اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

رسائل إيمانية - التهيئة لرمضان...(متجددة)

المشاركات التي تم ترشيحها

13402075931.gif

 

 

 

استرجع قلبك

 

أول خطوات التهيئة لشهر رمضان تهيئة القلب بتوبة نصوح عن كل ما فرطنا فيه في الأحد عشر شهرا الماضية فرمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما اذا اجتنبت الكبائر إذا عصمك الله من الكبائر فاحمد الله وتب إليه من الصغائر واللمم التي قد لا تتنبه لها...

كم من مرة وقعت في غيبة؟

كم من نظرة حرام أطلقت بصرك لها؟

كم من سماع محرم ألقيت له سمعك؟

كم من كلمة خرجت من فمك لا ترضي الله عز وجل؟

كم من تقصير في عبادتك؟

كم من صلاة فاتتك او تكاسلت عنها؟

كم من موقف تخاذلت فيه عن نصرة إخوانك من المسلمين؟

كم من اوقات قنطت فيها من رحمة الله؟

كم وكم وكم ...

 

كلنا محتاج للتوبة توبة من الذنوب وتوبة من التقصير وتوبة لطلب العون والثبات من الله راجع نفسك واسألها صراحة عن كل ما قصرت فيه وما فرطت فيه وأعلنها توبة حقيقية لله رب العالمين التواب الغفور... اصدق الله في توبتك واصدق الله في عزيمتك على طاعته وحسن عباده تلقى المعونة منه سبحانه بقدر صدقك معه... استرجع قلبك الذي اختطفته الدنيا وما فيها من شهوات وزينة ومتاع قليل فان فإنك بحاجة لقلب سليم نقي تستقبل به شهر رمضان لتصومه وتقومه كما يحب ربنا ويرضى.... رزقني الله وإياكم توبة نصوحة يغفر الله بها ما كان من ذنوبنا ويستر بها عيوبنا ويعفو عن تقصيرنا ويصفح عنا إنه ولي ذلك والقادر عليه هو التواب سبحانه وهو الغفور وهو العفو

 

 

- هيّئ قلبك

 

 

قال الله جلّ جلاله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ البقرة)

إذن التقوى هي مقصد الصيام وهدفه الأسمى وقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: التقوى هاهنا، التقوى هاهنا، التقوى هاهنا (وأشار إلى قلبه) إذن التقوى محلها القلب وبين تحقيق مقصد الصيام وإشارة النبي صلّ الله عليه وسلم أن القلوب هي أوعية التقوى وموطنها رحلة طويلة من ترويض النفس ومن التهيئة الجادة والسعي الدؤوب والمثابرة والمجاهدة لكي نستعيد قلوبنا أولًا من كل ما ومن اختطفها وشغلها على مدى أحد عشر شهرا لندخل شهر الصيام وكأننا نحمل قلوبنا بأيدينا نرى صفاءها ونقاءها من أي نكتة سوداء كانت قد نكتت فيها بسبب ذنوبنا ونرى خلوّها من كل شيء إلا من الله عز وجلّ الذي نحتاج عونه وقربه وهدايته وعفوه وغفرانه وإحسانه ندخل شهر الصيام حاملين شعار: إني ذاهب إلى ربي بقلبي الخالص له وحده لعل الله جلّ وعلا يكرمنا بالقبول فيمنّ علينا بتحقق اليقين بـ (إن معي ربي) و(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب) واسترجاع القلب عملية مستمرة دائمة ليل نهار فما أسرع ما يتفلت هذا القلب ويتقلب بين حب اتباع الشهوات يشده للدنيا وبين وازع إيماني يسمو به للآخرة فهنيئا لمن جاهد نفسه واسترجع قلبه كلما تفلّت منه وشغلته الدنيا بما فيها ومن فيها وحرص على سلامته وعلى نقائه وتقواه طمعا أن يأتي ربه يوم القيامة بقلب سليم قدر ما استطاع وأعانه الله جلّ وعلا عليه. لا زال لديك الوقت لتسترجع قلبك في شعبان لتُعان في رمضان، في صيامك وقيامك وإقبالك على القرآن كتاب ربك وحبله المتين الذي طرفه بيد الله فإياك أن تفلته وإلا هويت من سماء العلو والرفعة فتخطفك الطير أو تهوي بك الريح في مكان سحيق! ولن تسترجع قلبك إلا إذا ذكّرته بالله وخوّفته بوعيده وأطمعته بوعده ورغّبته بجناته وأرهبته بناره وهذه التذكرة لن تجدها إلا في كتاب ربك، القرآن هو الروح وهو حياة القلوب والأرواح لا حياة لقلوبنا إلا به وعلى قدر ما نملأ قلوبنا به يكون نصيبنا من التقوى التي هي الهدف الأسمى من الصيام.

 

رزقني الله وإياكم حسن مصاحبة القرآن والحياة مع القرآن وبالقرآن حتى نهتدي به ونكون من المتقين (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ).

 

 

بقلم سمر الأرناؤوط

موقع اسلاميات

 

 

يتبع

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

التهيئة بالحب والتقرّب إلى المحبوب

 

1201832.gif

 

إن المحب يسعى دائما لرضى حبيبه فتجده يبادر للقيام بأي عمل يعلم في قرارة نفسه وفي قلبه أن محبوبه يحبّه حتى ولو لم يطلبه منه فكيف سيكون حالنا إذا كان المحبوب هو الله عز وجلّ الربّ الكريم الرحمن الرحيم اللطيف الخبير الودود البرّ سبحانه؟! كان من دعاء النبي صلّ الله عليه وسلم كما ذكر الترمذي في كتاب الدعوات:

"اللَّهُمَّ ارزُقني حُبَّكَ، وحُبَّ مَنْ يَنْفَعُني حُبُّهُ عندَك، اللَّهُمَّ مَا رَزَقْتَني مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ قُوَّةً لِي فِيمَا تُحِبُّ، اللَّهُمَ مَا زَوَيْتَ عَنِّي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ فَرَاغاً لِي فِيمَا تُحِبُّ"

 

 

علينا أن نعرف أولًا ماذا يحبّ الله عز وجلّ؟

قال صلّ الله عليه وسلم في الحديث القدسي:

"وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه"

والعبادات في الإسلام هي مما افترضه الله تعالى علينا ومنها الصيام وقد قال عنه جلّ جلاله

"كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"

وفي هذا دليل على مكانة الصوم عند الله تعالى ومكانة الصائمين وأجرهم ولعل هذه المكانة نابعة من كون الصيام لا رياء فيه وإنما هو خالص لوجه الله تعالى فقد يصلي الإنسان رياء وقد ينفق رياء وقد يحج رياء لكن الصوم أبعد العبادات عن الرياء والنفاق والله أعلم.

 

 

فإذا كنا حقًا نسعى لمحبة الله تعالى ولحبّ ما يحبه ولحبّ كل عمل يقرّبنا إلى حبه فعلينا أن نهيئ أنفسنا وقلوبنا وأرواحنا لعمل يحبه الله تعالى فنُقبل عليه بحبّ ألا وهو الصيام بمقاصده العظيمة صيام الجوارح عن المعاصي وصيام القلب عن الحرام وعن الشهوات وصيام البدن في نهار رمضان عن الطعام والشراب وما أحلّه الله، صيام يتقرّب الصائم به إلى ربّه الذي افترضه عليه ليكون في عداد من يحبهم الله جلّ جلاله كما وعدنا سبحانه وتعالى.

