اذهبي الى المحتوى
عروس القرءان

~|.. مطالــب السمــو ..|~

المشاركات التي تم ترشيحها

p_272u3hi1.png

 

 

~|.. مطالــب السمــو ..|~

 

 

من موقع الكلم الطيب

 

 

 

 

" المطلب الأول : الإخلاص سبيل الخواص "

حقيقة الإخلاص هي : تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك قال الله تبارك وتعالى : {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}

[الزمر: 3]،

وقال تعالى : {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} (معارج القبول )

[البينة: 5]

وبهذه الحقيقة يتبين أن الإخلاص وحده يقود إلى شفافية القلب وصفاء الروح لأن المؤمن لا يفكر بعده إلا في عظمة ربه ولا يتوجه إلا إلى خالقه فلا يضيره متاعب المثبطين ولا نداء المرجفين ولا يقعده فتور الهابطين،

بالإخلاص تتغير النفس وتصفو حتى تكون كالمصباح الزاهر وبه تُغيَّرُ النفس من الواقع المؤلم. وجميل هو قول الإمام ابن القيم : «فالإخلاص سبيل الخلاص»(مفتاح دار السعادة ) .

 

والإخلاص يولد العزة الكاملة في القلوب المؤمنة فيحصل بسبب فواته التفرق بين المسلمين واسمع صرخة النورسي حينما خاطب أهل الحق من أصحابه يوم أن ضيعوا حقيقة الإخلاص «... إنكم أصبحتم سببًا لذلة أهل الحق ومسكنتهم هذه، حيث فوَّتم الإخلاص ولم تحصروا مقصدكم في رضا الله تعالى» (مجموعة عصا موسى ) .

فإذا تفرق المسلمون وتحملت قلوبهم الضغينة أصبحوا قشرًا بلا لب يقول عبد القادر الجيلاني «الإخلاص لب الأقوال والأفعال لأنها إذا خلت منه كانت قشرًا بلا لب والقشر لا يصلح إلا للنار» (الفتح الرباني ) .

 

 

يتبع بإذن الله مع المطلب الثاني ~

 

 

p_2724fei1.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

p_2724fei1.png

 

 

" المطلب الثاني : سيرة بطـل الأبطال "

إن حياة رسولنا الكريم هي النموذج الأمثل لما يجب أن تكون عليه حياة الشباب الدعاة أصحاب المعالي

يقول الإمام ابن حزم : «من أراد خير الآخرة وحكمة الدنيا وعدل السيرة والاحتواء على محاسن الأخلاق كلها واستحقاق الفضائل بأسرها فليقتد بمحمد صلى الله عليه وسلم وليستعمل أخلاقه وسيره ما أمكنه ...» (الأخلاق والسير في مداواة النفوس )

 

وقد كانت حياته صلى الله عليه وسلم كما قال ربه :

{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ}

[الأنعام: 162]

حياة كلها مكابدة وجهاد في سبيل هداية البشرية ورفع راية الحق لا يتعب ولا يفتر، ولا توقفه التحديات الصارخة والتي بدأت بتسفيه عمه أبي لهب له، ولا يعبأ بالمخاوف والأهوال , حياة كوهج الشمس فيها الشعلة المتقدة وفيها النور والضياء وفيها الطهر والنقاء , لم يكن للنوم في عينيه مقام طويل بل خفقات تهدهد رأسًا مُليء علمًا وحزمًا وحرصًا، وأي نوم يهجم على عين باكية ساهرة على حقوق الله عز وجل .

 

 

«لم يكن مثله صلى الله عليه وسلم في الصبر والثبات واستقرار النفس واطمئنانها على زلازل الدنيا، ولا في الرحمة ورقة القلب والسمو فوق معاني البقاء الأرضي فهو قد خلق كذلك ليغلب الحوادث ويتسلط على المادة فلا يكون شأنه شأن غيره من الناس تدفنهم معاني التراب وهم أحياء فوق التراب أو يحدهم الجسم الإنساني من جميع جهاتهم بحدود طباعه ونزعاته» (وحي القلم ) .

