اذهبي الى المحتوى
جمانة راجح

رِياضُ الدُرّ || مادة أخلاق وتزكية ||

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

وعلى آله وصحبه وسلم

akhawat_islamway_1502172673__1.gif

المقدمة

 

* إن تزكية النفوس من كبرى مقاصد الرسالات الإلهية وبعث الرسل، فقد

قال الله - تعالى - لموسى - عليه السلام -: ( اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى *

فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى ) [النازعات: 17 - 19]،

 

* وقال سبحانه: ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ

يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي

ضَلَالٍ مُبِينٍ ) [آل عمران: 164]،

 

* ويقول رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ»

رواه أحمد وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

 

* وتزكية النفس سبيل فلاحها وسلامتِها من عقبى الخيبة، كما أكدّه المولى -

جل وعلا - بأحد عشر قَسَماً: ( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا *

وَالنَّهَارِإِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ

وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ

زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) [الشمس: 1 - 10].

 

* وبتلك التزكية يُذاق طعم الإيمان، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"ثلاث من فعلهن فقد طَعِم طَعْم الإيمان" وذكر منها: "وزكّى نفسه"

رواه الطبراني وصححه الألباني.

 

* ودرجات الجنة العلى جزاء من تزكى، يقول الله - تعالى -: ( وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا

قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا * جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا

الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى ) [طه: 75، 76]،

 

* وقد بيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - علوَّ ذلك النزل في قوله: «إِنَّ أَهْلَ

الدَّرَجَاتِ العُلَى لَيَرَاهُمْ مَنْ تَحْتَهُمْ كَمَا تَرَوْنَ النَّجْمَ الطَّالِعَ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ،

وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا» رواه الترمذي وحسنه وصححه الألباني.

" تزكية النفس "

د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم

akhawat_islamway_1502172730__3.gif

فإن إصلاح النفوس والسعي إلى تزكيتها بالإيمان والعمل الصالح وتنقيتها

من أدران الشرك والمعاصي والارتقاء بها في مدارج الكمال الإيماني وسلم

السمو الأخلاقي والسلوكي من أهم ما ينبغي أن يسعى إلى تحقيقه المربون،

وينتبه إلى أهميته المصلحون، إذ القيام بهذه المهمة عنوان الفلاح

ومفتاح النصر والسبيل نحو العزة والريادة والسؤدد.

" مختصر الدروس في تزكية النفوس (1)"

طه حسين بافضل

akhawat_islamway_1502172730__3.gif

فأحببنا تقديم هذه المادة في اربع دروس سهلة بسيطة تعتبر كبذرة ومقدمة

وإنطلاقة لتّوسع والإبحار في هذا العلم وهذا الباب ..

نسعى فيه لتوضيح أهميته وفوائده وغايته .. نسأل الله عزوجل أن يتقبله

وينفع به ..

 

وانتظرونا بعد ساعات قليلة سيكون معنا الدرس الأول إن شاء الله

akhawat_islamway_1502172730__3.gif

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك يا غالية ونفع بك ()

مع انني لست مسجلة بالمادة إلا أنني أتابعها

وجوزيتِ خيرًا .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

بارك الله فيكنّ ياغاليات

وعذراً على التأخر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1502172730__3.gif

 

=*.. الدرس الأول ..*=

تزكية النفس

 

 

أولاً؛ تعريفها:

لغة: طهارة النفس ونماؤها وإظهار محاسنها.

اصطلاحاً: تطهيرها عن الصفات المذمومة وتكميلها وتحليتها بالأعمال

الصالحة وتزيينها بجمال التعظم لله - عز وجل.

akhawat_islamway_1502172730__3.gif

ثانياً؛ لماذا تزكية النفس؟

1. التأكيد المتكرر في نصوص الكتاب والسنة على ذلك قال تعالى:

( قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى ) [الأعلى: 14]، وقال سبحانه: ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا )

[الشمس: 9 ]، ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * َفإِنَّ الْجَنَّةَ

هِيَ الْمَأْوَى ) [النازعات: 40 - 41]، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم

-: ((ثلاث من فعلهُنَّ فقد طَعِمَ طَعْمُ الإيمان - وذكر منها - وزكى نفسه، فقال

رجل: وما تزكية النفس؟ فقال: أن يعلم أن الله - عز وجل - معه حيث كان))[1]، و

كان من دعائه - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت

خير من زكاها، أنت وليها ومولاها))[2] .

 

2. من مقاصد مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - تزكية النفوس لتعبد ربها حق

عبادته: ( لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ

آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ ) [آل عمران: 164].

 

3. اهتمام السلف الصالح بتزكية النفس وتنقيتها وتطهيرها حيث "اعتنوا بالجانب

السلوكي والأخلاقي علماً وفقهاً، كما حققوه عملاً وهدياً، فأفردوا كتباً مستقلة في

الزهد والرقائق ونحوهما بل إن أئمة السلف يوردون الصفات السلوكية والأخلاقية لأهل

السنة في ثنايا كتب العقيدة "كما فعل الإسماعيلي (ت 371 هـ) في "اعتقاد أهل

السنة" وأبو إسماعيل الصابوني (ت 449 هـ) في "عقيدة السلف" وإسماعيل بن

محمد الأصفهاني (ت 535 هـ) وابن تيمية في "مجموع الفتاوى والواسطية"( 728)

- رحمهم الله.

