اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

فوائد من كتب ابن الجوزى....(متجددة)

المشاركات التي تم ترشيحها

فوائد من صيد الخاطر

15978122_1235711779838876_6734259099703490014_n.jpg?oh=5d6feb08cf713510a495f4646a4f2120&oe=59200B07

 

 

من تأمل ذل إخوة يوسف عليهم السلام يوم قالوا:

" وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا " عرف شؤم الزلل.

ومن تدبر أحوالهم قاس ما بينهم وبين أخيهم من الفروق.

وإن كانت توبتهم قبلت،

لأنه ليس من رقع وخاط كمن ثوبه صحيح.

 

 

اعلم أن الزمان لا يثبت على حال كما قال عز وجل: " وتلكَ الأيامُ نداولها بينَ الناس " . فتارة فقر، وتارة غنى، وتارة عز، وتارة ذل، وتارة يفرح الموالي، وتارة يشمت الأعادي. فالسعيد من لازم أصلاً واحداً على كل حال، وهو تقوى الله عز وجل فإنه إن استغنى زانته، وإن افتقر فتحت له أبواب الصبر، وإن عوفي تمت النعمة عليه، وإن ابتلى حملته، ولا يضره إن نزل به الزمان أو صعد، أو أعراه أو أشبعه أو أجاعه

 

 

من أظرف الأشياء إفاقة المحتضر عند موته، فإنه ينتبه انتباهاً لا يوصف، ويقلق قلقاً لا يحد، ويتلهف على زمانه الماضي. ويود لو ترك كي يتدارك ما فاته ويصدق في توبته على مقدار يقينه بالموت، ويكاد يقتل نفسه قبل موتها بالأسف. ولو وجدت ذرة من تلك الأحوال في أوان العافية حصل كل مقصود من العمل بالتقوى. فالعاقل من مثل تلك الساعة وعمل بمقتضى ذلك.

 

سبحان الملك العظيم الذي من عرفه خافه، ومن أمن مكره قط ما عرفه. لقد تأملت أمراً عظيماً أنه عز وجل يمهل حتى كأنه يهمل فترى أيدي العصاة مطلقة كأنه لا مانع. فإذا زاد الانبساط ولم ترعو العقول أخذ أخذ جبار

 

قل لي: من أنت ؟ وما عملك ؟ وإلى أي مقام ارتفع قدرك ؟ يا من لا يصبر لحظة عما يشتهي. بالله عليك أتدري من الرجل ؟. الرجل والله من إذا خلا بما يحب من المحرم وقدر عليه وتقلل عطشاً إليه نظر إلى نظر الحق إليه فاستحى من إجالة همه فيما يكرهه

 

لا ينال لذة المعاصي إلا سكران بالغفلة. فأما المؤمن فإنه لا يلتذ لأنه عند التذاذه يقف بإزائه علم التحريم، وحذر العقوبة. فإن قويت معرفته رأى بعين علمه قرب الناهي فيتنغص عيشه في حال التذاذه. فإن غلب سكر الهوى كان القلب متنغصاً بهذه المراقبات، وإن كان الطبع في شهوته. وما هي إلا لحظة، ثم خذ من غريم ندم ملازم، وبكاء متواصل، وأسف على ما كان مع طول الزمان.

وإن اللذات لتعرض على المؤمن، فمتى لقيها في صف حربه وقد تأخر عنه عسكر التدبر للعواقب هزم. وكأني أرى الواقع في بعض أشراكها ولسان الحال يقول له قف مكانك؛ أنت وما اخترت لنفسك. فغاية أمره الندم والبكاء. فإن أمن إخراجه من تلك الهوة لم يخرج إلا مدهوناً بالخدوش. وكم من شخص زلت قدمه فما ارتفعت بعدها.

 

يتبع

 

المصدر الكلم الطيب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الرضى من جملة ثمرات المعرفة، فإذا عرفته رضيت بقضائه، وقد يجري في ضمن القضاء مرارات يجد بعض طعمها الراضي. أما العارف فتقل عنده المرارات لقوة حلاوة المعرفة. فإذا ترقى بالمعرفة إلى المحبة، صارت مرارة الأقدار حلاوة

 

 

ليس في التكليف أصعب من الصبر على القضاء، ولا فيه أفضل من الرضى به.

فأما الصبر: فهو فرض. وأما الرضا فهو فضل.

 

 

 

قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة، فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القسوة والغفلة ! فتدبرت السبب في ذلك، فعرفته. ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك، فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفة من اليقظة عند سماع الموعظة وبعدها، لسببين. أحدهما: أن المواعظ كالسياط، والسياط لا تؤلم بعد انقضائها إيلامها وقت وقوعها. والثاني: أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مزاح العلة، قد تخلى بجسمه وفكره عن أسباب الدنيا، وأنصت بحضور قلبه، فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها

 

 

من عاين بعين بصيرته تناهي الأمور في بداياتها، نال خيرها، ونجا من شرها.ومن لم ير العواقب غلب عليه الحس، فعاد عليه بالألم ما طلب منه السلامة وبالنصب ما رجا منه الراحه

 

 

أين لذة معصيتك ؟ وأين تعب طاعتك ؟ هيهات رحل كل بما فيه ! فليت الذنوب إذ تخلت خلت ! وأزيدك في هذا بياناً: مثل ساعة الموت، وأنظر إلى مرارة الحسرات على التفريط، ولا أقول: كيف تغلب حلاوة اللذات، لأن حلاوة اللذات استحالت حنظلاً، فبقيت مرارة الأسى بلا مقاوم. أتراك ما علمت أن الأمر بعواقبه ؟ فراقب العواقب تسلم، ولا تمل مع هوى الحس فتندم.

 

 

من تفكر في عواقب الدنيا،أخذ الحذر،ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر.

ما أعجب أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه ويتحقق ضرر حال ثم يغشاه ...

تغلبك نــفسك على ما تظن ...ولا تغلبها على ما تستيقن ...

أعجب الــعجائب ... ســرورك بــغرورك ...

وسهوك في لهوك عما قد خبىء لك ...

تغتر بصحتك ... وتنسى دنو السقم ...

وتفرح بعافيتك غافلاً عن قـرب الألم ...

لقد أراك مصرع غيرك مصرعك !!!

وأبدى مضجع سواك قبل الممات مضجعك ...

وقد شغلك نيل لذاتك ...

عن ذكر خـــراب ذاتك ...

كأنّك لم تــسمع بأخبار من مضى ...

ولم ترَ في الباقين ما يصنع الدهرُ ...

فإن كـنت لا تدري فتلك ديارهم ...

محاها مجال الرّيح بعدك والقبرُ ..

" وتخشى الناس واللّه أحق أن تخشاه "

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تغلبك نفسك على ما تظن، ولا تغلبها على ما تستيقن. أعجب العجائب، سرورك بغرورك، وسهوك في لهوك، عما قد خبىء لك. تغتر بصحتك وتنسى دنو السقم، وتفرح بعافيتك غافلاً عن قرب الألم.

لقد أراك مصرع غيرك مصرعك، وأبدى مضجع سواك - قبل الممات - مضجعك.

 

وكيف تنام العين وهي قريرة ؟ ...

ولم تدر من أيّ المحلين تنزل ؟

 

 

الواجب على العاقل أخذ العدة لرحيله،

فإنه لا يعلم متى يفجؤه أمر ربه، ولا يدري متى يستدعى

 

 

اني رأيت خلقاً كثيراً غرهم الشباب ونسوا فقد الأقران، وألهاهم طول الأمل. وربما قال العالم المحض لنفسه: أشتغل بالعلم اليوم ثم أعمل به غداً فيتساهل في الزلل بحجة الراحة، ويؤخر الأهبة لتحقيق التوبة، ولا يتحاشى من غيبة أو سماعها، ومن كسب شبهة يأمل أن يمحوها بالورع. وينسى أن الموت قد يبغت فالعاقل من أعطى كل لحظة حقها من الواجب عليه. فإن بغته الموت رئي مستعداً، وإن نال الأمل ازداد خيراً.

 

 

تأملت التحاسد بين العلماء، فرأيت منشأه من حب الدنيا،

فإن علماء الآخرة يتوادون ولا يتحاسدون، كما قال عز وجل:

" وَلاَ يَجدُون في صُدُورِهِمْ حَاجَة مِمَّا أُوتُوا "

 

 

قال أبو سليمان الداراني: من صفى صفي له ومن كدر كدر عليه، ومن أحسن في ليله كوفىء في نهاره، ومن أحسن في نهاره كوفىء في ليله.

