اذهبي الى المحتوى
أم البـراء

*** آية وتفسير *** شاركونا بارك الله فيكن

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Goodstar.gif

أخواتي الحبيبات
" إن الله ليرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين " مسلم عن عمر رضي الله عنه
لا يشك شاك ولا يتنازع اثنان أن رفعة السلف الصالح كانت مصداقا للشق الأول من هذا الحديث وبسب التصاقهم بالقرآن الكريم فهما وتطبيقا وحسن تدبر رفعهم الله سبحانه
ولا يشك شاك ولا يتنازع اثنان أن سبب الذلة التي نعانيها اليوم هو مصداق للشق الثاني للحديث حيث ابتعدنا عن القرآن الكريم فهما وتطبيقا وتدبرا فأذلنا الله سبحانه
لذلك كان لزاما علينا إن كنا نريد لأمتنا أن تستعيد مجدها وشهودها الحضاري أن نعيد تنظيم علاقتنا مع القرآن الكريم وفق المنهج الذي ارتضاه الله لنا
وهذا المنهج يكمن في قوله تعالى " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " محمد
ويكمن أيضا في علاقة الرسول الكريم مع القرآن فقد كان عليه السلام قرآنا يمشي على الأرض
والصحابة رضوان الله عليهم كانوا لا يتعلمون الآية حتى ينتهوا من الآية التي سبقتها فهما وتدبرا فانعكس ذلك على سلوكهم وحياتهم فلذلك رفعهم الله
وسار التابعون على ذلك فارتقوا وارتفعوا وجعلهم الله سادة للأمم بعد أن كانوا رعاة للغنم
ثم خلف من بعدهم خلف وجاءت أقوام جعلت العلاقة بينها وبين القرآن على غير الذي كانت عليه فأوكلوا للمسلم حفظ القرآن الكريم وانتشرت مسابقات الحفظ ومباريات الذاكرة واختلت المفاهيم فصارت المقدمة الاجتماعية للحافظ وإن كان لا يعلم من القرآن إلا رسمه ونطقه وليس هذا تقليلا من شأن الحفظ لكن يجب ألا يكون هو الهدف بحد ذاته وتـنحت فكرة التدبر للقرآن جانبا لأسباب مختلفة وتنحى بعدها الاهتمام بالدين شيئا فشيئا
فحتى نعيد علاقتنا مع القرآن الكريم فلا بد من التدبر والتدبر هو المفتاح لأنه يعني الاهتمام والمسلم اليوم لا ينقصه شيء مثل ما ينقصه الاهتمام بدينه و قرآنه [/b]

Goodstar.gif

ومن هذا المنطلق أخواتي الحبيبات رأيت أن نجعل هذه الصفحة مضيئة بتفسير آيات من كتاب الله العزيز
وأرجو مشاركتكن ولكن حبيباتي أرجو أن تتحرى المارجع الصحيحة في تفسير الآيات حتى لانقول على الله بغير علم
وجزاكن الله خير الجزاء
وجعلنا وإياكن ممن أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه [/b]

Goodstar.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
h6bar.jpg

هل لك أختي الكريمـة أن تقف معي وقفة تأمل في آية من آيات كتاب الله .. ؟

قد قرأها أحد من السلف في قيام ليله فما استطاع تجاوز قراءتها حتى دخل الصباح من بكائه!! [/b]

يقول الله تعالى في آية عظيمة وجلت منها قلوب الخاشعين ، قلوب المتقين ، قلوب الخائفين ، قلوب المحسنين الذين يعبدون الله كأنهم يرونه ، قد قرأها أحد من السلف فظل يرددها في صلاته من -الليل- حتى أصبح أو قرب أن يصبح وهو يبكي! هل نحس ؟! هل حصل هذا في هذه الدنيا ؟!
يقول الله تعالى:
( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون )

كيف بك يا مسيكين تظن نفسك أنك كعباد الله الأبرار الذين مآلهم إلى الجنة بدون حساب؟!
كيف بي وبك نظن في أنفسنا ظن الخير ونقول: ربنا غفور رحيم دونما تصديق في قولنا! هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟!
هل جزاء أن ينعم علينا الحق سبحانه النعم التي لا تعد ولا تحصى أن نقابلها بالنكران ؟!
كيف بك تظن أنك كعبّاد الله الأتقياء الذين لا يكلون ولا يملون عن عبادة ربهم ، ( ساء ما يحكمون ) !!
ساء تفكيرك الذي ظننت به هذا ، لا تكن من المغرورين ، الذين غرتهم الحياة الدنيا
لا تكن من الأخسرين أعمالاً، الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، لم هذه الغفلة ؟؟ لم هذه القسوة ؟؟
لم أجد في نفسي الصعوبة في استشعار معاني آيات الله والحكمة، لماذا أظن بنفسي خيراً لم أفكر أبداً ولم أفكر -قط- أن أظن بها سوءاً ؟! خيراً في ماذا :
صلوات نفرط في وقتها .. صدقة نضيع أمرها .. أمر بالمعروف نتجاهله .. نهيٌ عن منكر لا نعرفه .. كلمة طيبه نتبرأ منها .. سلامٌ تفشيه شيٌ عجاب .. تلاوة قرآن نادرة الحصول .. مماذا الخير ؟! بالله علينا مماذا الخير؟! ألديك صك عهد من الله أنك من الآمنين ، ( ساء ما يحكمون ) !!
سبحان ربي كيف إذاً أظن أنني كعابد من العبّاد كفضيل بن العياض !
سبحان الله أتعرف من فضيل بن العيّاض ، هذا عرف حق الله و التزم بشرعه ، كان سارق يسطو على الناس ، يأكل حقهم كما نأكل حقوق بعضنا، فمرة صعد على جدار بيت ليسرق ما به فسمع وهو على جدار البيت، تالي لكتاب الله في آناء الليل يتلو كتاب الله ثم وصل إلى الآية:
( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ )
فقال : بلى آن .. بلى آن .. ثم نزل تائباً إلى الله !!
سبحان الله ، ألم يأن بعد أن تخشع قلوبنا لذكر الله ؟! إذاً متى آن ،، متى آن لنفسي أن تخشع لذكر الله، يوم الغرغرة ؟! يوم الصاخّة ؟! يوم القارعة ؟! يوم العرض بين يدي الله ؟!
لماذا هذه الغفلة عن ذكر الله ، لماذا الغفلة عن طاعة الله ، سبحان الله آيات الله تخاطبني :
( وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ) !! أنا أفّاك أثيم ؟، أبداً لست أن ذاك، !! هذا حالي وحال المقصرين أمثالي، يظنون الخير بأنفسهم اسمع لبقية الآيات :
( يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ )
خابت نفسي وخسرت إن هي غفلت عن خطاب باريها
خابت نفسي وخسرت إن هي سهت عن ذكر خالقها
سبحان الله، لماذا لا نكون من المؤمنين ، ( الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) ، قس نفسك هل وجلت نفسك لذكر الله ؟! إذا مؤمن بإذن الله
فلماذا إذاً لا نبادر إلى الرجوع إلى الله؟! لمِ ونحن في أيام تمر بدون أن نشعر بها لا نبادر إلى التوبة إلى الله؟!
أما زلنا نظن بأنفسنا الخير !! سبحان الله عجبي لحالي عمر بن الخطاب يتحرى حذيفة بن اليمان ويحلّفه بالله وحذيفة بن اليمان قد أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمنافقين الذين لا يصلى عليهم إن ماتوا ولا يدفنون في مقابر المسلمين ! فيحلّفه عمر بن الخطاب الفاروق .. الذي ما مشى في طريق إلا وخالفه الشيطان سبحان الله، الشيطان!!
يقول له: هل ذكرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع المنافقين ؟!
هل ذكرني رسول الله مع المنافقين ؟! هل ذكرني رسول الله مع المنافقين؟!

أين محاسبتنا لأنفسنا وتنبيهها للالتزام بشرع الله؟ أين المبادرة إلى التوبة؟! صدق ربي الذي رحمته وسعت كل شي: ( وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا )

بادر ي أختي في الله إلى التوبة ، ولنبدأ -بتوبة نصوحة خالصة
.. ولا تنسونا من صالح دعاءكم .. ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )
جزاكم ربي كل خير
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً [/b]

h6bar.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك ورزقك الله الفردوس الاعلى ورزقنا الله العمل لما يحب ويرضى

 

وان شاء الله اكون معك

 

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

مشاركة رائعة يا مشتاقتنا العزيزة ، والتفسير أمره عظيم أسأل الله أن نوفي هذه المشاركة حقها ، لكن أهلينا عسى الله أن يفتح علينا .

