اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

حياكِ الله @أمنيات3

 

 

في البداية لا بدّ من توضيح أمرين:

 

الأول: أنّ من أسباب تدبر القرآن فهمَ القرآن وحفظَه.

الثاني: ليس بالضرورة أنّ من لا يحفظ يتعذر عليه الفهم.

 

ويتضح لك ذلك من خلال الجواب التالي: ما هو التدبر؟ وما علاماتُه؟ وما هي مفاتيحُه؟

 

وإليك الإجابة -وهي مقتبسة من كتاب: "مفاتيح تدبّر القرآن" باختصارٍ وتصرفٍ-:

 

التدبر يعني التفكّر، والتأمّل لآيات القرآن من أَجْلِ فهمِه, وإدراكِ معانيه, وحِكَمِه , والمرادِ منه.

 

علامات التدبر:-

 

 

1) اجتماع القلب والفكر حين القراءة، ودليلُه التوقفُ تعجبًا وتعظيمًا.

 

2) البكاء من خشية الله.

 

3) زيادة الخشوع.

 

4) زيادة الإيمان، ودليلُه التِّكرار العَفَوي للآيات.

 

5) الفرح والاستبشار.

 

6) القشعريرة خوفًا من الله تعالى، ثم غلبة الرجاء والسَّكِينة.

 

7) السجود تعظيمًا لله.

 

 

فمن وجد واحدة من هذه الصفات أو أكثر؛ فقد وصل إلى حالة التدبّر والتفكّر.

 

أما من لم يحصِّلْ أيًّا منها؛ فهذا هو المحروم.

 

 

 

وإليك عشرة مفاتيح لتدبر القرآن، والوصول إلى التلذذ بتلاوته: -

 

المفتاح الأول: حب القرآن:-

 

علاقة حب القرآن بالتدبر: معلوم أن القلب إذا أحبّ شيئًا تعلقَ به، واشتاقَ إليه، وشغُفَ به، وانقطعَ عمّا سواه، والقلبُ إذا أحبّ القرآنَ تلذّذ بقراءته، واجتمع على فهمِه ووعيه، فيحصل بذلك التدبرُ المكينُ، والفهمُ العميقُ, وبالعكس.

 

المفتاح الثاني: أهداف قراءة القرآن:-

 

معظم الناس لا يستحضرُ هدفًا واضحًا لقراءة القرآن؛ لذلك فهو لا يستشعرُ أهميته, فترى مثلًا حافظًا للقرآن غيرَ عاملٍ، ولا متخلقًا به.

 

ومَن قرأه يريد العلم رزقه الله العلمَ, ومَن قرأه يريد الثوابَ فقط أعطي الثواب, قال ابن تيمية -رحمه الله-: (مَن تدبر القرآن طالبًا الهدى منه تبيّن له طريق الحق).

 

المفتاح الثالث: القيام بالقرآن:-

 

إن هذا المفتاح من أهم المفاتيح لتدبّر القرآن، وأعظمِها شأنًا، وقد ورد عدد من النصوص تؤكّد أهميته, قال تعالى: "ومن الليل فتهجد به نافلة" الآية ( 6) سورة الإسراء. وقال: "يا أيها المزمل * قم اليل إلا قليلًا". وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قام صاحب القرآن، فقرأه بالليل والنهار ذَكَرَه, وإن لم يقم به نَسِيَه"، فهذا هو بيت القصيد في تدبّر القرآن، والانتفاعِ به, فمن كان يقوم به آناء الليل والنهار تجد أن إجابته حاضرة وسريعة, وتجده وقّافًا عند كتاب الله, وبالعكس.

 

المفتاح الرابع: أن تكون القراءة في ليلٍ:-

 

إن الليلَ - خاصةً وقت السَّحَر-من أفضل الأوقات للتذكر, فالذاكرةُ تكون في أعلى مستوى بسبب الهدوء والصفاء, وبسبب بَرَكة الوقت حيث النزول الإلهي، قال النووي -رحمه الله تعالى-: (ينبغي للمرء أن يكون اعتناؤه بقراءة القرآن في الليل أكثر, وفي صلاة الليل أكثر, والأحاديث والآثار في هذا كثيرة".

 

المفتاح الخامس: التكرار الأسبوعي للقرآن أو بعضه:-

 

أهمية ذلك: كلّما تقاربت أوقات القراءة، وكلّما كثر التّكرار؛ كان أقوى في رُسوخ معاني القرآن الكريم, ومن أجل ذلك كان السلف يواظبون على قراءة القرآن، ويحرصون أكثر على كثرة تلاوته وتكرارها.

