اذهبي الى المحتوى
مريم فوزي

الله عز و جل خيرٌ مما يلتفتُ قلبكِ إليه!

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

"فإذا صليتم فلا تلتفتوا ؛ فإن اللهَ ينصبُ وجهَه لوجهِ عبدِه في صلاتِه ما لم يلتفتْ" [صححه الألباني في صحيح الترغيب: (89)] .. هذا الالتفات بالتفات القلْبِ عن الله - عزَّ وجلَّ - إلى غيره، فإذا التفَت إلى غيره، أرْخَى الحجاب بينه وبين العبد، فدخَل الشيطان، وعرَض عليه أمورَ الدنيا، وأراه إيَّاها في صورة المِرآة، وإذا أقبل بقلْبِه على الله ولم يلتفتْ، لم يَقدِر الشيطان على أن يتوسَّط بين الله - تعالى - وبيْن ذلك القلب، وإنَّما يدخُل الشيطان إذا وقَع الحجاب، فإنْ فرَّ إلى الله - تعالى - وأحضَر قلبَه فرَّ الشيطان، فإن التفتَ حضَر الشيطان، فهو هكذا شأنه شأن عدوِّه في الصلاة.

 

وإنما يَقْوى العبد على حضوره في الصلاة واشتغاله فيها بربِّه - عزَّ وجلَّ - إذا قهر شهوتَه وهواه، وإلاَّ فقلبٌ قدْ قهرتْه الشهوة، وأسَره الهوى، ووجد الشيطان فيه مقعدًا تمكَّن فيه كيف يخلص مِن الوساوس والأفكار؟!

 

وقد حشد ابن القيم جملة من هذه النصوص في الصواعق، فقال ما عبارته : الْوَجْهُ السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ: أَنَّكَ إِذَا تَأَمَّلْتَ الْأَحَادِيثَ الصَّحِيحَةَ وَجَدْتَهَا مُفَسِّرَةً لِلْآيَةِ، مُشْتَقَّةً مِنْهُ؛ كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "«إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا يَسْتَقْبِلُ رَبَّهُ»"، وَقَوْلِهِ: "«فَاللَّهُ يُقْبِلُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ مَا لَمْ يَصْرِفْ وَجْهَهُ عَنْهُ»"، وَقَوْلِهِ: "«إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ فَإِذَا صَلَّيْتُمْ قِبَلَ وَجْهِهِ»"، وَقَوْلِهِ: "«إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلَا تَلْتَفِتُوا، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ فِي صَلَاتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ»" رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، وَالتِّرْمِذِيُّ. وَقَالَ: "«إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ أَقْبَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ، فَلَا يَنْصَرِفُ عَنْهُ حَتَّى يَنْصَرِفَ، أَوْ يُحْدِثَ حَدَثَ سُوءٍ»". وَقَالَ جَابِرٌ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "«إِذَا قَامَ الْعَبْدُ يُصَلِّي أَقْبَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ، فَإِذَا الْتَفَتَ أَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالَ: يَا ابْنَ آدَمَ أَنَا خَيْرٌ مِمَّنْ تَلْتَفِتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا أَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ أَقْبَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَإِذَا الْتَفَتَ أَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ»" وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "«إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَخَّمَنَّ تُجَاهَ وَجْهِ الرَّحْمَنِ»"، وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "«إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ فَإِنَّهُ بَيْنَ عَيْنَيِ الرَّحْمَنِ، فَإِذَا الْتَفَتَ قَالَ لَهُ: ابْنَ آدَمَ إِلَى مَنْ تَلْتَفِتُ؟ إِلَى خَيْرٍ لَكَ مِنِّي تَلْتَفِتُ؟»". انتهى.

 

 

وفي الأثر: يقول الله تعالى: " إلى خير مني، إلى خير مني ؟" ومثّل من يلتفت في صلاته ببصره أو بقلبه، مثل رجل قد استدعاه السلطان، فأوقفه بين يديه، وأقبل يناديه ويخاطبه، وهو في خلال ذلك يلتفت عن السلطان يميناً وشمالاً، وقد انصرف قلبه عن السلطان، فلا يفهم ما يخاطبه به، لأن قلبه ليس حاضراً معه، فما ظن هذا الرجل أن يفعل به السلطان، أفليس أقل المراتب في حقه أن ينصرف من بين يديه ممقوتاً مبعداً قد سقط من عينيه؟ فهذا المصلي لا يستوي والحاضر القلب المقبل على وجه الله تعالى في صلاته الذي قد أشعر قلبه عظمة من هو واقف بين يديه، فامتلأ قلبه من هيبته، وذلت عنقه له، واستحيى من ربه تعالى أن يقبل على غيره. أو يلتفت عنه، وبين صلاتيهما كما قال حسان بن عطية : إن الرجلين ليكونان في الصلاة الواحدة، وإن ما بينهما في الفضل كما بين السماء والأرض، وذلك أن أحدهما مقبل بقلبه على الله عز وجل والآخر ساهٍ غافل.

