اذهبي الى المحتوى
جمانة راجح

() تنوير الأفهام في فقه الأشهر الحرُم ()

المشاركات التي تم ترشيحها

rLE86461.png

بسم الرحمن الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

وعلى آله وصحبه وسلم

76L09126.png

حيّاكنَ الله أخواتي الحبيبات نسعد بتواجدكنّ ومتابعتكنّ

قال تعالى " إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ

وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ"

 

كثيرًا ما نقرأ هذه الآية ... ولكن قد يخفى علينا ما تحمله معاني ومقاصد عظيمة

فالله سبحانه وتعالى ذكر لنا حرمة هذه الشهور ... وحذرنا من أن نظلم أنفسنا فيها

فكيف يكون هذا الظلم

... وماهي هذه الأشهر؟.... وما الأمور و الدروس التي تتعلق بها !

هذه ما سنطرحه إن شاء الله لكنّ .. نسعى في ذلك بإذن الله إلى

() تنوير الأفهام في فقه الأشهر الحرُم ()

 

فأهلا وسهلاً بكنّ

xB709126.png

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

xB709126.png

 

هي أربعة أشهر كما قال تعالى

 

: ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ

وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ )

 

Umj87346.jpg

 

 

xB709126.png

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

Gsg09126.png

 

الأشهر الحُرُم وبيان وجه تعظيمها

 

الأشهر الحُرُم هي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب، وسُمِّي الأول بذلك؛ لقعودهم عن القتالوالترحال؛ استعدادا لموسم الحج والثاني؛ لوقوع الحج فيه والثالث؛ تأكيدالحرمته والرابع من الترجيب وهو التعظيم. وقد سجلها القرآن العظيم فقال: "(إنَّ عدةَ الشهورِ عندَ اللهِ اثنَا عشرَ شهرًا في كتابِ اللهِ يومَ خلقَالسماواتِ والأرضَ منها أربعةٌ حُرُمٌ ذلكَ الدينُ القَيِّمُ فلا تظلموافيهنَّ أنفسَكُمْ" (التوبة: 36).

 

وقدبيَّنَها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: "إلا إن الزمان قداستدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منهاأربعة حرم؛ ثلاثة متواليات ذو العقدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مُضَر الذيبين جمادى وشعبان".

 

وإنماقال عليه الصلاة والسلام "رجب مُضَر" ليبين صحة قول هذه القبيلة في رجب أنه الشهر الذي بين جمادى وشعبان، لا كما تظن قبيلة ربيعة مِنْ أنَّ رجبَ المُحَرَّم هو الشهر الذي بين شعبان وشوال وهو رمضانُ اليوم.

 

Gsg09126.png

 

وقدكان من عادة العرب في جاهليتهم تغْيير أحكامِ اللهِ بأهوائهم الباردة،فأحيانا يُحِلّون المُحرّم ويُؤخِرون حُرمته إلى صفر، فلا يُقاتلون فيه وهوالنسيءُ، قال الله تعالى: (إنَّمَا النَّسِيءُ زيادةٌ في الكفرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذين كفروا يُحِلُّونَهُ عامًا ويحرمونَهُ عامًا) (التوبة: 37).

 

وهذه الأشهر الحُرُم يوضع فيها القتال ـ إلا ردًّا للعدوان ـ وتُضاعف فيهالحسنةُ كما تُضاعف السيئةُ. وذهب الشافعي وكثير من العلماء إلى تغليظِدِيةِ القتيلِ في الأشهر الحُرُم.

 

وجاءفي كتب التفسير عند قوله تعالى: (فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أنْفُسَكُمْ) (التوبة: 36) قال قتادة: إن الظلم في الأشهر الحُرُم أعظم خطيئةٍ ووِزْرًامن الظلم فيما سواها وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا، ولكن الله يعظم منأمره ما يشاء. وقال: "إن الله اصطفى صفايا من خلقه، اصطفى من الملائكةرُسلا ومن الناس رُسلا، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجدَ،واصطفى من الشهور رمضانَ والأشهرَ الحرمَ، واصطفى من الأيام يومَ الجمعةِ،واصطفى من الليالي ليلةَ القدرِ فعَظِّموا ما عظَّم الله.

 

د/ محمد سيد أحمد المسير

Gsg09126.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

Gsg09126.png

ما جاء في القرآن عن حرمة الأشهر الحرم

قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ

وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } [ التوبة:36].