 

والتهيئة لشهر رمضان يكون بصيام بضعة أيام من كل شهر كما أوصانا نبينا صلى الله عليه وسلم منها صيام الاثنين والخميس أو الأيام البيض من كل شهر

قال سبحانه في تتمة الحديث القدسي:

"ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه"

فإن لم تحرّكنا هذه الجائزة العظيمة للتقرب إلى الله تعالى فلنتأمل ثمرات محبة الله جلّ جلاله لمن تقرّب إليه بالنوافل:

"فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأُعطينّه، ولئن استعاذني لأُعيذنّه"

 

هذه وعود الله الحقّ جلّ وعلا ألا تدفعنا طائعين مختارين مقبلين بقلوبنا على الله لنحقق الشرط فننال الوعد؟! أقبِل على رمضان بحبّ من افترضه عليك وارتضاه لك لا كارهًا للمشقة ولا للظمأ ولا للجوع ولا لطول ساعات الصيام في حرّ الصيف، ولا لأنك اعتدت الصيام مع الصائمين، أقبِل عليه بحبّ يُقبل الله تعالى عليك بمحبته التي بها سعادتك في الدنيا والآخرة... ورمضان دورة تدريبية وفرصة لترويض النفس على حبّ الطاعات فاخرج منه محبّا لجميع العبادات التي افترضها الله تعالى عليك ولجميع النوافل والأوامر الإلهية لتؤديها بحبّ لأنك تحب الله عز وجلّ حقًا وصدقًا وتسعى لكل عمل يقرّبك من حبّه لا تجعل عباداتك مجرد طقوس وحركات ليس لها معنى وهدف اجعلها براهين محبة لله عز وجلّ واحرص على كل عمل صالح ترجو ثوابه من الله عز وجلّ..

 

 

تفكّر في النعم التي أنعم الله عز وجلّ عليك بها تقوم حياتك وتقرّب إلى الله عز وجلّ بأن تؤدي شكرها باستخدامها في طاعة الله وفيما يرضيه عنك وفيها تنفع به خلقه وتُعمر به الأرض التي استخلفك فيها.

 

ليس الحب لله في صلاتك وصيامك وحجك فحسب وإنما من مظاهر الحب لله عز وجلّ أن تسعى في حوائج خلقه، تسعى على الأرملة والمسكين وتعطي السائل والمحروم وتعطف على الفقير وتمسح رأس اليتيم تقرًبا ومحبة لله عز وجلّ وشكرا له أن جعلك ممن يمشون في حوائج الناس وجعلك بابا لتفريج همّ أو غمّ عن أحد من خلق الله سبحانه. وأما الجزء الأخير من الحديث القدسي وهو قوله:

 

"اللَّهمّ ما زَويْت عنِّي مما أحبّ، فاجعله فراغاً لي فيما تُحبّ"

اللَّهمّ ما صرفت ومحوت عني من محابّي من المال والأولاد، وزخرف الدنيا وزينتها، فاجعله سبباً لفراغي بمحابّك من الطاعة، والعبادة لك، ولا تشغل به قلبي وفكري، فيُشغَل عن ذكرك يا اللَّه. حياة العبد لا تخلو من أمرين: شغل أو فراغ وهو مطالب بالعمل والسعي لمرضاة الله تعالى وحبّه في الحالين لا يتوقف عنهما ولو لحظة فالعبد المحب لربّه حتى وهو نائم ينام على طاعة وعلى أذكار النوم متوضئ تحفه ملائكة ربه وتحرسه المعوذات بإذن ربه لأن المحبوب حيّ قيّوم لا تأخذه سنة ولا نوم، تنام أنت وهو قائم على شؤونك يرعاك في نومك كما رعاك في يقظتك. ورب النهار هو رب الليل ورب كل الأوقات. وقد يمنع الله تعالى عنك أمرا وقد يفرّغك من شغل الدنيا لحكمة فحذار من أن تظن أن هذا الفراغ هو للكسل أو القنوط، بل هو نعمة في حد ذاته لمن تفكّر، ألم يقل الله تعالى مخاطبا نبيه صلّ الله عليه وسلم

(فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ )

إذن للفراغ في ديننا حكمة ومقصد وعمل

وهو التقرب إلى الله المحبوب جلّ جلاله.

فإذا فرّغك الله تعالى لأمر فاحمده أولا ثم اسأله أن يعينك ويرشدك إلى أن تستثمر هذا الفراغ فيما يحبّ هو ويعود عليك أنت بالمنفعة العظيمة في الدنيا والأجر العظيم في الآخرة. وخلاصة هذا الحديث القدسي العظيم أنه بيّن للعباد مقامات عظيمة منها مقام الحب، ومقام التوحيد، ومقام الصبر، ومقام الشكر، ومقام الرضى، ومقام التسليم، ومقام الأُنس، ومقام البسط، ومقام التمكين، وغير ذلك من مقامات العبودية التي تأخذ بأيدينا وبقلوبنا إلى الرب المعبود إلى المحبوب الودود اللطيف سبحانه جل في علاه لعلنا نتذوق لذة القرب منه ونطمع في لذة النظر إلى وجهه الكريم. فاللهم ربنا ارزقنا التوفيق إلى محابّك في كل أحوالنا؛ فمحبة اللَّه تعالى هي أعظم العون على القيام بطاعته واجتناب نواهيه، ومحبّته جلّ جلاله هي أعظم المطالب، وأسمى المراتب فلا تحرمنا منها يا ذا الجلال والإكرام

 

بقلم سمر الأرناؤوط

موقع اسلاميات

 

يتبع

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

التهيئة بالحب والتعرّف إلى المحبوب بالعلم

 

 

1429815000161.gif

 

الحب لا يمكن ولا ينبغي له أن يكون عن جهل فكيف تحب من لا تعرف عنه شيئا؟! الحب الحقيقي النافع هو ما كان عن بصيرة وعن علم بالمحبوب وعلم بما يحبه. وحتى نحب الله عز وجلّ حبًا نرى أثره في حياتنا وعباداتنا وتعاملاتنا لا بد أن نتعرف عليه، على صفاته، على أفعاله، على أسمائه، على عظيم قدرته وسعة رحمته وكمال صفاته وجلاله وجماله فإذا عرفناه حقًا أحببناه حقًا فصار حبه ومرضاته هي الهدف وصارت أوامره وتشريعاته وأحكامه محببة على القلب والنفس فتسارع لتنفيذها محبة وتقرّبا للمحبوب سبحانه وتعالى فتحتل مركز الصدارة في أولويات حياتنا وكل ما بعدها يكون تبعًا لها وفي حدود وإطار الحب والطاعة والتقرب لله عز وجلّ بها.

 

 

ولنا أن نتخيل جمال الحياة التي سنحياها بهذا الحبّ في الدنيا ورفعة المنزلة التي سيكافئ المحبوب جلّ جلاله بها أحبابه!

ومعرفة الله عز وجلّ المحبوب المعرفة الحقيقية لا تكون إلا من خلال القرآن العظيم كلامه سبحانه ومن خلال سنة نبيّه صلى الله عليه وسلم وهو أعرف الخلق بربه وأخشاهم له وأكثرهم حبا وطاعة وقربا منه.