 

 

اعلم - وفقك الله - أنه لا يحس بضربة مبنج، وإنما يعرف الزيادة من النقصان المحاسب لنفسه. ومتى رأيت تكديراً في حال فاذكر نعمة ما شكرت، أو زلة قد فعلت، واحذر من نفار النعم، ومفاجأة النقم، ولا تغتبت بسعة بساط الحلم، فربما عجل انقباضه.

 

 

 

ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة. ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل. ولتكن نيته في الخير قائمة، من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل، كما جاء في الحديث: " نية المؤمن خير من عمله "

 

 

الدنيا إنما تراد لتعبر لا لتعمر، وهذا هو الذي يدلك عليه علمك ويبلغه فهمك. وما يناله أهل النقص من فضولها يؤذي أبدانهم وأديانهم. فإذا عرفت ذلك ثم تأسفت على فقد ما فقده أصلح لك، وكان تأسفك عقوبة لتأسفك على ما تعلم المصلحة في بعده، فاقنع بذلك عذاباً عاجلاً، إن سلمت من العذاب الآجل

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أنفق موسى - عليه السلام - من عمره الشريف عشر سنين في مهر ابنة شعيب. فلولا أن النكاح من أفضل الأشياء، لما ذهب كثير من زمان الأنبياء فيه

 

قال أحمد بن حنبل: أكره التقلل من الطعام، فإن أقواماً فعلوه فعجزوا عن الفرائض. وهذا صحيح، فإن المتقلل لا يزال يتقلل، إلى أن يعجز عن النوافل ثم الفرائض ثم يعجز عن مباشرة أهله وإعفافهم، وعن بذل القوى في الكسب لهم، وعن فعل خير قد كان يفعله. ولا يهولنك ما تسمعه من الأحاديث، التي تحث على الجوع، فإن المراد بها إما الحث على الصوم، وإما النهي عن مقاومة الشبع

 

تأملت حرص النفس على ما منعت منه، فرأيت حرصها يزيد على قدر قوة المنع. ورأيت في الشرب الأول، أن آدم عليه السلام لما نهي عن الشجرة، حرص عليها مع كثرة الأشجار المغنية عنها.

 

يستحب للمرأة أن لا تبعد عن زوجها بعداً تنسيه إياها، ولا تقرب منه قرباً يملها معه، وكذلك يستحب ذلك له، لئلا يملها أو تظهر لديه مكنونات عيوبها. وينبغي له أن لا يطلع منها على عورة، ويجتهد في أن لا يشم منها إلا طيب ريح، إلى غير ذلك من الخصال التي تستعملها النساء الحكيمات، فإنهن يعلمن ذلك بفطرهن من غير احتياج إلى تعليم

 

فرب شخص أطلق بصره فحرم اعتبار بصيرته، أو لسانه فحرمه الله صفاء قلبه، أو آثر شبهة في مطعمه فأظلم سره، وحرم قيام الليل وحلاوة المناجاة

 

تأملت الأرض ومن عليها بعين فكري، فرأيت خرابها أكثر من عمرانها. ثم نظرت في المعمور منها، فوجدت الكفار مستولين على أكثره، ووجدت أهل الإسلام في الأرض قليلاً بالإضافة إلى الكفار. ثم تأملت المسلمين فرأيت الأكساب قد شغلت جمهورهم عن الرازق، وأعرضت بهم عن العلم الدال عليه.

 

تأملت في شهوات الدنيا فرأيتها مصائد هلاك، وفخوخ تلف. فمن قوي عقله على طبعه وحكم عليه يسلم، ومن غلب طبعه فيا سرعة هلكته.

 

رأيت من البلاء العجاب. أن المؤمن يدعو فلا يجاب، فيكرر الدعاء وتطول المدة، ولا يرى أثراً للإجابة، فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي احتاج إلى الصبر. وما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ولولا ما عانى يوسف عليه السلام ما قيل له: " أيها الصديق " .

 

رأيت أكثر الناس لا يتمالكون من إفشاء سرهم،

فإذا ظهر عاتبوا من أخبروا به.

فواعجباً كيف ضاقوا بحبسه ذرعاً ثم لاموا من أفشاه.

 

العاقل من يحفظ جانب الله عز وجل وإن غضب الخلق. وكل من يحفظ جانب المخلوقين ويضيع حق الخالق يقلب الله قلب الذي قصد أن يرضيه فيسخطه عليه. قال المأمون لبعض أصحابه: لا تعص الله بطاعتي فيسلطني عليك.

 

 

تأملت وقوع المعاصي من العصاة فوجدتهم لا يقصدون العصيان، وإنما يقصدون موافقة هواهم، فوقع العصيان تبعاً. فنظرت في سبب ذلك الإقدام مع العلم بوقوع المخالفة فإذا به ملاحظتهم لكرم الخالق، وفضله الزاخر. ولو أنهم تأملوا عظمته وهيبته ما انبسطت كف بمخالفته

 

قرأت سورة يوسف عليه السلام، فتعجبت من مدحه عليه السلام على صبره وشرح قصته للناس ورفع قدره بترك ما ترك. فتأملت خبيئة الأمر فإذا هي مخالفة للهوى المكروه. فقلت: واعجباً لو وافق هواه من كان يكون ؟.

 

ما يكاد يحب الاجتماع بالناس إلا فارغ. لأن المشغول القلب بالحق يفر من الخلق ومتى تمكن فراغ القلب من معرفة الحق امتلأ بالخلق فصار يعمل لهم ومن أجله ويهلك بالرياء ولا يعلم.

 

من أراد أن يعلم حقيقة الرضى عن الله عز وجل في أفعاله، وأن يدري من أين ينشأ الرضى، فليفكر في أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإنه لما تكاملت معرفته بالخالق سبحانه رأى أن الخالق مالك، وللمالك التصرف في مملوكه

 

 

من علم قرب الرحيل عن مكة استكثر من الطواف خصوصاً إن كان لا يؤمل العود لكبر سنه وضعف قوته. فكذلك ينبغي لمن قاربه ساحل الأجل بعلو سنه أن يبادر اللحظات، وينتظر الهاجم بما يصلح له.

 

من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق. فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب، يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب. فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير، وبقي مجرد تعظيمه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

من أراد دوام العافية والسلامة فليتق الله عز وجل.

فإنه ما من عبد أطلق نفسه في شيء ينافيه التقوى وإن قل إلا وجد عقوبته عاجلة أو آجلة.

ومن الاغترار أن تسيء فترى إحساناً فتظن أنك قد سومحت، وتنسى: " مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ " .

وربما قالت النفس: إنه يغفر فتسامحت ولا شك أنه يغفر ولكن لمن يشاء.

 

 

قال بعض المعتبرين:

أطلقت نظري فيما لا يحل لي، ثم كنت أنتظر العقوبة، فألجئت إلى سفر طويل لا نية لي فيه، فلقيت المشاق،

ثم أعقبت ذلك موت أعز الخلق عندي،

وذهاب أشياء كان لها وقع عظيم عندي،

ثم تلافيت أمري بالتوبة فصلح حالي.

 

من العجب إلحاحك في طلب أغراضك وكلما زاد تعويقها زاد إلحاحك.

وتنسى أنها قد تمتنع لأحد أمرين، إما لمصلحتك فربما معجل أذى، وإما لذنوبك فإن صاحب الذنوب بعيد من الإجابة. فنظف طرق الإجابة من أوساخ المعاصي. وانظر فيما تطلبه هل هو لإصلاح دينك، أو لمجرد هواك ؟.

 

 

ومن الاغترار طول الأمل، وما من آفة أعظم منه. فإنه لولا طول الأمل ما وقع إهمال أصلاً. وإنما يقدم المعاصي ويؤخر التوبة لطول الأمل وتبادر الشهوات، وتنسى الإنابة لطول الأمل. وإن لم تستطع قصر الأمل فاعمل عمل قصير الأمل. ولا تمس حتى تنظر فيما مضى من يومك، فإن رأيت زلة فامحها بتوبة، أو خرقاً فارقعه باستغفار.

