اذهبي الى المحتوى
~*أم جويرية*~

**متميز **~فقه تربية الأبناء.. وطائفة من نصائح الأطباء~

المشاركات التي تم ترشيحها

post-4-1143804249.jpg

 

 

post-25272-1253861550.gif

 

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

 

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

تلخيصا لكتاب فقه تربية الأبناء.. وطائفة من نصائح الأطباء

للشيخ مصطفى العدوي حفظه الله

مقدمة:

أولا أريد أن أشير أن أول ما لفت إنتباهي لهذا الكتاب .. هو تسميته بالفقه، فهي المرة الأولي التي أقرأ فيها إسم فقه لتربية الأبناء.. ومن المعروف أن معنى كلمة فقه: أي ما يجب التفقه فيه أو فهمه وعلمه، فجعله الشيخ حفظه الله من الواجبات التي على المسلم معرفتها وفهما، وليس فقط من باب العلم بالشيء

فيبدأ الشيخ حفظه الله بذكر لماذا إختار هذه المادة وخصص لها كتاب، لأن الله سبحانه وتعالى كلف بني آدم بتكاليف، ومنها حسن رعاية الذرية وإصلاح النسل والسعي لاستنقاذ الأهل من النار، واستشهد بقوله تعالى { ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} ( التحريم 6)

وقوله { يوصيكم الله في أولادكم} (النساء 11)

وقول النبي صلى الله عليه وسلم:" كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعينه"( بخاري2554 /مسلم 1829)

وقوله صلى الله عليه وسلم:"وإن لولدك عليك حق"( مسلم)

ويقول أن الأبناء فتنة وابتلاء من الله، ليرى هل سنقيم فيهم حدود الله؟ هل سنشكر نعمته علينا؟ أم هل سنفتن بهم؟وغيرها من الأبتلاءات

 

يبدأ ببيان أن الهادي هو الله، وأن ما يفعله الوالدين من تربية إسلامية، هو فقط من باب الأخذ بالأسباب

لقوله تعالى{ من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولائك هم الخاسرون} (الأعراف178)... وغيرها من الآيات

 

وأن حتى الأنبياء لا يملكون هداية التوفيق لأحد

قوله تعالى{ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين} ( القصص56) وهي رسالة الله لنبيه صلى الله عليه وسلم عندما كان يناشد عمه أبا طالب أن يقول لا إله إلا الله وعمه يأبى!

وأيضا نوح عليه السلامعندما كان يلح على إبنه ويقول { يا بني اركب معنا ولا تكن من الكافرين} (هود42) ولكن الله لم يرد له الهداية

كما لم يملك إبراهيم عليه السلام الهداية لوالده { ياأبتِ إني قد جاءني من العلم ما لم يأتِك فاتبعني أهدك صراطا سويا* يا أبتِ لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا} (مريم43-44)

وانظر كيف هدى الله إسماعيل لإبراهيم عليهما السلام حيث قال له بعد رؤياه { يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} (الصافات102)

وكيف أن يوسف عليه السلام تعرض لظروف قاسية طزال حياته ولم يربه أبواه فترة طويلة، ولكن الله هو الذي حفظه، فالحافظ هو الله { خير حافظا وهو أرحم الراحمين} ( يوسف 64)

وموسى عليه السلام ، طفل رضيع تربّى في بيت فرعون، بيت الكفر كله! ولكن حفظه الله وكان نبيا!

وأكبر مثال على ذلك، النبي صلى الله عليه وسلم، ولد في بيئة كلها كفر ولكن حفظه الله تعالى وأصبح خير خلق الله

وعلى عكس ذلك، الغلام الذي قتله الخضر، فكان أبواه صالحين، ولكن طبع الغلام فاسدا {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا} (الكهف80)

 

وبذلك، فعلى الوالدين الدعاء أن يرزقهما الله الذرية الصالحة، وفي القرآن العديد من أمثلة دعاء الصالحين بصلاح الذرية

{ ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما} ( الفرقان74)

{رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سمبع الدعاء} (آل عمران 38)

كما أن النبي صلى الله عليه وسلم، دعا لأبنائه وغيرهم، ففي ذلك تحقيق لوجوب الدعاء بصلاح الذرية، فمن حديث أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذه والحسن ويقول " اللهم إني أُحبهما فأَحبهما" (بخاري 3747)

 

ونهى الرسول أيضا عن الدعاء على الأبناء فقد توافق تلك الدعوة ساعة إجابة فيشقى الأبناء بذلك

فقد جاء في حديث جابر الطويل أن رجلا قال لبعيره: شأ لعنك الله!، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من هذا اللاعن بعيره؟" قال أنا يا رسول الله، قال:" انزل عنه فلا تصاحبنا بملعون! لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم، فلا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجب لكم" (مسلم 3009)

 

يتبع بإذن الله

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

جزاك الله خيرا أخيتي..وبانتظارك..

ولا أريد أن أشير أن أول ما لفت إنتباهي لهذا الكتاب .. هو تسميته بالفقه، فهي المرة الأولي التي أقرأ فيها إسم فقه لتربية الأبناء.. ومن المعروف أن معنى كلمة فقه: أي ما يجب التفقه فيه أو فهمه وعلمه، فجعله الشيخ حفظه الله من الواجبات التي على المسلم معرفتها وفهما، وليس فقط من باب العلم بالشيء

بالطبع حبيبتى علينا تعلم كيفية تربية أبنائنا قبل مجيئهم وعدم (التجربة فيهم) كما يقال..

نسأل الله أن يربى لنا أولادنا فنحن مهما فعلنا فالله هو الموفق..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

ما شاء الله

رائع حبيبتي ام جويرية

نتابع معكِ بشوق يا حبيبة ان شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

وينبه الشيخ حفظه الله أن لصلاح الوالدين وأعمالهما الصالحة عظيم الأثر في صلاح الأبناء ونفعهم في الدنيا والآخرة، فبركة الأعمال ومجازاة الله بها أو شؤم الأعمال السيئة وعقاب الله عليها قد يكون في الأبناء

لقوله تعالى { وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا} ﴿ الكهف)٨٢

 

ومن آثار الأعمال الصالحة أيضا تأسي الأبناء بها، فاتقِ الله أيها الأب وأيتها الأم في أبنائكما وبناتكما وكونا أسوة حسنة لهم بحسن الخلق وكريم طبعكما وجميل الخصال وقبل ذلك كله، تمسكما بدينكما وحبكما لربكما ونبيكما

ولا تنه عن خلق وتأتي مثله، فهذا من العار عليك! فكيف إذا واجهك ولدك بذلك ، فبماذا يمكن أن تجيب وقتها!!

وقد نهى الله عن هذا الفعل فقال { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴿٢﴾ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴿٣﴾} (الصف 2-3)

 

ويكون ثناء الناس على الأبناء بصلاح آبائهم أو توبيخهم لهم وتأنيبهم من سيء أعمال الآباء، ومما لا شك فيه أن لذلك تأثيرا على نفسية الأبناء ومعنوياتهمن فلا تحمّل أبنائك نتائج أعمالك السيئة وتدمّر حياتهم بذلك! فاتقِ الله أيها الآباء في ما قد يعيّر به أبنائكم لو كان لكم من الأعمال ما يعيّرون به.