 

 

إن أتيته في ميدان الدعوة فهو سيد الدعاة وأقدرهم وأحكمهم وأفهمهم للواقع الذي يعيشه، وإن أتيته في ميدان العلم فهو البحر المثجى الذي لا ساحل له، وإن أتيته في الجهاد فهو الأسد الهصور الذي تحتمي به الأبطال عند قراع السيوف، ولعمر الحق إن هذا «فعل رجل عرف الوجود والموجِد فماتت أغراضه وسكنت اعتراضاته» (صيد الخاطر )

 

حياة زاخرة فوارة بكل ما هو عظيم، حتى آخر أيام حياته قد بلغ صلى الله عليه وسلم بالإخلاص في الدعوة الغاية القصوى والنهاية العظمى، وبنى لهذه الأمة بعد أن كانت محتقرة أعظم مجد وأسماه، ورفع الإنسانية من الدرك الأسفل إلى أعالي القمم، فصارت بذلك عقيدة ودينًا بعد أن كانت أمنية ووهمًا، وبذلك استحق أن يكون المصلح الحقيقي للتاريخ .

 

يتبع بإذن الله مع المطلب الثالث ~

 

 

p_2724fei1.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك اختي و نحن في انتظار البقية باْذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

p_2724fei1.png

 

 

 

 

 

" المطلب الثالث : العلم وصناعة الرجال "

على الشاب ذي الهمة العالية أن يحوز قصبات السبق في مجال العلم

والمراد بالعلم هنا العلم الذي يضع في الرجل معانيه العظيمة التي ترفعه فوق كل ما هو مادي وتجنبه فتنة الإغراءات حتى يكون سدًّا يقف عنده كل ما فيه معنى الهدم،

أو يكون «كالسماء فوق الأرض لو تحوّل الناس جميعًا كناسين يثيرون من غبار هذه على تلك لما كان مرجع الغبار إلا عليهم وبقيت السماء ضاحكة صافية تتلالأ»

 

العلم الذي يكسب رجله عزيمة النفاذ وعزيمة الصبر حتى تنقلب به حياته الضيقة وعيشه المدقع إلى واحات وارفة الظلال، ريانة الأعطاف، تجري من تحتها الأنهار؛ لأنه يعيش في غنى نفسه .

 

ولشأن العلم الخطير يبدأ الوحي الإلهي بـ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}

[العلق: 1]

ويقسم الرب سبحانه بأداة العلم الخالدة : {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}

[القلم: 1]

وقد رفع سبحانه أهل العلم فجعلهم ناسًا لا كالناس؛ أجسادهم في الدنيا وأرواحهم وعقولهم تعمل عمل أهل الجنة {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}

[المجادلة: 11]

إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث التي تبين أهمية العلم وحقيقته وفضيلة رجاله، يقول الإمام ابن حجر: «يرفع الله المؤمن العالم على المؤمن غير العالم، ورفعة الدرجات تدل على الفضل؛ إذ المراد به كثرة الثواب، وبها ترفع الدرجات ورفعتها تشمل المعنوية في الدنيا بعلو المنزلة وحسن الصيت، والحسية في الآخرة بعلو المنزلة في الجنة وقوله تعالى : {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}

[طه: 114].

واضح الدلالة على فضل العلم؛ لأن الله تعالى لم يأمر نبيه بطلب الازدياد من شيء إلا من العلم، والمراد بالعلم العلم الشرعي»(الفتح) .

 

يتبع بإذن الله مع المطلب الرابع ~

 

p_2724fei1.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

p_2724fei1.png

 

 

 

 

 

 

 

 

 

" المطلب الرابع : الهمـة العاليـة "

 

على طالب السمو أن يعلم أنه ما من عمل إلا وهو دون همة المؤمن؛ لأن قوته من قوة الله؛ فإذا ما شعر بهذا الشعور انطلق نحو هدفه كالصاروخ متساميًا عن جواذب الأرض وثقل الشهوات .

