اذهبي الى المحتوى
غِــيثَـــة اآلريــســْ

مهَـــارات في التَّــعامل مع مواقع التواصُّــل الاجتمَـــاعي.. /

المشاركات التي تم ترشيحها

df51ca8a-4f8d-4b21-9091-07c53d3cc160.jpg

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ,,, وبعد

 

فإن من نعم الله تعالى على الإنسان أن جعله يفكر ويبدع , ويكتشف وينتج , فتجد وأنت تقرأ في تاريخ النتاج العقلي والإبداع الفكري مدى تلك الانجازات العظيمة والمخرجات الهائلة والتي تهدف إلى خدمة الإنسان وتساعده في عيشه وكسبه وتساهم معه في تكيّفه وتأقلمه مع تقلّبات الزمن وتحولات الحياة , ولا شك أن ذلك كله يعطي رسالة مهمة للجميع مفادها أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شي علما وأنه الهادي المبين سبحانه وتعالى , وأن تلك النعم الجليلة والعطايا العظيمة إنما هي من خزائن كرمه وسحائب فضله " وإن تعدو نعمة الله لا تحصوها .. الآية " .

 

ومن تلك النعم التي أنعم الله بها على عباده في هذا الوقت نعمة التواصل عن طريق التقنية أو ما يسمى بالتواصل الاجتماعي , فقد شاء الله أن تلد وتخرج في زماننا هذا , وقد سخر الله بعضا من خلقه ليخرجوا بأفكار عجيبة لها ويقدمونها للناس في تقنية عالية واحترافية متطورة مع سهولة في الاستخدام وقدرة في التعامل من جميع الأعمار والأجناس .

 

هذه المواقع قربت بين الناس وأحيت بينهم الروابط والعلاقات , وساهمت في تكوين المجتمعات الافتراضية , وفي تبادل الآراء والأفكار والتجارب , ولا شك أن في هذه المواقع الخاصة بالتواصل الاجتماعي الخير والشر , والحق والباطل , والطيب والخبيث , لذا كان لابد لاستخدامها الكثير من المهارة , وللعمل بها المزيد من المعرفة والإتقان خاصة أن منها المقروء والمسموع والمرئي , وتستطيع أن تصل من خلالها إلى خصوصيات الناس وهمومهم وأخبارهم ويومياتهم , وتستطيع أن تكوّن من خلالها التوجهات وتغيّر في الأفكار وتؤثر في المتلقين بشكل أو بآخر .

وإليك - أيها المبارك – مجموعة من المهارات في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي , الهدف من تبيينها وتعليم الناس بها أن نسخّر هذه المواقع في ما يرضي الله تعالى عنا , وأن تكون في أيدينا نعماً ننشر من خلالها الحق والخير والعلم والفضيلة للآخرين . وهي ما يلي :-

1. أن لا تكتب رسالة أو تنشر خبراً أو ترسل صورة أو مقطعاً مرئياً حتى تسأل نفسك لماذا ؟ فإن كان القصد ابتغاء ما عند الله فامض وسيبارك الله في صنيعك , وإن كان غير ذلك فراجع قلبك وعامل ربك جل وعلا .

 

2. التواصل مع الآخرين فيه أمانة يجب على المؤمن أن يراعيها , لذا فاعلم أنك تحت مراقبة ملائكة الرحمن " وإنّ عليكم لحافظين * كراماً كاتبين * يعلمون ما تفعلون " فلا تخدع أو تغش , ولا تخن أو تنقض العهد وأنت تتعامل مع الآخرين عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي .

 

3. على كل مستخدم لهذه التقنية أن يعلم أن مشاركته في هذه المواقع متى ما انتشرت فهي ليست ملكه وإن كان له أجرها وعليه وزرها , وأن ما نشره من كلام أو صور أو مقاطع مرئية فإنها من أثره الباقي , وبصمته بين العالمين فإن كانت خيراً فليبشر , وإن كانت شراً

فلا يلومنّ إلا نفسه .

