اذهبي الى المحتوى
همسة أمـل

حلقــــــات ✿~رحيق الأزهار~✿

المشاركات التي تم ترشيحها

post-28298-1307395260.png

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

╭✿رحيق الأزهــ❣ــار من الأدعية والأذكــ❣ــار✿╮

 

حياكن الله أخياتي (=

هنا سيتم وضع الأحاديث مع شرحها إن شاء الله

 

أي استفسار او سؤال نرجو منكن طرحه في الموضوع الرئيسي هنـــــا وأي رد نجده هنا سيتم نقله للموضوع الرئيسي

 

بارك الله فيكن وفي أوقاتكن

 

post-28298-1308558585.gif

تم تعديل بواسطة مسلمة مجاهدة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-28298-1308558568.gif

 

دعاء الإستفتاح

 

- كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتة - قال أحسبه قال هنية - فقلت : بأبي وأمي يا رسول الله ، إسكاتك بين التكبير والقراءة ، ما تقول ؟ قال : أقول :

"اللهم باعد بيني وبين خطاياي ، كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد ".

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 744

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

 

شرح الحديث

 

«اللَّهُمَّ باعِدْ بيني وبين خَطَايَاي كما باعدت بين المشرق والمغرب» ومعناه: أنه سأل الله أن يُباعد بينه وبين خطاياه؛ كما باعَدَ بين المشرقِ والمغربِ، والمباعدة بين المشرق والمغرب هو غاية ما يبالغ فيه النَّاسُ، فالنَّاسُ يبالغون في الشيئين المتباعدين إمَّا بما بين السماء والأرض، وإما بما بين المشرقِ والمغربِ، ومعنى «باعِدْ بيني وبين خَطَاياي» أي: باعِدْ بيني وبين فِعلِها بحيث لا أَفْعَلُها، وباعِدْ بيني وبين عقوبِتها.

 

وقوله: «اللَّهُمَّ نقِّني مِن خطاياي كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ مِن الدَّنس»، هذه الجملةُ تدلُّ على أنَّ المرادَ بذلك الخطايا التي وقعت منه، لأنه قال: «نقِّني منها كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ مِن الدَّنس». أي: كما يُغسل الثوبُ الأبيضُ إذا أصابه الدَّنس فيرجع أبيض، وإنما ذَكَرَ الأبيضَ؛ لأن الأبيض هو أشدُّ ما يؤثِّر فيه الوسخ؛ بخلاف الأسود، ولهذا في أيام الشتاء الثياب السوداء تبقى شهراً أو أكثر، لكن الأبيض لا يبقى أسبوعاً إلا وقد تدنَّسَ، فلهذا قال: «كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ مِن الدَّنَسِ» وهذا ظاهرٌ أنه في الذُّنوب التي فَعَلَهَا يُنقَّى منها، وبعد التنقية قال: «اللَّهُمَّ اغسلْنِي مِن خطاياي بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ».

 

 

post-28298-1308558585.gif

 

دعاء عام

 

"اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل" (مسلم2085/4 )

 

الشرح

 

يستعيذ الله تبارك وتعالى ويستغفره لما يمكن أن يكون بدر منه، ولما يمكن أن يقع منه في المستقبل، وهذا محمول منه عليه الصلاة والسلام على الهفوات والهنات. أما الكبائر فإن الأنبياء جميعاً معصومون من الوقوع فيها، وما وقع من الكبائر على يد الأنبياء إنما ذلك كان قبل البعثة وقبل النبوة، كما وقع من موسى عليه السلام، وأنه قتل رجلاً من بني إسرائيل، وهذا القتل كان قبل مبعثه عليه الصلاة والسلام. أما الهفوات والصغائر فإن المحققين من أهل العلم، ومن أهل الأصول والحديث يقولون بجوازها على الأنبياء؛ ولذلك قوله هنا: (اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت)

 

أي: من الصغائر والهفوات والهنات واللمم.

أي: الشيء الصغير جداً الذي يلم بالفرد دون قصد منه. فالنبي عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله مما يمكن أن يكون وقع منه في أيامه الأولى قبل البعثة أو بعد البعثة مما وقع فيه من هنات وزلات يسيرة جداً، أعقبها استغفاراً وتوبة وإنابة إلى الله عز وجل، أو أنه عليه الصلاة والسلام أراد أن يدعو بهذا الدعاء لعلمه اليقيني بأن الدعاء هو العبادة، فهو أراد أن يتقرب إلى ربه ومولاه وسيده بهذا الدعاء؛ لأن الدعاء عبادة، أو أراد عليه الصلاة والسلام بهذا الدعاء: التواضع، وأن يعلم أمته كيف يدعون الله عز وجل، وغير ذلك من التأويلات الكثيرة التي قالها أهل العلم في شرح هذا الحديث وغيره.

 

 

post-28298-1308558577.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-28298-1308558568.gif

دعاء الإستفتاح 2

 

بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل من القوم : الله أكبر كبيرا . والحمد لله كثيرا . وسبحان الله بكرة وأصيلا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من القائل كلمة كذا وكذا ؟ " قال رجل من القوم : أنا . يا رسول الله ! قال "عجبت لها . فتحت لها أبواب السماء " . قال ابن عمر : فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك .

الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 601

خلاصة حكم المحدث: صحيح

 

الشرح

 

قوله : " كبيرا " و " كثيرا" و "بكرة وأصيلا " كل واحدة من هذه الألفاظ تناسب الكلمة المقرونة بها ، فالتكبير يناسبه " كبيرا" ، والتحميد يناسبه"كثيرا" لكثرة ما يحمد عليه الله ، فما من نعمة في قديم أو حديث إلا وهي من الله ، والتسبيح يناسبه " بكرة وأصيلا" لما يراه الإنسان من نقائص في يومه وليلته ينزه الله عنها .

 

دل الدعاء على أن الجمع بين التكبير والتحميد والتسبيح يُفَتح له أبواب السماء ، كما في آخر هذا الحديث حيث قال النبي > : "عجبت لها فتحت لها أبواب السماء" .

 

بدأ بالتكبير في هذا النوع من الدعاء لأن المصلي يترك كل شيء ويقبل على ربه لأنه أكبر عنده من كل شيء ، فناسب أن يبدأ بالتكبير ، حتى يتناسب فعله مع قوله .

 

ودل الدعاء على أن وقتي " البكرة والأصيل" وقتان لهما ميزة بين سائر الأوقات ، ولهذا – والله أعلم – تسن قراءة أذكار الصباح والمساء فيهما .

 

post-28298-1308558585.gif

 

دعاء عام

 

"اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق، والأعمال، والأهواء" (صحيح الترمذي183/3)

 

الشرح

المنكر ما لا يعرف حسنه من جهة الشرع أو ما عرف قبحه من جهته ، والمراد بالأخلاق الأعمال الباطنة (والأعمال)

أي : الأفعال الظاهرة (والأهواء) جمع الهوى مصدر هواه إذا أحبه ثم سمي بالهوى المشتهى محمودا كان أو مذموما ثم غلب على غير المحمود كذا في المغرب ، قال الطيبي : الإضافة في القرينتين الأوليين من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف وفي الثالثة بيانية لأن الأهواء كلها منكرة اهـ .

والأظهر أن الإضافات كلها من باب واحد ويحمل الهوى على المعنى اللغوي كما في قوله تعالى : ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ، وقوله تعالى: أرأيت من اتخذ إلهه هواه فالمراد بالأهواء مطلقا الاعتقادات ، وبالمنكرات الأهوية الفاسدة التي غير مأخوذة من الكتاب والسنة ، وقال ابن حجر ، والأهواء المنكرة هي الاعتقادات الفاسدة .