 

كما ينتفع الولد الصالح بصلاح أبويه في الآخرة، حيث يُلحِق الله الولد الصلاح بوالده إن لم تكن أعماله الصالحة توصله لمنزلة والده في الجنة، دون أن يبخس ذلك من عمل الوالد شيء!

قال تعالى { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴿٢١﴾} ( الطور 21)

وبذلك فيجب على الزوج حسن إختيار أم أولاده، والزوجة أيضا تحسن إختيار لأبنائها أبا صالحا { وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ} ( البقرة 221)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فاظفر بذات الدين تربت يداك" (بخاري 5090 /مسلم 1466)

حيث يكونوا أزواجا صالحين من أسر طيبة صالحة، ذو علم بدينهم وعلى خلق حسن { الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ} (النور 26)

 

 

تحصينات للطفل قبل مجيئه:

 

وتكون باتباع السنن فيما يلي

 

دعاء الدخول بالزوجة :"اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جُبِلت عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جُبلِت عليه" ( حديث حسن أبو داود 2/616)

وعند جماعها " بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا" ( بخاري 9/228- مسلم 10/5)

 

وللحديث بقية بإذن الله..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

وماذا عند الولادة؟؟

يجب الرضى برزق الله تعالى، ذكرا كان أو أنثى، فالواهب هو الله { لِّلَّـهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ ﴿٤٩﴾ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴿٥٠﴾} (الشورى49-50)

 

فكم من بنتٍ كانت سببا في سعادة أهلها في الدنيا والآخرة؟ وكم من ولدٍ كان سببا في شقاء أهله!...

فهاهي مريم عليها السلام ولدت نبيا من الصالحين وهي خير مساء الدنيا، وفاطمة بنت محمد رضي الله عنها أم لسيدا شباب أهل الجنة وهي سيدة نساء أهل الجنة، فكيف بمقارنتهما مع ولد نوح عليه السلام!

وعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال" من ابتلي من البنات بشيء وأحسن إليهن كن له سترا من النار" (بخاري5995-مسلم)2629

وكما أن إنجاب البنات قد يورث إنكسارا لله وتواضعا، عكس ما قد يورثه إنجاب الأولاد من كبر وعجب وغرور، فيشقى في الآخرة بذلك

 

 

تعويذ المولود عند ولادته: وذلك كما قالت إمرأة عمران عند ولادتها لمريم عليها السلام { فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴿٣٦﴾} (آل عمران 36)

وأيضا رقية المولود تحصينا له من العين والشيطان، وهي مشروعة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى وجه حارية لأم سلمة بها سفعة فقال لها:" استرقوا لها فإن بها النظرة" (بخاري5739/ مسلم2197)

 

ويوصى بعدم بغض المولود لدمامته وقلة جماله، فليس للمولود من أمره شيء، ولا لك من الأمر شيء، وقد يكون برغم ذلك عند الله وجيها! {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٦﴾{ (آل عمران 6)

ناهيك عما في ذلك عدم رضى بقضاء الله!

 

ومن السنن المتبعة أيضا تحنيك الصبيان والدعاء لهم بالبركة، ففي حديث عن عائشة رضي الله عنها" أن الرسول كان يؤتي بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم" (مسلم2147)، والتحنيك هو أن تأتي بتمر ممضوغ وتحركه في فم الرضيع وتخرجه

 

ومن حق ولدك عليك، إختيار إسم حسن له، فلا تسميه بإسم يضايقه أو يجلب له العار، فهذه أمانه! وكم جميلا لو تسميه بأسماء الصالحين والأنبياء، ففي ذلك تأسّي بهم، وكان ذلك دأب الصالحين على مر الزمان

ففي حدبث المغيرة بن شعبة قال: لما قدمت نجران سألوني فقالوا: إنكم تقرأون { يا أخت هارون} وموسى قبل عيسى بكذا وكذا، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك فقال" إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم" (مسلم2135)، وكم قال ابن القيم رحمه الله: أكثر السفلة أسمائهم تناسبهم، وأكثر الشرفاء أسمائهم تناسبهم

ولا بأس من تكنية الصغير، بأن تقول له يا أبا فلان أو يا أم فلان كما في حديث "يا أبا عمير، ما فعل النغير؟"

ويجوز أن يقول الرجل "يا بني" لغير ولده فعن أنس قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا بني" (مسلم2151)

 

ويسن ويستحب أن تعق عن ولدك، شاتان عن الولد وشاة عن البنت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل غلام رهينة بعقيقة، تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى" (أبو داود2838/ الترمذي 1522)

 

ومن أكبر الكبائر أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ﴿٣١﴾} (الإسراء 31)

كما أن كثرة النسل مستحبة، قال النبي صلى الله عليه وسلم"تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم" (بخاري 7520/مسلم86)

 

ويسن لك المحافظة على تعويذ الأبناء صباحا ومساء، وبين الحين والآخر، ويا حبذا لو تعلمهم تعويذ أنفسهم كما كان يفعل النبي

منها التفل بين اليدين ثم قراءة المعوذات وتمسح بها على جسد الطفل ثلاثا، ومنها ما كان يعوذ به النبي الحسن والحسين رضي الله عنهما " أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة وكل عين لامة" (بخاري مع الفتح )6/408

وحديث غفل عنه الكثير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا جنح الليل-أو أمسيتم- فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من الليل فحلوهم فأغلقوا الأبواب واذكروا إسم الله فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا وأوكوا قربكم واذكروا إسم الله وخمّروا آنيتكم واذكروا إسم الله ولو أن تعرضوا عليها شيئا واطفئوا مصابيحكم" (بخاري 5623-مسلم 13/182

 

يتبع بإذن الله..

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

الإهتمام بنظافة الأطفال:

وهو واجب ومستحب بأدلته { يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴿٣١﴾ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّـهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٣٢﴾} (الأعراف31-32)

وقوله تعالى {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴿٤﴾} (المدثر4)

وقول النبي صلى الله عليه وسلم :"إن الله جميل يحب الجمال" (مسلم91)

ومن إضاعة الأبناء تركهم مهملين متسخين الثياب والأجسام

ويغسل الثوب من بول الجارية وينضح من بول الصبي، ذلك ما لم يطعما، فإذا طعما فيغسل من الإثنين، ففي حادثة أن الحسن أو الحسين بال على صدر النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء أبو السمح ليغسله فقال له" يغسل من بول الجارية ويرش من بول الغلام" ( مسلم158/أبو داود376)

 

الختان: وهو واجب في حق الصبيان، ومستحب في الإناث (إذا استوجب الأمر) ففي حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال "الفطرة خمس، الختان والإستحداد وقص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط" (بخاري5891- مسلم1/541)

 

وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن القزع: وهو حلق بعض الرأس وترك بعضه، ناهيك عمّا في ذلك من تشبه بالكفار والعصاة!

 

مسألة: هل الأولى للأرملة الزواج أم البقاء على تربية الأبناء؟

يختلف ذلك من إمرأة لأخرى، فقد تكون صغيرة ذات شهوة فالأولى لها الزواج لتعفّ نفسها، أو أنها لا تقوى على الأبناء وحدها ومصاريفهم فتتزوج من يساعدها ويعولها، أما إذا كبرت وذهبت شهوتها أو تستطيع أن تقوم بواجبات التربية وحدها وزواجها قد يؤثّر على اهتمامها بالأبناء، فتتركه ولها الأجر من الله..

