اذهبي الى المحتوى
راماس

شاركينا حلقة حفظ احاديث الصيام أحكام وأداب

المشاركات التي تم ترشيحها

p_150e1kl4.png

 

 

p_150bufz1.png

 

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد عليه الصلاة والسلام :

قال الشاعــر :

أهل الحديث هموا أهل النبي وإن * * * لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا

وقـال الآخر:

دين النبي محمد أخبار * * * نعم المطية للفتى آثار

لا ترغبن عن الحديث و أهله * * * فالرأي ليل والحديث نهار

 

p_1505ckx2.png

 

 

أمّا بعد :

 

فالحمد لله الذي بلغنا رمضان وسلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا

ونسأل الله أن يكون تقبل منا صيامنا وقيمنا وأن نكون من الفائزين بهذه الايام المباركة

 

يكفي المسلم شرفاً أن يكون حافظاً لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعاء من أوعية العلم، فقد قال الله تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ {المجادلة:11}،

 

وقال تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ {الزمر:9}،

 

ويكفي حافظ الحديث فضلاً دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بقوله: نضر الله امرأ سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه. رواه الترمذي.

 

p_1505ckx2.png

 

 

 

حياكن الله أخواتي الحبيبات

نسأل الله تعالى أن يَمُن علينا حفظ أحاديث أفضل خلقه ، ونسأل الله أن يجمعنا وإياكنّ معه في أعالي جنّاته إنه ولي ذلك والقادر عليه.

فهلمي معنا يا حبيبة لحفظ

 

أحاديث الصيام أحكام وآداب

في هذا الموضوع سنقوم بوضع الأحاديث المقرر حفظها في هذا الشهر الفضيل إن شاء الله وذلك في الأيام التالية

 

الاثنين _ الأربعاء _الجمعة _الأحد _الثلاثاء _الخميس_السبت_الأثنين_الأربعاء_الجمعة _ألأحد _الثلاثاء _الخميس _السبت _الاثنين _الأربعاء_الجمعة _الأحد _الثلاثاء _ الخميس

 

p_1505ckx2.png

وموضوع آخر خاص بالتسميع

سلمت أنامل الحبيبة سندس وإستبرق الفواصل الرائعة

 

 

رامــ عروس القرءان ــاس

 

 

 

 

 

 

p_15030pr3.png

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

p_150e1kl4.png

 

 

p_150bufz1.png

 

 

الحديث الأول :

عن عبد بن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله : "لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه. فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له"، رواه البخاري ومسلم

وفي رواية لهما "فإن غُمّ عليكم فأكملوا العدة ثلاثين".

 

p_1505ckx2.png

 

 

شرح الحديث

 

الحديث دليل وجوب صوم رمضان إذا ثبتت رؤية هلاله شرعاً، وأنه يجب إكمال شعبان ثلاثين يوماً إذا حال غيم أو نحوه دون هلال رمضان، وعلى وجوب إكمال رمضان ثلاثين يوماً إذا حال غيم أو نحوه دون هلال شوال؛ لأن الأصل بقاء الشهر، فلا يحكم بخروجه إلا بيقين، وإذا رأى الهلال من يثبت بشهادته دخول الشهر أو خروجه ثبت الحكم.

ومعنى قوله: "فإن غُّمَّ عليكم" أي: ستر الهلال وغطِّي بغيم أو نحوه.

وقوله: "فاقْدُرُوا له" بضم الدال أو كسرها أي: أبلغوه قدره. وهو تمام ثلاثين يوماً. ويؤيد هذا المعنى رواية الصحيحين "فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدة ثلاثين".

ولا يصام يوم الثلاثين من شعبان إذا غُمَّ الهلال؛ لأن تلك الليلة من شعبان بحسب الأصل، فلا تكون من رمضان إلا بيقين. ولقول عمار ابن ياسر – رضي الله عنه -: "من صام اليوم الذي يُشَكُّ فيه فقد عصى أبا القاسم

 

p_1505ckx2.png

 

 

 

ولا يعتمد على قول أهل الحساب في دخول الشهر ولا في خروجه؛ لأن النبي علق الحكم بالرؤية لا بالحساب، والرؤية يدركها الخاص والعام والجاهل والعالم، وهذا من يسر الشريعة، ولله الحمد.

وقد دل الحديث على أن الصوم أو الفطر لا يجب على البعيد عن مكان الرؤية إذا اختلفت المطالع؛ لأن الشرع علق الحكم بالرؤية. وهنا لم ير الهلال لا حقيقة ولا حكماً. وهذا وإن كان خطاباً لجميع الأمة.

 

فالصوم والإفطار يكونان عند وجود السبب الذي هو الرؤية. فالأمة التي ترى الهلال يلزمها الصوم الإفطار لوجود سببه، ومن لم تتحقق عندها الرؤية فلا يلزمها ذلك لتخلف سببه، كمواقيت الصلاة، والله أعلم.

وينبغي أن يعنى بهلال شعبان حتى تعرف ليلة الثلاثين التي يتحرى فيها هلال رمضان. ويستكمل الشهر عند عدم الرؤية، لما ورد عن أي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله : "أحصوا هلال شعبان لرمضان" . . الحديث.