 

4. الثواب الجزيل الذي أعده الله لمن زكى نفسه بالطاعات وجنبها الفواحش

والمنكرات قال تعالى: ( وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ

الْعُلَى * جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى )

[طه: 76].

يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته

أتعبت نفسك فيما فيه خسران

أقبل على النفس فاستكمل فضائلها

space.gif

فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان space.gif

akhawat_islamway_1502172730__3.gif

ثالثاً: من الذي يزكي النفس؛ الله أم الإنسان؟:

وقد تواردت في هذه المسألة عدد من الآيات الكريمة الدالة على معنيين أن الله

هو المزكي للنفس من باب التوفيق والدلالة والفاعل المباشر للتزكية هو الإنسان

وفي هذا يقول الله تعالى: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ

وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) [النساء: 49]، ويقول: ( وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى

مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) [النور: 21]،

ويقول سبحانه: ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) [الشمس: 9 - 10]؛

يقول ابن القيم - رحمه الله -: "فإن العبد إذا زكى نفسه ودساها فإنما يزكيها بعد

تزكية الله لها بتوفيقه وإعانته، وإنما يدسيها بعد تدسية الله لها بخذلانه والتخلية بينه

وبين نفسه؛ فتضمنت الآيتان الرد على القدرية والجبرية".

akhawat_islamway_1502172730__3.gif

رابعاً: كيف نزكي نفوسنا؟

للوصول إلى تزكية النفس ينبغي اعتماد الوسائل الآتية:

1. التوحيد الخالص لله تبارك وتعالى: ( وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء

فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ) [الحج: 31] إذ تهوي به

الشياطين وتعصف به وتصده عن طاعة ربه ومولاه.

2. فعل الطاعات وترك المحرمات والصبر على ذلك كله: ففي الطاعات نور القلب

وانشراح الصدر وهمة الجوارح وفي المحرم ظلمة القلب وضيق الصدر وكسل الجوارح

وعجزها.

رأيتُ الذنوبَ تميتُ القلوبَ

وقد يورثُ الذلَّ إدمانها

وتركَ الذنوب حياةُ القلوب

space.gif

وخيرٌ لنفسك عصيانها space.gif

3. طلب العلم الشرعي على يد أهله العارفين بعيوب النفس وتزكيتها وفق نهج

الأنبياء يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: "وتزكيةُ النفوس أصعبُ من علاج الأبدان

وأشدَّ، فمن زكَّى نفسه بالرياضةِ والمجاهدة والخلوةِ التي لم يجيءَ بها الرسل، فهو

كالمريضِ الذي يعالجُ نفسَه برأيِه، فالرسلُ أطباءُ القلوب، فلا سبيل إلى تزكيتها

وصلاحها إلا من طريقهم والتسليم لهم".

 

4. محاسبتها ومجاهدتها للتغلب على الهوى والشيطان والدنيا؛ قال ميمونُ بنُ

مهران - رحمه الله تعالى -: (لا يكونُ الرجلُ من المتقين حتى يحاسبَ نفسَه أشدَّ

من محاسبةِ شريكهِ، حتى يعلمَ من أين مطعمُه، ومن أين ملبسُه، ومن أين مشربُه أمِنْ

حلالٍ ذلك أم من حرام).

 

5. الصحبة النافعة التي تعين على تربية النفس وتزكيتها والبعد عن كل ما يضرها

ويهلكها قال علي - رضي الله عنه -:

كم من جاهل أردى

حليماً حين آخاه

يقاس المرء بالمرء

space.gif

إذا ما المرء ماشاه

akhawat_islamway_1502172730__3.gif

خامساً: ثمار تزكية النفس:

1. الفلاح في الدنيا والنجاة في الآخرة؛ "فلا يصلح لِمُلك الآخرة ونعيمها ولا

القرب من رب العالمين إلا قلب سليم صار طاهراً بطول التزكية والتطهير قال

الله تعالى: ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا *

وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ) [الشمس: 9 - 10].

 

2. راحة البال وسكينة القلب وطمأنينته وانشراح الصدر وسعته: ( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ

السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ ) [الفتح: 4]، ( فَمَن يُرِدِ

اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً

كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ )

[الأنعام: 125].

 

3. الثبات على الدين والطاعة: ( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ

الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ ) [إبراهيم:27]، فكلما

قويت النفس وتهيأت بالذكر والاستغفار والتوبة والإنابة كلما كانت أقدر بإذن الله

على تجاوز العقبات والتغلب على الصعوبات فتثبت ولا تتزحزح.

akhawat_islamway_1502172730__3.gif

مراجع:

1. مدارج السالكين لابن القيم الجوزية.

2. معالم في السلوك وتزكية النفوس د.عبدالعزيز آل عبداللطيف.

3. التبيان في أقسام القرآن.

4. حليه الأولياء.

.......

[1] رواه الطبراني وصححه الألباني في الصحيحة برقم 1046.

[2] أخرجه مُسْلم 8/81 (7005 و 7006).

