اذهبي الى المحتوى
مُقصرة دومًا

║۩║║۩║نفحاتٌ قــُـرآنية║۩║║۩║

المشاركات التي تم ترشيحها

C6cx8h.png

 

 

qstdjs.png

الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا، الحمد لله علم القران، خلق الإنسان، علمه البيان، الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل القرآن هداية للناس، ونبراسًا يضيء لهم الطريق، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي الأكرم، علم القرآن فكان خير معلم، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين..

أما بعد ..

القرآن: هو وثيقة النُّبوة الخاتمة، ولسان الدِّين الحنيف، وقانون الشَّريعة الإسلامية، وقاموس اللُّغة العربية، هو قدوتنا وإمامُنا في حياتنا، به نَهْتدي، وإليه نَحْتكم، وبأوامره ونواهيه نَعْمل، وعند حدوده نقِفُ ونلتزم، سعادَتُنا في سلوك سننِه، واتِّباع منهجه، وشقاوتنا في تنكُّب طريقه، والبُعد عن تعاليمه.

وهو رِباطٌ بين السَّماء والأرض، وعهْدٌ بين الله وبين عباده، وهو منهاج الله الخالد، وميثاق السَّماء الصالِحُ لكلِّ زمان ومكان، وهو أشرَفُ الكتب السَّماوية، وأعظم وحيٍ نزَل من السماء.

وباختصارٍ، فإنَّ كلام الله -سبحانه وتعالى- لا يُدانيهِ كلامٌ، وحديثه لا يشابههُ حديث؛ قال تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء: 87]؟

 

ولقد رفع الله شأن القرآن، ونوَّه بعلوِّ مَنْزلته، فقال سبحانه: {تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى} [طه:4].

من هذا المنطلق نقدم لكنّ:

نفحاتٌ قــُـرآنية

وما أطيبها من نفحات!! ولمَ لا!! وهي نفحات كتاب الله

فتابعونا حبيباتي

..

صمـــــــ مُقصرة دومًا ــتُ الأمل

 

aLfSRY.png

تم تعديل بواسطة ام جومانا وجنى
موضوع متميز
  • معجبة 7

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

ماشاء الله اللهم بارك

بارك الله فيكما وجزاكما خيرا حبيبتاي الغاليات

في المتابعة معكنّ إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

qstdjs.png

 

نفحات قرآنية.. في فاتحة الكتاب والبقرة

 

 

الحمد لله القائل في كتابه العزيز: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة نرتقي بها أعلى منازل الجنان، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صاحب المعجزة الدائمة والهمة العالية والحكمة والبيان.

 

سورة الفاتحة

 

قال تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } [الفاتحة: 1 - 7].

 

..

 

الفاتحة: هي أم الكتاب، وهي أعظم سورة في القرآن، قال العلماء: إن القرآن كله مركز في هذه السورة، أي: أنها خلاصته، وخلاصتها قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5].

 

وقال الأئمة أحمد ومالك والشافعي: لا تصح الصلاة إلا بالفاتحة، أما أبو حنيفة فقال: تصح الصلاة بما تيسر من القرآن.

 

aLfSRY.png

تم تعديل بواسطة صـمـتُ الأمــل
  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله بكن يا حبيبات نفحات قيمة وتثلج الصدر

وقال الأئمة أحمد ومالك والشافعي: لا تصح الصلاة إلا بالفاتحة، أما أبو حنيفة فقال: تصح الصلاة بما تيسر من القرآن.

هنيئاً لمن علم الفاتحة لولد صغير وعلمه أمور دينه الصحيحة وعلمه الصلاة لانه سيتلوها في كل صلاة ومن علمه اياها له ألآجر

نتابع معكن يا حبيبات

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

ماشاء الله اللهم بارك

بارك الله فيكما وجزاكما خيرا يا غاليات

في المتابعة معكنّ إن شاء الله

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

نفحات قرآنية.. في سورة البقرة

 

قال تعالى {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[البقرة: 5].

الفلاح،قيل معناه: الفوز والنجاح بالمطلوب، والنجاة في الآخرة من عذاب الله، وقيل معناه: البقاء السرمدي في النعيم.

 

والآيات الخمس الأولى جاءت في ذكر صفات المؤمنين.

 

قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ*خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة: 6، 7].

أي:طبع الله على قلوبهم فلا يدخل الإيمان إليها، ولا يستمعون إلى ما ينفعهمويفيدهم، وبسبب إصرارهم على كفرهم أعد الله لهم عذاب أليم يوم القيامة لايعلم حجمه إلا الله سبحانه تعالى.

 

وهاتان الآيتان السادسة والسابعة جاءتا في وصف الكفار الذين بلغتهم الدعوة فأصروا على الكفر.

 

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ*يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ*فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ*وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ*أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ*وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُكَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَايَعْلَمُونَ*وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىشَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ* اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ*أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ*مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَاحَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَايُبْصِرُونَ*صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ*أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌيَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَالْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ*يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُلَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍقَدِيرٌ} [البقرة: 8 - 20].

قوله {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [البقرة: 10] ،قال ابن مسعود رضي الله عنه:أي: شك ونفاق.

 

وهذهالآيات من الآية الثامنة إلى الآية العشرين، ثلاثة عشر آية كلها جاءت فيوصف المنافقين؛ لأنهم أسوأ من الكفار؛ فهم أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفرلذا كانوا أشد عقوبة من الكفار الأصليين.

 

 

قال تعالى { هُوَالَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[البقرة: 2 9].

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هذه الآية تدل على أن جميع ما على الأرض مباح للإنسان، ما عدا ما نُصَّ على تحريمه.

 

قال تعالى{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَالَا تَعْلَمُونَ}[البقرة: 30].

سؤال الملائكة يدل على أنهم رأوا خلقًا قبل آدم يسفك الدماء، أو أن الله أخبرهم بذلك؛ كما ذكر ذلك بعض المفسرين.

 

قال تعالى{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[البقرة: 31].

جعل الله علم الأسماء ضمن خلقته بأن خلقه عارفًا عالمًا بذلك، وأعطاه مفاتيح العلوم واللغات والأسماء.

 

قال تعالى {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}[البقرة: 34].

أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم إكرامًا وتعظيمًا له، فامتثلوا أمر الله تعالى وسجدوا إلا إبليس فلم يسجد تكبرًا وعنادًا.

 

وإبليس من الجن وليس من الملائكة، كما قال تعالى في سورة الكهف: {وإذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}[الكهف: 50].

 

وأَمَرَ الله إبليس بالسجود لآدم عليه السلام بأمر خاص به؛ كما في قوله تعالى في سورة الأعراف{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ}[الأعراف: 12]، وذُكر معهم لأنه أُمِر في نفس الوقت الذي أُمِر فيه الملائكة.

 

 

قال تعالى{فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}[البقرة: 37].

قال أكثر المفسرون:الكلمات هي المذكورة في سورة الأعراف {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[الأعراف: 23].

 

 

قال تعالى {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}[البقرة: 47].

قوله:{وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}، أي:عالمي زَمَانِهم، وكذلك فإن أتباعَ كل نبي مفضَّلون على عالمي زمانهم.

 

 

قال تعالى{وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[البقرة: 53].

قال الشيخ صالح بن حميد في درسه في الحرم المكي بتاريخ: 27/4/1418هـ:

تنبيه إلى أن النفوس تنصرف عن الهدى؛ ليس لجهله أو لعدم وضوحه؛ بل لصوارفأخرى، مثل: السيادة، وحب المال، والشهوات الأخرى، وغير ذلك، وقال: ولذلكينبغي أن يفتش كل إنسان نفسه.

 

 

قال تعالى {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ}[البقرة: 78].

أي:منهم عوام لا يعلمون الكتاب إلا تلاوة، ولا يفهمون شيئًا مما يتلون.

 

 

قال تعالى{فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَامِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ}[البقرة: 79].

قوله{لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا}[البقرة: 79]، كل الأثمان من أولها إلى آخرها قليلة بالنسبة لثواب الآخرة وعقابها.

 

 

قال تعالى{وَإِذْأَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَاآتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَاوَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَ مَايَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[البقرة: 93].

قال الشيخ المفسر محمد متولي الشعراوي: إنهم قالوا: (سمعنا وأطعنا)، ولكنهم لم يطيعوا، فحكى الله فعلهم وهو العصيان وترك قولهم: (أطعنا).

 

 

 

قال تعالى{قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْدُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[البقرة: 94].