 

فلنقرأ القرآن منذ اليوم بنية التعرّف على المحبوب سبحانه الله الرب الكريم الرحيم البرّ التواب الغفور العزيز الحكيم العليم اللطيف الخبير الودود الجبار السميع البصير الحيّ القيوم وحبّ ما يحبه الله عز وجلّ يكون أيضًا بالعلم بما يحب، إذ لا يعقل أن نقبل على أداء العبادات التي أمرنا الله عز وجلّ بها بحبّ أو أن ننفذ الأحكام والتشريعات التي شرعها الله عز وجلّ لنا ونحن جاهلون بها فالجهل بهذه الأمور يؤدي إلى سوء التطبيق وسوء العمل وعد بلوغ مقاصد هذه العبادات ولا تحقيق أثرها على النفس والقلب.

 

 

كثير منا يصلي منذ سنوات وهو لم يتوقف يوما ليسأل هل أنا أعلم كل ما ينبغي عن الصلاة؟ هل أصلي كما علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل أتوضأ كما توضأ صلى الله عليه وسلم وهو الذي علّمنا كيفية العبادات تطبيقا عمليا نقله لنا صحابته رضوان الله عليهم جيلا بعد جيل حتى وصل إلينا؟! كم منا يعلم أحكام الصيام الذي نحن مقبلون عليه؟

تسمع أسئلة المسلمين في رمضان في برامج الافتاء فيشيب شعرك لمدى جهلنا بأمور ديننا وهي عبادات نحن مطالبون بها ونحاسب على الإخلال بها ونحن قادرون على تعلّم أحكامها الصحيحة!

 

يذهب البعض إلى العمرة والحج وهم جاهلون بأبسط أحكامهما فتراهم يسألون هذا وذاك على عجل ويتيهون بين الإجابات! كم منا يعرف أحكام السفر؟ والميراث؟ والطهارة؟ وغيرها وغيرها؟؟؟

 

أخبرنا الله عز وجلّ قصة آدم في سورة البقرة وجزئية تعليمه الأسماء ليبين لنا أنه خلق آدم وذريته مهيأين للعلم والتعلم اللذين هما وسيلتا عمارة الأرض التي استخلفهم فيها، خلق الله عز وجلّ آدم وذريته وأكرمهم بالعقل والسمع والبصر والقلب وهي أدوات الإدراك والتعلّم ليعيشوا في هذه الأرض يعمروها وفق منهج الله تعالى الذي أنزله في كتبه ومن خلال رسله صلوات الله وسلامه عليهم جميعًا.

 

ونحن مطالبون بتعلّم ما ينفعنا في أمور ديننا ودنيانا لأننا لن نعذر بجهلنا في أمور يمكننا الآن وفي هذا العصر تحديدا الوصول إليها وتعلّمها بضغطة زر في أجهزة ترافقنا ليل نهار! علينا إذن ونحن نتهيأ لاستقبال رمضان هذا العام أن نخلص النيّة ونعقد العزم على طرد الجهل من قاموسنا وعلى الجدّ في طلب العلم الذي ينفعنا، العلم بالله عز وجلّ والعلم بالعبادات التي افترضها علينا والعلم بأحكامه وشرعه حتى ننفذها عن محبة وعن علم ليجتمع لنا مقومات العمل الصالح المتقبل عند الله وهو العمل الخالص له وحده جلّ جلاله والموافق لشرعه ومنهجه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

 

ولنتذكر أن العلم قرين الإيمان كما ذكر القرآن الكريم في أكثر من آية

(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)

فكلما ازددنا علما بالله وبأحكامه ازددنا له خشية ومحبة وتعظيما ومهابة. ورمضان شهر تجتمع فيه أكثر من عبادة لذا نحن نحتاج لمعرفة أحكام الطهارة والوضوء وأحكام الصلاة وقيام الليل وأحكام الصيام حتى ندخل رمضان هذا العام بحبّ وعلم. اللهم ربنا عرّفنا بك وارزقنا حبّك واجعل حبك أحب الأشياء عندنا ووفقنا لعبادتك على الوجه الذي يرضيك عنا وأرنا مناسكنا وتب علينا من الركون إلى الكسل والجهل ومن الغفلة ومن قسوة القلوب وتبلّد العقول. اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما إنك أنت العليم الحكيم.

 

 

بقلم سمر الأرناؤوط

 

 

اسلاميات

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

.(التهيئة بالتخطيط)

 

 

arrange-your-ramadan-16-728.jpg?cb=1189666306

 

لنحضر ورقة وقلما ونبدأ معًا بتدوين خطتنا لرمضان هذا العام:

تحديد الوقت المخصص لتلاوة القرآن تدبرا وفهما واستماعا له بقلوب واعية وأذهان حاضرة وآذان منصتة (فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) وهذا الوقت يختلف باختلاف الأشخاص وكل منا يحدد ما يناسبه ويعلم في قرارة نفسه أنه يقدر عليه (ويمكنه زيادة هذا المقدار لاحقا خلال الشهر بحسب همّته) لا تحدد عدد الختمات التي ترغب أن تنجزها وإنما حدد الوقت الذي ستخصصه لمدارسة القرآن يوميا صباحا أو مساء أو بعد الصلوات كلٌ بحسب ظروفه. وحدد السورة أو السور التي تحب أن تتدبر بعمق وتحفظها في هذا الشهر وأعدّ كتاب تفسير تريد أن تقرأ منه بعض الفوائد واللطائف التي تعينك على تدبر الآيات.

 

حدّد ودوّن الأدعية التي ترغب أن تدعو بها في سجودك وفي قيامك وفي سائر أوقاتك وليكن اختيارنا بداية أدعية القرآن وما ثبت في السنة الصحيحة من أدعية النبي صلّ الله عليه وسلم فهي أبلغ الأدعية وهي عامة شاملة لكل ما يحتاجه أحدنا في حياته.

 

خطط إنفاقك وصدقاتك وزكاتك وخصص مبلغا من المال تخرجه في هذا الشهر على الفقراء والمساكين والمحتاجين واستحضر بها عددا من النوايا فإن كانت زكاة فهي امتثال لأمر الله (وآتوا الزكاة) وإن كانت صدقة فهي من التقرب إلى الله ورغبة في التطهير من الذنوب (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) وتوسعة على المساكين وتفريج كربة مكروب وغيرها من النوايا الصادقة الحسنة.

 

خطط ساعات يومك واحذر أن تقلب الليل نهارا والنهار ليلا وتعكس قول الله تعالى (وجعلنا الليل لباسا * وجعلنا النهار معاشا) واحرص على حسن استثمار نهارك وليلك أحسن استثمار بعيدا عن اللغو واللهو وتضييع الأوقات، صل أرحامك، اقض حوائج أهلك واسرتك، ساعد غيرك، احرص على الصلاة في وقتها وعلى قيام الليل. خطط لأسرتك في رمضان بأن تخصص وقتا تجتمعون فيه على خير وطاعة اختر من البرامج القرآنية الهادفة برنامجا يناسب جميع أفراد الأسرة وتابعوه معا وتناقشوا فوائده واحتسبه مجلس علم وذكر تشهده الملائكة وتدعو لمن حضره.

 

خطط لأخلاقك بأن تعوّد نفسك على كظم غيظك وعدم التسرع في ردة فعلك فالبعض يستهين بهذه المسألة فيقضي رمضانه منفعلا متجهما عبوسا ضيق الصدر سريع الغضب بحجّة أنه صائم وينسى أن من التقوى في رمضان أن تتقي الله في أخلاقك فهي مرآتك فإن أسأت الخلق والتعامل مع غيرك ستعكس صورة سلبية عن أخلاق الصائمين وعن المسلمين بشكل عام.