 

 

المصدر " مختصر الدروس في تزكية النفوس (1)"

طه حسين بافضل

 

akhawat_islamway_1502172730__3.gif

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما شاء الله درس قيّم ( )

بارك الله فيك وجزاك خيرًا يا حبيبة .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اصطلاحاً: تطهيرها عن الصفات المذمومة وتكميلها وتحليتها بالأعمال

الصالحة وتزيينها بجمال التعظم لله - عز وجل

اللهم بارك درس قيم

بارك الله فيك ونفع الله بك يا غالية

وتزكية النفس سبيل فلاحها وسلامتِها من عقبى الخيبة، كما أكدّه المولى -

جل وعلا - بأحد عشر قَسَماً: ( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا *

وَالنَّهَارِإِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ

وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ

زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@...ياسمين...

 

جزاكنّ الله خيرًا ياغاليات

سعدت لتواجدكنّ

نسأل الله أن ينفعنا به ويبارك لنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1502172730__3.gif

 

=*.. الدرس الثاني ..*=

 

بعد أن تعرفنا على التزكية واهميتها ومايترتب عليها في الدرس الأول

سنتطرق في الدرس الثاني بإذن الله لتعريف النفس والقلب وانواعها من

ثم ندخل لأول أعمال التزكية الإخلاص

 

 

akhawat_islamway_1502172730__3.gif

 

بين القلب والنفس

 

أولاً:

النفس لغة:

نفس الشيء تأتي بمعنى ذاته، وعينه، وحقيقته، كما يقال: رأيت زيدًا نفسَه

وعينَه، وقد يراد بلفظ النفس الدم الذي يكون في الحيوان، كقول الفقهاء:

"ما له نفس سائلة، وما ليس له نفس سائلة"، وتأتي أيضًا بمعنى الروح.

 

اصطلاحًا:

جوهر مشرق للبدن، ينقطع ضوءُه عند الموت من ظاهر البدن وباطنه،

وفي النوم ينقطع عن ظاهر البدن دون باطنه.

 

الفرق بين النفس والروح:

روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "لكل إنسان نفسان: إحداهما:

نفس العقل الذي يكون به التمييز، والأخرى: نفس الروح الذي به الحياة"،

وقال بعض اللغويين: هما واحد، وقال آخرون: هما متغايران؛ إذ النفس

مناط العقل، والروح مناط الحياة، وسميت النفس نفسًا؛ لتولد النفس منها،

واتصاله بها، كما سمَّوُا الروح روحًا؛ لأن الروح موجودة بها.

=====

أنواع النفوس:

وهي ثلاثة:

1 - النفس الأمارة بالسوء:

هي التي يغلب عليها اتِّباعُ هواها بفعل الذنوب والمعاصي؛ قال تعالى:

( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي

غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [يوسف: 53]، وفي الحديث عن ابن مسعود رضي الله

عنه أيضًا: ((إن للملك لَمَّةً، وللشيطان لمة، فلمةُ الملك: إيعاد بالخير،

وتصديق بالحق، ولمةُ الشيطان: إيعاد بالشر، وتكذيب بالحق)).

2 - النفس اللوامة:

وهي التي تُذنب وتتوب، فعندها خير وشر، لكن إذا فعلَتِ الشر تابتْ وأنابت،

فتُسمَّى لوامة؛ لأنها تلوم صاحبَها على الذنوب، ولأنها تتلوم - أي: تتردد -

بين الخير والشر؛ قال تعالى ( لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ

اللَّوَّامَةِ ) [القيامة: 1، 2].

3 - النفس المطمئنة:

وهي التي تحب الخيرَ والحسناتِ وتريد ذلك، وتبغض الشر والسيئات وتكره

ذلك، وقد صار ذلك لها خُلقًا، وعادة، ومَلَكة؛ ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ *

ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ) [الفجر: 27، 28].

====

ثانيًا:

القلب لغة:

القلب عند أهل اللغة: "تحويل الشيء عن موضعه، يقال: قَلَبه يَقْلِبُه قَلْبًا،

وقلَّبه؛ أي: حوَّله ظهرًا لبطن، وتقلب الشيء ظهرًا لبطن، قال الشاعر:

 

مَا سُمِّيَ القَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبِهِ ♦♦♦ وَالرَّأْيُ يَصْرِفُ بِالإِنْسَانِ أَطْوَارَا

 

وقال آخر:

 

مَا سُمِّيَ القَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبِهِ ♦♦♦ فَاحْذَرْ عَلَى القَلْبِ مِنْ قَلْبٍ وَتَحْوِيلِ

 

واصطلاحًا:

وعندما يطلق اللفظ، فإنه يتناوله صنفان من الناس، فكل صنف يعرِّفُه بطريقته:

الصنف الأول: الأطباء:يقولون: إنه عضو عضلي أجوف، يقع في منتصف

التجويف الصدري تقريبًا، أو هو المضخة التي تضخ الدم من بداية تشكل

الجنين، وحتى وفاة الإنسان، دون توقف من ليل أو نهار (7200 لتر يوميًّا).

 

الصنف الثاني: العلماء والفقهاء والزهاد: قالوا: هو لطيفة ربانية روحانية، لها

تعلُّق بالقلب الذي عرَّفْناه آنفًا، وعمومًا هو من الأسرار التي لم تفصح عنه

النصوص الشرعية.

===

أنواع القلب:

1 - القلب السليم:

وهو الذي أخلص عبوديته لله تعالى إرادة ومحبة، وتوكلاً وإنابة، وإخباتًا وخشية

ورجاءً، فإنْ أحبَّ أحبَّ في الله، وإن أبغض أبغض في الله، وإن أعطى أعطى لله،

وإن منع منع لله، ولا ينقاد ولا يحتكم إلا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

2 - القلب المريض:

وهو الذي فيه محبة الله، والإيمان به، والإخلاص له، والتوكل عليه، كما

فيه محبة الشهوات وإيثارها، والحرص على تحصيلها، وفيه الحسد والعجب،

وحب العلو والفساد في الأرض، فهو إما إلى السلامة أقرب، أو إلى الهلاك

والموت أقرب.