 

أي: اجتهدوا في إحصائه وضبطه، بأن تتحروا وتتراءوا منازله، لأجل أن تكونوا على بصيرة في إدراك هلال رمضان فلا يفوتكم منه شيء

 

 

p_1505ckx2.png

وإذا قامت البينة بعد طلوع الفجر أو أثناء النهار بدخول رمضان برؤية الهلال الليلة الماضية. فإنه يجب الإمساك عن المفطرات بقية اليوم لكنه يوماً من رمضان. لما ورد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: "أمر النبي رجلاً من أسلم أن أذّن في الناس أن من أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم، فإن اليوم يوم عاشوراء" ويجب قضاء ذلك اليوم على الأظهر من أقوال أهل العلم؛ لما في ذلك من الاحتياط لبراءة الذمة من هذا الواجب العظيم.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: يجب الإمساك ولا يجب القضاء، وتبعه على ذلك تلميذه ابن القيم – رحمه الله -؛ لأن الأحكام لا تلزم إلا ببلوغها للمكلف. وقد جعل الشارع حكم المخطئ والناسي واحداً فيصح صومه، وتبييت النية لا يكون شرطاً في حقه؛ لأنه لم يستطع، ومن قواعد الشريعة وأصولها أن القدرة مناط التكليف. قال تعالى: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها}.

وإذا صام الإنسان في بلد، وصام بقية الشهر في بلد آخر، وتأخر عندهم الفطر فإنه لا يفطر إلا بإفطارهم، ولو زاد صيامه على ثلاثين يوماً لقوله : "الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحُّون".

قال الترمذي رحمه الله: (وفسَّر بعض أهل هذا الحديث فقال: إنما معنى هذا: "الصوم والفطر مع الجماعة وعظم الناس" أ هـ.

لكن إن صام ثمانية وعشرين يوماً لإفطار بلده قبل الثلاثين، فعليه أن يفطر معهم ثم يصوم يوماً؛ لأن الشهر لا ينقص عن تسعة وعشرين يوماً.

اللهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، وأعنّا على الخير يا من إذا استعين أعان، واغفر اللهم لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله وسلم عل نبينا محمد . . .

 

p_15030pr3.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

اللهم بارك، بارك الله فيك راماس الحبيبة

و جعلها الله بميزان حسناتك ()()

جعلها الله حلقة طيبة مباركة مثمرة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

بورك فيما يا حبيبات ()

حلقة طيبة ، جعلها الله في موازين حسناتكن .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

p_150e1kl4.png

 

 

p_150bufz1.png

 

 

الحديث الثاني :

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله : "أتاكم رمضان شهر مبارك. فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم". رواه أحمد والنسائي وإسناده صحيح.

 

p_1505ckx2.png

 

 

شرح الحديث

في هذا الحديث بشارة لعباد الله الصالحين بقدوم شهر رمضان المبارك، لأن النبي أخبر الصحابة – رضي الله عنهم – بقدومه، وليس هذا إخباراً مجرداً بل معناه بشارتهم بموسم عظيم، يقدره حقّ قدره الصالحون المشمرون، لأنه بين فيه ما هيأ الله لعباده من أسباب المغفرة والرضوان وهي أسباب كثيرة، فمن فاتته المغفرة في رمضان فهو محروم غاية الحرمان.

وإن من فضل الله تعالى ونعمه العظيمة على عباده، أن هيأ لهم المواسم الفاضلة لتكون مغنماً للطائعين، وميداناً لتنافس المتنافسين. وإن المواسم موضوعة لبلوغ الأمل بالاجتهاد في الطاعة ورفع الخلل والنقص بالاستدراك والتوبة (وما من هذه المواسم الفاضلة موسم إلا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف طاعاته يتقرّب بها إليه، ولله لطيفة من لطائف نفحاته، يصيب بها من يشاء بفضله ورحمته، فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات، فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات. فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات)

وإن بلوغ رمضان نعمة عظيمة على من بلغه وقام بحقه. فقام ليله وصام نهاره، ورجع فيه إلى مولاه من معصيته إلى طاعته، ومن الغفلة عنه إلى ذكره، ومن البعد عنه إلى الإنابة إليه.

 

p_1505ckx2.png

 

وإن واجب المسلم استشعار هذه النعمة، ومعرفة قدرها، فإن كثيراً من الناس حرموا الصيام إما بموتهم قبل بلوغه، أو بعجزهم عنه، أو بضلالهم وإعراضهم عنه، فليحمد الصائم ربه على هذه النعمة، ويستقبل شهره

بالفرح والاغتباط بموسم عظيم من مواسم الطاعة، وأن يجتهد في أعمال الخير، وأن يدعوا الله تعالى أن يرزقه صيامه وقيامه، وأن يرزقه فيه الجد والاجتهاد والقوة والنشاط، وأن يوقظه من رقدة الغفلة ليغتنم مواسم الطاعات والخيرات.

 

p_1505ckx2.png

ومن الملاحظ أن الإنسان يعان على الطاعات في رمضان، فعليه أن يشكر ربه ويستفيد من وقته. ومما يؤسف عليه أن كثيراً من الناس لا يعرفون لمواسم الخيرات قيمة. ولا يرون لها حرمة، فلم يكن شهر رمضان موسم طاعةٍ وعبادة وتلاوة قرآن وصدقة وذكر الله تعالى. بل كان عند بعض الناس موسماً لتنويع المآكل والمشارب. وإشغال ربات البيوت بصنوف الأطعمة، وبعض الناس لا يعرفون رمضان إلا أنه شهر السهر بالليل، والنوم بالنهار، حتى إن منهم من ينام عن الصلوات المفروضة فلا يصلي مع الجماعة، بل ولا في وقت الصلاة. وفئة من الناس لا يعرفون رمضان إلا أنه موسم من مواسم الدنيا، لا من مواسم الآخرة. فينشطون فيه على البيع والشراء، ويلازمون الأسواق ويهجرون المساجد. وإن صلوا مع الناس فهم على عجل، وهكذا تغيرت المفاهيم، وفسدت الموازين، فالله المستعان، يقول بعض السلف: (إن الله تعالى جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته. فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا).