 

ومن مظاهر المودة ومحبة الأبناء، تقبيلهم، وقد ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقبّل فاطمة، وأبو بكر يقبّل عائشة رضي الله عنهم

فمن حديث عائشة قالت: جاء أعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: تقبلون الصبيان ولا نقبّلهم، فقال النبي "أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة!" (بخاري5998/ مسلم2317)

 

صور من مزاح النبي مع الأطفال ورحمته بهم ورفقه:

-من حديث عائشة قالت:" كان الحبش يلعبون فسترني رسول الله وأنا أنظر فمازلت أنظر حتى كنت أنا أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو" (بخاري51290)، فمعنى ذلك أن للطفل طاقة ليخرجها فلا يؤخذ للجد طوال الوقت ولا للهو واللعب طوال الوقت، بل يراعى مصلحته وقدراته وهمته وعمره

-حديث أنس بن مالك قال: إن كان النبي ليخالطنا حتى يقول لأخٍ لي صغير" يا أبا عمير، ما فعل النغير؟" وكان قد مات طائره الصغير الذي يلعب به، فمن فوائد الحديث:

جواز تكنيه الصغير، جواز الممازحة، التلطف بالصغير، جواز لعب الصغير بالطير، مخاطبة الأطفال على قدر عقولهم

-حديث البراء بن عازب قال: رأيت النبي والحسن بن علي على عاتقه يقول" اللهم إني أُحبه فأحبه" (بخاري3749/مسلم2422)

-حديث قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إني أقوم في الصلاة، وأنا أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي، كراهية أن أشق على أمه" ( بخاري868)

 

يتبع بإذن الله..

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكِ ونفع بكِ أخت أم جويرية (:

 

وجدت رابط النسخة الكاملة للكتاب حتى إذا أرادت أي أخت الاستزادة:

http://www.waqfeya.com/book.php?bid=805

 

وهذا رابط تحميل الكتاب:

http://s203841464.onlinehome.us/waqfeya/books/14/1364.rar

 

 

في انتظار الباقي بشوق أخية (:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

للعب أوقات:

وديننا يحث على الترويح عن الأطفال واللعب، بعيدا عن المحرمات وما فيه إثم، ومن المستحب أن يمارسوا الألعاب التي فيها فائدة للعقل والجسم مثل السباحة والرماية وركوب الخيل، كما ورد نهي عن عبث الأطفال بالسلاح، فقد ورد في حديث عن جابر بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتعاطى السيف مسلولا (أبو داود2588)

ولا يلعب الأبناء الألعاب التي يعتلي فيها بعضهم بعضا وما فيها من إثارة الشهوات ونشر الفساد والله لا يحب الفساد، كما ورد النهي عن الألعاب التي تحتوي على النرد أو الزهر أو ما شابهها مثل الدومينو والطاولة فقد جاء في حديث عن رسول الله صلى الله عليه أنه قال" من لعب بالنردشير صبغ يده في لحم خنزير ودمه!" (مسلم2260)

وأما الشطرنج فهو مكروه لدينا ولكن ورد أن البعض قام بالقياس على النرد فنهى عنه ولكن لا وجه للقياس، وبالطبع يجب تجنب القمار والميسر، وتجنب ألعاب ضرب الوجه مثل الملاكمة لعموم النهي عن ضرب الوجه لقوله صلى الله عليه وسلم "إذا قاتل أحدكم أخاه فاليجتنب الوجه" (مسلم2017)

ونهى رسول الله عن الأجراس فقال "الجرس مزمار الشيطان"(مسلم2114)، بالطبع لا للألعاب المصاحبة بالموسيقى والغناء فقد قال صلى الله عليه وسلم" ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف" (بخاري 5590)

ولا تُعودهم على نحت التماثيل وتصوير ذات الأرواح حتى لا يتعلقوا بها ويتقنوها فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث فيها نهي وزجر لذلك، عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إن الذين يصنعون هذه الصور يعذّبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم" (بخاري4951/مسلم2108)

ومن منطلق أن للعب أوقات، فلا تدعهم يلعبون في أوقات الصلة خاصة صلاة الجمعة فقد ورد نهي عن البيع في ذلك الوقت وهوالمباح ذو أولوية عن اللعب بالطبع! قال تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّـهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٩﴾}(الجمعة9)

 

ساعةٌ وساعة:

نعم، فيجب تنظيم أوقاتهم، فساعة للعب وساعة للإجتهاد ، فقد جعل الله كل شيءٍ بقدر

ويجب تدريب الصغار على الطاعات منذ الصغر، فقد قال صلى الله عليه وسلم" مروا اولادكم بصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم ابناء عشر، وفرّقوا بينهم في المضاجع" (أبو داود495)، فأمرهم بالصلاة قبل التكليف وهم في الصغر ليعتادوا عليها، ولكن يجب مراعاة ألا يثكلّفوا فوق طاقتهم ولا يُعهد اليهم بعمل لا يتحملونه فقال تعالى { لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ} (البقرة 286)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الخدم" ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم" (بخاري30/مسلم1661) فما بالك بأبنائك؟!

وعليك بتخفيف العتاب، فللأطفال قدرات عقلية مختلفة ومختلفة بالتأكيد عن الكبار! فعليك ألا تؤاخذهم بكل شيء يصدر منهم، فآخذهم ببعض أعمالهم وتجاوز عن البعض فقد اقل أنس رضي الله عنه" خدمت رسول الله عشر سنين والله ما قال لي أُفّا قط ولا قال لي لشيء فعلته لم فعلت كذا وهلّا فعلت كذا"!

( بخاري2768/مسلم2309) فإذا فعل الطفل شيء فاسد فعليك توجيهه ونصحه لأن الله لا يحب الفساد

 

التحريض على الخير والتشجيع:

فيجب تحريضهم على فعل الخير وتشجيعهم عليه، ففي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قتل الطفلان أبو جهل في المعركة فأخبراه بذلك فقال:" أيكما قتله؟" قال كل واحد منهما أنا قتلته فقال " هل مسحتما سيفيكما؟" قالا لا ، فنظر في السيفين فقال :"كلاكما قتله" تشجيعا لهما

وأيضا عندما رسول الله صلى الله عليه وسلم لإبن عباس رضي الله عنه، قال" ضمني رسول الله الي صدره وقال " اللهم علمه الحكمة" (بخاري 3756) فكان بتلك الدعوة من فقهاء الأمة!

ولكن يجب متابعة الآباء لأبنائهم، هل أورثهم هذا الثناء والتشجيع زيادة في الخير أم أورثهم كبرا وغرورا؟!