3 - القلب الميت:

هو ذلك القلب الذي لا حياة له؛ همُّه الفوز بالشهوات وتحصيلها، ولو

كان فيها سخط ربه وغضبه، فإن أحبَّ أحبَّ لهواه، وإن أبغض أبغض لهواه،

وإن أعطى أو منع فلهواه؛ فهو متعبد لغير الله حبًّا، ًوخوفًا، ورجاء،

وسخطًا، وتعظيمًا، وذلاًّ، مخالطةُ صاحب هذا القلب سقم، ومعاشرته سم،

ومجالسته هلاك.

====

مسيرة القلب من السلامة إلى الموت:

مرحلة السلامة: بتوحيد الله تبارك وتعالى وعدم الإشراك به، وطاعته في السر

والعلن، والصبر على ذلك، واتِّباع هدي نبيه صلى الله عليه وسلم وعدم

الابتداع في دين الله، والاستسلام التام لأوامر الله، والاستبشار بأحكامه،

وملازمة ذكر الله.

مرحلة القسوة والمرض:

إذ تتلقَّفه الشهوات، وتنهكه الشبهات؛ فيضعف أمامها، ويتساهل في

تناول المحرمات؛ تتبعًا للرخص، وتهاونًا بالسنن، فلا خشوع ولا تدبر،

وينسى العلم، وينهمك في الذنوب.

مرحلة الموت:

فلا حياة له بعيدًا عن ربه ومولاه، ومجانبًا لسبيل المؤمنين المتقين، فلا

أمل في حياته إلا بالتوبة النصوح، وتقوى الله، وكثرة الذِّكر والاستغفار،

وملازمة الطاعات والأعمال الصالحة بأنواعها، وعدم الانهماك في

ملذات الدنيا وشهواتها؛ بل الاعتدال والتوسط فيها، ومجاهدة مستمرة

لا تفتر؛ حتى تعود له الحياة، نسأل الله السلامة والعافية

 

akhawat_islamway_1502172730__3.gif

 

أعمال القلوب

 

الإخلاص

 

التعريف: لغة: من مادة (خ ل ص) التي تدل على تنقية الشيء،

والخالص: الصافي.

 

اصطلاحًا: تعدَّدت أقوال العلماء المحققين في ذلك، وفيما يلي أهمها:

1- أن يكون سكون العبد وحركاته لله - تعالى - خاصة.

2- الإخلاص فقْد رؤية الإخلاص، فإن مَن شاهد في إخلاصه الإخلاصَ،

فقد احتاج إخلاصُه إلى إخلاص.

3- تخليص القلب عن شائبة الشوب المكدر لصفائه الفطري؛ كقوله –

تعالى -: (مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا ) [النحل: 66].

 

أقوال في الإخلاص:

قال تعالى: ( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ) [الزمر: 11]،

وقال - سبحانه -: ( قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي )[الزمر: 14]،

وقال - تعالى -: ( فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) [غافر: 14].

 

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما

لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله

ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها، فهجرته

إلى ما هاجر إليه))

 

وقال مكحول: "ما أخلص عبدٌ قط أربعين يومًا إلا ظهرتْ ينابيع الحكمة

من قلبه ولسانه".

 

وقال الفضيل بن عياض في قوله - تعالى -: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ

لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) [الملك: 2]: "العمل الحسن هو أخلصه وأصوبه"،

قالوا: يا أبا علي، ما أخلصه وأصوبه؟ قال: "إن العمل إذا كان خالصًا ولم

يكن صوابًا، لم يُقبَل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا، لم يقبل، حتى

يكون خالصًا صوابًا، والخالص: ما كان لله، والصواب: ما كان على السنة".

 

وقال الجنيد: "الإخلاص سر بين الله وبين العبد، لا يعلمه ملك فيكتبه،

ولا شيطان فيفسده، ولا هوى فيميله".

 

وقال ابن القيم: "العمل بغير إخلاص ولا اقتداء، كالمسافر يملأ جرابه رملاً

ينقله ولا ينفعه".

 

حقيقة الإخلاص: التبرؤ من كل ما دون الله - تعالى - فَيُنظر إليه من زاويتين:

الأولى: من جانب العمل، بحيث يكون نقيًّا من الشرك والرياء والسمعة، والغش

والاحتيال والكذب، ونحوها، وكان باعثه التقرُّب إلى الله - تعالى - ولم يلتفت

إلى حظوظ الدنيا، ولم ينغمس في شهواته؛ ولذلك كان الإخلاص صعبًا وعزيزًا،

حتى قيل: "مَن سَلِم له من عمره لحظةٌ خالصة لوجه الله، نجا، والخالص هو

الذي لا باعث له إلا طلب القرب من الله تعالى".

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إخلاص الدِّين لله هو الدين الذي لا يقبل الله

سواه، وهو الذي بعث به الأولين والآخرين من الرسل، وأنزل به جميع الكتب،

واتَّفق عليه أئمة أهل الإيمان، وهذا هو خلاصة الدعوة النبوية، وهو قطب

القرآن الذي تدور عليه رحاه".