 

المفتاح السادس: أن تكون القراءة حفظًا:-

 

أهمية هذا: إن مَثَل الحافظ للقرآن وغير الحافظ, كاثنين مسافرَين: الأول زادُه التمرُ, والآخر زادُه الدقيقُ, فالأول متى ما جاع أخذ التمر وأكل, والثاني لا بدّ له من النزول، والعَجْن، وإيقادِ النار، والخَبز، والانتظار.

 

والعِلم مثل الدواء، لا يؤثِّر حتى يدخلَ الجَوف، ويختلطَ بالدم, وإن لم يكن كذلك فإن أثره مؤقّت، قال ابن تيمية -رحمه الله-: "أنا جَنّتي وبُستاني في صدري، أنّى رحتُ فهي معي" وهو يريد بذلك القرآنَ والسنة. وقال سهل بن عبدالله -رحمه الله- لأحد طلابه: أتحفظ القرآن؟ قال: لا. قال: واغوثاه لمؤمنٍ لا يحفظ القرآن! فبم يترنّم؟! فبم يتنعّم؟! فبم يناجي ربه؟! وهذا المقصود من كَون الحفظ أحدَ مفاتيح التدبر؛ لأنه متى كانت الآية محفوظة فتكون حاضرة.

 

المفتاح السابع: تكرار الآيات:-

 

إن الهدف من التكرار هو التوقف لاستحضار المعاني, وكلّما كثر التّكرار كلّما زادت المعاني التي تُفهَم من النص, والتكرار أيضًا قد يحصل لا إراديًّا تعظيمًا أو إعجابًا بما قرأ, وهذا مشاهد في واقع الناس؛ فالتكرار نتيجة وثمرة الفهم والتدبر، وهو أيضًا وسيلة إليه حينما لا يوجد, قال ابن مسعود –رضي الله عنه-: (لا تهذُّوه هذَّ الشِّعْر، ولا تنثروه نثر الدَّقَل, قفوا عند عجائبه، وحرِّكوا به القلوب, ولا يكن همُّ أحدكم آخر السورة) وهكذا كان حال السلف -رضي الله عنهم-.

 

المفتاح الثامن: ربط الألفاظ بالمعاني:-

مفهومه: حفظ المعاني، وهو أيضًا ربط الآية بالواقع؛ أي تنزيل الآية على المواقف والأحوال اليومية التي تمر بالشخص, هو التمثيل بالقرآن في كل حدث يحصل في اليوم والليلة, بحيث يبقى القرآن حيًّا في القلب، تؤخذ منه الإجابات والتفسيرات للحياة.

 

المفتاح التاسع: الترتيل:-

 

يعني الترسل والتمهل، ومن ذلك مراعاة المقاطع، والمبادئ، وتمام المعنى, بحيث يكون القارئ متفكرًا فيما يقرأ، قال الحسن البصري -رحمه الله-: (يا ابن آدم، كيف يرِق قلبك، وإنما همّتك آخر السورة!)، وقال ابن مفلح -رحمه الله-: (أقل الترتيل ترك العجلة في القرآن عن الإبانة, وأكمله أن يرتِّل القراءة ويتوقف فيها).

 

المفتاح العاشر: الجهر بالقراءة:-

 

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "ليس منّا من لم يتغنَ بالقرآن يجهر به". وعنه أيضًا -رضي الله عنه- أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ما أذِن الله لشيء ما أذِن لنبيٍّ حسنِ الصوت أن يجهر بالقرآن). قال ابن عباس -رضي الله عنه- لرجل ذُكِر أنه يسرع القراءة: (إن كنت فاعلًا فاقرأ قراءة تسمعها أذنك، ويعيها قلبك)، وعن أبي ليلى -رحمه الله- قال: (إذا قرأت فأسمِعْ أذنيك، فإن قلبك عدل بين اللسان والأذن)؛ فإن الجهر بما يدور في القلب أَعْون على التركيز والانتباه؛ ولذلك تجد الانسان يلجأ إليه قَسْرًا عندما تتعقّد الأمور، ويصعُب التفكير.

 

وفّقنا الله وإياكِ ، وجعلنا وإياكِ من أهل القرآن.

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة أمنيات على طرحكِ لهذا السؤال القيم

وجزى الله خيرًا أختي الحبيبة راغبة بالفردوس على إجابتها الجميلة والقيمة

 

واسمحي لي بهذه الإضافة:

قرأت أن هناك عشر خطوات عملية لتدبر القرآن، منقول من منتدى الطريق إلى الله

-------------------------

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى .. وصلاة ً وسلاماً على عباده الذين اصطفى ..

ثم أما بعـــد ..