 

 

أحق الأشياء بالضبط والقهر :

اللسان والعين

 

 

قال ابن سيرين قال :

عيرت رجلاً فقلت : يا مفلس ،

فأفلست بعد أربعين سنة

 

تأملت التحاسد بين العلماء، فرأيت منشأه من حب الدنيا، فإن علماء الآخرة يتوادون ولا يتحاسدون، والأمر الفارق بين الفئتين : أن علماء الدنيا ينظرون إلى الرياسة فيها ، ويحبون كثرة الجمع والثناء ، وعلماء الآخرة بمعزل من إيثار ذلك ، وقد كانوا يتخوفونه ويرحمون من بُليّ به

 

فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله ، وعبقت القلوب بنشر طيبه ،

فاللهَ اللهَ في السرائر ، فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فوائد من المواعظ

 

16143290_1245011702242217_3005399025055351672_n.jpg?oh=6e8e50e48704e814aeb1c4eaa9acfeb9&oe=590E87ED

 

لو تَفكَّرت النُّفُوسُ فِيمَا بَينَ يَدَيهَا وَتَذَكَّرَت حِسَابهَا فيما لها وعليها

لبعث حزنها بريد دمها إليها

أما يحق البُكاء لمن طالَ عِصيانهُ‏:‏

نهاره في المعاصي وقد طال خُسرانه

وليله في الخطايا فقد خفَّ ميزانه

وبين يديه الموت الشديد فيه من العذاب ألوانه

 

 

تفكروا في الحشر والمعاد وتذكروا حين تقوم الأشهاد‏:‏ إن في القيامة لحسرات وإن في الحشر لزفرات وإن عند الصراط لعثرات وإن عند الميزان لعبرات وإن الظلم يومئذ ظلمات والكتب تحوى حتى النظرات وإن الحسرة العظمى عند السيئات فريق في الجنة يرتقون في الدرجات وفريق في السعير يهبطون الدركات وما بينك وبين هذا إلاَّ أن يقال‏:‏ فلان مات وتقول‏:‏ رَبِّ ارجعوني فيقال‏:‏ فات

 

 

لله درَ أقوام أطار ذكر النار عنهم النوم وطال اشتياقهم إلى الجنان الصوم فنحلت أجسادهم وتغيرت ألوانهم ولم يقبلوا على سماع العذل في حالهم واللوم دافعوا أنفسهم عن شهوات الدنيا بغد واليوم دخلوا أسواق الدنيا فما تعرضوا لشراء ولا سوم تركوا الخوض في بحارها والعوم ما وقفوا بالإِشمام والروم جدوا في الطاعة بالصلاة والصوم هل عندكم من صفاتهم شئ يا قوم

 

 

طوبى لمن بادر عُمره القصير فعمَّر به دار المصير

وتهيأ لحساب الناقد البصير قبل فوات القدرة وإعراض النصير

 

 

أكثروا من ذكر هاذم اللذات وتفكروا في انحلال بناء اللذات وتصوروا مصير الصور إلى الرفات وأَعدوا عدةً تكفي في الكفات واعلموا أن الشيطان لا يتسلط على ذاكر الموت وإنما إذا غفل القلب عن ذكر الموت دخل العدو من باب الغفلة

 

 

يا من قد امتطى بجهله مطايا المطالع لقد ملأ الواعظ في الصباح المسامع تالله لقد طال المدى فأَين المدامع أَين الذين بلغوا المنى فما لهم في المنى منازع رمتهم المنايا بسهامها في القوى والقواطع فعلموا أن أيام النعم في زمان الخوادع ما زال الموت يدور على الدوام حتى طوي الطوالع صار الجندل فراشهم بعد أن كان الحرير فيما مضى المضاجع ولقوا والله غاية البلاء في تلك البلاقع جمعوا فما أكلوا الذي جمعوا وبنوا مساكنهم فما سكنوا فكأَنهم بها ظعناً لما استراحوا ساعة ظعنوا لقد أُمكنتَ الفرصة أيها العاجز ولقد زال القاطع وارتفع الحاجز ولاح نور الهدى فالمجيب فائز وتعاظمت الرغائب وتفاقمت الجوائر فأَين الهمم العالية وأَين النجائز أَما تخافون هادم اللذات والمنى والمناجز

 

 

أيها العبد‏:‏

تفكر في عُمر مضى كثيره وفي قدم ما يزال تعثيره وفي هوى قد هوى أسيره

وفي قلب مشتت قد قل نظيره وتفكر في صحيفة قد اسودت

وفي نفس كلما نصحت صدت وفي ذنوب ما تحصى لو أنها عدت

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كم سلبت الدنيا أقواماً أقواماً كانوا فيها وعادت عزهم أحلاماً أحلاماً فتفكر في حالهم كيف حال وانظر إلى من مال إلى مال وتدبر أحوالهم إلى ماذا آل وتيقن أنك لاحق بهم بعد ليال عُمرك في مدةٍ ونفسك معدود وجمسك بعد مماتك مع دود كم أمّلت أملاً فانقضى الزمان وفاتك وما أراك تفيق حتى تلقى وفاتك فاحذر زلل قدمك وخف طول ندمك واغتنم وجودك قبل عدمك واقبل نصحى لا تخاطر بدمك

 

لله در أقوام هجروا لذيذ المنام وتنصلوا لما نصبوا له الأقدام وانتصبوا للنصب في الظلام يطلبون نصيباً من الإنعام إِذا جنّ الليل سهروا وإذا جاء النهار اعتبروا وإذا نظروا في عيوبهم استغفروا واذا تفكروا في ذنوبهم بكوا وانكسروا

 

يا نفس‏:‏ بادري بالأوقات قبل انصرامها واجتهدي في حراسة ليالي الحياة وأيامها فكأنك بالقبور وقد تشققت وبالأمور وقد تحققت وبوجوه المتقين وقد أشرقت وبرءوس العصاة وقد أطرقت يا نفس‏:‏ أما الورعون فقد جدلوا وأما الخائفون فد استعدوا وأما الصالحون فقد راحوا وأما الواعظون فقد صاحوا يا نفس‏:‏ اتعبي قليلاً تستريحي في الفردوس كثيراً كأنك بالتعب قد مضى وبحرصك من اللعب قد مضى

 

إخواني‏:‏ المؤمن مع نفسه لا يتوانى عن مجاهدتها وإنما يسعى في سعادتها فاحترز عليها واغتنم لها منها فإنها إن علمت منك الجد جدت وإن رأتك مائلاً عنها صدت وإن حثها الجد بلحاق الصالحين سعت وقفت وإن توانى في حقها قليلاً وقفت وإن طالبها بالجد لم تلبث أن صفت وأنصفت وإن مال عن العزم أماتها وإن التفت عربدت

 

 

أيها العبد‏:‏ حاسب نفسك في خلوتك وتفكر في انقراض مدتك واعمل في زمان فراغك لوقت شدتك وتدبر قبل الفعل ما يملى في صحيفتك وانظر‏:‏ هل نفسك معك أو عليك في مجاهدتك لقد سعد من حاسبها وفاز والله من حاربها وقام باستيفاء الحقوق منها وطالبها وكلما ونت عاتبها وكلما تواقفت جذبها وكلما نظرت في آمال هواها غلبها

 

 

يا هذا‏:‏ هلال الهدى لا يظهر في غيم الشبع ولكن يبدو في صحو الجوع وترك الطمع واحذر أن تميل إلى حب الدنيا فتقع ولا تكن من الذي قال‏:‏ سمعت وما سمع ولا ممن سوف يومه بغده فمات ولا رجع كلا ليندمن على تفريطه وما صنع وليسألن عن تقصيره في عمله وما ضيع فيا لها

 

 

 

الخوف للنفس سائق والرجاء لها قائد إن ونت على قائدها حثها سائقها وإن أبت على سائقها حركها قائدها مزيح الرجاء يسكن حر الخوف وسيف الخوف يقطع سيف - سوف - وإن تفكر في الإنعام شكر وأصبح للهم قد هجر وإن نظر في الذنوب حذر وبات جوف الليل يعتذر وأنشد‏:‏ أَظلَت عَلينا مِنكَ يوماً سَحابةً أَضَاءَت لَنا برقاً وأَمطَرتنا فَلا غيمَها فيائسٌ طامعٌ ولا غَيثَها باقي فيروى عطاشها