 

الثانية: من جانب معناه وشروطه، باعتباره موقفًا يلتزم به الإنسان في حياته،

فينقسم الإخلاص هنا إلى:

1- إخلاص الأقوال. 2- إخلاص الأفعال. 3- إخلاص العبادات.

4- إخلاص الخواطر.

=====

مستلزمات موقف الإخلاص:

1- الاستمرار: بحيث لا يتبعثر، أو يتفكك، أو يتوقَّف، فلا زمان يربطه،

ولا موقف يثنيه ويثبطه عن مسيره.

2- التكامل: بين النِّية والفعل؛ إذ هو بمجموعه مخلصًا في أهداف وجوده

في الحياة، ويتدرج في مدارج الكمال.

3- العلم: جهل الإنسان بحقيقة وجوده لا يمكن أن يبني إخلاصًا في

القلب، فلا بد من العلم؛ ليقوى الوعي والإدراك.

4- التدرج: قد يتعثر المخلص، ولكنه ينهض، وهكذا مرارًا وتكرارًا، وكل

ذلك في تدرج نحو بلوغ الدرجة الكاملة في الإخلاص.

5- الأمانة: من خلال رعاية حق الله - تعالى - وأداء الفرائض والواجبات،

وتأدية الحقوق، والبعد عن الخيانة وحظوظ النفس التي تفسد الإخلاص.

====

مراتب الوصول إلى الإخلاص:

الأولى: طرح العمل وعدم رؤيته، فضلاً عن طرح طلب العوض عنه.

الثانية: الخجل من العمل، مع بذل الوسع والغاية فيه لإتقانه والإتيان به حسب مراد الشرع.

الثالثة: رؤية التوفيق في العمل المُخْلَص، على أنه جود وتكرُّم ومنَّة من الله - تعالى.

الرابعة: الإخلاص بالخلاص منه، وجعله خالصًا لوجه الله - تعالى.

=====

الآفات المكدرة للإخلاص:

1- الرياء الظاهر: فيأتي الشيطان إلى المصلِّي فيقول له: "حسِّن صلاتك؛

حتى ينظر إليك هذا الحاضر بعين الوقار والصلاح، ولا يزدريك أو

يغتابك"، فتخشع جوارحه، وتسكن أطرافه، وتحسن صلاته.

 

2- دقيق الرياء: وهنا يأتيه الشيطان فيقول له: أنت متبوع، ومقتدى بك،

ومنظور إليك، وما تفعله يؤثر عنك، ويتأسَّى بك غيرك، فيكون لك ثواب

أعمالهم إن أحسنت، وعليك الوزر إن أسأت، فأحسن عملك بين يديه،

فعساه يقتدي بك في الخشوع وتحسين العبادة.

 

3- أدق الرياء: مع تنبهه لما سبق، وعلمه أن الإخلاص في أن تكون صلاته

في الخلوة مثل صلاته في الملأ، ويستحيي من نفسه ومن ربه أن يتخشع

لمشاهدة خلقه تخشعًا زائدًا على عادته، فيُقبِل على نفسه في الخلوة،

ويحاول تحسين صلاته على الوجه الذي يرتضيه في الملأ، ويصلي في

الملأ أيضًا كذلك، فكأن نفس هذا ليست تسمح بإساءة الصلاة بين أظهر

الناس، ثم يستحيي من نفسه أن يكون في صورة المرائين، ويظن أن ذلك

يزول بأن تستوي صلاته في الخلا والملأ، وهيهات!

 

والعلاج: أن يعلم أن الإخلاص أن تكون مشاهدة البهائم لصلاته

ومشاهدة الخلق على وتيرة واحدة، وذلك بألاَّ ينشغل أو يلتفت إلى

الخلق، كما لا يلتفت إلى الجمادات، في الخلا والملأ جميعًا.

====

منافع الإخلاص:

1- الأساس في قبول الأعمال والأقوال والدعوات.

2- رفعة المنزلة والدرجات في الدنيا والآخرة.

3- يحقق للعبد الطمأنينة والأمن والهداية، وقوة العزيمة في مواجهة

الشدائد، والنجاة من الفتن.

4- طرد الهموم والوساوس، وجلب الانشراح للصدر، والسعادة القلبية.

5- يقوي العلاقات الاجتماعية، ويجلب النصر للأمة.

وغيرها من المنافع.

 

 

مختصر الدروس في تزكية النفوس

طه حسين بافضل

 

 

 

akhawat_islamway_1502172730__3.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1502172730__3.gif

 

=*.. الدرس الثالث ..*=

شرعنا في الدرس الماضي عن أعمال القلوب وتتطرقنا لأول عمل وهو الإخلاص

واليوم بإذن الله سنأخذ عملين أخراين من أعمال القلوب

وهو التقوى , والتوكل

 

واذكركنّ ونفسي .. أن اليوم أول أيام ذي الحجة

التي قيل فيها أنها أعظم أيام الدنيا

نسأل الله أن يوفقنا لحسن إستغلالها

akhawat_islamway_1502172730__3.gif

 

- التقوى -

التعريف:

لغة: مأخوذ من مادة (و ق ى)، تدلُّ على دفْع شيءٍ عن شيءٍ بغيره، والاسم

التقى، والمصدر الاتِّقاء، وهو والتقى بمعنى واحد.

