اذهبي الى المحتوى
رجاء محمد الجاهوش

أحمر.. يا حبُّ!

المشاركات التي تم ترشيحها

أحـمـر.. يـا حـبُّ!

 

بقلم/ رجاء محمد الجاهوش

145542628426541.jpg

 

 

مَـدخَـلٌ

 

 

لمْ أعتدْ تلوين الأيَّام، إلَّا أنَّ هذا اليوم أبَى إلَّا أنْ يَصطَبِغَ بالحُمرَةِ!

لماذا الأحمر؟

لا أدري.. فالسِّرُّ مجهول حتى هذه اللَّحظة!

الأحمر و الحبُّ.. علاقة قديمة

الأحمر و الـدَّم.. علاقة دائمة

الحـبُّ و الـدَّم.. علاقة عُلويَّة نادرة!

 

يـوم الـحُـبِّ

 

يومهم الذي اكتسَى بالحُمرة فرحًا بيومِ الحبِّ، كان يومًا باهتًا حزينًا بالنَّسبة إليَّ!

لمْ أستطعْ ـ مثلهم ـ أنْ أرتدي فستانًا أحمرَ، أو أنْ أزيِّن جيدي بقلادة حمراء أو أنْ أبتاع وردة حمراء!

فاللَّون الأحمر هنا مختلف: دماءٌ، أشلاءٌ، وهمس جراحٍ أسْكَتَتْ كلَّ مَزامير الفرح!

جلستُ أطالعهم...

كمْ كانوا فرحين بتلك الهدايا الحمراء، وبتلك العاطفة الزَّائفة التي يستجدونها استجداء!

لماذا يَندَفِعون ـ يا تُرَى ـ نحو كلّ ما يحمل سِمَةَ الحبِّ دون اكتراثٍ إنْ كان حلالًا أمْ حرامًا، رخيصًا أمْ غاليًا؟!

أهي الحاجة، ذلك السِّلاح ذو الحدَّين!

التي إذا أُشبِعَتْ شبَّ المرء سويًّا قويًّا قادرًا على العطاء، وإذا لمْ تُشبَع باتَ صاحبها فريسةً سهلةً للأدواء والأهواء...

 

أمْ أنَّه الخَواء الرُّوحي؟!

 

حَـاجـاتُـنـا

 

حَاجات الإنسان الأساسيَّة تنقسم إلى قِسمَين:

 

1. حاجات عضويَّة: كـ الطعام، والشَّراب، والملبس، والمسكن.. وغيرها

2. حَاجات نفسيَّة واجتماعيَّة: كـ الحبِّ، والشُّعور بالأمن والأمان، والقبول، والثِّقة، وتقدير الذَّاتِ، والحريَّةِ، والحاجة إلى وجود حدودٍ لهذه الحريَّة.. وغيرها

 

وإشباع هذه الحَاجات ـ بنوعَيها ـ مسئوليَّة الأسرة بدايةً وبالأخص الوالِدَين، ومِن ثمَّ يأتي دور الدَّولة بمؤسَّساتها المختلفة الَّتي يجب أنْ تسعَى لتوفيرِ الحاجات (العضويَّة) لمواطنيها والقائمين على أرضها بِقَدرٍ يحفظ لهم كرامتهم، فمتى ما شَبِعَ المرء وارتوَى، وستر عورته، واستقرَّ في سكن خاص شَعَرَ بالأمان، ومتى ما شَعر بالأمان استطاع أنْ يُعطي وينجز، ومتى ما أعطى وأنجز شعر بالثِّقة وتقدير الذَّات.. وهكذا يُصبح إشباع حاجة (عضويَّة) سَبَبًا في إشباع حاجة نفسيَّة.

والحاجات ـ بقسميها ـ هي حاجات أساسيَّة لا تستقيم حياة المرء إذا فقدها، ولا يتمتَّع في ظلِّ غيابها بالصِّحة الجسدية والنَّفسيَّة.