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الموت في طريق الطلب‏:‏ خير من العطب في طريق البطالة ما هذا‏!‏ أدم السهر والصوم وخل لأربابه طول النوم وشمر في لحاق القوم فإذا وصلت إلى دوائك‏:‏ أنخت بجناب يا هذا‏:‏ عليك بإدمان الذكر لعل ذكرك القليل ينمى ذكره الجليل ‏(‏وَلَذِكرُ اللَهِ أَكبَرُ‏)‏

 

يبقى العاصي نادماً على تفريطه مُحسر مثقل بحمل خطاياه وفي ذيل ذنوبه معثر فإذا دعي لقراءة كتابه رأى ما فيه من السيئات تحير ويرى غيره قد أمر به إلى النار مسحوب مجرجر فيندم فلا ينفع ويبكي فلا يُسمَعُ ولا يُرحم ولا يعذر فالعذاب الشديد لمن كد وطغى وتجبر ونصحتك فالتوبة التوبة فعسى بعد الكسر تجبر فهو المعين لمن لجأ إليه فله الحمد على ما قضى وقدر

 

 

يا هذا‏:‏ طهر قلبك من الشوائب فالمحبة لا تلقى إلا في قلبٍ طاهر أما رأيت الزارع يتخير الأرض الطيبة ويسقيها ويرويها ثم يثيرها ويقلبها وكلما رأى حجراً ألقاه وكلما شاهد ما يؤذى نجاه ثم يلقى فيها البذر ويتعاهدها من طوارق الأذى وكذلك الحق عز وجل إذا أراد عبداً لوداده حصد من قلبه شوك الشرك وطهره من أوساخ الرياء والشك ثم يسقيه ماء التوبة والإنابة ويثيره بمسحأة الخوف والإخلاص فيستوي ظاهره وباطنه في التقى ثم يلقى فيه بذر الهدى فيثمر حب المحبة فحينئذ تحمد المعرفة وطناً ظاهراً وقوتاً طاهراً فيسكن لب القلب ويثبت به سلطانها

 

 

 

 

يا من نسي العهد القديم وخان من الذي سواك في صورة الإنسان من الذي غذاك في أعجب مكان من الذي بقدرته استقام الجثمان الذي بحكمته أبصرت العينان من الذي بصنعته سمعت الأذنان من الذي وهب العقل فاستبان للرشد وبان من الذي بارزته بالخطايا وهو يستر العصيان مَنِ الذي تركت شكره فلم يؤاخذ بالكفران

 

 

يا واقفاً مع الأماني ضيعت عمرك يا فارحاً بقصره تذكر قبرك يا حاملاً أثقال الذنوب هلا خففت ظهرك سار الصالحون إلى ذكرنا وآثرت هجرك وسمعت سيرهم وضيعت أجرك إن أردت صحبة المتقين فاشرح لليقين صدرك وإن أحببت حلاوة العواقب فاستعمل صبرك

 

 

يا من له قلبٌ ومات يا من كان له وقت وفات أشرف الأشياء قلبك ووقتك فإذا أهملت وَيَبكي عَلى الموتَى ويَترُكُ نفسه ويزعَمُ أَنَّ قَد قَلَّ عَنها عَزَاؤُهُ ولَو كانَ ذا رأىٍ وعقلٍ وَفِطنَةٍ لكانَ عَليهِ لا عَليهِم بُكَاؤُهُ

 

 

لله در أقوام أقبلوا بالقلوب على مقلبها وأقاموا النفوس بين يدي مؤدبها وسلموها إذا باعوها إلى صاحبها وأحضروا الآخرة فنظروا إلى غائبها وسهروا الليالي كأنهم وُكِّلوا بِرَعىِ كواكبها ونادوا أنفسهم صبراً على نار حطبها ومقتوا الدنيا فما مالوا إلى ملاعبها واشتاقوا إلى لقاء حبيبهم فاستطالوا مدة المقام بها

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فوائد من اللطائف

16174492_1250584951684892_1490995544298404395_n.jpg?oh=2d3a88970b26c75bfca4d6dc55f55d20&oe=5917E61A

إياك والذنوب فإنها أذلت أباك بعد عز ‏(‏اِسجدوا‏)‏

وأخرجته من أقطار ‏(‏اسكُن‏)‏

منذ سبى الهوى آدم هوى

 

 

يا مؤخر توبته بمطل التسويف ‏(‏لأَي يَومٍ اُجِلَت‏)‏ كنت تقول‏:‏

إذا شبت تبت‏.

‏ فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت لو كان لسيف عن عزيمتك جوهرية لقيك موت الهوى تحت ظبته‏.‏ كل يوم تضع قاعدة الإنابة ولكن على شفا جرف كلما صدقت لك في التوبة رغبة حملت عليها جنود الهوى حملة فانهزمت إذبح حنجرة بالهوى بسكين العزيمة فما دام الهوى حيا فلا تأمن من قلب قلبك‏

 

 

اكتب بمداد الدمع حسن الظن إلى من يحققه

ولا تقنع في توبتك إلا بمكابدة

حزن ‏"‏ يعقوب ‏"‏ أو بصبر ‏"‏ يوسف ‏"‏ عن الهوى

فإن لم تطق فبذل إخوته يوم ‏(‏وَتَصَدق عَلَينا‏)‏‏.‏

 

 

قتل رجل قبلكم مائة نفس ثم خرج تائبا فأدركه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فبعث الله ملكا يحكم بينهم فقال‏:‏ قيسوا ما بين القريتين وأوحى إلى هذه أن تباعدي وغلى هذه أن تقربي فوجد أقرب إلى قرية الخير بشبر فغفر له‏.‏ والحاكم والخصوم لا يعرفون سر ‏(‏كَذِلِكَ كِدنا لِيوسُفَ‏)‏‏.‏ إذ صدق التائب أجبناه وأحييناه ‏(‏وَجَعَلنا لَهُ نوراً يَمشي بِهِ في الناس‏)‏

يا معاشر التائبين ‏(‏أَوفوا بِالعُقُود‏)‏

انظروا لمن عاهدتم ‏(وَلا تَنْقُضُوا الأيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا)‏

فإن زللتم من بعد التقويم فارجعوا إلى دار المداراة

‏(‏فإن الله لا يمل حتى تملوا‏)‏‏.‏

 

 

فإن رمقت نفسها بعين العجب فذكرها خساسة الأصل فإنك والله ما لم تجد مرارة الدواء في حلقك لم تقدر على ذرة من العافية في بدنك وقد إجتمعت عندك جنود الهوى في بيت النفس فأحكمت حصن البطالة‏.‏ فيا حزب التقى جردوا سيوف العزائم وادخلوا عليهم الباب‏.‏ النفس مثل كلب السوء متى شبع نام وإن جاع بصبص‏.‏

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

خوف السابقة وحذر الخاتمة قلقل قلوب العارفين وزادهم إزعاجا ‏(‏يَحولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ‏)‏ ليس لهم في الدنيا راحة كلما دخلوا سكة من سك السكون أخرجهم الجزع إلى شارع من شوارع الخوف‏.‏

 

أنت في الشر أجرى من جواد وفي الخير أبطأ من أعرج معاصيك أشهر من الشمس وتوبتك أخفى من السها الزكاة عندك أثقل من ‏"‏ أحد ‏"‏ والصلاة عليك كثقل صخر على صدر طريق المسجد في حسبان كسلك كفرسخي ‏"‏ دير كعب ‏"‏ صدرك عند حديث الدنيا أوسع من البحر ووقت العبادة أضيق من عقد التسعين‏.‏

 

العقل رفيق القلب والطبع قرين النفس فلا تقارب بين النفس والقلب فرب جار جار سرادق القلب على أطناب العقل وخيمة النفس على أوتار الهوى اكسر حدة خمر الطبع بمزاج ماء الرياضة اشددن أزر العقل بجبال التقى ماء طبعك أجاج وماء شرعك عذب وقد مزج الإبتلاء بينهما نور العقل يضيء في ليل الطبع فتتبين جادة الصواب للسالك وزناد الفكر حين يوري يرى عواقب الأهوال‏.‏

 

 

"‏ يوسف ‏"‏ العقل ينظر إلى العواقب و ‏"‏ زليخا ‏"‏ الهوى تتلمح العاجيل والعزائم منازل الأبطال والصبر دأب الرجال وإنما رد ‏"‏ يوسف عقله وحمل ‏"‏ زليخا ‏"‏ طبعها ولا أقول لك‏:‏ اقلع شجر الطبع من أرض الوضع كيف يمكن وقد قال ‏(‏زُينَ لِلِناسِ حُبُّ الشَهوات‏)‏ وإنما أقول لك‏:‏ دم على المجاهدة في الجسم وكلما نبعت عروق الهوى فاقطع