 

post-28298-1308558577.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-28298-1308558568.gif

 

دعاء في الركوع

 

"اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ وَبِكَ آمَنْتُ ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي ". (رواه مسلم)

 

الشرح

 

- صحابي الحديث هو علي بن أبي طالب.

قوله: ((لك ركعت)) تأخير الفعل للاختصاص؛ والركوع؛ هو الميلان والخرور، وقد يُذكر ويُراد به الصلاة.

قوله: ((خشع لك سمعي..)) والمراد بالخشوع من هذه الأشياء هو الانقياد والطاعة؛ فيكون هذا من قبيل ذكر اللازم وإرادة الملزوم.

أما تخصيص السمع والبصر من بين الحواس؛ فلأنهما أعظم الحواس، وأكثرها فعلاً، وأقواها عملاً، وأمسها حاجة؛ ولأن أكثر الآفات بهما، فإذا خشعتا قَلَّت الوساوس.

 

وأما تخصيص المخ والعظم والعصب من بين سائر أجزاء البدن؛ فلأن ما في أقصى قعر البدن المخ، ثم العظم، ثم العصب؛ لأن المخ يمسكه العظم، والعظم يمسكه العصب، وسائر أجزاء البدن مركبة عليها، فإذا حصل الانقياد والطاعة، فهذه عمدة بنية الحيوان، وأيضاً العصب خزانة الأرواح النفسانية، واللحم والشحم غادٍ ورائح، فإذا حصل الانقياد والطاعة من هذه فمن الذي يتركب عليهما بطريق الأولى.

 

ومعنى انقياد السمع: قبول سماع الحق، والإعراض عن سماع الباطل، وأما انقياد البصر: النظر إلى كل ما ليس فيه حرمة، وأما انقياد المخ والعظم والعصب: انقياد باطنه كانقياد ظاهره؛ لأن الباطن إذا لم يوافق الظاهر لا يكون انقياد الظاهر مفيداً معتبراً، وانقياد الباطن عبارة عن تصفيته عن دنس الشرك والنفاق، وتزيينه بالإخلاص والعلم والحكمة.

 

 

post-28298-1308558585.gif

 

دعاء عام

 

"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ وَجِلَّهُ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ سِرَّهُ وَعَلانِيَتَهُ". (رواه مسلم)

 

الشرح

 

- صحابي الحديث هو أبو هريرة .

قوله: ((دِقَّه)) أي: قليله.

قوله: ((جِلّه)) أي: كثيره.

قوله: ((دقه وجله...)) إلى آخره، تفصيل بعد إجمال؛ لأنه لما قال: ((اغفر لي ذنبي كله)) تناول جميع ذنوبه مجملاً، ثم فصله بقوله: دقه وجله...، وهذا أعظم بالاعتراف والإقرار بما اقْتُرِفَ.

 

post-28298-1308558577.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

post-28298-1308558568.gif

 

ذكر الركوع

 

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده " سبوح قدوس . رب الملائكة والروح " .

الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 487

خلاصة حكم المحدث: صحيح

 

الشرح

 

فهذا كله ذكر لله عز وجل، وتنزيه وتقديس له، وثناء عليه وتمجيد له. قوله: [ (رب الملائكة والروح) ] الروح هو جبريل كما قال الله عز وجل: "نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ" [الشعراء:193] وإنما عطفه على الملائكة من باب عطف الخاص على العام، ومنه قوله عز وجل: "تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ" [القدر:4] فيكون جبريل ذكر مرتين للاهتمام به وللتنويه بشأنه، مرة ذُكر مع غيره؛ لأنه واحد من الملائكة، ومرة ذُكر بالتنصيص، وذكر في سورة القدر: "تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ" [القدر:4] وهو أيضاً من باب عطف الخاص على العام؛ اهتماماً بالخاص وتنويهاً بقدره.

 

post-28298-1308558585.gif

 

دعاء عام

 

سؤال العفو والعافية

 

"اللهُمَّ إنِّي أسْألُكَ العَفْوَ والعَافيةَ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، اللهُمَّ إنِّي أسْألُكَ العَفْوَ والعَافيةَ في دِيْني ودُنْيَاي، وأهْلِي، ومَالي، اللهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتي، وآمِنْ رَوْعَاتي، اللهُمَّ احْفَظْني مِنْ بيْنِ يَدَيَّ، ومِنْ خَلْفِي، وعَنْ يَميني، وعَنْ شِمَالي، ومِنْ فَوْقِي، وأعُوذُ بِعَظَمَتكَ أنْ أُغْتالَ مِنْ تَحْتي".

 

الشرح

 

- صحابي الحديث هو عبدالله بن عمر ^.

قوله: ((العافية)) من عافاه الله وأعفاه، والاسم عافية؛ وهي: دفاع الله عن العبد الأسقام والبلايا.

أما سؤال العافية في الدين؛ فهي: دفاع الله كل ما يشين الدين ويضره، وأما في الدنيا؛ فهي: دفاع الله كل ما يضر دنياه، وأما في الأهل؛ فهي: دفاع الله كل ما يلحق أهله من البلايا والأسقام... وغير ذلك، وأما في المال؛ فهي: دفاع الله كل ما يضر ماله من الغرق والحرق والسرقة... وغير ذلك من أنواع العوارض المؤذية.

قوله: ((عوراتي)) وهي: كل ما يستحي منه إذا ظهر؛ والعورة من الرجل ما بين سرته إلى ركبته، ومن الحرة جميع بدنها إلا الوجه والكفين والأفضل تغطيتهما، وفي القدمين قولان، وقيل: جميع بدنها دون استثناء، ومن الأمة مثل الرجل مع بطنها وظهرها.

 

قال المصحح: والقول الحق: أن المرأة كلها عورة حتى وجهها وكفيها؛ لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الـْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا"، قال ابن عباس: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة.

 

وقال : "وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ". وأعظم جمال المرأة وزينتها في وجهها وكفيها. وقال سبحانه وتعالى:" وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ". وقالت عائشة ’ في شأن صفوان بن المعطل في قصة الإفك: ((...فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فَخَمَّرتُ وجهي بجلبابي والله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه...)) وهذه القصة تدل دلالة صريحة على تغطية الوجه، وكذلك في قصة زواج النبي × بصفية أثناء عودته من خيبر في الطريق إلى المدينة، وأنه أردفها خلفه على راحلته فاحتجبت حجاباً كاملاً، ومما يدل دلالة صريحة على أن جميع بدن المرأة عورة قول النبي ×: ((المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان)). وهذه الأدلة الصريحة تدل على وجوب تغطية المرأة لوجهها وكفيها عند حضرة الرجال الأجانب، أما في الصلاة، فإنها لا تغطي وجهها إلا إذا كان عندها رجال ليسوا من محارمها.

 

وأما عورة الأمة المملوكة فالأقرب أن عورتها مثل عورة الحرة، وفي الصلاة مثل الحرة؛ لأنها قد تكون أجمل من الحرة فتفتن الناس، وقد سمعت شيخنا ابن باز ‘ يقول ذلك.

 

والمراد منها هاهنا: كل عيب وخلل في شيء؛ فهو عورة.

قوله: ((وآمن)) من قولك: أمن يؤمن من الأمن.

قوله: ((روعاتي)) جمع روعة؛ وهي: المرة الواحدة من الروع؛ وهو الفزع والخوف.

قوله: ((اللهم احفظني من بين يدي...)) إلى آخره، طلب من الله أن يحفظه من المهالك، التي تعرض لابن آدم على وجه الغفلة، من الجهات الست بقوله: ((من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي)) ولاسيما من الشيطان، وهو المزعج لعباد الله بدعواه في قوله:"ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ".

