اذهبي الى المحتوى
التائبة الدامعة

معنى الحب عند رسول الله

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،،،

 

"معنى الحب عند رسول الله"

 

*عائشة بنت الصديق رضي الله عنها *

 

مع زوجته عائشة التي يحبها كثيراً ، يراها تشرب من الكأس فيحرص كل الحرص على أن يشرب من الجهة التي شربت منها، حب حقيقي لا يعرف معنى الزيف ، لإن صار الحب في زماننا اليوم شعاراً ينادى به وكلمات تقذف هنا وهناك فإنها في نفس محمد عليه الصلاة والسلام ذات وقع وذات معنى قل من يدركه ويسعد بنعيمه.

 

وهو يسابقها في وقت الحرب ، يطلب من الجيش التقدم لينفرد بأم المؤمنين عائشة ليسابقها ويعيش معها ذكرى الحب في جو أراد لها المغرضون أن تعيش جو الحرب وأن تتلطخ به الدماء.

 

لا ينسى أنه الزوج المحب في وقت الذي هو رجل الحرب.

 

وفي المرض ، حين تقترب ساعة اللقاء بربه وروحه تطلع إلى لقاء الرفيق الأعلى ، لا يجد نفسه إلا طالباً من زوجاته أن يمكث ساعة احتضاره

( عليه الصلاة والسلام ) إلا في بيت عائشة ، لماذا؟ ليموت بين سحرها ونحرها ، ذاك حب أسمى وأعظم من أن تصفه الكلمات أو تجيش به مشاعر كاتب.

 

ذاك رجل أراد لنا أن نعرف أن الإسلام ليس دين أحكام ودين أخلاق وعقائد فحسب بل دين حب أيضاً ، دين يرتقي بمشاعرك حتى تحس بالمرأة التي تقترن بها وتحس بالصديق الذي صحبك حين من الدهر وبكل من أسدى لك معروفاً أو في نفسك ارتباط معه ولو بكلمة

( لا اله إلا الله ، محمد رسول الله ).

 

حب لا تنقض صرحه الأكدار ، حب بنته لحظات ودقات قلبين عرفا للحياة حبا يسيرون في دربه.

 

هي عائشة التي قال في فضلها بأن فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، وهي بنت أبو بكر رفيق الدرب وصاحب الغار وحبيب سيد المرسلين.

 

هي عائشة بكل الحب الذي أعطاها إياه ، حتى الغيرة التي تنتابها عليه ، على حبيبها عليه الصلاة والسلام ، غارت يوما من جارية طرقت الباب وقدمت لها طبق وفي البيت زوار لرسول الله من صحابته ، فقال للجارية ممن هذه ، قالت : من أم سلمة ، فأخذت الطبق ورمته على الأرض ، فابتسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال لصحابته ، غارت أمكم ! ويأمرها بإعطاء الجارية طبقا بدل الذي كسرته.

 

أحب فيها كل شيء حتى غيرتها لمس فيها حبا عميقا له ، وكيف لا تحب رجلا كمثل محمد عليه الصلاة والسلام.

 

في لحظة صفاء بين زوجين يحدثها عن نساء اجتمعن ليتحدثن عن أزواجهن ويذكر لها قصة أبو زرع التي أحبته زوجته وأحبها ، وكانت تلك المرأة تمتدح أبو زرع وتعدد محاسنه ولحظاتها الجميلة معه

 

وحبهما ثم ذكرت بعد ذلك طلقها منه بسبب فتنة امرأة ، ثم يقول لها رسول الله ( كنت لك كابو زرع لأم زرع ، غير إني لا أطلق ) فرسول الله هو ذاك المحب لمن يحب غير انه ليس من النوع الذي ينجرف وراء الفتنة فهو المعصوم عليه الصلاة والسلام.

 

لكن هذا الحب لا يجعله ينسى أو يتناسى حبا خالداً لزوجة قدمت له الكثير وهي أحب أزواجه إلى نفسه ، لا ينسيه خديجة.

