اذهبي الى المحتوى
سدرة المُنتهى 87

~قضاء الوطر بمعرفة أحكام الشتـاء والمطر~ (متجدد)

المشاركات التي تم ترشيحها

قضاء الوطر بمعرفة أحكام الشتاء والمطر

الكاتب: عبد الحليم توميات

 

[مقالات فيها بيان حقيقة فصل الشّتاء .. ثمّ الأحكام العقديّة والعمليّة والآداب الشّرعيّة الّتي تتعلّق بهذا الفصل وينبغي للمسلم أن يعلمها]

 

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وعلى كلّ من اقتفى أثره واتّبع هداه، أمّا بعد:

 

فإنّنا نعيش أجواء موسم جديد .. موسم يقال فيه الكثير، ويُفعل فيه الكثير .. موسم يُسَرُّ له أقوامٌ كثيرون، ويجزع له قوم آخرون ..

 

فإليك -أخي القارئ- بعض أحكام الله تبارك وتعالى في هذا الموسم المبارك، فإنّ ذلك من التفكّر الذي أمر به ربّنا سبحانه أمام آياته العظيمة الباهرة، لا يُوفّق إليه إلاّ أولو الألباب، كما قال العزيز الوهّاب: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ . الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران].

 

والأمر المقصود، والهدف المنشود من وراء ذلك أنْ لا نفصل حياتنا الكونيّة عن حياتنا الشّرعيّة، فالله هو القائل:{أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: من الآية54].

 

أوّلا: حقيقة فصل الشّتاء.

 

بعد أيّام سنستمع إلى حديث النّاس عن البرد والقرّ يملأ جلّ الأوقات، وكيفيّة التخلّص منه تصير من أعظم الانشغالات ..

 

كلّ النّاس يشكو قساوة البرد، وكلٌّ يتّخذ التّدابير لئلاّ يعاني من آلامه، وليسلم من أسقامه.

 

وهذا ليس معيـبًا، ولا أمرا عجيبًا، ولكنّ العجيب والمعيب أن لا يُربط هذا الأمر بشرع الله !

 

المعيب أنّهم كما جهلوا حقيقة الحرّ في فصل الصّيف، جهلوا أو نسُوا حقيقة القرّ في فصل الشّتاء!!..

 

وخاصّة مع الحملة العلمانيّة العظيمة التي تقام على النّظرة الشّرعيّة للظّواهر الطّبيعيّة ..

 

فاستمع إلى الأخبار الصّحيحة ممّن لا يعتمد على الأحوال الجوّية .. ولكنّه اعتمد على وحي ربّ البريّة .. خبر موقّع عليه {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}

 

روى البخاري ومسلم عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا ! فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ".

 

وروي عن ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: "يستغيث أهل النار من الحر فيغاثون بريح باردة يصدع العظام بردها فيسألون الحر ويستغيثوا بحرّ جهنّم".

 

فتذكّر شدّة زمهرير جهنّم بشدّة البرد القارس في الدّنيا، لأنّ ربط المشاهد الدنيويّة بالآخرة يزيد المرء إيمانا على إيمانه، يقول أحد الزّهاد :

(ما رأيت الثّلج يتساقط إلاّ تذكّرت تطاير الصّحف يوم الحشر والنّشر).

 

يتبع بإذن الله تعالى~

  • معجبة 4

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم اله الرحمن الرحيم

جزاك الله كل خير تذكرة رائعة كتبت بموازين حسناتك

في المتابعة إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا على التذكرة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكما الله خير الجزاء

@@خيوط ذهبية

@@يحبهم ويحبونه

 

وبوركَ فيكما~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ثانيا: فضل هذا الموسم:

 

إنّما يُعظّم الموسم بما فيه، ولا شكّ أنّ هذا الفصل قد حوى نعمة من نعم الله الظّاهرة، وهي نعمة المطر، وقد عظّم الله المطر في كتابه الكريم، من وجوه عديدة:

 

أ‌) جعله الله سببا من أسباب الرّزق:

 

الرّزق الذي تبكي لأجله الأمم، فقال:{وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ} [الأنعام من الآية:99]، وقال تعالى:{وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [الحج: من الآية5].. وقال:{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} [النحل:10] وغيرها من الآيات.