نهىالرسول - صلى الله عليه وسلم - عن تمني الموت، ولكن هذا تحدي لهم إن كانزعمهم صدقًا فليتمنوا الموت، ولم يفعلوا لأنهم كاذبون، كما قال تعالى{قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُلِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[الجمعة: 6]، فلم يتمنوا الموت؛ لأنهم يعرفون أنهم كاذبون.

 

قال الشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسيره: وهذه مباهلة من طرف واحد.

 

 

قال تعالى{وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[البقرة: 115].

سئل الشيخ ابن عثيمين عن هذه الآية فقال السائل:

إنه يفهم منها أن الله في كل مكان، ومثلها قوله تعالى{وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ}[الزخرف: 84].

 

فقال: إنمن يقول: إن الله في كل مكان؛ كافر، ثم قال: هذه آيات متشابهة قد يفهممنها ما ذكره السائل، وقال: إن المجمل يحمل على المفصل، والمتشابه يحمل علىالمصرح الموضّح.

 

ثم ذكر الآيات التي تثبت استواءَه على العرش، وحديث الجارية التي سألها الرسول: "أين الله؟"[3] فقالت: في السماء، وقال: إنها على مذهب هؤلاء الذين يتتبعون المتشابهكافرة، وقال: ومن الآيات التي تدل على أنه في السماء، قوله تعالى{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}[الأعلى: 1]، ولم يقل: الأسفل، ولا الذي في كل مكان.

 

وهناك أدلة كثيرة تصرح بأن الله أعلى المخلوقات لا يسع المقام لذكرها.

 

 

 

قال تعالى{فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْافَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[البقرة: 137].

أي:إن آمن أهل الكتاب إيمانًا كإيمانكم مماثلًا له من كل الوجوه فقد اهتدوا إلى الحق.

 

 

 

قال تعالى{كَمَاأَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَاوَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ*فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}[البقرة: 151، 152]

أي:أكثروا من ذكر الله، فإن من ذَكَرَ الله فسوف يجازيه الله بأفضل الجزاء، وقد قيل: من أكثر من ذكر الله أحبه الله وذكره.

 

 

قال تعالى{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ}[البقرة: 166].

قوله{وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} قال ابن عباس رضي الله عنه: أي: تقطعت بينهم المودة.

 

قال تعالى{كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًاالْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّاعَلَى الْمُتَّقِينَ}[البقرة: 180].

فيه هذه الآية قولان:

القول الأول:أنها نسخت بآية المواريث.

 

القول الثاني:وهو الأحسن، أنها للوالدين المحجوبين الذين لا يستحقان من الفروض الإرثيةشيئًا؛ كالجد المحجوب بأب الميت، والجدة المحجوبة بالأم المباشرة، ونحوهممن الأقارب الذين ليس لهم فروض إرثية.

 

 

قال تعالى{أَيَّامًامَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌمِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُواخَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[البقرة: 184].

قوله{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}[البقرة: 184]، قال أكثر المفسرين: هذه الرخصة منسوخة بالآية التي بعدها، وهي قوله تعالى{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُبِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىمَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[البقرة: 185].

 

وقالآخرون: إنها نسخت بالنسبة للقادر، أما الكهل، أو المصاب بمرض لا يرجىزواله، وقد قرر الطبيب المختص أن الصوم يضره، ومن كانت ظروفه شبيهة بهذهالحالات؛ فإنها غير منسوخة.

 

 

قال تعالى{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌلَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْتَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُواحَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}[البقرة: 187].

قوله{وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ}[البقرة: 187] أي: لتكون نيتكم من مباشرتكم لزوجاتكم التمتع بهن للإعفاف والحصول على الولد.

 

 

قال تعالى{وَاذْكُرُوااللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَاإِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[البقرة: 203].

الأيام المعدودات:هي يوم عيد الأضحى والثلاثة الأيام التي بعده والتي تسمى بأيام التشريق. أما الأيام المعلومات التي جاءت في قوله تعالى{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}[الحج: 28]،فهي الأيام العشر الأولى من ذي الحجة.

 

 

 

قال تعالى{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}[البقرة: 210].

جميع الفرق الإسلامية يؤولون مثل هذه الصفات، ومن ذلك (إتيان الله)؛فيقولون: يأتي أمره، أما أهل السنة والجماعة فيثبتونها كما أثبتها اللهلنفسه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تكييف، فيقولون: إن الله يأتيلكنه إتيان يليق بجلاله وعظمته لا نعرف كيفيته.

 

 

 

قال تعالى{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُالَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}[البقرة: 214].

قوله{الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ}[البقرة: 214]، البأساء تكون في الأموال، أي: أصابهم الفقر،والضراء تكون في الأبدان، أي: أصابتهم الأمراض في أبدانهم، والزلزال يكونفي القلوب، بالتخوف بكل أنواعه، والتهديد بالقتل ونحوها من أنواع المضار.

قال تعالى{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوالِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}[البقرة: 223].

قوله{فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}[البقرة: 223]، أي: جامعوا نساءكم كيفما تريدون مقبلة أو مدبرة، بشرط أن يكون في القبل - أي: الفرج -؛ لأنه محل الحرث الذي يحصل منه الولد.

 

وهذه الآية دليل على تحريم الوطء في الدبر، كما دلت كثير من الأحاديث على تحريم جماع المرأة في دبرها.

 

 

قال تعالى{وَلَاتَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُواوَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[البقرة: 224].

أي:لا تجعلوا أيمانكم مانعة لكم عن عمل الخير، فإذا طُلب منك عمل خير فلا تمتنع بحجة أنك أقسمت أو حلفت أن لا تفعل كذا وكذا.

 

ولقدحدثني أحد أصدقائي فقال: إنه كان بحاجة لمبلغ من المال فطلب من ابنه أنيقرضه هذا المبلغ فرد الابن قائلًا: والله إنني حلفت يمينًا بأن لا أقرضأحدًا، فسبحان الله!! ألم يكن الأولى به أن يكفر عن يمينه ويأتي الذي هوخير ويبر بأبيه؟!

قال تعالى{لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ*وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[البقرة: 226، 227].

أي:إن الذين يقسمون أن لا يجامعوا زوجاتهم أبدًا فإنهم يعطوا مهلة أربعةأشهر؛ فإن كفرَّ عن يمينه وجامع زوجته بقيت عنده وحلّت له، وإن لم يفعليحكم عليه بتطليقها.

 

 

قال تعالى{فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًاغَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}[البقرة: 230].

قوله{فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ}[البقرة: 230]، أي: فإن طلقها زوجها الطلقة الثالثة، فلا تحل له حتى تتزوج زوجًا آخر.

 

وقوله{فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا}[البقرة: 230]، أي: فإن طلقها الزوج الثاني فلا مانع أن يعود الزوج الأول فيتزوجها، ولكن بعقد جديد ومهر زوجها الأول بعد انتهاء عدتها.

 

 

 

aLfSRY.png

 

 

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

نفحات قرآنية.. في سورة البقرة

قال تعالى: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 232].

 

 

قوله: {فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ}[البقرة: 232]، أي: لا تمنعوها من العودة لزوجها عندما تخرج من العدة إذا كان طلاقه لها دون الثلاث وقد تراضوا بينهم بالمعروف، لكن بعقد جديد.

 

 

 

 

 

قال تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ } [البقرة: 238].

قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله: الصلاة الوسطى، أي: الفضلى، مثل قول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]، أي: أفضل الأمم، وليست بمعنى: الوسط بين الشيئين.

 

ورجح بعض العلماء: أنها صلاة العصر؛ لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في غزوة الأحزاب: "حبسونا أو شغلونا عن الصلاة الوسطى"

[4]، وكانت صلاة العصر.

 

والآية فيها أمر بالمحافظة على جميع الصلوات وخاصة صلاة العصر، والمحافظة عليها يكون بأدائها في وقتها، والإتيان بشروطها وأركانها وواجباتها وسننها، وأدائها بخشوع وخضوع جماعة إن لم يكن هناك مانع.

 

 

قال تعالى:{هَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }[البقرة: 251].

قال المفسرون: إن طالوت قال: من يقتل جالوت وهو ملك الكفار فسوف أتنازل له عن الملك، وكان من جنود طالوت داود، فباشر داود قتل جالوت فتنازل طالوت عن الملك له، فصار داود عليه السلام ملكًا وآتاه الله الحكمة، أي: النبوة، وعلمه ما يشاء من العلوم والمعرفة.

 

 

قال تعالى: { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [البقرة: 259].

قوله: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ } [البقرة: 259] ، قيل: هو عزير أحد أنبياء بني إسرائيل، لهذا قال اليهود - عليهم من الله ما يستحقون -: العزير ابن الله ولذا عبدوه.

 

قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [البقرة: 260].