 

وأما من جهة الفوق؛ فإن منها ينزل البلاء والصواعق والعذاب.

وإنما أفرد الجهة السادسة بقوله: ((وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي)) إشارة إلى أنه ما ثم مهلكة من المهالك، أشد وأفظع من التي تعرض لابن آدم من جهة التحت، وذلك مثل الخسف؛ لأن الخسف يكون من التحت.

 

وأما قوله: ((أغتال)) والاغتيال أن يؤتى الأمر من حيث لا يشعر، وأن يدهى بمكروه لم يرتقبه.

قال الله تعالى: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ.

 

post-28298-1308558577.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

post-28298-1308558568.gif

 

الرفع من الركوع

 

-كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال " سمع الله لمن حمده اللهم ربنا ولك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد"

الراوي: عبدالله بن أبي أوفى المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 725

خلاصة حكم المحدث: صحيح



الشرح

 

هذا الإعجاز النبوي بهذا الأسلوب العظيم نجد بعض العلماء يقول فيه: إن الدعاء والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم والتسبيح بمثل هذه العمومات لا يصلح؛ لأنك بكلمة واحدة تريد أن تملأ السماوات والأرض؟ (الحمد لله ملء السماوات والأرض)، وإذا ورد النص في هذا لم يبق لأحد مقال، والباب هو باب فضل الله سبحانه وتعالى، وقد جاء في الحديث الآخر عند مسلم : (الحمد لله تملأ الميزان)، هذه كلمة واحدة ملأت الميزان، وجاء في وصف الميزان: (لو أن السماوات السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة؛ لمالت بهن لا إله إلا الله).

 

إذاً: لا نستطيع أن نتحكم بالعقل ما دام قد ثبت هذا بالنص. (والحمد لله تملأ ما بين السماء والأرض، والحمد لله وسبحان الله تملآن ما بين السماء والأرض)، .. (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم).

 

إذاً: ما دام النص ثابت فلا كلام لأحد، وهنا في الحديث: (ملء السماوات وملء الأرض). تصور بإدراك العقل أن هذا الحمد ملأ السماوات والأرض، ثم قال: (وملء ما شئت من شيء بعد)، وهنا يتساءل العقل عند قول: (ما شئت من شيء بعد) ماذا بعد السماوات والأرض؟! هل يمكن لنا أن نتساءل هذا التساؤل ونحاول أن نصل إلى جواب، أم نترك ذلك إلى علم الله سبحانه وتعالى؟ ما دام أن النص يقول: (وملء ما شئت من شيء بعد)، فلا مانع، وأوسع من هذا كله قوله تعالى: "وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ" [آل عمران:133]

 

إذاً: يوجد شيء آخر غير السماوات وغير الأرض وهي الجنة.

 

post-28298-1308558585.gif

 

دعاء عام

 

"اللهم أحسنت خَلْقي، فأحسن خُلُقي"

(صححه الألباني في إرواء الغليل155/1).

 

الشرح

 

قال تعالى: "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ" [التين:4],

وقال تعالى:"الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ" [الانفطار:7],

وقال تعالى:"وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ" [التغابن:3],

فالله جلت قدرته خلق الإنسان فأتم خلقه, وأتقن تركيبه؛ لأنه على صورة أبيه آدم الذي خلقه الله بيده, فجاء على تلك الصورة الكريمة المثالية.

 

والإنسان –وإن تفاوت من حيث الجمال والدمامة وما بينهما- إلا أنه صور أحسن تصوير, وركب أحسن تركيب؛ فعليه أن يشكر الله تعالى على ذلك.

 

وأن يسأل الله الذي أحسن صورته الظاهرة، وجملها, وكملها, أن يحسن صورته الباطنة, فيهبه خلقا كريما سميحا, تكمل به إنسانيته, وتجمل به صورته, فيكون حسن المظهر والمخبر, كريم الظاهر والباطن, حسن الخلق و الخلق.

 

وأهم الصور الباطنة: الإيمان؛ فإن الأخلاق الفاضلة تتبعه, فهو رأسها وأساسها الباطني, والنصوص الشرعية تفرق بين الظاهر والباطن؛ ليحصل الكمالان السري والعلني, والجمال الظاهري والباطني: فإنه إذا توضأ المسلم وطهر ظاهره, شرع له أن يسأل الله تعالى أن يطهر باطنه من الالتفات إلى سوى الله تعالى.

وإذا خرج من الخلاء متخففا من الفضلات المثقلة, سأل الله المغفرة؛ ليخفف عنه أدران الذنوب بعد أن خف من الوساخات. وهكذا يريد الله تعالى بنا أن نكمل أنفسنا, ونزكي نفوسنا, فلله الحمد والمنة, وله الشكر والإفضال.

 

post-28298-1308558577.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-28298-1308558568.gif

دعاء القنوت

 

-علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر :

"اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت"

الراوي: الحسن بن علي بن أبي طالب المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 3/167

خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

الشرح

 

يقول الإمام أبو داود السجستاني رحمه الله تعالى: باب القنوت في الوتر. والمراد به الدعاء في الوتر، فهذا هو المراد بالقنوت، والقنوت يكون في الوتر، يعني: في صلاة الليل في آخرها الذي هو آخر ركعة من الركعات التي تختم بها صلاة الليل، ويكون في الصلوات ولكن في النوازل، وسيأتي عند أبي داود رحمه الله تعالى ما يتعلق بالقنوت في الصلوات، والكلام هنا إنما هو في القنوت الذي هو الدعاء في الوتر.

 

والقنوت يطلق على عدة معانٍ ومنها: الدعاء، كما أنه يطلق على القيام، وعلى السكوت، وعلى معانٍ كثيرة. وأورد أبو داود رحمه الله حديث الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما الذي يقول فيه: إن النبي صلى الله عليه وسلم علمه كلمات يقولهن في الوتر، وفي بعض الروايات: (قنوت الوتر)، وهي رواية أحد شيخي أبي داود وهو ابن جواس فقال: في قنوت الوتر. أي: في دعاء الوتر، وهذه الكلمات هي: (اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت..) إلى آخر الدعاء، الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم سبطه الحسن بن علي ليدعو به في وتره.

 

فهذا يدلنا على مشروعية الدعاء في الوتر، وأن هذا الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم هو أولى ما يقال، وخير ما يقال؛ لأنه تعليم الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم. وهو دعاء عظيم مشتمل على دعاء لله عز وجل، وسؤال منه أموراً عظيمة، ومطالب كبيرة، ومشتمل على ثناء على الله عز وجل في آخره. قوله: [ (اللهم اهدني فيمن هديت) ] (اللهم) معناه: يا ألله، فحذفت ياء النداء وعوض عنها الميم المشددة في الآخر بعد لفظ الجلالة، ولهذا يقولون: لا يجمع بين العوض والمعوض، فلا يقال: يا اللهم؛ لأن الميم المشددة عوضاً عن ياء، فلا يجمع بينها إلا في ضرورة الشعر، كما يقول ابن مالك رحمه الله تعالى في الألفية: والأكثر اللهم بالتعويض وشذ يا اللهم في قريض يعني: في الشعر، والأكثر (اللهم) بالتعويض دون الياء؛ لأنه حصل التعويض عن ياء النداء بالميم المشددة بعد الله.