 

ب‌) أنّ الله عظّم المطر حتّى جعله من مفاتيح الغيب:

 

فقال عزّ وجلّ:{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} [الأنعام: من الآية59]، وهي الأمور الخمسة المذكورة في أواخر سورة لقمان، قال عَزَّ وَجَلَّ:{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان:34].

 

روى البخاري عن عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ، ثُمَّ قَرَأَ:{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} الآية".

 

ت‌) أنّ الله سمّى المطر رحمة في كثير من الآيات:

 

فقال:{وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} [الأعراف 57]، وقال:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ}.

 

ث‌) أنّ الله شبّه الوحي به:

 

قال تعالى:{أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} [الرعد:17].

 

وكذلك فعل النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد روى البخاري عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

"مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ.." الحديث.

 

ج‌) أنّ الله تعالى وصفه في كتابه العزيز بصفات تدلّ على عظمته:

 

فوصفه بالبركة، فقال:{وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ} [ق:9].

 

ووصفه بأنّه فراتٌ، أي: عذب، فقال:{وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتاً} [المرسلات: من الآية27].

 

ووصفه بأنّه مطهِّر فقال:{وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً} [الفرقان: من الآية48].

 

ولذلك كان النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسأل ربّه أن يُطهّره به فكان يقول بعد تكبيرة الإحرام عند استفتاحه الصّلاة:

"وَنَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَد".

 

يتبع بإذن الله تعالى،

  • معجبة 3

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك على الموضوع الجميل حبيبتي

وبالمتابعة ~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا كثيرا ياسدرة الغالية

ولله الحمد والشكر من قبل ومن بعد

هذه نعمة من نعم الله من علينا بها نحمده ونشكر فضله

<اللهم نقِّنا من الذنوب والخطايا بِالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَد>

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

@@المحبـــة لله

@@خيوط ذهبية

 

أكرمكما الله تعالى يا حبيبات~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ثالثا: تعظيم السّلف الصّالح لهذا الموسم

 

لقد أدرك سلف هذه الأمّة فضلَ هذا الموسم العظيم، وأنّه رحمة من العليّ الكريم، فراحوا يسارعون في الخيرات، واغتنام الأجر والثواب في الأعمال الصّالحات، وممّا جاء من الآثار في فضل الشّتاء:

 

- ما رواه أحمد والترمذي بسند حسن - كما قال الشّيخ الألباني رحمه الله - عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ الْجُمَحِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَة".

 

قال ابن رجب رحمه الله:" غنيمة باردة لأنها حصلت بغير قتال ولا تعب ولا مشقة، فصاحبها يحوز هذه الغنيمة عفوا صفوا بغير كلفة ".

 

- وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول:" ألا أدلّكم على الغنيمة الباردة " قالوا: بلى؛ فيقول:

"الصّيام في الشّتاء وقيام ليل الشّتاء".

نسأل الله أن يوفقنا لأدائهما.

فحريٌّ بنا أيّها المؤمنون اقتناص هذه الغنيمة لا سيّما في الأيّام الفاضلة مثل الاثنين والخميس أو الأيّام البيض ونحو ذلك.

 

- وعن ابن مسعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنّه قال: (مرحبًا بالشتاء، تنزل فيه البركة، ويطول فيه اللّيل للقيام، ويقصر فيه النّهار للصّيام).

 

- وقال الحسن البصري رحمه الله: (نِعم زمان المؤمن الشتاء: ليله طويل فيقومه، ونهاره قصير فيصومه).

 

ومن درر كلامه رحمه الله قوله: (الشّتاء ربيع المؤمن)..

