اذهبي الى المحتوى
~ أم العبادلة ~

♡♡ سباق القلوب إلى رمضان ♡♡

المشاركات التي تم ترشيحها

سباق القلوب إلى رمضان

 

(أعلم أني تأخرت جدا في مقالة هذا العام لظروف خارجة عن إرادتي، لكن الأمر يستحق خاصة إن هذه المقالة تختلف تماما عن كل ما كتبته بالسنوات السابقة عن رمضان وأوعدكن بمقالة شيقة ومحفزة وسأقوم بنشرها على هيئة فقرات في رحلة يومية ستستمر حوالي 28 يوم)

 

وستشمل:

- مقدمة تشويقية عن الاشتياق لرمضان

- الاستعداد لرمضان:

1. تطهير القلب

2. التهيئة النفسية

3. التخطيط وفيه

-- أفضل أوقات العبادة

-- التدرج في التخطيط

-- التنوع بالعبادات وفيه نبذة عن (احتساب الأجر، الصلاة المفروضة، القرآن، الدعاء، النوافل، الأذكار، حفظ الجوارح، الصدقات، وغيرها)

4. البدء في التدريب

 

- جهاد الأم في رمضان

- العبادة وفترة الحيض والنفاس

- أبناؤنا ورمضان

- أبناؤنا ورمضان في بلاد الغرب

- الفتور في رمضان

- أخطاء رمضانية منتشرة

- مفطرات ومفسدات الصيام

- العشر الأواخر في رمضان

- ليلة القدر

- ما بعد ليلة 27

- آخر نهار في رمضان

- استقبال العيد بالفرح أم بالحزن

- الاحتفال بالعيد

- قلبك في العيد

- وأخيرا ماذا بعد رمضان؟

 

فكوني بالقرب وبلغي رفيقاتك لينضموا معنا في رحلتنا، رحلة "سباق القلوب إلى رمضان"

رحلة ستبدأ خلال أيام وستستمر يوميا حتى يقترب رمضان

 

 

رفيقتكم

أم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت

مدونة الروح والريحان

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سباق القلوب 1: المقدمة

.

سباق القلوب إلى رمضان

مع مرور كل عام يتجدد الشوق والحنين إلى رمضان

شوقاً يلامس القلب ويهز الوجدان

شوقاً يُرسل الروح في رحلة إيمانية ممتعة إلى عنان السماء

ومن بين تلك المشاعر المتلهفة والمترقبة، نجد السؤال الذي يطرح نفسه دوماً:

هل قلبي مستعد ليعيش روحانية هذه الأيام؟

هل قلبي مستعد ليسبقني في رحلة الإيمان؟

 

لقد كان السلف رحمهم الله يعيشون عامهم كله وكأنه رمضان.

فقد كانوا يقضون ستة أشهر يدعون فيها الله عز وجل أن يبلغهم رمضان ثم بعد رمضان يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم، وكأن ليس لهم همّ طوال العام إلا:

1. التحسر على فراق رمضان مع التوبة والاستغفار عن أي تقصير صدر منهم فيه.

2. الشوق للقياه من جديد مع اجتهادهم في إعداد العدة لاستقباله.

 

فماذا عنكِ أنتِ يا رفيقتي؟ ماذا أعددتِ لإستقبال رمضان؟

.

يتبع بعون الله

[كتيب: سباق القلوب إلى رمضان لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت]

::

::

مدونة الروح والريحان

لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سباق القلوب 2: تابع المقدمة

.

فماذا عنكِ أنتِ يا رفيقتي؟ ماذا أعددتِ لإستقبال رمضان؟

فالإعداد للعمل هو علامة توفيق، ودليل على الصدق في الشوق إليه

يقول الله تعالى: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ} [التوبة: 46]

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعرّف إلى الله في الرخاء، يعرفك في الشدة) [جامع العلوم والحكم]

.

وقد وضح الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله هذا المعنى حينما علق عن علاقة الناس بالقرآن في رمضان، فالشخص يدخل رمضان ويرغب أن يختم القرآن في يوم، وهناك من يرغب في قراءة خمسة أجزاء باليوم، فكيف لهم بذلك وهم لا يقربوا القرآن في أيام رخائهم (طوال العام).

وذكر كذلك حال الناس في العشر الآواخر من رمضان حين يذهبون إلى مكة ويعتكفون بالمسجد الحرام "أفضل البقاع وأقدسها" يلتمسون ليلة القدر، والمفترض منهم أن يكونوا ملازمين لكتاب الله ويكثروا من الذكر والتلاوة والصلاة والدعاء ولكنهم لا يستطيعون، وإنما يلتفتون حولهم للبحث عن من يقضون أوقاتهم معهم، وما ذلك إلا لأن أغلب أوقاتهم في الرخاء (طوال العام) كانت معمورة بالقيل والقال، لذلك حينما أتى وقت الشدة "رمضان" لم يجدوا العون على العبادة. [دورة الأترجة القرآنية]

.