 

(اللهم اهدني فيمن هديت) سؤال الهداية هو أعظم المطالب، ولهذا جاء في سورة الفاتحة اشتمالها على طلب الهداية إلى الصراط المستقيم في كل ركعة من ركعات الصلاة، يسأل الإنسان ربه الهداية إلى الصراط المستقيم، وهو أعظم وخير مطلوب. وطلب الهداية من الله عز وجل يشتمل على أمرين: على التثبيت على ما هو حاصل من الهداية، وعلى طلب المزيد من الهداية، قال تعالى: "وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ" [محمد:17]

 

. (اللهم اهدني فيمن هديت) أي: اهدني واجعلني من المهديين في جملة من هديتهم، كما ذكر الله عن نبيه سليمان عليه الصلاة والسلام حيث قال: "وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ" [النمل:19] يعني: في جملة عبادك الصالحين. قوله: [ (وعافني فيمن عافيت) ]. طلب المعافاة، وهي الوقاية من كل سوء ومن كل شر، في جملة من عافيته، وحصل له منك المعافاة.

 

قوله: [ (وتولني فيمن توليت) ]. يعني: فيمن كنت وليه وموفقه ومسدده.

قوله: [ (وبارك لي فيما أعطيت) ]. يعني: أنزل البركة واجعلها فيما أعطيتني إياه من كل خير، ومن كل شيء سار، ومن كل ما هو نافع، سواء كان صحة وعافية، أو مالاً، أو علماً، أو ولداً، أو هدىً، كل ما أعطاه الله إياه يسأله أن يبارك له فيه، وأن يجعل فيه البركة.

قوله: [(وقني برحمتك شر ما قضيت)]. يعني: يسأله أن يقيه من الشرور والأخطار، ومن الأضرار التي تنزل، وكل ذلك نراه بقضاء الله وقدره، السبب والمسبب كله بقضاء الله وقدره، ولهذا جاء في الحديث: (ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر)، ومعنى قوله: (لا يرد القدر إلا الدعاء) ليس معنى ذلك أن الذي كتب في اللوح المحفوظ يغير ويبدل؛ لأن كل ما كتب في اللوح المحفوظ فإنه لابد من وقوعه، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، قال تعالى: "مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا" [الحديد:22]

"قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا" [التوبة:51]، "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" [القمر:49] فكل شيء مقدر لابد من وقوعه، ولكن الله عز وجل قدر الأسباب والمسببات، فجعل أن الإنسان يحصل له شر، ولكنه قدر سبباً يمنعه من ذلك الشر، فقدر السبب وقدر المسبب، فليس معنى ذلك أن الإنسان كتب عليه مصائب ثم ترفع، ولكن الله قدر أن تكون مصائب ولكنها ترفع بالدعاء، فالسبب مقدر، والمسبب مقدر.

وكذلك صلة الرحم تزيد في العمر، وليس معنى ذلك: أن الإنسان له عمر محدد، وأنه يغير الأجل الذي كتبه الله فيكون الإنسان غيّر الأجل بسبب أنه وصل رحمه، بل الله عز وجل قدر أنه يطول عمره، وقدر أن يكون ذلك بسبب فعل يحصل وهو البر وصلة الرحم، يعني: قدر السبب والمسبب، فالسبب مقدر، والمسبب مقدر، المقصود من الحديث (ولا يرد القدر إلا الدعاء) يعني: أن الله تعالى قدر السبب والمسبب، وجعل المسبب يسلم منه ويتخلص منه بحصول السبب الذي قدره الله وقضاه، والذي شاءه الله وأراده، أي: أن كلاً من السبب والمسبب قد شاءه الله وأراده، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

 

قوله: [ (فإنك تقضي ولا يقضى عليك) ]. الله تعالى يقضي كوناً وقدراً، ويقضي شرعاً وديناً، ولا راد لقضائه وقدره، ولا راد لحكمه وتشريعه سبحانه وتعالى. قوله: [ (وإنه لا يذل من واليت) ]. يعني: من والاه الله عز وجل فإن له العزة، وليست له الذلة. قوله: [ (ولا يعز من عاديت) ]. يعني: من كان عدواً لله فإنه لا يعز، وليس له العزة الحقيقية، وإن وجد شيء من حصول حظوظ دنيوية أو حصول شيء من الغلبة، إلا أن هذا ليس أمراً حقيقياً، بل العز الحقيقي هو عز الطاعة، والعز من الله عز وجل بالطاعة، وما يترتب على الطاعة.

 

قوله: [ (تباركت ربنا وتعاليت) ]. هذه لا تقال إلا لله سبحانه وتعالى، فهو الذي تبارك، وهو الذي تعالى، وكل بركة فهي منه سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى هو المِبارك وعبده المُبَارك، والبركة من الله عز وجل، وهو الذي تبارك، وهو الذي تعالى فلا يقال لغيره: تبارك، ولا يقال لغيره: تعالى. (اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني برحمتك شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، فإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت)

تسع جمل جاءت في هذا الحديث الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم سبطه الحسن بن علي ، وأوله دعاء، وآخره ثناء؛ لأن (اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني برحمتك شر ما قضيت) هذه الخمس كلها دعاء، (فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت) هذا ثناء، خمس جمل دعاء، وأربع جمل في الآخر هي ثناء على الله سبحانه وتعالى.

 

 

post-28298-1308558577.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

post-28298-1308558568.gif

 

ذكر السجود

 

-كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ) . يتأول القرآن .

الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4968

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

 

الشرح

 

أما حديث عائشة ذكرت أنه صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول في صلاته: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) وفي رواية: (سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه) وتقول: (إنه يتأول القرآن)، وإنه يقول ذلك في ركوعه وفي سجوده، لما أمره الله تعالى بذلك في قوله: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا [النصر:3] فذكر الله التسبيح، وذكر الحمد، وذكر الاستغفار، وذكر التوبة، فيجمع بينهما بقوله: (سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك) أو: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) أو: (اللهم اغفر لي وتب عليّ)، فإذا أتى بهذا أو بما تيسر منه رجي أن يستجاب له؛ لأن الاستغفار طلب المغفرة، والتوبة هي طلب قبولها، كأنه يقول: إذا تبت فاقبل توبتي، والتوبة هي الرجوع إلى الله بعد المعصية وبعد المخالفة وما أشبه ذلك. فهذا يكون في الركوع والسجود، إذا قلت مثلاً: (سبحان ربي العظيم)، ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً تقول بعد ذلك: (سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي)، أو (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) أو (سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه). وكذلك في السجود إذا قلت: (سبحان ربي الأعلى) ما شئت، تقول بعد ذلك: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) امتثالاً لهذه الآية فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا [النصر:3].

 

post-28298-1308558585.gif

 

دعاء عام

 

((اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوْذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أنْتَ كَمَا أثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ)).صحيح ابن ماجه

 

الشرح

 

- صحابية الحديث هي عائشة ’.

قال الخطابي – رحمه الله -: ((استعاذ رسول الله ×، وسأله أن يجيره برضاه من سخطه، وبمعافاته من عقوبته، والرضا والسخط ضدان متقابلان، وكذلك المعافاة والمؤاخذة بالعقوبة، فلما صار إلى ذكر ما لا ضد له استعاذ به منه لا غير.

ومعنى ذلك: الاستغفار من التقصير في بلوغ الواجب في حق عبادته، والثناء عليه)).

قوله: ((أعوذ بك منك)) أي: أعوذ بك من سخطك، أو من عذابك.

قوله: ((لا أحصي ثناء عليك)) أي: لا أطيقه ولا أبلغه.

قوله: ((أنت كما أثنيت على نفسك)) اعتراف بالعجز عن الثناء، وأنه لا يقدر على بلوغ حقيقته، فكما أنه لا نهاية لصفاته فكذلك لا نهاية للثناء عليه؛ لأن الثناء تابع للمثنى عليه.

فكل ثناء أثنى به عليه – وإن كثر، وطال، وبالغ فيه – فقدر الله أعظم، وسلطانه أعز، وصفاته أكثر وأكبر، وفضله وإحسانه أوسع وأسبغ.