قوله: {عِندَ اللَّهِ} قال البغوي: أي في حكم الله، وقيل: في اللوح المحفوظ[11].

قوله: {فَلاَ تَظْلِمُواْ} فسروا الظلم بأنه فعل المعاصي وترك الطاعات، لأن الله سبحانه إذا عظم شيئاً

من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة، وإذا عظمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعددة،

فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيئ، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح.

قال قتادة: "العمل الصالح أعظم أجراً في الأشهر الحرم، والظلم فيهن أعظم من الظلم فيما سواهن،

وإن كان الظلم على كل حال عظيماً".

وقال ابن عباس: (يريد استحلال الحرام والغارة فيهن).

وقال محمد بن إسحاق: "لا تجعلوا حلالها حراماً، ولا حرامها حلالاً كفعل أهل الشرك، وهو النسيء".

قوله: {فِيهِنَّ} قال البغوي: ينصرف إلى جميع شهور السنة، ونقل ذلك عن ابن عباس، وقيل:

أي الأشهر الحرم ومال إليه ابن كثير، وقال: "لأنه آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي

في البلد الحرام تضاعف وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام".

Gsg09126.png

 

قال ابن العربي: "المسألة السابعة: قوله تعالى: {فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ} فيه قولان: أحدهما:

لا تظلموا أنفسكم في الشهور كلها، وقيل في الثاني: المراد بذلك الأشهر الحرم.

واختلف في المراد بالظلم على قولين أيضا: أحدهما: لا تظلموا فيهن أنفسكم بتحليلهن، وقيل: بارتكاب

الذنوب فيهن; فإن الله إذا عظم شيئا من جهة صارت له حرمة واحدة, وإذا عظمه من جهتين أو من

جهات صارت حرمته متعددة بعدد جهات التحريم, ويتضاعف العقاب بالعمل السوء فيها, كما ضاعف

الثواب بالعمل الصالح فيها; فإن من أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام والمسجد الحرام ليس

كمن أطاعه في شهر حلال في بلد حلال في بقعة حلال. وكذلك العصيان والعذاب مثله في الموضعين

والحالين والصفتين; وذلك كله بحكم الله وحكمته. وقد أشار تعالى إلى ذلك بقوله: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ

مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ} لعظمهن وشرفهن في أحد القولين"

 

Gsg09126.png

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

Gsg09126.png

موقف أهل الجاهلية من الأشهر الحرم

 

 

كان أهل الجاهلية قبل بعثة النبي- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- يعرفون بقايا من الدين الذي كان عليه إبراهيم عليه السلام، ومنها حج بيت الله الحرام، وتعظيم حرمة بلد الله الآمن- مكة- وكذلك كانوايعرفون حرمة تلك الأشهر الحرم الأربعة، فقد كانوا يُعظِّمونها ويُعيِّر بعضهم بعضًاإذا انتُهكت حرمتها.............

غير أن أهل الجاهلية كثيرًا ما كانت تتحكَّم فيهم الأهواء، فتارةً يحلُّون ما حرم الله، وأخرى يحرمون ما أحل الله، وثالثةً يبدلون فيالشرائع والأحكام، فما كانوا يسيرون على الجادة، وقد لجأ أهل الجاهلية إلى حيلة يحتالون بها على حرمة تلك الأشهر، فيتحقق لهم بذلك ما يريدون من انتهاك الحرمات فيها، ويسلَمون من لوم الناس لهم، فبدَّلوا بعض الأشهر الحرم بغيرها من الشهور،فيحرمونها مكانها، ويحلوا ما أرادوا تحليلَه من الأشهر الحرم إذا احتاجوا إلى ذلك،فيبقى العام اثنا عشر شهرًا، وتبقى الأشهر الحرم أربعة، وإن كانت مبدلةً، ويرون بذلك أنهم لم ينتهكوا الحرمات.

 

وقد أبطل الإسلام ذلك وسماه(زِيَادَةٌ فِيالْكُفْرِ ) (التوبة: من الآية 37)، وردَّ الأمر إلى الحق الذي كان عليه

يوم خلق الله السماوات والأرض.

 

قال تعالى: ( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِيُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوامَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (37) (التوبة)، وقد عدَّ الإسلام تبديل الشرائع- بالتحليل والتحريم- نوعًا من أنواع الكفر الذي ارتكبته الجاهلية، وحذَّر المسلمين من ذلك،فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلاالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ (المائدة: من الآية 2).