ومن الآداب التي تشجّع الأبناء وتعلمهم خلق الإسلام، إلقاء السلام عليهم ففي حديث أنس أنه مر على صبيان فسلّم عليهم وقال كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله (بخاري بالفتح11/32-مسلم15/1)

ومنها تشميت العاطس فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله وليقل له أخوه أو صاحبه يرحمك الله فإذا قال يرحمك الله فليقل يهدكم الله ويصلح بالكم"(بخاري6224)

ومنها آداب التثاؤب، فب حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل" (مسلم2992)

 

ويتبع بإذن الله..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

ومن الأشياء التي تشجّع الأبناء أيضا، هو استئذان الأبناء عند أخذ شيء من حقوقهم، ففي حديث سهيل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره مشايخ فقال للغلام "أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟" فقال الغلام: لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحدا، قال: فتفه رسول الله في يده (بخاري5620/مسلم2030)

وإذا أخذت من الأبناء ما يظنون أنه من حقوقهم وليس من حقهم، فبين لهم سبب ذلك جبرا لخواطرهم وتطيبا لنفوسهم، فمن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقات فجعلها في فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كخ كخ ارم بها، أما علمت أنّا لا نأكل الصدقة !" (بخاري 1485/ مسلم1069)

ويشرع أيضا استشارة الأبناء فيما يفهمونه في بعض الأحيان ما لا يفهمه الآباء! قال تعالى { وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴿٧٨﴾ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَاعِلِينَ ﴿٧٩﴾} (الأنبياء78-79)

أمامة الصبيان في الصلاة فهو من صور تشجيعهم ما داموا حفظة لكتاب الله، فمن حديث عمرو بن سلمة لما جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم"..فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآنا،" فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا مني لما كنت اتلقّى من الركبان فقدّموني بين أيديهم وأنا ابن ست أو سبع سنين.." (بخاري 4302)

ومن الأمور التي تزيد من تشجيع الصبيان عيادتهم عند المرض، فالأمر بعيادة المريض عام فيدخل فيه الصبيان أيضا، وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يمرض له غلاما يهوديا كان يخدمه فأتاه النبي يعوده فقال "أسلم" فأسلم (بخاري 5657)

كما أن ذلك في ذلك أثر طيب في نفس المريض وجذبه للصلاح

 

محبة مع عدلٍ وانصاف:

فمحبة الرجل بعض أبنائه عن بعض لا بأس بها ما لم يصاحبها ظلم وجور وتجاوز على حقوق باقي الأبناء، فالمحبّة شيء جبلّي من عند الله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن خديجة "إني قد رزقت حبها" (مسلم 1888)، وقد قال الله تعالى { ۞ لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ﴿٧﴾ إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٨﴾} (يوسف7-8)

، ولا ضير من ذلك، فالولد المطيع البار المصلي خير وأفضل من السفيه العاق الطائش، ولكن على الوالد ألا يبالغ في إظهار هذه المحبة إلا لعلة، مثل تشجيع الآخرين، حتى لا يُورِث ذلك الإبن كبر وغرور وجور على حقوق الاخرين، وحتى لايُرِث ذلك الحقد والغل الأبناء الآخرين، فها هم أخوة يوسف يصفون أبوهم بالضلال ويدبّرون لقتل يوسف لمحبة أبيه له! { إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٨﴾ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ﴿٩﴾} (يوسف8-9)

ومن ثمّ أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعدل في الهبات، فقال البعض باستحباب ذلك، والبعض قال بالوجوب، فقد قال النبي للرجل الذي أعطى ابن له عطية دون سائر ولده فقال له رسول الله "أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟"، قال لا، قال "فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" (بخاري 2587/مسلم1623)

 

يتبع بإذن الله..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

الأهل والإنفاق:

 

وينبه الشيخ أن للأهل والأولاد الحق في الإنفاق عليهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "واليد العليا خيرٌ من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول" (بخاري 5355)

ويعطى الولد بحسب حاجته بلا تبذير ولا تقتير، فالصغير لا يعطى مثل الكبير، واحتياجات البنت تختلف عن احتياجات الولد، والتقي الذي يشتري من مصروفه شرائط للقرآن وكتيبات وينفق في سبيل الله ليس كمثل غيره، وأما السفيه، فهذا يحتاج الى دقيد النظر في أحواله والضابط في التصرف معه لقوله تعالى { وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّـهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ﴿٥﴾} (النساء 5)

وإذا كان الأب شحيحا، فلم يعطِ أهله، فللزوجة أن تأخذ من ماله وتنفق بالمعروف ولو من دون علمه، ففي حديث عن عائشة أن هند بنت عتبة قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، فقال صلى الله عليه وسلم" خذي ما يكفيكِ وولدك بالمعروف"(بخاري5364/مسلم1339)

ولا ينبغي لأحد أن يضيّع أولاده ولو بعض موته، فلا يبدد أمواله ولا يُوصي بها كلها لغيرهم، فقد قال صلى الله عليه وسلم للرجل الذي أراد أن يتصدّق بماله "الثلث، والثلث كثير! إنك إن تذر ورثتك أغنياء، خير من أن تذرهم عالة يتكفَّفون الناس" (بخاري 1295/مسلم 1628)

ويجب الأخذ في الإعتبار أن لا وصية لوارث، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله قد أعطى كل ذي حقٍ حقّه فلا وصية لوارث" (سنن ابن داود2870/ الترمذي2120)

 

الأبناء والأسرار:

 

وعلى الوالدين أن يعلّما الأبناء حفظ السر، فليست كل الأمور يُخبر بها وتخرج،، وقد يختص بعض الأبناء بالأسرار دون الآخرين (مثل الزوجات)

بحسب ما لديهم من فطنة وعقل، فهاهه فاطمة رضي الله عنها تدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجلسها ثم يسرّ لها حديث فتبكي ثم يسرّ لها بآخر فتضحك، فسألتها عائشة رضي الله عنها عنه فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله! فلما قبض سألتها فقالت: أسرّ الي " إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي" فبكيت، فقال" أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة-أو نساء المؤمنين-؟؟" فضحكت لذلك (بخاري3623/مسلم2450)

 

محبّة ورفق مع عدلٍ وحزم:

وبذلك فيجب الجمع بين المحبّة والرحمة والرفق مع الأدب والحزم والعدل، فهاهو أُسوتُنا يقول في حد من حدود الله "والذي نفس محمد بيده، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت، لقطع محمد يدها!" (بخاري1788/مسلم1688)

ذلك وهي أحب أبنائه إليه صلى الله عليه وسلم

فمع المحبة والرحمة لا يمتنع التأديب والتوجيه، ففي حديث عمر بن سلمة قال: كنت غلاما في حجر رسول الله وكانت يدي تطيش في الصفحة فقال لي "ياغلام، سمّ الله وكل بيمينك، وكل مما يليك" (بخاري 9/521-مسلم2022)

 

ومن المشروع دفاع الوالد عن أبنائه ومحبة الخير لهم إن كان في الحق، وهو شيء جبلّي، فإن ظُلم فانصره مالم يعتدي وعاى قدر الظُلمة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما" قالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟، قال" تأخذ فوق يده" (بخاري 2444)

 

هيبة الوالدين:

فيجب أن تكون هناك هيبة للأبوين ذلك حتى يسمع لهم ويطاع، ويتحقق ذلك بأمور بعد توفيق الله سبحانه:

- الإحترام المتبادل بين الزوجين، وإقامة حدود الله فيما بينهم

- تعليم الأبناء الكتاب والسنة ومن ثم حق الوالدين وجوب طاعتهما

وهناك أمثلة كثيرة في القرآن تحث على طاعة وبر الوالدين، ونذكر منها

{ وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } (النساء 36)

وقوله { وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ۖ وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۚ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٨﴾ } (العنكبوت 8)

ومن الأحاديث: من حديث ابن مسعود قال سألت أي الأعمال احب الى الله عزوجل قال" الصلاة على وقتها" قلت ثم أي؟، قال "ثم بر الوالدين" قلت ثم أي؟ قال "الجهاد في سبيل الله"، قال حدثني بهنّ ولو استزدته لزادني (بخاري10/400/مسلم85)