فاجتهدي في المواظبة على العبادات والتقرب من الله طوال العام ليكون لديكِ القدرة على الإحسان في عبادتك في رمضان.

واعلمي أن الاجتهاد في العبادة يولد الشوق لله عز وجل وإلى رؤيته، ويورث القلب خشية وانكسارا وتعظيما له سبحانه مما يولد إحسانا في العبادة، فتجدي نفسك تعبدينه وكأنك ترينه.

.

وتذكري أن الاستعداد لرمضان والتجهز له يا رفيقتي يختلف من شخص لآخر، وعلى قدر اجتهادك فيه يكون أجرك عند الله، لقوله تعالى: { هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}

[آل عمران: 163]

.

فأي درجة ترغبي أن تناليها بقربك من الله؟

وأي استعداد تنوين القيام به ليسبقك قلبك إلى رمضان؟؟

.

يتبع بعون الله

[كتيب: سباق القلوب إلى رمضان لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت]

::

::

مدونة الروح والريحان

لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سباق القلوب 3: الاستعداد:

.

(للعبادة لذة لا يشعر بها إلا من استعد لها، ولها أنسام لا يغتنمها إلا من انتظر هبوبها)

والعبادة لابد من التمهيد إليها بالنية والأعمال الصالحة حتى تؤتي ثمارها خاصة في رمضان، يقول الفضيل رحمه الله: (إنما يريد الله منك نيتك وإرادتك.)

 

وحتى يسبقك قلبك إلى رمضان فلابد من أربع خطوات:

1. تطهير القلب.

2. التهيئة النفسية.

3. التخطيط.

4. البدء في التدريب.

فدعينا نتأمل هذه الخطوات واحدة تلو الأخرى.

 

أولا: تطهير القلب:

هل تأملتِ حال قلبك في كل يوم يمر عليكِ؟

هل تابعتِ كل ما يمر عليه من شواغل؟

أعني:

كيف هو قلبك يا رفيقتي بعد أن تصفحتِ شبكات الانترنت بكل ما فيها من مرئيات وصور وكلمات؟

كيف هو قلبك بعد إنتهاءك من تلك الزيارة الطويلة بكل ما فيها من مأكولات ومشاهدة ملابس النساء والقيل والقال؟

كيف هو قلبك بعد تلك المكالمة الطويلة التي تعدت السلام والاطمئنان على الأحوال وانتقلت إلى تبادل أخبار فلانة وعلانة؟

كيف هو قلبك بعد قضاءك ساعات للبحث عن وصفة جديدة وساعات أخرى لتنفيذها بدون أن ترطبي لسانك بذكر الله؟

كيف هو قلبك بعد الإنغماس في العمل يوما كاملا بدون التفكر في آيات الله؟

.

بالتأكيد أصبح قلبك مفتونا وذهنك مشغولا بكل هذا لفترة من الزمن، وفي خلال كل ذلك غفل قلبك عن الإقبال على الله تعالى ولم يكن مشتاقا للقائه ومناجاته وذكره كما كان قبلها.

.

فكيف لقلب كهذا أن يسبقك إلى رمضان ويجعل روحك تسبقك لعنان السماء؟؟

يقول ابن القيم رحمه الله: (الوصول إلى المطلوب موقوف على هجر العوائد وقطع العلائق وتذليل العوائق) [الفوائد]

فالمطلوب هو زيادة القرب من الله عز وجل والإشتياق له والتعلق به.

والعوائد التي نحتاج لهجرها هي العادات التي اعتدنا عليها وأصبحت تعوق طريق قربنا من الله عز وجل.

وكل هذا يمكن تحقيقه بتذكير أنفسنا بالمقصد من الصيام وهو "التقوى"، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]

 

يقول ابن كثير رحمه الله: (وقد قيل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أبي بن كعب عن التقوى،

فقال له: أما سلكت طريقاً ذا شوك.

قال: بلى.

قال: فما عملت.

قال: شمرت واجتهدت.

قال: فذلك التقوى

وقد أخذ هذا المعنى ابن المعتز فقال: خل (أي اترك) الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى، واصنع (أي افعل) كماشٍ (كمن يمشي) فوق أرض الشوك يحذر ما يرى، لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى. ) [تفسير بن كثير]

.

وقال ابن القيم رحمه الله: (قال طلق بن حبيب: "إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى،

قالوا: وما التقوى؟،

قال: أن تعمل بطاعة الله على نورٍ من الله ؛ ترجو ثواب الله،

وأن تترك معصية الله على نورٍ من الله؛ تخاف عقاب الله"). [بدائع الفوائد]

.

يتبع بعون الله

[كتيب: سباق القلوب إلى رمضان لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت]

::

::

مدونة الروح والريحان

لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سباق القلوب 4: تابع الاستعداد

نكمل مع تطهير القلب

.