وما يدري الإنسان فلعل هذا الشهر هو آخر رمضان في عمره. فكم صام معنا العام الماضي من الرجال والنساء والشباب؟ وهم الآن تحت أطباق الثرى، مرتهنون بأعمالهم، وقد أمّلوا صيام رمضانات عديدة، ونحن على دربهم سائرون، فعلى المسلم أن يفرح بمواسم الطاعة. ولا يفرط فيها. بل يشتغل بما يدوم نفعه. ويبقى أثره. وما هي إلا أيام معدودات تصام تباعاً. وتنقضي سراعاً.

اللهم أجعل التقوى لنا أربح بضاعة، ولا تجعلنا من أهل التفريط والإضاعة، وآمن خوفنا يوم تقوم الساعة، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، وصلى الله ومسلم على نبينا محمد . . .

 

p_15030pr3.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

p_150e1kl4.png

 

 

p_150bufz1.png

 

 

الحديث الثالث :

عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – أن النبي قال: "بني الإسلام على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان "[رواه البخاري ومسلم].

 

 

p_1505ckx2.png

 

 

شرح الحديث

 

في الحديث دليل على وجوب صوم رمضان، وأنه من أركان الإسلام ومبانيه العظام، فرضه الله تعالى على عباده لحكم عظيمة، وأسرار باهرة، علمها من علمها، وجهلها من جهلها.

1) فمن حكم الصيام وأسراره أنه عبادة لله تعالى يتقرب العبد فيها إلى ربه بترك ما يحب ويشتهي، طاعة لربه، وامتثالاً لأمره، فيظهر بذلك صدق إيمانه، وكمال عبوديته لله، وقوة محبته له. ورجائه ما عنده، لأنه علم أن رضا مولاه في ترك شهواته، فقدّم رضا مولاه على هواه، ولهذا كان كثير من المؤمنين لو ضرب أو حبس على أن يفطر يوماً من رمضان بلا عذر لم يفعل.

2) ومن حكم الصيام أنه سبب التقوى، وتزكية النفس، بطاعة الله فيما أمر، والانتهاء عما نهى، قال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} والتقوى جماع خيري الدنيا والآخرة، وكلُّ ثمرة من ثمار الصيام فهي ناشئة عن التقوى.

3) ومن حكم الصيام حبس النفس عن الشهوات، وفطامها عن المألوفات، وتضييق مجاري الشيطان من العبد، بتضييق الطعام والشراب، فيضعف نفوذ الشيطان، وتقل المعاصي.

ومن حكم الصيام أن القلب يصفو، ويتخلى للفكر والذكر، لأن تناول الشهوات يقسّي القلب، ويعمي عن الحق، والصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها وقوتها.

p_1505ckx2.png

 

 

1) ومن حكم الصيام معرفة نعمة الله على العبد بالشبع والرّي إذا تذكر بالصيام الأكباد الجائعة من الفقراء والمساكين، فيشكر ربّه ويحسُّ بآلام إخوانه المعدمين. والنعم لا يعرف قدرها إلا بفقدها.

2) ومن حكم الصيام ما يترتب عليه من الفوائد الصحية، التي تحصل بتقليل الطعام. وحفظ صحة البدن بترتيب أوقات الوجبات، وإراحة جهاز الهضم مدة معينة.

وبالجملة فحكم الصيام عظيمة. وفوائده كثيرة، وقد رتب الله عليه من جزيل الثواب وعظيم الأجر. ما لو تصورته نفس صائمة لطارت فرحاً وتمنت أن تكون السنة كلها رمضان. .

 

p_1505ckx2.png

وقد دلت النصوص على أن من أدى الواجبات والفرائض وترك المحرمات، فهو من أهل الجنة، لما ورد عن طلحة بن عبيد الله أن أعرابياً جاء إلى رسول الله فقال يارسول الله: "أخبرني ماذا فرض الله عليّ من الصلاة؟ فقال: "الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئاً"فقال : أخبرني بما فرض الله عليّ من الصيام . فقال :شهر رمضان إلا أن تطوع شيئاً . فقال: أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة. قال فأخبروه النبي بشرائع الإسلام. قال: والذي بعثك بالحق لا أتطوع شيئاً، ولا أنقص مما فرض الله علي شيئاً فقال رسول الله : "أفلح إن صدق. أو دخل الجنة إن صدق".

فالحمد لله الذي شرع العمل ووفق للقيام به ورتب عليه الأجر، هو أهل التقوى وأهل المغفرة.

اللهم وفقنا لاتباع الهدى، وجنّبنا أسباب الهلاك والشقاء. وأرزقنا الفقه في الدين، والوفاة على سنّة خاتم النبيين، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد . . .

 

p_15030pr3.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

ما شاء الله !

حملة طيبة مباركة بإذن الله ( :

جزاكن الله خيرا يا حبيبات ، لا حرمكن الله الأجر والمثوبة .

 

مشاركة معكن بإذن الله ~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

وجزاكِ الله خيرًا مثلُه يا حبيبة

تسعدنا مشاركتكِ الكريمة

في إنتظارك في صفحة التسميع هنا بفضل الله

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

p_150e1kl4.png

 

 

p_150bufz1.png

 

 

الحديث الرابع :

عن أبي هريرة – رضي الله عنه قال -: قال رسول الله : "كلُّ عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي . . الحديث" [رواه البخاري ومسلم].