فيأيها الأب: لا تهن الأم وتحقرّ من شأنها أمام الأبناء، إن أردت فبينكما واستر عليها، ففي ذلك ستر للمؤمن وهو محمود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"ومن ستر مؤمنا ستره الله في الدنيا والآخرة" (بخاري2442/مسلم2580)، فقد يخطيء الطفل في غيابك فتأتي الأم لتعاقبه فلا يردع لها أو ينهرها ويقول لها سأقول لأبي ليضربك أو يهينِك! فلا تضيّع هيبتها

وأنتِ أيتها الأم: لا تنشزي على أمر زوجك وتحقّريه وتعصي أمره فتفشل حياتك وحياتك أبنائك وخاصة بناتك من بعد، وإن كان زوجك صبور فقد لا يملك أزواج بناتك صبره! فعليكِ أن تكوني قدوة حسنة لهن، وعلميهن أمور دينهن من صلاة وصيام والطهر من الحيض، وما يجوز للزوج أثناء الحيض منهن، وأنه لا يجوز له مباشرتهن من الدبر فهو حرام، وعلميهن أمور المنزل بحسب سنهن وطاقتهن، فهي أمور يجب على الفتاة معرفتها لتكون زوجة المستقبل، فخير نساء الدنيا كنّ يقمن بواجبات المنزل، فهاهي فاطمة بنت محمد تأتي لأبيها تشكو إليه أثر الرحي في يديها!

فيجب عليكما أن تظهرا بمظهر الترابط وتوحّد الكلمة، فلا تتضارب آراءكما ولا تتبادلا الشتائم والسباب

 

ويتبع بإذن الله..

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

بارك الله فيك غاليتي أم جويرية :)

اللهم بارك تلخيصك رائع جدا للكتاب

 

حفظك الله و أهليك و أعاننا على تربية أولادنا التربية الصحيحة السليمة دون زيادة أو نقصان

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

اختيار موفق و تلخيص نافع

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة

و جعل عملكِ في ميزان حسناتك

 

نتابع معكِ إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛

 

أخواتي وحبيباتي

بسمة الرضى وأم سهيلة وسجدة55

 

بارك الله فيكن وعلى مروركن يا غاليات

وتابعن معي بإذن الله

 

وأسأل الله أن تنتفعن به، وأن يجعل عملنا خالص لوجهه، وأن يحفظ الشيخ ويبارك في علمه وعمره

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

الأدب مع الكبار:

 

ينبغي أن يُعلِّم الرجل أبنائه الأدب مع الكبار سواء أخواتهم الكبار أو غيرهم من كبار السن، فكما الصغير يُرحم، فإن الكبير يُوقّر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس منا من لم يعرف حق كبيرنا ويرحم صغيرنا" (أحمد2/207-بخاري الأدب الفرد355)

 

التأثير على الأبناء:

يجب الأخذ في الإعتبار أن هناك مؤثرات تؤثر على تربية الأبناء وسلوكياتهم، فليس للوالدين كل التأثير على الأبناء منها : إخوانهم وأقاربهم، الملاء والأصدقاء والجيران، معلموهم، وسائل الإعلام، طبيعة البدان ومكان المعيشة (من عادات وتقاليد..)، الأماكن التي يقضي فيها الطفل أغلب أوقاته، الأضياف، الرحلات والزيارات.. فيجب ملاحظة هذه المؤثرات ومحاولة توجيهها لما ينفع ولا يضر، فيجب ملاحظة الآتي:

 

سلوك الولد مع أبنائه:

فيجب على الصغير إحترام الكبير، وعلى الكبير العطف على الصغير، ويجب التفرقة في المضاجع لعموم الحديث ".. وفرقوا بينهم في المضاجع" ( أبو داود495) وذلك لما في النوم تكشّف للعورات واحتكاك بين الأجسام يهيج على الشر ،وفضلا عن هذا وذاك الأنفاس والروائح والأمراض تنتقل بذلك

وأما متى يكون التفريق هل " وهم أبناء سبع" أم " وهم أبناء عشر" كما في الحديث، فقد إختُلف في ذلك، ويرى الشيخ أن التفريق محله إذا وجد الفساد وإذا وجد المرض والأذى في أي سنٍ كان

كما يجب مراعاة ملا بس الفتيات أمام أخوانهن الذكور، فلا تكون مما يثير الشهوات.. وليس الأبناء فقط، بل على الأم والأب مراعاة ملابسهم أمام أبنائهم، مما قد يحرّك الكامن، والله لا يحب الفساد، ففي الآيات من سورة النور{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٨﴾ وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٩﴾} وهي آيات آداب الإستئذان للمميز قبل الدخول على أبويه، لأن هذه الأوقات هي مظنة الجماع أو الرحاة والتكشّف، وذلك حتى لايرى الأبناء ما قد يلوث فكرهم البريء، وبالطبع فلا تترك الأبناء لمشاهدة الأفلام المليئة بالرذيلة وإثارة الشهوات، فهم أمانة عندك فاحفظها!

 

فكن أبا غيورا على بيتك وقوّاما ولا ترضى بالفاحشة مقرّا لبيتك، وعلمهم الأحاديث التي تحث على عدم الإختلاط والحد من الفساد مثل "لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما" (مسند أحمد1/18) وأيضا "إياكم والدخول على النساء" (بخاري5232/مسلم ص1711)

 

الأبناء والأصدقاء:

 

فالواجب على الآباء تجاه أبنائهم حثّهم على إختيار الصديق الصالح، وأن توضّح لهم المنافع والخير وراء ذلك، وتحذيرهم من الصديق السيء الشرير، فعن الرسول صلى الله عليه وسلم" إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة" (بخاري5534-مسلم2628)

وقوله تعالى{ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴿٦٧﴾} ( الزخرف67)

وقل له وانصحه كما فعل لقمان ونصح ولده، فقل له: لا تصاحب عاق لوالديه، ولا قاطع رحم، ولا شارب للدخان، ولا الكذابين والمغتابين والنمّامين، ولا لاعبي القمار، ولا آكل أموال الناس بالباطل وهكذا..

 

هل يتجسس على الصغار ويراقبوا؟

إذا عُلم على الطفل الشر والفساد، فلا بأس من من تتبع إخباره ومراقبت تصرفاته، فمثلا إذا عُلم إنه يشرب الدخان فتشم رائحة فمه وتسأل عنه زملائه، ذلك لتمنع شره وفساده {وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴿٢٠٥﴾} (البقرة205)

 

واحرص على إختيار المعلم الصالح التقي المصلي الورع من خشية الله فتدفع بأبنائك إلى أيد آمنه

وكذلك الخادمات الصالحات الائي يعرفن ربهم ويوقّرن نبيهم فهن بمثابة الأم في مجالستهن للأطفال، ويحذر الخلوة بها سواء الأب أو الأبناء المميزين أو البالغين

ولتعلم أيها الأب وأيتها الأم، أن معاملاتكما مع الجيران تنعكس على الأبناء، أولا بتعليمهم إحترام الجيران وحقوقهم، ثانيا بمحبة الجيران لهم والإحسان اليهم بحسن معاملتكما معهم

 