 

 

إن في الماضي للمقيم عبرة وليس المرء من غده على ثقة ولا العمر إذا مر يعود وغواري الليالي في ضمان الإرتجاع والدهر يسير بالمقيم فاشتر نفسك والسوق قائمة والثمن موجود ولا تسمعن حديث التسويف‏.‏

 

غناهم في قلوبهم ‏(‏سيماهُم في وُجوهِهِم‏)‏ ما ضرهم ما عزهم أعقبهم ما سرهم هان عليهم طول الطريق لعلمهم بشرف المقصد وحلت لهم مرارات البلاء لتعجيل السلامة فيابشراهم يوم ‏(‏هَذا يُومُكُم‏)‏‏.‏

 

 

الدنيا كامرأة فاجرة لا تثبت مع زوج فلذلك عيب طلابها‏.‏

 

صاح بالصحابة واعظ ‏(‏اِقتَرَبَ لِلناسِ حِسابُهُم‏)‏ فجزعت للخوف قلوب فجرت للحزن عيون ‏(‏فَسالَت أَودِيَةُ بِقَدَرِها‏)‏‏.‏

 

واعجبا يتحبب إليك وهو عنك غني وتتمقت إليه فقير إن تأخرت قربك وإن توانيت عاتبك ما آثر عليك من المخلوقات شيئا وأنت تؤثر عليه كل شيء فنكس رأس الندم قبل العتاب فمالك عن هذا جواب‏

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

نقلٌ قيّم

 

اللهم ارزقنا حُسن الخاتمة

 

بارك الله فيكِ حبيبتى ونفع بكِ

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فوائد من بحر الدموع

 

 

16388135_1257697544306966_9068432350478382760_n.jpg?oh=da38ccbe88e6161eaec9b18fe72fbd69&oe=59015F72

 

يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: لا يغرّنّكم قول الله عز وجل: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا} الأنعام 160، فان السيئة وان كانت واحدة، فإنها تتبعها عشر خصال مذمومة : أولها: إذا أذنب العبد ذنبا، فقد أسخط الله وهو قادر علي . والثانية: أنه فرّح إبليس لعنه الله . والثالثة: أنه تباعد من الجنة . والرابعة: أنه تقرّب من النار . والخامسة: أنه قد آذى أحب الأشياء إليه، وهي نفسه . والسادسة: أنه نجس نفسه وقد كان طاهراً . والسابعة: أنه قد آذى الحفظة . والثامنة: أنه قد احزن النبي صلى الله عليه وسلم في قبره . والتاسعة: أنه أشهد على نفسه السماوات والأرض وجميع المخلوقات بالعصيان . والعاشرة: أنه خان جميع الآدميين ، وعصى رب العالمي .

 

قال مالك بن دينار‏:‏ دخلت على جار لي وهو في الغمرات يعاني عظيم السكرات، يغمى عليه مرة، ويفيق أخرى، وفي قلبه لهيب الزفرات، وكان منهمكًا في دنياه، متخلفًا عن طاعة مولاه، فقلت له‏:‏ يا أخي، تب إلى الله، وارجع عن غيّك، عسى المولى أن يشفيك من ألمك، ويعافيك من مرضك وسقمك، ويتجاوز بكرمه عن ذنبك‏.‏ فقال‏:‏ هيهات هيهات‏!‏ قد دنا ما هو آت، وأنا ميّت لا محالة، فيا أسفي على عمر أفنيته في البطالة‏.‏ أردت أن أتوب مما جنيت، فسمعت هاتفًا يهتف من زاوية البيت‏:‏ عاهدناك مرارًا فوجدناك غدارًا‏.‏

 

يا أخي أقبل على قبلة التوجه إلى مولاك، وأعرض عن مواصلة غيّك وهواك وواصل بقية العمر بوظائف الطاعات، واصبر على ترك عاجل الشهوات، فالفرار أيها المكلف كل الفرار من مواصلة الجرائم والأوزار، فالصبر على الطاعة في الدنيا أيسر من الصبر على النار‏.‏

 

قال بعض السادة الأخيار لولده لما حضرته الوفاة‏:‏ يا بنيّ، اسمع وصيتي، واعمل ما أوصيك به‏.‏ قال نعم يا أبت‏.‏ قال يا بنيّ، اجعل في عنقي حبلًا، وجرّني إلى محرابي، ومرّغ خدي على التراب، وقل‏:‏ هذا جزاء من عصى مولاه، وآثر شهوته وهواه، ونام عن خدمة مولاه‏.‏ قال‏:‏ فلما فعل ذلك به، رفع طرفه إلى السماء وقال‏:‏ إلهي وسيدي ومولاي، قد آن الرحيل إليك، وأزف القدوم عليك، ولا عذر لي بين يديك، غير أنك الغفور وأنا العاصي، وأنت الرحيم وأنا الجاني، وأنت السيد وأنا العبد، ارحم خضوعي وذلتي بين يديك، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك‏.‏

 

 

إخواني، ما هذه السّنة وأنتم منتبهون‏؟‏ وما هذه الحيرة وأنتم تنظرون‏؟‏ وما هذه الغفلة وأنتم حاضرون‏؟‏ وما هذه السكرة وأنتم صاحون‏؟‏ وما هذا السكون وأنتم مطالبون‏؟‏ وما هذه الاقامة وأنتم راحلون‏؟‏ أما آن لهؤلاء الرّقدة أن يستيقظوا‏؟‏ أما حان لأبناء الغفلة أن يتعظوا‏؟‏‏.‏

 

يا من باع الباقي بالفاني، أما ظهر لك الخسران، ما أطيب أيام الوصال، وما أمرّ أيام الهجران، ما طاب عيش القوم حتى هجروا الأوطان، وسهروا الليالي بتلاوة القرآن فيبيتون لربهم سجدًا وقياما‏.‏

 

 

 

واعلم أن الناس كلهم في هذه الدنيا على سفر، فاعمل لنفسك ما يخلصها يوم البعث من سقر‏

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فمابالنا بزمن العجب ونحن نرى بأعيننا من يبيع آخرته بدنيا غيره !!

 

يارب سلّم سلّم

 

اللهم ارزقنا البصيرة وتوفنا وأنت راضٍ عنا

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فيا من جلّت غفلته، وطالت سكرته، تأمّل عطف الموالي عليك، وإحسانه إليك‏.‏ فبالله عليكم، حطّوا بالتوبة عن ظهوركم، واغسلوا وجوهكم بقطرات الدموع، واشتملوا بأردية التذلل والخضوع‏.‏

 

 

اخواني، إلى كم تماطلون بالعمل، و تطمعون في بلوغ الأمل، وتغترّون بفسحة المهل، ولا تذكرون هجوم الأجل‏؟‏ ما ولدتم فللتراب، وما بنيتم للخراب، وما جمعتم فللذهاب، وما عملتم ففي كتاب مدّخر ليوم الحساب‏

 

أيها المقيم على الخطايا والعصيان، التارك لما أمرك الرحمن، المطيع للغويّ الفتان، إلى متى أنت على جرمك مصرّ، ومما يقرّبك إلى مولاك تفرّ‏؟‏ تطلب من الدنيا ما لا تدركه، وتتقي من الآخرة ما لا تملكه، لا أنت بما قسم الله من الرزق واثق، ولا أنت بما أمرك به لاحق‏.‏

 

يا أخي، الموعظة، والله لا تنفعك، والحوادث لا تردعك‏.‏ لا الدهر يدعك، ولا داعي الموت يسمعك، كأنك يا مسكين لم تزل حيًا موجودًا، كأنك لا تعود نسيًا مفقودًا‏.‏ فاز، والله، المخفون من الأوزار، وسلم المتقون من عذاب النار، وأنت مقيم على كسب الجرائم والأوزار‏.‏

 

إخواني‏:‏ بادروا بالتوبة من الذنوب، واقتفوا آثار التوّابين، واسلكوا مسالك الأوّابين، الذين نالوا التوبة والغفران، وأتعبوا أنفسهم في رضا الرحمن، فلو رأيتهم في ظلم الليالي قائمين، ولكتاب ربهم تالين، بنفوس خائفة، وقلوب واجفة، قد وضعوا جباههم على الثرى ورفعوا حوائجهم لمن يرى ولا يرى‏

 

 

يا إخوان الغفلة تيقظوا، يا مقيمين على الذنوب انتهوا واتعظوا، فبالله أخبروني‏:‏ من أسوأ حالا ممن استعبده هواه، أم من أخسر صفقة ممن باع آخرته بدنياه، فما للغفلة قد شملت قلوبكم‏؟‏ وما للجهالة قد ترت عنكم عيوبكم‏؟‏ أما ترون صوارم الموت بينكم لامعة، وقوارعه بكم واقعة، وطلائعه عليكم طالعة، وفجائعه لعذركم قاطعة، وسهامه فيكم نافذة، وأحكامة بنواصيكم آخذة‏؟

 

إخواني‏:‏ ما للغافل إلى كم ينام‏؟‏ أما توقظ الليالي والأيام‏؟‏ أين سكان القصور والخيام‏؟‏ دار والله عليهم كأس الحمام، فالتقطهم الموت كما يلتقط الحبّ الحمام‏.‏ ما لمخلوق فيها دوام، طويت الصحف وجفت الأقلام‏.