فاجتهدي يا رفيقتي بمعالجة قلبك من الآن.

من خلال تفريغ قلبك وعقلك من كل تلك الملهيات والتخلص من كل ما قد يشغلك ويلهيك عن الاشتياق للقرب من الله عز وجل.

• فتلك الزيارات الطويلة يمكن استبدالها بزيارات قصيرة ومتفرقة تؤدي الغرض، مع تحويل الزيارة إلى مجالس لذكر الله والتقرب إليه.

كما كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: (اجلسوا بنا نزدد إيمانا)،

وكان معاذ رضي الله عنه يقول: (اجلسوا بنا نؤمن ساعة)

• اختصري من وقت المكالمات، واقتصري على الاتصال للسؤال عن الأمور الهامة والضرورية.

• اختصري من وقت تواجدك بمواقع التواصل الاجتماعي، واكتفي منها بإثنين أو ثلاثة تكوني في حاجة ملحة لها.

• اخرجي من جميع الجروبات في وسائل التواصل الاجتماعي والتي تمتلأ بالدردشة وتضييع الأوقات إلا إذا كانت ذو فائدة عظيمة (أي لابد أن يكون 90% من الوقت الذي تقضيه فيها مليء بالفائدة).

• رطبي لسانك بذكر الله وقت إنشغالك بالأعمال (وقت ترتيب البيت، الطبخ، الجلوس بين الأبناء، أوقات الانتظار بالمواقف أو السيارات أو في العيادات وغيرها،...).

• اقتنصي من وقتك خمسة دقائق كل ساعة لترتاحي ذهنيا من أعمالك واستعيدي نشاطك باستغلالها في ذكر الله والدعاء وتلاوة آيات من القرآن.

.

بإختصار، حولي كل دقيقة في حياتك إلى ذكر الله، واستغلي طاقتك في زيادة الإيمان.

ولا تنسي التوبة والإستغفار من كل ما اقترفتيه من ذنوب (صغيرة كانت أو كبيرة) مع الإلحاح على الله بالدعاء لتبلغي رمضان بقلب طاهر ومشتاق.

.

يقول الشيخ الشنقيطي حفظه الله: (خير ما يستقبل به مواسم الطاعات "كثرة الاستغفار" لأن ذنوب العبد تحرمه التوفيق !!

ما ألزم عبد قلبه الاستغفار..إلا زكى، وإن كان ضعيفا قوي، وإن كان مريضا شفي، وإن كان مبتلى عوفي، وإن كان محتارا هدي، وإن كان مضطربا سكن..

و إن الاستغفار..هو الأمان الباقي لنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم !!) ا.ه

.

ويقول ابن كثير رحمه الله: (ومَن اتَّصف بهذه الصفة - أي: صفة الاستغفار - يسَّر الله عليه رزقَه، وسهَّل عليه أمرَه، وحفظ عليه شأنه وقوَّته؛ ولهذا قال: {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا }) [تفسير ابن كثير]

.

والاستغفار لا يقتصر على الترديد باللسان فقط بل من فضل الله ورحمته أن جعله إسلوب حياة، حيث تنوعت وسائله وتخللت الكثير من أعمالنا اليومية، وللمزيد من التفاصيل، فضلا اطلعي على مقالتي (التوبة إسلوب حياة)

.

يتبع بعون الله

[كتيب: سباق القلوب إلى رمضان لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت]

::

::

مدونة الروح والريحان

لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سباق القلوب 5: تابع الاستعداد

.

ثانيا: التهيئة النفسية:

حتى يسبقك قلبك إلى رمضان، لابد أن تكوني مستعدة نفسيا وإيمانيا وأن تكوني مقبله على الله بقلبك وروحك قبل جسدك.

 

يقول أحد الصحابة: (الإيمان يزيد وينقص،

قيل له: وما زيادته ونقصانه،

قال: إذا ذكرنا الله ووحدناه وسبحناه فتلك زيادته، وإذا غفلنا ونسيناه فذاك نقصانه)

 

وقال أبي الدرداء رضي الله عنه: (إن من فقه المرء أن يعرف إيمانه هل هو في زيادة أو نقص؟)

 

فمن التهيئة النفسية أن تكوني على علم بحقيقة علاقتك بالعبادات لتعلمي من أين ينبغي لكِ البدء، وذلك من خلال معرفة:

• كيف هو حالك مع القرآن؟ تلاوة وحفظا ومراجعة واستماعا؟ وفي كم يوم تختمي القرآن؟

• كيف هو حالك مع الأذكار؟ هل لسانك رطبا بذكر الله على مدار اليوم؟

• وماذا عن نوافل الصلاة؟ كم نافلة تصليها؟ وهل أنتِ مواظبة عليها؟

• وقيام الليل؟ هل واظبت ولو على ركعتين بعد العشاء؟

• وماذا عن الصيام؟ هل كنت مواظبة عليه على مدار الشهور السابقة؟ وهل أعطيتيه حقه ولو بصيام الثلاثة أيام القمرية من كل شهر؟

• وماذا عن غيرها من الأعمال الصالحة والصدقات والتوبة والمداومة على الاستغفار؟

 

فانظري يا رفيقتي لحقيقة علاقتك مع العبادات وأكثري من الدعاء بتجديد الإيمان لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الإيمان لَيخلق في جوف أحدكم كما يَخلقُ الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم) [رواه الألباني في السلسلة الصحيحة]

.