 

فالحبُّ ـ محور حديثنا ـ حاجة نفسيَّة، يبذر الأبوان بذرتها الأولى في قلب الطِّفل، فهما أوَّل مَن يحتكُّ بهم الطِّفل، ومنهما يكتسب خبراته الأولى والأساسيَّة الَّتي تؤثِّر في سلوكه فيما بعد ، فإنْ مَنَحاه الحبَّ صادقًا غير مشروط، وحَبَيانه بعاطفة حقيقيَّة غير مُتكَلَّفَة نشأ مُتمتِّعًا بصِحَّةٍ انفعاليَّة، وبقدرةٍ أعلَى على حبِّ الآخرين، مع تقدير إيجابيٍّ وثابت للذَّات، فلا يلجأ إلى استخدام أساليب غير ناضجة للحصول على حبِّ وتقدير الآخرين أو لفت انتباههم!

إنَّ التَّصريح المستمر دون مُجاملةٍ أو مُواربةٍ أمر ضروريّ لا غنَى عنه لإشباع هذه الحَاجة مهما بلغ عُمْر المرء.

فمَن مِنَّا لا يتوقُ إلى كلمةٍ عذبةٍ تنعش الرُّوح وتحيي القلب!

ومَن مِنَّا يمكنه أنْ يحيا الحياة كلَّها دون لمسة وِدٍّ!

 

إلْحـاح

 

عندما تَلُّح الحاجة غير المُشبَعة على أصحابها إلحاحًا لا يقدرون معه على دفعها، ولا يعرفون كيف يوجِّهونها، حينها يكون التَّخبُّط!

وللأسف لقد استغلَّ العدو هذا، وبعض الجاهلين مِن أمَّتنا ـ الَّذين لا همَّ لهم سوَى كسب المال واستثماره ـ فأتخموا القنوات الفضائيَّة بألوان شتَّى مِن الفنون الَّتي تُقدِّم هذه العاطفة الساميَّة بصورة هابطة ومشوَّهة، وضجَّت المجلَّات بذات الصَّنف مِن الهبوط، وأصبح تكريم دور الثَّقافة والفنون لحملة هذا الهمِّ الهابط أيضًا، حتَّى أصبحَ الحبُّ بضاعةً مُزجاةً، وميدانًا لكلِّ ناعِقٍ، فيقوم هذا لينظم قصيدة غزليَّة، وينزوي ذاك ليؤلِّف رواية عاطفيَّة، وآخر سيهرع إلى الأغاني (الرُّومانسيَّة) ، وغيرهم سيُبادِر إلى إقامة علاقات لا تنضبط بضوابط الشَّرع بدعوَى الحبِّ والحاجة إليه!

وكلُّهم سوف يهتفون بـ (14/2) يومًا مُستخلَصًا مِن دون الأيَّام، عيدًا للحبِّ والقلب!

وهكذا يُقدَّم الحبّ بألفِ شكل وألفِ لون إلَّا شكله الحقيقيّ ولونه النَّقيّ!

 

خَـواءٌ روحـيٌّ

 

خَوَى البيتُ يَخْوِي خَواء، إِذا ما خَلا مِن أَهله.

وتخوي الرُّوح إذا خَلَت مِن إيمانِها ومعانِيهِ النَّبيلة السَّامية!

والإنسان المُتجرِّد مِن إيمان، وعقيدة، ومَعانٍ جليلة، هو كالإسفنجة!

يَتشرَّب الشُّبهات بسهولة، وتنفذ مِن خلال جدار روحه المثقوب كلُّ الشَّهوات دون إنكار، فتتمكَّن مِنه وتحيله مَسْخًا بشريًّا!

وصدق الشَّاعر حين قال: «... فصادفَ قلبًا خاليًا فتَمَكَّنا»

 

رُؤيَـة

 

الخَواء الرُّوحي والسَّعي العشوائي إلى إشباع حاجات لمْ تُشبَع في وقتِها، وبمقدارِها المَطلوب، وبأفضلِ الأساليبِ تربة خصبة تحتضن بذور الضَّياع لِتنبت أجيالًا بلا هُوِيَّة ولا انتماء!

 

بَـحـثًا عن مَـخـرَجٍ

 

1. كيف نُوجِّه الحاجة غير المُشبَعة توجيهًا سَديدًا؟

2. (الخواء الرُّوحي) ما علاجه وأساليب الوقاية منه؟

  • معجبة 4

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رجاء الحبيبة عودا حميدا، ليتك رأيتني وأنا أهرع إلى موضوعك، وأقرأه بصوت عال مستمتعة بكل حرف، حقا ما أجمل وأعذب كتاباتك يا غالية فلا حرمنا الله عطائك في منتدانا.

