اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

نداء إلى ملك الموت!!

المشاركات التي تم ترشيحها

img_1421828492_453.gif

 

 

كُتِبت منذ سنوات هذه الكلمات، وأقرأها حين أشكوا الفتور:

زاره ملك الموت على غفلة..

لم يحسب أنه سيراه يوما إلا بعد أن نزل به.

وضُرِب الحجاب على عيون من حوله إلا عينه، فرأى ما لا يراه الحاضرون:

{فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}

[ق من الآية: 222]

.

وعندها علا صراخه وسط الحجرة:

لا يا ملك الموت.. ارجع إلى ربك..

فاسأله: ما بال المغفرة التي وعدنيها؟!

والرحمة التي أطمعني فيها ؟!

أتوسَّل إليك أيها الملَك... استأذن الله أن يمد في عمري ساعة.. أذل فيها بين يديه وأتوب.. وأبكي على ما سلف مني من الذنوب.. أكفِّر سيئاتي بحسناتي.. وأبدِّد غفلاتي بطاعاتي.. أُقبِّل يد والديَّ.. أردُّ المظالم إلى أهلها.. ومالي الذي ألهاني وأطغاني.. أنخلع منه كله طاعة لله ورسوله.. إن كان هذا سيصلح فداءً لي من الجحيم.. اشفع لي عند ربك أيها المعصوم.. اسأله أن يقبل عبده الجهول الظلوم.. أتوسل إليك.. لا تقبضني هذه المرة.. ولا على هذه الحال.. فإني أخشى ربا شديد المحال.. يا ملك الموت.. يا من لم يعص ربه مرة.. ارحم من عصى ربه كل مرة... أجبني.. أرِح قلبي.. الخوف فتك بي، والرعب أهلكني.. ولم أعد أذكر من حسناتي أي شيء، وأذكر من سيئاتي كل شيء؟!! يا ملك الموت.. إن لم تمهلني ساعة فدقيقة.. وإلا فلحظة.. أجِّلني لحظة.. أحتاج لحظة أخِّرني لأتقدَّم... أمهِلْني لأستدرك.. أنا ما سمِعتُ أحدا سأل مثل مسألتي هذه فأجيب.. ولا طلب الإمهال منك فأُمهِل.. لكني طامع في كرمٍ ليس كأي كرم.. متوسلٌ إليك بعفو الله العفو الرحيم.. الذي ما ردَّ سائلًا ولا خذل راجيًا.

ثم ماذا حدث؟!

كانت المفاجأة!!

وحدثت المعجزة.. وأجيب إلى طلبه.. ومُدَّ في عمره.. وصار الحلم حقيقة.. والمحال في الإمكان.. فكاد صاحبنا يموت فرحًا، ويطير سرورًا وطربًا..

فماذا تُراه صنع في المهلة الجديدة والنعمة الفريدة؟

هذه القصة أوجزها العلاء بن زياد في سطر واحد؛ فقال:

"ليُنزل أحدكم نفسه أنه قد حضره الموت، وأنه استقال ربه فأقاله،

فليعمل بطاعة الله".

اقرأها كلما زارك الفتور ونسيت ضمة القبور..

 

خالد ابو شادى

 

 

23004537_1514442581965793_5161355474499419441_o.jpg?oh=0cf978327949c66379cf907dc714845a&oe=5A76BF1F

 

قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر : 18].

هذه وصية الله لنا معاشر المؤمنين، وصية من هو أرحم بنا من أمهاتنا، وأحن علينا من أنفسنا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ}: أي خافوا الله واحذروا عقابه، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه. {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ} أي ليوم القيامة، قال ابن كثير: “انظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة وسمي يوم القيامة غداً لقرب مجيئه”.

{ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ}[النحل:77].

{وَاتَّقُوا اللَّهَ}: كررها للتأكيد ولبيان منزلة التقوى التي هي وصية الله تعالى للأولين والآخرين

 

فاليقظة اليقظة يا عبد الله!!

لا يأتيك الموت وأنت غافل ساهٍ تركض في حياتك الدنيا تجري وراء متاعها الزائل غافلٌ عن الآخرة والآعمال الصالحة

{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}[المؤمنون: 99-100].

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر علمنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا، اللهم بصرنا بعيوبنا ونور أبصارنا وأصلح أحوالنا واهدنا إلى صراطك المستقيم.

 

 

الكلم الطيب

 

7ef806d99b84ccf7a8c0bb0e733066d3image49361161279.preview.jpg

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×