اذهبي الى المحتوى
باحلم بالفرحة

تخصيص سورة من القرآن بالتلاوة والاستماع

المشاركات التي تم ترشيحها

السؤال

هل يصح للمسلم أن يكون له سورة يفضّلها على غيرها من السور فيخصها بمزيد تلاوة واستماع؟ فمنذ أن كنت صغيرة وأن أحب سورة الواقعة ، إنني أحاول أن أقرأ القران يومياً ، ولكني أحب سورة الواقعة أكثر من غيرها لأنها تثير لدي كل مشاعر الحب والأمل والثناء، كذلك مشاعر الخوف من الله والجنة والنار، إنني أشعر بارتياح غريب عند تلاوة أو سماع هذه السورة ، لكني أحياناً أقول في نفسي علّ ما أفعله من تخصيص لها فيه مخالفة للشرع . فهل من نصيحة ؟ وشكراً.

 

 

الجواب :

الحمد لله

لا بأس أن يخص المسلم سورة من كتاب الله بمزيد عناية ، من تلاوة واستماع وتفسير ونحو ذلك لما تشتمل عليه من أحكام أو ترغيب وترهيب ونحوه ، دون أن يؤدي ذلك إلى هجر بقية القرآن وإهمال تلاوته ، ما دام ذلك يعتمد على اعتبارات خاصة ، من فهم زائد لمعاني السورة ، أو تأثر بمضمونها ، أو نحو ذلك ، ولم يكن اعتقادا لفضيلة خاصة بها ، لم يثبت الشرع بها .

 

وفي الحديث عند الترمذي (3297) وحسنه قوله صلى الله عليه وسلم : ( شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلَاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

 

وعند النسائي (1010) عن أبي ذَرٍّ قال : قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا أَصْبَحَ بِآيَةٍ ( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) حسنه الألباني في "صحيح النسائي" .

وروى أبو نعيم في "الحلية" (2/55) بسند صحيح عن عروة بن الزبير قال : " دخلت على أسماء بنت أبي بكر وهي تصلي فسمعتها وهي تقرأ هذه الآية ( فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ) فاستعاذت ، فقمت وهي تستعيذ ، فلما طال علىّ أتيت السوق ثم رجعت وهي في بكائها تستعيذ ".

 

وروى ابن سعد في "الطبقات" (7/150) عن بهز بن حكيم : " أن زرارة بن أوفى أمّهم الفجر في مسجد بني قشير فقرأ حتى إذا بلغ ( فإذا نقر في الناقور* فذلك يومئذ يوم عسير * على الكافرين غير يسير ) خرّ ميتا ، قال بهز : فكنت فيمن حمله " .

 

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

ما حكم تفضيل سورة على أخرى وخاصة أنني أحب أن أقرأ سورة مريم مثلاً أحياناً ؛ لأنني أحس براحة واستمتاع عند قراءتها ؟

فأجاب : " لا حرج أن يفضل الإنسان سورة من القرآن على سورة أخرى لأي سبب من الأسباب ؛ وإلا فالكل كلام الله عز وجل ، فالقرآن من حيث المتكلم به وهو الله سبحانه وتعالى لا يتفاضل ، أما من حيث ما يشتمل عليه من المعاني الجليلة العظيمة فإنه يتفاضل .

ولهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ( إن أعظم سورة في كتاب الله سورة الفاتحة وإن أعظم آية في كتاب الله آية الكرسي ) .

وكان أحد الصحابة قد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية ، فكان يقرأ القرآن لأصحابه ، ويختتم بسورة الإخلاص ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( سلوه لأي شيء كان يصنع ذلك ) فقال : لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أخبروه أن الله يحبه ) .

وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ( إن سورة الإخلاص تعادل ثلث القرآن ) ، فإذا كان هذا السائل يحب قراءة سورة مريم لما فيها من القصص العظيمة النافعة ، ولما فيها من ذكر الجزاء في اليوم الآخر ، والإنكار على من كذب بآيات الله وكفر بها ، وأعجب بما أعطاه الله من المال ، وما إلى ذلك من المعاني ، فإن هذا لا بأس به ، ولا حرج عليه " .

انتهى من "فتاوى إسلامية" (4 /50) .

والمقصود أن من القرآن ما يكون تأثيره في القلب خوفا أو رجاءً أعظم مما سواه من الآيات والسور، فإذا انتفع القارئ بتلاوة ذلك ، واعتاده في المرة بعد المرة : فلا بأس به .

 

وإنما الممنوع من ذلك أن يرى أن لسورة معينة ، أو آية معينة ، فضيلة دينية ، أو أن لمن قرأ ذلك كذا وكذا من الأجر، دون أن يكون لذلك مستند من الوحي المنزل .

قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :

" ومن البدع التخصيص بلا دليل ، بقراءة آية ، أو سورة في زمان أو مكان أو لحاجة من الحاجات ، وهكذا قصد التخصيص بلا دليل " انتهى من " بدع القراءة " (ص/14) .

ولمزيد الفائدة راجع إجابة السؤال رقم (131683) .

والله أعلم .

 

الإسلام سؤال وجواب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا اخيتي..

ونفع بك (:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا اخيتي..

ونفع بك (:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا أختي وجعله في ميزان حسناتك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزانا وإياكم

وجمعنا علي الخير

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×