 

جعلها الله في ميزان حسناتك أيتها المباركة .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ

يقول تعالى

أي أخلصوا العمل لله وعملوا بطاعة الله تعالى على ما شرع الله لهم. قال الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا الجراح حدثنا سلم بن قتيبة أبو قتيبة الشعيري ثنا سهيل بن أبي حازم حدثنا ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا " قد قالها ناس ثم كفر أكثرهم فمن قالها حتى يموت فقد استقام عليها وكذا رواه النسائي في تفسيره والبزار وابن جرير عن عمرو عن علي الفلاس عن سلم بن قتيبة به . وكذا رواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن الفلاس به ثم قال ابن جرير حدثنا ابن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عامر بن سعيد عن سعيد بن عمران قال : قرأت عند أبي بكر الصديق رضي الله عنه هذه الآية " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا " قال هم الذين لم يشركوا بالله شيئا ثم روي من حديث الأسود بن هلال قال : قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ما تقولون في هذه الآية " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا " قال فقالوا " ربنا الله ثم استقاموا" من ذنب فقال لقد حملتموه على غير المحمل قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إله غيره . وكذا قال مجاهد وعكرمة والسدي وغير واحد وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو عبد الله الظهراني أخبرنا حفص بن عمر العقدي عن الحكم بن أبان عن عكرمة قال سئل ابن عباس رضي الله عنهما أي آية في كتاب الله تبارك وتعالى أرخص ؟ قال قوله تعالى " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا" على شهادة أن لا إله إلا الله وقال الزهري : تلا عمر رضي الله عنه هذه الآية على المنبر ثم قال استقاموا والله لله بطاعته ولم يروغوا روغان الثعالب وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما " قالوا ربنا الله ثم استقاموا" على أداء فرائضه وكذا قال قتادة قال وكان الحسن يقول اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة وقال أبو العالية " ثم استقاموا " أخلصوا له الدين والعمل . وقال الإمام أحمد حدثنا هشيم حدثنا يعلى بن عطاء عن عبد الله بن سفيان الثقفي عن أبيه أن رجلا قال يا رسول الله مرني بأمر في الإسلام لا أسأل عنه أحدا بعدك قال صلى الله عليه وسلم " قل آمنت بالله ثم استقم " قلت فما أتقي ؟ فأومأ إلى لسانه . ورواه النسائي من حديث شعبة عن يعلى بن عطاء به . ثم قال الإمام أحمد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا إبراهيم بن سعد حدثني ابن شهاب عن عبد الرحمن بن ماعز الغامدي عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال : قلت يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به قال صلى الله عليه وسلم " قل ربي الله ثم استقم " قلت يا رسول الله ما أكثر ما تخاف علي ؟ فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرف لسان نفسه ثم قال " هذا" وهكذا رواه الترمذي وابن ماجه من حديث الزهري به وقال الترمذي حسن صحيح . وقد أخرجه مسلم في صحيحه والنسائي من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك قال صلى الله عليه وسلم " قل آمنت بالله ثم استقم " وذكر تمام الحديث . وقوله تعالى " تتنزل عليهم الملائكة " قال مجاهد والسدي وزيد بن أسلم وابنه يعني عند الموت قائلين " أن لا تخافوا " قال مجاهد وعكرمة وزيد بن أسلم أي مما تقدمون عليه من أمر الآخرة " ولا تحزنوا" على ما خلفتموه من أمر الدنيا من ولد وأهل ومال أو دين فإنا نخلفكم فيه " وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون " فيبشرونهم بذهاب الشر وحصول الخير وهذا كما جاء في حديث البراء رضي الله عنه قال " إن الملائكة تقول لروح المؤمن اخرجي أيتها الروح الطيبة في الجسد الطيب كنت تعمرينه اخرجي إلى روح وريحان ورب غير غضبان" وقيل إن الملائكة تتنزل عليهم يوم خروجهم من قبورهم حكاه ابن جرير عن ابن عباس والسدي. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة حدثنا عبد السلام بن مطهر حدثنا جعفر بن سليمان قال سمعت ثابتا قرأ سورة حم السجدة حتى بلغ " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة " فوقف فقال بلغنا أن العبد المؤمن حين يبعثه الله تعالى من قبره يتلقاه الملكان اللذان كانا معه في الدنيا فيقولان له لا تخف ولا تحزن " وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون" قال فيؤمن الله تعالى خوفه ويقر عينه فما عظيمة يخشى الناس يوم القيامة إلا هي للمؤمن قرة عين لما هداه الله تبارك وتعالى ولما كان يعمل له في الدنيا وقال زيد بن أسلم يبشرونه عند موته وفي قبره وحين يبعث رواه ابن أبي حاتم وهذا القول يجمع الأقوال كلها وهو حسن جدا وهو الواقع

 

العبره من هذه الايه عي التمسك بكتاب الله وسنف رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم فانهم لما قالوا ربنا الله فهذا معناه الاعلان بالشهادة لله بالوحدانية وانهم لا يعبدون الا الله سبحانه وتعالى وكذلك إعلان لمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فلما أعلنوا ذلك ونطقوا به بالسنتهم فشهدوا ان لا اله إلا الله وان محمد ا رسول الله اتبعوا ذلك بالعمل لأنه لا يكفي مجرد النطق بان يقولوا ربنا الله فقط من دون عمل بل لا بد أن يتبعوا ذلك بالعمل .

والذي يقول: لا اله إلا الله محمد رسول الله ولكنه لا يتبع ذلك بالعمل فلا يعبد الله عز وجل ، اويعبد الله ويعبد غيره اويقول : اشهد ان محمد ا رسول الله ولكن لايطيعه وانما يطيع هواه ، ويطيع اباءه واجداده ويطيع المخرفين والمشعوذين والدجالين ويطيع ما وجد عليه الناس ولو كان مخالفا لهدي الرسول فهذا لم يستقم . فنقول : : ( ربنا الله ) يحتاج الى تحقيق ويحتاج الى عمل والى صدق ويحتاج الى اخلاص فمن قال : ربنا الله فلا بد ان يستقيم على طاعة الله بالقول والعمل والاخلاص والصدق واليقين ، والذين فعلوا ذلك ما هو جزاؤهم : ( تتنزل عليهم الملائكة )فصلت 30) ملائكة الرحمة تتنزل عليهم عند الموت تبشرهم لان الانسان يخاف عند الموت وخصوصا الكافر والمنافق اذاعاين الموت فانه يكره الموت لانه يعرف مصيره المؤلم اما المؤمنون اهل الاستقامة فان الملائكة عليهم في هذه اللحظة في لحظة الموت فتطمئنهم وتقول لهم لا تخافوا مما انتم قادمون عليه لانكم قادمون لى رب رحيم وعلى جنات النعيم ولا تخزنوا على ما تركتم من الاولاد والزوجات الذين تخافون عليهم الضياع . لا تخافوا عليهم ، ولاتخزنوا على فراق الدنيا . فراق الاولاد والاهل فنحن نخلفكم فيهم ، وتبشرهم بالجنة عند سكرات الموت عند ذلك يحبون لقاء الله . فالمؤمن اذابشر بلقاء الله احب لقاء الله فاحب الله لقاءه والكافر والمنافق اذا بشر بالنار كره لقاء الله فكره الله لقاءه .

 

المرجع: تفسير ابن كثير

http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafs...Sora=41&nAya=30

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

الحبيبة المباركة / رحيق زانو

 

لاتبخلي علينا في هذه الصفحة فلعل آية مفسرة تنقلينها لنا ينفع الله بها خلق كثير

لاحرمك الله الأجر ونفع بك وزادك من فضله[/b]

 

 

أختي العزيزة / أمة الله

أثابك الله على مانقلت وكتبت جعله الله في موازين حسناتك وواصلي معنا أخيتي ولاتقطعينا زادك الله من فضله[/b]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

438.gif

 

 

جاء في تفسير البغوي

- ثم أورثنا الكتاب ، يعني: الكتاب الذي أنزلناه إليك الذي ذكر في الآية الأولى، وهو القرآن، جعلناه ينتهي إلى، الذين اصطفينا من عبادنا .