Gsg09126.png

" معنى النسيء "

 

النسيء: هو ما كان أهل الجاهلية يستعملونه في الأشهر الحرم، وكان من جملة بدعهم الباطلة، أنهم لما رأوا احتياجهم للقتال في بعض أوقات الأشهر الحرم، رأوا - بآرائهم الفاسدة- أن يحافظوا على عدة الأشهر الحرم، التي حرم اللّه القتال فيها، وأن يؤخروا بعض الأشهر الحرم، أو يقدموه، ويجعلوا مكانه من أشهر الحل ما أرادوا، فإذا جعلوه مكانه أحلوا القتال فيه، وجعلوا الشهر الحلال حراما، فهذا - كما أخبر اللّه عنهم- أنه زيادة في كفرهم وضلالهم، لما فيه من المحاذير.

منها: أنهم ابتدعوه من تلقاء أنفسهم، وجعلوه بمنزلة شرع اللّه ودينه، واللّه ورسوله بريئان منه.

ومنها: أنهم قلبوا الدين، فجعلوا الحلال حراما، والحرام حلالا.

ومنها: أنهم مَوَّهوا على اللّه بزعمهم وعلى عباده، ولبسوا عليهم دينهم، واستعملوا الخداع والحيلة في دين اللّه.

Gsg09126.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

Gsg09126.png

هل تعظم الحسنات والخطايا في الأشهر الحرم؟!

لقد وردت روايات عن السلف تبين أن الذنوب تكون أشد جرماً في هذه الأشهر، كما أن الحسنات

تضاعف. يقول ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله –تعالى-: (( فلا تظلموا فيهن أنفسكم))

قال: في كلهن، ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراماً، وعظم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن

أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم..

وقال قتادة: (إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم

على كل حال عظيماً، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء).

يقول ابن كثير -رحمه الله- في قوله الله: (( فلا تظلموا فيهن أنفسكم)) أي في هذه الأشهر المحرمة؛

لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف لقوله –تعالى-:

(( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذابٍ أليم)) وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام. أ.هـ.

يقول القرطبي -رحمه الله-: ( خص الله –تعالى- الأربعة الأشهر الحرم بالذكر، ونهى عن الظلم

فيها تشريفاً لها، وإن كان منهياً عنه في كل الزمان). أ.هـ

.......

 

Gsg09126.png

مسألة: أخذ من تعظيم هذه الأشهر تغليظ الدية على من قتل فيها خطأً.. يقول الأوزاعي: القتل في

الأشهر الحرم تغلظ فيه الدية فيما بلغنا وفي الحرم فتجعل دية وثلثاً، ويزاد في شبه العمد في أسنان

الإبل.. اتضح من كلام الأوزاعي أن الدية تغلظ إلى زيادة الثلث، وإذا كان القتل شبه عمد فإنه يزاد في

عُمر الإبل..

قال الشافعي: تغلظ الدية في النفس وفي الجراح في الشهر الحرام وفي البلد الحرام وذوي الرحم..

وروي عن عثمان بن عفان أن الدية يزاد فيها الثلث، وهو مروي عن القاسم بن محمد، وسالم بن

عبدالله بن عمر، وابن شهاب، وأبان بن عثمان..

لكن أبا حنيفة، ومالك خالفوا في ذلك وقالوا: إنها لا تغلظ، فالقتل في الحل والحرم سواء، وفي الشهر

الحرام وغيره سواء، وهو قول جماعة من التابعين.

وبعد أن ذكر الله –تعالى- الأشهر الحرم قال: (ذلك الدين القيم) أي هذا هو الشرع المستقيم من امتثال

أمر الله فيما جعل من الأشهر الحرم، والحذو بها على ما سبق من كتاب الله الأول.

Gsg09126.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

Gsg09126.png

مقتطفات صوتية للشيخ بن عثيمين -رحمه الله- عن مسائل في الأشهر الحُرُم

 

كلمة مختصرة عن الأشهر الحُرُم وسبب تحريمها

 

أمَّا بعدُ -أيها الإخوة!- فإنَّنا في استقبال شهر محرم؛ أحد الأشهر الحرم التي نصَّ الله عليها في كتابه العزيز؛ فقال تعالى: ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) [التوبة: 36].