 

وهذا الموضوع حقا موضوع يندب له الجبين، ومحاولة للإجابة على سؤاليك فبظني أن المنزل - كما تفضلت - يُلقى على عاتقه المسؤولية الأكبر، فالأم والأب لا تقتصر مهمتهما على إشباع بطون أبنائهم وكسوتهم من البرد (كما أصبح الحال في غالب الأسر والله المستعان)، بل الوالدان تُلقى على عاتقهما مسؤولية أكبر ألا وهي إشباع روح الطفل، تلك التي تكبر احتياجاتها كلما كبر هو وتنادي مطالبة بحب وحنان وانتماء واحتواء، فالواجب على هذين الوالدين أن يغرسا في نفوس أبنائهما حب الله وحب رسوله وحب القرآن وحب سير الصحابة، فإذا ما تشبع الولد وتشبعت البنت بهذه القيم اشتد عودهما عليها وهيهات أن تنال منهما عواصف الشهوات بعد ذلك أو تستسيغ نفوسهم كلمات دعاة الشر.

 

وثانيا فإن الوالدان يتوجب عليهما أيضا إغمار أولادهم بالحب والرعاية والتواجد المستمر معهم في جميع مراحل الطفولة والمراهقة، وبناء علاقة متينة معهم واستشارتهم وإشراكهم في شؤون المنزل، وأيضا مراقبة ميولهم وهواياتهم والسعي إلى تطويرها في ما ينفعهم، وهذا التواجد المستمر من الوالدين أصبح في أيامنا شبه معدوم، فتجدين الأب يعمل طول الوقت، والأم تجدينها بين استحداثات الأزياء وجديد المسلسلات وقيل وقال، أو حتى في العمل، إلا من رحم الله، ولذلك ينشأ الأطفال على هذا.

 

نسأل الله أن يحفظنا جميعا ويردنا إليه ردا جميلا، طرح قيم ورائع كالعادة رجاء الحبيبة سلمت يمناك.

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

عودة ميمونة يا رجاء ()

وكم افتقدنا طيب قلمك ِ ومداده

أثرت موضوع له في القلب آهات وجروح والله المستعان

بورك فيك وفي قلمك ِ ، وجزاك الله خير الجزاء .

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عودا حميدا رجاء الحبيبة

افتقدنا قلمك المميز

 

بارك الله فيك

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليك ورحمته وبركاته

جميل جدًا ما خطته أناملك أختي

خَوَى البيتُ يَخْوِي خَواء، إِذا ما خَلا مِن أَهله.

وتخوي الرُّوح إذا خَلَت مِن إيمانِها ومعانِيهِ النَّبيلة السَّامية!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أختي الغالية ياسمين

 

وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته

شكرًا من القلب لهذه الحفاوة يا كريمة!

شغلتنا برامج التَّواصل الاجتماعي عن مياديننا التي نُحِبّ.. فالسَّموحة!

 

فالواجب على هذين الوالدين أن يغرسا في نفوس أبنائهما حب الله وحب رسوله وحب القرآن وحب سير الصحابة، فإذا ما تشبع الولد وتشبعت البنت بهذه القيم اشتد عودهما عليها وهيهات أن تنال منهما عواصف الشهوات بعد ذلك أو تستسيغ نفوسهم كلمات دعاة الشر

 

نصيحة قيِّمة.. بارك الله فيكِ!

 

وهذا التواجد المستمر من الوالدين أصبح في أيامنا شبه معدوم، فتجدين الأب يعمل طول الوقت، والأم تجدينها بين استحداثات الأزياء وجديد المسلسلات وقيل وقال، أو حتى في العمل، إلا من رحم الله

 

ما الحلُّ في رأيك؟

 

وهل هناك بديل يمكننا الاستعانة به حينما يفقد الطفل اهتمام والديه به؟

 

دمتِ بخير وعطاء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أخواتي الغاليات

 

سُندس واستبرق.. الوفاء والإخلاص.. ميرفت أبو القاسم

 

جزاكن الله خيرًا لحفاوتكن ودعمكن الكريم

دمتن بخير وعطاء

تم تعديل بواسطة رجاء محمد الجاهوش

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك أختى رجاء ، جميل بل هو رائع ما كتبت .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×