 

ففي لحظة صفاء يذكر لعائشة خديجة ، فتتحرك الغيرة في نفسها ، الرجل الذي تحب يتذكر اخرى وان كانت لها الفضل ما لها ، فتقول له : ما لك تذكر عجوزا أبدلك الله خيرا منها ( تعني نفسها ) ، فيقول لها ، لا والله ما ابدلني زوجا خيرا منها ، يغضب لإمرأة فارقت الحياة ، لكنها ما فارقت روحه وما فارقت حياته طرفة عين.

 

أحب عائشة لكن قلبه أحبه خديجة أيضا ، قلبه اتسع لأكثر من حب شخصين ، قد يحار في العقل إذا ما علمت رجلا أحب جماهيرا من الناس لا تحصيهم مخليتك ، فالحب الذي زفه للناس حبا حملته اكف أيدي وقدمته للأمم ، ولله در الصحابي القائل :

( نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام )

 

 

*خديجة بنت خويلد رضي الله عنها*

 

خديجة بنت خويلد ، الحب الأول الذي مازج قلبه ، ذكرى شبابه وأيام دعوته الصعبة ، خديجة التي عاشت معه أيامه حلوها ومرها، خديجة التي أحبها من كل قلبه وسطرت في قلبه ومخيلته أسمى أنواع التفاني والتضحية للحبيب.

 

ماتت خديجة ، ليقف ذاك المحب وحيداً يتحسس الم الفراق ، لم تعطيه قريش الفرصة حتى ليجول بخاطره في ذكرياته معها ويتذكر كل ابتسامة أو لحظة حب عاشها معها ، زادت من إيذائها له حتى ذهب إلى الطائف لعل صوتا يسمعه أو إذنا تسمع همساته ، ذهب إلى الطائف وحيداً لكن خديجة بذكراها العطرة معه ، رفيق درب ، لكن الدرب طويل والرفيق فارق الدنيا إلى الرفيق الأعلى.

يأتي الطائف وكله أمل بكلمة طيبة تجبر الخاطر أو بمسحة رحمة تتحس الألم ، لكنه يرى غير هذا ، يرى اناساً ما عرفوا للحب مكانا ، انه ينزف من ألمه يتتوق إلى مسحة حب وحنان فيجد نفسه بين صفين كل يرميه بالحجارة وأنواع من التهم والشتائم.

إلى أين يا محمد؟ أين تذهب ؟ إلى شجرة وحيدة يستظل بها ويداوي جراحه ، شجرة وحيدة ورجل وحيد لعلها تؤنس الوحدة ، لعلها تشاركك مرارة تلم اللحظات ، خديجة التي احبها ماتت ، قريش أرضه رفضته ، الطائف بلد الغربة تغلق أبوابها في وجهه ، إلى من يلجأ ؟ إلى أين يذهب؟

 

وحينما تغلق الأبواب في وجهه وتتثاقل الهموم تجيش مشاعره للذي عنده مفاتيح الكرب فيقول ( اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلت حيلتي وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين وأنت ربي لا اله إلا أنت، إلى من تكلني ؟ إلى عدو يتجهمني ، أم إلى عدو ملكته أمري ، إن لم يكن بك سخط علي فلا ابالي غير إن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الكريم ، الذي أضاءت له السموات والأرض وأشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن يحل علي غضبك أو ينزل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة لنا إلا بك ).

 

يا محمد امسح على ألمك وانهض إلى مكة واستحضر ساعات النصر ، فالنصر قادم لكن لا بد من الابتلاء.

تنزلت سورة يوسف في هذه الأثناء لتقول ( حتى إذا استيئس الرسل وظنوا انهم قد كُذبوا جاءهم نصرنا ) ، تنزلت لتقول له ( وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون ).

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

*إبراهيم بن محمد عليهما الصلاة و السلام *

 

رجل عاش لأمته وأراد لها أن تعيش من بعده ، مع سكون الليل وظلمته الحالكة يقف ليصلي صلاة التائب الخاضع ، يا محمد أليس الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، بلى ولكن ألا أكون عبداًً شكورا ، تلك كلماته وتلك أحاسيسه ، في ذلك الليل يتذكر أمته ويسكب عليها الدموع وتتطاير من قلبه شرر من شجنه ، يبكي ( أمتي ، أمتي ) ، دموع غالية وقلب مفعم بالمحبة ، هكذا عرفناك وهكذا تذرف العيون في ذكرى فراقك.