هذه الأربعة الحُرُم بيَّنها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنها ثلاثة متوالية، وواحد منفرد؛ أمَّا الثلاثة المتوالية: فإنها ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، وأما المنفرد فهو رجب؛ ولهذا يلقِّبُه بعض الناس بـ "رجب الفرد"؛ لأنه انفرد عن الأشهر الثلاثة.

وإنما كانت هذه الأشهر الثلاثة حُرُمًا ؛ لأن الناس يقصدون فيها بيت الله -عزَّ وجلَّ- فذو القعدة والمحرم للسفر إلي البيت، وذو الحجة لأداء مشاعر الحج، ولهذا كانت حُرُمًا يحرُمُ القتال فيها، وتخص بعناية في تجنب ظلم النفس؛ ولهذا قال: فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ [التوبة: 36].

للاستماع

اضغط هــنا

Gsg09126.png

أتدرون لماذا حُرِمَتْ؟

حُرِمَت؛ لأن الناس يحجون ويعتمرون؛ الحج يحتاج لذهاب وإياب وبقاء في مكة؛

قالوا: الشهر الذي قبل ذي الحجة للذهاب والشهر ذو الحجة لأداء النسك، وشهر محرم للإياب؛

هذه ثلاث أشهر يحرم فيها القتال، ويأمن فيها الناس؛ حتى أن الواحد من الناس يشاهد قاتل أبيه في هذه الأشهر ولا يقتله!

للاستماع اضغط هــنا

Gsg09126.png

السؤال:

هل العبادة في الأشهر الحرم الأجر فيها مضاعف عن بقية الشهور الأخرى؟

الجواب:

قال الله تبارك وتعالى( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) [التوبة: 36].

قال أهل العلم: الضمير في قوله: ( فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) يعود على الأشهر الحرم.

فإذا كان قد نُهي عن ظلم النفس بخصوص هذه الأشهر؛ دلَّ ذلك على أن العمل الصالح فيهنَّ أفضل.

ومن العبارات المشهورة عند العلماء؛ قولهم: "تضاعف الحسنة في كل زمان ومكان فاضل".

فأرجو أن تكون الطاعة في الأشهر الحرم مضاعفة؛ كما أن المعصية في الأشهر الحرم أشد وأعظم. نعم.

 

للاستماع اضغط هــنا

Gsg09126.png

السؤال:

هل ارتكاب المعاصي في الأشهر الحرم ذنبها أعظم؟

الجواب:

هذا ينبني على قوله تعالى: فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ

هل الضمير فيهن يعود على الأشهر الحرم أو يعود على الاثنى عشر شهرًا؟

وفيها خلاف؛ لـكن لاشك أن الذنوب في الأشهر الحُرُم أعظم؛ لأنَّ الضمير سواء قلنا عائد على الجميع أو عليهنَّ يدلُّ على تأكيد النهي عن الظلم في هذه الأشهر الأربعة،

وللعلماء قاعدة في هذه المسألة يقولون: "تضاعف الحسنات والسيئات في كلِّ زمان ومكان فاضل".

 

للاستماع اضغط هــنا

Gsg09126.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

Gsg09126.png

هل أنت معظِّم ؟

د/ أناهيد السميري

 

 

اسأل نفسك هذا السؤال من حين دخول شهر ذي القعدة أول الشهر الحرم المتوالية التي خصها الله بمزيد فضلٍ وحرمة وتعظيم

دائمًا نقرأ قوله تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ"

والأشهر الحرم هي محرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة

وربما نتساءل :

لماذا فُضلت هذه الأربعة دون غيرها ؟

لكن السؤال الأجدر بالطرح :" لقال القرطبي –رحمه الله- :" "ا يقال: كيف جعل بعض

الأزمنة أعظم حرمة من بعض؟ فإنّا نقول: للبارئ تعالى أن يفعل ما يشاء ويخص بالفضيلة

ما يشاء ليس لعلمه علة، ولا عليه حجر، بل يفعل ما يريد بحكمته وقد تظهر فيه الحكمة وقد تخفى"

إذن أول مفهوم لا بد من اصطحابه :أن المؤمن بأن الله حكيم سيبحث عما يجب عليه فِعله في الزمان الفاضل والمكان الفاضل.

والمفهوم الثاني :

العلم بأن الحسنات تضاعف في كل زمان ومكان فاضل. وأن السيئات تُعَظَّم في كل زمان

ومكان فاضل

 

والدليل على ذلك:

قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: "إن عدة الشهور عند الله" الآية؛ فلا تظلموا فيهن

أنفسكم في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حرامًا وعظم حرماتهن، وجعل الذنب

فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم" .

