اذهبي الى المحتوى
راجين الهدي

أطايب الجني5

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

* * *

- أيتها الموفقة لا يكن بيتك ودوحتك صورة لواقع عمل زوجك .. إرهاق وتعب، ومشقة ونصب، وارتفاع أصوات ولغط!

بيتك دوحة مليئة بالفرح وإدخال السرور وإزالة الهموم والغموم .. طرزيه بالحكايات، وجمليه بالابتسامات، دعيه يأتي مسرعًا يختبئ في حنايا الضلوع! أنت له السكن وأنت له الفيء وأنت له الأنس .. إذا لم يجدها خرج وولى! بل لن يصل إلى عتبة الباب! ثم بعد أنت تتسائلين: أين ذهب ومتى سيعود!

* * *

82- قال ابن تيمية رحمه الله: "فكل من استقرأ أحوال العالم وجد أن المسلمين أحَدُّ وأسَدُّ عقلاً، وأنهم ينالون في المدة اليسيرة من حقائق العلوم والأعمال أضعاف ما يناله غيرهم في قرون وأجيال، وكذلك أهل السنة والحديث تجدهم كذلك متمتعين؛ وذلك لأن اعتقاد الحق الثابت يقوي الإدراك ويصححه، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى﴾ [محمد: 17].

* * *

83- يا بنيتي إنني أحبك! رعايتك خُلُق، والإحسان إليك عبادة، وتربيتك حقٌّ، أنت ريحانة البيت، وزينة الفؤاد، ونبض القلب، أما رأيت النبي r كيف يصنع إذا أقبلت ابنته فاطمة: قام إليها وهشَّ في وجهها، وقبَّل ما بين عينيها! أسوة وقدوة!! أحبك يا بنيتي وأقبل ما بين عينيك.

* * *

84- تَجَمُّل الزوجة محمود وتزينها مطلوب، وهي من حسن التبعل وإظهار نعمة الله عليها، ومن وسائل الدعوة إلى الله، ومن أسباب حفظ الفروج من الفتن، فبالمظهر الحسن تقرّ العين وتفرح النفس وينجذب قلب الزوج. ولا تنس المسلمة الاحتساب في ذلك حين الشراء وعند اللبس، فهي مشكورة مأجورة، جمع الله لها جمال الباطن والظاهر، وليس ذلك إلَّا لها.

* * *

85- من القيام بالبنات والإحسان إليهن: تعويدهن على شرائع الإسلام وتعاليمه، وتُحَجَّب الصغيرة قبل سِنِّ التكليف للتعليم والتدريب على الحجاب، والوالدان مكلفان بتعليمها الحجاب أو متضامنان في المسئولية عن الأولاد، فإذا قام أحدهما بالواجب سقط الإثم عن الآخر، أمَّا إذا لم يقم أحدهما بهذا الواجب، أَثِمَ الوالدان كلاهما. وتحتجب البنت في التاسعة فقد قالت عائشة: «إذا بلغت الجارية تسع سنين فهي امرأة».

* * *

86- امرأة طاعنة في السن اشتكت من أَلَم في أذنها ولم توافق على الذهاب إلى الطبيب إلا بعد مشقة ولما استقرت على كرسي الطبيب – حيث لا يوجد لديهم طبيبة – قال لها: اكشفي عن وجهك يا أمي، فما كان منها إلا أن أخرجت أذنها فقط. وقالت: المرض هنا أما وجهي فلا .. وبعضهن تأتي إلى الطبيب بطفلها المريض فإذا جلست على الكرسي كشفت عن وجهها!!

* * *

87- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ثم ينبغي له أن يأخذ المال بسخاوة نفس ليبارك له فيه، ولا يأخذه بإسراف وهَلَع، بل يكون المال عنده بمنزلة الخلاء الذي يحتاج إليه من غير أن يكون له في القلب مكانة، والسعي فيه إذا سعى كإصلاح الخلاء". [مجموع الفتاوى 10/622].

* * *

88- حُكِي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه: ما تصنع بالشيطان إذا سَوَّلَ لك الخطايا؟ قال: أجاهده، قال: فإن عاد.. قال: أجاهده، قال: فإن عاد .. قال: أجاهده .. قال: هذا يطول. أرأيت إن مررت بغنم فنبحك كلبها أو منعك من العبور ماذا تصنع؟ قال: أكابده وأردّه جهدي. قال: هذا يطول عليك، ولكن استعن بصاحب الغنم يَكُفُّه عنك [تلبيس إبليس 27].

* * *

89- مع قُرْب الشهر العظيم من المناسب، تذكر أصل الخلق وسبب الوجود، قال الله عز وجل: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]. قال الإمام النووي: "وهذا تصريح بأنهم خلقوا للعبادة، فحقٌّ عليهم الاعتناء بما خلقوا له، والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزُّهادة، فإنها دار نفاد لا محل إخلاد، ومركب عبور لا منزل حبور، ومَشرع انفصام لا موطن دوام".

* * *

90- على المسلم أن لا يصل صوم شعبان برمضان بل يقطع الصيام في اليومين الأخيرين من شعبان، إلا من وافق ذلك منه عادة له كيوم الاثنين والخميس فله أن يصومها. والحكمة في ذلك: لئَلَّا يزاد في صيام رمضان ما ليس منه. وقيل لأن رمضان عُلِّقَ برؤيته.