قال الشيخ المفسر محمد متولي الشعراوي: إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام لم يشك في قدرة الله تعالى، ولكنه أراد معرفة الكيفية، ولم يكن يريد أن يزيد إيمانه. ومعلوم أن الأشاعرة وجميع الفرق والطوائف يقولون: إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، أما أهل السنة والجماعة فيقولون: إن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي.

 

 

 

قال تعالى: { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } [البقرة: 281].

قال المفسرون: هذه آخر آية نزلت من القران، وقد سمعت الشيخ محمد حسان يقول بذلك.

 

 

قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [البقرة: 282].

هذه الآية تسمى آية الدين، وهي أطول آية في كتاب الله، أما أقصر آية فهي في سورة المدثر، وهي قوله تعالى: { ثُمَّ نَظَرَ } [المدثر: 21].

 

وهذه الآية اشتملت على أحكام وأوامر كثيرة متعلقة بالبيوع فالواجب على المسلم أن يتعلمها ويعمل بها؛ حتى يكون من الفائزين والناجين.

 

 

 

[1] جزء من حديث أخرجه مسلم برقم (804).

 

[2] جزء من حديث أخرجه مسلم برقم (817).

 

[3] جزء من حديث أخرجه مسلم برقم (537)، عن معاوية ين الحكم السلمي رضي الله عنه.

 

[4] جزء من حديث أخرجه البخاري برقم (2931)، ومسلم برقم (627)، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

 

 

 

 

aLfSRY.png

 

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

نفحات قرآنية.. في سورة آل عمـران

قال تعالى:{فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 61].

هذه الآية تسمى: آية المباهلة، ونسميه في عصرنا الحاضر: تحدي. وقد نزلت في نصارى نجران الذين خالفوا النبي -صلي الله عليه وسلم- لما قدموا عليه في المدينة في أمور فطلب منهم المباهلة وواعدهم وحدد لهم وقتًا لذلك فلم يحضروا لخوفهم وعلمهم بما سيترتب على ذلك.

 

قال تعالى: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [آل عمران: 66].

أي: جادلتم الرسول في ما لكم به علم من أمر دينكم؛ فلم تحاجُّون في أمور لا علم لكم بها.

قال تعالى:{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104] .

أي: ولتكن منكم جماعة يدعون إلى الخير، يعني: يدعون إلى كل ما يحبه الله ورسوله، و(من) في قوله: {مِنْكُمْ} على القول الراجح: للتبيين، مثل قوله: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج:30].

وقد طبق الملك عبدالعزيز رحمه الله ذلك حينما استتب له الحكم، فشكل هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية.

قال تعالى:{بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ } [آل عمران: 125].

قوله:{وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ}، أي: يهاجمونكم بغتة.

 

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 130] .

أدخل آيةَ الربا هذه مع آيات الجهاد ليخبر أن الدِّين كله مرتبط ببعضه البعض، وأنهم لن يُهزموا إلا إذا أن ابتعدوا عن دينهم وتركوا أوامر الله تعالى في كل شيء، ومن ذلك التعامل بالربا.

قال تعالى: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [آل عمران: 153]

قوله: { فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ }، أي: بسبب غمكم لرسول الله-صلي الله عليه وسلم- فقد جازاكم بغم مثله.

قال تعالى: { لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ [آل عمران: 198].

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب (أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن): معلوم أن النُّزُل هو ما يُعَدُّ للضيف إكرامًا له، وليس جزاءً أو أجرة له على عمله.

وقال –صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: «لن يدخل أحد الجنة بعمله»، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته»[1].

وفي كثير من آيات القرآن يقول الله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [النحل: 32]، وفي مواضع أخرى: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الواقعة: 24] ، وهذا يعارض الحديث والآية التي تنص على النُّزُل.

والتحقيق: أن دخول الجنة إنما يكون بسبب الأعمال الصالحة إذا قبلها الله برحمته، فصار بذلك العمل المقبول هو جزاؤه الجنة.

والعمل الصالح المقبول هو ما تحقق فيه شرطان: الإخلاص لله، وأن يكون مطابقًا لسنة محمد -صلي الله عليه وسلم-، والذي تحقق فيه الشرطان من العمل صاحبه يتغمده الله برحمته فيقبل عمله ويدخله الجنة جزاءً على أعماله الصالحة.

ومذهب أهل السنة: أن الباء في قوله: «لن يدخل أحد الجنة بعمله»[2]: هي باء العوض، مثل: اشتريت هذا القلم بريال، والباء في قوله جل وعلا: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [النحل: 32] ، باء السببية، أي: بسبب أعمالكم الصالحة المقبولة.

قلت: وأظنُّ: أن هذا وذاك مرجعهما رَحْمَةُ الله بعد إخلاص العمل له.

 

 

[1] جزء من حديث أخرجه البخاري برقم (5673)، ومسلم برقم (2816)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

 

[2] سبق تخريجه، انظر الهامش السابق.

 

 

aLfSRY.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

 

البأساء تكون في الأموال، أي: أصابهم الفقر،والضراء تكون في الأبدان، أي: أصابتهم الأمراض في أبدانهم، والزلزال يكونفي القلوب، بالتخوف بكل أنواعه، والتهديد بالقتل ونحوها من أنواع المضار.

..

أكثروا من ذكر الله، فإن من ذَكَرَ الله فسوف يجازيه الله بأفضل الجزاء، وقد قيل: من أكثر من ذكر الله أحبه الله وذكره.

..

كل الأثمان من أولها إلى آخرها قليلة بالنسبة لثواب الآخرة وعقابها

 

جميل اللهم بارك

نسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ()

 

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

ماشاء الله اللهم بارك

بارك الله فيكما وجزاكما خيرا حبيبتاي الغاليات

في المتابعة معكنّ إن شاء الله

 

و فيكِ بارك الرحمن و جزاكِ خيرًا منه حبيبتي

تسعدنا متابعتكِ كثيرًا، كوني بالقرب ()

 

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله بكن يا حبيبات نفحات قيمة وتثلج الصدر

وقال الأئمة أحمد ومالك والشافعي: لا تصح الصلاة إلا بالفاتحة، أما أبو حنيفة فقال: تصح الصلاة بما تيسر من القرآن.

هنيئاً لمن علم الفاتحة لولد صغير وعلمه أمور دينه الصحيحة وعلمه الصلاة لانه سيتلوها في كل صلاة ومن علمه اياها له ألآجر

نتابع معكن يا حبيبات

 

و فيكِ بارك المولى راماس

جميل اللهم بارك، جزاكِ الله خيرًا

نسعد بمتابعتك، كوني بالقرب ()

 

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

 

ماشاء الله اللهم بارك

 

بارك الله فيكما وجزاكما خيرا يا غاليات

 

في المتابعة معكنّ إن شاء الله

 

 

و فيكِ بارك الرحمن قطورة

نسعد بكِ معنا، لا تذهبي بعيد ()

 

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

بارك الله فيكما وجزاكما خيرالجزاء يا حبيبات

 

و فيكِ بارك و جزاكِ خيرًا لطيب متابعتكِ ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

ماشاء الله اللهم بارك

بارك الله فيكما وجزاكما خيرا حبيبتاي الغاليات

في المتابعة معكنّ إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاك الله خيرا على طرح هذا الموضوع القيم

 

والاضائات الايمانيه والقرانيه ....

استفسارى

 

فى قولك هنا

نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن تمني الموت، ولكن هذا تحدي لهم إن كانزعمهم صدقًا فليتمنوا الموت، ولم يفعلوا لأنهم كاذبون، كما قال تعالى{قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُلِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[الجمعة: 6]، فلم يتمنوا الموت؛ لأنهم يعرفون أنهم كاذبون.

 

قال الشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسيره: وهذه مباهلة من طرف واحد.

 

المقصود بالباهلة من طرف واحد

انها مباهلة من الله عز وجل

لبنى اسرائيل

والهدف منها تحديهم بتمنى الموت

 

كدة مظبوط ما فهمته ؟؟؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاك الله خيرا على طرح هذا الموضوع القيم

 

والاضائات الايمانيه والقرانيه ....

استفسارى

 

فى قولك هنا

نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن تمني الموت، ولكن هذا تحدي لهم إن كانزعمهم صدقًا فليتمنوا الموت، ولم يفعلوا لأنهم كاذبون، كما قال تعالى{قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُلِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[الجمعة: 6]، فلم يتمنوا الموت؛ لأنهم يعرفون أنهم كاذبون.

 

قال الشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسيره: وهذه مباهلة من طرف واحد.