يتبع بعون الله

[كتيب: سباق القلوب إلى رمضان لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت]

::

::

مدونة الروح والريحان

لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سباق القلوب 6: تابع الاستعداد

.

ثالثا: التخطيط

من الأخطاء الشائعة في التخطيط لرمضان هو النظر لخطط رفيقاتك والشعور بالحماسة للإقتداء بهن حتى لو كانت خططهن تفوق قدراتك بمراحل وتُكلفك فوق ما تطيقين مما يتسبب لكِ بالملل والنفور وهذا مما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم،

فقد روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كانت عندي امرأة من بني أسد، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: مَنْ هذهِ؟

قلت: فلانة، لا تنام بالليل.. تذكر من صلاتِها

فقال: مَهْ، عليكمْ ما تُطيقونَ من الأعمالِ، فإنَّ اللهَ لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّواْ ) [رواه البخاري]

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الدين يسر، ولن يشادَّ الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة) [رواه البخاري ومسلم]

 

وقد علق الحافظ ابن رجب قائلا: (معنى الحديث: النهي عن التشديد في الدين، بأن يُحمِّل الإنسان نفسه من العبادة ما لا يحتمله إلا بكلفة شديدة، وهذا هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: (لن يشاد الدين أحد إلا غلبه)

يعني: أن الدين لا يؤخذ بالمغالبة، فمن شاد الدين غلبه وقطعه.) انتهى كلامه

.

يتبع بعون الله

[كتيب: سباق القلوب إلى رمضان لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت]

::

::

مدونة الروح والريحان

لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سباق القلوب 7: تابع الاستعداد

نكمل مع التخطيط

.

أفضل أوقات العبادة:

من المهم جدا يا رفيقتي أن تعتني باختيار الوقت الذي سيُحلق فيه قلبك إلى عنان السماء، لأن هذا من أكثر ما يعينك على الإنجاز،

وأفضلها هي ما ذكرها حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال: (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة)

.

أما "الغدوة" فهي "أول النهار" من بعد صلاة الفجر وحتى الضحى،

وهي من أفضل أوقات قضاء الأعمال حيث يكون البدن والذهن في قمة النشاط.

كما أنه من الأوقات المباركة (في الوقت والجهد والعمل والرزق) لقوله صلى الله عليه وسلم: (بورك لأمتي في بكورها). [صحيح الجامع]

.

وأما "الروحة" فهي "آخر النهار" أي من بعد العصر حتى قبيل المغرب،

وتعتبر من أفضل الأوقات لمحاسبة النفس والتوبة والاستغفار قبل رفع الأعمال اليومية إلى الله عز وجل لقوله صلى الله عليه وسلم: (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟

فيقولون: تركناهم وهم يُصلون وأتيناهم وهم يصلون.) [روا البخاري]

 

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعقيبا على الحديث: (فيه: أن الأعمال تُرفع آخر النهار، فمن كان حينئذ في طاعة بُورك في رزقه وفي عمله، والله أعلم، ويترتب عليه حِكمة الأمر بالمحافظة عليهما والاهتمام بهما – يعني صلاتي الصبح والعصر) انتهى كلامه.

.

وأما "الدلجة" وهو "الليل" وأفضله الثلث الأخير من الليل لنزول الله تعالى وكونه أرجى أوقات إجابة الدعاء، لقوله صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له) [رواه البخاري]

.

يتبع بعون الله

[كتيب: سباق القلوب إلى رمضان لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت]

::

::

مدونة الروح والريحان

لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سباق القلوب 8: تابع الاستعداد

نكمل مع التخطيط

.

التدرج في التخطيط:

حين تبدئي بالتخطيط يا رفيقتي قد تدفعك الحماسة للرغبة في القيام بالعبادات دفعة واحدة بما يفوق ما اعتدتِ عليه بمراحل

وتجدي نفسك في بداية رمضان تبدأي العبادة بحماس شديد ثم ما تلبسي أن تشعري بالضغط والتوتر من عدم القدرة على إتمام أهدافك رغم محاولاتك الكثيرة واجتهادك بالضغط على نفسك

فتجدي نفسك افتقدتِ متعة القرب من الله عز وجل وبعدها تبدأ تنهار حماستك وتفتر همتك رويدا رويدا حتى تتفلت منك زمام الأمور وهنا يتسرب الحزن والهم والشعور بقلة الإيمان.