 

فاتَّقوا الله يا عباد الله في صلاتكم، حافظوا عليها واحفظوها مِن النقص والخلَل، ولا تجعلوها مجرَّدَ عادَةٍ يحضرُها المصلي دون أن يعتنيَ بما يجب لها، ودون أن يستحضرَ عظمتها، فإنَّ الكثيرَ لا يُبالي فقد يتساهَل في الوضوء ويتشاغل عن أدائِها في أوقاتها، ويتكاسَل عن الحضورِ إليها مع الجماعة في المساجِد، وإذا حضَر ودخَل في الصلاة أخَذ يجول ويُفكِّر في أعمال دُنياه، فلا يدري متى دخَل في الصلاة ومتَى خرَج منها وما الذي قرأ إمامُه، وربَّما لم يدْرِ ما قرأ هو نفْسه وكم صلَّى، ولو سألتَه أو ناقشتَه لعرَفْتَ أنه قد عمل أثناء الصلاة أعمالًا بقلبه، وذهب إلى أماكنَ ورجع وباع واشترى، ولم يدرِ المسكين أنه قد غُبِن وخَسِر ولم يرجِع إلا بالقليل مِن أعمال أُخراه، فإنه لا يُكتب له مِن صلاته إلا ما عقَل منها، فقد لا يُكتب له إلا نِصفُها أو رُبُعها أو عشرها، بحسب ما عقَل منها، ولو ناقشتَ هذا المضيع في صلاته في شيءٍ مِن أمور دُنياه لوجدتَه الحازم المتقِن، الحاسِب للهللة قبل الرِّيال، ولوجدتَ أنه لم يسقط عليه في الملايين مِن الريالات ولا قرشٌ واحد، إنَّها مصيبةٌ أن يُصاب العبدُ في صلاته التي إذا فسدتْ فسد سائرُ عمله.

 

فاتَّقوا الله - يا عباد الله - في الرُّكن الثاني من أركان إسلامِكم، حافظوا على صلاتِكم وما يجب لها، وأدُّوها بخشوع وطُمأنينة؛ يقول الله - سبحانه وتعالى - أعوذ بالله مِن الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون: 1-2].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعَني وإيَّاكم بما فيه مِن الآيات والذِّكْر الحكيم، وتاب عليَّ وعليكم، إنَّه هو التوَّاب الرحيم.

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائرِ المسلمين مِن كل ذنب فاستغفروه، إنَّه هو الغفور الرحيم.

 

و لمزيد من الفائدة

 

 

 

إسلام ويب + شبكة الألوكة ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

موضوع وتذكرة قيمًة

بارك الله فيكِ ياغالية

وجزاكِ الله خيرًا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

قيّم جدا ورائع

 

جزاكِ الله خيرا حبيبتي وجعله في ميزان حسناتك

وجزى الله كاتبه خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

قيّم جدا ورائع

 

جزاكِ الله خيرا حبيبتي وجعله في ميزان حسناتك

وجزى الله كاتبه خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

أسعدني مروركنَّ يا غاليات

جزاكن الله خيرًا ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

موضوع قيم جدا

جزاكِ الله خيرًا يا غالية و نفع بكِ

 

نسأل الله عز و جل أن يرزقنا الخشوع في الصلاة و يجعلها قرة عين لنا بها سعادتنا في الدنيا و الآخرة .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

موضوع قيم جدا

جزاكِ الله خيرًا يا غالية و نفع بكِ

 

نسأل الله عز و جل أن يرزقنا الخشوع في الصلاة و يجعلها قرة عين لنا بها سعادتنا في الدنيا و الآخرة .

و أنتم من أهل الجزاء مشرفتي الغالية ()

آميــــــــــــــــن آمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله

بارك الله فيكِ صموتة الرائعة

والله لمن اقرأ مثل هالمواضيع احس بقشعريرة تسري في جسدي مدري ايش سببها

والله اني مهما اتكلم واعبر انا فعلا مقصرة ف حق ربنا سبحانه وتعالى

اسألا الله ان يعفو عني وعن جميع المسلمين

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

 

@@جوهرة بحيائي

و فيكِ حبيبتي آمين آمين و إياك ()

 

@

بارك الله فيكِ يا غالية و جعلنا و إياكِ ممن استخلصهم لنفسه سبحانه ()

كلنا مقصرون في حقه سبحانه مهما مهما فعلنا .. لكننا نتعامل مع الكريم سبحانه

فنجتهد و نجاهد و نجاهد أنفسنا حتى آخر لحظات حياتنا حتى و إن متنا نمت على ذلك في سبيله سبحانه

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
فإذا التفَت إلى غيره، أرْخَى الحجاب بينه وبين العبد، فدخَل الشيطان، وعرَض عليه أمورَ الدنيا، وأراه إيَّاها في صورة المِرآة، وإذا أقبل بقلْبِه على الله ولم يلتفتْ، لم يَقدِر الشيطان على أن يتوسَّط بين الله - تعالى - وبيْن ذلك القلب، وإنَّما يدخُل الشيطان إذا وقَع الحجاب، فإنْ فرَّ إلى الله - تعالى - وأحضَر قلبَه فرَّ الشيطان، فإن التفتَ حضَر الشيطان، فهو هكذا شأنه شأن عدوِّه في الصلاة.

بوركت يا حبيبة ونفع بك

قيم جدًا اللهم بارك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×