 

المقصود بالباهلة من طرف واحد

انها مباهلة من الله عز وجل

لبنى اسرائيل

والهدف منها تحديهم بتمنى الموت

 

كدة مظبوط ما فهمته ؟؟؟

 

 

السلام عليكِ

حياكِ الله يا حبيبة

المباهلة في اللغة هي الملاعنة، أي الدعاء بإنزال اللعنة على الكاذب من المتلاعنَين، والبَهلةُ اللَعنة

وهي مشروعة، لإحقاق الحق و إزهاق الباطل، وإلزام الحجة من أعرض عن الحق بعد قيامها عليه، والأصل في مشروعيتها آية المباهلة، وهي قوله تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) [ آل عمران : 61 ] .

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

نفحات قرآنية.. في سورة النساء

 

 

قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا}[النساء: 3].

 

 

 

 

 

 

 

 

أي: إذا خفتم أن لا تقوموا بحق النساء اليتامى اللائي تحت ولايتكم إذا تزوجتموهن فعليكم أن تتزوجوا غيرهن من النساء.

 

 

 

 

وقوله:{أَلَّا تَعُولُوا}، من العَوْل: وهو الظلم، أو من العيلة: وهو الفقر، كما قال تعالى في سورة الضحى: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى } [الضحى: 8].

 

• • • •

قال تعالى: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا * وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا }[النساء: 15، 16].

 

قوله:{ وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ }، قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: الفاحشة هنا هي السحاق، وهو أن تجامع الأنثى أنثى مثلها.

 

وقوله: {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُم }، قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله، أي: واللذان يفعلان اللواط.

 

أما جمهور المفسرين فقالوا في هاتين الآيتين: إنهما منسوختان بآية الزنا التي في سورة النور، وهي قوله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ }[النور: 2، 3]، وهذا في الزاني والزانية الغير محصنين -أي: الغير متزوجين-، أما المحصن فحده الرجم، كما ثبت في السنة.

 

• • • •

قال تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا }[النساء: 17].

 

قوله:{يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَة}، قال مجاهد: من عصى ربه فهو جاهل حتى ينزع عن معصيته، وقال: من عمل سوءًا خطأ، أو إثمًا عمدًا: فهو جاهل حتى ينزع منه.

 

وقال قتادة: أجمع أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أن كل من عصى ربه فهو في جهالة، عمدًا كان أو لم يكن، وكذلك قال ابن عباس رضي الله عنه.

 

وقال أبو العالية: «سألت أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- عن هذه الآية، فقالوا لي: «كل من عصى الله فهو جاهل، ومن تاب قبل الموت فقد تاب من قريب».

 

وأصل السيئات: الجهل وعدم العلم.

 

قال الدكتور سلمان العودة: إن غلبة الشهوة أو الانتقام تغطي على عقله فتنسيه علمه.

 

• • • •

قال تعالى: {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا * حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا }[النساء: 22، 23].

 

قوله: {إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ }، أي: كما قد سلف؛ حيث كان الولد يرث امرأة أبيه غير أمه ويتزوجها إن رغب في الجاهلية، وكانوا يجمعون بين الأختين في الجاهلية.

 

• • • •

قال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النساء: 25].

 

قوله: {فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ}، أي: أن المملوكات من الإماء المتزوجات إذا ثبت أن إحداهن قد زنت فإن عليها نصف ما على الحرائر من العذاب.

 

وحيث إن الحرائر المتزوجات إذا زنت إحداهن فإنها تعاقب بالرجم، ومعلوم أن الرجم لا يتنصف؛ لذلك فإن المملوكة تعاقب بالجلد بدلًا من الرجم؛ ولهذا فإن العذاب المذكور في الآية معناه أن تجلد خمسين جلدة.

 

كما أن الرجم سيؤدي إلى إهلاكها، وهذا فيه إتلاف لمال صاحبه الذي اشتراها ولا ذنب له في ذلك، أما العذاب فليس كذلك.

 

وحتى أشد العذاب لا يسمى موتًا؛ كما قال نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام في الهدهد: {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ} [النمل: 21]، فسليمان عليه الصلاة والسلام فرق بين العذاب والذبح وهو الموت؛ فلله الحكمة البالغة من قبل ومن بعد.

 

• • • •

قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا }[النساء: 29].

 

(إلا) في قوله: {بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ }، استثناء منقطع بمعنى: لكن، والمعنى: اجعلوها تجارة وتراضوا عليها وحينئذ يكون الربح حلالًا.

 

• • • •

قال تعالى:{ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا}[النساء: 78].

 

قال الشيخ محمد متولي الشعراوي عند تفسير قوله تعالى: ﴿ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾: إن كل ما يحصل في الكون هو من عند الله تقنينًا كونيًّا ينتظم الحركة والسكون، فالله هو الذي جعل المرء قادرًا على العمل حَسَنهِ وسيئِه، والثواب والعقاب يرتب توجيهَ الطاقة، فإذا هو اختار عمل الخير وأقدم عليه فإنه يثاب على اختياره ونيته وإقدامه، وإذا اختار عمل الشّر وأقدم عليه فإنه يعاقب على اختياره وعمله، ويسمى: كسبًا.

 

فإذا قيل: إن الله أراد ذلك منه.

 

قيل: نعم، هو أراد بأسبابها ومقدماتها.

 

فالله خلق الإنسان وجعله مختارًا لهذا أو لهذا، ومن أجل ذلك فهو مريد كونًا ما يكون منه، فإنْ فعل الخير فهو مراد الله شرعًا وكونًا، وإنْ فعل الشّر فهو لم يخرج عن مراد الله، فالله قد هداه النجدين، وأقدره على فعل كل ما يريد، لكنه جل وعلا لا يريد شرعًا الشر، ولا يأمر بالفحشاء.

 

• • • •

قال تعالى:{ فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا}[النساء: 88].

 

قوله: { وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ}، إضلال الله لهم إضلال جزائي مبني على ضلالهم الاختياري، كما في قوله تعالى في سورة الصف: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}[الصف: 5].

 

• • • •

قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا } [النساء: 92].

 

قال الشيخ عبدالله المطلق: إن بعض العلماء قال: إنْ لم يستطع الصيام فعليه أن يطعم ستين مسكينًا، قياسًا على الظهار.

 

• • • •

قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا }; [النساء: 93].

 

سئل الشيخ صالح بن حميد: ما معنى الخلود في هذه الآية؟

 

فأجاب: فسر العلماء الخلود هنا: بالمكث الطويل، وليس الخلود الأبدي الذي يختص به المشركون والكفار والمنافقون؛ لأن صاحب الكبيرة الذي لم يُغْفَرُ له يمكث في النار زمنًا حتى يتطهر، ثم يُغْفَرُ له فيخرج من النار ويدخل الجنة، وهذا هو تفسير أهل السنة والجماعة.

 

• • • •

قال تعالى: ﴿ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا * دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 95، 96].

 

أي: فضل الله المجاهدين في سبيله على غيرهم من الناس بأجور عظيمة، ومن ذلك أنه أعد لهم في الجنة درجات، وهي منازل بعضها أعلى من بعض مع المغفرة والرحمة.

 

• • • •

قال تعالى:{وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا }[النساء: 119].

 

قال عالم الإعجاز القرآني الشيخ عبدالمجيد الزنداني: إذا نجح الباحثون في الغرب في الاستنساخ البشري؛ فإن هذه الآية تنطبق عليهم.

 

قلت: هذه الآية تنطبق عليهم؛ سواء نجحوا أم لم ينجحوا؛ لأنهم يسعون في تغيير خلق الله، وليس بعد الكفر ذنب.

 

قال تعالى:{مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا } [النساء: 143].

 

إضلال الله لهم إضلال جزائي على ضلالهم الاختياري، لأن الله جعله مختارًا ولم يجبره، فاختار الشك والحيرة والضلال على الهدى.

 

• • • •

قال تعالى: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا } [النساء: 162].

 

قوله: {الصَّلَاةَ}، نصب على المدح أو على التخصيص لقصد الاهتمام بالصلاة، أي: إن المقيمين للصلاة والمحافظين عليها سوف نؤتيهم أجرًا عظيمًا، وذلك لأهمية الصلاة ومكانتها في الإسلام.

 

• • • •

قال تعالى: { يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ْ[النساء: 176].

 

قوله: {الْكَلَالَةِْ} هو الذي يموت وقد مات والداه وأجداده وليس له ذرية. وقوله:{وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً }، هم الإخوة الأشقاء والإخوة لأب.

 

 

 

 

aLfSRY.png

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

نفحات قرآنية.. في سورة المائدة

 

 

قال تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [المائدة:3].

