اذهبي الى المحتوى
مروة يحيى

:: حكــــم دراســــة الفلســـــــفة ::

المشاركات التي تم ترشيحها

حكم دراسة الفلسفة

 

 

ما حكم دراسة الفلسفة علما أننا ندرسها إجباريا في الجزائر ؟

 

الحمد لله

 

أولا :

 

ينبغي التعريف بالفلسفة ، وأهم مبادئها قبل بيان حكم تعلمها ؛ لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره .

 

قال الغزالي في الإحياء (1/22) : " وأما الفلسفة فليست علما برأسها بل هي أربعة أجزاء :

 

أحدها : الهندسة والحساب ، وهما مباحان كما سبق ، ولا يُمنع عنهما إلا من يخاف عليه أن يتجاوز بهما إلى علوم مذمومة ، فإن أكثر الممارسين لهما قد خرجوا منهما إلى البدع ، فيصان الضعيف عنهما .

 

الثاني : المنطق ، وهو بحث عن وجه الدليل وشروطه ووجه الحد وشروطه وهما داخلان في علم الكلام .

 

الثالث : الإلهيات وهو بحث عن ذات الله سبحانه وتعالى وصفاته ، وهو داخل في الكلام أيضا ، والفلاسفة لم ينفردوا فيها بنمط آخر من العلم ، بل انفردوا بمذاهب بعضها كفر وبعضها بدعة .

 

الرابع : الطبيعيات ، وبعضها مخالف للشرع والدين والحق ، فهو جهل وليس بعلم حتى نورده في أقسام العلوم . وبعضها بحث عن صفات الأجسام وخواصها وكيفية استحالتها وتغيرها ، وهو شبيه بنظر الأطباء إلا أن الطبيب ينظر في بدن الإنسان على الخصوص من حيث يمرض ويصح ، وهم ينظرون في جميع الأجسام من حيث تتغير وتتحرك ولكن للطب فضل عليه وهو أنه محتاج إليه . وأما علومهم في الطبيعيات فلا حاجة إليها " انتهى مختصرا.

 

وجاء في "الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة" (2/1118- 1121) :

 

" الفسلفة: كلمة يونانية مركبة من كلمتين "فيلا" بمعنى الإيثار وجعلها فيثاغورس بمعنى محبة ، و"سوفيا" ومعناها الحكمة. والفيلسوف مشتق من الفلسفة بمعنى "مؤثر الحكمة" إلا أن المصطلح تطور وأصبح يعني الحكمة.

 

ومن ثم أصبح يطلق على الفيلسوف الحكيم . وقد أطلقت الفلسفة قديماً على دراسة المبادئ الأولى ، وتفسير المعرفة عقلياً ، وكانت الغاية منها عند أصحابها البحث عن الحقيقة . والفلسفة عند أنصارها كما يعرفها د. توفيق الطويل هي "النظر العقلي المتحرر من كل قيد وسلطة تفرض عليه من الخارج ، وقدرته على مسايرة منطقه إلى أقصى آحاده، وإذاعة آرائه بالغاً ما بلغ وجه التباين بينها وبين أوضاع العرف ، وعقائد الدين ، ومقتضيات التقاليد ، من غير أن تتصدى لمقاومتها أو التنكيل بها سلطة ما ". والفيلسوف عند أرسطو أعلى درجة من النبي؛ لأنه النبي يدرك عن طريق المخيلة ، بينما الفيلسوف يدرك عن طريق العقل والتأمل. والمخيلة عندهم درجة أدنى من التأمل ، وقد تابع الفارابي أرسطو في جعل الفيلسوف فوق النبي .

 

الفلسفة بهذا التعريف تصادم الحكمة التي تعني في المصطلح الإسلامي السنة كما هو تعريف أكثر المحدثين والفقهاء ، وبمعنى القضاء والعلم والإتقان ، مع ضبط الأخلاق والتحكم في أهواء النفس وكفها عن المحارم . والحكيم من يتصف بهذه الصفات ، ولذلك فهي بهذا المعنى الفلسفي من أخطر الطواغيت وأشدها شراسة في محاربة الإيمان والأديان مستخدمة المنطق الذي يسهل تلبيسها على الناس باسم العقل والتأويل والمجاز الذي يحرف به النصوص.