وهذا كلام في غاية الجمال حتّى ظنّه بعضهم حديثا مرفوعا، قال ابن رجب رحمه الله في شرحه:

 

" وإنما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنه يرتع فيه في بساتين الطاعات، ويسرح في ميادين العبادات، ويتنـزّه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه، ويصلح بين المؤمن في الشتاء على صيام نهاره من غير مشقة من الطاعات، فإن المؤمن يقدر في الشتاء على صيام نهاره من غير مشقة، ولا كلفة تحل له من جوع ولا عطش، فلا يحس بمشقة الصيام "اهـ.

 

- وعن عبيد بن عمير رحمه الله أنّه كان إذا جاء الشّتاء قال: (يا أهل القرآن ! طال ليلكم لقراءتكم فاقرؤوا، وقصُر النّهار لصيامكم فصوموا).

 

- وقال يحيى بن معاذ: (اللّيل طويل فلا تقصّره بمنامك، والإسلام نقيّ فلا تدنّسه بآثامك).

فلا شكر لهذه النّعمة إلاّ إذا قمنا وامتثلنا بالآداب الإسلاميّة، والأحكام الشّرعيّة المتعلّقة بهذا الفصل.

 

يتبع بإذن الله تعالى~

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ونعم الذكرة أختي سدرة المنتهى

ولله هناك من يستغل هذه الأيام في التدفئة والنوم

جزاك الله خير الجزاء على هذه التذكرة الطيبة

التي سبحنا معك في بحرها الجميل

وجعلنا الله من من يصوم نهاره ويقيم ليله

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فعلا تذكرة رائعة مثلما قالت ذهبية

بارك الله فيك حبيبتي

وبالمتابعة ~~~

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رابعا: ولكن قد يكون المطر من النّقم..!!

 

تذكّر قول الله تعالى:{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم:7].

 

لذلك قال كثير من السّلف: "قيّدوا نِعم الله بالشّكر".. وإلاّ تحوّلت مظاهر النّعم إلى مصائب ونِقم.

 

فقد عذّب الله أقواماً بالريح الباردة في الشّتاء كقوم عاد، وعذّب قوم نوح بماء نابع من الأرض ونازل من السّماء، قال تعالى:{فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ . وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} [القمر:11، 12]..

 

وروى البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:

كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى مَخِيلَةً - وهو السّحاب الذي يخال فيه الماء - فِي السَّمَاءِ أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، وَدَخَلَ وَخَرَجَ، وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ، فَإِذَا أَمْطَرَتْ السَّمَاءُ سُرِّيَ عَنْهُ،

فَعَرَّفَتْهُ عَائِشَةُ ذَلِكَ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

((يَا عَائِشَةُ ! وَمَا يُؤَمِّنُنِي، قَدْ رَأَى قَوْمُ عَادٍ العَذَابَ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ فَقَالُوا: هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا، قَالَ الله تَعَالىَ:{بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ: رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ})) [الأحقاف:24].

 

يتبع بإذن الله~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ونعم بالله نحمده ونشكر فضله شكرا كثيرا

بارك الله في جهودك الطيبة ونفع بك ياسدرة الحبيبة

ولله أشياء لم أعلم بها قط تعرفت معك عليها جزاك الله كل خير

فعلا نحن جاهلون لأشياء عدة ومن ابتعد عن شكر الله فقد الكثير

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ونعم بالله نحمده ونشكر فضله شكرا كثيرا

بارك الله في جهودك الطيبة ونفع بك ياسدرة الحبيبة

ولله أشياء لم أعلم بها قط تعرفت معك عليها جزاك الله كل خير

فعلا نحن جاهلون لأشياء عدة ومن ابتعد عن شكر الله فقد الكثير

 

وبوركَ فيكِ أختي الحبيبة

صدقتِ~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

خامسا: كيف نشكر هذه النّعمة..

 

إنّنا في هذه الأيّام نتقلّب في نعمة من نعم الله وافرة،

فسماؤنا تمطر، وأشجارنا تثمر،

وما هذا إلا نعمة ورحمة من المنعم الرّحمن المنّان.