 

هذه الآية بيان للمحرمات من بهيمة الأنعام، وهي:

 

الْمَيْتَةُ : وهي التي ماتت من غير ذكاة شرعية لضررها على الآكل، ويستثنى من ذلك الجراد والسمك فإنه حلال بنص الحديث.

وَالدَّمُ : أي: الدم المسفوح.

وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ : وهو الحيوان المعروف وهو من جملة الخبائث المحرمة.

وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ : أي الذي ذكر اسم غير الله عليه، كأن ذكر اسم صنم أو ولي أو كوكب ونحو ذلك، وهذا من الشرك بالله.

وَالْمُنْخَنِقَةُ : وهي التي تم خنقها بحبل ونحوه.

وَالْمَوْقُوذَةُ : وهي التي صعقت أو ضربت على رأسها حتى ماتت.

وَالْمُتَرَدِّيَةُ : وهي التي سقطت من شاهق كجبل ونحوه.

وَالنَّطِيحَةُ : وهي التي نطحها خروف فأهلكها.

وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ : وهي التي عدا عليها ذئب أو أسد أو افترسها طير، فإذا ماتت بسبب ذلك فإنه لا يحل أكلها.

• وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ : وهي التي كانت تذبح عند الأصنام التي كانت حول الكعبة، فهذه لا تحل حتى لو ذكر اسم الله عليها، وهي أيضًا داخلة في قوله في أول الآية: وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ .

وهنا تنبيه: يستثنى من هذه الأنواع أربعة أنواع، وهي: الموقوذة، والمتردية، والنطيحة، وما أكل السبع، فإن أدركها أحد وهي لا تزال فيها حياة، أي: لم تهلك نهائيًا، ثم ذكاها فإنه يحل أكلها.

 

• •

قال تعالى: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ [المائدة:20].

 

أي: من نعمة الله عليهم أن صار كل واحد منهم ملكًا على نفسه فيملك أمره، وذلك بعد أن كانوا عبيدًا عند فرعون والمصريين، كما حكى الله عن فرعون في سورة المؤمنون: فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ [المؤمنون: 47].

 

• •

قال تعالى: قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ [المائدة:25].

أي: يارب إنه لا قدرة لنا على قتالهم، فلا يوجد معنا أحد غيرنا، فأنا لا أملك إلا نفسي وكذلك أخي لا يملك إلا نفسه.

 

• •

قال تعالى: قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ [المائدة:26].

قال الدكتور "أحمد نوفل": إنها محرمة عليهم دائمًا وأبدًا، أما الأربعين سنة فهي مدة التيه وليست مدة التحريم.

 

• •

قال تعالى: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة:33].

أخبر تعالى في هذه الآية بأن الذين يحاربونه ويحاربون رسوله - صلى الله عليه وسلم - ويسعون في الأرض فسادًا، فإنهم يعاقبون في الدنيا عقابًا شديدًا ولهم في الآخرة عذاب عظيم، وذلك لعظم الجريمة التي ارتكبوها، وفي هذا دليل على عظم جريمة قطع الطريق، وهذه الآية تسمى: آية الحرابة.

 

• •

قال تعالى: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ [المائدة:49].

هذه الآية نسخت الآية السابقة وهي قوله تعالى: وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [المائدة:47].

 

• •

قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ [المائدة:69].

بين الله في هذه الآية بأن من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فهو من أهل الفوز ومن أهل النجاة، والصابئون هم فرقة من أهل الكتاب، وجاءت في هذه الآية مرفوعة لأنها مبتدأ خبره محذوف تقديره (كذلك)، وظاهر السياق أن تكون على النصب، فتُقرأ والصابئين، وقد وضح المفسرين هذا في تفاسيرهم.

 

• •

قال تعالى: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ [المائدة:103].

 

هذه أنواع من الإبل جعل المشركون عليها شعارًا في الجاهلية ثم حرموها وتركوها في البر تقربًا للآلهة بدون دليل أو برهان، وهذا من جهلهم وبعدهم وتشريعهم في الدين ما لم يأذن به الله.

 

فالبحيرة: هي ناقة يشقون أذنها ثم يحرمون ركوبها.

والسائبة: هي ناقة أو شاة أو بقرة إذا بلغت سنًّا معينة اتفقوا عليه سيبوها وحرموا ركوبها واستعمالها وأكل لحمها.

 

والوصيلة: هي الناقة التي يكون أول إنتاجها أنثى.

 

والحام: هو جمل إذا وصل إلى حالة معروفة بينهم حموا ظهره عن الركوب والحمل.

 

• •

 

قال تعالى: قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ [المائدة:115].

في نزول المائدة قولان:

 

القول الأول: أنها نزلت.

 

القول الثاني: أنها لم تنزل؛ لأنهم خافوا من التهديد الذي جاء في آخر الآية: فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ، ولذلك عدلوا عن طلبها.

 

aLfSRY.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

نفحات قرآنية.. في سورة الأنعام

 

 

قال تعالى{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ} [الأنعام: 2].

 

أي: هو الذي خلق آدم عليه الصلاة والسلام من طين، ثم تعهدكم برعايته في مراحل خلقكم.

 

وقوله {ثُمَّ قَضَى أَجَلًا} الأجل هو عبارة عن الوقت المضروب لانقضاء الأمد، وأجل الإنسان هو الوقت المضروب لانتهاء عمره.

 

والمعنى: أن الله قدر لعباده أجلين:

الأول: تنتهي عنده حياتهم بعد أن عاشوا زمنا معينًا مقدرًا، إذا لم يستعجل نفسه، بأن يقتل نفسه بانتحار وغيره، وهذا ما يسمى بالعمر الاخترامي.

 

والثاني: يمتد من وقت موتهم إلى أن يبعثهم الله من قبورهم عند انتهاء عمر الدنيا ليحاسبهم على أعمالهم.

 

• • • •

 

قال تعالى{وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ] {الأنعام: 70]

قوله{وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ} أي: ذكِّر الناس بهذا القرآن وما ينفعهم قبل أن تهلك نفوسهم بما كسبت من الذنوب والمعاصي.

 

وقوله{لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا} أي: الذين أُهلكوا بسبب ذنوبهم فلا حجة لهم ولهم عذاب أليم على كفرهم بالله تعالى.

 

• • • •

 

قال تعالى{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِير] {الأنعام: [73

 

قال المفسرون:

أي: خلقهما بالحق الذي اقتضته المشيئة الإلهية، وليس عبثًا، وقالوا: خلقهما للدلالة على قدرته، وليُعْمَل فيهما بطاعته، وخلقهما ليبتلي عباده، ثم: يجازي كلًّا بعمله، فيجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته، وذلك ما علمنا من الحكمة، وربما لله حِكَمٌ أخرى لم نَعْلَم بها، ولم تصل إليها أفكارنا.

 

قال الدكتور إبراهيم النابلسي:

لن تستطيع أن تدرك كل حِكَمِ الله أو علمه؛ إلا إذا كان علمك كعلمه.

 

قلت: جزاه الله خيرًا فقد أراحني من أشياء كثيرة أزعجتني وأعياني الوصول إلى حِكَمِهَا؛ سواءً في حكمة الخلق والقدر؛ فالأمر لله أولًا وآخرًا.

• • • •

 

قال تعالى{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ] {الأنعام: 74 - [79.

 

هذه الآيات وردت في إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ومعلوم أنه عليه الصلاة والسلام لم يكن شاكًّا في إلهية الله، ولا يدل فعله على أنه يبحث عن الحق؛ فهو عالم عارف للحق، ولكن قومه كانوا يعبدون هذه الكواكب فجاراهم بقوله، وهو يريد أن يثبت لهم أن آلهتهم التي يعبدونها وهي الكواكب أنها تغيب، وأن الذي يغيب لا يصح أن يكون إلهًا، وأن الذي يستحق أن يُعبد هو الذي خلقها وخلق الكون، وهو الذي لا يأفل ولا يغيب وهو الله جلَّ وعلا.

• • • •

 

قال تعالى{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ {[الأنعام: 125].

 

وقوله تعالى{إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا }[النساء: 40]، وفي الحديث القدسي: "ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا...إلخ" [جزء من حديث أخرجه مسلم برقم (2577)، عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه].

 

ومن هذه الآية وهذا الحديث يكون تفسير آية الأنعام{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ{

أي: فمن طلب الهداية من الله فإن الله يوفقه ويشرح صدره للإسلام، ومن يُرد الاستمرار على الضلال ويصر على البقاء كافرًا يَطبع الله على قلبه، ويجعل صدره ضيقًا حرجًا كأنما يصّعد في السماء.

• • • •

 

قال تعالى{وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }[الأنعام: 141].