 

 

p_1505ckx2.png

 

 

شرح الحديث

 

الحديث دلّ على معنى الصيام الشرعي، وهو الإمساك عن الطعام والشراب والشهوة تعبداً لله تعالى، واستجابة لأمره، ومسارعة لرضاه؛ لقوله: "من أجلي" وفي رواية: "يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي".

والمراد بالشهوة: الجماع. لعطفها على الطعام والشراب، ويحتمل أن المراد جميع الشهوات، فيكون من عطف العام على الخاص. وعند ابن خزيمة بإسناد صحيح: "يدع الطعام من أجلي، ويدع الشراب من أجلي، ويدع لذته من أجلي، ويدع زوجته من أجلي".

وقد دل القرآن الكريم على زمان الصيام في قوله تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل}.

فأباح الله تعالى الأكل والشرب إلى طلوع الفجر، ثم أمر بإتمام الصيام إلى الليل. وهذا معناه ترك الأكل والشرب في هذا الوقت، وهو ما بين طلوع الفجر والليل.

p_1505ckx2.png

 

 

والمراد بالأكل والشرب: إيصال الطعام أو الشراب من طريق الفم أو الأنف أيّاً كان نوع المأكول أو المشروب، والسعوط في الأنف كالأكل والشراب؛ لقوله في حديث لقيط بن صبرة: (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً".

ويلحق بالأكل والشرب ما في معناهما، فيفطر به، وذلك كالإبر المغذية التي يكتفي بها عن الأكل والشرب مثل الجلوكوز وغيرها.

وأما حقن الدم في الصائم مثل أن يصاب بنـزيف فيحقن به دم، فمن أهل العلم من قال: يفطر بذلك، لأن الدم هو خلاصة الطعام والشراب، ومنهم من قال: لا يفطر بحقن الدم؛ لأنه ليس أكلاً ولا شرباً ولا في معناهما، والغالب أن من يحتاج إلى الإبر المغذية أو إلى حقن الدم أنه مريض يباح له الفطر.

أما الإبر المكافحة للمرض التي تستعمل علاجاً فلا تفطر الصائم سواء كانت في الوريد أو العضل، لأنها ليست أكلاً ولا شرباً ولا في معناهما، فإن أخرها الصائم إلى الليل فهو أحوط؛ لقوله r: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" وقوله r: "فمن أتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه" ولا يفطر الصائم باستعمال دواء الرّبو وضيق التنفس، وهو الغاز البخاخ، لأنه لا يصل إلى المعدة بل إلى الرئتين عن طريق القصبة الهوائية، فليس أكلاً ولا شراباً. ولا يفطر بالكحل والقطرة في العين، سواء وجد طعم ذلك في حلقه أم لم يجد. قال الإمام البخاري – رحمه الله – في صحيحه: (ولم ير أنس والحسن وإبراهيم بالكحل للصائم بأساً)؛ ولأن ذلك ليس بأكل ولا شرب ولا بمعناهما. وهذا ما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في رسالته النافعة (حقيقة الصيام) وتلميذه ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه القيم (زاد الميعاد).

 

p_1505ckx2.png

قال شيخ الإسلام رحمه الله: (فإذا كانت الأحكام التي تعمُّ بها البلوى، لابد أن يبينها الرسول بياناً عاماً، ولابد أن تنقل الأمة ذلك، فملعوم أن الكحل ونحوه مما تعم به البلوى، كما تعم بالدهن والاغتسال والبخور والطيب.

فلو كان هذا مما يفطر لبينه النبي كما بين الإفطار بغيره، فلما لم يبين ذلك، علم أنه من جنس الطيب والبخور والدهن، والبخور يتصاعد إلى الأنف ويدخل في الدماغ وينعقد أجساماً، والدهن يشربه البدن

ويدخل على داخله ويتقوى به الإنسان، وكذلك يتقوى بالطيب قوة جيدة. فلما لم ينه الصائم عن ذلك دل على جواز تطيبه وتبخره وادّهانه وكذلك اكتحاله).

أما قطرة الأنف فإنها تفطر إذا وصلت إلى المعدة أو الحلق؛ لأن الأنف منفذ يصل إلى المعدة، ولحديث لقيط المتقدم: (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً).

اللهم فقهنا في ديننا، وارزقنا العمل به والاستقامة عليه، ويسرنا لليسرى وجنبنا العسرى، واغفر لنا في الآخرة والأولى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد . . .

 

p_15030pr3.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

p_150e1kl4.png

 

 

p_150bufz1.png

 

 

الحديث الخامس :

عن حفصة أم المؤمنين – رضي الله عنها – أن النبي قال: "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له" [رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم وهو حديث صحيح، ومعنى (من لم يجمع) أي: من لم يعزم ولم ينو.

 

 

p_1505ckx2.png

 

 

شرح الحديث

 

الحديث دليل على أن الصيام لابد له من نية. كسائر العبادات. وهذا أمر مجمع عليه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (اتفق العلماء على أن العبادة المقصودة لنفسها كالصلاة والصيام والحج لا تصح إلا بنية)؛ لأن الصيام ترك مختص بزمن معلوم. ولأن الإمساك قد يكون لمنفعة بدنية فاحتاج الصيام إلى نية.

قال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين}.

 

وقال النبي : "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل إمرئ ما نوى"

 

والنية محلها القلب. فمن خطر بباله أنه صائم غداً فقد نوى. وتصح النية في أي جزء من أجزاء الليل؛ لقوله (قبل الفجر) والقبلية تصدق على كل جزء من أجزاء الليل، ومن دلائل النية قيام الصائم للسحور وتهيئته له وإن لم يقم، فالنية حاضرة وقائمة لدى كل مسلم معتاد على الصوم، فمن أكل أو شرب بنية الصوم فقد أتى بالنية.