 

هذه بعض المسائل التي تحتاج منا إلى تهيئة أنفسنا بالتخطيط لها قبل دخول رمضان فنتدرب عليها من الآن لتكون سهلة يسيرة علينا طيلة رمضان ومن بعده في سائر أيام العام لأن رمضان دورة تدريبية لا ينبغي لنا أن نتخرج منها وقد نسينا ما تعلّمناه فيها

 

بقلم سمر الأرناؤوط

 

اسلاميات

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

التهيئة بتحديد الخلل لإصلاحه

 

 

 

18403539_1360401767369876_2060546913219868900_n.jpg?oh=df79927d74b9023f85a61556e04d6fd5&oe=5975079E

 

 

 

 

نحن مقبلون على رمضان وكلنا يطمع أن يؤديه على الوجه الذي يرضي الله عز وجلّ ويحقق له الغاية منه وهي التقوى فتصبح غايته في سائر أمره وعبادته ما بقي من عمره. ولهذا نحتاج أن نحدد أي نوع من الصائمين نحن؟

 

وتحت أي نوع من النماذج الرمضانية نصنّف أنفسنا؟

 

وهذا التحديد ضروري ونحتاج فيه إلى صدق مع النفس وصدق مع الله تعالى اللطيف الخبير الذي يعلم السر وأخفى وبقدر صدقك في تحديد نموذجك يكون التخطيط للعلاج أنجع وأكثر أثرًا وفائدة.

 

ذكر أ. خالد سندي أن النماذج الرمضانية هي ست نماذج لأشخاص نجدهم في الحياة:

 

 

 

أولها نماذج العلو وهي نموذجان:

 

 

المجتهد طوال العام وطالب التغيير :هو شخص يعتبر رمضان مرحلة تخطيط لباق يحياته، يراجع ما سبق من حياته ويخطط لما هو قادم ورمضان بالنسبة له هو مرحلة يتزود فيها بالطاقة الإيمانية لباقي العام وهؤلاء يدخلون رمضان وهم مدركون تمامًا أنهم داخلون لشحن طاقتهم الإيمانية لينطلقوا بعد رمضان.

 

 

طالب التغيير: هو شخص يعلم في نفسه أن لديه ضعف في مسألة أو اثنتين ويحتاج إلى إصلاح وصيانة فهو يدخل رمضان لإصلاح ما هذه المسأله أو ليمحو ذنبًا لديه فيخرج من رمضان وقد غفر الله ذنبه ورمضان بعبادته يكون مركزًا للتغيير والإصلاح النفسي والعقدي والاجتماعي والأُسري والعالمي والإنساني فينطلق بعد رمضان إلى حياة جديدة خالية مما كان لديه قبل رمضان، وهذا من التخطيط لرمضان.

 

 

 

وهناك ثلاثة نماذج دنيا أحسنها وأفضلها:

 

 

نموذج المسرف المجتهد: وهو الشخص الذي يكون أسير المعاصي والشهوات، تأصلت فيه الفواحش الظاهرة والباطنة ولكنه يحاول مخلصا الانفكاك منها والتحرر من عبوديتها فهو إن تأثر وواصل اجتاز سفينة الأحوال إلى أرض الأفراح، فهو يدخل رمضان ليغتسل.ثم يليه

 

 

نموذج العامّي: هو الشخص الذي لم يفهم مقاصد الشريعة في الصوم فهو ينام في النهار لئلا يجوع ويشبع بالليل مع السهر عباداته تؤدى بروتينية فهو يذهب إلى صلاة العشاء ثم التراويح ويعود إلى البيت تحكمه وتسيّره الأعراف والتقاليد وليست مقاصد الشريعة في العبادات. عبادته تؤدى لأنها في موسمها ويترك المعاصي لأنه شهر فضيل ثم يعود في العيد إلى ما عليه قبل رمضان!

 

 

الإمّعة: هو شخص يجتهد إذا اجتهد الناس ويكسل إذا كسل الناس يقول ليس لي من الأمر شيء وأنا على ما عليه الناس هذا لم يدرك مقاصد رمضان ولا أهدافه ولم يفهم مقاصد الشريعة في أداء العبادات!

 

 

وآخر النماذج المرائي وهو أسوأ النماذج على الإطلاق!

 

عافانا الله من الرياء!

 

يحاول أن يظهر في رمضان بأحسن المظاهر، فهو في أحسن المساجد يؤدي الصلاة وهو في أحسن ليالي رمضان تجده قائما، يذهب إلى مكة باستمرار، وإلى المدينة باستمرار، صائما قائما ومع هذا مرائي لأنه يفعل كل ذلك ليقول الناس عنه أنه عبد الله في رمضان.

 

 

 

خلاصة وتوجيه حدد من أي الفئات أنت فإذا حددت استطعت أن تقيّم نفسك وإذا قيّمتها أدركت من أين تبدأ التصحيح والتغيير. ومعرفتنا للفئة التي تصفها بشكل صحيح يؤهلنا للتخطيط لرمضان بشكل صحيح، فالعامّي ينبغي عليه أن يخطط لنفسه لأن يرتقي بعبادته ليكون من نماذج العلو والمسرف المجتهد يسهل عليه أن يجاهد نفسه في رمضان ليرتقي في عباداته ويتجنب الوقوع في المعاصي والذنوب.

 

 

 

 

رمضان بالنسبة لنا هذا العام تمرين على باقي العبادات فإذا استطعنا أن نجيد رمضان بالمعنى التعبدي الشرائعي الذي شرعه الله تعالى لنا لنكون متّقين سهل علينا بعد ذلك أن نطبق ذلك على باقي العبادات واحدة واحدة. ولنتذكر أن رمضان دورة تدريبية للنفس البشرية تؤهلها للخروج بشهادة مفادها أن الإصلاح والتغيير ممكنان إذا صدقت النيّة وعزمت الجدّ والتزمت بشرع الله عز وجلّ وفهمت وأدركت مقاصد العبادات وأيقنت أن النفس ليست عصيّة على التزكية إذا استعنت بالله وأقبلت عليه حقًا وأن الإنسان المؤمن المفلح هو الذي يحقق التوازن بين جوهر العبادة وظاهرها ويفهم مقاصدها فيؤديها لتحقيق هدفها وأثرها في نفسه لا إسقاطًا للعبادة كفرض تم تأديته وانتهى!

 

 

 

 

اسلاميات

 

 

 

 

بقلم: سمر الأرناؤوط

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

التهيئة بالقدوة 1

 

 

3dlat.net_12_15_c784_3dlat-net-07-15-d7cb-44.gif

 

 

 

 

(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (الأحزاب))

رسول الله صلّ الله عليه وسلم قدوة المسلمين في دينهم وعبادتهم وأخلاقهم وهو الأسوة الذي ينبغي لنا أن نتأسى به ونهتدي بهديه (فبهداهم اقتده) والرسول صلّ الله عليه وسلم أرسله الله عز وجلّ معلّما وهاديًا للخلق

(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ( البقرة))

وأمرنا عز وجلّ بطاعته وطاعة نبيه صلّ الله عليه وسلم

(وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول)

وقال صلّ الله عليه وسلم: صلّوا كما رأيتموني أصلي وقال صلى الله عليه وسلم خذوا عني مناسككم. وعلى هذا فنحن مأمورون في عبادتنا لله تعالى أن نتّبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيها فهو المبلِّغ عن ربه عز وجلّ فلا نبتدع من عند أنفسنا شيئا في أيّ عبادة من العبادات التي نتقرب بها إلى الله تعالى لأننا لن نكون أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم فهو أعرف الخلق بربه وأتقاهم له وأشدهم خشية له وتعظيما وأكثرهم قياما لله وشكرا وحمدا. وصيام رمضان ركن ركين من أركان الدين "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام"

كتبه الله عز وجلّ على عباده المؤمنين

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )

وقد صامه رسول الله صلّ الله عليه وسلم كما أمره ربه جلّ جلاله فهل نعرف كيف صامه نبينا حتى نقتدي به؟!