اصطلاحًا: وجاءت على عِدَّة معانٍ، كلها صحيحة:

1 - أن يجعل العبدُ بينه وبين ما يخشاه مِن عقابه وقايةً تقيه وتحفظه، وذلك

بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، واسم "التقوى" إذا أُفْرد، دخل فيه فِعلُ كلِّ

مأمور به، وتَرْك كل محظور.

2 - أن يعمل العبد بطاعة الله، على نور من الله، يرجو ثواب الله، وأن يَتركَ

معصيةَ الله، على نور من الله، يخشى عِقابَ الله.

3 - أنَّها حساسية الضمير، وخشية مستمرَّة، وحذرٌ دائم، وتوقٍّ لأشواك الطريق

إلى الله مِن الرغائب والشهوات، وأشواك المطامع والمخاوف، وقد ورد أنَّ عمر

بن الخطَّاب رضي الله تعالى عنه سأل أُبيَّ بن كعب رضي الله تعالى عنه عن التقوى،

فقال له: أَمَا سلكت طريقًا ذا شوك؟ قال بلى، قال: فما عملت؟ قال: شَمَّرتُ

واجتهدت، قال: فذلك التقوى.

***

مكانتها:

1 - التقوى هي وصيةُ الله لعباده الأوَّلين والآخِرين، وسبيل المؤمنين، وخلف

الأنبياء والمرسلين، مَن التزمها فاز وربح، ومَن أعرض عنها هَلَك وخَسِر؛ ( وَلَقَدْ

وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللَّهَ )[النساء: 131].

2 - وهي وصية النبي صلَّى الله عليه وسلَّم دائمًا لأصحابه: ((أوصيك بتقوى الله،

فإنَّه رأسُ كلِّ شيء))، كلَّما أمَّر أميرًا على جيش أو سرِية، أوصاه في خاصَّة نفسه

بتقوى الله، وبِمَن معه من المسلمين خيرًا"، وأوصى بها معاذًا رضي الله عنه فقال:

((اتَّق الله حيثُما كنت))، ووصَّى النساءَ بها؛ كما في حديث جابر: "ثم مضى إلى

النِّساء، ومعه بلال، فأمرهنَّ بتقوى الله، ووعظهنَّ.."، وفي حديث العِرباض: فقال

قائل: يا رسولَ الله، كأنَّ هذه موعظةُ مودِّع، فماذا تعهد إلينا؟ فقال: ((أوصيكم

بتقوى الله، والسَّمع والطاعة)).

3 - وهي وصية الخُلفاء الراشدين، فعن عمرو بن ميمون، قال: أَوْصى عمر بن

الخطَّاب رضي الله عنه فقال: "أُوصي الخليفةَ مِن بعدي بتقوى الله، وأوصيه

بالمهاجرين الأوَّلين"، وكتب رضي الله تعالى عنه لابنه، فقال: "فإنِّي أوصيك بتقوى

الله عزَّ وجلَّ فإنَّه مَن اتَّقاه وقاه، ومَن أقرضه جزاه، ومَن شكر زادَه"، وأوصى عليٌّ

رضي الله تعالى عنه رجلاً فقال: "أوصيك بتقوى الله عزَّ وجلَّ الذي لا بدَّ لك

من لقائه، ولا منتهى لك دونَه، وهو يملك الدنيا والآخرة".

4 - وأيضًا فمقياس الفضل والكرم تقوى الله؛ كما قال تعالى: ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ

اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )[الحجرات: 13].

5 - ومن عظيم أمرها أنَّها ذُكرت في القرآن أكثر من مائتي مرَّة.

***

لماذا يتقي المؤمن ربه؟

يتقي المؤمن ربَّه للأسباب الآتية:

1 - خوف العِقاب الدنيوي والأخروي؛ ( لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النار وَمِن

تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ الله بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ) [الزمر: 16]،( إِنَّ

رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ) [الفجر: 14].

2 - رجاء الثواب الدُنيوي والأخروي؛ ( وِمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا

حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) [البقرة: 201].

3 - خوف الحساب؛ ( لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ

لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ

وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ) [الرعد: 18].

4 - الحياء مِن نَظَرِ الله جلَّ جلاله:

وَإِذَا خَلَوْتَ بِرِيبَةٍ فِي ظُلْمَةٍ

وَالنَّفْسُ دَاعِيَةٌ إِلَى الْعِصْيَانِ

فَاسْتَحْيِ مِنْ نَظَرِ الإِلَهِ وَقُلْ لَهَا

إِنَّ الَّذِي خَلَقَ الظَّلاَمَ يَرَانِي

 

5 - الشُّكر على نِعمة الله تبارك وتعالى.

6 - العلم؛ فبه يخرج الإنسان من ظُلمات الجَهالة إلى نور الإسلام والإيمان.

7 - تعظيم جَلال الله جلَّ جلاله.

8 - صِدْق المحبَّة لله سبحانه وتعالى.

***

علاماتها:

وإذا أردتَ أن تعلمَ هل أنت مِن المتقين، فتأمَّلْ علاماتٍ مهمَّة:

1 - كثرة خوفك من ذُنوبك الماضية التي ذهبت لذَّتُها، وبقيت في القلْب

حسرتُها، وفي الآخرة عقوبتها.

2 - أن تحذر أشدَّ الحذرِ من أن تقع في ذنوبٍ أخرى في المستقبل.