ولطبيعة البلدان وأماكن العيش الأثر الكبير في سلوك الأبناء، ولذلك شرعت الهجرة من أرض الفساد الى أرض الصلاح، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم " يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شغف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن" (بخاري 19)، فالإبن يخرج من البيت فيرى الأطفال في الشوارع بمناظر غير مهذبة، والبنت ترى السافرات المتبرجات فيتعلمون منهم الفساد

 

وكذلك الرحلات وأماكن التواجد لها كبير الأثر على الأطفال، فالإبن الذي يربّى في المساجد وحلقات للقرآن ليس كالإبن الذي يربّى في المقاهي والملاعب، ولكن لا يمنع ذلك من الترويح عنهم، ولكن خذهم للأماكن التي ليس بها منكرات، فيالها من نزهة جميلة الى حديقة الحيوان وما فيها من تفكّر في خلق الله

 

ويتبع بإذن الله..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

الأبناء والأضياف:

 

فلأضياف البيت تأثير على الأبناء، بما يصاحبهم من عادات وتقاليد وأخلاقيات، فاعمل على إختيار الأضياف، وقم بملاحظة سلوك الأبناء حينها مثل أثناء الطعام وإتباعهم لآداب الطعام وغيرها، فلا إفراط بكثرة السؤال والإختلاط بهم الزائد، ولا تفريط بحبسهم تماما وعدم ظهورهم للأضياف، ففي التعامل مع الأضياف تعليمهم لتوقير الكبير والترحيب بهم والأخذ من علمهم والتعلم من تجاربهم، ولكن مع كل هذا فيجب الحذر، فليس كل الأضياف صالحين، فاحذر أصحاب القلوب المريضة الذين قد يشتهوا الأبناء! قال تعالى {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} (الأحزاب32)

 

هل يضرب الإبن لتأديبه؟

 

هي مسألة لها فقهها، فالمواقف تختلف، حسب بشاعة الفعل واستقباحه، وحسب معرفة الأبن لإثم الفعل وخطورته أم يجهل ذلك، مع الوضع في الحسبان قول النبي صلى الله عليه وسلم "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه" (مسلم2594)، ولذلك يجب الرفق أولا بالكلمات والوعظ والترغيب، وإن لم يردع فبكلمات تحمل نوع من الزجر والترهيب، وإن لم تنفع حينئذ قد يجدي الضرب، ويختلف ذلك بحسب حال الأبن، فهناك من يردع بنظرة عين ومنهم من لا يردع إلا بالضرب، وهناك بعض الأدلة التي يستدل بها على جواز الضرب:

قول النبي صلى الله عليه وسلم ".. واضربوهم عليها وهم أبناء عشر" فيجوز الضرب لدرء المفسدة

وقول عكرمة رضي الله عنه: كان ابن عباس يجعل في رجلي الكبل يعلمني القرآن والسنة! -وفي رواية يعلمني القرآن والفرائض- ( البهيقي فيالسنن الكبرى 6/209-بخاري معلقا5/75)، ولكن مع كل ذلك يجب إتقاء الضرب على الوجه قال صلى الله عليه وسلم "إذا قاتل ( وفي رواية ضرب) أحدكم أخاه فليجتنب الوجه" (مسلم2612)

 

الأبناء وأركان الإيمان والإسلام:

يجب أن يتعلم الأبناء أمور العقيدة وأركان الدين الإسلامي الذي ينتمون إليه، من معرفة بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره، ونطق الشهادتين، وكذلك الصلاة والصيام وأحكام الزكاة والحج في ما يخصهم، وأن يأخذوا بحظٍ وافر من القرآن والسنة وقصص الأنبياء وسير أهل الفضل والأحاديث النبوية الشريفة، وغيرها

فعلمهم الحديث الجامع لأركان الإسلام والإيمان والإحسان، من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي فأسند ركبتيه إالى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال: يامحمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله" الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا" قال: صدقت، فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان، قال " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره" قال صدقت، قال: فأخبرني عمن الإحسان، قال " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .." (مسلم8)

فعرفهم بالله: الواحد الحد { قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ﴿١﴾ اللَّـهُ الصَّمَدُ ﴿٢﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿٣﴾ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿٤﴾} )الإخلاص) { وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴿٣﴾} (الجن3)، وحذرهم من الشرك بالله وعلمهم التوحيد {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ﴿٧٢﴾} (المائدة72) ، وقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم؟ فقال " أن تجعل لله نداً وهو خلقك" (بخاري4457/مسلم86)

وعلمهم صفات الله وأسمائه، وعلمهم أن دعاء غير الله شرك، والذبح لغير الله شرك، والحلف بغير الله شرك، والطواف بغير البيت شرك، والنذر لغير الله شرك، وأن الأمر كله بيد الله والحكم والملك سبحانه.

وحدثهم عن الملائكة: ووجوب الإيمان بهم، وأنهم عباد الله، مكرمون، خلقهم من نور، يعبدون الله ليل نهار بدون كلل أو ملل ولا إستكبار، ولهم أعمال يقومون بها، منها مراقبة أبناء آدم وكتابة أعمالهم { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴿١٨﴾ } (ق18)، ويشهدون لله بالوحدانية وللرسل بالرسالة، وأنهم ليسوا إناثا، ويشفعون لأهل الأيمان والتوحيد

وبين لهم عداوة الشيطان، فهو الذي أخرج أبوينا آدم وحواء من الجنة، ويسعى لإخراج كل بني آدم منها، خلقه الله تعالى من نار، ويرونا هو وقبيله من حيث لا نراهم، ويحرص كل الحرص على إغوائنا وإضلالنا عن طريق الحق، وعلمهم إن كيد الشيطان كان ضعيفا، وأن مجرد ذكر الله يوليه مدبرا، وحدثهم عن الجن، وأنهم أقوام مثلنا، يعملون ويحاسبون، وخلقوا ليعبدوا الله مثلنا، ومنهم الصالح والطالح

الإيمان بالكتب: وأنها كلها منزلة من عند الله، بالشرائع المختلفة ولكن الرسالة واحدة وهي توحيد الله، وفتحث على الخير كله للبشرية في كل زمان ومكان، وأن منها التوراة والإنجيل والقرآن والصحف الأولى وألواح موسى وزبر الأولين

الإيمان بالرسل: أنهم عباد الله بشر مثلنا، اصطفاهم الله عن خلقه بالرسالة، مبشؤين ومنذرين، وواجب علينا الإيمان بمن علمنا منهم ومن لم نعلم، وخيرهم أولي العزم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد، وأن الكفر بواحد منهم كفر بسائرهم، وعصيانهم الخسران المبين، وأنهم بشفعون لأهل الإيمان.

الإيمان باليوم الآخر: فهو يوم الحساب، العقاب أو الثواب، يوم يجمع غيه الناس جميعا منذ بدء الخليقة حتى آخر الزمان، ولا ينفع يومها شيء مطلقا إلا عمل العبد، والأعمال توزن بالموازين القسط، فإما جنة أبدية أو نار أبدية.

الإيمان بالقدر: علمهم أن الخير والشر كلاهما قدر ومكتوب من قبل بدء الخليقة، قال صلى الله عليه وسلم "وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل قدّر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان" (مسلم2664).