 

يا من يسير بعمره وقد تعدّى الحدود، إبك على معصيتك فلعلك مطرود‏.‏ يا من عمره ينتهب وليس الماضي يعود، قد أسمعتك المواعظ من أرشادها نصحًا، وأخبرك الشيب أنك بالموت تقصد وتنحّا، وناداك لسان الاعتبار‏:‏ ‏{‏ يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا ‏}‏ ‏[‏الانشقاق 6‏]‏‏.‏

 

إخواني، انتبهوا من غفلتكم، فنوم الغفلة ثقيل، وشمّروا لآخرتكم، فإنما الدنيا منزل، وفي طريقها مقيل‏.‏

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما ولدتم فللتراب، وما بنيتم للخراب، وما جمعتم فللذهاب،

وما عملتم ففي كتاب مدّخر ليوم الحساب‏

 

اللهم اجعل عملنا كله خالصا مُخلَصا لوجهك الكريم

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إخواني، الدنيا سموم قاتلة، والنفوس عن مكائدها غافلة، كم من نظرة تحلو في العاجلة، ومرارتها لا تطاق في العاقبة الآجلة‏.‏ يا ابن آدم، قلبك قلب ضعيف، ورأيك في إطلاق الطرف وأى وهم سخيف‏.‏ عينك مطلوقة، ولسانك يجني الآثام، وجسدك يتعب في كسب الحطام، كم من نظرة محتقرة زلت بها الأقدام‏.‏

 

 

إخواني، إلى كم هذه الغفلة وأنتم مطالبون بغير مهلة‏؟‏ فبالله عليكم، تعاهدوا أيامكم بتحصيل العدد، وأصلحوا من أعمالكم ما فسد، وكونوا من آجالكم على رصد، فقد آذنتكم الدنيا بالذهاب، وأنتم تلعبون بالأجل وبين أيديكم يوم الحساب‏.‏ آه من ثقل الحمل‏.‏‏.‏ آه من قلة الزاد وبعد الطريق‏.

 

 

يا بطال، إلى كم تؤخر التوبة وما أنت في التأخير بمعذور‏؟‏ إلى متى يقال عنك‏:‏ مفتون ومغرور‏؟‏ يا مسكين، قد انقضت أشهر الخير وأنت تعد الشهور‏؟‏ أترى مقبول أنت أم مطرود‏؟‏ أترى مواصل أنت أم مهجور‏؟‏ أترى تركب النجب غدًا أم أنت على وجهك مجرور‏؟‏ أترى من أهل الجحيم أنت أم من أرباب النعيم والقصور‏.‏ فاز والله المخفون، وخسر هنالك المبطلون، ألا إلى الله تصير الأمور‏.‏

 

 

إخواني، السفر مكتوب علينا، فما لنا أن نطلب الاقامة في دار ليست لنا دار مقامة‏؟‏ السنون منازل، والشهور مراحل، والأيام أميال، والأنفاس خطوات، والمعاصي قطاع، والربح الجنة، والخسران النار‏.‏

 

 

خلقنا نتقلب في ستة أسفار إلى أن يستقر بنا القرار‏:‏ فالسفر الأول‏:‏ سفر السلابة من طين، والثاني من الصلب إلى الرحم، والثالث‏:‏ من الرحم إلى ظهر الأرض، والرابع‏:‏ من ظهر الأرض إلى القبر، والخامس‏:‏ من القبر إلى موقف العرض، والسادس‏:‏ من موقف العرض إلى دار الإقامة‏:‏ إما إلى الجنة أوالنار، وقد قطعنا نصف الطريق، وبقي الأصعب‏.‏

 

يا ميت القلب، وعدك في الدنيا صحيح، وفي الآخرة محال، إن لم تبادر في الشباب، فبادر في الاكتهال، وما بعد شيب الرأس لهو، وما أبعد عثرة الشيخ أن تقال‏.‏ ضيّعت زمان الشباب في الغفلة، وفي الكبر تبكي على التفريط في الأعمال، لو علمت ما أحصي عليك، لكنت من الباكين طول الليال‏.‏

 

 

يا من عمي عن طريق القوم، عليك بإصلاح نور البصر‏.‏ القلب المظلم يمشي في شوك الشك وما عنه خبر‏.‏ وقت التائب كله عمل‏:‏ نهاره صوم، وليله سهر، ووقت البطال كله غفلة، وبصيرته عميت عن النظر‏.‏ من ذاق حلاوة الزهد، استحلى التهجد والسهر، إن تدرك المتجهدين في أول الليل، ففي أعقاب السحر‏.‏ تيقّظ من نوم الغفلة، فهذا فجر المشيب انفجر، وأذلة التخلف إذا تخلف عن الباب وما حضر‏!‏‏.‏

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

يا هذا، كم لك على المعاصي مصر‏؟‏ متى يكون منك المتاب‏؟‏ جسمك باللهو عامر، وقلبك من التقوى خراب، ضيّعت الشباب في الغفلة، وعند الكبر تبكي على زمان الشباب‏.‏ في المجلس تبكي على الفائت، وإذا خرجت عدت للانتهاب‏.‏ لا حيلة لوعظي فيك وقد غلق في وجهك الباب‏

 

لله درّ أقوام شاهدوا الآخرة بلا حجاب، فعاينوا ما أعدّ الله للمطيغين من الأجر والثواب‏.‏ ترى لماذا أضمروا أجسادهم وأظمؤوا أكبادهم، وشرّدوا رقادهم، وجعلوا ذكره بغيتهم ومرادهم‏؟‏‏!‏‏.‏

 

 

لله در أقوام قلوبهم معمورة بذكر الحبيب، ليس فيها لغيره حظ ولا نصيب، إن نطقوا فبذكره، وإن تحرّكوا فبأمره، وإن فرحوا فبقربه، وإن ترحوا فبعتبته، أقواتهم ذكر الحبيب، وأوقاتهم بالمناجاة تطيب، لا يصبرون عنه لحظة، ولا يتكلمون في غير رضاه بلفظة‏.‏

 

 

يا تائهًا في الضلال بلا دليل ولا زاد، متى يوقظك منادي الرحيل فترحل عن الأموال والأولاد‏؟‏ قل لي‏:‏ متى تتيقّظ وماضي الشباب لا يعاد، ويحك كيف تقدم على سفر الآخرة بلا راحلة ولا زاد‏.‏ ستندم إذ حان الرحيل، وأمسيت مريضًا تقاد، ومنعت التصرف فيما جمعت، وقطعت الحسرات منك الأكباد، فجاءتك السكرات، ومنع عنك العوّاد، وكفنت في أخصر الثياب، وحملت على الأعواد، وأودعت في ضيق لحد وغربة ما لها من نفاد، تغدو عليك الحسرات وتروح إلى يوم التناد، ثم بعده أهوال كثيرة، فيا ليتك لمعاينتها لا تعاد‏.‏

 

 

يا من يذوب ولا يتوب، كم كتبت عليك الذنوب، ويحك خلّ الأمل الكذوب‏.‏ واأسفا، أين أرباب القلوب، تفرّقت بالهوى في شعوب، ندعوك إلى صلاحك ولا تؤوب، واعجبا لك، ما الناس إلا ضروب‏.‏

 