- فمَن ارتكب الذنب في هذه الأشهر فقد جمع على نفسه : الوقوع في الذنب. ،وهتك حرمة

الشهر.

إذن : ادخل الأشهر الحرم وأنت مؤمن أن الله الحكيم هو الذي خصَّها، وأن الحسنات تضاعف في

كل زمان ومكان فاضل، والسيئات تعظم فيها، ولا تنس الدليل: " وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ

مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ" مجرد إرادة رُتّب عليه عقوبة، فهذا تعظيم للحُرُمات.

ما هو المطلوب مِن شخصٍ دخل الأشهر الحرم؟

"فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُم"

فلا تعصوا الله فيها ولا تحلوا ما حرم الله عليكم فتكسبوا أنفسكم ما لا قبل لها به من

سخط الله وعقابه.

ذكر الطبري في تفسيره: حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله :

"فلا تظلموا فيهن أنفسكم" قال: الظلم: العمل بمعاصي الله، والترك لطاعته" .

ونلاحظ في الآية الكريمة أنها ابتدأت بالنهي عن الظلم ولم تبتدئ بالحث على العمل الصالح،

فما العلة في ذلك ؟

والجواب : أن لظلم النفس شقّان:

الشق الأول: لا تظلم نفسك بتفويت الزمن الصالح وتركه للطاعة .

الشق الثاني: لا تظلم نفسك بعمل المحرمات في الزمن الفاضل.

ومن أجل أن يتم للعبد الأمر ويبتعد عن الظلم والتقصير؛ لابد له من محرك في قلبه

(فالقلب ملك والجوارح جنوده)

والشريعة دلت على هذا المحرك الذي يكمن في القلب الا وهو التعظيم.

Gsg09126.png

وقد يرد سؤال آخر : ماذا نعظم ؟

وتجيب عن ذلك الآيات :

أولاً: الحرمات

قال تعالى: "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ" الحج: 30.

نعظّم نواهيه ومحارمه التي حرّمها في كتابه, أو حرَّمها رسوله صلى الله عليه وسلم

ومن أعظم ما حرّمه الله: الشرك بأنواعه.

ماهي حرمات الله؟

كل ماله حرمة، وأمر باحترامه، بعبادة أو غيرها، كالمناسك كلها، وكالحرم والإحرام،

وكالهدايا، وكالعبادات التي أمر الله العباد بالقيام بها، فتعظيمها إجلالها بالقلب، ومحبتها،

وتكميل العبودية فيها، غير متهاون، ولا متكاسل، ولا متثاقل .

ولأكون شخصًا معظمًا للحرمات هناك خطوات :

أول خطوة : التعلم عن الحُرمات.

فالحُرُمات هي ما تقترفه: الجوارح والقلوب واعلم أن من المحرمات ما هو دقيق، فالقلوب

قد تقترف من المحرمات ما قد تغلب به الجوارح. والمحرمات التي قد تقترفها القلوب

تبتدئ بالشرك إلى الظنون.

الخطوة الثانية : اعلم أن الذنوب تتفاوت من جهة العمل القلبي المصاحب للذنب.

أي أن الإرادات المستقرة تؤثر, فشخص عنده إرادة مستقرة لحب الله وطاعته ثم غفل؛ يختلف

عن آخر عنده إرادة مستقرة لحب الذنوب وارتكابها.

الخطوة الثالثة : الخوف منها واجتناب الطرق الموصلة لها "من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيها" ..

الخطوة الرابعة : تكرار التوبة والإنابة

 

ثانيًا : الشعائر

قال تعالى: "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ" [الحج: 32]

[والمراد بالشعائر: أعلام الدين الظاهرة] كالصلاة والزكاة والصيام والحج والعمرة وغيرها.

وكل الأوامر الشرعية البارزة التي يحبها الله عزَّ وجل.

Gsg09126.png

ولأكون شخصًا معظّمًا للشعائر في الأشهر الحُرُم خطوات :

الخطوة الأولى:

ترتيب الأولويات ومحبة ما يحبه الله.

وأولى الأولويات الصلاة. أحب ما يحبه الله ((.. ما افترضتُ عليه..))

 

الخطوة الثانية:

مداومة الذكر.