 

يقول الإمام الشافعي : "ما جهل الناس واختلفوا إلا بتركهم مصطلح العرب وأخذهم بمصطلح أرسطو طاليس ". وعلى الرغم من وجود الفلسفات في الحضارات المصرية والهندية والفارسية القديمة، لكنها اشتهرت في بلاد اليونان بل وأصبحت مقترنة بها ، وما ذلك إلا لاهتمام فلاسفة اليونان بنقلها من تراث الشعوب الوثنية وبقايا الديانات السماوية مستفيدين من صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام بعد انتصار اليونانيين على العبرانيين بعد السبي البابلي، وبما استفادوه من دين لقمان الحكيم ، فجاءت خليطاً من نزعات التأليه وإثبات ربوبية الخالق جل وعلا ، مشوبة بالوثنية ، وعلى ذلك فإن الفلسفة اليونانية إحياءً أكثر منها اختراعاً...

 

ويلخص ابن أبي العز شارح الطحاوية مذهب الفلاسفة في خمسة أصول للدين عندهم فيما يلي:

 

أن الله سبحانه وتعالى موجود لا حقيقة له ولا ماهية ، ولا يعلم الجزئيات بأعيانها ولكنه يعلمها إجماليا ، وبالتالي أنكروا خلق أفعال عباده . كما ولا يؤمنون بكتبه حيث إن الله عندهم لا يتكلم ولا يكلم ، وأن القرآن فيض فاض من العقل الفعال على قلب بشر زكي النفس طاهر ، تعالى الله عن وصفهم علوا كبيرا ، ليست ذوات منفصلة تصعد وتنزل وتذهب ؛ إنما هي عندهم أمور ذهنية لا وجود لها في الأعيان . والفلاسفة أشد الناس إنكارا لليوم الآخر وأحداثه ، وما الجنة والنار عندهم إلا أمثال مضروبة لتفهيم العوام ولا حقيقة لها في الخارج .

 

ولا زالت للفلسفة اليونانية روافد في كافة الفلسفات والدعوات الغربية القديمة والحديثة، بل وتأثرت بها معظم الفرق الإسلامية الكلامية، ولم يظهر مصطلح الفلسفة الإسلامية كمنهج علمي يدرس ضمن مناهج العلوم الشرعية إلا على يد الشيخ مصطفى عبد الرزاق – شيخ الأزهر- كردة فعل للهجوم الغربي على الإسلام بحجة أنه يخلو من الفلسفة. والحق أن الفلسفة جسم غريب داخل كيان الإسلام، فليس في الإسلام فلسفة ، ولا بين المسلمين فلاسفة بهذا المعنى المنحرف، وإنما في الإسلام علم محقق وعلماء محققون، ومن أشهر الفلاسفة المنتسبين للإسلام: الكندي، الفارابي، ابن سينا، وابن رشد " انتهى باختصار.

 

ثانيا :

 

صرح جهور الفقهاء بتحريم تعلم الفلسفة ، ومن كلامهم في ذلك :

 

1- قال ابن نجيم (حنفي) في "الأشباه والنظائر" : " تعلم العلم يكون فرض عين , وهو بقدر ما يحتاج إليه لدينه . وفرض كفاية , وهو ما زاد عليه لنفع غيره . ومندوبا , وهو التبحر في الفقه وعلم القلب . وحراما , وهو علم الفلسفة والشعبذة والتنجيم والرمل وعلم الطبيعيين والسحر " انتهى من "الاشباه والنظائر مع شرحها: غمز عيون البصائر للحموي" (4/125).

 

2- وقال الدردير (مالكي) في "الشرح الكبير" في بيان العلم الذي هو فرض كفاية: " : " ( كالقيام بعلوم الشرع ) غير العيني , وهي الفقه والتفسير والحديث والعقائد , وما توقفت عليه من نحو وتصريف ومعان وبيان وحساب وأصول ، لا فلسفة , وهيئة , ولا منطق على الأصح ".

 

قال الدسوقي في حاشيته (2/174) : " ( قوله : على الأصح ) فقد نهى عن قراءته الباجي وابن العربي وعياض ، خلافا لمن قال بوجوب تعلمه لتوقف العقائد عليه وتوقف إقامة الدين عليها . ورد ذلك الغزالي بأنه ليس عند المتكلم من عقائد الدين إلا العقيدة التي يشارك فيها العوام وإنما يتميز عنهم بصفة المجادلة " انتهى .