 

علمتنا أن نحب قبل أن نرى على الوجود من نحب ، أحببتنا وما لقيتنا فأحببناك وشكونا إلى الله ألم فراقك ، أترانا نلتقي يوماً عند حوضك ونشرب من كأس تُقدمه يداك ، تلك أمنية تحيى بها نفوسنا لكنك علمتنا أن المرء يحشر مع من أحب ، ونحن نرجو من الله أن نُحشر معاك يا حُبنا الخالد.

 

تمضي عليك الأيام والليالي ونفسك تتوق إلى عقب يخلفك ، يموت أبناءك فيتطاول عليك الكفار وينادونك بالأبتر ، ويدافع عنك الخالق سبحانه قائلاً

( إنّ شانئك هو الأبتر ).

 

عرفناك زوجاً طويلاً،ورفيقاً مخلصاً ، فكيف تراك تكون وأنت اليوم أب ووالد ، يولد لك الولد وتسميه إبراهيم ، لعل نفسك تذكرت أبيك إبراهيم الخليل وتقت إلى أن يكون لابنك عقب بعدد عقب إبراهيم ، ها هي الابتسامة تعلوك ، أي وجه تعلو الابتسامة كوجهك الشريف ؟

 

مضى من العمر طويلاً ، وكبر السن وولد صغير يعني شباب جديد لرجل مفعم بشباب الروح ، لكن الاختبار الجسيم لا يكتمل يا محمد في هذه النهاية ، إنّ الله عز وجل الحكيم كتب في كتابه أمراً غير ذلك.

 

مات إبراهيم ، مات بكل ما حمله مجيئه من معاني ، ترقبه وهو في لحظات الموت وتبكي عليه ، إنّّ العين لتدمع وإنا يا إبراهيم على فراقك لمحزنون.

 

أترى إبراهيم يموت في داخلك، كيف يموت ؟ وما ماتت خديجة في داخلك رغم الأيام والسنين

 

أترى الحب الذي في داخلك يقف حائراً مع من يحب ومن يذكر ، إنّ حبك امتد لأمتك فكيف يقف اليوم باب ابنك الذي هو قطعة منك

تحزن ويحق لك أن تحزن ، لأنّ الذي لا يحزن على فراق ابنه ما عرف للحياة حباً وللرحمة معناً في قلبه ، لكن حبك لا ينسيك أنّك مبلغ عن الله وأنّ أمانة الرسالة أعظم الأمانات.

 

حينما ينادي المنادي أن الشمس انكسفت لموت ابنك ، تقف بكل قوة وصلابة لتقول ( إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا تنكسفان لموت أحد أو حياته ).

 

أي معنى للحب تعطينا ، عندك الكثير ونحن أشوق للمزيد.

 

م

 

ن

 

ق

 

و

 

ل

post-22934-1162048580_thumb.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيراً أختي الحبيبة على هذا النقل القيم

جعله الله في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سلمتِ لنا يا حبيبه :: التائبة الدامعة :: وسلمت يمينكِ التى نقلت عن الحبيب * صلى الله عليه وسلم * ..

 

سيبقى دائماً ذلك الحُب الخالد كضوء الشمس حين إشراقها فمن اغتنمها شعر بدفئها ونظر إلى الحياة بضوئها .. حتى يبقى إلى الآخرة قدوة للأزواج والزوجات ودرب يسيرون فيه على خُطى الحبيب * اللهُم صلى وسلم وبارك عليه * ..

 

بارك الله فى الكاتب وفى الناقل ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

 

جزاكِ الله خيرًا أخيّتي الحبيبة

وجعلها الله في ميزان حسناتكِ .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اللهم صلي وسلم على نبينا محمد تسليما كثيرا إلى يوم الدين

 

جزاك الله خير اختي الغاليه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

دمعت عيني ..

 

جزاكِ الله خيراً وجعلها الله في ميزان حسناتكِ أختي التائبه الدامعه ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

 

نقل رائع

جعله الله في ميزان حسناتكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أحسن الله تعالى إليك أختنا الحبيبة

جعله الله تعالى في ميزان حسناتك

بارك الله فيك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×