فدوام الذكر إشارة التعظيم. ودوام الذكر يأتي من كون قلب العبد بين ثلاثة رياح:

الحب .... والرجاء .... والخوف

فتارة يبعثه على الذكر: الحب... ((مَن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي)) .

وتارة يبعثه على الذكر: الرجاء.. عن شداد بن أوس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله

عليه وسلم: ((سيد الاستغفار أن يقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا

على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء

لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال: ومن قالها من النهار موقنا بها، فمات

من يومه قبل أن يمسي؛ فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن

يصبح؛ فهو من أهل الجنة)) .

وتارة يبعثه على الذكر: الخوف؛ ((مَن قعد مقعدًا لم يذكر الله فيه؛ كان عليه من الله تِرَةً، ومَن

اضطجع مضجعًا لا يذكر الله فيه؛ كانت عليه من الله تِرَةً، وما مشى أحد ممشى لا يذكر الله فيه؛

إلا كان عليه مِن الله تِرَةً)) .

الخطوة الثالثة:

أن يظهر من جوارحي الإحسان إلى المخلوقين.

فالعبد كلما كان مُعظِّمًا لشعائر الله؛ زاد إحسانًا إلى الناس. بدليل أن الله يحمع دائما بين ذكر

الصلاة والزكاة لأن الصلاة فيها الاحسان في عبادة الخالق والزكاة فيها الاحسان للمخلوقين،

والحرص على الإحسان يقابله غض الطرف عن الإساءة.

ولا يستطيع ذلك إلا الموحد فإنه كلما زاد الشخص توحيدًا؛ استطاع أن يكون مُعظِّمًا للحُرمات,

مُعظِّمًا للشعائر

"ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمْ الأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا

الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا

خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31) ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ

فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)" [الحج]

فأتت آية التوحيد بين آيتي التعظيم .. فتأمل ..

وفي الختام نسأل الله أن يجعلنا من الموحدين المعظمين للحرمات ، المتقين الله حق تقاته .

Gsg09126.png

  • معجبة 4

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

Gsg09126.png

 

{فلا تظلموا فيهنّ أنفُسَكُم} .. فرصة لمُراجعة النفس !

بسم الله الرحمن الرحيم

{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات

وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ

الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }[التوبة : 36]

 

أخي المسلم / أختي المسلمة

كلما أقبل عليك أحد الأشهر الحرم ؛

( ذي القعدة ، ذي الحجة ، محرم ، رجب )

تذكر خطاب الله لنا :

{ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ }

فهذه الآيةُ الكريمة مُتَضَمِّنَةٌ لِحِكَمٍ جليلة، وأحكامٍ عظيمة:

 

 

* فقولُهُ -تعالى-: {فلا تظلموا}: عامٌّ شامِلٌ لجميعِ أنواعِ الظُّلْمِ؛

ــ « فإنَّ كُلَّ ما نَهَى اللهُ عنهُ راجعٌ إلى الظُّلْم » -كما قالَ شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّةَ في «الفتاوى الكُبرى» (1/89)-.

ــ و«جُمَّاع السيِّئات الظُّلم -وهذا أصلٌ جامعٌ عظيمٌ-» -كما في «مجموع الفتاوى» (1/86) -له- رحمهُ اللهُ-.

ــ وهو « قد يختصُّ بظُلم الإنسان نفسَه، وظُلمِ النّاس بعضهم بعضاً» -كما في «مجموع الفتاوى» (7/79)-أيضاً-.

ــ وقد نَسَبَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ في «مجموع الفتاوى» (8/507) إلى (كثيرٍ مِن أهل السُّنَّة، والحديث، والنُّظَّار) معنى (الظُّلْم)، وأنَّهُ: « وضعُ الشيءِ في غيرِ موضِعِهِ، ومِن ذلك: أنْ يَبْخَسَ المحسنَ شيئاً مِن حسناتِهِ؛ أو يحملَ عليه من سيِّئات غيرِه ».

 

** وقولُهُ -تعالى-: {فيهنَّ}؛ أيْ: الأشهر الحُرُم الأربع؛ كما قال الإمامُ النحَّاسُ في «معاني القُرآن» (3/206):

ــ « أكثرُ أهلِ التفسير على أنَّ المعنَى: فلا تظلموا في الأربعة أنفسَكم. وخصَّها تعظيماً ».

ــ وقال العلامةُ الشنقيطيُّ في «أضواء البيان» (6/147): «اعلَمْ أنَّ السيِّئةَ قد تعظُم، فيعظُم جزاؤها -بسبَبِ حُرمة الزَّمان-».