 

3- وقال زكريا الانصاري (شافعي) في "أسنى المطالب" (4/182) : " ( وأما علم ) أي تعلم علم ( الفلسفة والشعبذة والتنجيم والرمل وعلم الطبائعيين والسحر فحرام ) " انتهى .

 

 

 

4- وقال البهوتي (حنبلي) في "كشاف القناع" (3/34) : " وعكس العلوم الشرعية علوم محرمة أو مكروهة ، فالمحرمة كعلم الكلام ) إذا تكلم فيه بالمعقول المحض , أو المخالف للمنقول الصريح الصحيح . فإن تكلم فيه بالنقل فقط , أو بالنقل والعقل الموافق له , فهو أصل الدين وطريقة أهل السنة ، وهذا معنى كلام الشيخ تقي الدين , وفي حاشيته : ما فيه كفاية في ذلك . ( و ) كعلم ( الفلسفة والشعبذة والتنجيم , والضرب بالرمل والشعير , وبالحصى , و ) كعلم ( الكيمياء , وعلوم الطبائعيين )" انتهى .

 

وينبغي أن يستثنى من التحريم دراستها لأهل الاختصاص ؛ لبيان ما فيها من الانحراف ، والرد على ما تثيره من الباطل .

 

ثالثا :

 

إذا كانت دراسة الفلسفة إلزامية ، فينبغي أن تحذر من اعتقاد شيء من باطلها ، أو الافتتان برجالاتها ، وأن تجدّ في طلب العلم الشرعي ، لا سيما ما يتصل بعلم العقيدة ، حتى يكون لديك حصانة ومنَعة من الشبهات .

 

نسأل الله لك التوفيق والسداد .

 

 

 

والله أعلم .

 

 

الإسلام سؤال وجواب

http://islamqa.com/ar/ref/88184/%D9%81%D9%...%B3%D9%81%D8%A9

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيرًا أختي الغالية مروة

فتوى هامة فكم ممن ضل بعد القراءة لمثل تلك العلوم الضالة المليئة بالشركيات و الله المستعان

 

لمزيد من الفائدة

http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFat...;Option=FatwaId

 

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

ما هي علاقة الفلسفة بالإسلام؟ وما هي نشأة الفلسفة الإسلامية؟

 

الفتوى

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

 

فما يسمى عند الكثيرين بالفلسفة الإسلامية فإن أصله من المشركين ومبدِلة الصابئة من الهند واليونان وأهل الكتاب فهو لا يمت إلى الإسلام بصلة.

يقول ابن القيم في الصواعق المرسلة: فيا للعقول التي لم يخسف بها أين الدين من الفلسفة؟! وأين كلام رب العالمين إلى آراء اليونان والمجوس وعباد الأصنام والصابئين؟! وأين المعقولات المؤيدة بنور النبوة إلى المعقولات المتلقاة عن أرسطو وأفلاطون والفارابي وابن سيناء وأتباع هؤلاء ممن لا يؤمن بالله ولا صفاته ولا أفعاله ولا ملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر؟! وأين العلم المأخوذ عن الوحي النازل من عند رب العالمين من الشبه المأخوذة عن آراء المتهوكين والمتحيرين؟! فإن أدلوا بالعقل فلا عقل أكمل من عقول ورثة الأنبياء وإن أدلوا برؤسائهم وأئمتهم كفرعون ونمرود وبطليموس وأرسطاطاليس ومقلدتهم وأتباعهم فلم يزل أعداء الرسل يعارضونهم فهؤلاء وأمثالهم يقدمون عقولهم على ما جاءوا به. ويالله العجب كيف يعرض قول الرسول بقول الفيلسوف، وعلى الفيلسوف أن يتبع الرسل وليس على الرسل أن تتبع الفيلسوف، فالرسول مبعوث والفيلسوف مبعوث إليه، والوحي حاكم والعقل محكوم عليه، ولو كان العقل يكتفي به لم يكن للوحي فائدة... انتهى .

وانظر الجواب رقم: 15514.