ويجوز أن يكون ثم بمعنى الواو، أي: وأورثنا، كقوله: ثم كان من الذين آمنوا (البلد-17)، أي: وكان من الذين آمنوا، ومعنى أورثنا أعطينا، لأن الميراث عطاء، قاله مجاهد .

وقيل: أورثنا أي: أخرنا، ومنه الميراث لأنه أخر عن الميت، ومعناه: أخرنا القرآن عن الأمم السالفة وأعطيناكموه، وأهلكناكم له.

الذين اصطفينا من عبادنا ، قال ابن عباس : يريد أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم قسمهم ورتبهم فقال:

فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ، روي عن أسامة بن زيد في قوله عز وجل: فمنهم ظالم لنفسه الآية، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: كلهم من هذه الأمة .

أخبرنا أبو سعيد الشريحي، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي، أخبرني الحسين بن محمد بن فنجويه، أخبرنا محمد بن علي بن الحسين القاضي، أخبرنا بكر بن محمد المرزوي، أخبرنا أبو قلابة، حدثنا عمرو بن الحصين، عن الفضل بن عميرة، عن ميمون الكردي، عن أبي عثمان النهدي قال: سمعت عمر بن الخطاب قرأ على المنبر: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ، الآية، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سابقنا سابق، ومقتصدنا ناج، وظالمنا مغفور له ، قال أبو قلابة فحدثت به يحيى بن معين فجعل يتعجب منه.

واختلف المفسرون في معنى الظالم والمقتصد والسابق.

أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي، أخبرنا أبو سعيد محمد بن عيسى الصيرفي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي، حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن رجل، عن أبي ثابت أن رجلاً دخل المسجد فقال: اللهم ارحم غربتي، وآنس وحشتي، وسق إلي جليساً صالحاً، فقال أبو الدرداء: لئن كنت صادقاً لأنا أسعد بك منك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات فقال: أما السابق بالخيرات فيدخل الجنة بغير حساب، وأما المقتصد فيحاسب حساباً يسيراً، وأما الظالم لنفسه فيحبس في المقام حتى يدخله الهم، ثم يدخل الجنة، ثم قرأ هذه الآية: وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور .

وقال عقبة بن صهبان سألت عائشة عن قول الله عز وجل: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا الآية، فقالت: يا بني كلهم في الجنة، أما السابق بالخيرات فمن مضى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وأما المقتصد فمن اتبع أثره من أصحابه حتى لحق به، وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلكم، فجعلت نفسها معنا.

وقال مجاهد ، والحسن ، وقتادة : فمنهم ظالم لنفسه وهم أصحاب المشئمة، ومنهم مقتصد وهم أصحاب الميمنة، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله هم السابقون المقربون من الناس كلهم.

وعن ابن عباس قال: السابق: المؤمن المخلص، والمقتصد: المرائي، والظالم: الكافر نعمة الله غير الجاحد لها، لأنه حكم للثلاثة بدخول الجنة فقال: جنات عدن يدخلونها .

وقال بعضهم: يذكر ذلك عن الحسن، قال: السابق من رجحت حسناته على سيئاته، والمقتصد من استوا حسناته وسيئاته، والظالم من رجحت سيئاته على حسناته.

وقيل: الظالم من كان ظاهره خيراً من باطنه، والمقتصد الذي يستوي ظاهره وباطنه، والسابق الذي باطنه خير من ظاهره.

وقيل: الظالم من وحد الله بلسانه ولم يوافق فعله قوله، والمقتصد من وحد الله بلسانه وأطاعه بجوارحه، والسابق من وحد الله بلسانه وأطاعه بجوارحه وأخلص له عمله.

وقيل: الظالم التالي للقرآن، والمقتصد القارئ له العالم به، والسابق القارئ له العالم به العامل بما فيه.

وقيل: الظالم أصحاب الكبائر والمقتصد أصحاب الصغائر، والسابق الذي لم يرتكب كبيرة ولا صغيرة.

وقال سهل بن عبد الله : السابق العالم، والمقتصد المتعلم، والظالم الجاهل.

قال جعفر الصادق : بدأ بالظالمين إخباراً أنه لا يتقرب إليه إلا بكرمه، وأن الظلم لا يؤثر في الاصطفاء، ثم ثنى بالمقتصدين لأنهم بين الخوف والرجاء، ثم ختم بالسابقين لئلا يأمن أحد مكره، وكلهم في الجنة.

وقال أبو بكر الوراق : رتبهم هذا الترتيب على مقامات الناس، لأن أحوال العبد ثلاثة: معصية وغفلة ثم توبة ثم قربة، فإذا عصى دخل في حيز الظالمين، وإذا تاب دخل في جملة المقتصدين، وإذا صحت التوبة وكثرت العبادة والمجاهدة دخل في عداد السابقين.

وقال بعضهم: المراد بالظالم الكافر ذكره الكلبي .

وقيل: المراد منه المنافق، فعلى هذا لا يدخل الظالم في قوله: جنات عدن يدخلونها . وحمل هذا القائل الاصطفاء على الاصطفاء في الخلقة وإرسال الرسول إليهم وإنزال الكتاب والأول هو المشهور أن المراد من جميعهم المؤمنون، وعليه عامة أهل العلم.

قوله: ومنهم سابق بالخيرات ، أي: سابق إلى الجنة، أو إلى رحمة الله بالخيرات، أي: بالأعمال الصالحات، بإذن الله ، أي: أمر الله وإرادته، ذلك هو الفضل الكبير ، يعني: إيراثهم الكتاب.

 

ثم أخبر بثوابهم فقال: 33- جنات عدن يدخلونها ، يعني: الأصناف الثلاثة، قرأ أبو عمرو يدخلونها بضم الياء وفتح الحاء، وقرأ الآخرون بفتح الياء وضم الخاء، يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير .

 

وقالوا ، أي: ويقولون إذا دخلوا الجنة: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ، والحزن واحد كالبخل والبخل، قال ابن عباس : حزن النار. وقال قتادة : حزن الموت. وقال مقاتل : حزنوا لأنهم كانوا لا يدرون ما يصنع الله بهم. وقال عكرمة : حزن الذنوب والسيئات وخوف رد الطاعات. وقال القاسم : حزن زوال النعم وتقليب القلب، وخوف العاقبة، وقيل: حزن أهوال يوم القيامة. وقال الكلبي : ما كان يحزنهم في الدنيا من أمر يوم القيامة. وقال سعيد بن جبير : هم الخبز في الدنيا. وقيل: هم المعيشة. وقال الزجاج : أذهب الله عن أهل الجنة كل الأحزان ما كان منها لمعاش أو معاد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الضحاك الخطيب، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الإسفرايني، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد الترابي، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في منشرهم، وكأني بأهل لا إله إلا الله ينفضون التراب عن رؤوسهم، ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن .

قوله تعالى: إن ربنا لغفور شكور .

 

 

الذي أحلنا ، أنزلنا، دار المقامة ، أي: الإقامة، من فضله لا يمسنا فيها نصب ، أي: لا يصيبنا فيها عناء ومشقة، ولا يمسنا فيها لغوب ، إعياء من التعب. [/b]

 

وسنكمل إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

 

جزاك الله خيراً و جعل الله عملك هذا في ميزان حسناتك

فالتفسير الذي تعرضيه ياخذ اسلوب نمق شيق سهل للقراءه فبعترف انني انتظر مواضيعك لانها دائما هادفه واسلوبك للعرض ممتع فزادك الله علما وفقها وزادني الله علما وفقها ونسال الله ان يهدينا لما يحب ويرضى وجعلني الله واياك وجميع اخواتي من السابقون السابقون

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

1.png

 