.

لذلك لابد عند التخطيط من مراعاة ما سيزيد إيمانك ولو كان اليسير من العمل لقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} [الفتح: 4]

.

فحتى يزداد الإيمان، لابد من تحقيق السكينة في قلوبنا،

وحتى تتحقق السكينة فلابد من التأني والتدرج بالعبادات بما يتوافق مع طاقاتنا وأوقاتنا ومسئولياتنا تجاه الزوج والأبناء،

والأهم من كل هذا أن يتوافق مع ما يحقق الاستمتاع والتلذذ بها.

.

لذلك الإيمان هو أهم ما ينبغي أن تسعي إليه في رمضان، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه) [ رواه البخاري]

.

يتبع بعون الله

[كتيب: سباق القلوب إلى رمضان لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت]

::

::

مدونة الروح والريحان

لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرًا أم العبادلة وجعله في موازين حسناتكِ بإذن الله ()

في المتابعة إن شاء الله ~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليك ورحمته وبركاته

 

فأي درجة ترغبي أن تناليها بقربك من الله؟

وأي استعداد تنوين القيام به ليسبقك قلبك إلى رمضان؟؟

 

جزاك الله خيرًا

في المتابعة بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سباق القلوب 9: تابع الاستعداد

نكمل مع التخطيط

.

التنوع بالعبادات:

اذن اتفقنا يا رفيقتي، أنه عند التخطيط لابد من التدرج في العبادة بالقدر الذي يحقق لكِ سكينة القلب والاستشعار بلذة القرب من الله مع الاهتمام بالإكثار من أنواع العبادات كما كان يفعل حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.

.

يقول ابن القيم رحمه الله: (وكان من هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادات،

فكان جبريل - عليه السلام - يدارسه القرآن في رمضان،

وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة،

وكان أجـود الناس، وأجود ما يكون في رمضان،

يكثر فيـه الصدقة، والإحسان، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر، والاعتكاف،

وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور).

.

أما بالنسبة لكِ يا رفيقتي، فها هي مقترحات للتنوع في العبادات:

.

1. احتساب الاجر:

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيّات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه) [رواه البخاري ومسلم]

.

فما رأيك يا رفيقتي أن تجعلي كل عاداتك عبادات فتنالي أجرها في الدنيا والآخرة من خلال تجديد النية دوما لتكون خالصة لله عز وجل مع احتساب الأجر طلبا لمرضاة الله عز وجل.

- فيمكنك احتساب اجر ادخال السرور على أهل بيتك وإماطة الأذى عن الطريق من خلال ترتيب البيت وتنظيفه.

- ويمكنك احتساب اجر افطار صائم من خلال تحضير الطعام لأهل بيتك.

- ويمكنك احتساب اجر الكلمة الطيبة صدقة حين تستقبلينهم بالترحيب والدعاء.

- وغيرها من العادات التي لو قمتِ بها بنية العبادة واحتسبتِ الاجر فيها لتحولت الى عبادات تؤجري عليها.

..

يتبع بعون الله

[كتيب: سباق القلوب إلى رمضان لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت]

::

::

مدونة الروح والريحان

لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

راااااائع , بإذن الله دعوة تحفيز الاستعداد لرمضان

 

بارك الله فيكم حبيباتى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكنّ الله خيرًا يا حبيبات

نقل قيم جدًا ورائع

جعله الله في ميزان حسناتكنّ

 

قرأت جزء ولي عودة بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وبارك الله فيكن يا غاليات

 

@@امة من اماء الله

بوركت يا حبيبة وأتيت اليوم بسبب عطل البرنامج عندي وعدم وصول جزئية اليوم لكِ <3

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سباق القلوب 10: تابع الاستعداد

نكمل مع التخطيط

.

2. الصلاة المفروضة:

تذكري يا رفيقتي أنها فريضة وأنها أول ما يُحاسب عليه الإنسان يوم القيامة فأوليها إهتمامك قبل التفكير بالنوافل وقيام الليل، واجتهدي في إعطاؤها حقها، واحرصي على الخشوع فيها مهما بلغت إنشغالاتك، مع الحرص على أداؤها في أول وقتها.

::

::

3. القرآن:

القرآن ورمضان توأمان لا ينفصلان، فالقرآن هو غذاء الروح وهو منبع الراحة والسكينة والطمأنينة.

فإن خلي الجسد من المأكل والمشرب في نهار رمضان، فلابد من تغذية روحه بآيات الله.

وإن خلي الجسد من صحبة الآقران بالليل فلا أنيس له أفضل من آيات الله.

.

يقول ابن القيم رحمه الله: (‏صوت القرآن؛ يسكن النفوس، ويطمئنها ويوقرها، وصوت الغناء؛ يستفزها، ويزعجها، ويهيجها). [بدائع التفسير]

.