 

فوالله، لولا الله ما سُقينا، ولا تنعّمنا بما أوتينا

{أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ . أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ . لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ} [الواقعة:68-70]،

أجاج أي: شديد الملوحة.

 

تأمّل نعمة الله في قوله تعالى:{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ} [الرعد:12].

 

نعم.. ينشئ السّحاب الثّقال.. هذه السّحب الّتي نراها كلّ يوم بأشكال متنوّعة، وأحجام كبيرة مختلفة، كم طنًّا تزن ؟..

 

إن المِتر المكعّب الواحد يزن طنًّا كاملا، فكم فيها من الأطنان ؟!

ومن يحملها بهذه الأوزان ؟!

إننا لا نستطيع أن نتصوّر وزنها، غير أنّها ثقال كما قال ربّنا المتعال.

 

اللّهمّ لك الشّكر على آلائك الّتي لا تعدّ ولا تحصى..

 

يتبع بإذن الله~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله في جهودك الطيبة ونفع بك ياسدرة الحبيبة

اللّهمّ لك الشّكر على آلائك الّتي لا تعدّ ولا تحصى..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

موضوع قيّم وماتع

جزاكِ الله خيرًا سدرة الغالية

ونفع الله بكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكما الله خيرًا وبارك فيكما

 

اللّهمّ لك الشّكر على آلائك الّتي لا تعدّ ولا تحصى..

 

اللهم آمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كَـْيـفَ نَـشْـكُـرُ نِـعْـمَـةَ الـمَـطَـرِ ؟

 

 

فأوّل مظاهر شكر هذه النّعمة:

 

أ‌) نسبة النّعمة إلى الله تعالى:

فقد روى البخاري ومسلم - واللّفظ له - عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الّله عنه قال:

صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي إِثْرِ السَّمَاءِ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ:

(( هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟)) قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ:

((قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ:

مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ،

وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ)).

 

هذا فيما يخصّ المطر فحسب، فكيف بمن يتتبّع أخبار الكواكب في جميع شؤون حياته، وتراها على صفحات الجرائد والمجلاّت في بلاد الإسلام ؟!

 

قال الإمام الشّافعي في ( الأمّ ):

"من قال (مُطرنا بنوء كذا وكذا) على ما كان بعض أهل الشرك يعنون من إضافة المطر إلى مطر نوء كذا، فذلك كفر كما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأنّ النّوء وقت، والوقت مخلوق لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئاً، ومن قال (مطرنا بنوء كذا) بمعنى مُطرنا في وقت كذا، فلا يكون كفراً وغيره من الكلام أحبُّ إليّ منه". اهـ.

 

وفي بعض الجهات من هذه البلاد يسمّون المطر ( نوّ )، فالأفضل أن يهجروا هذا اللّفظ.

 

 

 

ب)-التّقوى والاستقامة والاستغفار:

ومن سبل شكر المنعم تعالى تقوى الله والاستقامة على شرعه، وأن يستغفر المؤمن لذنبه، قال الله تعالى:

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف:96]،

وقال:{وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً} [الجـن:16]،

وقال تعالى عن نوح عَلَيْهِ السَّلاَمُ:{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً} [نوح:10، 11].

 

 

 

ت)-مواساة الفقراء والمحتاجين:

فإنّ هناك إخوانا لنا قد عضّتهم خطوب .. وألهمتهم فتن وخطوب .. وثالثة الأثافـيّ دخل عليهم الشّتاء وهم في عراء، لا تسترهم إلاّ السّماء !..

وإن كانوا يتألّمون من الجوع طوال العام، فلا ريب أنّكم أحسستم أنّ البرد يضاعف الجوع ..

 

أيها الإخوة في الله، يُفرِحُنا أن نسمع بفلان قد اعتمر .. وآخر قد حجّ ..

ولكن يؤسفنا أنّنا إذا سألناهم، هل أخذتم معكم بعض المال لجمعيّات الإغاثة هناك الّتي تقوم على المسلمين الأفغان، والشّيشان، وأهل العراق، وغيرهم ..؟ فيكون الجواب هو تلك الدّهشة التي تبدو على محيّّاهم، وكأنّهم يقولون لنا: لم يخطُر ببالنا قط حال هؤلاء ..