ــ ومع ذلك؛ فقد قال العلامةُ ابنُ عادِل في «اللُّباب في عُلوم الكِتاب» (10/86):

و«المُرادُ:منعُ الإنسان مِن الإقدام على الفسادِ في جميع العُمر».

ــ وهو كما قال الإمامُ القُرطبيُّ في «تفسيرِه» (8/134) -في الآيةِ-:

« ولها مَزِيَّةٌ في تعظيمِ الظُّلم؛ لا أنَّ الظُّلمَ في غيرِ هذه الأيَّام جائزٌ!».

 

*** وقولُهُ -تعالى-: {أنفسَكم}؛ الأصلُ حَمْلُهُ على العُمومِ؛ لِيشملَ (النَّفْسَ)، و(الغيرَ) -مِن الأُمَّة- جميعاً-.وهو على نَسَقِ قولِهِ -سبحانَه-: {فإذا دخلتُم بيوتاً فسلِّمُوا على أنفُسِكم} وقولِهِ -تعالى-: {إذ بَعَثَ فيهِم رسولاً مِن أنفسِهم}؛ فالأُمَّةُ -جميعاً- كالنَّفْسِ الواحدةِ مِن الجسد الواحد:

فظلمُها ممنوعٌ لذاتِها -أصالةً-، وظُلْمُها ممنوعٌ لغيرِها -ممّا هو في موضعِ نفسِها -تَبَعاً-.ولا شكَّ أنَّ مَن ظلمَ غيرَهُ فقد ظَلَمَ نفسَه..

Gsg09126.png

وما أجملَ ما قالَهُ الإمامُ ابنُ الجَوْزِيُّ في «التبصرة» (2/31) -

مُخاطِباً الضمائرَ، شاحِذاً الهِمَم-:

« هذه أوقات مُعَظَّمَة، وساعاتٌ مكرَّمة، وقد صيَّرْتُم ضُحاها بالذُّنُوبِ عَتَمةً! فبيِّضُوا بالتَّوْبَةِ صُحُفَكُم المُظْلِمة! فالمَلَكُ يكتُب خُطاكُم ونَفَسَكُم...

{ فلا تظلمُوا فيهنَّ أنفُسَكُم}...

 

 

« لقد ضيَّعْتُم مُعْظَمَ السَّنَة؛ فدَعُو مِن الآن هذه السِّنَة! واسمعُوا المواعظَ فقد نَطَقَت بأَلْسِنَة! ودَعُوا الخطايا؛ فيكفي ما قد وكَسَكُم...

{فلا تظلموا فيهنَّ أنفُسَكُم}.

« البِدَارَ البِدَارَ قبل الفَوْتِ !

الحِذَارَ الحِذَارَ؛ فقد قَرُبَ الموت!

اليقظةَ اليقظةَ؛ فقد أسمع الصوت، قبل أن يُضَيِّقَ الحِسابُ مَحْبَسَكُم...

{فلا تظلِمُوا فيهنَّ أنفُسَكُم}.

« لا بُدَّ أنْ تنطِقَ الجوارح، وتشهدَ عليكُم بالقبائح، فامْلأُوا الأوقاتَ بالعملِ الصَّالِح، فإنَّكُم إذا نَزَلْتُم بُطُونَ الصَّفائح آنَسَكُم...

{فلا تظلِمُوا فيهنَّ أنفُسَكُم}.

« اعزمُوا -اليومَ- على تَرْكِ الذُّنُوب، واجتهِدُوا في إزالةِ العُيوب، واحْذَرُوا سَخَطَ علامِ الغُيوب، واكتُبوا على صَفَحات القُلوبِ مَجْلِسَكُم...

{فلا تَظْلِمُوا فيهنَّ أنفُسَكُم}...».

« الْتَزِمُوا حُدودَ الله -تعالى-، أقيموا فرائضَ الله، واجتَنِبُوا مَحارِمَهُ، أدُّوا الحُقوقَ فيما بينكم وبينَ ربِّكُم، وفيما بينكم وبين عبادِهِ.

« واعْلَمُوا أنَّ الشيطانَ قد قَعَدَ لابنِ آدمَ كُلَّ مرصدٍ، وأقسمَ للـهِ لَيَأْتِيَنَّهُم مِن بينِ أيديهم ومِن خلفِهم، وعن أَيْمانِهم وعن شمائِلِهم، ولا يجدُ أكثرَهُم شاكِرِين.