 

فلنتعرف سوياً على خطوات عملية فى طريق تدبر آيات كتاب الله

** من دروس فضيلة الشيخ / أحمد جلال حفظه الله ..هدانى الله لتفريغها

______________________

 

1 _ احسن الاستعداد والتهيئة

* تخير الوقت المناسب ( نبتعد عن اوقات الانشغال .. والاوقات التى تكون بعد عمل شاق مجهد )

* تطهر بالوضوء

* ارتد أحسن الثياب

* استقبل القبلة

* احضر مصحفك وهيئ حالك لهذه الجلسة الطيبة المباركة

 

2_ حدد لنفسك جزء يسير من آيات الله عز وجل ولتكن عشر آيات أو نصف وجه

( مقدار يسير )

 

3_ اتباع هدى المصطفى ( صلوات ربى وسلامه عليه ) فى القراءة

• الترتيل والتغنى بالقراءة

• كرر الآيات وردديها اكثر من مرة

فانه من قول احد سلفنا الصالح

( فوالله ما كررت الآية مرة الا وفتح الله لى من أسرارها الشيء الكثير )

 

وفى الحديث الصحيح .. من حديث أبى ذر الغفارى " رضى الله عنه " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا ليلة فقام بآية يرددها وهي : { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم

 

• استشعر ان الله تعالى جل جلاله يستمع لقراءتك

 

4_ تفاعل مع الايات .. كيف ؟؟

اذا تلوت آية فيها تسبيح .. فسبح

واذا قرأت آية تتحدث عن النار .. فاستعيذ منها

واذا قرآت اخرى تتكلم عن الجنة ونعيمها .. فاسأل الله أن يجعلك من اصحاب الفردوس الاعلى

 

فكما فى صحيح مسلم من حديث حذيفة " رضى الله عنه "

صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة . فافتتح البقرة . فقلت : يركع عند المائة . ثم مضى . فقلت : يصلي بها في ركعة . فمضى . فقلت : يركع بها . ثم افتتح النساء فقرأها . ثم افتتح آل عمران فقرأها . يقرأ مترسلا . إذا مر بآية فيها تسبيح سبح . وإذا مر بسؤال سأل . وإذا مر بتعوذ تعوذ ...........

 

5_ اعلم معنى الآيات

ويمكنكِ ذلك باستخدام مصحف تفسير يسير حتى نفهم عانى كلمات الايات

ويزداد تعلق قلوبنا

 

6_ نعلم مراد الله تعالى من هذه الاية

اذا فيها نهى .. ننتهى عنه

واذا فيها امر .. نفعله فوراً

** تحويل الايات الى عمل **

يذكر فى الاثر عن عبد الرحمن السلمى ( من كبار التابعين وتتلمذ على يد كبار الصحابة ) كان النبى اذا علمهم عشر آيات كانوا لا يتجاوزون العشر الاخرى حتى يعملوا ما فيهن

 

7_ تأويل الايات

كما فى صحيح مسلم . .عن السيدة عائشة " رضى الله عنها" : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : " سبحانك اللهم ! ربنا وبحمدك . اللهم ! اغفر لي " يتأول القرآن .

 

8_ التدبر بالاستماع اليه

كما ذهب رسول الله " صلى الله عليه وسلم " الى الصحابى الجليل ( ابن مسعود ) ليستمع لتلاوته

احيانا الاستماع والانصات يكون ايسر للتدبر .. لان القاريء غالبا ما ينشغل بتحقيق قواعد التلاوة ..

 

9_ كشكول التدبر

اقرأ الاية مرات عديدة

وفى الكشكول دوّن المعانى التى استفدتها من الآية

وبعد التدوين استشعرها جميعا ً

ثم نحولها إلى واقع عملى

 

10_ نعرض عملنا على اعمال أهل الجنة

ونعرض عملنا على اعمال اهل النار

 

بمعنى .. نقارن بين حالنا وبين حال وصفات اهل الجنة التى وصفهم الله بها فى كتابه العزيز

وكذلك صفات اهل النار ( أعاذنا الله وإياكم منها )

 

** اذا عجزت عن فهم الاية .. فارجع للتفسير ولنرجع لأهل العلم

 

واخيراً .. أذكر نفسى وإياكم ان التدبر أمر جاءنا من الله عز وجل

 

(( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ))

ص 29

 

قال تعالى .. ليدبروا .. ما قال ليقرأوا .. فالتدبر غاية عظيمة ومنحة ونعمة جزيلة

 

وقال تعالى ايضا :

 

(( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )) [محمد:24]

 

والله اسأل أن يشرح صدورنا وان يرزقنا تدبر كتابه وبعمل باياته قولا وعملا ظاهرا وباطنا .. انه ولى ذلك والقادر عليه

تم تعديل بواسطة عروس القرآن
  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×