3 - استشعارك مراقبةَ الله لك في سِرِّك وعلانيتك، وفي جهرك ونجواك.

4 - قدرتك على مقاومة الهوى، والتغلُّب عليه.

5 - أن تفزعَ وتخاف دائمًا من سوء الخاتمة.

6 - كثرة المحاسبة لنفسك على تَقصيرها.

***

درجات التقوى:

أوَّلاً: أن يتقي العبد الكفرَ، ومقامُ ذلك الإسلام.

ثانيًا: أن يتقي المعاصي والمحرَّمات، ومقامُ ذلك التوبةُ والاستغفار.

ثالثًا: أن يتقي الشُّبهاتِ، ومقام ذلك الورع.

رابعًا: أن يتقي المباحاتِ، ومقامُ ذلك الزُّهد.

خامسًا: أن يتقيَ حضورَ غير الله على قلْبه، ومقامُ ذلك المشاهدة.

إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَلْبَسْ ثِيَابًا مِنَ التُّقَى

تَقَلَّبَ عُرْيَانًا وَإِنْ كَانَ كَاسِيَا

وَخَيْرُ لِبَاسِ الْمَرْءِ طَاعَةُ رَبِّهِ

وَلاَ خَيْرَ فِيمَنْ كَانَ لِلَّهِ عَاصِيَا

***

ثمارها اليانعة:

فإذا زَرعتَ شجرة التقوى في حياتك، فَحتمًا ستجد ثمارَها اليانعة الطيِّبة

- وهي كثيرة جدًّا - أقتطف لكَ بعضًا منها:

أ - محبَّة الله؛ قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ) [التوبة: 7].

ب - ولاية اللهِ للمتقين؛ قال تعالى: ( وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ) [الجاثية: 19].

ج - دخول الجنَّة وتقريبها لهم؛ قال تعالى: ( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ

النَّعِيمِ )[القلم: 34]، وقال تعالى: ( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ) [الشعراء: 90].

د - التكريم عندَ الحشر وفي الجنَّة؛ قال تعالى ( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى

الرَّحْمَنِ وَفْداً ) [مريم: 85].

هـ - النجاة من النار؛ قال تعالى: ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا

مَّقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ) [مريم: 71 - 72].

و - قَبول الأعمال؛ قال تعالى: ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) [المائدة: 27].

ز - التأييد والمعونة؛ قال تعالى: ( وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) [البقرة: 194].

ح - الرِّزق الحسن، وتيسير الأمور، والخلاص من الشَّدائد؛ قال تعالى: ( وَمَنْ

يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ) [الطلاق: 2 - 3]،

وقال تعالى: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ) [الطلاق: 4].

ط - أنَّهم في جوار الله يومَ القيامة؛ قال تعالى: ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ *

في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ) [القمر: 54-55].

ي - العلم والمغفرة، والفهم والفلاح؛ قال تعالى: ( يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَنْ تَتَّقُوا

اللّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )

[الأنفال: 29]، وقال تعالى: ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ) [البقرة: 282]،

وقال تعالى: ( وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [البقرة: 189].

ابْلُ الرِّجَالَ إِذَا أَرَدْتَ إِخَاءَهَمْ

space.gif

وَتَوَسَّمَنْ أُمُورَهُمْ وَتَفَقَّدِ

فَإِذَا وَجَدْتَ أَخَا الْأَمَانَةِ وَالتُّقَى

فَبِهِ الْيَدَيْنِ قَرِيرَ عَيْنٍ فَاشْدُدِ

 

وقال آخر:

وَلاَ عَيْشَ إِلاَّ مَعْ رِجَالٍ قُلُوبُهُمْ ♦♦♦ تَحِنُّ إِلَى التَّقْوَى وَتَرْتَاحُ لِلذِّكْرِ

 

akhawat_islamway_1502172730__3.gif

- التوكل -

 

أوَّلاً: تعريفه:

 

لغة: مصدر توكَّل يتوكَّل، مأخوذ من مادَّة (و ك ل) التي تدلُّ على

الاعتِماد على الغير في أمرٍ ما.

اصطلاحًا: صدق اعتِماد القلب على الله في استِجْلاب المصالِح،

ودفْع المضارّ من أمورِ الدُّنيا والآخرة، وكِلَة الأمور كلّها إليْه.

 

والتوكُّل على الله عملٌ قلْبي من أعمال القلوب، وأثرٌ قويٌّ من

آثار الإيمان، بل هو نِصْف الدِّين، ونصفه الآخر العبادة.

***

ثانيًا: منزلة التوكُّل ومكانته:

 

يتحقّق إيمان العبد؛ قال تعالى: ( وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن

كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) [المائدة: 23].

وهو دليل على الثِّقة البالغة بالله - عزَّ وجلَّ - قال تعالى:

( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ

فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) [آل عمران: 173].

الإعانة والنصرة والكفاية؛ قال تعالى: ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى

اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) [الطلاق: 3]..

سبب من أسباب الرِّزْق؛ كما جاء من حديث عُمر: أنَّ النَّبيَّ

- صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((لَوْ أنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ على اللهِ حقَّ

تَوَكُّلِه، لَرزَقَكُمْ كما يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِماصًا، وتَرُوحُ بِطانًا))

وصاحبُه يدخُل الجنَّة بغير حِساب؛ كما جاء من حديث

عِمران بن حصين عن السَّبعين الَّذين يدخُلون الجنَّة بغير حِساب؛

قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((هُمُ الَّذينَ لا يَكْتَوُونَ ولا يَسْتَرْقُون

ولا يَتَطَيَّرُونَ، وعلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون)) والأحاديث والآيات في فضلِه متكاثرة.

