






      إنه ليس التخشع، وإنما الخشوع حتى النخاع...
      هذا الخشوع، وليس خشوع الدمع والشهيق، فاللهم اللهم اجعلنا ممن خشع لك سمعه وبصره ومخه وعظمه وعصبه.. وظاهره وباطنه... في خلوته وجلوته.. آمين
      أبو محمد بن عبد الله


       
       
       
       


      وكانوا لنا خاشعين الشيخ محمد حسان


       
       
       



    • بواسطة مُقصرة دومًا
      المحور الخامس: قلبٌ سليم







      **


       

      الحمد لله العالم بأحوال العباد، ومُصَرِّفِ القلوبِ على ما شاء وأراد، سبحانه لَهُ تلهَجُ الألسنة الشاكرةُ بمجامع الحمدِ والثَّنَاء، وله المجد والسلطان والعلاء.



      وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين



      قال الله تعالى ( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)
      القلب ذلك العضلة الصغير حجمها والكبير شأنها فإن سلم قلبك صلحت جميع أعمالك وإن فسد فسدت جميع أعمالك.لذلك قال صلى الله عليه و سلم كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم (ألا وان في الجسد مضغه اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهو القلب).


       




      فراجعي نفسك أخيتي قبل فوات الأوان شهر المغفرة والثوبة آت فكيف هو قلبك؟
      هل سيصلح أعمالك أم يفسدها؟
      اقرئي هذه العلامات وصنفي أين قلبك منها وأدركي مافلت منك واستقبلي شهر رمضان بقلب سليم مستعد للثوبة والاغتسال مما علق به من أوساخ الشهوات و الزلات.
      أولا نقف وقفة تجديد النية واستحضار مزايا هذا الشهر الكريم التي كلنا نعرفها لكن فقط نريد استشعارها بقلوبنا لاعقولنا
      هو شهر المغفرة والثوبة والكرم
      تصفد الشياطين وتغلق أبواب النار وتفتح أبواب الجنة .
      كيف أكون أنا مع رب كريم حليم رؤوف بعباده
      يناددي عباده للثوبة ويقفل عنهم أبواب النار أجارنا الله وإياكن منها
      جددي نيتك وامسحي الغبار على قلبك وانظري في أي صنف هو.


       



       

      علامات القلب السليم



      فكلما صحَّ القلب مِن مرضه واستقام، وسَلِم من آفات الدنيا، ترحَّل منها إلى الآخرة حتى يصير من أهلها.
      ♦ ومن أمارات سلامة القلب: أن صاحبه يَحنُّ إلى الطاعة ويهواها، كما يشتاق الجائع إلى الطعام، والظمآن إلى الماء، والعليل إلى الدواء؛ لأنه يرى في الطاعة راحة الروح، وملء فراغاتها بعيدًا عن مواطن التهلكة.
      ♦ ومن أمارات سلامة القلب: أنه متعلق دائمًا بربه ومولاه، فهو يأرز إلى التوبة والإنابة، ويتعلق بالله تعلُّقَ الحبيب الصبِّ بحبيبه، فلا يرى راحة، ولا فلاحًا ولا نعيمًا إلا برضا ربه، وقربه والأنس به، فيسكن إليه، ويأوي إليه، ويفرح به، ويخافه ويرجو رحمته، ويتوكل عليه، ويدمن ذكره عند جلاَّسه وفى نفسه، فإذا حصل له ذلك، اطمأنَّ وزال اضطرابه وقلقه، وانسد باب الفقر من عينيه، وجاءت أعلام السلامة من كل سبيل.
      قال بعض العارفين: "مساكين أهل الدنيا؛ خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل: وما هو؟ قال: محبة الله، والأنس به، والشوق إلى لقائه، والتنعم بذكره وطاعته"، وقال أبو الحسن الوراق: "سلامة القلب في ذكر الحي الذي لا يموت، والعيش الهني: الحياة مع الله لا غير".
      ♦ ومن علامات سلامة القلب: ذهاب الهم والغم، وحصول الراحة مع الصلاة والصيام وسائر القربات.
      ♦ ومن العلامات أيضًا: أن صاحب القلب السليم يشح بوقته على الدنيا وتوافهها أشدَّ من شح البخيل بماله، دارجًا عمره كله في ظلال قوله - تعالى -: ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) [الأنعام: 162].