 

قوله{الزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ }هاتان الشجرتان متشابهتان في الأوراق والأغصان لا تكاد أن تفرق بينهما، لكنهما تختلفان في الثمار، فثمرة الزيتون تختلف في الشكل والطعم اختلافًا كبيرًا معروفًا عن ثمرة الرمان، فسبحان الله الخالق الذي خضعت لعظمته السماوات والأرض.

• • • •

 

قال تعالى{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ }[الأنعام: 148].

 

قوله{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ }هذا الكلام حق أرادوا به باطلًا، وهو أن الله جل وعلا ما دام قادرًا على منعنا ولم يفعل فهو إذًا راضٍ عما نفعل من الشرك والحرام.

 

ولكن الله كذبهم في ظنهم أنه راضٍ عن فعلهم، فقال{كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ {لأنه جل وعلا جعلهم مختارين ولم يجبرهم، فاختاروا الضلال على الهدى، وهو سبحانه لا يرضى لعباده الكفر.

• • • •

 

قال تعالى{قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }[الأنعام: 149].

 

نعم لله الحجة البالغة فلو شاء لجعلهم مجبورين على الهدى مثل الملائكة وهو قادر على ذلك.

• • • •

 

قال تعالى{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }[الأنعام: 151- 152].

 

هذه الوصايا العشر وردت في جميع الكتب السماوية، لأن كل الفطر تقبلها وترضى بها، ولا ترفضها إلا النفوس الدنيئة التي ابتعدت عن شرع الله.

• • • •

 

قال تعالى{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ }[الأنعام: 158].

 

قوله{يَأْتِيَ رَبُّكَ} الإتيان صفة من صفات الله تعالى التي وصف بها نفسه، وهو إتيان حقيقي من الله تعالى.

 

وكل الفرق الإسلامية كالأشاعرة والمعتزلة وغيرها يؤولون بعض صفات الله ومن ذلك صفة الإتيان، فيقولون{يَأْتِيَ رَبُّكَ} يعني: يأتي أمر ربك.

 

أما أهل السنة والجماعة فيثبتون كل صفة أثبتها الله لنفسه في كتابه، أو أثبتها له نبيه - صلى الله عليه وسلم -، ومن ذلك صفة الإتيان، فيقولون: إن الله يأتي بذاته إتيانًا حقيقيًّا يليق بجلاله، لا نعرف كيفيته؛ كما لا نعرف كيفية ذاته جلَّ وعلا.

 

 

aLfSRY.png

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

نفحات قرآنية.. في سورة الأعراف

 

قال تعالى: وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ [الأعراف: 4]

 

الفاء في قوله: فَجَاءَهَا تسمى (الفاء الفصيحة)، وهي التي تفصح عن أشياء كثيرة، وأيضًا تأتي للتفصيل بعد الإجمال.

 

♦ ♦ ♦ ♦

قال تعالى: قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [الأعراف: 12].

 

هذه الآية صريحة بأن الله جل وعلا أمر إبليس بالسجود لآدم بأمر خاصٍ به؛ سواء كان مقترنًا بأمره للملائكة أو منفصلًا، واستثناؤه من السجود مع الملائكة لأن الأمر واحد في وقت واحد للجميع.

 

♦ ♦ ♦ ♦

قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ [الأعراف: 40].

 

قوله: سَمِّ الْخِيَاطِ ، أي: ثقب الإبرة، والمقصود هو الاستحالة.

 

♦ ♦ ♦ ♦

قال تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف: 54].

 

قوله: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ، الاستواء صفة من صفات الله تعالى التي وصف بها نفسه، وهو استواء حقيقي يليق بجلاله وعظمته جل وعلا.

 

والمعتزلة والأشاعرة وكثير من الفرق الإسلامية يؤولون هذه الصفة، فيقولون: (استوى)، يعني: استولى، كما أنهم يؤولون غيرها من صفات الله تعالى.

 

أما أهل السنة والجماعة فيقولون: (استوى)، بمعنى: علا وارتفع على العرش؛ استواء حقيقيًّا يليق بجلاله عز وجل، لا نعلم كيفيته؛ كما أننا لا نعرف كيفية ذاته جل وعلا.

 

ويقال للمؤولين: أليس الله قبل ذلك كان مستوليًا على العرش وغيره؟!

 

♦ ♦ ♦ ♦

قال تعالى: وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف: 56].

 

يقول أهل السنة والجماعة: الخوف والطمع متلازمان واجبان على كل مؤمن كالجناحين للطائر، والمحبة كالرأس.

 

♦ ♦ ♦ ♦

قال تعالى: فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ [الأعراف: 107- 108].

 

وقال تعالى: وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ [الأعراف: 130].

 

وقال تعالى: فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ [الأعراف: 133].

 

بين الله تعالى في هذه الآيات جميع الآيات التسع التي أُرسل بها موسى عليه الصلاة والسلام، وهي: العصا، اليد البيضاء، والسنين، ونقص الثمرات، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم؛ فيكون الجميع تسع آيات.

 

♦ ♦ ♦ ♦

قال تعالى: وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ [الأعراف: 155].

 

قوله: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً [البقرة: 55]، أي: إن موسى عليه الصلاة والسلام اختار سبعين رجلًا من أشراف قومه وخيارهم، وذهب بهم إلى الميقات، أي: في الوقت الذي واعدنا فيه موسى عليه الصلاة والسلام، ولما رأوا موسى عليه الصلاة والسلام يكلم الله قالوا: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً [البقرة:]؛ فأخذتهم الرجفة فصعقوا؛ فالتجأ نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام إلى ربه بالدعاء فأحياهم.

 

♦ ♦ ♦ ♦

قال تعالى: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف: 157].

 

قوله: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ ، أي: محمد - صلى الله عليه وسلم.

 

♦ ♦ ♦ ♦

قال تعالى: مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف: 178].

 

أي: إن من رغب بالهداية وأحبها هداه الله، ومن أصرّ على الغواية والضلال فهو من الخاسرين.

 

♦ ♦ ♦ ♦

قال تعالى: مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [الأعراف: 186].

 

أي: من أصرّ على الكفر فطبع الله على قلبه فمن يهديه من بعد الله؟!

 

♦ ♦ ♦ ♦

قال تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ [الأعراف: 172].

 

قال الشيخ محمد متولي الشعراوي: إن كل شخص منا أصله جزء حي منذ أن نُفخت في آدم الروح، فكل واحد منا نحن الأحياء تنقَّل أصله هذا حيًّا في أصلاب آبائه، حتى انتقل حيوانًا منويًا إلى رحم أمه، وهذا هو الذي أخذ عليه العهد، وهذا هو الذي لم يَجْرِ عليه موت منذ أن أحيا الله آدم.

 

قلت: وقد وجدت في مجلة البحوث الإسلامية في العدد رقم 31 الصادر في عام 1411هـ فتوىً صادرة من اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز رقمها 612.

 

سؤال: هل نفهم من نفخ الروح في الجنين بعد أربعة أشهر أن الحيوان المنوي المتحد ببيضة المرأة واللذين يتكون منهما الجنين أن لا أرواح فيهما، أم ماذا؟

جواب:

لكل من الحيوان المنوي وبويضة المرأة حياةٌ تناسبه إذا سلم من الآفات، وتهيأ كل منهما بإذن الله وتقديره للاتحاد بالآخر، ويتكون الجنين منهما بمشيئة الله، ويكون حيًّا أيضًا حياة تناسبه، حياة النمو والتنقل في الأطوار المعروفة، فإذا نفخ فيه الروح سرت فيه حياة أخرى هي الحياة التي يخرج بها من رحم أمه.

 

وقوله: مِنْ ظُهُورِهِمْ [الأعراف: 172]، قالوا: من ظهر آدم، وقال الجمهور: أخذ ذريتهم بلسان الحال والمقال، وقال آخرون - منهم ابن تيمية وابن القيم وعلماء من السلف آخرون -: أخذهم بلسان المقال. وهذه الآية تسمى: آية الميثاق.

 

♦ ♦ ♦ ♦

قال تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأعراف: 180].

 

قوله: فَادْعُوهُ بِهَا ، أي: اعبدوا الله بها، وأثنوا علىه بها.

 

وأسماء الله جل وعلا نوعان: أسماء إجلال، وأسماء جمال.

 

 

aLfSRY.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

نفحات قرآنية.. في سورة الأنفال

 

 

 

قال تعال: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ} [الأنفال: 7].

 

قوله: {غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ} ، هي العير، أي: عير أبي سفيان المحملة بالأرزاق المجلوبة من الشام.

 

• • • •

 

قال تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ} [الأنفال: 11].

 

قوله:{لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ}، أي: ليطهركم من وساوس الشيطان.

 

• • • •

 

قال تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[الأنفال: 17].

