اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد
  • أحدث المشاركات

    • ﴿ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴾ [الشورى: 37] يقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: ﴿ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴾ [الشورى: 37]. في هذه الآية الكريمة يذكر الله تبارك وتعالى من صفات عباده المؤمنين: أنهم إذا ما غضبوا على أحد بسبب قوله أو فعله غفروا لمن غضبوا عليه؛ وذلك حتى يزول ما يشعرون به تجاه من غضبوا عليه من رغبة في الانتقام والإيذاء والعدوان، وبذلك تظل نفوسهم وقلوبهم سليمةً وصافيةً بعضهم تجاه بعض.   وقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: أوصني، قال: ((لا تغضب))، فردَّد مرارًا، قال: ((لا تغضب))؛ [رواه البخاري]. فهذا الرجل هنا قد عُرف عنه الغضب، فلما جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم طالبًا أن يوصيه بأمر يسير عليه في هذه الحياة، وتستقيم به أموره، أوصاه صلوات ربي وسلامه عليه بما يحتاج إليه ويفيده، ويناسب حاله، وهو عدم الغضب؛ وذلك لأن الغضب من شأنه أن يجعل الإنسان يخرج عن عادته وحالته الطبيعية، ويجعل الدم يغلي في بدنه، راغبًا في تأديب من أغضبه والانتقام منه، فتراه يتلفظ بألفاظ ويتصرف بتصرفات غير محسوبة الآثار والعواقب والمآلات، ثم يندم على هذا القول أو الفعل الذي أقدم عليه في حال غضبه!   وكما قال الشاعر: ولم أرَ في الأعداء حين اختبرتُهم        عدوًّا لعقل المرءِ أعدى من الغضبِ   ففي لحظة غضبٍ يتفوَّه الإنسانُ بألفاظٍ سيئة، ويجرح مشاعر الآخرين، وفي لحظة غضب يسيء إلى والديه، وفي لحظة غضب يُطلِّق امرأته التي عاشت معه سنين عدة، وربما تكون هذه آخر طلقة له، فيقع في مشكلة ومعضلة يبحث لها عن حل عند المشايخ والقضاة، وفي لحظة غضب يضرب ابنه ضربًا مبرحًا، مؤذيًا بدنه ومدمرًا شخصيته، وفي لحظة غضب يتسبب في قطيعة أرحامه وأقاربه، وفي لحظة غضب يفقد الإنسان عقله ويقتل مسلمًا معصوم الدم والمال والعرض، وهكذا نرى أن هناك عواقبَ مدمرةً وآثارًا سيئة جدًّا يتسبب فيها الغضب للإنسان في حياته، وهذا هو الأصل فيه، ومن هنا قال الإمام جعفر الصادق رحمه الله: "الغضبُ مِفتاحُ كلِّ شرٍّ".   وقد كتب الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله إلى أحد عُمَّاله: "ألا تعاقب عند غضبك، وإذا غضبتَ على رجلٍ فاحبسه، فإذا سكن غضبك فأخرجه، فعاقبه على قدر ذنبه، ولا تجاوز به خمسة عشر سوطًا".   من ابتُلي بسرعة الغضب وكان العامل الطبعي عنده قويًّا عليه أن يحاول جاهدًا أن يتحكم في غضبه، ويدرِّب نفسه على الصبر والحلم والعفو والتسامح مع الآخرين، ولا يستعجل في التعامل مع الأحداث والمواقف والمثيرات من حوله؛ لئلا يندم على قوله وتصرُّفه بعد ذلك، فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس الشديد بالصُّرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب))؛ [رواه البخاري ومسلم].   وهناك عدد من الإرشادات والتوجيهات النبوية التي يمكن اتِّباعها للتخفيف من حدة الغضب وشدة الانفعال عند الإنسان، ومن ذلك: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فقد ورد عن سليمان بن صُرَدٍ رضي الله عنه أنه قال: استبَّ رجلانِ عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوسٌ، وأحدهما يسبُّ صاحبه مُغضبًا، قدِ احمرَّ وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إني لأعلمُ كلمةً لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم))، فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟! قال: "إني لست بمجنون"؛ [رواه البخاري واللفظ له ومسلم].   ومن ذلك أيضًا تغيير وضعه الذي هو عليه، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب؛ وإلا فليضطجع))؛ [رواه أحمد وأبو داود].   يقول الإمام الخطابي رحمه الله في الحكمة من تغيير وضع الغاضب من القيام إلى القعود ومن القعود إلى الاضطجاع: "القائم متهيئ للحركة والبطش، والقاعد دونه في هذا المعنى، والمضطجع ممنوع منهما، فيشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمره بالقعود والاضطجاع لئلا تبدر منه في حال قيامه وقعوده بادرة يندم عليها فيما بعد". كما أن في تغيير وضعية الإنسان إشغالًا لباله وفكره وذهنه بأمر آخر، فيخف غضبه، وربما زال عنه.   وإذا شعر الإنسان الغاضب بأنه لا يستطيع أن يصبر ويكظم غيظه يبتعد عن هذا المكان الذي هو فيه، والذي حضر فيه الشيطان حتى يهدأ، كما انتقل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الوادي الذي نام فيه عن صلاة الفجر؛ لأنه وادٍ حضر فيه الشيطان.   هذه هي بعض الإرشادات والتوجيهات النبوية التي تُعين الإنسان في التخفيف من حدة غضبه وانفعاله، ويحتاج الإنسان فيها إلى مجاهدة نفسه، والتدرب عليها فترةً من الزمن، وهذه الفترة قد لا تكون قصيرة، ولكن شيئًا فشيئًا تخف عنده حالة الغضب والانفعال وسرعة الاستجابة للمثيرات دون نظرٍ في العواقب، ويرى الآثار الحميدة لكظم الغيظ على حالته النفسية والصحية بل وحتى على من حوله من أفراد أسرته وأقاربه وأصحابه وبني مجتمعه وأمته.     د. أحمد عادل العازمي   شبكة الالوكة    
    • { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ○ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا } [الشرح:٥-٦]