 

تبييت النية:

 

"من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له" [صحيح النسائي]

والنية محلها القلب، والتلفظ بها بدعة.

 

الحثّ على السحور:

"السحور أكلة بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين" [حسن رواه الإمام أحمد]

وقال -صلّ الله عليه وسلم-: "نعم سحور المؤمن التمور" [صحيح أبي داود]

وكان من هديه صلّ الله عليه وسلم تأخير السحور إلى قبيل الفجر.

 

حسن الخُلُق وترك الزور واللغو:

"من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله عز وجل حاجة أن يدع طعامه وشرابه" [رواه البخاري] "ليس الصيام من الأكل والشراب، وإنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابَّـك أحد أو جَهِل عليك فقل: إني صائم" [صحيح ابن خزيمة]

 

 

تعجيل الفطر:

"لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" "كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن رطبات فتمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء" [ صحيح أبي داود]

 

 

الدعاء عند الإفطار:

"للصائم عند فطره دعوة لا ترد" [صحيح ابن ماجه] ومن دعائه صلى الله عليه وسلم عند إفطاره: "ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله" [صحيح أبي داود]

 

 

قيام الليل:

لقد سن الرسول -صلّ الله عليه وسلم- قيام رمضان جماعة، ثم تركه مخافة أن يفرض على الأمة فلا تستطيع القيام بهذه الفريضة وعدد ركعاتها ثمان ركعات دون الوتر لحديث عائشة رضي الله عنها: "ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة" [متفق عليه]. وكان صلّ الله عليه وسلم يطيل القرآءة والتدبر في آيات القرآن ويطيل الركوع تعظيما لله ويطيل السجود تقربا إلى الله جلّ جلاله وإلحاحًا عليه بالدعاء.

 

زكاة الفطر:

وهي واجبة على الصغير والكبير، والذكر والأنثى، والحر والعبد من المسلمين ومقدارها صاع من غالب قوت البلد إذا كان فاضلاً عن قوت يومه وليلته وقوت عياله، والأفضل فيها الأنفع للفقراء ووقت إخراجها: يوم العيد قبل الصلاة، ويجوز قبله بيوم أو يومين، ولا يجوز تأخيرها عن يوم العيد .

 

 

هذا باختصار هديه صلّ الله عليه وسلم في رمضان فما بلغنا عنه أنه كان يقضي نهاره نائما ولا ليله في مجالس السمر مع أصحابه ولا أنه كان يفرط في تناول ما لذ وطاب من أنواع الطعام والشراب ولا أنه أصابته تخمة فتكاسل عن أداء صلاة العشاء والقيام ولا أنه غضب على أحد لأنه صائم ولا بلغنا عنه سوء خُلُق حاشاه فقد كان خلقه القرآن في كل أحواله. فليتنا نتأسى بهديه ونقتفي أثره في عبادته..

 

 

بقلم: سمر الأرناؤوط

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

التهيئة بالقدوة 2

 

 

استكمالا للرسالة السابقة عن التهيئة لرمضان بالقدوة نتعرف على هدي النبي صلّ الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان

 

 

الاجتهاد في العشر الأواخر وتحري ليلة القدر:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان، ما لا يجتهد في غيرها". ومن ذلك أنه كان يعتكف فيها ويتحرى ليلة القدر خلالها، وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبيصلى الله عليه وسلم "كان إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد مئزره". وهذا يعني أنه كان صلى الله عليه وسلم يستعد ويشمّر للاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر أكثر من العشرين الأوائل وكان يقوم أغلب الليل ويوقظ أهله لصلوا جزءا من الليل حرصًا على نفعهم وحثّا لهم على الاجتهاد في عبادتهم. فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يحرص على الاجتهاد والجدّ في عبادته في العشر الأواخر من رمضان فما أحوجنا نحن المثقلون بالأوزار والذنوب للتأسي به والاقتداء بهديه لعل قيامنا يوافق ليلة القدر فنكون ممن يمنّ الله عز وجلّ عليهم بالمغفرة والعتق من النيران فمن يدري لعلنا لا ندرك رمضانًا آخر ولا ليلة قدر مقبلة!! فلنحرص جميعًا كبارا وصغارا آباء وأمهات وأولاد كما نحثّ بعضنا على منافع دنيوية أن نجتهد في عبادتنا في العشر الأواخر ونشجع بعضنا بعضا على ما فيه خيرنا وفلاحنا فيوقظ الأب والأم أبناءهم لصلاة الليل وقرآءة القرآن والدعاء وليحرصوا على السحور ويتدارسوا فضائل هذه الليالي العشر وأخصها ليلة القدر لتعمر القلوب إيمانا واحتسابا للأجر من الله عز وجلّ. ولو أنهم جعلوا من خطتهم أن يتولى كل واحد من أفراد العائلة إيقاظ الباقين لصلاة الليل في كل ليلة ويكون للصغار منهم جوائز تشجيعية فكيف سيكون حال هذه الأسرة وأفرادها؟! إن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر يعلّمنا سنّة التدرج في العبادات وأن الأصل أن يترقى الإنسان بعبادته بشكل تصاعدي لا كما هو واقع حال كثير من المسلمين إلا من رحم ربي، تراهم يجتهدون في الأيام الأولى من رمضان فيجدون في قرآءة القرآن وفي صلاة التراويح ثم تراهم عند انتصاف الشهر بدأوا يتثاقلون عن الصلاة ويقضون اليوم نيامًا ثم تأتي العشر الأواخر فتجدهم يجتهدون في الليالي الفردية من ليلة 21 و23 و25 و27 وفي الليالي الزوجية يفترون ثم قبل العيد بأيام تكاد ترى المساجد فارغة والأسواق عامرة وكأن العيد سيأتي بغتة ولم نكن نعرف موعده قبل دخول رمضان!! فكأني بهؤلاء اجتهدوا في بعض أيام الشهر ثم ليلة توزيع الشهادات غابوا وكأنهم في غنى عن هذا التكريم!!