قَرِيب " الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّة وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَل الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُول الرَّسُول وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْر اللَّه أَلَا إنَّ نَصْر اللَّه قَرِيب } وَأَمَّا قَوْله : { أَمْ حَسِبْتُمْ } كَأَنَّهُ اسْتَفْهَمَ ب " أَمْ " فِي ابْتِدَاء لَمْ يَتَقَدَّمهُ حَرْف اسْتِفْهَام لِسَبْقِ كَلَام هُوَ بِهِ مُتَّصِل , وَلَوْ لَمْ يَكُنْ قَبْله كَلَام يَكُون بِهِ مُتَّصِلًا , وَكَانَ ابْتِدَاء لَمْ يَكُنْ إلَّا بِحَرْفٍ مِنْ حُرُوف الِاسْتِفْهَام ; لِأَنَّ قَائِلًا لَوْ كَانَ قَالَ مُبْتَدِئًا كَلَامًا لِآخَر : أَمْ عِنْدك أَخُوك ؟ لَكَانَ قَائِلًا مَا لَا مَعْنَى لَهُ ; وَلَكِنْ لَوْ قَالَ : أَنْت رَجُل مُدْلٍ بِقُوَّتِك أَمْ عِنْدك أَخُوك يَنْصُرك ؟ كَانَ مُصِيبًا . وَقَدْ بَيَّنَّا بَعْض هَذَا الْمَعْنَى فِيمَا مَضَى مِنْ كِتَابنَا هَذَا بِمَا فِيهِ الْكِفَايَة عَنْ إعَادَته . فَمَعْنَى الْكَلَام : أَمْ حَسِبْتُمْ أَنَّكُمْ أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَرُسُله تَدْخُلُونَ الْجَنَّة , وَلَمْ يُصِبْكُمْ مَثَل مَا أَصَابَ مَنْ قَبْلكُمْ مِنْ أَتْبَاع الْأَنْبِيَاء وَالرُّسُل مِنْ الشَّدَائِد وَالْمِحَن وَالِاخْتِبَار , فَتُبْتَلَوْا بِمَا اُبْتُلُوا وَاخْتُبِرُوا بِهِ مِنْ الْبَأْسَاء وَهُوَ شِدَّة الْحَاجَة وَالْفَاقَة وَالضَّرَّاء , وَهِيَ الْعِلَل وَالْأَوْصَاب ; وَلَمْ تُزَلْزَلُوا زِلْزَالهمْ , يَعْنِي : وَلَمْ يُصِبْهُمْ مِنْ أَعْدَائِهِمْ مِنْ الْخَوْف وَالرُّعْب شِدَّة وَجَهْد حَتَّى يَسْتَبْطِئ الْقَوْم نَصْر اللَّه إيَّاهُمْ , فَيَقُولُونَ : مَتَى اللَّه نَاصِرنَا . ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ اللَّه أَنَّ نَصْره مِنْهُمْ قَرِيب , وَأَنَّهُ مُعَلِّيهِمْ عَلَى عَدُوّهُمْ , وَمُظْهِرهمْ عَلَيْهِ , فَنَجَّزَ لَهُمْ مَا وَعَدَهُمْ , وَأَعْلَى كَلِمَتهمْ , وَأَطْفَأَ نَار حَرْب الَّذِينَ كَفَرُوا . وَهَذِهِ الْآيَة فِيمَا يَزْعُم أَهْل التَّأْوِيل نَزَلَتْ يَوْم الْخَنْدَق , حِين لَقِيَ الْمُؤْمِنُونَ مَا لَقَوْا مِنْ شِدَّة الْجَهْد , مِنْ خَوْف الْأَحْزَاب , وَشِدَّة أَذَى الْبَرْد , وَضِيق الْعَيْش الَّذِي كَانُوا فِيهِ يَوْمئِذٍ , يَقُول اللَّه جَلَّ وَعَزَّ لِلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اُذْكُرُوا نِعْمَة اللَّه عَلَيْكُمْ إذْ جَاءَتْكُمْ جُنُود فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا } إلَى قَوْله : { وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَار وَبَلَغَتْ الْقُلُوب الْحَنَاجِر وَتَظُنُّونَ بِاَللَّهِ الظَّنُونَا هُنَالِكَ اُبْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا } 33 9 : 11 ذِكْر مَنْ قَالَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة يَوْم الْأَحْزَاب : 3233 - حَدَّثَنِي مُوسَى بْن هَارُونَ , قَالَ : ثنا عَمْرو , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّة وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَل الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُوا } قَالَ : نَزَلَ هَذَا يَوْم الْأَحْزَاب حِين قَالَ قَائِلهمْ : { مَا وَعَدَنَا اللَّه وَرَسُوله إلَّا غُرُورًا } 33 12 3234 - حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن يَحْيَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة فِي قَوْله { وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَل الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُوا } قَالَ : نَزَلَتْ فِي يَوْم الْأَحْزَاب , أَصَابَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه بَلَاء وَحُصِرَ , فَكَانُوا كَمَا قَالَ اللَّه جَلَّ وَعَزَّ : { وَبَلَغَتْ الْقُلُوب الْحَنَاجِر } 33 10 وَأَمَّا قَوْله : { وَلَمَّا يَأْتِكُمْ } فَإِنَّ عَامَّة أَهْل الْعَرَبِيَّة يَتَأَوَّلُونَهُ بِمَعْنَى : وَلَمْ يَأْتِكُمْ , وَيَزْعُمُونَ أَنَّ مَا صِلَة وَحَشْو , وَقَدْ بَيَّنْت الْقَوْل فِي " مَا " الَّتِي يُسَمِّيهَا أَهْل الْعَرَبِيَّة صِلَة " مَا " , حُكْمهَا فِي غَيْر هَذَا الْمَوْضِع بِمَا أَغْنَى عَنْ إعَادَته . وَأَمَّا مَعْنَى قَوْله : { مَثَل الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلكُمْ } فَإِنَّهُ يَعْنِي : شَبَه الَّذِينَ خَلَوْا فَمَضَوْا قَبْلكُمْ . وَقَدْ دَلَلْت فِي غَيْر هَذَا الْمَوْضِع عَلَى أَنَّ الْمِثْل الشَّبَه . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 3235 - حُدِّثْنَا عَنْ عَمَّار , قَالَ : ثنا ابْن أَبِي جَعْفَر , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ الرَّبِيع قَوْله : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّة وَلَمَّا يَأْتِيكُمْ مَثَل الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُوا } 3236 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : حَدَّثَنِي حَجَّاج , عَنْ عَبْد الْمَلِك بْن جُرَيْجٍ , قَالَ قَوْله : { حَتَّى يَقُول الرَّسُول وَاَلَّذِينَ آمَنُوا } قَالَ : هُوَ خَيْرهمْ وَأَعْلَمهُمْ بِاَللَّهِ . وَفِي قَوْله : { حَتَّى يَقُول الرَّسُول } وَجْهَانِ مِنْ الْقِرَاءَة : الرَّفْع , وَالنَّصْب . وَمِنْ رَفَعَ فَإِنَّهُ يَقُول : لَمَّا كَانَ يُحْسِن فِي مَوْضِعه " فَعَلَ " أَبْطَلَ عَمَل " حَتَّى " فِيهَا , لِأَنَّ " حَتَّى " غَيْر عَامِلَة فِي " فَعَلَ " , وَإِنَّمَا تَعْمَل فِي " يَفْعَل " , وَإِذَا تَقَدَّمَهَا " فَعَلَ " وَكَانَ الَّذِي بَعْدهَا " يَفْعَل " , وَهُوَ مِمَّا قَدْ فَعَلَ وَفَرَغَ مِنْهُ , وَكَانَ مَا قَبْلهَا مَنْ الْفِعْل غَيْر مُتَطَاوَل , فَالْفَصِيح مِنْ كَلَام الْعَرَب حِينَئِذٍ الرَّفْع فِي " يَفْعَل " وَإِبْطَال عَمَل " حَتَّى " عَنْهُ , وَذَلِكَ نَحْو قَوْل الْقَائِل : قُمْت إلَى فُلَان حَتَّى أَضْرِبهُ , وَالرَّفْع هُوَ الْكَلَام الصَّحِيح فِي " أَضْرِبهُ " , إذَا أَرَادَ : قُمْت إلَيْهِ حَتَّى ضَرَبْته , إذَا كَانَ الضَّرْب قَدْ كَانَ وَفَرَغَ مِنْهُ , وَكَانَ الْقِيَام غَيْر مُتَطَاوَل الْمُدَّة . فَأَمَّا إذَا كَانَ مَا قَبْل " حَتَّى " مِنْ الْفِعْل عَلَى لَفْظ " فَعَلَ " مُتَطَاوَل الْمُدَّة , وَمَا بَعْدهَا مِنْ الْفِعْل عَلَى لَفْظ غَيْر مُنْقَضٍ , فَالصَّحِيح مِنْ الْكَلَام نَصْب " يَفْعَل " وَإِعْمَال " حَتَّى " وَذَلِكَ نَحْو قَوْل الْقَائِل : مَا زَالَ فُلَان يَطْلُبك حَتَّى يُكَلِّمك , وَجَعَلَ يَنْظُر إلَيْك حَتَّى يُثْبِتك ; فَالصَّحِيح مِنْ الْكَلَام الَّذِي لَا يَصِحّ غَيْره النَّصْب ب " حَتَّى " , كَمَا قَالَ الشَّاعِر : مَطَوْت بِهِمْ حَتَّى تَكِلّ مَطِيّهمْ وَحَتَّى الْجِيَاد مَا يُقَدْنَ بِأَرْسَانِ فَنَصَبَ تَكِلّ وَالْفِعْل الَّذِي بَعْد حَتَّى مَاضٍ , لِأَنَّ الَّذِي قَبْلهَا مِنْ الْمَطْو مُتَطَاوِل , وَالصَّحِيح مِنْ الْقِرَاءَة إذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ " وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُول الرَّسُول " , نَصَبَ يَقُول , إذْ كَانَتْ الزَّلْزَلَة فِعْلًا مُتَطَاوِلًا , مِثْل الْمَطْو بِالْإِبِلِ . وَإِنَّمَا الزَّلْزَلَة فِي هَذَا الْمَوْضِع : الْخَوْف مِنْ الْعَدُوّ , لَا زَلْزَلَة الْأَرْض , فَلِذَلِكَ كَانَتْ مُتَطَاوِلَة وَكَانَ النَّصْب فِي " يَقُول " وَإِنْ كَانَ بِمَعْنَى " فَعَلَ " أَفْصَح وَأَصَحّ مِنْ الرَّفْع فِيهِ .

