اذهبي الى المحتوى
ساجدة للرحمن

زوجتي على طاولة النقد

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

صفاء البيلي

 

 

دائما ما نسمع صوت المرأة يعلو بالشكوى والتذمر لإهمال زوجها لبعض أمورها، فنراها تطالبه بأشياء قد تبدو عادلة إلى حد كبير ولكن ماذا لو تخيلنا الزوج مكانها وهو يبوح لها بكل ما يعترك في صدره وما يحزنه ويقلقه ويتمناه.. تخيلوه معي وهو يبتدرها قائلا :

زوجتي الحبيبة.. طالما تطالبينني بالتحدث إليك، والسماع لك، والبشاشة في وجهك، والنعومة عند معاملتك والهمس حين الحديث معك، والتودد إليك بالهدايا بمناسبة وبدون مناسبة، ومشاركتك أمور أولادنا.

كل هذا جميل يا حبيبتي ولكن.. ألم تسألي نفسك ذات يوم ما الذي يضايقني؟ وما الذي يبعدني عنك ما الذي لا أحبه منك؟ .

 

لقد أرهقتني يا زوجتي سلسلة المقارنات التي تفاجئينني بها كل يوم، نعم حين تضعينني في مقارنات ظالمة مع أزواج صديقاتك أو إحدى بنات العائلة، من جاء لها بكذا ومن أعطاها كذا ومن اشترى لها! حتى أصابني الإحباط والحزن وأحسست أنه لا فائدة تطال مني.

لذا فقد آن أوان إخبارك بتصرفات منك تضايقني وذلك ليس إلا لرغبتي الأكيدة في استمرار حياتنا ولتعلمي أنني مصر على مشاركتك هذه الحياة التي أعلم أنها لا تصفو لأحد.

فأنت يا حبيبتي كثيرا ما تتهمينني بالتخلي عن مسؤوليتي تجاه أبنائنا، فلو استطعت تحديد تلك المسؤولية أكون شاكرا لك، أليس كدي وتعبي في العمل لتوفير نفقات تعليمهم مسؤولية؟.

أليس حرصي على متابعة أخبار دراستهم منك بخاصة حينما أعود متأخرا ولا ألقاهم جزء من مسؤوليتي؟ ألا تعدين حواراتي معهم - وإن كانت قليلة - جزء لا يتجزأ من مسؤوليتي؟.

 

ثم لو قمت بكل شيء تجاههم وأنا الرجل الذي يسعى طوال النهار في الخارج فأين سيكون دورك أنت؟ لعلك تتراجعين عن اتهامك هذا لي.

ثم إن شد ما يزعجني منك ؛ حديثك عن علاقتنا الشخصية وخصوصياتنا عند الأخريات ورفع صوتك بما يسيئنا في كثير من الأحيان، لأنني مثلا ذات مرة ثرت عليك، أو لم أنتبه لطلب طلبتيه أو لم أستجب لمصاحبتك في إحدى زياراتك للعائلة، أو لشراء شيء كمالي ولم يكن متوفرا معي ثمنه في حينها.

ثم ترفعين صوتك منددة بخروجك للعمل كي تكفي نفسك ذاتيا! وأسألك: هل توفر معي ما أعطيه ولم أنفق؟ وأنت تعلمين جيدا أن كلا ينفق على سعته؟.

 

 

أرجوك.. لا تقارنينني " بزيد أو عبيد " ولكن قارنيني بنفسي، وتذكري كيف كانت حياتنا في بدايتها صعبة ، لكنها كانت بسيطة وبالرغم من ذلك لم تتذمري إنما جاء تذمرك هذا بعد أن فتح الله علينا وبعد أن امتدت عيناك إلى ما عند صديقاتك وقريباتك فاختفت قناعتك التي كنت تحملين في صدرك وصرت تصدرين لي الأحاسيس السلبية بالعجز وعدم القدرة والدونية وعدم المسؤولية.

والتي صارت بشكل يومي تؤلمني حتى صارت كالشوكة في الظهر فأصبحت أفضل البعد عنك وأفتعل المواقف لأتلاشى الجلوس معك أو مع أولادي وأسعى لأن أهرب بعيدا، لقد صرت أحب بقائي في العمل دون الرجوع إلى البيت.. البيت الذي امتلأ نكدا بعدما كان من قبل هو الجنة لي.