***

ثالثًا: أنواع التوكُّل:

أولها: توكّل الموحّدين:

وهُم الذين اعتمدوا على الله ووثِقوا فيه، مع فعل الأسباب، من غير الاعتِماد

عليْها والرّكون إليها.

 

ثانيها: توكُّل شركي، وهو على ضربيْن:

أ- أكبر: وهو اعتِماد كلّي على الأسباب، مع الاعتِقاد أنَّها تؤثِّر في جلْب

المطْلوب ودفع المكروه.

ب- أصغر: وهو الاعتِماد على شخص في الرِّزق والمعاش من غير اعتِقاد

تأثيره، ولكن يتعلَّق به فوق اعتِقاد أنَّه مجرَّد سبب، كمن يعتقد في راتبه

الشَّهري من وظيفتِه فبدونِه حلول الفقْر والمسكنة.

الرِّزْقُ مَقْسُومٌ فَأَجْمِلْ فِي الطَّلَبْ == يَأْتِي بِأَسْبَابٍ وَمِنْ غَيْرِ سَبَبْ

فَاسْتَرْزِقِ اللَّهَ فَفِي اللَّهِ غِنًى == اللَّهُ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَبٍ حَدَبْ

ثالثُها: توكُّل جائز:

كمن يوكِّل إنسانًا في فعل ما يقْدِر عليه، من بيعٍ وشراءٍ وإجارةٍ ونحو ذلك،

وقد وكَّل - صلَّى الله عليه وسلَّم - عروة بن الجعد ليشتري له شاة.

***

رابعًا: مكوِّنات التوكّل:

ذكر الإمام ابن القيم - رحِمه الله - أنَّ التوكُّل مركَّب من مَجموع أمور:

معرفة الرَّبّ وصفاته:

فيعلم بأنَّ الله الخالق المالك المدبّر لهذا الكوْن والمتصرِّف فيه، لا تغيب

عنه غائبةٌ في الأرض ولا في السَّماء، وهو بكلِّ شيءٍ عليم، له الأسماء

الحسنى والصِّفات العلى.

إثبات في الأسباب والمسببات:

فلا يعتمد عليها كليًّا ويعتقد أنَّها مؤثِّرة، ولا ينفيها ويعطِّلها عن دوْرِها؛

بل يفعلُها دون الاعتِماد عليها بعد أن يعلم ويتحقَّق من صلاحيتها، فلا يتَّخذ

سببًا محرَّمًا، أو عملاً دينيًّا غير مشروع، وإن كان مباحًا فينظر فيه: هل

يضعف توكّله؟ فإن كان يضْعفه تركه، وإن لَم، حرَص على فعْلِه واجتهد في ذلك.

اعتماد القلب على الله واستِناده وسكونه إليه:

فلا يضطرِب من تبدُّل الأحوال وتغيُّرها، ولا يبالي بِها ولا يلتفِت إليها،

وإنَّما هو كالطِّفل لا يعرف شيئًا يأْوي إليه إلاَّ ثدْي أمِّه، كذلك المتوكِّل لا

يأْوي إلاَّ إلى ربِّه سبحانه.

رسوخ القلْب في مقام توحيد المتوكّل:

فلا بدَّ من التَّوحيد ليصحَّ التوكُّل، فتخرج من القلب كلُّ علائق الشِّرْك.

حسن الظَّنّ بالله:

فعلى قدْر حسن ظنِّك بربِّك ورجائك له، يكون توكُّلك عليه.

استِسْلام القلب له وانْجِذاب مؤثِّراته كلّها إليْه:

فالعبد يكون بين يدَي الله كالميت بين يدي مغسِّله يقلِّبه كيف أراد.

التفويض:

وهو روح التوكُّل ولبُّه وحقيقته، فيلقي أموره كلَّها إلى الله طلبًا

واختيارًا، لا كرهًا واضطرارًا، كتفْويض الابن العاجز الضَّعيف المغْلوب

على أمره كلَّ أموره إلى أبيه المشفق عليه المحبّ له.

الرضا:

وهو ثمره التوكُّل ونتيجته بل أعظم فوائده؛ فإنَّه إذا توكَّل حقَّ التوكُّل رضي

بما يفعله وكيله، وانظر إن شئْتَ صورًا من التوكُّل في حياة سلفك الصَّالح

والأنبِياء من قبلهم لتزداد توكلاً.

فهذه ثمان درجات مَنِ استكملها فقد استكمل الإيمان.

 

ربَّنا عليك توكَّلنا وإليك أنبنا وإليْك المصير.

 

 

مختصر الدروس في تزكية النفوس

طه حسين بافضل

 

akhawat_islamway_1502172730__3.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

خوف العِقاب الدنيوي والأخروي؛ ( لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النار وَمِن

تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ الله بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ) [الزمر: 16]

بورك فيك يا غالية

وجزاك الله خير

استِسْلام القلب له وانْجِذاب مؤثِّراته كلّها إليْه:

فالعبد يكون بين يدَي الله كالميت بين يدي مغسِّله يقلِّبه كيف أراد.

سبحان الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرًا يا حبيبة ()

وجزى كاتبها خيرًا.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×