 

post-28298-1308558577.gif

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

post-28298-1308558568.gif

 

دعاء السجود:

 

كان يقول في سجوده :(( اللهم لك سجدت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت ، سجد وجهي للذي خلقه وصوره ، وشق سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين))

[صحيح النسائي1126 / صحيح مسلم واللفظ له771]

 

الشرح:

 

((وشق سمعه وبصره)): من الشَّق – بفتح الشين – أي: فلق وفتح،

وقوله : (( تبارك الله أحسن الخالقين )) أي تعالى ، والبركة : النماء والعلو

ومعناه ثبت الخير عنده ، وقيل : تعظم وتمجد وهو بمعنى تعظيم وقيل : استحق التعظيم

((أحسن الخالقين)): المقدرين والمصورين.

وهو اعتراف بنعمة الله على العبد في حسن خلقه له وإعانته على السجود،(( وشق سمعه وبصره)): أي هيأ مكاناً مشقوقاً في الرأس مناسباً للسمع والبصر، ((أحسن الخالقين)): فله سبحانه الكمال المطلق في الخلق والتكوين بخلاف المخلوق الذي يعطيه الله بعض القدرة فيصنع ويصور أشياء جزئيه نسبية لاتصل لكمال صنع الله سبحانه.

 

post-28298-1308558585.gif

 

دعاء عام:

 

(( اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ، و من شر بصري ، و من شر لساني ، و من شر قلبي ، و من شر منيي))

الراوي: شكل بن حميد العبسي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4399

خلاصة حكم المحدث: صحيح

 

الشرح:

 

قال الطيبي - رحمه الله - : العوذ والمعاذ والتعويذ بمعنى (( أعوذ به)) أي : لخاصة نفسي (( قال : قل اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي )) حتى لا أسمع به ما تكرهه (( وشر بصري )) حتى لا أرى شيئا لا ترضاه (( وشر لساني )) حتى لا أتكلم بما لا يعنيني (( وشر قلبي )) حتى لا أعتقد اعتقادا فاسدا ولا يكون فيه نحو حقد وحسد وتصميم فعل مذموم أبدا (( وشر منيي )) وهو أن يغلب عليه حتى يقع في الزنا أو مقدماته ، في سلاح المؤمن وقع في رواية أبي داود يعني فرحه ، وقال بعض العلماء : المني جمع المنية وهي طول الأمل ، أقول الظاهر أنه غير صحيح لأن المنية بفتح الميم إنما هي بمعنى الموت وبمعنى المني أيضا وأما بمعنى منية فهي بالضم والكسر على ما في القاموس ، قال ابن حجر : وقيل هو جمع المنية أي من شر الموت أي : قبض روحه على عمل قبيح اهـ . وفيه أنه لا معنى لجمع الموت بالنسبة إلى متكلم واحد ( رواه أبو داود والترمذي والنسائي ) وكذا الحاكم .

 

post-28298-1308558577.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

post-28298-1308558568.gif

 

 

دعاء في سجود التلاوة

 

((اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أجْراً، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرَاً، واْجعَلْهَا لِي عِنْدِكَ ذُخْراً، وتَقَبَّلَهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ)) . سنن الترمذي

 

الشرح

 

- صحابي الحديث هو عبدالله بن عباس رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا.

قوله: ((اللهم اكتب لي)) أي: أثبت لي بها – أي: السجدة - ((أجراً)).

قوله: ((وضع)) أي: حُطَّ.

قوله: ((وزراً)) أي: ذنباً.

قوله: ((ذخراً)) أي: كنزاً، وقيل: أجراً؛ وكرر لأن مقام الدعاء يناسب الإطناب، وقيل: الأول طلب كتابة الأجر، وهذا طلب بقائه سالماً من محبط أو مبطل.

قوله: ((كما تقبلتها من عبدك داود)) حين خَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ( )؛ وهو طلب القبول المطلق.

 

 

قال ابن حزم – رحمه الله – في ((المحلى)) :((في القرآن أربع عشرة سجدة؛ أولها في آخر ختمة سورة الأعراف، ثم في الرعد، ثم في النحل، ثم في سبحان [أي: الإسراء]، ثم في كهيعص [أي: مَريم]، ثم في الحج في الأولى، وليس قرب آخرها سجدة، ثم في الفرقان، ثم في النمل، ثم في ألم تنزيل [أي: السجدة]، ثم في ص، ثم في حم فصلت، ثم في والنجم في آخرها، ثم في إذا السماء انشقت عند قوله تعالى ((لا يسجدون))، ثم في اقرأ باسم ربك في آخرها)).

 

 

[قال المصحح: والصواب: أن السجدات في القرآن خمس عشرة سجدة؛ لأن سورة الحج فيها سجدتان؛ لحديث عقبة بن عامر قال: قلت يا رسول الله، فُضِّلت سورة الحج بسجدتين؟ قال: ((نعم ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما))].

 

قال ابن قدامة في ((المغني)) :((يشترط للسجود ما يشترط لصلاة النافلة؛ من الطهارتين من الحدث والنجس، وستر العورة، واستقبال القبلة، والنية، ولا نعلم فيه خلافاً، إلا ما رُوي عن عثمان بن عفان في الحائض تسمع السجدة تومئ برأسها، وبه قال سعيد ابن المسيب، قال: ويقول: اللهم لك سَجَدتُ...، وعن الشعبي فيمن سمع السجدة على غير وضوء: يسجد حيث كان وجهه، ولنا قول النبي ×: ((لا يقبل الله صلاة بغير طهور))؛ فيدخل في عمومه السجود، ولأنه صلاة فيشترط له ذلك كذات الركوع)). أ.هـ.

 

وقال الشوكاني – رحمه الله – في ((النيل)) :((ليس في أحاديث سجود التلاوة ما يدل على اعتبار أن يكون الساجد متوضئاً، وهكذا ليس في الأحاديث ما يدل على اعتبار طهارة الثياب والمكان، وأما ستر العورة، واستقبال القبلة مع الإمكان؛ فقيل: إنه معتبر اتفاقاً، قال ابن حجر في ((الفتح)) : لم يوافق ابن عمر  أحد على جواز السجود بلا وضوء إلا الشعبي، أخرجه ابن أبي شيبة بسند صحيح، وأخرج أيضاً عن أبي عبدالرحمن السلمي أنه كان يقرأ السجدة ثم يسجد وهو على غير وضوء إلى غير القبلة، وهو يمشي يومئ إيماءً)) انتهى بتصرف.

 

قلت: والأقرب إلى الصواب فيما يظهر لي؛ الأخذ بما قاله ابن قدامة ‘، والله أعلم.

وأزيد أيضاً على ما ذكره من الشروط أمراً، وهو عدم فعلها في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها.

[قال المصحح: والصواب: أن سجود التلاوة لا يشترط له ما يشترط لصلاة النفل: من الطهارة عن الحدث والنجس، وستر العورة، واستقبال القبلة، ولكن يُستحب ذلك وهو الأفضل، كما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وتلميذه ابن القيم، والشيخ ابن باز، وابن عثيمين رحمهم الله تعالى، أما الجنب فلا يقرأ شيئاً من القرآن حتى يتطهر( )؛ ولهذا كان ابن عمر ^، مع شدة اتباعه للسنة ((ينزل عن راحلته فيهريق الماء ثم يركب فيقرأ السجدة فيسجد))].

 

 

post-28298-1308558577.gif

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-28298-1308558568.gif

 

الدعاء بين السجدتين

 

-أن النبي كان يقول بين السجدتين : رب اغفر لي رب اغفر لي

الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 335

خلاصة حكم المحدث: صحيح

 

الشرح

 

وقوله: «رَبِّ اغفرْ لي» : أي: أنك تسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفرَ لك الذُّنوبَ كلَّها الصغائر والكبائر.

