اذهبي الى المحتوى
زهرة نسرين

سلسلة دليل الآباء في تربية الأبناء 130 طريقة في تربية الأبناء ج3 ح1

المشاركات التي تم ترشيحها

هذا المقال هو الحلقة الأولى من الجزء الثالث لسلسلة دليل الآباء في تربية الأبناء، وتعرض بعض مشكلات الأبناء وطرق علاجها، وتتناول هذه الحلقة مشكلة الكذب عند الأبناء وطرق علاجها.

 

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على نبيه الذي اصطفى، وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم السلام.

 

أما بعد:

إننا نعيش اليوم في عالم مفتوح، أشبه ما يكون بالقرية الصغيرة، والتي فيها يعرف الواحد عن الآخر كل شيء عن عاداته، وأخلاقه، وسلوكه، وتصرفاته، وسلبياته، وكل ذلك بفضل التقدم المذهل والسريع في مجال الاتصالات، التي جاءت إلينا بأخبار الشعوب والأمم وعاداتهم، وأدخلتها إلى بيوتنا عن طريق القنوات الفضائية والإنترنت ووسائل الاتصال المختلفة؛ مما يجعل عملية تربية الأبناء من أصعب الأمور التي يواجهها الآباء والأمهات، وخاصة الذين يهتمون بتربية أبنائهم وتنشئتهم على مبادئ الإسلام وأحكامه وآدابه.

 

لقد اكتسب كثير من الأبناء بعض العادات السيئة، وأصبحت هذه العادات والصفات السلبية تمثل مشكلات يعاني منها الآباء تجاه أبنائهم، ويتمنون إيجاد الحلول المناسبة لها، ولأهمية هذا الموضوع رأيت أن أعرض في هذا المقال وباختصار أهم تلك المشكلات والعادات السلبية، مع ذكر بعض الأسباب والحلول، مع التنبيه على ضرورة معرفة الفروق بين أسباب كل حالة، وهذا يتطلب من الآباء شيئًا من الصبر والنظر الدقيق، والتأمل في مشكلات أبنائهم؛ للتوصل إلى الأسباب والحلول الواقعية، بعيدًا عن الخيالات وتوزيع التهم على الآخرين، خصوصًا أنه قد تختلف الأسباب من شخص لآخر.

 

1. مشكلة الكذب:

• أولًا: الأسباب:

- اعتياد الأم والأب الكذب على الآخرين أو على الطفل ذاته، كأن يقول له: إذا فعلت كذا سأعطيك كذا، ثم لا يعطيه، أو افعل كذا وسأذهب بك إلى المكان الفلاني، ثم لا يذهب به.

 

- كذب الأم على الأب، أو الأب على الأم بحضور الابن، وعلى مرأى ومسمع منه.

 

- دفع الأبناء إلى الكذب، وصور ذلك كثيرة، منها: أن يقوم الابن بالرد على الهاتف ويُطلب منه الكذب بشأن وجود أمه أو أبيه، فيقول: غير موجود، مع العلم أنه يكون بجواره!! وكذلك تشجيعه على الكذب على معلميه أو أصدقائه لأي سبب كان.

 

- القسوة والشدة الصارمة في العقاب تدفع بعض الأبناء إلى الكذب؛ كوسيلة للتخلص من العقاب.

- مشاهدة التلفاز بلا ضابط تدفع الأبناء إلى الكذب، بخاصة مشاهدة تلك المسلسلات الكرتونية المبنية على الكذب والحيلة.

 

- مخالطة الأطفال الذين عُرف عنهم الكذب واشتهروا به.

 

- حكاية القصص الخيالية للأطفال، والتي يكون القصد منها تخويف الأطفال بالعفاريت والشياطين، وملابسهم الغريبة وهيأتهم المخيفة.

 

• ثانيًا: وسائل العلاج:

 

- التزام الوالدين بالصدق في كل أمورهم الحياتية؛ فالتربية بالقدوة من أفضل وسائل التربية وأنجعها.

- تنمية شخصية الطفل، وزرع الثقة في نفسه.

 

- تعويد الطفل على مواجهة الأمور بالصدق مهما كان، وعدم اللجوء إلى الكذب.

 

- التحفيز على الصدق بالمكافآت، ودرء العقاب والتنازل عنه عند الاعتراف بالخطأ وقول الحق.

 

- اختيار البرامج المفيدة والمناسبة؛ كي يشاهدها الطفل، وهي البرامج التي ترسخ في ذهنه الأخلاق والآداب الإسلامية: كالصدق، والأمانة، والنظام، والنظافة، والتسامح وغير ذلك.

 

- إبعاد الطفل عن صحبة من عُرف عنهم الكذب، واختيار صحبة جيدة له.

 

- حكاية القصص التي تبين فضيلة الصدق؛ مثل قصة "الغلام الذي أوصته أمه بالصدق مهما كانت الظروف، وبينما هو في طريقه مسافرًا في قافلة، إذ خرج عليهم عصابة من اللصوص، فقال له كبير اللصوص: ماذا معك يا غلام؟! فقال: معي مائة دينار. فقال اللص: أتهزأ بي أيها الغلام؟ فقال الغلام: لا.

 

فلما فتش اللص متاعه وجد المبلغ كما ذكر الغلام، فقال له اللص: لِمَ لَمْ تكذب حتى تنجو بمالك؟ فقال الغلام: أوصتني أمي ألا أكذب أبدًا مهما كانت الظروف، فتأثر اللص وقال: غلام صغير يطيع ربه، ولا يرضى أن يُخلف عهد أمّه، وأنا رجل كبير ومع ذلك أخلف عهد ربي مرارًا، ثم قال للغلام: ابسط يدك أيها الغلام، فأنا تائب على يديك، ثم أمر برد الأموال إلى أصحابها، وتاب من معه من اللصوص". فهذه من القصص التي ترسخ حب الصدق في نفوس الأبناء وتجعله مرتبطًا بهذا الموقف النبيل الذي قام به الغلام.

 

- تعليمه بعض الآيات والأحاديث في فضل الصدق كقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ (سورة التوبة الآية: 119).

 

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ) إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة (.

تم تعديل بواسطة زهرة نسرين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك نسرين الحبيبة

 

وجب تشجيع الطفل على قول الحقيقة

وعدم معاقبته والتشديد عليه حتى لا يخاف

ويظطر بعدها على الكذب

 

هناك من الأمهات من تستهين بالطفل وبذكائه

فتكذب عليه مرار وتكرار

معتقدة أنه لا يفهم.

 

وفي ذلك تعويذهم على الكذب.

 

قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قال لصبي: تعال هاك: .. ثم لم يعطه شيئا فهي كذبة. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.

 

 

وفي صحيح مسلم عن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها قالت: ... ولم أسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها. وعلى هذا، فالكذب على الأطفال كالكذب على غيرهم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×