وما من كاتب إلا سيفنى & ويبقي الدهر ما كتبت يداه

فلا تكتب بكفك غير شيء & يسرك في القيامة أن تراه

 

4. على المستخدم لهذه المواقع أن يكون إيجابياً في التعامل معها من خلال نشره للخير ودعوته للحق والعمل على إيضاح محاسن الإسلام , ونشر الآيات القرآنية ومعانيها وتفسيرها وكذلك نشر الأحاديث الصحيحة مع شرحها فقد قال عليه الصلاة والسلام " بلغوا عني ولو آية " , ولعل من نتاج هذه الإيجابية في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي أن يتعلم الجاهل وأن يرد على الضال وأن يحفز ويشجع صاحب العزيمة المتردد .

 

5. مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة سهلة التناول لدى الجميع لذا يسهل من خلالها نشر الكفريات والشركيات والبدعيات والمحرمات وغيرها سواء بالكتابة أو الصور أو المقاطع وغيرها , فعلى مستخدم هذه المواقع أن يكون صاحب قرار صادق وجاد حين يمر عليه جملة محرمة ملفتة , أو دعوى لفعل باطل , أو صورة تحتوي مشاهد مخزية بأن يحول بصره وتفكيره واهتمامه عنها وأن لا يستغرق في المشاهدة بدعوى حب الإطلاع أو غير ذلك من الحجج الواهية التي قد ترمي بصاحبها في بحور الفجور والفسوق .

 

6. مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة سهلة أيضا لنشر الكذب ولنقل الإشاعات وبث الخوف والخور بين الناس , فيلاحظ المستخدم لهذه المواقع التفسير الباطل للآيات والأحاديث , والأحكام الفقهية المرجوحة , والحديث الباهت عن العقائد والأصول , والفتاوى الملفقة والمكذوبة ..الخ , فيكون نتيجة نشرها بين الناس أن تسبب الفتن على مستوى الفرد والمجتمع والأمة بشكل عام , والواجب على كل مستخدم لهذه المواقع أن يتثبّت من كل ما يقرأ أو يسمع أو يشاهد , وأن لا يقوم بنشر شي ما لم يعرف مصدره , وقد قال عليه الصلاة والسلام " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " .

 

7. في مواقع التواصل الاجتماعي ما يسمى بالمتابعة وهي أن يتابع المستخدم موقعاً أو شخصاً تصله أخباره ويومياته ومقاطعه المرئية وصوره بشكل مستمر , إلا أن الملاحظ وللأسف الشديد أن تجد من شباب الأمة من يتابع الشخصيات الساقطة أو المواقع الهدّامة للفكر والأخلاق ويهتم بيومياتهم ويتابع تفاصيل حياتهم فيكون نتيجة ذلك أن يتأثر بأفكارهم المنحرفة وأساليبهم الرخيصة شعر بذلك أو لم يشعر , والواجب أن يتابع القدوات الصالحة والشخصيات المؤثرة إيجابيا في الأمة مصغياً لهم ومحفزاً لعطائهم ومشاركاً لهم في بذل المعروف ونشر الخير بين الناس .

 

8. يرد من مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الأخبار والأحداث المهمّة والمقالات المطوّلة والأفلام الوثائقية وغيرها والتي تستنزف وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً , وقد يكون أغلب ما في ذلك كله لا يهم المستخدم أو على الأقل ليس بأولى أولوياته , فتجده يجلس الساعات الطوال لا يشعر خلالها بتعب أو ملل فيضيع العمر وتقل الانجازات وتتسع مساحة البعد بين المستخدم وبين أهله وأبناءه وأفراد مجتمعه , والواجب أن يحدد المستخدم وقتاً لهذه المواقع وعليه أن لا يتنازل لهذه المواقع أن تأخذ وقتاً ليس لها ولو كان يسيراً .

 

بقلم

حسين بن سعيد الحسنية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×