فإن خفِي عليك حال أولئك فكيف يخفى عليك حال جيرانك، وأهل حيّك وبلدتك ؟!

 

فاستمع إلى المحتاج وهو يخاطبك:

أتـدري كيـف قابلنــي الشـتــاء *** وكيف تـكـون فيـه القرفصـاء

وكيـف البـرد يفـعـل بالثّـنـايـا *** إذا اصطكت وجاوبها الفضـــاء

وكيف نبيت فيـه علـى فــراش *** يجور عليه فـي الليــل الغـطــاء

فـإن حـلّ الشّـتـاء فأدفئـونـي *** فـإن الشـيخ آفـتـه الشـتـاء

أتـدري كيف جارك يا ابن أمّـي *** يهـدّده مـن الفـقـر العنـاء

وكيـف يـداه ترتجفـان بـؤسـاً *** وتصدمـه المذلّـة والشّـقـاء

يصبّ الزّمهريـر عـليـه ثلـجـاً *** فتجمد فـي الشّـرايين الدمـاء

خِراف الأرض يكــسـوهنّ عِهنٌ *** وتـرفـل تحتـه نَـعـمٌ وشـاء

وللنّمل المساكـن حيـن يأتـي *** عليـه البـرد أو جـنّ الـمســاء

وهـذا الآدمـيّ بـغـيـر دار *** فهل يرضيك أن يزعجـه الشّـتـاء

يجـوب الأرض من حـيّ لحيّ *** ولا أرض تـقـيـه ولا سـمـاء

معـاذ الله أن تـرضـى بــهذا *** وطـفـل الجيـل يصـرعه الشّتاء

أتلقـاني وبـي عوز وضـيـق *** ولا تحـنو؟ فمـا هـذا الجـفـاء

أخـي بالله لا تجـرح شعـوري *** ألا يكفيـك مـا جـرح الشــتـاء

 

 

اعلموا أنّ هذا الموسم لكم فيه ما تزرعون، ومنه ما تؤمّلون، فتذكّروا فضل مواساة المحتاجين.

 

لقد دخل رجل الجنّةَ في كلب كاد يهلك من العطش فسقاه ماءً، فكيف بمن سعى في حاجة المسلمين:

روى أبو داود عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ قَالَ:

(( مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ ))

حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي الْفَضْلِ.[والفضل: هو ما زاد على الحاجة].

 

وروى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ).

 

فيا إخوة الإيمان ! لبّوا نداء الرّحمن:

{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة:245]..

فجدير بكل من امتلأ قلبه بالإيمان، وأحاط بمشاعره، واستغرق وجدانه أن يسهل عليه الخروج من كل ما يملك ابتغاء مرضاة الله وحياءً منه، فكيف وقد وعد الله جل جلاله برده مضاعفًا أضعافًا كثيرة ووعده جلّ جلاله الحق.

 

 

أخي المسلم .. أختي المسلمة..

إنّ هذا الفصل نعيشه ويعيشه معنا أناسٌ يستقبلون قبلتنا، ويصلّون صلاتنا، ويحجّون حجّنا، فلهم حقّ علينا أن نواسيهم..

لا بدّ أن نتذكّر أولئك الّذين يفترشون الأرضَ ويلتحفون السّماء .. لا بدّ أن لا ننسى أولئك الّذين اخترق الزّمهرير عظامهم ..

أخي المسلم .. أختي المسلمة..

قل لي بربّك: كم يملك أحدُنا من ثوب ؟ وكم يفصّل أحدنا من ثوب ؟ وكم .. وكم .. خير كثير كثير .. ونعم لا تحصى ..

فإن كنّا نريد أن تدوم هذه النّعم علينا، فلنسارع إلى شكر الله تعالى بإعانة المحتاجين، ومواساة المعوزِين ..