يا غافلًا عن نصيره، يا واقفًا مع تقصيره، سبقك أهل العزائم، وأنت في بحر الغفلة عائم، قف على الباب وقوف نادم، ونكّس رأس الذل وقل‏:‏ أنا ظالم، وناد في الأسحار‏:‏ مذنب وراحم، وتشبّه بالقوم وإن لم تكن منهم وزاحم، وابعث بريح الزفرات سحاب دمع ساجم، وقم في الدجى نادبًا، وقف على الباب تائبًا، واستدرك من العمر ذاهبه، ودع اللهو جانبًا، وطلّق الدنيا إن كنت للآخرة طالبًا،

 

يا أخي، لا يبيع الباقي بالفاني إلا خاسر، وإياك والأنس بمن ترحل عنه، فتبقى كالحائر، رفيق التقوى رفيق صادق، ورفيق المعاصي غادر، مهر الآخرة يسير، قلب مخلص، ولسان ذاكر، إذا شبت ولم تنتبه، فاعلم أنك سائر، فديت أهل التهجد بلسان باك وجفن ساهر، كم لهم على باب تتجافى جنوبهم من تلمق ودمع قاطر، إذا تنسّموا نسيم السحر أغناهم عن نسيم العذيب وحناجر، عصفت بهم رواشق الاستغفار البواكر، عمروا منازل الخدمة، ومنزل الغفلة خراب داثر‏.‏

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فوائد من المدهش

tumblr_ny10xnES2L1rvuzr0o1_500.jpg

يا هذا دبر دينك كما دبرت دنياك لو علق بثوبك مسمار رجعت إلى وراء لتخلصه هذا مسمار الأضرار قد تشبث بقلبك فلو عدت إلى الندم خطوتين تخلصت

 

يا هذا الدنيا هدية بلقيس فهل تقبلها أو تطلب ما هو أنفس ويحك أحسن ما في الدنيا قبيح لأنه يشغل عما هو أحسن منه أترى لو ابتليناك بترك عظيم كيف كنت تفعل إنما رددناك عن دنس ومنعناك من كدر ثم ما علمت أن الثواب على قدر المشقة

 

الزمان أنصح المؤدبين وأفصح المؤذنين فانتبهوا بايقاظه واعتبروا بألفاظه

 

كانوا إذا ضيق الخوف عليهم الخناق نفسوه بالرجاء فكان أبو سليمان يقول إلهي إن طالبتني بذنوبي طالبتك بكرمك وإن أسكنتني النار بين أعدائك لأخبرنهم إني كنت أحبك وكان يحيى ابن معاذ يقول إن قال لي يوم القيامة عبدي ما غرك بي قلت الهي برك بي

 

يا هذا الدنيا وراءك والأخرى أمامك والطلب لما وراءك هزيمة إنما يعجب بالدنيا من لا فهم له كما أن أضغاث الأحلام تسر النائم لعب الخيال يحسبها الطفل حقيقة فأما العقل فيعلم ما وراء الستر

 

يا من قد كثر تردده إلى المجلس ولم تزل قسوة قلبه لا تضجر فللدوام أثر جالس البكائين يتعد إليك حزنهم فتأثير الصحبة لا يخفى

 

الدنيا دار المحن ودائرة الفتن ساكنها بلا وطن واللبيب قد فطن

 

يا مؤخرا توبته بمطل التسويف ( لأي يوم أجلت ) كنت تقول إذا شئت تبت فهذي شهور الصيف عناقد انقضت قدر أن الموت لا يأتي إلا بغتة أليس مرض الموت يبغت

 

يا أهل الذنوب والخطايا ألكم صبر على العقوبة ( كلا إنها لظى ) إذا شاهدت من اشترى لذة ساعة بعذاب سنين ( تكاد تميز من الغيظ ) من أراد أن ينجو منها فليتب ( من قبل أن يتماسا ) كيف أمن العصاة ( وإن منكم إلا واردها ) كيف نسوا غب الزلل ( ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أخواني مثلوا أهل الجنة ( يوم نحشر المتقين ) ( ونورهم يسعى بين أيديهم ) ومعهم توقيع ( لا خوف عليهم ) فلما وصلوا إلى الجنان ( وفتحت أبوابها ) وبدأهم الخزنة ( سلام عليكم طبتم ) وبشروهم بالبقاء الدائم ( فادخلوها خالدين ) وقرأت الأملاك من سجل الأملاك مبلغ الثمن ( بما صبرتم ) وجميع المرادات داخلة في إقطاع ( ما تشتهي أنفسكم ) وقد استرجح في الميزان ( ولدينا مزيد ) وأتم التمام ( وما هم منها بمخرجين )

 

يا من يذنب ولا يتوب كم قد كتبت عليك ذنوب خل الأمل الكذوب فرب شروق بلا غروب وآأسفي أين القلوب تفرقت بالهوى في شعوب ندعوك إلى صلاحك ولا تؤوب

 

إن هممت فبادر وإن عزمت فثابر واعلم أنه لا يدرك المفاخر من رضي بالصف الآخر قال عمر بن عبد العزيز خلقت لي نفس تواقة لم تزل تتوق إلى الإمارة فلما نلتها تاقت إلى الخلافة فلما نلتها تاقت إلى الجنة

 

إبتليت الهمم العالية بعشق الفضائل شجر المكاره يثمر المكارم متى لاحت الفريسة قذفت الغابة السبع إذا استقام للجواد الشوط لم يحوج راكبه إلى السوط من ضرب يوم الوغى وجه الهوى بسهم ضرب مع الشجعان يوم القسمة بسهم من اشتغل بالعمارة استغل الخراج إذا طلع نجم الهمة في ظلام ليل البطالة ثم ردفه قمر العزيمة ( أشرقت الأرض بنور ربها ) يا طالبا للبدعة أخطأت الطريق علة الراحة التعب إن لم تكن أسدا في العزم ولا غزالا في السبق فلا تتثعلب يا هذا الجد جناح النجاة وكسلك مزمن من كد كد العبيد تنعم تنعم الأحرار من امتطى راحلة الشوق لي يشق عليه بعد السفر

 

يا أخي التوبة التوبة قبل أن تصل إليك النوبة الإنابة الإنابة قبل أن يغلق باب الإجابة الإفاقة الإفاقة فيا قرب وقت الفاقة

 

يا غافلا عن مصيره يا واقفا في تقصيره سبقك أهل العزائم وأنت في اليقظة نائم قف على الباب وقوف نادم ونكس رأس الذل وقل أنا ظالم وناد في الأسحار مذنب وواجم وتشبه بالقوم وإن لم تكن منهم وزاحم وابعث بريح الزفرات سحاب دمع

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كم ضيعت عمرا طويلا حملت فيه وزرا ثقيلا

كم نصب لك الموت دليلا إذ ساق العزيز ذليلا

لقد حمل إلى القبور جيلا جيلا ونادى في الباقين رحيلا رحيلا

لكن الهوى أعاد الطرف كليلا

 

 

كان محمد ابن المنكدر كثير البكاء فسئل عن ذلك

فقال آية من القرآن أبكتني

(وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)

 

 

كيف لا تذهب العيون من البكاء وما تدري ما قد أعد لها

 

أخواني أيام العافية غنيمة باردة وأوقات السلامة لا تشبهها فائدة

فتناول ما دامت لديك المائدة

فليست الساعات الذاهبات بعائدة

 

 

يا هذا إذا لم يتحقق قصد القلب لم يؤثر النطق باللفظ

إن المكره على اليمين لا تنعقد يمينه

إنما الأعمال بالنيات وقلبك كله مع الهوى

إن في البدن مضغة إذا صلحت صلح البدن وإذا فسدت فسد البدن

ألا وهي القلب

أكثر الأمراض أمراض الهوى وأكثر القتلى بسيفه أرباب الهوى

 

يا هذا متى تبت بلسانك وما حللت عقد الإصرار من قلبك لم تصح التوبة كما لو سكنت الأمراض بغتة من غير استفراغ فإن المرض على حاله

 

قيل لعامر بن عبد قيس أما تسهو في صلاتك

قال أو حديث أحب إلي من القرآن حتى أشتغل به

هيهات مناجاة الحبيب تستغرق الإحساس

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فوائد من ذم الهوى

 

28923711.jpg

 

سئل ابن المبارك ما خير ما أعطى الرجل قال

غريزة عقل قيل فإن لم يكن قال أدب حسن قيل فإن لم يكن قال أخ صالح يستشيره قيل فإن لم يكن قال صمت طويل قيل فإن لم يكن قال موت عاجل