      سبب النزول:


      قال القرطبي رحمه الله تعالى: (والصحيح أن يقال: إن الله بعث نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم مُقلًّا مُخِفًّا، فعيَّره المشركون بفقره، حتى قالوا له: نجمع لك مالًا فاغتمَّ وظن أنهم كذبوه لفقره فعزاه الله، وعدَّد نعمه عليه، ووعده الغنى بقوله: فإن مع العسر يسرًا).


      ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5]، هذا مما يدخل السرور على قلبه صلى الله عليه وسلم، وما يبعث الأمل في نفسه وفي نفوس أصحابه، بأن بيَّن لهم سنة من سننه التي لا تتخلف، فقال: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾، المعنى: إذا تقرر عندك ما أخبرناك به من شرح الصدر، ووضع الوزر، ورفع الذكر، فاعلم أنه ما من عسر إلا ويعقبه يسرٌ، وما من شدة إلا ويأتي يبعدها الفرج، وما مِن غَمٍّ أو هم، إلا وينكشف، وتحل محله المسرة... وما دام الأمر كذلك، فتذرَّع أنت وأصحابك بالصبر، واعتصموا بالتوكل على الله، فإن العاقبة لكم.



      وليس هناك تكرار في الآية الثانية، بل قال القرطبي: (ثم ابتدأ فضلًا آخرَ من الآخرة، وفيه تأسية وتعزية له صلى الله عليه وسلم، فقال مبتدئًا: إن مع العسر يسرًا فهو شيء آخر، والدليل على ابتدائه، تعريه من فاء أو واو، أو غيرها من حروف النسق التي تدل على العطف، فهذا وعد عام لجميع المؤمنين، لا يخرج أحد منه؛ أي: إن مع العسر في الدنيا للمؤمنين يسرًا في الآخرة لا محالة، وربما اجتمع يسر الدنيا ويسر الآخرة.









      { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ○ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا } [الشرح:٥-٦]

      أيها المهموم و المحزون و المكروب.. تأمل هاتين الآيتين.. إنها طبٌ للقلوب قالها علّام الغيوب .. ليت اليائس يدرك ذلك

      يقينا : مابعد الظلمة إلا النور ، وما بعد الضيق إلا السعة ، وما بعد الكرب إلا الفرج.. إنه وعد الله.. صدق الله وكذبت المواجع.


      الآيات بشاره عظيمة أنه كلما وُجد عسر وصعوبة فإن اليسر معه ويصاحبه ، حتى لو دخل العسر جحر ضُبٍ لدخل عليه اليسر فأخرجه . البشارات الجميلة ياعزيزي تختبئ خلف العسر دائماً ليفاجئ الله (صبرنا) بكرمه وعطاياه .

      الإبتلاءات هي المقياس الحقيقي لقوة الإيمان.. أَتعجّب كثيراً كيف نفقد القدرة على استشراف الفرج بعد الشدة . لماذا يأسرنا اليأس ويعزلنا الهم والله تعالى يبشرنا بالتيسير إن صبرنا؟!!



      التفاؤل والرضا والصبر والثقة بالله تفك الشدة وتشتتها ، دائما أقدار الله مبطنة بالرحمة مليئة بالخير حتى وإن كان ظاهرها عكس ذلك. ثق أن أيامك التي تراها حالكة السواد موحشة سيخلق الله لها فجراً باسماً مقترناً ب {إنا وجدناه صابراً} نم قرير العين واثقاً بوعد الله .