وهذه الفلسفة دخلت على المسلمين في أواخر المائة الثانية من الهجرة حيث اجتلبت إلى ديار الإسلام كتب اليونان وغيرهم من الروم من بلاد النصارى وعربت وانتشرت فتأثر بها بعض المنهزمين من أبناء الإسلام فبرزت الفرق وثار الجدل وانتشر علم الكلام.

والله أعلم.

 

 

 

المفتـــي: مركز الفتوى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و في هذه الفتاوى يتضح كيف يضل من يترك لنفسه العنان في الإطلاع على مثل تلك العلوم

 

السؤال

 

 

لا أريد مقدمات لأن الموضوع خطير.. لقد كثر المرتدون عن ديننا ونحن لا نهتم بهذه الخطورة لأننا لم نتساءل يوما عن الأسباب والدوافع ولم نكترث بالموضوع لأن حكم المرتد في نظرنا القتل فقط نحكم ولا نبحث عن الحلول للدفاع عن ديننا، سوف أحكي لكم ماسأة فأرجو من الله أن تساعدوا تلك الأم الطيبة، أم صالحة طيبة بالرغم أنه لدي أم لكن تمنيتها أما ثانية لصدقها ووفائها وطيبتها رزقها الله ذرية صالحة لديها ابن يدعى إبراهيم كان تقياً له صفات المسلم وفي سن 17 بحكم دراسته لمادة الفلسفة بالصف تغيرت حياته أصبح ملحداًَ و هو الآن عمره 44 سنة وأمه لا تعلم حتى الآن لأنه يقطن بمدينة أخرى، أنا أيضا لم أكن أعلم علمت لأنه تقدم للزواج صارحت أخته ففوجئت لكننا لم نستطع فعل أي شيء من قوة الصدمة أحسست بالمسؤولية لأنني مسلمة والثاني من أجل تلك الأم، ساعدوا تلك الأم، أدخلوا الفرحة في قلبها وقلب عائلتها لأنهم يشتاقون إلى رؤية قلبه ينبض بالإسلام.. اللهم اهدنا وتوفنا على فطرة الإسلام وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، إخوتي في الله جزاكم الله كل خير ساعدونا وساعدوا كل مرتد أخذه الشيطان وأبعده عن طريق الرحمن؟

 

الفتوى

 

 

 

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

 

فنسأل الله تعالى أن يهدي هذا الرجل وأن يرده إلى جادة الصواب، ومن أهم ما نوصي به كثرة الدعاء له بالهداية وخاصة من قبل الأم، فدعوة الوالد مستجابة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وبما أننا ليست عندنا تفاصيل ما عنده من شبهات فلا نستطيع ذكر شيء محدد، ولكن مما يمكننا أن ننصحه به أن يتقي الله تعالى وأن يخشى عذابه وأن يتوب إلى الله تعالى قبل أن يفجأة الموت، ونوصيه بأن يطلع على ما كتب علماء الأمة في الرد على الفلاسفة، ومن ذلك ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه (نقض التأسيس) وكتاب (درء تعارض العقل والنقل) وغيرهما من كتبه.

 

وننبه كل من لم تكن له قدم راسخة في العلم الشرعي إلى أن يحذر من دراسة علم الفلسفة لما يترتب على دراستها من الفتنة عن الدين، وللمزيد من الفائدة يمكن مطالعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 15514، 16115، 33187، 64218.

 

والله أعلم.

 

 

http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFat...;Option=FatwaId

دراسة الفلسفة قادتها للشك في وجود الخالق سبحانه

السؤال

 

 

 

أنا فتاة أبلغ من العمر 19عاما والتزمت من سنتين، وأنا في قسم فلسفة ودرست مسائل مخالفة للعقيدة كالشك في وجود الله، مع العلم أني ملتزمة جداً فبدأت أشك في وجود الله وأفكر في ذاته ليل نهار ولا أنام وتعبانة جداً ،ولم أتوقف عن البكاء ليل نهار وأنا أسمع القرآن كثيراً وأتأثر به، لكن دون جدوى وإذا قمت للصلاة هاجمتني تللك الشكوك فكل ذلك أحدث في نفسي ألما وأصبحت لا أقدر علي احتماله لأني أصبحت أشك بأني أتيت باباً من أبواب الكفر والنفاق، بالله عليكم أغيثوني ربنا يكرمكم يارب بالله عليكم أنا على وشك الجنون؟

 

الفتوى

 

 

 

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

 