 

 

" الرجل الراحلة "

 

قال صلى الله عليه وسلم : «تجدون الناس كإبل مئة لا يجد الرجل فيها راحلة»

(صحيح مسلم بشرح النووي)

فكما أن في الإبل من لا تستطيع حمل الأثقال وبذل الوسع، كذلك في الناس من لا يستطيع حمل الأمانة الثقيلة لغلبة الشهوات وسيطرة هوى النفس وثقلة الأرض، ومن بين هؤلاء وهؤلاء يخرج الرجل الراحلة ذو القلب الوثاب والعقل الراجح والنفس المندفعة، غايته الله قد أصرَّ على الوصول إليه سالمًا من كل آفة، يحدوه مطلبه الإلهي، لا يلتفت يمنةً أو يسرة إلى حيث الآمال العريضة والطموحات النزقة، قد وثق من ربه بالهداية؛ لأنه في جهاد مستمر لا يفتر عنه {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69] قد علت همته وقويت إرادته فهيهات للزعازع أن تدك صرحه .

 

 

يتبع بإذن الله مع المطلب الخامس ~

 

p_2724fei1.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

p_2724fei1.png

 

 

 

 

 

 

 

 

" المطلب الخامس : التقـــــوى "

لا بد لطالب السمو أن يكون تقيًا نقيًا : «وما التقوى في حقيقة الأمر بعبارة عن زي مخصوص وهيئة معينة وطراز للمعيشة بعينه؛ وإنما هي عبارة عن حال النفس التي تتكون وتتولد من خشية الله والشعور بالتبعية وتظهر وتتجلى في كل ناحية من نواحي الحياة ومظهر من مظاهرها؛ فالتقوى الحقيقية هي أن يكون قلب المرء مستنيرًا بخشية الله والشعور بعبوديته، وأن يكون وعيه للقيام بين يدي ربه والمسؤولية أمامه يوم القيامة شديدًا قويًا، وأن يدرك إدراكًا تامًا وقويًا أن ليست هذه الحياة الدنيا إلا مضمارًا لامتحانه حيث بعثه الله تعالى ومتعه إلى حين من الزمن، ولا تنحصر القضية في مستقبله الدائم إلا في شيء واحد وهو كيف يستخدم قواه وكفاءاته المختلفة في هذا المضمار للامتحان، وكيف يكون تصرفه في ما أوتي من المال والمتاع حسب المشيئة الربانية، وماذا يكون من معاملته للذين تتصل بهم حياته من مختلف الجهات» (الأسس الأخلاقية) .

 

والتقوى بهذا التصور الكامل تعتبر من أقوى المفعلات للنفس المتوثبة وهي من بعد ميزان حساس دقيق في التعامل مع الله ومع البشر .

 

 

 

 

يتبع بإذن الله مع المطلب السادس ~

 

p_2724fei1.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

p_2724fei1.png

 

 

 

 

 

 

 

 

 

" المطلب السادس : الشعـور بالمسـؤولية "

 

مما يجب على طالب السمو : أن يتوفر لديه شعور ذاتي بالمسؤولية الملقاة على عاتقه؛ مسؤولية العمل للإسلام،

هذه المسؤولية التي قدرها الهدهد فقطع الأميال حتى علم أمر المدينة الكافرة ويعود بهذا الخبر المفزع الذي أثار دهشته إلى سليمان عليه السلام، وإن سليمان ليرى مجرَّ السكين من حلقه إذا كان مخالفًا لأمره، فكانت نجاته من القتل بسبب شعوره بالمسؤولية وإيجابيته الفاعلة،

ولكي يتم الشعور الكامل بهذه المسؤولية، يجب أن يتعرف طالب السمو على واقع أمته وما يجرى لها من دسائس تسعى إلى إبادتها ونزع جذورها، عليه أن يكون حساس القلب تجاه مآسي المسلمين وأن يحمل همهم؛ فلا يشعر بأنات البائسين وجراحات المستغيثين وصرخات الثكالى والمنكوبين إلا الرجل الذي فني في أمته فصار لا يتألم إلا بآلامها، ولا يسر إلى بمسراتها، ولا تطلب نفسه إلا ما تحتاج إليه أمته في حياتها العامة، ولا يرى خطرًا على نفسه غير الخطر الذي يداهم أمته في دينها وعزتها وكرامتها،

فإذا ما تحقق هذا منه وبذل فيه الوسع، عندها يكون قد عاش حياته الحقيقية عيشًا يجري في دمه، يعلمه كيف تكون الحقائق العظام .

 

 

 

يتبع بإذن الله مع المطلب السابع ~

 

p_2724fei1.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا يا اختي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×