 

والمغفرة هي: ستر الذَّنبِ والعفو عنه، مأخوذة من المِغْفر الذي يكون على رأس الإنسان عند الحَرْبِ يتَّقي به السهام.

 

 

post-28298-1308558585.gif

 

 

دعاء عام

 

(( اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى))

 

الشرح

 

(( الهدى)) هنا بمعني العلم والنبي صلي الله عليه وسلم محتاج إلى العلم كغيره من الناس لأن الله سبحانه وتعالى قال له: ( وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً ) (طـه: من الآية114)

 

وقال الله له:

( وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) (النساء: من الآية113)

فهو عليه الصلاة والسلام محتاج إلى العلم فسأل الله الهدى

 

والهدى إذا ذكر وحده يشمل العلم والتوفيق للحق

أما إذا قرن معه ما يدل على التوفيق للحق فانه يفسر بمعني العلم

لأن الأصل في اللغة العربية أن العطف يقتضي المغايرة

فيكون الهدى له معني وما بعده مما يدل علي التوفيق له معني آخر

 

وأما قوله: (( والتقى)) فالمراد بالتقى هنا تقوى الله عز وجل

فسأل النبي صلي الله عليه مسلم ربه التقى أي أن يوفقه إلى تقوى الله لأن الله -عز وجل - هو الذي بيده مقاليد كل شىء

فإذا وكل العبد إلى نفسه ضاع ولم يحصل على شيء، وإذا وفقه الله عز وجل ورزقه التقى صار مستقيمًا على تقوى الله عز وجل

 

وأما قوله: (( العفاف))

فالمراد به أن يمن الله عليه بالعفاف والعفة عن كل ما حرم الله عليه فيكون عطفه على التقوى من باب عطف الخاص على العام إن خصصنا العفاف بالعفاف عن شيء معين وإلا فهو من باب عطف المترادفين

فالعفاف أن يعف عن كل ما حرم الله عليه فيما يتعلق بجميع المحارم التي حرمها الله عز وجل

 

وأما (( الغنى)) فالمراد به الغنى عما سوى الله أي: الغنى عن الخلق بحيث لا يفتقر الإنسان إلى أحد سوى ربه عز وجل

والإنسان إذا وفقه الله ومن عليه بالاستغناء عن الخلق صار عزيز النفس غير ذليل لأن الحاجة إلى الخلق ذل ومهانة والحاجة إلى الله تعالى عز وعبادة

فهو عليه الصلاة والسلام يسأل الله عز وجل الغنى

 

فينبغي لنا أن نقتدي بالرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الدعاء وأن نسأل الله الهدى والتقى والعفاف والغنى.

 

 

post-28298-1308558577.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-28298-1308558568.gif

 

 

دعاء ما قبل السلام ( بعد التشهد الأخير )

 

اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم. البخاري

 

الشرح

 

- صحابية الحديث هي عائشة ’.

وجاء فيه؛ أنه قال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم يا رسول الله، فقال: ((إن الرجل إذا غرم، حدث فكذب، ووعد فأخلف)).

قوله: ((المأثم)) معناه: الإثم.

وقوله: ((المغرم)) هو الغُرم، وهو الدَّين، وقيل: الغرم والمغرم ما ينوب الإنسان في ماله من ضرر لغير جناية منه.

قوله: ((قال له قائل...)) وإنما سأل هذا عن وجه الحكمة في كثرة استعاذته × من المغرم؛ فأجاب رسول الله بأن الرجل إذا غرم، أي: إذا لحقه دين حدَّث فكذب، بأن يتعلل لصاحب الدَّين بعلل شتَّى، وهو كاذب فيها، وغرضه الدفع، ووعد فأخلف، بأن يقول: أوفي حقك اليوم الفلاني، والساعة الفلانية، ولم يوفه، فيقترف من أجل الدين الكذب، والخلف في الوعد، وهذا من صفات المنافقين – نعوذ بالله من ذلك -.

وكلمة ((ما)) في قوله: ((ما أكثر ما تستعيذ)) للتعجب؛ أي: ما أكثر استعاذتك من المغرم.

 

 

post-28298-1308558585.gif

 

 

دعاء عام

 

ما يقول إذا رأى مبتلى

 

((الـحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّـا ابْتَلاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً)) ( الترمذي).

 

الشرح

 

- صحابي الحديث هو أبو هريرة .

وجاء فيه قوله ×: ((من رأى مبتلى فقال:...، لم يصبه ذلك البلاء)).

قوله: ((من رأى مبتلى)) أي مبتلى بنوع من الأمراض والأسقام، أو مبتلى بالبعد عن الله تعالى وعن دينه الحنيف.

قوله: ((وفضلني على كثير ممن خلق)) يجوز أن يكون المراد به الجماعة المبتلون، وتفضيل الله تعالى إياه عليهم، بحيث إنه سلمه من هذا البلاء، الذي ابتلاهم به.

وينبغي أن يقول هذا الذكر سراً، بحيث يُسمع نفسه، ولا يُسمعه المبتلى؛ لئلا يتألم قلبه بذلك، إلا أن تكون بليته معصية، فلا بأس أن يُسمعه ذلك، من باب الزجر له إن لم يخف من ذلك مفسدة، والله أعلم.

 

post-28298-1308558577.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-28298-1308558568.gif

دعاء ما قبل السلام

 

علمني دعاء أدعو به في صلاتي ، قال : ( قل : اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك ، وارحمني ، إنك أنت الغفور الرحيم ) .

الراوي: أبو بكر الصديق المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6326

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

 

الشرح

 

(اللهم إني ظلمت نفسي)، وكيف يقع الظلم من الإنسان لنفسه؟ قالوا: أصل الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، فهنا العبد مكلف، ضع العبادة هذه هنا، ابتعد عن المعصية هذه هناك، فإذا لم يضع العبادة في موضعها فقد وضع الشيء في غير موضعه؛ وبذلك ظلم نفسه؛ لأنه قصر في حق نفسه، وإذا لم يتباعد عن المعصية ظلم نفسه؛ لأنه وضع نفسه في غير ما ينبغي أن يوضع فيه، ولهذا قالوا: ظلم النفس إما بتقصير فيما يجب أن يفعله، أو في اعتداء بفعل ما لا يجوز أن يفعله، فهذا ظلم نفسه بحرمانها من فعل ما أمر به، وهذا ظلم نفسه بفعل ما نهي عنه، فحملها ما لا تطيق، ولهذا يأتي إنسان ساعة الاحتضار وهو حزين أسف، لماذا؟ إن كان محسناً حزن على التقصير في الإحسان، وإن كان مسيئاً حزن على التفريط في الإساءة. ولكن الظلم يتفاوت ((إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ )) [لقمان:13]؛ فأعلاه الشرك، وأدناه اللمم.

(ظلماً كثيراً) ليس مرة أو مرتين، بل ظلم متوالي، قد يرى العبد الصالح التفريط في المندوبات، أو الإفراط في المباحات؛ ظلماً، كما يقال: حسنات الأبرار سيئات المقربين، الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدخل الخلاء لقضاء الحاجة وهو أمر جبلي، فيخرج فيقول: (غفرانك)، وما موجب طلب المغفرة هنا؟ وما الذنب الذي يحتاج إلى مغفرة؟ قالوا: لامتناعه من ذكر الله أثناء وجوده في الخلاء، فكأنه يرى جزءاً من عمره خلا عن ذكر الله، فيطلب مغفرة من الله لذلك، سامحني في هذه اللحظة؛ لأنها كانت لحظ نفس، وبعضهم يقول: لأن ما يحصل للإنسان في ذاك المكان تتوقف عليه حياته، ولا يقوى على شكر نعمة الإخراج، كما لا يقوى على شكر نعمة الإدخال؛ لأنه لو حبس فيه مات، فكأنه يقول: هذه أيضاً نعمة أعجز عن شكرها فغفرانك، ولكن الأول أولى، والله تعالى أعلم.