وأنتقهم الشهادتين وعلمهم معناها ومقتضاها، بأن لا معبود حق يستحق العبادة إلا الله، وأن محمد عبده ورسوله

الأبناء والصلاة

قال تعالى{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ} (طه132) وقول النبي صلى الله عليه وسلم "مروا أولادكم بالصلاة.."، فجديرٌ بك أيها الأب إصطحايهم معك إلى المسجد في المسجد بحيث لا يفسد فيه، وبين لهم إثم تارك الصلاة وعقوبته {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴿٥٩﴾} (مريم 59) وقوله صلى الله عليه وسلم "إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" (مسلم82)

الأبناء والصيام:

ويشرع تدريبهم عليه بالتدريج حتى يعتادوه حين يكلّفوا، فقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لسكران في رمضان "ويلك وصبياننا صيام؟!" (بخاري معلفا4/200)

الأبناء والصدقة:

حثهم على التصدّق واعلمهم بفضل ذلك فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة" (بخاري1413)، ذلك مع إخراجك لزكاة لفطر فهي فريضة على كل مسلم.

الأبناء والحج والعمرة:

فإن هذا المناخ يؤثر فيهم بالخير، فضلا عن ذلك فأنت مأجور على إصطحابهم، فقد رفعت إمرأة صبيا لها عند النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله ألهذا حج؟ قال "نعم ولكِ الأجر" (مسلم1336)

الأبناء والإحسان ومراقبة الله:

فعلمهم أن الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، ونمّي شعور المراقبة عندهم، بأن الله مطّلع على كل شيء كبير وصغير، خفي أو جهري، وحتى ما في النفوس

 

ويتبع بإذن الله..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

موعظة لقمان لولده:

 

قال تعالى

{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّـهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴿١٢﴾ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّـهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴿١٣﴾ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴿١٤﴾ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿١٥﴾ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّـهُ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴿١٦﴾ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴿١٧﴾ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴿١٨﴾ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴿١٩﴾} (لقمان12-19)

لفتة:

كان سياق كلام لقمان في وصيتة باسلوب الخطاب المباشر لولده، ولكن عندما جاء الكلام عن بر الوالدين، حول سياق الكلام عاما، فلا يليق أن يقول له أن يقول برني وأعطف علي وهكذا!، وبعد الأنتهاء من الكلام عن بر الوالدين، عاد بسياق الكلام الى خطاب، فذلك من فضل بر الوالدين، ومن الأحاديث التي تحذّر من عقوق الوالدين ق عن أبي بكر رضي الله عنه ،عن الرسول صلى الله عليه وسلم "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟" قلنا بلى يا رسول الله"، قال "الإشراك بالله وعقوق الوالدين" وكان متكئاً فجلس فقال "ألا وقول الزور وشهادة الزور، ألا وقول الزور وشهادة الزور" فمازال يقولها حتى قلت لا يسكت (بخاري مع الفتح 10/405-مسلم87)

ومن موعظة لقمان لولده أيضا، التذكير باليوم الآخر وبالحساب، والتحذير من المعاصي والترغيب في فعل الخير، ويوصيه بالصلاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب طاقته فقد قال صلى الله عليه وسلم "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" (مسلم49)، ووصّاه بالصبر بعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكثيرا ما يصاحبه إبتلاء، ويوصيه بعدم التكبّر وتحقير العباد، ويعلمه الإقبال على الناس بالبشاشة، ويوصيه بالتوسط في المشي فلا إسراع ولا بطء، وأن يخفض صوته، فإن رفعه دون حاجة يؤذي السامع.

 

ويرجع الشيخ حفظه الله إلى الحديث عن تعلم العلوم الشريعية، ومن أعظمها علوم القرآن وحفظه، والسنة النبوية، فمن الأحاديث التي تحث على تعلم القرآن وحفظه وفضله، قول النبي صلى الله عليه وسلم "خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه" (بخاري مع الفتح9/74)

وقوله "يقال لصاحب القرآن: إقرأ وارتقِ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آيتة تقرؤها" (أبو داود2/153)، وأيضا يشرع لك أن تعلّمهم الأذكار الصحيحة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، سواء مقيدة أو مطلقة، وبين لهم فضل ذكر الله تعالى.

و علمهم قصص الأنبياء والدروس المستقادة منها، وسير أهل الفضل والصلاح، وقصص الفتيان ذوي العقول وذوي الشأن العظيم بأعمالهم وخلقهم، مثل قصة أصحاب الكهف { نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿١٣﴾} (الكهف13) فهم فتية وجدوا قومهم على الفسق والضلال والكفر، فأبوا ذلك، وقرروا مفارقة الأهل والأحباب والوطن المليء بالكفر والفساد، فآووا إلى كهفٍ، يفرّون بدينهم من الفتن ... وهذا إسماعيل عليه السلام تنزل عليه السكينة مع الأدب والإيمان والصبر والإحتساب حيث يقول { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴿١٠٢﴾} (الصافات102)، فقد قال له آباه أنه رأى أنه يذبحه في المنام، فاستسلنا لأمر الله، وجاءا لينفّذا أمره، ولكن فداه الله بكبشٍ عظيم، فهاهو الفرج بعد الكرب والصبر.

علمهم الورع وترك المشتبه فيه والمحرم، قال لحسن بن علي رضي الله عنهما: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" (الترمذي258) أي الشيء الذي يشغلك وتشك فيه، فاتركه واذهب إلى الأمور التي ليس فيها شبهة

 

ويشرع لكَ تأديب أبنائك في سائر الأعمال وتعليمهم آداب الإسلام فيها

من آداب الطعام:

من حديث عمر بن أبي سلمة قال: كنت في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصفحة فقال " يا غلام، سمّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك" (بخاري5376/مسلم2022)، كما لم يتحرّج الرسول من رفع يد الجارية والغلام من الطعام لما وضعاها بدون تسميه، وليجتمع الأبوان مع الأبناء عل الطعام، ففي الإجتماع أُلفة وبركة، قال صلى الله عليه وسلم "طعام الواحد يكفي الإثنين، وطعام الإثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية" (مسلم2059)، ففي مجالسة الآباء للأبناء أثناء الطعام تقويم لإعوجاج سوء السلوك لدى الأبناء، خاصة إذا كان منهم الجشع الذي يؤثر نفسه على غيره ويزيد من نصيبه، فيقوم الآباء بالعدل في القسمة، وذكروهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم "ما ملأ غبن آدم وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ،فإذا كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه" (الترمذي2380)، كما تعلمهم حمد الله على نعمه بعد الإنتهاء من الطعام، فمن حديث أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال " الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا" (بخاري مع الفتح 9/580)

 

ولا تخلف موعدا مع الأولاد وتكذب عليهم، فإن ذلك مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال " آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أئتمن خان" (بخاري33/ مسلم59)

 

ويجب علينا جميعا تحقيق قول النبي صلى الله عليه وسلم في قوله " لا تغلبنكم الأعراب على إسم صلاتكم"، فكان ذلك في شأن صلاة العشاء، حيث كان الأعراب يسمونها بصلاة العتمة، وكان يفضّل النبي إسم صلاة العشاء، وهذا وكلا الكلمتين عربيتين، فما بالك باللغات الأجنبية!، والمستفاد من ذلك، هو التمسك بلغتنا العربية، فلا تغلب كلمة " بابا وماما" على " أبي وأمي"، ولا كلمة " طنط وأونكل" على كلمة " عمتي وخالتي وعمي وخالي"، ويجدر بك أيضا أن تعلمهم عند تعريف اسمهم بقول "اسمي فلان بن فلان أو فلانة بنت فلان" وهذا درج سلفنا الصالح إلا من عهدٍ قريب!