 

وتبييت النية قبل طلوع الفجر مخصوص بصيام الفريضة على أحد القولين؛ لقول عائشة رضي الله عنها: (دخل عليّ النبي ذات يوم فقال: هل عندكم شيء؟ فقلنا: لا. قال: فإني إذن صائم . . الحديث)

p_1505ckx2.png

 

فدل طلبه للأكل على أنه لم يكن نوى الصيام قبل ذلك. ودل قوله: "فإني إذن صائم" على ابتداء النية من النهار.

 

وثبت مثل ذلك من فعل الصحابة – رضوان الله عليهم – كأبي هريرة وابن عباس وحذيفة بن اليمان وأبي طلحة وأبي الدرداء.

 

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وأما النفل فيجزي بنية من النهار، كما دل عليه قوله:"إني إذن صائم " والتطوع أوسع من الفرض ، كما أن الصلاة المكتوبة يجب فيها من الأركان كالقيام والاستقرار على الأرض ما لا يجب في التطوع توسيعاً من الله على عباده طرق التطوع، فإن أنواع التطوعات دائماً أوسع من أنواع المفروضات . . . وهذا أوسط الأقوال).

 

 

p_1505ckx2.png

 

فإذا نوى صيام النفل من النهار صح ذلك. لكن لا يحكم له بالصيام الشرعي المثاب عليه إلا من وقت النية؛ لأن ما قبله لم يوجد فيه قصد القربة فلا يقع عبادة، وشرط ذلك ألا يكون أتى بمفطر بعد الفجر وقبل النية، فإن أتى بمفطر لم يصح صيام ذلك اليوم بلا خلاف.

 

وممن يحتاج إلى نية الصيام من كان له عذر يبيح له الفطر كالمريض والمسافر، فيصوم حيناً ويفطر حيناً. فإذا صام يحتاج إلى تجديد النية، ليتميز يوم صومه عن يوم فطره، وكذلك يحتاج إلى النية من أراد أن يصوم قضاء رمضان، أو يصوم عن نذر أو كفارة، والله أعلم.

 

اللهم اجعل عملنا صالحاً، ولوجهك خالصاً، ووفقنا لما تحب وترضى، واحشرنا في زمرة المتقين، وألحقنا بعبادك الصالحين، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد . . .

p_15030pr3.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

p_150e1kl4.png

 

 

p_150bufz1.png

 

 

الحديث السادس :

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله : "إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة. وغلِّقت أبواب النار، وصفَّدت الشياطين" [رواه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم: "فتحت أبواب الرحمة"]

 

 

p_1505ckx2.png

 

 

شرح الحديث

 

لحديث دليل على فضل شهر رمضان. وعظم خصائصه. فإن الله تعالى فضّله على سائر الشهور. واختصه بما لا يوجد في غيره مما يكون داعياً إلى العمل الصالح والبر والإحسان.

ففي هذا الشهر الكريم تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار. وذلك – والله أعلم – لكثرة الخير في رمضان وزيادة الإقبال على أسباب المغفرة والرضوان، فيقل الشر في الأرض. حيث تصفّد مردة الشياطين بالسلاسل والأغلال والأصفاد، لانشغال المسلمين بالصيام وتلاوة القرآن وذكر الله تعالى، وكلّ فعل من أفعال البر وكلّ قول من أقوال الخير. يقول أبو بكر بن العربي رحمه الله: (وإنما تفتّح أبواب الجنة ليعظم الرجاء، وتتعلق بها الهمم، ويتشوّق إليها الصابر، وتغلّق أبواب النار، لتجزي الشياطين، وتقلّّ المعاصي، ويصدّ بالحسنات في وجوه السيئات فتذهب سبيل النار).

وهذا يفسر لنا السرّ في أوبة كثير من العصاة وتوبتهم إلى الله تعالى وحرصهم على الطاعة، وحضورهم المساجد في هذا الشهر الفضيل.

والشيطان المصفّد قد يؤذي لكن هذا أقل وأضعف مما قد يكون في غير رمضان. وهو بحسب كمال الصوم ونقصه. فمن كان صومه كاملاً قد حافظ على شروط الصوم وآدابه، دفع الشيطان دفعاً لا يدفعه الصوم الناقص. على أنه لا يلزم من تصفيدهم أن لا يقع شر ولا معصية؛ لأن هناك أسباباً أخرى غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة وشياطين الإنس، أو أن المراد بالمصفدين (مردة الشياطين) كما في الحديث الآتي، فيبقى تأثير من ليس بمارد. والعلم عند الله تعالى.

 

p_1505ckx2.png

 

إن هذه الخصائص لتزيد من نشاط المسلم وإقباله على الطاعة، فقد هيئت له أسباب المغفرة ودخول الجنة. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : "أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم".

وفتح أبواب الجنة وإغلاق أبواب النار يتم في أول ليلة من شهر رمضان؛ لقول النبي : "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفّدت الشياطين ومردة الجنّ، وغلّقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتّحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب. وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقّصر. ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة".

 

 

p_1505ckx2.png

 

وهذا النداء غير مسموع للآدميين وإنما أخبروا به ليعلموا رحمة الله تعالى ولطفه بهم، وأنهم غير مغفول عنهم ولا مهملين.

فعلى المسلم أن يجيب هذا النداء مسارعاً إلى فعل الخيرات وأنواع الطاعات، منظماً وقته، مستفيداً من مواسم الطاعة. وعليه أن يحذر كل الحذر من السهر ليالي رمضان ليكون نشيطاً في النهار. فإن السهر إذا نهي عنه في غير رمضان فهو في رمضان أشدّ. ولا سيما السهر على آلات اللهو والطرب. أو في المجالس الخاوية التي ضررها أكثر من نفعها.