فنود أن ننبه أولاً إلى أنه لا يجوز أن يقبل على دراسة علم الفلسفة إلا من كانت له قدم راسخة في العلوم الشرعية، أو يكون من يدرسها كذلك على علم بالشرع حتى يتسنى له بيان الحق للطلاب وبيان أباطيل الأسس الفلسفية، وأما دفع الطلاب إلى دراسة هذا العلم من غير أسس سليمة ستكون نتيجته مثل هذه الشكوك التي قد تنتاب القلوب، وهذا من فعل الشيطان، وقد قال الله تعالى: لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ* وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. {الحج:53-54}. وراجعي في تعريف الفلسفة وحكم تعلمها الفتوى رقم: 15514.

 

ونحسب أن الشيطان لم يحصل بغيته منك، فخوفك من الوقوع في الكفر أو النفاق علامة خير فيك، فننصحك بمدافعة كل خواطر قد تنتاب قلبك ولا تجعلي شيئاً منها يستقر فيه، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وقولي آمنت بالله، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. يعني أن كره ذلك ومدافعته من الإيمان.. وروى أحمد وأبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة.

 

وأما التفكر في ذات الله تعالى فهو من الشيطان أيضاً، فدافعيه بالتفكر في خلقه وآلائه، فمن كانت له السماوات بعظمتها وما فيها والأرض بعظمتها وما فيها فكيف يمكن للعقل أن يتصور قدره أو يتصور له كنه؟ فكل ما خطر ببالك فالله أعظم منه. ولنا فتاوى مهمة بهذا الخصوص راجعي منها الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 39560، 53031، 122213.

 

ونوصيك في الختام بالرجوع إلى أهل العلم المتخصيصين في كل ما قد تحتاجين فيه إلى استيضاح، وعليك باتهام العقل بالقصور لا اتهام الشرع فإن العقل يجهل أبسط الأمور التي تكون في الإنسان أو تحيط به فكيف يمكن أن يدرك شيئاً عن الخالق أو أسراره في خلقه، وننصحك أيضاً بمصاحبة أخواتك المسلمات الصالحات، وجماع الخير في الدعاء فتوجهي إلى ربك وتضرعي إليه بالدعاء الذي كان يدعو به رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك. رواه أحمد وابن ماجه.

 

والله أعلم.

 

 

المفتـــي: مركز الفتوى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكم الله كل خير

 

اللهم ارنا الحق حقاً وارزقنا اتباعة وارنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

http://www.islam-qa.com/ar/ref/148102

 

طالب يدرس الفلسفة في مرحلة البكالوريا ، ويخشى منها على عقيدته ؟!

 

السؤال : أنا طالب بكالوريا أدبي ، من سوريا ، أدرس مادة الفلسفة ، ولكن أجدها أحياناً مخالفة للشريعة الإسلامية ، لدرجة أني أصبحت أشك بإسلامي !! وما رأيك بالمعتزلة ، الذين هم ضمن مناهجنا ؟ ماذا أفعل ؟ أرجو أن ترد علي بأسرع وقت ممكن ؟ .

 

 

 

 

الجواب :

 

الحمد لله

 

أولا :

 

إن غالب الفلسفة التي تدرس مخالفة لدين الإسلام ، بل لسائر ما نزل من السماء من كتب ، وما بعثه الله من رسل ، فعامتها مبنية على الشرك بالله جل جلاله ، كما هو معروف من حال معلمهم وأستاذهم وأعظم متقدميهم : أرسطو الذي " كان مشركا ؛ بأدق معنى لكلمة مشرك!! " ، كما في " تاريخ الفلسفة اليونانية " ليوسف كرم ـ النصراني ـ (180) .

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

 

" وأما كتب الفلسفة فبالباطل غالب عليها بل الكفر الصريح وكثير فيه " انتهى .

 

"شرح العقيدة الأصفهانية" (61) .

 

وهكذا المذاهب الفسلفية المعاصرة ، المستوردة من أوروبا الملحدة ، فهي ليست بأفضل حالا ، ولا أهدى سبيلا من فلسفة أرسطو وأتباعه من الإسلاميين ، كالكندي ، والفارابي ، وابن سينا ، وأشباههم .