وللقرآن كذلك أثر بليغ في العقول والقلوب، يقول ابن الجوزي: (إن مواعظ القرآن تذيب الحديد، وللفهوم كل لحظة زجر جديد، وللقلوب النيرة كل يوم به وعيد، غير أن الغافل يتلوه ولا يستفيد) [مدارج السالكين]

.

لذلك كان من هدي السلف الإهتمام بكثرة تلاوته في شهر رمضان،

فكان بعضهم يختمه في قيام رمضان في كل ثلاث ليالٍ،

وبعضهم في كل سَبعٍ،

وبعضهم في كل عشر.

وكان منهم من يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان خاصة في العشر الأواخر.

.

وكل هذا يسير على من يسره الله عليه، بشرط أن تتدربي عليه كثيرا لأشهر قبل رمضان مع الاجتهاد أن تكون تلاوتك بالحدر (تلاوة سريعة مع عدم الإخلال بأحكام التجويد)،

.

وإليك بعض النصائح التي تعينك في التدرج مع القرآن:

*انظري كم صفحة تقرأين يوميا، وتدرجي في زيادتها حتى تصلي إلى ما لا يقل عن جزء يوميا.

*احرصي أن يكون هناك خمسة دقائق كل ساعة تتلين فيها كتاب الله عز وجل لتجددي الوصال بينك وبين كتاب الله بعيدا عن ملهيات الحياة.

 

*احرصي أن يكون لكِ ما لا يقل عن ختمة في الشهر،

وإن كنتِ تختمين مرة شهريا فتدربي على ختمتين،

وإن كنتِ تختمين إثنين فتدربي على ثلاثة وهكذا.

واجتهدي في التلاوة بالحدر لتستطيعي ختم القرآن أكثر من مرة بالشهر.

 

*لا تحرمي نفسك من الاستماع للقرآن فهو مما يجدد الإيمان ويسكن النفس ويغمر الروح برحمة من الله، لقوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف:204]

.

يتبع بعون الله

[كتيب: سباق القلوب إلى رمضان لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت]

::

::

مدونة الروح والريحان

لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سباق القلوب 10: تابع الاستعداد

نكمل مع التخطيط

.

2. الصلاة المفروضة:

تذكري يا رفيقتي أنها فريضة وأنها أول ما يُحاسب عليه الإنسان يوم القيامة فأوليها إهتمامك قبل التفكير بالنوافل وقيام الليل، واجتهدي في إعطاؤها حقها، واحرصي على الخشوع فيها مهما بلغت إنشغالاتك، مع الحرص على أداؤها في أول وقتها.

::

::

3. القرآن:

القرآن ورمضان توأمان لا ينفصلان، فالقرآن هو غذاء الروح وهو منبع الراحة والسكينة والطمأنينة.

فإن خلي الجسد من المأكل والمشرب في نهار رمضان، فلابد من تغذية روحه بآيات الله.

وإن خلي الجسد من صحبة الآقران بالليل فلا أنيس له أفضل من آيات الله.

.

يقول ابن القيم رحمه الله: (‏صوت القرآن؛ يسكن النفوس، ويطمئنها ويوقرها، وصوت الغناء؛ يستفزها، ويزعجها، ويهيجها). [بدائع التفسير]

.

وللقرآن كذلك أثر بليغ في العقول والقلوب، يقول ابن الجوزي: (إن مواعظ القرآن تذيب الحديد، وللفهوم كل لحظة زجر جديد، وللقلوب النيرة كل يوم به وعيد، غير أن الغافل يتلوه ولا يستفيد) [مدارج السالكين]

.

لذلك كان من هدي السلف الإهتمام بكثرة تلاوته في شهر رمضان،

فكان بعضهم يختمه في قيام رمضان في كل ثلاث ليالٍ،

وبعضهم في كل سَبعٍ،

وبعضهم في كل عشر.

وكان منهم من يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان خاصة في العشر الأواخر.

.

وكل هذا يسير على من يسره الله عليه، بشرط أن تتدربي عليه كثيرا لأشهر قبل رمضان مع الاجتهاد أن تكون تلاوتك بالحدر (تلاوة سريعة مع عدم الإخلال بأحكام التجويد)،

.

وإليك بعض النصائح التي تعينك في التدرج مع القرآن:

*انظري كم صفحة تقرأين يوميا، وتدرجي في زيادتها حتى تصلي إلى ما لا يقل عن جزء يوميا.

*احرصي أن يكون هناك خمسة دقائق كل ساعة تتلين فيها كتاب الله عز وجل لتجددي الوصال بينك وبين كتاب الله بعيدا عن ملهيات الحياة.

 

*احرصي أن يكون لكِ ما لا يقل عن ختمة في الشهر،

وإن كنتِ تختمين مرة شهريا فتدربي على ختمتين،

وإن كنتِ تختمين إثنين فتدربي على ثلاثة وهكذا.