 

ويتبع بإذن الله..

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

الأبناء واللباس:

 

فيجب أن تراعي فيه الأعمار والأجسام ومدى الإفتتان بهم، فلا يكون ثوب يختص به الكفار، ولا يظهر العورات ويبعث على الفساد، والذهب والحرير فهما محرمان على ذكور فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هذان حرام على ذكور أمتي حِل لإناثهم" (أبو داود4057/ النسائي5144)

 

الحجاب ومتى تؤمر الفتاة به:

الشرع يقتضي أن تؤمر البنت بالحجاب إذا بلغت المحيض، مثل سائر الأوامر الشرعية والمناهي والتكاليف، ولكن التدريج معها قبل بلوغها المحيض، يسهّل عليها التكاليف ويهون عليها الطاعات حين التكليف، فتدريب البنات على التحجب والبعد عن الرجال وعدم مخالظتهم والخلوة بهم يكون قبل المحيض، ولكن إذا كانت الفتاة جميلة وتشتهى لحسنها، فيكون حجابها حينئذ قبل البلوغ دفعا للمنكر.

 

الأبناء وعلوم الدنيا:

 

فيجب على الأبناء أن يأخذوا حظهم ونصيبهم مما ينفعهم وينفع دينهم وأمتهم من العلوم الدنيوية، فذلك من ضروريات الحياة، وديننا يحث على ذلك، ومن النصوص التي تحث على نعلم العلوم الدنيوية لما فيه المصلحة الكثير في القرآن الكريم، مثل قوله تعالى {وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ} (الإسراء12)، ومن الأحاديث عندما أمر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت أن يتعلم السريانية فتعلمها زيد في خمسة عشر يوما ( الترمذي2715)

وغيرها من النصوص التي حثت على العلوم والصناعات مثل: اللغة العربية، الطب، الحجامة، الهندسة، البناء والعلوم العسكرية وغيرها..

فالإبن له الحق أن يمتهن إحدى هذه المهن، ولا يكون عالة على المجتمع، وأن يكون عنصر نافع، فذلك من إعمار الأرض الذي نحن مأمورون به.

وهناك إحتياطات والأسباب يجب على الآباء أن يأخذوا بها في تلك المرحلة:

-إختيار المدرسة التي تقوم مناهجها على نشر الخير

-المدرسة التي يقودوها أهل الخير والصلاح

-تفقد المناهج التي تدرّس باستمرار

-الإبتعاد عن المدارس المختلطة

-التعرف على زملاء الأبناء

-التنبيه على عدم الغش في الإمتحانات

-أن يكون للأب صلة مباشرة بالمدرسة والمدرسين

 

 

تزويج الأبناء:

وهذا من المعروف الذي يسديه الرجل لأبنائه، المبادرة بتزويجهم، إذا رآهم يتحمّلون الزواج وأعباءه، ففي ذلك إعفاف لهم قال تعالى {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} (النور32)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم "يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج" (بخاري5065/مسلم1400)، سواء البنات أو الأولاد، فيجدر بكل أب مستطيع أن يبادر بتزويج أبنائه، باختيار الصالحين والصالحات، ومساعدتهم بالمال قدر المستطاع، قال النبي صلى الله عليه وسلم " ثلاثة حق على الله عونهم: الناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء، والمجاهد في سبيل الله" (حسن أخرجه النسائي 6/61-أحمد 2/251)

وقد زوج النبي عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث، والفضل بن عباس، وأمر بإعطاء الصداق عنهما من الخمس، وتتزوج الفتاة ما إن بلغت وكانت على قدر المسئولية، فذلك خير لدينها في إعفافها وصرف الفتن، ولدنياها ففي صغر سنها تكون أخصب وفي الإنجاب أيسر وأسهل، وقد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها وهي بنت ست أو سبع سنين، وبنى بها وهي بنت تسع سنين.

واختر لإبنتك الزوج الكفء لدينها ودنياها، فقد قال الرجل الصالح لموسى لمّا رأى منه الأمانة والدين والخلق { قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ} (القصص27).

 

الإبنة والخطيب:

لا تتركه يجالس إبنتك ويخلو بها، فهو مازال أجنبي عنها ولا تجوز له، وما يدريك لعله يعبث بها ثم يتركها ويشهّر بها، وليس للإبنة أن تتزوج بدون ولي، فعن الرسول صلى الله عليه وسلم " أيمّا إمرأةَ نُكحت بغير ولي فنكاحها فاطل" (أحمد6/156)

وليس للأب أن يجبرولده على الزواج بمن يكرهها ولا يقبلها، وليس للإبن أن يختار من يكرهها الأب ولا يحبها، فقد أمر عمر ابن الخطاب ابنه بتطليق تلك المرأة التي كان يكرها عمر ويحبها ابنه (ابن داود5138) وضابط ذلك هو خلق المرأة إن كان سيئا وغير صالحة، أما إذا كان يكرهها لتمسكها بدينها وامتناعها عن الحرام، فلا يطاع الوالد حينئذ {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴿٢٨﴾} (الكهف28)

 

 

متابعة الأبناء وتفقد أحوالهم حتى بعد الكبر:

ويجدر ذلك بالأبوين، أن يتابعا سيرتهم ويقوما معهم بما أوجبه الله من نصح وتذكير وإرشاد وحث على الخير والمعروف، وهكذا كان أهل الفضل والصلاح يفعلون، فالخليل إبراهيم عليه السلام يسافر مسافات طوياة لتفقد أحوال ولده إسماعيل والإطمئنان عليه وينصحه بما يرام نافعا له في دينه ودنياه (بخاؤي3364)

وفي حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب الى بيت إبنته فاطمة وعلي رضي الله عنهما، ليحثها ويحث زوجها على فعل الخير، ففي الحديث عن علي أن الرسول طرقه وفاطمة ليلة فقال "ألا تصليان" فقلت: يارسول الله أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف حيث قلت ذلك ولم يرجع الي شيئا ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه وهو يقول {وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴿٥٤﴾} (الكهف54).

 

 

التحذير من الإفتتان بالأولاد:

 

قال تعالى { إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ۚ وَاللَّـهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿١٥﴾} (التغابن25)

وقوله {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّـهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴿١٤﴾} (آل عمران 14)

والإفتتان بالأولاد يحصل من وجوه منها:

-التفاخر والتباهي على الناس بالأولاد وترك شكر النعمة

-أن يحمل الولد أباه على الكسب الحرام من أجله

-أن يوسوس الشيطان للوالد أن يترك التصدق ويقول له ولدك أولى

-أن يترك سبيل الرشاد لأنه يخشى من بطش الظالمين فيقول أبقى لولدي

-يأتي الوالد للجهاد فيخشى على الولد فيترك الجهاد

-أن يحرم البنات ويجور على حقهم ويعطيه للأولاد

أن يجزع الوالد على ولده حين المرض فيعترض على أمر الله بالفعل أو القول

-أن يكون الولد شقيا فيرهق أبويه

 

فيجب على الآباء تربية الأبناء بأمانة على طاعة الله ولا يشغلهم ذلك عن طاعة الله { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٩﴾} (المنافقون9)

 

ويتبع بإذن الله..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×