اذهبي الى المحتوى
أم سهيلة

من هنا يأتي النصر

المشاركات التي تم ترشيحها

من هنا يأتي النصر

 

 

كلمة قالَها صلاح الدِّين وهو يتفقَّد أحوال الجند ليلاً، فوجد خيمة بِها عددٌ من الجند يقرَؤون كتاب الله ويَقُومون الليل، فسجَّل له التاريخ هذه القَوْلة: "من هنا يأتي النصر"، ومرَّ على أُخْرى، فوجدها نائمة، فقال: "من هنا تأتي الهزيمة".

 

 

 

 

 

خيمة تَقُوم اللَّيل، تتبتَّل لِخَالقها، تأخذ من الزَّاد الإيماني ما تستطيع به أن تقاوم جند الباطل وأعداء الحق، جند يعلمون أنَّهم إذا تساوَوْا مع أعدائهم في المعاصي فاقهم عدوُّهم بالعُدَّة والعتاد، فكان ذلك سبب هزيمتهم، جند يتمثَّلون قول أمير المؤمنين عمر حينما أرسل تعليماته إلى سعد بن أبي وقَّاص - رضي الله عنه - في جبهة فارس، قال له: إنِّي آمُرُك ومَن معك أن تكونوا أشدَّ احتراسًا من المعاصي منكم من عدوِّكم، فإنَّ ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوِّهم، جندٌ باعوا أرواحهم فداءً لدين الله، ولِتَمكين الإسلام في الأرض بعدَما كانت أمَّة الإسلام ترزح تحت نير الاستبداد والظُّلم، والقهر والاحتلال، جند علموا أن الأُمَم عندما تُسِفُّ وتَخْلد إلى الأرض تستجمع الخصائص التي تستحقُّ بِها الهزيمة كما هو حال الأُمَّة في هذا الزمان، وأنَّها عندما تصعد إلى أعلى، وتطير بأجنحة من الشَّوق إلى مستوًى من الكمال الرفيع، فإنَّها تستحقُّ الفوز والتمكين.

 

 

 

 

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((مَن لقي الله بغير أثَرٍ من جهاد، لَقِي الله وفيه ثُلْمة)) (1)، إذًا هؤلاء استحقُّوا فعلاً أن يُنصروا؛ لأنَّهم تحمَّلوا في ذات الله الكثير، واستنفدوا كلَّ أسباب الأرض، فجاء نصر الله لهم رغم عدد وعتاد عدوِّهم، يقول الله تعالى: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ [يوسف: 110]، فلن يأتي النصر إلاَّ بعد استنفاد أسباب الأرض من الاستعداد والتجهيز، والإرادة والإصرار على رَدِّ الحق المَسْلوب بالقُوَّة بعد ما أُخذ منهم بالقوَّة؛ قال تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ [الأنفال: 60]، وهنا نلحظ أن النَّصر الذي ساقه الله للمسلمين في حطِّين كان فضلاً وعطيَّة من الله تعالى، ليس لعمل الناس فيها إلاَّ الدَّخل المحدود بإذنه، بالتجهيز والاستعداد، والأخذ بالأسباب، والأسباب لا تبلغ نتائجها إلاَّ بِقَدَر الله وفِي حمايته ورعايته.

 

 

 

 

 

قيل لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في غزوة الأحزاب: يا رسول الله، إنَّ قريشًا جاءت ومعها فلول العرب، فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((أوتَحزَّبوا؟)) قيل: نعم، قال: ((إذًا أبشِروا بِنَصر الله))، وكأنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يبيِّن لنا القانون الإلهيَّ أنَّه إذا تحزَّب أعداء الله ضدَّ دين الله والمسلمين، واتَّخَذ المسلمون من الأسباب ما يُواجهون به هذا التحزُّبَ أكرَمَهم الله بالنَّصر المبين، ودَحْر عدو الإسلام والمسلمين.

 

 

 

 

وهذا مِصْداق قوله تعالى:فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأنفال: 17].

 

 

 

 

 

ما أحوجَنا اليوم إلى تلبية نداء الله تعالى في سورة الأنفال! قال تعالى:

 

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ [الأنفال: 15].

 

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ [الأنفال: 20].

 

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال: 24].

 

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنفال: 27].

 

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ [الأنفال: 29].

 

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الأنفال: 45].

 

 

 

 

هذه هي مقوِّمات النَّصر وأسبابه، فما أحوجَنا إليها اليوم! فأين أُمَّة الإسلام من هذه النِّداءات حتى تستجمع مقوِّمات النصر على أعدائها، وتَخْرج من مرحلة الذُّلِّ والهوان والغُثاء، وتسحب رأسها من تحت أقدام أعداء الله، وتستفيق من ثُباتها حتَّى يعود للإسلام سيادته ومجده، فإنَّ الزمن الذي تتكوَّن فيه أمَّة إنَّما يرجع إلى مقدار الجهد الذي تبذله هذه الأمَّة؛ كي تنتقل من الظُّلمات إلى النور، ومن الهزيمة إلى النصر، وبمقدار ما ترسَّخ في قلبها من العقيدة والأخلاق والقِيَم الرَّفيعة التي هي شرايين الحياة في كيان جسم يريد أن ينطلق إلى آفاق النَّصر والسيادة.