واجتهدي في التلاوة بالحدر لتستطيعي ختم القرآن أكثر من مرة بالشهر.

 

*لا تحرمي نفسك من الاستماع للقرآن فهو مما يجدد الإيمان ويسكن النفس ويغمر الروح برحمة من الله، لقوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف:204]

.

يتبع بعون الله

[كتيب: سباق القلوب إلى رمضان لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت]

::

::

مدونة الروح والريحان

لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

بوركت يا حبيبة وأتيت اليوم بسبب عطل البرنامج عندي وعدم وصول جزئية اليوم لكِ

@@~ أم العبادلة ~

سبحان الله، كان الإرسال في نفس الوقت!

ثقل الله تعالى به ميزانك أختي الحبيبة

وبالمناسبة لقد وصلت من الآخر!، فاطمئني

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سباق القلوب 11: تابع الاستعداد

نكمل مع التخطيط

.

4. الدعاء:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الدعاء هو العبادة ) [رواه الترمذي]

.

وقال الله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر:60]

.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن ربكم تبارك وتعالى حييٌ كريمٌ يستحيي من عبدهِ إذا رفع يديهِ إليهِ أن يردهما صِفرا) [صحيح أبي داود]

.

فلا تحرمي نفسك من لذة الدعاء لنفسك ولغيرك ولا تنسيني يا رفيقتي من دعوات بظهر الغيب.

::

::

5. النوافل:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى قال: ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه) [رواه البخاري]

.

فاسعي يا رفيقتي إلى محبة الله، فوالله لن تجدي نعيما في الدنيا ولا في الآخرة بدون محبته. والنوافل تشمل الصلاة والصيام

.

اما الصلاة:

يقول ابن القيم رحمه الله: (فاعلم أنه لا ريب أن الصلاة قرة عُيون المحبين، ولذة أرواح الموحدين، وبستان العابدين ولذة نفوس الخاشعين، ومحك أحوال الصادقين، وميزان أحوال السالكين، وهي رحمةُ الله المهداة إلى عباده المؤمنين، هداهم إليها، وعرَّفهم بها، وأهداها إليهم على يد رسوله الصادق الأمين، رحمة بهم، وإكرامًا لهم؛ لينالوا بها شرف كرامته، والفوز بقربه، لا لحاجة منه إليهم، بل منَّة منه، وتفضَّلًا عليهم، وتعبَّد بها قلوبهم وجوارحهم جميعًا، وجعل حظ القلب العارف منها أكمل الحظين وأعظمهما؛ وهو إقباله على ربِّه سبحانه، وفرحه وتلذذه بقربه، وتنعمه بحبه، وابتهاجه بالقيام بين يديه، وانصرافه حال القيام له بالعبودية عن الالتفات إلى غير معبوده، وتكميله حقوق عبوديته ظاهرًا وباطنًا حتى تقع على الوجه الذي يرضاه ربه سبحانه). انتهى

.

ويمكنك البدء بركعتين سنة الفجر وركعة الوتر لما ورد عن فضلهما،

ثم فيما بعد أضيفي إليهما ركعتي الضحي وركعتان قيام الليل بعد العشاء،

وبعدها بفترة أضيفي السنن الرواتب،

وأخيرا قيام الليل خاصة في الثلث الأخير منه.

واجتهدي يا رفيقتي في القيام ولو بركعتين بعد العشاء لتكوني ممن يصيبوا ليلة القدر، لقول عبد الله بن مسعود: (من قام الدهر أصاب ليلة القدر)

.

وأما الصيام،

فيمكنك البدء بالثلاثة أيام القمرية من كل شهر

ثم يومي الإثنين والخميس من كل إسبوع

وتستمري عليهما حتى يحين رمضان.

.

يتبع بعون الله

[كتيب: سباق القلوب إلى رمضان لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت]

::

::

مدونة الروح والريحان

لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سباق القلوب 12: تابع الاستعداد

نكمل مع التخطيط

::

::

6. الأذكار:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإعرابي: (لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله عزَّ وجلَّ.) [جامع العلوم والحكم]

.

يقول ابن القيم رحمه الله: (وبالذكر يَصرع العبد الشَّيطان، كما يَصرع الشيطان أهل الغفلة والنسيان.

قـال بعـض الـسَّلف: إذا تمكن الذكر من القلب، فإن دنا منه الشيطان صرعه كما يُصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان، فيجتمع عليه الشياطين، فيقولون: ما لهذا؟ فيقال: قد مسه الإنسي.

وهو (أي الذكر) روح الأعمال الصالحة؛ فإذا خلا العمل عن الذكر كان كالجسد الذي لا روح فيه، والله أعلم) [مدارج السالكين]

.

ويقول الشيخ الشنقيطي حفظه الله: (أعظم الغفلة أن يغفل الإنسان عن مقامه عند ربه، إذا أردت أن ترى مقامك عند الله فانظر إلى حرصك على ذكر الله)

.