إن أوقات رمضان من مواسم العمر، والسعيد من تزود فيها. فالليل في صلاة ودعاء، والنهار في صوم وتلاوة وصدقة وصلة وطلب علم وعمل فاضل، وقد ورد عن جابر سمرة رضي الله عنه أن النبي كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسناً.وعن أنس رضي الله عنه أن النبي قال: "من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامةٍ، تامةٍ، تامةٍ".

 

p_15030pr3.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

p_150e1kl4.png

 

 

p_150bufz1.png

 

 

الحديث السابع :

عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال: قال رسول : "من فطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً [رواه أحمد والترمذي وابن ماجة.وقال الترمذي: حديث حسن صحيح].

 

 

p_1505ckx2.png

 

 

شرح الحديث

 

الحديث دليل على فضل تفطير الصائم، وأن في ذلك أجراً عظيماً وهو مثل أجر الصائم، وهذا – والله أعلم – لأنه صائم يستحق التعظيم، وإطعامه صدقة، وتعظيم للصوم، وصلة بأهل الطاعات. وهذا أمر اعتاده المسلمون لإدراكهم الثواب الجزيل المرتب على ذلك. فإن شهر رمضان شهر يوجد الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار. والله تعالى يرحم من عباده الرحماء.

وتفطير الصائم له طرق متعددة من إطعام الفقير ما يأكل، أو دفع مال يشتري به طعاماً. على أن ذلك غير خاص بالفقير.

وللجود في شهر رمضان شأن عظيم، فقد ثبت أن النبي أجود الناس بالخير. وكان أجود ما يكون في رمضان، وذلك لشرف وقته ومضاعفة أجره، وإعانة الصائمين والعابدين على طاعتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجورهم.

والجود سعة العطاء وكثرته، ويدخل فيه الصدقة وجميع أبواب البر والإحسان، ويستفاد من هذا الحديث الحث على الجود في كل وقت، والزيادة في رمضان.

p_1505ckx2.png

 

فينبغي للإنسان أن يتأسى بنبيه ، فيبذل ويتصدق ليواسي الفقراء والمحتاجين، ويتفقد الجيران، ويصل ذوي الأرحام، ويساهم في مشاريع الخير.

ولعل مما يحرك داعي الإنفاق أن يتذكر الإنسان بالصوم نعم الله عليه، والنعمة لا تعرف إلا بفقدانها. فيشكر نعمة الله عليه حيث يسر له الحصول على ما يشتهي مما أباح الله له. ويتذكر إخوانه الفقراء الذين لا يتيسر لهم ما يحتاجون، فيجود عليهم بالصدقة والإحسان.

والجمع بين الصيام وإطعام الطعام أبلغ في تكفير الخطايا واتقاء جهنم، إذا أضيف إلى ذلك قيام الليل، قال النبي لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: "ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل" ثم تلا: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} . . . حتى بلغ {يعملون}.

وقد كان السلف الصالح من هذه الأمة يحرصون على إطعام الطعام وتفطير الصائمين، ويقدمون ذلك على كثير من العبادات، سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخٍ صالح. ولهم أخبار مشهورة. قال بعض السلف: (لأن أدعو عشرة من أصحابي، فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحبُّ إليّ من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل).

وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم، منهم عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – وأحمد بن حنبل وداود الطائي ومالك بن دينار رحمهم الله، وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم، ويجلس يخدمهم ويروّحهم. منهم الحسن البصري، وعبد الله بن المبارك، رحمهما الله.

p_1505ckx2.png

 

قال الإمام الشافعي رحمه الله: (أُحِبُّ للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداء بالرسول ، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم ولتشاغل كثير منهم بالصوم والصلاة عن مكاسبهم.

ومن طرق الصدقة في رمضان إعداد الطعام وتقديمه للأسر الفقيرة، أو الدعوة إليه، ومن رأى العدول عن ذلك إلى ما هو أنفع للفقير من دفع النقود أو الملابس أو الأطعمة التي ينتفع بها الفقير، ويستفيد منها بالتدريج فهذا أولى لأمرين:

الأول: أن مثل هذه الأطعمة المعدّة لا تسلم من الإسراف مع ما في إعدادها من المشقة على أهل البيت.

الثاني: أن الحال تغيّر في زماننا، فلم يعد للطعام وقع كبير في نفوس الفقراء، كما كان في زمن مضى، فيبقى الكثير من هذا الطعام. فيضيع بدون فائدة. وإذا كان المقصود انتفاع المتصدّق ونفع الفقير، فليحرص على أحسن الطرق التي تحقق ذلك. والله لا يضيع أجر المحسنين.

 

 

اللهم طهّر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وألستنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة، فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، واغفر اللهم لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

 

 

p_15030pr3.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

p_150e1kl4.png

 

 

p_150bufz1.png

 

 

الحديث الثامن :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله : "من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء فليقض" [رواه أبو

داود والترمذي وابن ماجة وأحمد، وسنده صحيح].

 

 

p_1505ckx2.png

 

 

شرح الحديث

 

الحديث دليل على أن الصائم إذا تقيأ مستدعياً للقيء فسد صومه، وعليه القضاء، قال ابن المنذر رحمه الله: (أجمعوا على إبطال صوم من استقاء عمداً).

 

وأما ذرعه وخرج من غير اختياره، فصومه صحيح، ولا شيء عليه. قال الخطابي: (لا أعلم بين أهل العلم فيه

اختلافاً)، قال ابن قدامة (هذا قول عامة أهل العلم).