وفي بعض الروايات: (ظلمت نفسي ظلماً كبيراً)، فنجد بعض العلماء يقول: نجمع بينهما: (ظلماً كثيراً كبيراً)، والبعض يقول: تارة تقول: كبيراً، ولا تأتي بكثيراً، وتارة تقول: كثيراً، ولا تأتي بكبيراً؛ لأن الرسول لم ينطق بهما معاً في وقت واحد، وإنما جاء تعليمه مرة ظلماً كثيراً وحدها، أو جاء تعليمه ظلماً كبيراً وحدها، فأنت لا تجمعهما؛ لأنه لم يجمعهما، فتأتي بهذا تارة، وتأتي بذاك تارة أخرى، والله أعلم.

(ولا يغفر الذنوب إلا أنت)، أنا رجعت إليك؛ لأن ظلمي لنفسي هو بحق التشريع الذي أمرتني أو نهيتني، فالمرجع إليك أنت.

(فاغفر لي مغفرة من عندك). لا بعملي، ولا باجتهادي، ولا بعباداتي،. (لن يدخل أحدكم الجنة بعمله قيل: ولا أنت، قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته)، قال عبد الرحمن بن عوف : (رأيت كأني مت، وكأن القيامة قامت، وقد جئت ونوقشت الحساب؛ حتى ظننت أني هالك، وما أنجاني إلا صحبتي لرسول الله)، ابن عوف الذي يأتي يتصدق بالعير وبما تحمل في سبيل الله، ويأتيه التُجار لشرائها بربح عشرة في المائة، وهو يرفض ويقول: هناك من أعطاني ألف في المائة، قالوا: ليس هناك تاجر في المدينة حاضر يعطيك هذا، قال: الله أعطاني، ،الحسنة بعشرة أمثالها، هي بما فيها في سبيل الله، ومع ذلك يقول: (نوقشت الحساب حتى ظننت أنني هالك، وما أنجاني الله إلا صحبتي لرسول الله)، هذا فضل من الله.

ولهذا لا ينبغي أبداً أن يرى الإنسان لعمله قدراً، ويعقد رجاءه وأمله وحسن ظنه بالله، ويذكرون عن شخص كان مسرفاً على نفسه، فحضرته الوفاة فبكى الحاضرون عنده، فقال: ما يبكيكم؟ قالوا: والله! نخشى عليك لأنك كنت وكنت، قال: أرأيتم لو عدت ورجعت إلى والدتي أكانت تحرقني بالنار، قالوا: لا والله، قال: الله أرحم بي من أمي، انظر الرجاء! والصديق بنفسه يقول: (والله! لو أن إحدى قدمي في الجنة، والأخرى خارجها ما أمنت مكر الله).

إذاً: في هذه الكلمات التي علمه رسول الله إياها وهي تعليم لنا: بيان وتوجيه فيما ينبغي أن يعقد العبد مع الله من قوة الرجاء، ويجتهد بقدر ما استطاع لطلب المغفرة من الله. (وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم) متفق عليه.

انظروا الترتيب والمقابلة، (اغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم)، وهكذا في الدعاء: الإنسان يسأل الله من أسمائه الحسنى بما يتناسب مع حاجته؛ لأن الصديق طلب المغفرة والرحمة فقال: اغفر لي وارحمني إنك أنت غفور رحيم، ولم يقل: رزاق كريم، ولا قادر علي عظيم؛ لأن حاجته المغفرة، وكأن كل اسم من أسماء الله باب مفتوح للخير، فتطرق ذلك الباب بتلك الصفة وبهذا الاسم. وبالله تعالى التوفيق.

 

post-28298-1308558577.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-28298-1308558568.gif

 

 

دعاء الذهاب إلى المسجد

 

-أن ابن عباس بات ليلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القربة فسكب منها . فتوضأ ولم يكثر من الماء ولم يقصر في الوضوء . وساق الحديث . وفيه : قال : ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلتئذ تسع عشرة كلمة . قال سلمة : حدثنيها كريب . فحفظت منها ثنتي عشرة . ونسيت ما بقي . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ! اجعل لي في قلبي نورا ، وفي لساني نورا ، وفي سمعي نورا ، وفي بصري نورا ، ومن فوقي نورا ، ومن تحتي نورا ، وعن يميني نورا ، وعن شمالي نورا ، ومن بين يدي نورا ، ومن خلفي نورا ، واجعل في نفسي نورا ، وأعظم لي نورا " .

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 763

خلاصة حكم المحدث: صحيح

 

 

الشرح

 

النبي - صلى الله عليه وسلم - يطلب من ربه النور؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - يعلم من أين يأتي النور؟ ومن أين ينبثق؟ ومن أين ينتشر الضياء؟ (( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) والله - عز وجل - يجعل لعبده من النور بقدر ما يقترب إليه؛ فكلما ناجاه، وطلب رضاه، وترك ما يأباه؛ آتاه نوراً وهداه؛ فمن النور ما يكون في الصلاة كما في الحديث عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن (أو تملأ) ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها))، (الصلاة نور) معناه أنها تمنع من المعاصي، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وتهدي إلى الصواب؛ كما أن النور يستضاء به"، إنك ترى النور في من قام يصلي لله - عز وجل - في الأسحار؛ قيل للحسن البصري - رحمه الله تعالى -: ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوها؟ فقال: "لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نوراً من نوره.

 

النور نجده يتجلى في الحياة مع كتاب الله - عز وجل - قال - تعالى-:(( قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ )) تجد النور في بيوت الله - عز وجل - إذ تملأ الآفاق نوراً، يرِدُها عباد الله لينهلوا من معينها، ويهتدوا بنورها، فبعد أن ذكر الله نوره الذي تحيا به السموات والأرض؛ أخبر سبحانه أن المساجد تمتلئ بهذا النور قال - تعالى-:(( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَال )).

 

نعم النور يُقسَّم بين العباد: فهذا تهديه آية يسمعها، وذاك تنفعه موعظة أنصت إليها، وآخر تعمه دعوة صالحة، هذا النور يقسم بين أصحاب الهمم العالية الذين لم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة قال - تعالى -: (( رجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ )).

 

ولما علم النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك كله؛ كان وهو ذاهب إلى ذلك النور يسأل ربه أن يجعل النور في قلبه ولسانه، وسمعه وسائر جوارحه، يسأله أن يحفه بالنور من كل الجهات، فهلا تأملت هذا الدر المنثور!!

 

أتعلم أننا نحتاج - خاصة في هذه الأيام - نوراً يضيء لنا السبل، يشق ظلمات الجهالة، يهدينا سواء الطريق باعثاً الحياة في أرواحنا، نوراً يملأ القلب إيماناً وثباتاً، ويقيناً يحفظه الله به من الشهوات والشبهات، نوراً يملأ السمع والبصر؛ فلا يسمع ولا يبصر إلا ما أحل الله -تعالى - له، نور يملأ اللسان؛ فلا يتكلم إلا بما يرضي الله؛ نور نواجه به نصب الحياة، نسير به إلى الله، قال الإمام النووي - رحمه الله تعالى - في شرح الحديث: "سأل النور في أعضائه وجهاته، والمراد به بيان الحق، وضياؤه، والهداية إليه؛ فسأل النور في جميع أعضائه، وجسمه، وتصرفاته، وتقلباته، وحالاته، وجملته في جهاته الست؛ حتى لا يزيغ شيء منها عنه"، وقال أبو الحسن السندي: "اجعل في قلبي نوراً.. الخ المراد بالنور أما الهداية والتوفيق للخير، وهذا يشمل الأعضاء كلها؛ لظهور آثاره في الكل، أو المراد ظاهر النور؛ والمقصود أن يجعل الله - تعالى- له في كل عضو من أعضائه نوراً يوم القيامة يستضيء به في تلك الظلم ومن تبعه، والله تعالى أعلم".