       



       

      وللقلب المريض علامات تميزه عن غيره؛ منها:



      ♦ أن صاحب القلب المريض ينفر دائمًا من الأغذية النافعة، ولا أنفع للقلب من هدايات الدين، المتمثلة في الكتاب والسنة، وهدي السلف الصالح - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين - فمَن آنس من نفسه هذا المعنى، فليوقن بأن قلبه فيه عطب حينما ينفر من أغذية القلب؛ كحضور مجالس العلم، وتلاوة القرآن، وحلقات التعليم والمدارسة؛ قال الله - تعالى -: ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)[الإسراء: 82].
       
      ♦ أن صاحب القلب المريض لا تؤلمه جراحاتُ المعاصي، والقبائح التي يرتكبها، ولا يزال يعمل القبيح، ولا يرعوي، ولا يتعظ إذا وُعظ؛ فهذا قلب محروم من التوفيق بجراح القسوة.
      ♦ بل إن القلب المريض يجد صاحبُه لذةً في المعصية إذا عملها، ويجد راحة بعدها، ولا يلدغ ضميرَه شيءٌ من الندم.
      ♦ أن صاحب القلب المريض يقدِّم الأدنى على الأعلى، ويهتم بتوافه الأمور وينسى أعلاها، ويقدم العاجلة على الآجلة، والقلب أساسًا مثل الطائر، كلما اقترب من الأرض وتسفل، اقترب من الآفات، وكلما علا، بَعُد عن الآفات والمكاره.
      ♦ ومن علامات القلب المريض: أن صاحبه يكره الحقَّ، ويضيق صدرُه به، وأسوأ منه مَن يجادل في ذلك.
      ♦ ومن علامات القلب المريض: أن صاحبه يكره الصالحين، ويتوحش منهم، ويتألف أهل المعصية، ويأنس بالمذنبين
      أسباب معينة على سلامة القلب:
      وهناك من الأمور ما يعين اللهُ به على المحافظة على القلب حتى يظل سليمًا؛ منها:
      ♦ الدعاء الدعاء، فهو باب من أبواب الراحة القلبية، حينما يلجأ العبد إلى ربه ومولاه؛ لأنه على يقين أنه ما بعد الدعاء إلا الإجابةُ، قال الله - تعالى -: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )[البقرة: 186]،
       
      ♦ حسن الظن بالناس، وعدم تفسير المواقف وحملها على الظن السيئ؛ فقد قال الله - تعالى -: (إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) [الحجرات: 12]
      ♦ الدفع بالحسنى، قال الله - تعالى - ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) [فصلت: 34]
       
      ♦ الهدية باب من أبواب صلاح القلوب بين أطراف المجتمع، فقد ورد قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((تهادوا تحابوا))؛ (أخرجه العراقي في "هامش الإحياء" 2/53 عن أبى هريرة بسند جيد)؛ فالهدية تذهب بسخائم القلوب، وتعيد لها عافيتَها، وصدق مَن قال:


       

      أَحْسِنْ إِلَى النَّاسِ تَسْتَعْبِدْ قُلُوبَهُمُ ♦♦♦ لَطَالَمَا اسْتَعْبَدَ الإِنْسَانَ إِحْسَانُ


       








      وأخيرًا:



      تعهَّد قلبَك بالرعاية؛ لأنه متقلب، واختبر مشاعره وأحاسيسه دومًا، واصنع له متابعات دائمة من الاكتشاف المبكر للأمراض التي تحاول الاقتراب منه، واعلم بأن القلب لا يمكن أن يحيا بلا قُوتٍ ولا غذاء، فكما أن البقول والفواكه والمشروبات وغيرها أغذية الجسم، فالطاعة والتعلم وصنوف العبادة وغيرها - من أهم الأغذية النافعة للقلب.
      ♦ واعلم: بأن صاحب القلب المريض لا يرى الأشياء على حقيقتها، ولا يرى الناس على حقيقتهم، ولا يعرف الحياة على حقيقتها؛ لأن العبرة ليست بنواظر العيون، وإنما ببصيرة القلوب؛ قال الله - تعالى -:(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) [الأعراف: 179].
       
      ويقول أبو فراس:



      وَتَاللَّهِ مَا الأَبْصَارُ تَنْفَعُ أَهْلَهَا♦♦♦ إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلمُبْصِرِينَ بَصَائِرُ



      أما القلب الميت، فنسأل الله له الرحمة.



      استغاثة قلب قبل رمضان الشيخ هاني حلمي عبد الحميد


       



منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×