ومعنى (استقاء) أي: تسبب لخروجه قصداً، والقيء هو ما قذفته المعدة مما فيها عن طريق الفم. ومعنى (ذرعه) أي: غلبه وسبقه في الخروج.

فإذا تقيأ عمداً أفطر، سواء كان القيء قليلاً أو كثيراً، لظاهر الحديث، ولأن المفطرات الأخرى لا فرق بين قليلها وكثيرها، وسواء كان قيئه بالفعل، كجذبه بيده أو عصر بطنه أو بالشمّ، كأن يشمّ شيئاً له رائحة كريهة نفّاذة ليقيء بها، أو بالنظر كأن يتعمد النظر إلى شيء قبيح ليقيء به، قال في المغني: (ولا فرق بين كون القيء طعاماً أو مراراً أو بلغماً أو دماً أو غيره، لأن الجميع داخل تحت عموم الحديث، والله تعالى أعلم بالصواب.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان الحكمة في كونه يفطر بالقيء (قد نهي الصائم عن أخذ ما يقويه ويغذيه من الطعام والشراب، فينهي عن إخراج ما يضعفه ويخرج مادته التي بها يتغذّى، وإلا فإذا مكّن من هذا ضرّه وكان متعدياً في عبادته لا عادلاً).

p_1505ckx2.png

 

وقال الحافظ في فتح الباري: ( . . أما القيء، فذهب الجمهور إلى التفرقة بين من سبقه، فلا يفطر، وبين من تعمده فيفطر، ونقل ابن المنذر الإجماع على بطلان الصوم بتعمد القيء . .).

اللهم وفقنا لسبيل الطاعة، وثبتنا على اتباع السنة ولزوم الجماعة، ولا تجعلنا ممن عرف الحق وأضاعه، واغفر اللهم لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد . . .

p_15030pr3.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

p_150e1kl4.png

 

 

p_150bufz1.png

 

 

الحديث التاسع :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله "الصيام جُنّة فلا يرفث ولا يصخب. وفي رواية: ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فيلقل: إني صائم . . مرتين . . [رواه البخاري ومسلم].

 

 

p_1505ckx2.png

 

 

شرح الحديث

 

الحديث دليل على أن الصائم مطالب بحفظ صومه والكفّ عما يتنافى مع الصيام، وذلك بالتحلي بمكارم الأخلاق والبعد عن سيئها. ليؤدي الصوم ثمرته المطلوبة. وتترتب عليه المغفرة الموعد بها.

وعن أبي هريرة – أيضاً رضي الله عنه. قال: قال رسول الله : "ليس الصيام من الأكل والشرب. وإنما الصيام من اللغو والرفث. فإن سابّك أحد أو جهل عليك فقل: إني صائم، إني صائم".

وعنه – أيضاً رضي الله عنه – قال: قال رسول الله : "من لم يدع قول الزور والعمل به، والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".

فقد دل هذا الحديث وما قبله على أن الصائم يحرص على سلامة صومه مما ذكر. وعلى أن هذه المذكورات يزداد قبحها في الصيام. ولهذا ذكرت فيه.

p_1505ckx2.png

 

كما دل الحديث على أن الصيام الشرعي صيام الجوارح، وأما الصيام عن الطعام والشراب. ففي مقدور كل أحد، فأمره سهل.

وقوله: "الصيام جنّة" هو بضم الجيم وتشديد النون مفتوحة وهو ما يجنّك أي: يستر ويقيك مما تخاف. والمعنى: أن الصيام يقي صاحبه من المعاصي في الدنيا، وإذا كان له جنّة من المعاصي كان له في الآخرة جنّة من النار، قال النبي : "الصيام جنّة من النار كجنة أحدكم من القتال . . ." وهذا دليل بيّن على فضل الصيام.

وقوله: "فلا يرفث" بضم الفاء أو كسرها. والرّفث: بفتح الراء والفاء، هو الكلام الفاحش، ويطلق على الإفضاء بالجماع والمباشرة لشهوة، قال تعالى: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}

قال كثير من العلماء: إن المراد به في هذا الحديث الفحش ورديء الكلام. والله أعلم.

وقوله: "ولا يصخب" بفتح الخاء، والصّخب هو الصياح والضّجة، واختلاط الأصوات.

وقوله: "ولا يجهل" الجهل – هنا – مراد به ما يقابل الحلم. أي: لا يفعل شيئاً من أفعال أهل الجهل كالصياح والسّفه ونحو ذلك.

وقوله: "فليقل إن صائم" أي: إذا نازعه أحد أو خاصمه أو سابّه فإنه لا يعامله بمثل عمله، بل يقول: "إني صائم"، لعل خصمه ينـزجر عن قتاله وسبابه، إذا علم أنه لا ينتصر منه لكونه صائماً.

p_1505ckx2.png

 

وهل يقول ذلك بلسانه؟ فيه أقوال: قيل: بلسانه، وقيل: يقولها في نفسه، وقيل في الفرض يقولها بلسانه، وفي النفل يقولها في نفسه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (والصحيح أنه يقول بلسانه كما دل عليه الحديث؛ فإن القول المطلق لا يكون إلا باللسان، وأما في النفس فمقيد بقوله: (عما حّدثت به أنفسنا) ثم قال: (ما لم تتكلم أو تعمل به)، فالكلام المطلق إنما هو الكلام المسموع، وإذا قال بلسانه: إني صائم، بيّن عذره في إمساكه عن الرّد، وكان أزجر لمن بدأه بالعدوان).

إن الصوم المقبول حقاً هو صوم الجوارح عن الآثام. واللسان عن الكذب والفحش، والبطن عن الطعام والشراب، والفرج عن الرفث ومباشرة النساء.