 

تفسير الطبري .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
الأخت المشتاقة لرؤية الرحمن

وجعلنا وإياكن ممن أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه


وإياكي أختي الحبيبة

يقول الله تعالى في كتابه العزيز:



"" اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ""

التفسير لابن كثير

الله نور السموات والأرض
قال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب في قوله تعالى : " الله نور السموات والأرض مثل نوره " قال : هو المؤمن الذي جعل الله الإيمان والقرآن في صدره فضرب الله مثله فقال " الله نور السموات والأرض " فبدأ بنور نفسه ثم ذكر نور المؤمن فقال مثل نور من آمن به .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يقول : " اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن "

وقوله تعالى مثل نوره
قولان : " أحدهما "
أنه عائد إلى الله عز وجل أي مثل هداه في قلب المؤمن قاله ابن عباس " كمشكاة "
" والثاني " أن الضمير عائد إلى المؤمن الذي دل عليه سياق الكلام تقديره مثل نور المؤمن الذي في قلبه كمشكاة فشبه قلب المؤمن وما هو مفطور عليه من الهدى وما يتلقاه من القرآن المطابق لما هو مفطور عليه .

كمشكاة فيها مصباح
المشكاة هو موضع الفتيلة من القنديل ولهذا قال بعده " فيها مصباح "
وقيل أنها كوة في البيت ، وقيل أنها الحدائد التي يعلق بها القنديل.
" المصباح" هو الزبالة التي تضيء وقيل أنه النور وهو القرآن والإيمان الذي في صدره ، وقيل هو السراج .

المصباح في زجاجة
أي هذا الضوء مشرق في زجاجة صافية وهي نظير قلب المؤمن .

الزجاجة كأنها كوكب دري
قيل بعضهم بضم الدال أي كأنها كوكب من در وقال أبي بن كعب : كوكب مضيء وقال قتادة : مضيء مبين ضخم 0

يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية
أي يستمد من زيت زيتون شجرة مباركة ، ليست في شرقي بقعتها فلا تصل إليها الشمس من أول النهار ولا في غربها فيقلص عنها الفيء قبل الغروب بل هي في مكان وسط تعصرها الشمس من أول النهار إلى آخره فيجيء زيتها صافيا معتدلا مشرقا 0
وقال : هي خضراء ناعمة لا تصيبها الشمس على أي حال كانت لا إذا طلعت ولا إذا غربت قال فكذلك هذا المؤمن قد أجير من أن يصيبه شيء من الفتن وقد يبتلى بها فيثبته الله فيها فهو بين أربع خلال إن قال صدق وإن حكم عدل وإن ابتلي صبر وإن أعطي شكر فهو في سائر الناس كالرجل الحي يمشي في قبور الأموات 0

يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار
يعني كضوء إشراق الزيت

نور على نور
نور النار ونور الزيت حين اجتمعا أضاءا ولا يضيء واحد بغير صاحبه كذلك نور القرآن ونور الإيمان حين اجتمعا فلا يكون واحد منهما إلا بصاحبه.وقال أبي بن كعب " نور على نور " فهو يتقلب في خمسة من النور فكلامه نور وعمله نور ومدخله نور ومخرجه نور ومصيره إلى نور يوم القيامة إلى الجنة0

يهدي الله لنوره من يشاء
أي يرشد الله إلى هدايته من يختاره

ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم
لما ذكر تعالى هذا مثلا لنور هداه في قلب المؤمن ختم الآية بقوله " ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم " أي هو أعلم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الإضلال .


************

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

1.png

 

 

قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إٍبْراهيم

 

قال الله " يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم " قال لم يبق نار في الأرض إلا طفئت وقال كعب الأحبار لم ينتفع أحد يومئذ بنار ولم تحرق النار من إبراهيم سوى وثاقه وقال الثوري عن الأعمش عن شيخ عن علي بن أبي طالب " قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم " قال لا تضر به وقال ابن عباس وأبو العالية لولا أن الله عز وجل قال" وسلاما " لآذى إبراهيم بردها وقال جويبر عن الضحاك " كوني بردا وسلاما على إبراهيم " قالوا صنعوا له حظيرة من حطب جزل وأشعلوا فيه النار من كل جانب فأصبح ولم يصبه منها شيء حتى أخمدها الله قال ويذكرون أن جبريل كان معه يمسح وجهه من العرق فلم يصبه منها شيء غير ذلك وقال السدي كان معه فيها ملك الظل . وقال علي بن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين حدثنا يوسف بن موسى حدثنا مهران حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن المنهال بن عمرو قال أخبرت أن إبراهيم ألقي في النار قال فكان فيها إما خمسين وإما أربعين قال ما كنت أياما وليالي قط أطيب عيشا إذ كنت فيها وددت أن عيشي وحياتي كلها مثل عيشي إذ كنت فيها وقال أبو زرعة ابن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال إن أحسن شيء قال أبو إبراهيم لما رفع عنه الطبق وهو في النار وجده يرش جبينه قال عند ذلك نعم الرب ربك يا إبراهيم وقال قتادة لم يأت يومئذ دابة إلا أطفأت عنه النار إلا الوزغ وقال الزهري أمر النبي " صلى الله عليه وسلم" بقتله وسماه فويسقا . وقال ابن أبي حاتم حدثنا عبيد الله بن أخي ابن وهب حدثني عمي حدثنا جرير بن حازم أن نافعا حدثه قال حدثتني مولاة الفاكه بن المغيرة المخزومي قالت دخلت على عائشة فرأيت في بيتها رمحا فقلت : يا أم المؤمنين ما تصنعين بهذا الرمح ؟ فقالت نقتل به هذه الأوزاغ إن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " قال " إن إبراهيم حين ألقي في النار لم يكن في الأرض دابة إلا تطفئ النار غير الوزغ فإنه كان ينفخ على إبراهيم " فأمرنا رسول الله " صلى الله عليه وسلم" بقتله .[/b]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

 

جزاك الله خير يا اختي رحيق وبارك الله فيك وعل عملك هذا في ميزان حسناتك

 

اختي رحيق ..... ماهو الوزغ؟ هل هو من الزواحف...........

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

وفيكِ بارك الرحمن ورزقك الإستقامة والصلاح ، بالنسبة لسؤالك أخيتي نعم الوزغ هو من أنواع الزواحف يسمى بلغة أهل الخليج ( البريعصي ) وفي بعض البلاد الأخرى ( أبو بريص ) ..