وقد قال تعالى:{ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ }.

 

ولا تحقرنّ صغيرة إنّ الجبال من الحصى ..

فهيّا أخي ! امض وتصدّق ولو بشيء يسير، فربّما كان في نظرك حقيرا، وهو عند ذلك الفقير المحتاج عظيما كبيرا.

 

يتبع بإذن الله~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

( آداب وأحكام )

 

 

فقد سبق أن رأينا بعض الأحكام المتعلّقة بـ: ( توحيد الله تعالى )، وشكره على نعمه، ونسبة النّعم والفضل إليه وحده، وهذا حقّ الله على العبيد.

كما تكلّمنا عن بعض حقوق العباد وهم المعوزون والمحتاجون، الّذين هم إلى أيدي العون منتظرون مترقّبون.

 

 

أمّا الأحكام العمليّة فهي كثيرة، نذكر بعضها:

 

 

1- أن يكشف شيئاً من بدنه تبرّكاً به:

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم مَطَرٌ، فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ المَطَرِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ ! لِمَ صَنَعْتَ هَذَا ؟ قَالَ: ((لأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ )) [رواه مسلم].

وقد ذكر الذّهبي رحمه الله هذا الحديث في " العلوّ للعليّ القهّار "، لأنّ فيه دلالة على علوّ الله تعالى على خلقه.

 

 

2- أن يقول: اللّهم صيّباً نافعاً:

عن عائشة أَنَّ النَبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم كَانَ إِذَا رَأَى المَطَرَ قَالَ: ((اللَّهُمَّ صَيِّباً نَافِعاً)) [رواه البخاري].

وإذا سكن المطر قال: ((مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ)) [سبق أن رأيناه في حديث النّوء].

 

 

3- اغتنام الفرصة بالدّعاء.

فقد روى الحاكم والطّبراني- وحسّنه الألباني - عن سهل بن سعد رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ::

((ثِنْتَانِ لاَ تُرَدَّانِ - أَوْ قَلَّمَا تُرَدَّانِ -: الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَتَحْتَ المَطَرِ)) ]" صحيح الجامع" (5389)].

 

 

4- الذّكر عند سماع الرّعد:

فإذا سمعت الرّعد، فتذكّر قدرة الله تبارك وتعالى.

وقد كان عبد الله بن الزبير رضي الله عَنْه إذا سمع الرّعد ترك الحديث وقال: "سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ". ثمّ يقول:" إِنَّ هَذَا لَوَعِيدٌ لأَهْلِ الأَرْضِ شَدِيدٌ ".

[رواه الإمام مالك في " الموطّأ "، والبخاري في " الأدب المفرد "، وسنده صحيح موقوفًا كما قال النوويّ وغيره].

 

( يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ) وما أدراك ما الرّعد ؟! ذلك الصّوت المخيف الّذي يخافه كبيرنا وصغيرنا، والذي يفزعنا في يقظتنا ومنامنا، ليُسبِّح بحمد الله عز وجل، فهل تدري ما يكون ؟

إنّه ملك من ملائكة الرّحمن..

روى التّرمذي وأحمد عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ ! أَخْبِرْنَا عَنْ الرَّعْدِ مَا هُوَ؟

قَالَ: ((مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ مَعَهُ مَخَارِيقُ مِنْ نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ)).

فَقَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ ؟

قَالَ: ((زَجْرُهُ بِالسَّحَابِ إِذَا زَجَرَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى حَيْثُ أُمِرَ))

قَالُوا: صَدَقْتَ !".

 

يتبع بإذن الله~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(آداب وأحكام)

 

5- احْذَرْ سَبَّ الرِّيح !..

وبما أنّ هذا الفصل يكثر فيه هبوب الرّيح، فليحذر المؤمن من سبّ الرّيح، فقد نهى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك.

روى التّرمذي وأبو داود عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ ! فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ )).

أمّا حديث: ( اللّهمّ اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا ) فهو ضعيف جدّا [" الضّعيفة " (9938)].