والذكر يشمل أذكار الصباح والمساء، وأذكار بعد الصلاة، والاستغفار والحمد والتكبير والتهليل والحوقلة، وتلاوة القرآن وغيرها، فاجتهدي يا رفيقتي أن يكون يومك معمورا بذكر الله ليذكرك الله في الملأ الأعلى على مدار اليوم لقوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152]

::

::

7. حفظ الجوارح:

معلوم أن أعمال الجوارح تابعة لأعمال القلوب ولازمة لها، لذلك كلما كان باطنك صالحا يا رفيقتي كلما ظهر ذلك في محافظتك على جوارحك من الذنوب والمعاصي.

.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (القلب هو الأصل، فإذا كان فيه معرفة وإرادة سرى ذلك إلى البدن بالضرورة، لا يمكن أن يتخلف البدن عما يريده القلب؛

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت، فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب)).

وقال أبو هريرة: (القلب ملك والأعضاء جنوده، فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خبث الملك خبثت جنوده.)

فإذا كان القلب صالحاً بما فيه من الإيمان علماً وعملاً قلبياً لزم ضرورة صلاح الجسد بالقول الظاهر والعمل بالإيمان المطلق،

كما قال أئمة أهل الحديث: قول وعمل، قول باطن وظاهر، وعمل باطن وظاهر، والظاهر تابع للباطن لازم له، متى صلح الباطن صلح الظاهر، وإذا فسد فسد) [مجموع الفتاوى]

::

::

8. الصدقات:

رُوي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: (كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أجودُ الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريلُ يلقاه في كلِّ ليلة من رمضان فيُدارِسُه القرآن، فلَرَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريلُ أجودُ بالخيرِ من الريحِ المرسلةِ.) [رواه البخاري]

.

ولذلك كان الشافعي يقول: (أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداءً برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصَّوم والصلاة عن مكاسبهم )

.

يتبع بعون الله

[كتيب: سباق القلوب إلى رمضان لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت]

::

::

مدونة الروح والريحان

لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سباق القلوب 13: البدء في التدريب

.

رابعا: البدء في التدريب:

هل سمعتِ سابقا يا رفيقتي عن أي رياضي قام بالمشاركة في سباق بدون قضاء أشهر في التدريب والاستعداد؟

بالطبع لا،

فهو يحتاج إلى الكثير من التمرين والتدريب ليفوز بالسباق،

فالمنافسة لا تبدأ من لحظة بداية السباق

بل المنافسة الحقيقية تكون في الاستعداد لأطول فترة ممكنة لضمان الفوز والنجاح.

.

لذلك كان السلف رحمهم الله يقولون: (رجب شهر الغرس، وشعبان شهر السقي، ورمضان شهر جني الثمار،

فإذا أردت جني الثمار في رمضان؛ فلابد من الغرس في رجب وسقي ذلك الغرس في شعبان.)

.

ولذلك حتى يسبقك قلبك إلى رمضان، فلابد من الاجتهاد من الآن والتدريب على مختلف أنواع العبادات والتدرج فيها.

.

ولو تأخرت بالبدء فلا تتأخري عن شهر رجب، ففيه يكون غرس الأعمال الصالحة من صيام وقيام وتلاوة للقرآن وغيرها،

ثم تسقيها في شعبان بتعهدها والصبر عليها وعدم التفريط فيها متأسية برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ولم أره صائما من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان. كان يصوم شعبان كله. كان يصوم شعبان إلا قليلا) [رواه مسلم]،

وحينما يأتي رمضان يكون دور الحصاد لتلك العبادة

حيث انتهى وقت مجاهدة الطاعات وبدأ وقت التلذذ والاستمتاع بالقرب من الله عز وجل.

.

يقول ابن القيم رحمه الله: (لا يزال المرء يعاني الطاعة حتى يألفها ويحبها، فيُقيض الله له ملائكة تؤزه إليها أزاً، توقظه من نومه إليها، ومن مجلسه إليها). [الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي]

.

وتذكري يا رفيقتي أن السباق الحقيقي مع رفيقاتك،

هو من يسبق قلبه إلى رمضان بشوق وصدق وإخلاص وبدون رياء

وليس السباق على من سيكون أكثر أعمالا وطاعات.

لقوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ} [الواقعة: 10-14]

.

ولا تنسي يا رفيقتي أن تبدئي التدريب بالدعاء،

يقول الشيخ السعدي رحمه الله: (إذا دعوت الله أن يبلغك رمضان فلا تنسى أن تدعوه أن يبارك لك فيه، فليس الشأن في بلوغه إنما الشأن في ماذا ستعمل فيه)

.

يتبع بعون الله

[كتيب: سباق القلوب إلى رمضان لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت]

::

::

مدونة الروح والريحان

لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×