 

 

الجود:

الجود من خصال النبي صلى الله عليه وسلم من قبل بعثته كما وصفته خديجة رضي الله عنها عندما أتاه الوحي أول مرة فقالت: "والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتقري الضيف، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق و"كان صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان وهو شهر الجود يجود الله تعالى على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران وجوده صلى الله عليه وسلم لم يكن يقتصر على إنفاق المال فقد كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر وإنما كان يجود بنفسه في سبيل إظهار دين الله تعالى وهداية عباده وتبليغهم رسالته. وما أحرانا نحن أن نخصص شيئا من مالنا للإنفاق في شهر رمضان ونحثّ أهلنا ومن حولنا عليه ونخصص شيئا من وقتنا وعلمنا كلٌ بحسب اختصاصه لينفع به من حوله فلعل الطبيب المسلم الصائم يخصص من وقته لمعالجة بعض المرضى غير المقتدرين مجانًا ولعل نجارا يصنع لفقير متاعا يحتاجه في بيته وهكذا.. عندها يتحقق التكافل الاجتماعي الذي هو من جوهر دين الإسلام العظيم، دين الحقوق ودين العطاء ودين الرحمة والتآلف والمحبة وسلامة القلوب

 

بقلم سمر الأرناؤوط

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

التهيئة بإعادة الوصال بين القلب والقرآن

 

ramadam4420copy.jpg

 

 

القرآن حياة القلوب ونبضها فلا عجب أن سمّاه الله تعالى روحا

(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا) [الشورى: 52]

والقرآن حبل الله المتين طرفه بيد الله جلّ جلاله وينبغي لنا نحن إن أردنا النجاة أن نتمسك بطرف الحبل الآخر فلا نفلته أبدًا لأننا إن أفلتناه ضللنا وهوينا إلى أسفل سافلين، وقد أوصانا نبينا صلى الله عليه وسلم:

"تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي"

والعلاقة بين رمضان والقرآن علاقة لا تنفكّ ولا تنقطع كيف لا وقد اصطفى الله تعالى من الشهور رمضان ليكون إنزال القرآن فيه

(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)

(إنا أنزلناه في ليلة القدر)

 

تخذه منهجا ودليلا وقيّما وشفاء ورحمة

(ما فرّطنا في الكتاب من شيء)

لكن متى شعرنا بالاستغناء عنه فإنا نكون ممن

(اتخذوا هذا القرآن مهجورا)

لا نذكره إلا في مجالس العزاء وفي افتتاحيات المناسبات العامة ونضعه في السيارة ليحميها من الحوادث وتحت الوسادة ليحفظ به النائم وما كان القرآن تميمة تعلّق!

 

القرآن يعيد صاحبه إذا قرأه واستشعر فقره إلى ربه وحاجته للاستعانة به والاستعاذة به من سائر الشرور، القرآن يقي صاحِبه إذا صاحَبه في حياته وفي سائر أمره. فلنهيئ قلوبنا قبل رمضان بعودة صادقة للقرآن وبعقد الصلح معه على عدم الافتراق فإذا حققنا هذه العودة الصادقة للقرآن استطعنا بتوفيق الله أن نصلح أنفسنا ونغير ما بها للأحسن وإذا غيّرنا ما بأنفسنا غيّر الله تعالى حالنا كما وعد جلّ جلاله

(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)

وإذا غيّرنا الله تعالى للأحسن تحول صلاحنا إلى إصلاح لمجتمعنا وأمتنا وارتقينا بها تحقيقا لمهمة العبادة والاستخلاف في الأرض وعمارتها.

 

فلنتصالح مع القرآن قبل أن يأتي رمضان ولنعطه أفضل أوقاتنا وليكن هو الأولوية في حياتنا وبقدر ما نتقرب منه يفتح الله عز وجلّ لنا من فهمه وتدبر آياته والعمل بها فاللهم ربنا ارزقنا صحبة القرآن وتعظيم القرآن وفهمه وتدبره واجعله نور قلوبنا ونور قبورنا ونورا نمشي به على الصراط يا ذا الجلال والإكرام.

 

 

 

بقلم: سمر الأرناؤوط

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

التهيئة بالاستعداد لعلاج الفتور

 

كما أن الإنسان يحتاط لنفسه إن أصابته وعكة صحية خفيفة فيهيئ لها الأدوية التي تساعده في تخطي الوعكة قبل أن تستفحل كذلك العبد المؤمن ينبغي أن يكون حذرا ويقظا ومهتيئا مستعدا لأي طارئ أو عارض قد يسبب له فتورا في عبادته أو ضعفا في إيمانه فيحشد له كل ما آتاه الله من قوة ليعالجه قبل أن يتملك من قلبه فالقلب هو موطن الإيمان ومركزه والعلاج الفوري عند بداية العارض القلبي أمر في غاية الأهمية حتى لا ينتشر فيه فيكون سببا في ظلام القلب والختم عليه والران والعياذ بالله.

 

والفتور في العبادة أو الضعف في الإيمان أمر متوقع لأن الإنسان ينشغل بأمور الدنيا وسرعان ما ينسى الآخرة وينسى مهمته في الأرض وهو سريع تقلّب القلب وما سمي القلب إلا لتقلبه بين حب الهوى والشهوات وحب الدنيا وزينتها وبين حب الله تعالى والرغبة في طاعته يتصارعان فيه وتكون الغلبة لمن يستحوذ على القلب أكثر فلا بد للإنسان من دواء يضبط ميزان قلبه لتكون كفة حب الله وطاعته هي الراجحة فلا ينحرف عن الصراط المستقيم وبالتالي لا يشعر بالفتور في إيمانه أو البعد عن الله.

 

وعلى الرغم من أن الفتور أمر طبيعي يمر به الإنسان بين وقت وآخر فالإيمان يزيد وينقص إلا أنه ينبغي أن يحذر الإنسان أشد الحذر من أن يطول زمن الفتور أو أن يتزامن هذا الفتور في وقت الغنائم في مواسم الطاعات التي هي من أيام الله جلّ جلاله التي تتجلى فيها نفحاته وعطاياه على عباده المؤمنين. فعلى كلّ من أصابه الفتور أو كاد أن يذكّر نفسه في هذه المواسم بقول الله تعالى

(أيامًا معدودات)

فرمضان أيام معدودات والحج أيام معدودات بل العمر كله بالنسبة للآخرة ما هو إلا أيام معدودات سرعان ما تنقضي ولا يبقى منها إلا أثرها وما عملنا فيها خيرا كان أو شرّا!

ومن علاج الفتور الاستماع والإنصات بحضور قلب إلى آيات القرآن العظيم تذكره بعظمة الله عز وجلّ ووبما أعده لعباده المؤمنين وتخوفه بآات الوعيد ليرتدع العبد ويستيقظ من غفلته ويعود منيبا إلى ربه مستعينا به راجيا ما عنده.

 

ومن علاج الفتور الحرص على صحبة صالحة تذكّرك بالله عز وجلّ وتذكرك بالآخرة وتذكرك بالأجر العظيم والمثوبة من الله الكريم فتحفّز في قلبك الهمّة على الجدّ في الطاعة من جديد.

 

ومن علاج الفتور صدق الدعاء والتضرع إلى الله عز وجلّ فالدعاء يرقق القلب فيبثّ شكواه إلى من بيده كشف الضرّ وتفريج الغموم والهموم وكل ما يسبب فتور الإيمان في قلب العبد.

ويحرص الداعي على أوقات الإجابة في ثلث الليل الأخير وبين الأذان والإقامة وفي عصر الجمعة.

 

ومن علاج الفتور الاستمرار على النوافل وإن قلّت عملا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ. لأن الفتور قد يأتي من شدة اندفاع العبد للطاعة والإكثار منها في بداية الأمر ثم يشعر بالتعب ثم الفتور، احرص على القليل الذي ليس فيه مشقة عليك ويكون في وسعك وكلما شعرت بنشاط أكثرت تدريجيا حتى تصبح سهلة ميسرة عليك.

 

وليس علاج الفتور في العبادات بتركها كلها كما يتوهم البعض والاستعاضة عنها بمتع الدنيا التي يظن أنها ستعالج فتوره بحجة ساعة لقلبك وساعة لربك لأنه سرعان ما سيكتشف أنها فتوره سيزيد ويضيق صدره لأنه ابتعد عن ربه أكثر فأكثر..