أقسمَ للـهِ بعزَّةِ اللـهِ ليُغْوِيَنَّهُم أجمعين؛ إلا عبادَ الله المُخْلَصِين.

إنَّ الشيطانَ لَحَرِيصٌ كُلَّ الحِرْصِ على إغْواءِ بَنِي آدمَ وإضلالِهم؛ يصدُّهُم عن دينِ الله، يأمُرُهُم بالفحشاءِ والمُنكرِ، يُحَبِّبُ إليهم المعاصي، ويُكَرِّهُ إليهم الطاعاتِ:

يأتِيهِم مِن كُلِّ جانبٍ، ويقذفُهم بسهامِهِ مِن كُلِّ جهةٍ..» ([1]).

 

 

Gsg09126.png

فراقِبُوا -إخوانَنا- ربَّكُم...

راقِبُوا أقلامَكُم...

راقِبُوا قُلوبَكُم...

{فلا تظلِمُوا فيهنَّ أنفُسَكُم}، ولا غيرَكُم:

بسُوءِ الظَّنِّ...

أو الكَذِبِ ...

أو الغِيبةِ ...

أو النَّمِيمة...

أو البَهْت...

أو التقليد...

أو التعصُّب...

أو عدم التثبُّت...

أو قالة السُّوء...

أو الفَرَح بالزَّلَّة...

أو تتَبُّع العَثرة...

أو التَّعالُم الباطِل...

أو العُجْب والتكبُّر...

أو الشِّدَّة والتَّجَبُّر...

... والمُوَفَّقُ مَن وفَّقَهُ اللهُ -تعالى-.

فاللهمَّ وفِّقْنا، وثَبِّتْنَا، وأكْرِمْنَا...

([1]) «الضِّياء اللامِع» (ص704) -لأُستاذِنا الشيخ ابنُ عثيمين -رحمهُ اللهُ-.

الشيخ علي بن حسن الحلبي الاثري

Gsg09126.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

Gsg09126.png

ختاماً

 

 

تزوّد للذي لا بُدَّ مِنْهُ

space.gif

فإن الموت ميقاتُ العبادِ

space.gif

 

 

وتُبْ مِمَّا جَنَيْتَ وأَنْتَ حيٌّ

space.gif

وكُنْ مُتَنَبِهاً قَبْلَ الرُّقَادِ

space.gif

 

 

ستنْدَمُ إنْ رَحَلْتَ بِغَيْرِ زَادٍ

space.gif

وتَشْقَى إذْ يُناديك المُنَادِ

space.gif

 

 

أَتَرْضَى أن تكونَ رَفِيقَ قَوْمٍ

space.gif

لهمْ زادٌ وأنْتَ بِغَيْرِ زَادِ ؟!

space.gif

 

 

بارك الله فيكن ياغاليات .. نسأل الله العظيم أن يتقبل ويجعله خالصاً لوجه الله العظيم

 

Vyb12945.png

xB709126.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

رائعٌ ومُتَميّز ()

بوركت الجهود وجعلها في موازين حسناتكنّ .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاك الله خيرًا أختي الكريمة

 

ملف رائع وجميل جدًا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاك الله خيرًا أختي الكريمة

 

ملف رائع وجميل جدًا

 

وإياكِ ياغالية

بارك الله فيكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله تبارك الرحمن

رائــــع جدا ، أستفتدت كثيرا بفضل الله

 

جزاك الله الفردوس الأعلى مرام الغالية و نفع الله بك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله تبارك الرحمن

رائــــع جدا ، أستفتدت كثيرا بفضل الله

 

جزاك الله الفردوس الأعلى مرام الغالية و نفع الله بك

 

آمين وإياكِ ياغالية : )

بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خيرًا على التنبيه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله تبارك الرحمن

رائــــع جدا ، أستفتدت كثيرا بفضل الله

 

جزاك الله الفردوس الأعلى مرام الغالية و نفع الله بك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

اللهم بارك فقرات مفيدة وقيمة

استفدت منها كثيراً فبارك الله فيكِ يا حبيبة وجعلها في ميزان حسناتــــك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

موضوع قيم ومميز

بارك الله في جهودك وجعله في ميزان حسناتك

وجزاك عنا خير الجزاء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

ملف مميز وقيم جدا

بارك الله فيك ونفع بك يا غالية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×