 

 

قال معاذ بن جبل

لو أن العاقل أمسى وأصبح وله ذنوب بعدد الرمل كان وشيكا بالنجاة والسلامة والتخلص منها ولو أن الجاهل أمسى وأصبح وله من الحسنات وأعمال البر عدد الرمل لكان وشيكا ألا يسلم له منها مثقال ذرة قيل وكيف ذلك قال لأن العاقل إذا زل تدارك ذلك بالتوبة والعقل الذي قسم له والجاهل إنما هو بمنزله الذي يبني ويهدم فيأتيه من جهله ما يفسد صالح عمله

 

 

عن صفوان بن سليم قال

ليأتين على الناس زمان تكون همة أحدهم فيه بطنه ودينه هواه

 

 

سمعت أعرابيا يقول

إذا أشكل عليك أمران لا تدري أيهما أرشد فخالف أقربهما من هواك

فإن أكثر ما يكون الخطأ مع متابعة الهوى

 

 

قال ابن السماك

إن شئت أخبرتك بدائك وإن شئت أخبرتك بدوائك داؤك هواك ودواؤك ترك هواك

 

 

سمعت يحيى بن معاذ يقول

حفت الجنة بالمكاره وأنت تكرهها وحفت النار بالشهوات وأنت تطلبها فما أنت إلا كالمريض الشديد الداء إن صبر نفسه على مضض الدواء اكتسب بالصبر عافية وإن جزعت نفسه مما يلقي طالت به علة الضنى

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قال أحمد بن خضرويه

لا نوم أثقل من الغفلة ولا رق أملك من الشهوة ولولا ثقل الغفلة لم تظفر بك الشهوة

 

 

سمعت السرى يقول

لن يكمل رجل حتى يؤثر دينه على شهوته ولن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه

 

 

سمعت بشر بن الحارث يقول

لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بينك وبين الشهوات حائطا من حديد

 

عن الحسن قال

أيسر الناس حسابا يوم القيامة الذين يحاسبون أنفسهم لله عز و جل في الدنيا فوقفوا عند همومهم وأعمالهم فإن كان الذي هموا به لله عز و جل مضوا فيه وإن كان عليهم امسكوا قال وإنما يثقل الحساب يوم القيامة على الذين جازفوا الأمور في الدنيا اتخذوها على غير محاسبة فوجدوا الله عز و جل قد أحصى عليهم مثاقيل الذر ثم قرأ يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها

 

 

عن الحسن قال

إن المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه لله عز و جل وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حسابوا أنفسهم في الدنيا وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة إن المؤمن يفجؤه الشيء يعجبه فيقول والله إن لأشتهيك وإنك لمن حاجتي ولكن والله ما من صلة إليك هيهات هيهات حيل بيني وبينك ويفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول ما أردت إلى هذا ما لي ولهذا والله لا أعود إلى هذا ابدا إن شاء الله

 

قال لقمان لابنه

يا بني إن الإيمان قائد والعمل سائق والنفس حرون فإن فتر سائقها ضلت عن الطريق وإن فتر قائدها حرنت فإذا اجتمعا استقامت إن النفس إذا اطمعت طمعت وإذا فوضت إليها أساءت وإذا حملتها على أمر الله صلحت وإذا تركت الأمر إليها فسدت فاحذر نفسك واتهمها على دينك وأنزلها منزلة من لا حاجة له فيها ولا بد له منها وإن الحكيم يذل نفسه بالمكاره حتى تعترف بالحق وإن الأحمق يخير نفسه في الأخلاق فما أحبت منها أحب وما كرهت منها كره

 

قال عمر بن عبد العزيز

أفضل الأعمال ما أكرهت عليه النفوس

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

استعن على سيرك إلى الله بترك من شغلك عن الله عز و جل

وليس بشاغل يشغلك عن الله عز وجل كنفسك التي هي بين جنبيك

 

قال أبو بكر الوراق

اصل غلبة الهوى مقاربة الشهوات فإذا غلب الهوى أظلم القلب

وإذا أظلم القلب ضاق الصدر

وإذا ضاق الصدر ساء الخُلُق

وإذا ساء الخُلُق أبغضه الخَلْق وإذ أبغضه الخَلْق أبغضهم

وإذا أبغضهم جفاهم وإذا جفاهم صار شيطانا رجيما

 

 

سمعت السرى يقول

اقوى الفتوة غلبتك نفسك ومن عجر عن أدب نفسه كان عن أدب غيره

ومن علامة الاستدراج العمى عن عيوب النفس

 

قال يحيى بن معاذ

لا تربح على نفسك بشيء

أجل من أن تشغلها في كل وقت بما هو أولى بها

 

قال محمد بن احمد بن سالم البصري

من صبر على مخالفة نفسه أوصله الله إلى مقام أنسه

 

حكى أبو بكر بن الأنباري عن بعض العلماء أنه قال

إنما سمى الصبر صبرا لأن تمرره في القلب وإزعاجه للنفس كتمرر الصبر في الفم واعلم وفقك الله أن الصبر مما يامر به العقل وإنما الهوى ينهى عنه فإذا فوضلت فوائد الصبر وما تجلب من الخير عاجلا وآجلا بانت حينئذ فضائل العقل وخساسة الهوى واعلم أن الصبر ينقسم قسمين صبر عن المحبوب وصبر على المكروه فالطاعة مفتقرة إلى الصبر عليها والمعصية مفتقرة إلى الصبر عنها

 

سمعت سليمان بن القاسم يقول

كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر

قال الله عز و جل إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب

 

قال الحارث المحاسبي

لكل شيء جوهر وجوهر الإنسان العقل وجوهر العقل الصبر

 

قال السلمي سمعت أبا نصر الطوسي

يقول سمعت محمد بن داود الدينوري

يقول سئل عبد الخزاز عن علامة الصبر فقال

ترك الشكوى وإخفاء الصبر والبلوى

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قيل لبعض الحكماء ما سبب الذنب

قال الخطرة فإن تداركت الخطرة بالرجوع إلى الله ذهبت وإن لم تفعل تولدت عنها الفكرة فإن تداركتها بالرجوع إلى الله بطلت وإلا فعند ذلك تخالط الوسوسة الفكرة فتولد عنها الشهوة وكل ذلك بعد باطن في القلب لم يظهر على الجوارح فإن استدركت الشهوة وإلا تولد منها الطلب فإن تداركت الطلب وإلا تولد منه الفعل

 

 

سئل إبراهيم بن الحسن عن سلامة القلب فقال

العزلة والصمت وترك استماع خوض الناس ولا يعقد القلب على ذنب

ولا على حقد ويهب لمن ظلمه حقه

 

 

قال يحيى بن معاذ

سقم الجسد بالأوجاع وسقم القلوب بالذنوب فكما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه فكذلك القلب لا يجد حلاوة العبادة مع الذنوب

 

 

كان بعض الحكماء يقول

إذا لم يستعمل القلب فيما خلق له من الفكر في اجتلاب المصالح في الدين والدنيا واجتناب المفاسد تعطل فاستترت جوهريته فإذا أضيف إلى ذلك فعل ما يزيده ظلمة كشرب الخمر وطول النوم وكثرة الغفلة صار كالحديد يغشاه الصدأ فيفسده

 

 

روى أن رجلا سأل عائشة ما دواء قسوة القلب فأمرته بعيادة المرضى وتشييع الجنائز وتوقع الموت وشكا ذلك رجل إلى مالك بن دينار فقال أدمن الصيام فإن وجدت قسوة فأطل القيام فإن وجدت قسوة فأقل الطعام وسئل ابن المبارك ما دواء القلب فقال قلة الملاقاة

 

 

سمعت إبراهيم الخاص يقول

دواء القلب خمسة أشياء قراءة القرآن بالتدبر وخلاء البطن وقيام الليل

والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين

 

 

إعلم وفقك الله أنك إذا امتثلت المأمور به من غض البصر عند أول نظرة سلمت من آفات لا تحصى فإذا كررت النظر لم تأمن أن يزرع في قلبك زرعا يصعب قلعه فإن كان قد حصل ذلك فعلاجه الحمية بالغض فيما بعد وقطع مراد الفكر بسد باب النظر فحينئذ يسهل علاج الحاصل في القلب

 

 

عن سعيد بن المسيب قال

ما يئس الشيطان من ابن آدم قط إلا أتاه من قبل النساء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×