فلنبحث في أنفسنا ونتدارك حالنا قبل دخول رمضان فمن عرف في نفسه ميلا للفتور فيه فليبدأ بالعلاج من اليوم ليدخل عليه رمضان وهو معافى صحيح البدن والقلب متحفّزا للصيام والقيام والعبادة إيمانا واحتسابا ويصل للعشر الأواخر وقد بلغت همّته ذروتها فأحيا العشر واعتكف واغتنم الزمن الفاضل واستمطر رحمات الكريم وعطاءاته في ليلة القدر فيخرج من رمضان بهمّة تبلّغه رمضان القادم وهو متعلّق قلبه بالله وطاعته والسعي إلى مرضاته.

 

اللهم ربنا يا حيّ يا قيوم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك، اللهم ارزقنا صحبة صالحة تعيننا على الخير وتذكّرنا بك، اللهم يا مقلب القلوب ثبّت قلوبنا على طاعتك ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

 

 

بقلم سمر الأرناؤوط

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

التهيئة بالتخلية قبل التحلية

 

15802533_257869587978941_6040036117800026112_n.jpg?ig_cache_key=MTQyNDcwNzcyNjE3NjY3MzU3Nw%3D%3D.2

 

 

إذا علمنا أن مقصد العبادات في الإسلام هو تربية النفس البشرية وتزكيتها بالفضائل ومحاسن الأخلاق علمنا أنه سيكون هناك أمور نحتاج أن نتخلّى عنها ونستبدلها بأخرى تقرّبنا إلى تلك التزكية المرجوّة للنفس. فالتخلية والتحلية هما جناحا الإصلاح والتربية الصحيحة فلا يكون العبد مؤمنا إلا إذا تخلى عن الشرك

(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِالله فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ) [البقرة:265]

ولا يكون العبد صادقًا إلا إذا تخلّى عن الكذب ولا أمينًا إلا إذا تخلى عن الغشّ وهكذا..

 

والصيام تدريب للنفس على التخلي عن الرذائل من خلال ترك المباح من الملذّات والتحلّي بالفضائل

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله :

"الصيام جُنّة فلا يرفث ولا يصخب..."

ونحن مقبلون على شهر رمضان نحتاج أن نبدأ عملية التخلية منذ الآن ونستبدلها بتحلية بفضائل الأخلاق والأعمال حتى نكون ممن يحققون التجلية في عباداتهم وتعاملاتهم وأخلاقهم في رمضان وفي سائر العام بإذن الله. ولن نتمكن من أن نملأ قلوبنا بحب الله عز وجل وطاعته إلا إذا فرّغناه من الذنوب والمعاصي والأمراض والأهواء والشهوات والشبهات.

 

تخلَّ عن ضياع وقتك بطول النوم وبالانشغال بالجوالات وباللهو واللعب

وحلِّه بعمارته بالأعمال الصالحات على

أنواعها، اعمر وقتك بعبادة ربك وبالإحسان إلى خلقه

 

تخلَّ عن إطلاق لسانك بالغيبة والنميمة وقيل وقال

وحلِّه بتلاوة القرآن وبالدعاء وبالتلطف مع أهلك وأصدقائك والناس أجمعين

 

تخلَّ عن تلويث سمعك بالمنكرات من غناء وكلام فاحش وكذب وشتم وصراخ وحلِّه باستماع وإنصات للقرآن الكريم ولطيّب الكلام ونافعه من محاضرات قيمة ومحادثات هادفة تخلَّ عن ضيق صدرك وانقباض قلبك من أمراض الحسد والحقد والقنوط والقلق وحلِّه بالرضى بما قسم الله لك وبقضائه وقدره وبالمحبة الصادقة لكل الخلق والعفو عن الزلات والصفح والمغفرة

(أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ)

 

تخلَّ عن تعلقك بالمال وعن البخل والشحّ وتحلَّ بالكرم والسخاء وحبّ الإنفاق من مال الله الذي آتاك ورزقك، وأنفق في وجوه الخير كلها وتخلَّ عن المنّ بالنفقة وتحلّى بالقول المعروف

(قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى )

 

تخلَّ عن الرياء والسمعة في عملك وعبادتك وصدقتك وتحلَّ بالإخلاص فبه تُقبل الأعمال

(إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) [البقرة:271]

 

تخلَّ عن صحبة السوء التي تزين لك المعصية وتهوّن أمرها عليك

وتحلَّ بصحبة طيبة توصيك بالحق وبالصبر وتنصحك وتأمرك بالمعروف وتنهاك عن المنكر.

 

تخلَّ عن متابعة المسلسلات الهابطة والتي لا فائدة منها إلا ضياع الأوقات وتشويه وتدمير القيم الإنسانية وتحلَّ بمتابعة ما فيه نفعك في الدنيا والآخرة من برامج تثقيفية ذات قيمة أخلاقية واجتماعية وإنسانية.

 

تخلَّ عن إفساد معدتك بالإفراط في الأكل وتحلَّ بالوسطية في مأكلك ومشربك لتكون صحيح الجسم معافى تخلَّ عن الغضب لأتفه الأسباب وتحلَّ بالحُلم والأناة وكظم الغيظ لتكون ممن يحبهم الله عز وجلّ

(وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 134]

 

تخلَّ عن سوء الظن بالناس في كل صغيرة وكبيرة وإطلاق الأحكام عليهم دون تثبّت وتحلَّ بحسن الظن والتبيّن والتروّي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) [الحجرات: 12]

 

تخلَّ عن التسويف وتأجيل التوبة من الذنوب وتحلَّ بالتوبة من قريب

(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (النساء))

 

تخلَّ عن الإصرار على الذنب وتحلَّ بالاستغفار وتجديد العزم على عدم العودة مستعينا بالله

(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (آل عمران))

 

تخلَّ عن الإسراع في نقل الكلام والشائعات سواء باللسان أو بالرسائل عبر وسائل التواصل وتحلَّ بالتثبت مما تسمع أو تقرأ فإن لم تتبين صدقه فلا تنقله تخلَّ عن كل خُلُق سيء وكل ما يجرح في إيمانك وأخلاقك وسلامة قلبك وتحلَّ بطيب القول والفعل والعمل وبسلامة القلب واللسان وكُن قرآنيًا بإيمانك وأخلاقك كما كان نبينا صلى الله عليه وسلم.

 

اللهم ربنا خلِّ بيننا وبين معصيتك وكل ما يخدش إيماننا بك ويُخرجنا عن دائرة عبادك الصالحين وحلِّنا يا ربنا بأحسن الأخلاق والأعمال وبكل ما يرضيك عنا، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكّها أنت خير من زكّاها واعفُ عنا يا عفو يا غفور.

 

 

بقلم: سمر الأرناؤوط

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

التهيئة بتعظيم القرآن الكريم وتدبّره

 

1202333.jpg

 

نحن مقبلون على شهر رمضان المبارك نحتاج أن نعقد العزم على أن نستقبله بنيّة أن يكون القرآن حياتنا لنخرج منه وقد أصبح القرآن حياتنا صدقًا وحقًا.

وتدبر القرآن وتعظيمه قرينان فلا يتدبّر القرآن إلا من عظّمه في قلبه ولا يمكن لنا أن نتلمس شيئا من عظمته إلا بتدبره والتفكر في معانيه وتلقي رسالات الله جلّ جلاله لنا من خلال آياته ومواعظه وأمثاله وقصصه ووعده ووعيده فيزيد رصيدنا الإيماني مع كل قرآءة ومع كل ختمة حتى تمتلئ القلوب بحبّ القرآن وتعظيمه حبّا بالله العظيم الذي أنزله..