 

وإليك المزيد لتعرفي عنه :

 

فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ((أنه أمر بقتل الأوزاغ)) متفق عليه. وفي رواية أخرى في البخاري ومسلم ((الوزغ الفويسق)). والأمر بقتل الوزغ لم يقيد بما إذا كان خارج الحرم ، فنأخذ بإطلاق الحديث لاسيما وأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ سماه فويسقاً كما في الرواية السابقة. ولأنه ورد في صحيح مسلم أن النبي ـ صلى الله عبيه وسلم ـ قال : ((من قتل وزغاً في أول ضربة كتبت له مائة حسنة وفي الثانية دون ذلك ، وفي الثالثة دون ذلك )). ولا أعلم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد رتب أجراً على قتل شيء من الدواب كالأجر الذي رتبه على قتل الوزغ. والله تعالى أعلم. ومما يدل على حرمة مكة ، ما جاء في المعاقبة على الهم بالسيئة فيها إن لم تفعل ، لقوله تعالى : ( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) سورة الحج ، الآية :25 والإلحاد هنا هوالميل والحيد عن دين الله الذي شرعه .

 

http://www.babalumra.com.sa/news.asp?subnewsid=20

 

نفعنا الله وإياكِ بكل ما هو لنا في معادنا .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أثابكم الله أخواتي الحبيبات على ماتعرضون وتشاركون وأسأل الله أن يجعل ماتقومون به في موازين حسناتكم وحجة لكم لاعليكم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله

 

جزاكِ الله خيرا اختي الكريمة المشتاقة لرؤية الرحمن على هذا الموضوع

جعل الله قلوبنا من القلوب المتعلقة بالقرآن الكريم

وجعلنا من الذين لهم نورا يمشون به على الصراط المستقيم

 

اسمحي لي الآن بالمشاركة

 

 

 

يقول تعالى مخبرا عن المؤمنين المتصدقين أنهم يوم القيامة يسعى نورهم بين أيديهم في عرصات القيامة بحسب أعمالهم كما قال عبد الله بن مسعود في قوله تعالى " يسعى نورهم بين أيديهم " قال على قدر أعمالهم يمرون على الصراط منهم من نوره مثل الجبل ومنهم من نوره مثل النخلة ومنهم من نوره مثل الرجل القائم وأدناهم نورا من نوره في إبهامه يتقد مرة ويطفأ مرة ورواه ابن أبي حاتم وابن جرير وقال قتادة ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول " من المؤمنين من يضيء نوره من المدينة إلى عدن أبين وصنعاء فدون ذلك حتى إن من المؤمنين من يضيء نوره موضع قدميه" . وقال سفيان الثوري عن حصين عن مجاهد عن جنادة بن أبي أمية قال إنكم مكتوبون عند الله بأسمائكم وسيماكم وحلاكم ونجواكم ومجالسكم فإذا كان يوم القيامة قيل يا فلان هذا نورك يا فلان لا نور لك وقرأ " يسعى نورهم بين أيديهم " وقال الضحاك ليس أحد إلا يعطى نورا يوم القيامة فإذا انتهوا إلى الصراط طفئ نور المنافقين فلما رأى ذلك المؤمنون أشفقوا أن يطفأ نورهم كما طفئ نور المنافقين فقالوا " ربنا أتمم لنا نورنا " وقال الحسن " يسعى نورهم بين أيديهم " يعني على الصراط . وقد قال ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى حدثنا أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب أخبرنا عمي عن يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن مسعود أنه سمع عبد الرحمن بن جبير يحدث أنه سمع أبا الدرداء وأبا ذر يخبران عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" أنا أول من يؤذن له يوم القيامة بالسجود وأول من يؤذن له برفع رأسه فأنظر من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي فأعرف أمتي من بين الأمم " فقال له رجل يا نبي الله كيف تعرف أمتك من بين الأمم ما بين نوح إلى أمتك ؟ فقال " أعرفهم محجلون من أثر الوضوء ولا يكون لأحد من الأمم غيرهم وأعرفهم يؤتون كتبهم بأيمانهم وأعرفهم بسيماهم في وجوههم وأعرفهم بنورهم يسعى بين أيديهم " . وقوله " وبأيمانهم " قال الضحاك : أي وبأيمانهم كتبهم كما قال " فمن أوتي كتابه بيمينه" وقوله " بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار" أي يقال لهم بشراكم اليوم جنات أي لكم البشارة بجنات تجري من تحتها الأنهار " خالدين فيها " أي ماكثين فيها أبدا " ذلك هو الفوز العظيم ".

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أختي الكريمة /طاهرة

فتح الله عليك ونفع بما نقلتِ وكتب أجرك[/b]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

الله .. { } … (الرحمن : 29) ، يغفر ذنباً ويفرِّج كرباً ، ويرفع قوماً ، ويضع آخرين ، ويحيي ميتاً ، ويميت حياً ، ويجيب داعياً ، ويشفي سقيماً ، ويعز من يشاء ، ويذل من يشاء ، ويجبر كسيراً ، ويغني فقيراً ، ويُعلم جاهلاً ، ويهدي ضالاً ، ويرشد حيران ، ويغيث لهفان ، ويفك عانياً ويشبع جائعاً ، ويكسو عارياً ، ويشفي مريضاً ، ويعافي مبتلىً ، ويَقْبل تائباً ، ويجزي محسناً ، وينصر مظلوماً ، ويقصم جباراً ، ويقيل عثرة ، ويستر عورةً ، ويؤمِّن رَوْعَة .

 

الله .. الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد . خلق فسوى ، وقدر فهدى ، وأخرج المرعى ، فجعله غثاءً أحوى . السماء بناها ، والجبال أرساها ، والأرض دحاها ، أخرج منها ماءها ومرعاها . يبسط الرزق ، ويغدق العطاء، ويرسل النعم .

 

رب السماوات والأرض ، ورب العرش العظيم . فالق الحب والنوى ، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان . هو الأول فليس قبله شيء ، وهو الآخر فليس بعده شيء ، وهو الظاهر فليس فوقه شيء ، وهو الباطن فليس دونه شيء . ينفس الكرب ، ويفرج الهم ، ويذهب الغم ، ويقضي الدين ، ويغني من الفقر .

حبيب الطائعين وملاذ الهاربين ، وملجأ الملتجئين ، وأمان الخائفين . يحب التوابين ويحب المتطهرين .

 

 

 

الله تبارك وتعالى .. أحق من ذُكر ، وأحق من عُبد ، وأحق من حُمد ، وأَولى من شُكر ، وأنصر من ابتغي ، وأرأف من ملك ، وأجود من سُئل ، وأعفى من قدر ، وأكرم من قُصد ، وأعدل من انتقم ، حلمه بعد علمه ، وعفوه بعد قدرته ، ومغفرته عن عزَّته ، ومنعه عن حكمته ، وموالاته عن إحسانه ورحمته .

 

ما للعباد عليه حقٌّ واجبٌ كلا ولا سعيٌ لديه ضـائعُ

إن عُذِّبوا فبعدله أو نُعِّموا فبفضله وهو الكريم الواسعُ

 

هو الملك لا شريك له ، والفرد فلا ند له ، والغني فلا ظهير له ، والصمد فلا ولد له ولا صاحبة له ، والعلي فلا شبيه له ولا سمي له ، كل شيء هالك إلا وجهه ، وكل مُلك زائل إلا ملكه ، وكل ظل قالص إلا ظله ، وكل فضل منقطع إلا فضله ، لن يطاع إلا بإذنه ورحمته ، ولن يعصى إلا بعلمه وحكمته ، يطاع فيشكر ، ويُعصى فيتجاوز ويغفر ، كل نقمة منه عدل ، وكل نعمة منه فضل ، أقرب شهيد ، وأدنى حفيظ . أخذ بالنواصي وسجل الآثار ، وكتب الآجال ، فالقلوب له مفضية ، والسر عنده علانية ، والغيب عنده شهادة ، وعطاؤه كرم ، وعذابه عدل : { } … (يس : 82) .

 

 

الله رب العالمين ، وأرحم الراحمين ، وأقدر القادرين ، وأحكم الحاكمين ، الذي له الخلق والأمر وبيده النفع والضر ، الأول بالحق ، الموجود بالضرورة ، المعروف بالفطرة ، الذي أقرت به العقول ، ودلت عليه كل الموجودات ، وشهدت بوحدانيته وربوبيته جميع المخلوقات ، وأقرت بها الفطر . المشهود وجوده وقيوميته بكل حركة وسكون ، بكل ما كان وما هو كائن وما سيكون . الذي خلق السماوات والأرض ، وأنزل من السماء ماء فأنبت به حدائق ذات بهجة من أنواع النباتات ، وبث به في الأرض جميع الحيوانات { } … (النمل : 61) .