 

ولذلك : يحرم على من لم يكن من أهل العلم والفطنة لما في هذه الفلسفة أن يتعرض لدراستها ، أو النظر في كتبها ، خشية أن يقع في قلبه شيء من شبهاتها ، وتشكيكاتها ، فتفسد عليه دينه ، من حيث لا يدري .

 

وأما إن كان من أهل العلم والديانة ، وله تخصص بالفلسفة ، ومعرفة بضلالها ، وانحرافها عن الدين : فلا بأس أن يدرسها ، ليرى ما فيها ، ويميز بين حقها وباطلها ، ويحذر المسلمين من الاغترار بها ، أو ينبههم لما فيها من زيغ وانحراف .

 

سئلت اللجنة الدائمة :

 

"هل دراسة الفلسفة والمنطق والنظريات التي فيها استهزاء بآيات الله يحل الجلوس في أماكن دراستها، وهل هذا يدخل ضمن الآية الكريمة: { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ }" .

 

فأجابت :

 

" إذا كان عالما واثقا من نفسه لا يخشى الفتنة في دينه من قراءتها ، ولا من مجالسة أهلها ، وقصد بقراءتها الرد على ما فيها من باطل - نصرةً للحق - : جاز له دراستها لذلك ، وإلا حرم عليه دراستها ومخالطة أهلها ؛ بعدا عن الباطل وأهله ، واتقاء للفتنة " انتهى .

 

"فتاوى اللجنة الدائمة" (2/61) .

 

وينظر جواب السؤال رقم (88184) .

 

وبخصوص مشكلتك أنت : فإن كنت في مرحلة دراسية تسمح لك بالتحويل إلى شعبة أخرى ، لا تضطر فيها إلى دراسة الفلسفة ، وكان ذلك ممكنا لك ، مناسبا لقدراتك : فغير مسار دراستك ، وانشغل بشيء ينفعك ، وتأمن فيه من ضرره على دينك .

 

وإن لم يكن ذلك ممكنا لك : فاستعن بالله ، وأكمل دراستك التي أنت مكره عليها ، مع الحذر على نفسك وقلبك أن يقع فيه شيء من ضلال القوم ، أو شركهم ، بل اجعل ما تسمع منهم دبر أذنيك ، واجعل حظك منه فقط حاجة الدارسة .

 

ولو أمكنك أن تتواصل مع أحد من أهل العلم ، أو الطلاب المجتهدين من حولك ، لتعرض عليه ما تلقاه من مشكلات في دراستك ، أو تدرس معه العقيدة الصحيحة دراسة منهجية ، لتساهم في دفع الشبهات عنك ، وتثبيت أصول اعتقادك ، إن كان ذلك ممكنا ، فهو الواجب عليه فعله .

 

واعلم أن أعظم ما يعينك في هذا الطريق : أن تلازم تقوى الله تعالى ، وأن تجتهد في الطاعات ، وملازمة الجماعات ، والإكثار من تلاوة القرآن ، والمواظبة على الأذكار في كل حين ؛ فإن ما تراه وتسمعه من ضلال القوم وشبهاتهم ، هو من وساوس الشياطين ، والشيطان وسواس خناس ؛ إذا ذكر الله خنس ، أي : اختفى وتوارى ، وإذا غفلت عن ذكره وسوس لك ، هذا كله مع التسلح بما تحتاجه من العلم النافع ، والاعتقاد الصحيح ، كما سبق ذكره .

 

ثانيا :

 

المعتزلة هي واحدة من أشهر فرق أهل البدع ، الذين خالفوا أهل السنة في أصول كثيرة من أصول الاعتقاد ؛ فبنوا مذهبهم على نفي صفات الله الواردة في الكتاب والسنة ، ونفي رؤية العباد لربهم في الجنة ، ونفي علو الله على خلقه ، أو كونه في سمائه ، ونفي قدر الله الشامل لطاعة العباد ومعاصيهم ، وحكموا بالخلود في النار على مرتكب الكبيرة .. ، إلى آخر بدعهم التي عرفوا بها عند أهل العلم ، وردها عليهم أهل السنة في كثير من كتبهم .

 

ويمكن الوقوف على تعريف مبسط للمعتزلة ، وأهم أصولهم في كتاب "الموسوعة الميسرة للفرق والأديان المعاصرة" (1/63-75) .

 

والله أعلم .

 

 

 

الإسلام سؤال وجواب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×