 

نور يملأ قبورنا، مؤنساً لنا في وحشتنا، نور يشع بقدر إيماننا؛ ليشق طريقه في ظلمات يوم القيامة؛ يوم يتخبط المقصرون، يوم يفتضح الذين هجروا منابع النور ففقدوا الضياء، والسرور، تركوا بيوت الله - عز وجل -، واغتروا بوميض من شعاع الدنيا؛ تراهم يوم القيامة يتشبثون بمن يعرفون من المؤمنين، المؤمنون الذين كانوا يلتمسون النور في الظلم؛ وهم يسيرون إلى صلاة الفجر، أوصلاة العشاء كما جاء عن بريدة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)) يأتي إليهم أهل النفاق ينادونهم انظرونا نقتبس من نوركم؛ (( يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَاب )) ارجعوا فالتمسوا النور ممن جعلتموهم أحب إليكم من الله ورسوله، من الشهوات التي غرقتم في بحارها، من الشبهات التي صدتكم عن سبيل الله - عز وجل -، وإن كنا معكم في الدنيا لكننا كنا نلتمس النور من بيوت الله - تعالى-، نلتمسه من الصلاة، نلتمسه من كتاب الله، فاليوم نفترق (( يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُور )) حتى أهل الإيمان لا يستوي نورهم؛ فمنهم المقل، ومنهم المكثر، كل يجازى بحسب طاعته، ثم ينصرف أهل المساجد، أهل الصلاة، أهل القرآن؛ ينصرفون إلى النور؛ ينصرفون إلى ربهم، وهو النور الذي لطالما اشتاق أولياؤه إليه، فيمنُّ عليهم ربهم بأعظم نعيم في الجنة ألا وهو النظر إليه، فيزدادون نضارة إلى نضارتهم، ونوراً إلى نورهم.

 

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم، واجعل لنا منك نوراً نهتدي به سواء السبيل، اللهم لا نور إلا نورك فاهدنا إليه، واصرف عنا كل ظلام وضلال وتيه.

 

post-28298-1308558577.gif

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-28298-1308558568.gif

 

 

 

الدعاء عند دخول المسجد

 

أَعوذُ باللهِ العَظيـم وَبِوَجْهِـهِ الكَرِيـم وَسُلْطـانِه القَديـم مِنَ الشّيْـطانِ الرَّجـيم،[ بِسْـمِ الله، وَالصَّلاةُ] [وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ الله]، اللّهُـمَّ افْتَـحْ لي أَبْوابَ رَحْمَتـِك. رواه ابو داود

 

الشرح

 

صحابي الحديث هو عبدالله بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا.

وجاء في نهاية الحديث قوله : ((فإذا قال ذلك، قال الشيطان: حُفظ مني سائر اليوم)).

قوله: ((بوجهه الكريم)) العرب تطلق الكريم على الشيء النافع الذي يدوم نفعه، ويسهل تناوله، وكل شيء يشرف في بابه؛ فإنهم يصفونه بالكرم، ولا يستعمل الكرم في وصف أحد إلا في المحاسن الكثيرة، والعرب تقول: كرَّم الله وجهك؛ أي: أكرمك، ويستعمل الوجه في أشرف ما يقصد، وأعظم ما يُبتغى، ووجه الله الكريم أشرف ما يتوجه إليه، وأكرم ما يتوسل به.

قال المصحح: ووجه الله الكريم يليق بجلاله وهو صفة من صفاته الذاتية لا يشبهه في ذلك أحداً من خلقه، (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) .

قوله: ((وسلطانه القديم)) السلطان في الأصل الحجة، والمراد به هاهنا قهره وقدرته الباهرة القديمة.

 

ومعنى اختصاص وجه الله الكريم، وسلطانه القديم بالذكر عند الاستعاذة؛ أن التعوذ إنما يصح بمن انتهى كرمه، وعلا شأنه، وكملت قدرته، فلا يَخْذِلُ المستعيذ به، ولا يُسْلِمُهُ، ولا يُخيبُ رجاءه، ولا يعجز عن أمره، ولا يحيل إلى غيره، وذلك بما لا يوجد إلا عند الله، ولا ينال إلا منه سبحانه وتعالى.

قوله: ((الرجيم)) أي: المطرود من رحمة الله تعالى.

قوله: ((سائر اليوم)) أي: جميع اليوم.

 

 

((بسم اللـهِ، وَالصَّلاةُ))، ((وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ الله))، ((اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أبْوَابَ رَحْمَتِكَ))

قال المصحح: البسملة والصلاة من حديث أنس بن مالك ، والسلام وطلب فتح أبواب الرحمة من حديث أبي هريرة .

 

قوله: ((الصلاة والسلام على رسول الله)) ومعنى الصلاة على النبي في جميع المواضع، ذكره في الملأ الأعلى، وقيل: تعظيمه في الدنيا بإعلاء كلمته، وإحياء شريعته، وفي الآخرة برفع درجته، وتشفيعه لأمته.

قوله: ((أبواب رحمتك)) أي: أنواع رحمتك.

 

 

post-28298-1308558585.gif

 

 

التعوذ من البخل

 

 

اللهم إني أعوذ بك من البُخل , وأعوذ بك من الجُبن , وأعوذ بك أن أُرد إلى أرذل العمر , وأعوذ بك من فتنة الدنيا , وأعوذ بك من عذاب القبر.البخاري

 

الشرح

 

صحابي الحديث هو سعد بن أبي وقاص .

قوله: ((البخل)) أي: منع إنفاق المال، بعد الحصول عليه، وحبه وإمساكه.

قوله: ((الجبن)) أي: تَهَيُّب الإقدام على ما لا ينبغي أن يُخاف.

قوله: ((أن أردَّ إلى أرذلِ العمر)) هو البلوغ إلى حد في الهرم، يعود معه كالطفل؛ في سخف العقل، وقلة الفهم، وضعف القوة.

والأرذل: هو الرَّديء من كل شيء.

قوله: ((فتنة الدنيا)) ومعنى الفتنة الاختبار، قال شعبة رحمه الله: ((يعني: فتنة الدَّجَّال))، وفي إطلاق الدنيا على الدجال، إشارة إلى أن فتنته

أعظم الفتن الكائنة في الدنيا، وقد ورد ذلك صريحاً في قوله ×: ((إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم، أعظم من فتنة الدجال)).

ومعنى ((ذرأ)) خلق.

قوله: ((عذاب القبر)) فيه إثبات لعذاب القبر؛ فأهل السنة والجماعة يؤمنون بفتنة القبر وعذابه ونعيمه؛ فأما الفتنة: فإن الناس يفتنون في قبورهم، فيقال للرجل: من ربك؟ ومَا دينك؟ ومَن نبيك؟? (( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ )) فيقول المؤمن: ربي الله، والإسلام ديني، ومحمد نبيي، وأما المرتاب فيقول: هاه هاه لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته، فيضرب بمرزبةٍ من حديد، فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين – الإنس والجن – ولو سمعوا لصعقوا، ثم بعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب!!

 

post-28298-1308558577.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
زوار
هذا الموضوع مغلق.

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×