 

إن من عظمة كتاب الله تعالى أن أقسم الله عز وجلّ به في ثلاثة مواضع في القرآن في فواتح ثلاث سور هي:

1.(يس وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ )

2.(ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ )

3. (ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ )

فهذه السور الثلاث كأنها أسرة واحدة يجمعها الافتتاح بالحروف المقطعة التي هي سرّ من أسرار عظمة القرآن ويجمعها افتتاحها بالقسم بالقرآن والله سبحانه وتعالى العظيم يقسم بما شاء على ما شاء والعظيم لا يقسم إلا بعظيم فالقرآن كلام العظيم عظيم.

وقد افتتحت هذه السور الثلاث بصفة من صفات القرآن، فالقرآن حكيم والقرآن عظيم ذو ذكر والقرآن مجيد ومن عظمة القرآن أن الله عز وجلّ أقسم للقرآن بأمور عظيمة في ثلاثة مواضع أيضًا:

1. أقسم بمواقع النجوم على أنه (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ )

2. وأقسم بعالم الغيب والشهادة على أنه (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لَا تُبْصِرُونَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ )

3. وأقسم بالسماء والأرض (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ )

 

ومن عظمة القرآن أن الله عز وجلّ أقسم بالقرآن للقرآن في موضعين:

1. (حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )

اللغة العربية هي أمّ اللغات وأوسعها ألفاظًا وتراكيب لغوية بلاغية فهي تستوعب القرآن العظيم بمعانيه وأوصافه وتراكيبه وإعجازه، فلنحمد الله عز وجلّ أننا عرب نتكلم بلغة العرب ونفهم القرآن الذي يسّره الله عز وجلّ للذكر.

2. (حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ )

كتاب مبارك في ليلة مباركة في قرية مباركة على رسول مبارك فالبركة كلها فيه فما عليك أن أن تتعرّض لبركاته بكثرة مصاحبتك له وتدبره والعمل به..

 

ومن عظمة القرآن كثرة صفاته فقد جاء وصف القرآن الكريم في نصوص الوحي بأنه هدى ونور وشفاء ورحمة وموعظة وبشرى ومبارك وعزيز وكريم ومجيد وبشير ونذير وفرقان. وورد وصفه أنه القصص الحق والقول الفصل وقرآنا عجبا ومبين وبيان للناس وبلاغ وغيرها، وأول هذه الأوصاف ذكرًا في المصحف هو:

" هُدًى"

(ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ )(2)البقرة

 

هو الهدى وفيه الهداية لمن استرشد به واستضاء بنوره..

هذا نموذج من تدبر القرآن بتتبع بعض الآيات التي تحدثت عن القرآن وصفا وتعظيما وقسمًا ومُقسما به وله وهذه نفحة من تلمس جوانب عظمة القرآن من القرآن، أما آن لنا أن نكسر أغلال قلوبنا الموصدة لتدبره؟!

أما آن لجلودنا أن تخشع لآياته ولدموعنا أن تفيض خشية من مواعظه ولجنوبنا أن تتجافى عن مضاجعها لتقوم به بين يدي الله جلّ جلاله؟!!

هذا شهر القرآن مقبلٌ علينا فهلّا أقبلنا على القرآن وهلّا عظمناه في قلوبنا لنحيا به ما بقي من أعمارنا عسى الله عز وجلّ أن يبعثنا في زمرة أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته إنه جواد كريم..

 

بقلم سمر الأرناؤوط

 

اسلاميات

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

التهيئة بكثرة الاستغفار

وبالمبادرة والمسارعة في الخيرات

 

B1EM_iAIQAAPtz7.jpg

 

 

 

 

 

 

قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم:

"يا أيها الناس استغفروا الله وتوبوا إليه فإني استغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة"

وعلّمنا دعاء سيد الاستغفار:

"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".

والاستغفار أمانٌ للعبد من العذاب قال الله تعالى

(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)

فالأمان الأول وجود النبي صلّ الله عليه وسلم في أمّته في حياته ووجود سنّته وهديه فيهم بعد وفاته والأمان الثاني هو الاستغفار وهذا كائن إلى أن تقوم الساعة!

 

 

 

ومن عظمة هذا الدين أنه مهما طالت الجفوة أو الغفلة من العبد لا يغلق الله جلّ جلاله في وجه أحد من خلقه أبواب مغفرته حتى يغرغر أو تقوم الساعة لأنه الغفور الرحيم العفو التواب اللطيف بعباده الودود سبحانه!

والاستغفار هو سبب لنزول الرحمات الربانية فلنهيئ قلوبنا من الآن بحملة إصلاح وتطهير واستغفار عما سلف من ذنوب وتقصير وغفلة وانشغال بسفاسف الأمور عن معاليها لندخل شهر رمضان بقلوب بيضاء نقيّة صافية تليق أن نتقرب بها إلى الله عز وجلّ نتضرع إليه أن يملأها إيمانا به ويقينا به وخشية له وتعلّقا به وصدق لجوء إلى حماه فلا يبقى لنا شيئا من حظوظ أنفسنا ويصبح الاستغفار ديدن قلوبنا على مدى الشهور والأعوام فنستغفر الله عند إفطارنا لنذكِّر أنفسنا أننا لولا توفيق الله عز وجلّ لنا ما صُمنا يومنا وما أدّينا ما علينا من واجبات، ونستغفره بعد كل صلاة وبعد كل صدقة وكل عمل صالح ونستغفره لكل زلّة لسان ولكل نظرة ولكل خاطرة سوء...

 

 

%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D8%B9%D8%A9%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA.jpg

 

 

 

ولأن الآجال لا يعلمها إلا الله عز وجلّ

(وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) [لقمان: 34] (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ) [الرعد: 38]

ولأننا نحن مأمورون بالاقتداء بأنبياء الله عز وجلّ

(فبهداهم اقتده)

ولأننا نسعى ونحب ونطمع أن نكون من المؤمنين الذين يحبهم الله عز وجلّ ويثني عليهم ويعدهم بالجزاء الأوفى عنده فينبغي علينا أن نسارع في الخيرات كما سارعوا ولا نسوّف ولا نؤخّر عملا صالحا أو خيرا نرغب به..

(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ )

أيقنوا أنهم إلى ربهم راجعون فلم يغفلوا عن الاستعداد للآخرة فسارعوا في الخيرات وسابقوا فيها.

 

 

 

فليتنا نسارع ونسابق ونبادر من اللحظة بتلاوة القرآن وبالصدقات وبفعل الخيرات وصلة الأرحام وإطعام الطعام وقيام الليل والاجتهاد بالدعاء ولا يغرّنا طول الأمل فإن لم يكتب الله تعالى لنا بلوغ رمضان بآجالنا فعسى الله عز وجلّ أن يبلّغنا إياه بالنيّة الصادقة وبالمسارعة في كل خير يحبه ويرضاه ويقرّبنا منه لنكون ممن آمنوا بحقيقة الرجوع إليه فوجلت قلوبهم وعقدوا العزم على عدم الغفلة واللهو فتنافسوا في الصالحات وسارعوا فيها وسابقوا ودعوا الله جلّ جلاله رغبا ورهبا بقلوب خاشعة محبة للخير ساعية له راجية محبة الله عز وجلّ ورضوانه وطامعة في جناته... اللهم نعوذ بك من العجز والكسل ومن الضعف والوهن ومن التكاسل والتسويف ونعوذ بك من شرور أنفسنا ومن شر الشيطان وشرطه ووسوسته وتثبيطه.

 

بقلم سمر الأرناؤوط

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×