 

 

 

 

(1) الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم: 5833

خلاصة حكم المحدث: ضعيف

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الله أكبر ..الله أكبر ..الله أكبر

 

بارك الله فيكِ أختى حبيبتى على الموضوع الرااااااائع

 

هكذا نستعد ونقاوم حكامنا الفسدة حتى ننطلق

 

بما أن الحكمة ضالة المؤمن ..إسمحى لى بعرض هذا المثل

 

السمكة تفسد من رأسها

 

ونحن المسلمون علينا إصلاح هذا الرأس دائما .. الرأس ليس الحكام فحسب

 

بل إن أذرع الحكام أهم من الحكام نفسهم وأذرع الحكام هم العلماء والقضاة

 

والله أختى مفروض فى دولة الإسلام أن القضاة يـُختاروا من العلماء

 

إدعى أختى الحبيبة بتمكين المسلمين من الحكم بشرع الله حتى نستطيع

 

تعبيد العباد لرب العباد ..

 

..اللهم استعملنا ولاتستبدلنا وتوفنا ياربنا وأنت راض ٍ عنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا غاليتي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و فيكن بارك الرحمن أخواتي الحبيبات

 

أختي أم يُمنى عذرا التغيير لا يكون من أعلى أبدا فكيف أغير الرأس و الجسد قد قد أصابه الوهن

البداية كما تعلمنا من سيرة رسولنا صلى الله عليه و سلم تكون بإصلاح الفرد و تصحيح دينه و من مجموعة هؤلاء الأفراد سينتج مجتمع إسلامي يستحق حينها النصر و التمكين من الله

والله إن قلبي ليتقطع حزنا على ما أفرزته بعض الجماعات التي تظن نفسها على الحق و أوصلتنا إلى ما نحن فيه ،، يسفهون الشيوخ و يسبونهم ،،، تري كذبهم على صفحات التواصل الاجتماعي لا حد و لا رادع لها ،، لقد رأينا من أخلاقيات في الفترة الأخيرة مبكية ،،،،، ثم نتكلم عن الجهاد و تغيير الرأس فلنجاهد أنفسنا و نصلحها أولا

و أكثر ما يبكي أن تكون هذه السلوكيات هي ممن يُفترض أنهم يبحثون عن تطبيق شرع الله و قد عجزوا عن تطبيقه على أخلاقهم فكيف بربك سيطبقونه على عباد الله !!

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أختى الحبيبة أم سهيلة

 

لاتحزنى حبيبتى حين يحدث هذا الهرج والمرج

 

فلندع الشيوخ جانبا كلهم .. فقد تكون هذه الفتنة للضعفاء أمثالى

 

ترى ستمشى خلف الشيخ والا خلف النبراس الذى هو الحق وإن تركه الشيخ

 

لاأريد أن اذكر أى شيخ بسوء فوالله تعلمت منهم الكثير

 

وعلى ّحبيبتى أن أصلح نفسى بل وأسعى لإصلاح من حولى

 

ولنأخذ على ديننا بقوة ..أنا معكِ والله أن التطور العلمى أفرز أشياء غريبة

 

لذا لزمنا العمل ليل نهار لتوصيل ديننا الحق كله ..لاانقى منه إيه ينفع دلوقت حسب رأى الملوك

 

ربنا يتولانا احنا المساكين القابضين على الجمر حقيقة ً

 

اللهم استعملنا ولا تستبدلنا ولا تتركنا ياربنا لأنفسنا طرفة عين أو أقل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اسمحى لى حبيبتى على الإطالة تذكرت ُ تجربة شخصية

 

الحمد لله من كرم ربنا على ّ أنى مصابة ببعض آلام عظام ومفاصل

 

لم أذهب للمتابعة الطبية إلا قريبا ... أحد أنواع العلاج الرئيسة كبسولات

 

أول ما أخدت واحدة منها أحسست بهدة حيل وثقل غريبة جدا بعدها نمت نوم غريب

 

هو أقرب إلى الموت كنت أقوم وأنام وأتكلم شبه هلوسة وكأنى أخدت حاجة غلط

 

من حولى خافوا على جدا وكادوا ينقلونى إلى مشفى .... المهم أنى لما أفقت

 

وعلمت ما حدث لى بسبب هذا النوع من العلاج منعته لأن رأسى هو الذى يسوق جسدى

 

ورأسى عندى أهم لأن به أعى عباداتى وأعى كلامى

 

وأخشى على القليل الذى حصلته من المعرفة وما زلت أريد التحصيل

 

رأس الأمور حبيبتى أهمها.... ما يفيد بملايين العبـّاد دون وعى

 

دون عالم واحد على الحق ( العلماء ملح البلد فمن بالنا نفعل إذا الملح فسد )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

من هنا يأتي النصر

 

إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم

 

جزاكِ الله خيراً

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

والله من هُنا يأتي النصر! ومن هنا تأتي الهزيمة!

أين صلاح دين عصرنا اليوم ؟ :(

 

فما أحوجَنا إليها اليوم! فأين أُمَّة الإسلام من هذه النِّداءات حتى تستجمع مقوِّمات النصر على أعدائها، وتَخْرج من مرحلة الذُّلِّ والهوان والغُثاء، وتسحب رأسها من تحت أقدام أعداء الله، وتستفيق من ثُباتها حتَّى يعود للإسلام سيادته ومجده، فإنَّ الزمن الذي تتكوَّن فيه أمَّة إنَّما يرجع إلى مقدار الجهد الذي تبذله هذه الأمَّة؛ كي تنتقل من الظُّلمات إلى النور، ومن الهزيمة إلى النصر، وبمقدار ما ترسَّخ في قلبها من العقيدة والأخلاق والقِيَم الرَّفيعة التي هي شرايين الحياة في كيان جسم يريد أن ينطلق إلى آفاق النَّصر والسيادة.

 

إنهم مشغولون بتوقيع معاهدات السلام ! ومحاباة الكفار والوقوف معهم ضد إخوانهم!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تصحيح

ــــــــــــ ( العلماء ملح البلد فما بالنا نفعل إذا الملح فسد )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×