 

 

6- الدّعاء لرفع البلاء..

وإذا اشتدّ المطر فعلى المسلم أن يدعو الله أن يصرف الضّرر عن المسلمين.

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّه لمّا قيل لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكَت الأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللهَ يُمْسِكُهَا عَنَّا ! فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم ثمّ قال:

(( اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ )).

فَانْقَلَعَتْ، وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ.

[متفق عليه].

[الآكام: التّلول المرتفعة من الأرض، والضِّراب: الرّوابي والجبال الصّغار].

هذا فيما يخصّ بعض الأذكار المشروعة، التي تدخل في قوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ{ [البقرة:152].

فعليك أن تحرص على هذه الأذكار الطّيّبة، والأعمال الجليلة، فهي طاعة للنّبي صلّى الله عليه وسلّم الّذي قال تعالى في شأنه: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ{ [النور: من الآية54].

 

 

7- لا تسبّوا الحُمّى !

ففي هذا الموسم تكثر الإصابات بالحمّى، فقد تسمع من هنا أو هناك من يسبّها، فاستمع إلى ما رواه مسلم عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ فَقَالَ:

(( مَا لَكِ يَا أُمَّ السَّائِبِ تُزَفْزِفِينَ-أي ترتعدين- ؟)) قَالَتْ: الْحُمَّى لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا! فَقَالَ:

(( لَا تَسُبِّي الْحُمَّى ! فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ )).

 

 

8- لا تترك المدافئ النّاريّة مشتعلة وقت النّوم:

وهي التي تكون نارها ظاهرة، لا الّتي تكون محميّة بالزّجاج ونحوه.

ذلك لأنّ لديك أمانة ينبغي لك أيّها المسلم أن تحفظها، وهي نفسك ونفس أهلك، فلربّما أُضرِمت النّار أثناء نومك وأنت من الغافلين.

روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قال: احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ اللَّيْلِ، فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:

(( إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ )).

وروى البخاري ومسلم أيضا عن ابن عمر رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:

(( لَا تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ )).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:" وحكمة النهي هي خشية الاحتراق، وقيّده بالنّوم لحصول الغفلة به غالبًا، ويستنبط منه أنّه متى وُجِدت الغفلة حصل النّهي".

والحوادث لا تخفى في ذلك فتنبّه.

 

 

9- واحذر الاحتفال بأعياد الكافرين !

فإنّ من أعظم المنكرات التي تظهر في هذا الموسم المبارك مظاهر الولاء للكافرين، والرّكون إلى تقاليدهم، والاحتفال بأعيادهم، وهذا ممّا يحتاج إلى أن يُفرد بمقال خاصّ إن شاء الله.

وهناك أحكام أخرى كثيرة تتعلّق بالطّهارة والصّلاة سيأتي ذكرها إن شاء الله عزّ وجلّ.

 

[ يـتـبـع إن شاء الله ]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

( أحكام الطّهارة )

فإنّ هناك أحكاما كثيرة تتعلّق بالطّهارة في هذا الفصل، ولكن قبل البدء في ذكر هذه الأحكام، أرى لزاما عليّ أن أذكّر القارئ بأصل من أصول هذا الدّين، وعلمٍ من أعلام رحمة الله بالعالمين، ألا وهو: يُسر الشّريعة ورفعُها للحرج.

 

فإنّ من تيسير الله علينا في هذا الدّين العظيم أن أجاز لعباده عددا من الرّخص إظهارا للحنيفيّة السّمحة، وإغاظة لليهود والنّصارى، فيُسرُ الشّريعة وسماحتها من خصائص هذه الأمّة.

 

وقد جاء وصف النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في التوراة والإنجيل ما ذكره العليّ الجليل فقال:{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف:157]..

وإذا قرأ القارئ قوله تعالى:{رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} قال تعالى: (نَعَمْ..قَدْ فَعَلْتُ) وإذا قرأ:{رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} قال: ( نَعَمْ..قَدْ فَعَلْتُ..)