 

قوله: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}، كان هذا يوم بدر؛ حيث إن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه وقال: "يا رب إن تهلك هذه العصابة، فلن تعبد في الأرض أبدًا"[1]، فألهمه الله أن يأخذ حفنة من تراب فيرميها على صفوف المشركين المقاتلين المواجهين للمسلمين في بدر؛ فجعل الله سبحانه هذه القبضة تعم المشركين فما من أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه تراب من تلك القبضة أشغلته عن حاله، فولوا مدبرين.

 

والمقصود من الآية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير قادر على أن يجعل هذه القبضة تعمهم، ولكن الله سبحانه هو الذي فعل ذلك.

 

• • • •

 

قال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}[الأنفال: 28].

 

أي: اعلموا إنما أموالكم وأولادكم اختبار وامتحان، والاختبار لا يحمد ولا يذم، وإنما يترتب الحمد أو الذم على نتيجة الامتحان.

 

• • • •

 

قال تعالى {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} [الأنفال: 35].

 

المكاء: الصفير، والتصدية: التصفيق.

 

• • • •

 

قال تعالى: {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [الأنفال: 42 - 44].

 

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي عند تفسير هذه الآية: من أراد أن يعرف سر القدر فليقرأ هذه الآيات.

 

قلت: قال الشيخ رحمه الله هذا الكلام عندما كان يُدرسنا في الفصل في كلية الشريعة، وذلك قرابة عام 1374هـ، ولم أجده في تفسيره المعروف أضواء البيان.

 

• • • •

 

قال تعالى: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 68].

 

أي: لولا كتاب من الله سبق بالأذن لهذه الأمة بأخذه لأصابكم في أخذ الفداء والغنائم عذاب عظيم؛ لأن الغنائم كانت في الأمم السابقة تحرق.

 

 

[1]حزء من حديث أخرجه أحمد في المسند برقم (2762)، عن ابن عباس رضي الله عنه قال محقق المسند: إسناده حسن.

 

 

aLfSRY.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

رائع

جزاكما الله خيرًا و نفع بكما

 

لي عودة لإكمال القراءة بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@أم سهيلة

بورك فيكِ خالتو الحبيبة

()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

نفحات قرآنية.. في سورة التوبة

 

 

قال تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[التوبة: 5].

قال بعض المفسرين: هذه الآية تسمى بآية السيف.

 

♦ ♦ ♦

قال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ} [التوبة: 6].

أي: إِنِ استأمنك مشرك وطلب منك جِوَارَك فَأمِّنْه حتى يسمع القرآن ويتدبره، قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي:

الصوت صوت القارئ، والكلام كلام البارئ، فالكلام صفة الله أزلًا وليس مخلوقًا.

 

♦ ♦ ♦

قال تعالى: {اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [التوبة: 9].

قال الشيخ محمد متولي الشعراوي: إن ذمة كل شخص قابلة للانصهار بالذهب، لكن الخلاف في الكميات، فالبعض بعشر، والآخر بمائة، والبعض بألف، والنادر بمليون أو ملايين.

قلت: يعني الشيخ في كلامه: أن بعض النفوس تشتريها بالرشوة، ولكن تتفاوت قيمة هذه الرشوة من شخص لآخر، نسأل الله العافية.

 

♦ ♦ ♦

قال تعالى: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40].

قوله: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ}؛ أي: أنزل سكينته على أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أنزلت عليه السكينة من قبل.

وقد استمر أثر هذه السكينة عليه رضي الله عنه في حياته كلها؛ كما في الحديبية، وكما في وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد كان رابط الجأش، فرضي الله عنه وأرضاه.

 

وقوله: {وَأَيَّدَهُ}؛ أي: أن الله أيد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالملائكة.

 

♦ ♦ ♦

 

قال تعالى: {وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [التوبة: 69].

قوله: {وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا}؛ أي: كالذين خاضوه، وليس المعنى: كالذين خاضوا.

 

♦ ♦ ♦

 

قال تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [التوبة: 74].

 

قوله: {وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا}؛ أي: أن بعض المنافقين هموا بقتل الرسول - صلى الله عليه وسلم - عند عودته من غزوة تبوك؛ فأعلم الله رسوله بخطتهم وأفشلها.

قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 111].

هذه الآية الوحيدة التي قُدمت فيها النفس على المال في الجهاد.

 

♦ ♦ ♦

قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التوبة: 115].

وهكذا في القرآن كله، فإن إضلال الضالين يكون بعد إبلاغهم وإيضاح الحق لهم؛ فإذا رفضوا وأصروا على الكفر طبع الله على قلوبهم وحقق لهم مرادهم.

 

♦ ♦ ♦

قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128].

قوله: {مِنْ أَنْفُسِكُمْ}، وفي قراءة: (من أَنْفَسِكُم)، أي: أفضلكم.

 

 

aLfSRY.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

نفحات قرآنية.. في سورة يونس

aLfSRY.png

 

 

قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [يونس: 3].

 

 

 

 

 

 

قوله: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ؛ أي: ارتفع وعلا على العرش؛ استواء يليق بجلاله، وهذا قول عامة أهل السنة والجماعة، وجميع الفرق الإسلامية يؤولون هذه الصفة كغيرها من الصفات، فيقولون: (استوى)، بمعنى: استولى.

 

 

ولذلك يقال لهم: أليس الله قبل ذلك كان مستوليًا على كل شيء بما في ذلك العرش وغيره؟!.

 

♦ ♦ ♦

قال تعالى {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [يونس: 14].

 

قوله: {لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}، لا شك أن الله عالم سلفًا كيف يعملون قبل عملهم، لكنه سبحانه لعدله لا يحاسب إلا على وقوع العمل منهم فعلًا.

 

♦ ♦ ♦

 

قال تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [يونس: 25].

أي: إن الله يدعو الثقلين الجن والإنس إلى الجنة، ثم يمنُّ بالهداية على من يشاء ممن أراد الهداية فيعينه.

 

♦ ♦ ♦

 

قال تعالى {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [يونس: 26].

أي: إن جزاء الذين أحسنوا في عبادة الله لهم الحسنى: وهي الجنة، وزيادة: وهي رؤية وجه الله الكريم يوم القيامة.

 

♦ ♦ ♦

 

قال تعالى {وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ} [يونس: 41].

هذا شرح لسورة الكافرون: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون: 6]، أي: أن البراءة تكون بعد الدعوة والتبليغ، وبعد أن يكذبوا بالرسالة.

 

♦ ♦ ♦

 

قال تعالى {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58].

فضله: القرآن، ورحمته: الرسول - صلى الله عليه وسلم.

 

♦ ♦ ♦

 

قال تعالى {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62].

أولياء الله هم الذين ذكرت صفاتهم في الخمس آيات الأولى من سورة البقرة، وهي: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [البقرة: 3 - 5].

 

♦ ♦ ♦

 

قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ} [يونس: 71].

قوله: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ} أي: اجتمعوا واقضوا عليَّ ولا تنتظروا؛ لأنهم هددوه بالقتل والرجم إذا لم يتوقف عن دعوتهم وتذكيرهم بالله، في قوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ} [الشعراء: 116].

 

♦ ♦ ♦

 

قال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 87].

قوله: {تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا }، فيها قولان:

الأول: اجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضًا ليسهل حراسة بعضكم بعضًا.

والثاني: اجعلوا بيوتكم قبلة لإقامة الصلاة فيها.

 

♦ ♦ ♦

 

قال تعالى: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } [يونس: 94].

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسير (أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن):

هذه الآية مع قوله سبحانه: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [الزمر: 65]، وقوله: {لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا} [الإسراء: 22]، وقوله: {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ} [هود: 109]، وقوله: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [آل عمران: 60]، وقوله: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا} [الإنسان: 24]

 

قال: معلوم أنه - صلى الله عليه وسلم - لا يفعل شيئًا من ذلك ألبتة، ولا يخطر بباله؛ لأنه معصوم عما هو أقل من ذلك، لكنه يُؤْمَرُ ويُنْهَى لِيُشَرِّعَ على لسانه لأمته.

 

قال: وأوضح مثال لذلك، قوله جل وعلا في الوالدين: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23]، وهذا موجَّهُ له شخصيًّا، بدليل قوله بعد ذلك: {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا} [الإسراء: 39]، ومعلوم أن والديه كليهما ليسا لهما وجود وقت الرسالة؛ حيث ماتا كلاهما وعمره أقل من عشر سنوات.

 

فالحاصل:

إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يشك ولم يسأل، والمقصود هنا المنافقون وغيرهم ممن تراودهم الشكوك، فعليهم أن يحزموا أمرهم ويتأكدوا ويسألوا الراسخين في العلم ممن يقرؤون الكتاب حتى لا يفجأهم الموت فيخسروا الدنيا والآخرة.