الذي يجيب المضطر إذا دعاه ، ويغيث الملهوف إذا ناداه . ويكشف السوء ويفرج الكربات ، ويقيل العثرات .

 

الذي يهدي خلقه في ظلمات البر والبحر ، ويرسل الرياح بُشراً بين يدي رحمته فيحي الأرض بوابل القطر .

 

الذي يبدأ الخلق ثم يعيده . ويرزق من في السماوات والأرض من خلقه وعبيده .

 

الذي يملك السمع والأبصار والأفئدة، ويخرج الحي من الميت ، ويخرج الميت من الحي ، ويدبر الأمر ، { } … (الفرقان : 2) .

 

المستعان به على كل نائبة وفادحة ، والمعهود منه كل بر وكرامة . الذي عنت له الوجوه ، وخشعت له الأصوات ، وسبَّحت بحمده الأرض والسماوات ، وجميع الموجودات .

 

بارئ البريات ، وغافر الخطيات ، وعالم الخفيات ، المُطَّلع على الضمائر والنيات ، أحاط بكل شيء علماً ، ووسع كل شيء رحمة وحلماً ، وقهر كل مخلوق عزة وحُكماً { } … (الرعد : 8) .

 

الذي لا تسكن الأرواح إلا بحبه ، ولا تطمئن القلوب إلا بذكره ، ولا تزكو العقول إلا بمعرفته ، ولا يُدْرك النجاح إلا بتوفيقه ، ولا تحيا القلوب إلا بنسيم لطفه وقربه ، ولا يقع أمر إلا بإذنه ، ولا يهتدي ضال إلا بهدايته ، ولا يستقيم ذو أوَدٍ إلا بتقويمه ، ولا يفهم أحد إلا بتفهيمه ، ولا يُتَخلص من مكروه إلا برحمته ، ولا يُحفظ شيء إلا بكلاءته ، ولا يُفتتح أمر إلا باسمه ، ولا يتم إلا بحمده ، ولا يُدْرك مأمول إلا بتيسيره ، ولا تنال سعادة إلا بطاعته ، ولا حياة إلا بذكره ومحبته ومعرفته ، الذي وسع كل شيء رحمة وعلماً ، وأوسع كل مخلوق فضلاً وبراً .

 

فهو الإله الحق والرب الحق ، والملك الحق ، والمنفرد بالكمال المطلق من كل الوجوه . المبرأ عن النقائص والعيوب من كل الوجوه . لا يبلغ المثنون ـ وإن استوعبوا جميع الأوقات بكل أنواع الثناء ـ ثناء عليه ، بل ثناؤه أعظم من ذلك فهو كما أثنى على نفسه .

 

 

الكاتب:

ناصر بن مسفر الزهراني

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أثابكم الله أخواتي الحبيبات على ماتعرضون وتشاركون وأسأل الله أن يجعل ماتقومون به في موازين حسناتكم وحجة لكم لاعليكم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم

أختي الحبيبة / طاهرة

بارك الله فيك واثابك على مانفعتينا به في هذه الصفحة أسأل الله أن يكتب أجرك ويوفيك إياه

 

أختي الحبيبة / أم عماد

اللهم آآآمين

وأثابك الكريم خير الثواب ورفع قدرك وثقل ميزانك بالحسنات[/b]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

التفسير :

 

قوله تعالى: { وَوُضِعَ الْكِتَابُ } أي وزِّع بين الناس، فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله . ( فَتَرَى ) أيها الإنسان { الْمُجْرِمِينَ } أي: الكافرين { مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ } أي: خائفين مما كتب فيه لأنهم يعلمون ما قدموه لأنفسهم، وهذا يشبه قول الله تعالى عن اليهود الذين قالوا: ( وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:80) ، فتُحُدوا وقيل لهم: ( قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:94) ، قال الله ) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ) (البقرة: من الآية95) يعني يعرفون أنهم إذا ماتوا عُذِّبوا، ومن كان يعلم أنه إذا مات عُذب فلن يتمنى الموت أبداً، فهؤلاء مشفقون مما في كتاب الله، يعني يعلمون أنه مُحتوٍ على الفضائح والسيئات العظيمة. ويقولون إذا علموا: ( يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا) ( يا ) حرف نداء { ويلتنا } وهي الهلاك ولكن كيف تنادى؟ الجواب: إما أن "يا" للتنبيه فقط لأن النداء يتضمن الدعاء والتنبيه، وإما أن نقول إنهم جعلوا ويلتهم بمنْزلة العاقل الذي يوجه إليه النداء، ويكون التقدير "يا ويلتنا احضري"! لكن المعنى الأول أقرب لأنه لا يحتاج إلى تقدير، ولأنه أبلغ. ( مَالِ هَذَا الْكِتَابِ)أي شيء لهذا الكتاب؟ ( لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ) يعني أثبتها عدداً، كأنهم يتضجرون من هذا، ولكن هذا لا ينفعهم. (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا)أي وجدوا ثواب ما عملوا. ( حَاضِراً ) لم يغب منه شيء وعبَّر الله تعالى بالعمل عن الثواب لأنه مثلُه بلا زيادة . ثم قال الله تعالى: { وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً } وذلك لكمال عدله فلا يزيد على مسيء سيئة واحدة، ولا يَنقص من محسن حسنة واحدة، قال تعالى: ( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً) (طـه:112) . وهذه الآية { وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً } من الصفات المنفية عن الله، وأكثر الوارد في الصفات الصفات المثبتة كالحياة والعلم والقدرة. وأما ذكر الصفات المنفية فقليل بالنسبة للصفات المثبتة، ولا يتم الإيمان بالصفات المنفية إلَّا بأمرين: الأول نفي الصفة المنفية . والثاني إثبات كمال ضدها . فالنفي الذي لم يتضمن كمالاً لا يمكن أن يكون في صفات الله . بل لا بد في كل نفي نفاه الله عن نفسه أن يكون متضمناً لإثبات كمال الضد، والنفي إن لم يتضمن كمالاً فقد يكون لعدم قابليته، أي قابلية الموصوف له، وإذا لم يتضمن كمالاً فقد يكون لعجز الموصوف، وإذا كان نفياً محضاً فهو عدمٌ لا كمال فيه، والله تعالى له الصفات الكاملة كما قال تعالى: { ولله المثل الأعلى} [النحل: 60] أي الوصف الأكمل . قلنا إذا لم يتضمن النفي كمالاً فقد يكون لعدم قابليته، كيف ذلك؟ ألسنا نقول إن الجدار لا يظلِم؟ بلى، هل هذا كمال للجدار؟ لا، لماذا؟ لأن الجدار لا يقبل أن يوصف بالظلم، ولا يوصف بالعدل، فليس نفي الظلم عن الجدار كمالاً، وقد يكون النفي إذا لم يتضمن كمالاً نقصاً لعجز الموصوف به عنه، لو أنك وصفت شخصاً بأنه لا يظلم بكونه لا يجازي السيئة بمثلها لأنه رجل ضعيف لا يقدر على الانتصار لنفسه لم يكن هذا مدحاً له . فالخلاصة أن كل وصفٍ وصف الله به نفسه وهو نفي، فإنه يجب أن نعتقد مع انتفائه ثبوتَ كمال ضده، قال تعالى: ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الاحقاف:33) ، فعلى هذه القاعدة نفى الله "العي" وهو العجز؛ لثبوت كمال ضد العجز وهو القدرة، إذاً نؤمن أن الله له قدرة لا يلحقها عجز، وقال تعالى: ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) (قّ:38) ، أي من تعب وإعياء وذلك لكمال قدرته جلَّ وعلا . قلنا: إن الله لا يظلم أحداً وذلك لكمال عدله، إنَّ الله قال في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرَّمت الظلم على نفسي" ، وهذا يدل على أنه قادر عليه، لكن حرَّمه على نفسه لكمال عدله جلَّ وعلا .