* * *

91- قال الفضيل بن عياض لرجل: كم أتى عليك؟ قال: ستون سَنَة، قال: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يُوشِك أن تَبْلُغ، فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون، قال له الفضيل: تعرف تفسيره؟ قال الرجل: فسرُّه لنا يا أبا علي، قال: فمن علم أنه عبد لله وأنه إليه راجع، فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسؤول، ومن علم أنه مسؤول فليُعدّ للسؤال جوابًا، فقال الرجل: فما الحيلة؟ قال: يسيرة قال: ما هي؟ قال: تُحْسِن فيما بقي يغفر لك ما مضى، فإنك إن أسأت فيما بقي أخذت بما مضى وما بقي. [حلية الأولياء 8/113].

* * *

92- أقبلت بشائره وأطلت أنواره وقَرُب هلاله، أحمد الله أن مَدَّ في عمرك حتى تبلغه وليكن شعارك فيه: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: 7] أغلق نوافذ الشر وابتعد عن مجالس القِيل والقال، واجعله شهرًا متميزًا في حياتك، وتذَكَّر أن رمضانًا سيأتي وأنت تحت أطباق الثرى .. وتذكر من كان يأمله ولم يدركه. واسأل الله الإعانة والقبول.

* * *

93- تَقَصَّدْ باب جواد كريم ورب رحيم، أَكْثِرْ من الدعاء والتذلل والتضرع بين يديه! وأَرِهُ منك الضعف والذلة والانكسار.

قال ابن عوف: لو أن رجلاً انقطع إلى هؤلاء الملوك في الدنيا لانتفع، فكيف من ينقطع إلى من له السموات والأرض وما بينها وما تحت الثرى؟!

وقال أبو عبد الرحمن السلمي قبل موته: كيف لا أرجو ربي وقد صُمْتُ له ثمانين عامًا.

* * *

94- السنة في القيام الإطالة، فلا تتأفف ولا تتذمر، وجاهد نفسك فأنت في عبادة واحذر من الحديث بعد الصلاة: إنها طويلة وقد تعبنا!!

ولا يكن للشيطان نصيب في صلاتك، فيُورِدك موارد الرِّياء والسمعة والحديث عن النفس وتزكيتها. فإن الشيطان يُقْعِدُك عن العمل ويُثْبِطُك عن القيام به، ثم إذا جاهدت نفسك وقمت به بدأ يركض عليك بخيله ورجله حتى يُفْسِد عليك عملك.

ولا تتكلف رفع الصوت عندما يدعو الإمام، فقد كان رسول الله r إذا بكى سُمِع له أزيز كأزيز المِرجل فحسب. [رواه أحمد]، فعليك بخير الهدي.

* * *

95- تحتسب المسلمة أجر قيامها لإعداد الطعام وتجهيزه للصائمين وتفرح بذلك وتسر به، فهي مأجورة مشكورة، ولها أن تكثر من قراءة القرآن، والاستغفار والتسبيح والتهليل، أو سماع إذاعة القرآن؛ فيجمع الله لها أجورًا عظيمة.

قال الشافعي: "أُحِبُّ للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان؛ اقتداء برسول الله r، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثير منهم بالعبادة عن مكاسبهم".

* * *

96- أخي المسلم: استحضر عظمة الجَبَّار وهَوْلَ المطَّلِع، ويومًا تشيب فيه الولدان، وإن أفزعتك دورة الأيام وأهمَّك أمر الآخرة، وأردت أن تعمل فلا تُقَصِّر؛ فاقصد باب التَّوبة واطرق جادة العودة، وقل: لعله آخر رمضان في حياتي، ولعلي لا أعيش سوى هذا العام، ولا تستكثر عليك هذا التصور؛ فاحزم أمرك وسِرْ إلى الآخرة، فوالله إنك في حاجة إلى الحسنة الواحدة.

* * *

97- رمضان فرصة مواتية للدعوة، فتقرب إلى الله في هذا الشهر بدعوة أقاربك وجيرانك وأحبابك عَبْر الكتاب والشريط والنصيحة والتوجيه، ولا يخلو لك يوم دون أن تُساهم في أمر الدعوة، فإنها مهمة الرُّسل، وليكن لك سِهام في الخير؛ فإن النفوس متعطشة والقلوب متفتحة، والأجر عظيم .. قال r: «فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حُمُر النعم» [رواه البخاري] قال الحسن رحمه الله: فمَقام الدعوة إلى الله أفضل مقامات العبد.

* * *

98- قال ابن تيمية: "إذا غاب جميع القُرْص أفطر الصائم، ولا عبرة بالحُمْرة الشديدة الباقية في الأفق, وإذا غاب جميع القُرْص ظهر السواد في المشرق، كما قال النبي r: «إذا أقبل الليل من ههنا، وأدبر النهار من ههنا وغربت الشمس فقد أفْطَرَ الصائم» [مجموع الفتاوى 25/215].

* * *

99- من مواقف السلف مع ماء زمزم أن عبد الله بن المبارك لمَّا أتى زمزم، قال: اللهم إن ابن أبي الموالي حدثنا عن محمد بن المنكدر، عن جابر رضي الله عنه عن نبيك r أنه قال: «ماء زمزم لمَا شرب له» وإني أشربه لظمأ يوم القيامة.

* * *

100- مكة بلد تضاعف فيه الحسنات والسيئات يعظم إثمها، وقد توعَّد الله عز وجل من يَرِدْ فيه الفساد بعذاب أليم ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ قال ابن كثير: أي يَهُمُّ بأمر فظيع من المعاصي الكبار. قال في فتح الباري: وظاهر سياق الحديث أن فعل الصغيرة في الحرم أشدُّ من فعل الكبيرة في غيره. وعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا: «لو أن رجلاً هَمَّ فيه بإلحاد وهو بعدن أبين، لأذاقه الله عذابًا أليمًا» هذا فيمن هَمَّ فكيف بمن عمل؟!

كتاب أطايب الجني

د. عبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن القاسم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×