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

هذه الآية حضُّ لكل من في نفسه شك أن يسرع في البحث وإزالة الشك؛ لئلا يدركه الموت وهو في شك فيخسر الدنيا والآخرة.

 

 

aLfSRY.png

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

نفحات قرآنية.. في سورة هود

aLfSRY.png

 

 

 

قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} [هود: 7].

 

 

 

 

 

قوله: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}، أي: كان العرش قبل خلق السماوات والأرض على الماء.

 

 

وهذه الآية فيها دليل على أن العرش والماء كانا مخلوقين قبل خلق السماوات والأرض.

♦♦♦

 

قال تعالى: {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [هود: 8].

الأمة هنا: هي المدة أو الحين أو الزمن، والمعنى: ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى مدة معدودة من الدهر ليقولون استهزاءً: ما الذي يحبسه، أي: يمنعه من النزول.

 

وتأتي بمعنى الجماعة، ولها تصاريف أخرى يوضحها السياق.

♦♦♦

 

فال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ} [هود: 15].

قوله: {نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ}، أي: لا يُنقصون شيئًا مما قدره الله لهم.

 

وهذا الإطلاق قيد في قوله تعالى في سورة الإسراء: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا} [الإسراء: 18]، أي: نعطيه من متاعها ما نريد مما كُتب في اللوح المحفوظ.

♦♦♦

 

قال تعالى: {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [هود: 46].

أي: يا نوح إن ابنك هذا ليس من أهلك الذين وعدتك بنجاتهم؛ لأنه غير صالح؛ بل إنه ممن سبق عليه القول بسبب كفره، ولذلك فلا علاقة بين مسلم وكافر.

 

قال الدكتور جمال فاضل السامرائي: إن ابنك هذا كله عمل غير صالح، وإنه كتلة فساد.

 

وقال المفسرون: إنه ليس من أهلك الناجين؛ لأنه غارق في الكفر، وإن دعاءك لنجاته عمل غير صالح.

 

وفي هذه الآية تنبيه على عدم جواز الدعاء بالجنة للكافر الذي لا يؤمن بالله ورسوله، ولكن يجوز أن تدعوه للإسلام، ويجوز أن تدعو الله أن يهديه.

♦♦♦

 

قال تعالى: { قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} [هود: 53].

وقال تعالى: {وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} [هود: 59].

قوله: {يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ}، أي: ما جئتنا يا هود ببينة وبرهان ودليل حتى نؤمن لك، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إنهم كَذَبُوا بقولهم هذا؛ لأن هود عليه الصلاة والسلام جاءهم بعدد من الآيات والبينات.

 

بل كذبهم الله بقوله: {وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ...}، أي: إن عادًا جحدوا الآيات والبراهين والبينات التي جاء بها نبيهم هود عليه الصلاة والسلام، وهذا تكذيب من الله لهم بإنكارهم الآيات؛ والآيات تشمل المعجزات.

♦♦♦

 

قال تعالى: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ} [هود: 91].

لقد فقهوا كل قول قاله لهم شعيب عليه الصلاة والسلام من النصائح والمواعظ، ولكن لما أفحمهم بالحجج والبراهين ولم يجدوا جوابًا يقولونه لذا قالوا هذه المقولة، وهي: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ}، ولهذا سمي شعيب بخطيب الأنبياء.

♦♦♦

 

قال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود: 108].

قال الشيخ البسام: هذا الاستثناء المذكور بالنسبة لأهل الجنة في قوله: {إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} هو خاص بالعصاة الذين يدخلون النار، فهم خالدون في النار حتى يُطهَّروا، وبعد أن تتم مشيئة الله بتطهيرهم يدخلون الجنة، فهم خالدون في الجنة بعد ذلك أبدًا؛ إلا المدة التي تم تطهيرهم فيها.

وأما الخلود الأبدي الذي لا استثناء فيه فهو لمن يدخل الجنة برحمة الله ابتداءً، ولمن يدخل النار كافرًا.

وإن أهل البدع يستدلون بقول الله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 14]، ويتركون الآية الأخرى وهي قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء: ٤٨]، ليستدل بها على بدعته.

♦♦♦

 

قال تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [هود: 112].

أي: يا محمد استقم أنت ومن معك من الذين آمنوا على الحق كما أمرت، ولا تتجاوزوا ما حدده الله تعالى.

 

وقد سئل الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن الشيب الذي أَلَمَّ برأسه فقال: "شيبتني هود وأخواتها"

[1]، قيل: شيبته هذه الآية لما فيهما من قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ومآل الأمم.

♦♦♦

قال تعالى: {إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود: 119].

قوله: {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} أي: خلقهم لعبادته وجعلهم مختارين للهدى والضلال، ثم يجعل رحمته للمهتدين.

 

 

 

[1] أخرجه الحاكم (2/518)، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

نفحات قرآنية.. في سورة يوسف

aLfSRY.png

 

 

 

 

 

قال تعالى: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [يوسف: 23].

 

 

 

قوله: {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ}، وفي قراءة: (هِئْتُ لك)، أي: تهيأت لك.

 

♦♦♦

 

قال تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24].

 

قوله: {وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}، قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان: لم يهم يوسف عليه الصلاة والسلام بها أصلًا؛ لأنك لو قلت سقط فلان في البئر لولا أحمد؛ فإنه لم يقع في البئر.

 

وقال الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله: إنه هم بها، وكذلك قال مثل قوله آخرون.

 

وربما قالوا ذلك تأدبًا مع لفظ القرآن الكريم (همت وهم).

♦♦♦

 

قال تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 68].

 

قوله: {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ}، أي: إنه على علم واسع جليل لما علمناه عن طريق الوحي، وهذا ثناء من الله تعالى على يعقوب عليه الصلاة والسلام؛ لمعرفته أن العين حق وأن الحيطة حسنة.

♦♦♦

 

قال تعالى: {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 92].

 

أي: لا معاتبة ولا لوم عليكم اليوم.

♦♦♦

 

قال تعالى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [يوسف:100].

 

لا شك أن إخراجه من البئر أكثر إحسانًا من إخراجه من السجن، ولكن لم يرد أن يذكرهم بجرمهم.

♦♦♦

 

قال تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [يوسف:110].

 

قال الشيخ البسام: إنَّ (ظنُّوا) في هذه الآية بمعنى: تيقنوا، يعني: تيقنوا وتأكدوا أن أممهم كذَّبتهم وأصرت على الكفر بالله.

 

أما الدكتور السامرائي فقد قال: إنهم - أي: أقوامهم - ظنوا أن الوحي كَذَّبهم، فالأنبياء معصومون مما هو أقل من هذا.

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

نفحات قرآنية.. في سورة الرعد

aLfSRY.png

 

قال تعالى: اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ [الرعد: 2].

يفهم من كلمه: بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا : أن هناك عمدًا لا تُرى، وهي الجاذبية.

وقوله: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ، استواءً يليق بجلاله، لا نعرف كيفيته؛ كما لا نعرف كيفية ذاته جل وعلا وتقدس عن الشبيه والمثيل.

قال تعالى: وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ [الرعد: 6].

قوله: وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ، هذه السيئة هي المذكورة في قوله تعالى في سورة العنكبوت: أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ [العنكبوت: 29].

قال تعالى: اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ [الرعد: 8].

قال عالم الإعجاز الشيخ عبدالمجيد الزنداني: الغيض يكون خلال عشرة أيام من الجماع، أما بعدها فيعلم الملك والبشر بوسائلهم.

قال تعالى: أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ [الرعد: 17].

قوله: فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء ، أي: إن الباطل لا خير فيه، فهو كالزبد الذي يطفو على وجه الماء فيرمي به السيل ويقذفه على جانِبَي الوادي، وسوف يضمحل ويزهق يذهب جفاء.

وأمّا الحق فإنه ظاهر ونافع؛ كالماء الصافي الذي يثبت في الأرض فينتفع به الناس، وسوف يظهر ويعلو مهما كاد له الأعداء.

وقد قيل: إن الحق كالزيت يطفو دائمًا.

قال تعالى: وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ [الرعد:27].

قوله: قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ ، أي: أنه جل وعلا يضل من يرغب الضلال، ويهدي من يرغب الهداية.

قال تعالى: وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ [الرعد: 31].

أي: لو كان هناك كتاب من الكتب الإلهية تتأثر به الجبال فتنتقل عن أماكنها، أو تقطع به الأرض جنات وأنهرًا، أو تُكلم به الموتى لكان هو هذا القران.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×