 

من تفسير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى

[/b]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا اختنا

على مانفعتينا به في هذه الصفحة أسأل الله أن يكتب أجرك ويوفيك إياه

 

(البقرة 109 )

 

يُحَذِّر تَعَالَى عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ عَنْ سُلُوك طَرِيق الْكُفَّار مِنْ أَهْل الْكِتَاب وَيُعْلِمهُمْ بِعَدَاوَتِهِمْ لَهُمْ فِي الْبَاطِن وَالظَّاهِر وَمَا هُمْ مُشْتَمِلُونَ عَلَيْهِ مِنْ الْحَسَد لِلْمُؤْمِنِينَ مَعَ عِلْمهمْ بِفَضْلِهِمْ وَفَضْل نَبِيّهمْ وَيَأْمُر عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ بِالصَّفْحِ وَالْعَفْو أَوْ الِاحْتِمَال حَتَّى يَأْتِي أَمْر اللَّه مِنْ النَّصْر وَالْفَتْح وَيَأْمُرهُمْ بِإِقَامَةِ الصَّلَاة وَإِيتَاء الزَّكَاة وَيَحُثّهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَيُرَغِّبهُمْ فِيهِ كَمَا قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي مُحَمَّد عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر أَوْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : كَانَ حُيَيّ بْن أَخْطَب وَأَبُو يَاسِر بْن أَخْطَب مِنْ أَشَدّ الْيَهُود لِلْعَرَبِ حَسَدًا إِذْ خَصَّهُمْ اللَّهُ بِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَا جَاهِدَيْنِ فِي رَدّ النَّاس عَنْ الْإِسْلَام مَا اِسْتَطَاعَا فَأَنْزَلَ اللَّه فِيهِمَا " " وَكَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَأَوَّل مِنْ الْعَفْو مَا أَمَرَهُ اللَّه بِهِ حَتَّى أَذِنَ اللَّه فِيهِمْ بِالْقَتْلِ فَقَتَلَ اللَّهُ بِهِ مَنْ قَتَلَ مِنْ صَنَادِيد قُرَيْش هَذَا إِسْنَاده صَحِيح وَلَمْ أَرَهُ فِي شَيْء مِنْ الْكُتُب السِّتَّة وَلَكِنْ لَهُ أَصْل فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أُسَامَة بْن زَيْد .

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

(آل عمران:135)

 

قوله تعالى " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم " أي إذا صدر منهم ذنب أتبعوه بالتوبة والاستغفار قال الإمام أحمد حدثنا يزيد حدثنا همام بن يحيى عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن رجلا أذنب ذنبا فقال : رب إني أذنبت ذنبا فاغفره لي فقال الله عز وجل : عبدي عمل ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي ثم عمل ذنبا آخر فقال : رب إني عملت ذنبا فاغفره فقال تبارك وتعالى علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي ثم عمل ذنبا آخر فقال : رب إني عملت ذنبا فاغفره لي فقال الله عز وجل : عبدي علم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به أشهدكم أني قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء " . أخرجاه في الصحيحين من حديث إسحق بن أبي طلحة بنحوه " حديث آخر " قال الإمام أحمد حدثنا أبو النضر وأبو عامر قالا حدثنا زهير حدثنا سعد الطائي حدثنا أبو المدلة مولى أم المؤمنين سمع أبا هريرة قلنا يا رسول الله : إذا رأيناك رقت قلوبنا وكنا من أهل الآخرة وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا وشممنا النساء والأولاد فقال : " لو أنتم تكونون على كل حال على الحال التي كنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم . ولزارتكم في بيوتكم ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم " قلنا يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها ؟ قال " لبنة ذهب ولبنة فضة وملاطها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران من يدخلها ينعم لا ييأس ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول له الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين " . ورواه الترمذي وابن ماجه من وجه آخر من حديث سعد به . ويتأكد الوضوء وصلاة ركعتين عند التوبة لما رواه الإمام أحمد بن حنبل حدثنا وكيع حدثنا مسعر وسفيان الثوري عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم الفزاري عن علي رضي الله عنه قال : كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله بما شاء منه . وإذا حدثني عنه غيره استحلفته فإذا حلف لي صدقته وإن أبا بكر رضي الله عنه حدثني وصدق أبو بكر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ما من رجل يذنب ذنبا فيتوضأ ويحسن الوضوء - قال مسعر - فيصلي - وقال سفيان ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله عز وجل إلا غفر له " . وهكذا رواه علي بن المديني والحميدي وأبو بكر بن أبي شيبة وأهل السنن وابن حبان في صحيحه والبزار والدارقطني من طرق عن عثمان بن المغيرة به وقال الترمذي : هو حديث حسن وقد ذكرنا طرفه والكلام عليه مستقصى في مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ومما يشهد بصحة هذا الحديث ما رواه مسلم في صحيحه عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ - أو فيسبغ - الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء " وفي الصحيحين عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه توضأ لهم وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه " فقد ثبت هذا الحديث من رواية الأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين عن سيد الأولين والآخرين ورسول رب العالمين كما دل عليه الكتاب المبين من أن الاستغفار من الذنب ينفع العاصين وقد قال عبد الرزاق أنبأنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : بلغني أن إبليس حين نزلت هذه الآية " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم " الآية بكى وقال الحافظ أبو يعلى حدثنا محرز بن عون حدثنا عثمان بن مطر حدثنا عبد الغفور عن أبي نضرة عن أبي رجاء عن أبي بكر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار فأكثروا منهما فإن إبليس قال أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء فهم يحسبون أنهم مهتدون " عثمان بن مطر وشيخه ضعيفان وروى الإمام أحمد في مسنده من طريق عمرو بن أبي عمرو وأبي الهيثم العتواري عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " قال إبليس : يا رب وعزتك لا أزال أغوي بني آدم ما دامت أرواحهم في أجسادهم فقال الله تعالى : وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهما ما استغفروني " وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عمر بن خليفة سمعت أبا بدر يحدث عن ثابت عن أنس قال : جاء رجل فقال : يا رسول الله إني أذنبت ذنبا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أذنبت فاستغفر ربك قال فإني أستغفر ثم أعود فأذنب قال فإذا أذنبت فعد فاستغفر ربك فقالها في الرابعة وقال استغفر ربك حتى يكون الشيطان هو المحسور " وهذا حديث غريب من هذا الوجه وقوله تعالى " ومن يغفر الذنوب إلا الله " أي لا يغفرها أحد سواه كما قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن مصعب حدثنا سلام ابن مسكين والمبارك عن الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بأسير فقال : اللهم إني أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم " عرف الحق لأهله " وقوله " ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون " أي تابوا من ذنوبهم ورجعوا إلى الله من قريب ولم يستمروا على المعصية ويصروا عليها غير مقلعين عنها ولو تكرر منهم الذنب تابوا منه كما قال الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده : حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل وغيره قالوا : حدثنا أبو يحيى عبد الحميد الحماني عن عثمان بن واقد عن أبي نضرة عن مولى لأبي بكر عن أبي بكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة " ورواه أبو داود والترمذي والبزار في مسنده من حديث عثمان بن واقد - وقد وثقه يحيى بن معين به - وشيخه أبو نصر المقاسطي واسمه سالم بن عبيد وثقه الإمام أحمد وابن حبان وقول علي بن المديني والترمذي : ليس إسناد هذا الحديث بذاك فالظاهر أنه لأجل جهالة مولى أبي بكر ولكن جهالة مثله لا تضر لأنه تابعي كبير ويكفيه نسبته إلى أبي بكر فهو حديث حسن والله أعلم . وقوله " وهم يعلمون " قال مجاهد وعبد الله بن عبيد بن عمير وهم يعلمون أن من تاب تاب الله عليه وهذا كقوله تعالى " ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده " وكقوله " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " ونظائر هذا كثيرة جدا . وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد أنبأنا جرير حدثنا حبان هو ابن زيد الشرعبي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال وهو على المنبر " ارحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم ويل لأقماع القول ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون " . تفرد به أحمد .

 

(آل عمران:136)

 

ثم قال تعالى بعد وصفهم بما وصفهم به " أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم " أي جزاؤهم على هذه الصفات " مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار " أي من أنواع المشروبات " خالدين فيها " أي ماكثين فيها " ونعم أجر العاملين " يمدح تعالى الجنة .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمه الله بركاته

 

اخواتي في الله مشتاقه لرؤيه الرحمن واختي طاهره بارك الله فيكما ونفع الله فيما تكتبوه وجعلنا الله واياكم من التائبين الاوابين اليه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×