والصيام مدرسة تربوية تعلّم الحلم والصبر والصدق، وتحث على مكارم الأخلاق وفضائل الأقوال والأعمال. فالصائم لا يصخب ولا يلغو ولا يغضب. لا ينطق كذباً، ولا يقول زوراً، لا يخلف وعداً، ولا يؤخر عملاً بل قوله ذكر، وصمته فكر، وإنّ وقت الصائم لأنفس وأغلى من أن ينفق في هذه المهلكات، التي تؤثر على ثوب على ثواب الصيام أو تذهب حقيقته.

اللهم اهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقواتنا، وأزواجنا وأولادنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد . . .

 

p_15030pr3.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

p_150e1kl4.png

 

 

p_150bufz1.png

 

 

الحديث العاشر :

عن أنس عن زيد بن ثابت ري الله عنه أنه قال: "تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة. قلت: كم كان بين الأذان والسّحور. قال: قدر خمسين آية" [رواه البخاري ومسلم].

 

 

p_1505ckx2.png

 

 

شرح الحديث

 

 

الحديث دليل على أنه يستحب تأخير السّحور إلى قبيل الفجر. فقد كان بين فراغ النبي ومعه زيد– رضي الله عنه – من سـحورهما ، و دخولهما في الصلاة ، قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية من القرآن . قراءة متوسطة لا سريعة ولا بطيئة . وهذا يدل على أن وقت الصلاة قريب من وقت الإمساك. وعن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: كنت أتسحر في أهلي ثم تكون سرعة بي أن أدرك صلاة الصبح مع رسول الله

والمراد بالأذان في حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه :الإقامة . سميت أذاناً؛ لأنها إعلام بالقيام إلى الصلاة. وقد ورد في صحيح البخاري أنه قيل لأنس: كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة؟ قال: قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية.

قال الحافظ في الفتح: (وهي قدر ثلث خمس ساعة) أ هـ أي: أربع دقائق.

وتعجيل السحور من منتصف الليل جائز لكنه خلاف السنة، فإن السحور سمى بذلك؛ لأنه يقع في

 

والإنسان إذا تسحر نصف الليل قد تفوته صلاة الفجر لغلبة النوم ثم إن تأخير السحور أرفق بالصائم وأدعى إلى النشاط؛ لأنه من مقاصد السحور تقوية البدن على الصيام، وحفظ نشاطه. فكان من الحكمة تأخيره.

فينبغي للصائم أن يتقيد بهذا الأدب النبوي، ولا يتعجّل بالسحور.

ومما يؤسف عليه أن أناساً يتسحرون نصف الليل؛ لأنهم يسهرون أمام آلات اللهو أو في مجالس اللغو والاجتماعات الآثمة. فهؤلاء مع سهرهم مخالفون للسنة وهي الأكل في السحر آخر الليل، ومنهم من ينام بعد الأكل ولا يستيقظ لصلاة الصبح إلا بعد طلوع الشمس تعمداً. فهذا قد أضاع فريضة عظيمة من أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين. أضاعها في أفضل الأوقات، وهو متوعّد إذا لم يتب إلى ربه ويعتن بصلاته بقوله تعالى: {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون}، أي: غافلون معرضون.

p_1505ckx2.png

 

وقد دلت السنة على العمل بآذان المؤذن إذا كان ثقة عارفاً الوقت وأذّن بعد تبين الفجر. لكن يلاحظ اليوم على كثير من المؤذنين – هداهم الله – أنهم يؤذنون قبل الوقت. يزعمون أنهم يحتاطون لصيام الناس وهذا الاحتياط غير صحيح؛ لأن الاحتياط هو لزوم ما جاء به الشرع ما دامت النصوص واضحة جلية. فإن ابن أم مكتوم رضي الله عنه كان لا يؤذن حتى يطلع الفجر. وقال : "لا يغرّنكم نداء بلال ولا هذا البياض حتى يبدو الفجر، أو قال حتى ينفجر الفجر"؛ ولأنه يترتب عليه صلاة من لا جماعة عليه من نساء ومعذورين قبل دخول الوقت. والمؤذنون أمناء الناس على صلاتهم وسحورهم. فعليهم أن لا يؤذنوا إلا إذا تبين الصبح إما بمشاهدة أو علم عن حساب دقيق. والإمساك قبل الفجر من قبيل الاحتياط مخالف لهدي النبي r وأصحابه.

وإذا أكل الصائم بعد طلوع الفجر يظن أن الفجر لم يطلع فتبين له بعد ذلك أنه طلع فصومه صحيح ولا قضاء عليه. لقوله تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر}

 

p_1505ckx2.png

 

فأباح الله تعالى الأكل حتى يتبين الفجر، والمباح المأذون فيه لا يؤمر فاعله بالقضاء، ومثله لو أكل أو شرب شاكاً في طلوع الفجر، فالأظهر أنه لا قضاء عليه، فإن العبادات مبناها على اليقين لا على الشك والظن، والله أعلم.

ومن تسحر ثم نوى الصيام ثم عرض له أن يأكل أو يشرب أو يتناول دواء فله ذلك ما لم يطلع الفجر؛ لأن الصوم الشرعي لا يبدأ إلا من طلوع الفجر. وليست نية ترك الطعام قبل الفجر بمحرّم. والله أعلم.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر، وصلى الله وسلم على نبينا محمد . . .

 

p_15030pr3.png

 

وها قد حلت علينا العشر الآواخر فعلنا نستغلها

وكل عام وأنتن بخير يا حبيبات

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×