 

 

ثم إن فضولك يا حبيبتي كاد يهدم بيتنا أكثر من مرة لولا أنني تحليت بالصبر وأرجعت ذلك لحبك لي وخوفك علي،فها أنت تشمين ملابسي كقطة!!، وتفتشين هاتفي وتتنصتين على محادثاتي وتتفقدينني في العمل وتسألين مع من تكلمت ومن قابلت وماذا قلت.

قلت لك: أعلم أنك تحبينني لكن لا تفقدي الثقة في ولا تهدمي جدارها المتين الذي بنيناه معا منذ أول زواجنا.

 

 

زوجتي الحبيبة.. أنت تمتلكين خصالاً طيبة نادرة، وقلبا يسع الكون برقته وحنانه، فلا أطلب منك أكثر من العودة إلى بدايتنا معا وتنظري لي بعين الرضا التي لا ترى إلا كل جميل.

فأنا برغم ما عددت لك من تصرفات منك تضايقني إلا أنني لم أبح لك بها إلا الآن ، حينما وجدتك تصرين على اتهامي بالتقصير وإن لم تنطقي بذلك صراحة في بعض الأحيان.

 

فأنا لم أقارن بينك وبين أمي التي هي المثال عندي في كل شيء، لإيماني بأن لكل إنسان قدرات ولكل زمان تقاليد ولكل منا شخصيته فلم أشأ أن أجعلك ترتدين ثوبها أو تتصرفين حتى في أبسط المواقف مثلها.. كالطهي مثلا ومع اعتزازي بها وحبي وإجلالي، إلا أنك صرت لي كل الأشياء فلا تحرميني دفئك وحنانك.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@ساجدة للرحمن

رائع جدا ماشاء الله

حقا كثرة المقارنات تفقد البيت دفائه

ما اروع الحياة الزوجية الهادئة حتي لو كان فيها القليل من المال

فليست الحياة رائعة بالمال فقط

هناك اناس يوجد لديهم الكثير من المال ولكن لا يعيشون في سعادة

 

كما انا بعض النساء لا تعلم ان حديثها مع زجها عن ما يضايقها منه يكون له اثر سيئ علي علاقتهم ان لم تحسن اختيار الطريقة

فهناك رجال ينجرحون من كلام المراة

وانا شخصيا احب كتابة الكلام في ورقة بدل من قوله حتي لا ينجرح الزوج ويشعر بان صورته قد اهتزت امام زوجته

فحافظوا علي حياتكم الزوجية ولا تتركوها تفقد دفائها وروحها الجميلة

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صدقت يا غالية ..

وجميل أسلوب الكتابة : )

بورك فيك ..وجزيت خيرا

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

مقال رائع بحق

استطاعت فيه الكاتبة إحصاء جل ما يزعج الزوج والزوجة على حد سواء

 

سلمت يا حبيبة على نقلك الطيب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

موضوع رائع!

كثرة النقد تفقد الحياة الزوجية طعمها الجميل وتذهب بريقها ورونقها وخاصة إن كان النقد بطريقة جارحة

جزاكِ الله خيرا يا حبيبة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

موضوع رائع!

كثرة النقد تفقد الحياة الزوجية طعمها الجميل وتذهب بريقها ورونقها وخاصة إن كان النقد بطريقة جارحة

جزاكِ الله خيرا يا حبيبة.

أكيد ...

وإياك يا حبيبة : )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

حياك الله مشرفتي الحبيبة.

نعم نحن النساء أيضا مقصرات لكننا نكابر.

----

ترى هل يمكننا أن نعيد تربية أنفسنا على هذه الأشياء الطيبة التي نفهم ونعلم مدى الحاجة إليها، لكن للأسف نجد أننا محرومون منها.

هل يمكن ان نتخلص من الجفاء مع أننا نعيش في بيئة تكاد العاطفة فيها تكون شيء غريب.؟؟

سؤال أجده في دواخلي لكن دون جواب...

----

جميل ما نقلت سلمت يمناك يا غالية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

حياك الله مشرفتي الحبيبة.

نعم نحن النساء أيضا مقصرات لكننا نكابر.

----

ترى هل يمكننا أن نعيد تربية أنفسنا على هذه الأشياء الطيبة التي نفهم ونعلم مدى الحاجة إليها، لكن للأسف نجد أننا محرومون منها.

هل يمكن ان نتخلص من الجفاء مع أننا نعيش في بيئة تكاد العاطفة فيها تكون شيء غريب.؟؟

سؤال أجده في دواخلي لكن دون جواب...

----

جميل ما نقلت سلمت يمناك يا غالية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×