       
    • وَلاَ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُواْ ٱلْحَقَّ وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْكَبِيرُ٢٣-سبأ قال العلماء: يُشترط للشفاعة شرط في المشفوع له أن يكون من أهل التوحيد، وشرط في الشافع أن يُؤذن له بالشفاعة، كما قال تعالى: { { مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ .. } [البقرة: 255] فلا يقوم الشافع فيشفع مباشرة، إنما ينتظر أنْ يُؤذَن له بها، وهنا يضطرب المشفوع له ويفزع، ويكون قلقاً، يا ترى أيُؤذن للشافع؟ أم تُرَد شفاعته؟
        لذلك يقول تعالى: { حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ .. } [سبأ: 23] يعني: أُزيل عنها الفزع. فالتضعيف في (فُزِّع) أفاد إزالة الحدث المأخوذ منه الفعل، كما نقول (مرَّضه) يعني: أزال مرضه و (قشَّر البرتقالة) يعني: أزال قِشرتها ... إلخ.
        { قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُواْ ٱلْحَقَّ .. } [سبأ: 23] أي: قال القول الحق، وأذِن بالشفاعة لمن ارتضى.
        وقال تعالى: { وَلاَ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ .. } [سبأ: 23] ولم يقُلْ تُقبل الشفاعة؛ لأن هدف الشافع أن تنفع الشفاعةُ المشفوعَ له، فإذا ما ذهب ليشفع له قال له المشفوع عنده: أنا لا أرضى أنْ تشفع للمشفوع له، فالذي انتفى نَفْع الشفاعة لا قبولها، ففَرْق بين أنْ توجد الشفاعة، وبين أنْ تنفع الشفاعة.
        وفي سورة البقرة آيتان في الشفاعة صدرهما واحد، لكن العَجُز مختلف، ففي الأولى: { { وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَٰعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ } [البقرة: 48].
      والأخرى: { { وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } [البقرة: 123].
      وهاتان الآيتان من المواضع التي وقف أمامها المستشرقون، وظنوا فيها مأخذاً على كلام الله، فالمعنى واحد حتى اللفظ هو هو، لكن في الأولى قدَّم { { وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَٰعَةٌ .. } [البقرة: 48] وفي الأخرى قدَّم { { وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ .. } [البقرة: 123] وفي الأولى قال { { وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ } [البقرة: 48].
      وهذا الاعتراض منهم نتيجة عدم الفهم عن الله، فالآيتان تتحدثان في الشفاعة عن نَفْسين. الأولى: النفس الشافعة. والأخرى: النفس المشفوع لها، الشافع له موقف مع الله، والمشفوع له، له موقف قبل ذلك؛ لأنه لم يأتِ بالشافع إلا لأنه لم يقدر على إنهاء المسألة بنفسه، فالضمير يعود في الآية الأولى على الشافع، وفي الأخرى على المشفوع له، كيف؟
      المعنى هنا: لا تجزي نفسٌ شافعة عن نفس مشفوع لها، النفس الشافعة هي التي يُقبل منها الشفاعة، والنفس المشفوع لها هي التي تنفعها الشفاعة، إذن: الآية الأولى تخصُّ الشافع؛ لأنه يذهب ليشفع فلا يُقبل منه، فيعرض أنْ يدفع هو العدل، ويكون كفيلاً فيما على المشفوع له، فلا يُقبل منه أيضاً.
      أما الآية الأخرى فهي في المشفوع له؛ لأنه يعرض أن يدفع ما عليه أولاً فلا يُقبَل منه عدل، فيبحث عمَّنْ يشفع له.
        وسُمِّيت شفاعة؛ لأن الشَّفْع يقابل الوتر، وصاحب الحاجة الذي يطلب الشفاعة واحد، فإذا انضم إليه الشافع، فهما اثنان يعني: شفع.
      ثم يقول سبحانه في ختام الآية: { وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْكَبِيرُ } [سبأ: 23] عليٌّ أن يُناقَش في أي قرار يتخذه، وكبير يعني أكبر من الشافع، وأكبر من المشفوع له. فالحق سبحانه قال الحقُّ ونطق به، وهذا يعني أنه وقف بجانب الحق، فلم يعبأ بشافع مهما كانت منزلته، ولا بمشفوع له مهما كانت ذِلَّته ورِقَّته؛ لأنه سبحانه هو العليُّ الكبير.   التفاسير العظيم  
  • أكثر العضوات تفاعلاً

  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      181882
    • إجمالي المشاركات
      2535069
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93117
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    شرين حاتم
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×