 

ولكن.. أبـى أكثر المسلمين إلاّ أن يتّبعوا سَنَن من قبلهم، فراحوا يشدّدون على أنفسهم، فشدّد الله عليهم، إذ رغبوا عن سنّة نبيّهم صلّى الله عليه وسلّم حتّى كثر فيهم الشرّ، وقلّ فيهم الخير.

فمن الأحكام الشّرعيّة الّتي لا بدّ من معرفتها:

 

-الحكم الأوّل: المسح على الخفّين.

ممّا يحتاجه المؤمن كثيرا في فصل الشّتاء - خصوصا- وفي غيره: المسحُ على الخفّين والجوربين والنّعلين، فقد شرع الله لنا المسح على هذه الأمور الثّلاثة بدلا من غسل الرّجلين:

 

* أمّا المسح على الخفّين فقد اتّفق عليه العلماء جميعهم، حتّى صاروا يذكرونه في مسائل عقيدة أهل السنّة والجماعة، لمفارقة أهل الأهواء والبدع الذين ردّوا هذه السنّة.

 

* وأمّا المسح على الجوربين والنّعلين فالصّحيح أنّه ثابت من فعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

روى أصحاب السّنن الأربعة والإمام أحمد في "مسنده" عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: )) تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ )).

 

وقد فشت ظاهرة التشدّد في دين الله بتقليد الفقهاء بعضهم لبعض، وبسبب جهل جمهور المسلمين بالسنّة المرسلة رحمة لأهل الأرض، حتّى إنّك لتجدهم شدّدوا في المسح على الخفّين.

 

فترى هذا يذكر أربعة شروط، وآخر يذكر خمسة، وثالث يذكر سبعة شروط ما أنزل الله بها من سلطان، حتّى جعلوا الرّخصة أعظم من الفرض الذي هو غسل الرّجلين.

 

والصّحيح أنّه لا يشترط للمسح على الخفّين والجوربين والنّعلين إلاّ شرطان اثنان دلّت عليهما النّصوص الصّحيحة:

* شروط المسح على الخفّين والجوربين:

- الأوّل: أنّه لا بدّ من أن يلبسهما المسلم على طهارة، أي بعد وضوء أو غسل.

فإن هو فعل ذلك فله أن يمسح عليهما عند الوضوء، والدّليل على ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم فِي سَفَرٍ فَأَهْوَيْتُ لِأَنْزِعَ خُفَّيْهِ فَقَالَ: (( دَعْهُمَا فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ )) فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا.

- الثّاني: مراعاة مدّة المسح، فإن كان مقيما مسح يوما وليلة، وإن كان مسافرا مسح ثلاثة أيّام بلياليهنّ.

والدّليل على ذلك ما رواه مسلم عن شريح بنِ هانئ قال: أَتَيْتُ عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا عَنْ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ فَقَالَتْ: عَلَيْكَ بِابْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَسَلْهُ، فَإِنَّهُ كَانَ يُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم.

قال: فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: ) جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلْمُقِيمِ ).

بل إنّه يُشرع للمجاهدين في سبيل الله، وأهل المصالح العامّة المستعجلة أن يمسحوا أسبوعا كاملا:{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:58].

وقد روى الطّحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/72)، والحاكم (1/18)، والبيهقيّ (1/280) عن عقبة ابن عامر رَضِي اللهُ عَنْهُ قال:

"خرجت من الشّام إلى المدينة فبلغتها يوم الجمعة، فدخلت على عمر رَضِي اللهُ عَنْهُ فقال: متى أولجت خُفّيك في رجليك ؟ قلت: يوم الجمعة. فقال: فهل نزعتهما ؟ قلت: لا. قال:" أصبت السنّة ".

وقد صحّحه البيهقي والنّووي وابن تيمية والألباني، وقال ابن تيمية في "الاختيارات" (ص15):

" لا تتوقّف مدّة المسح للمسافر الذي يشقّ عليه اشتغاله بالخلع واللّبس كالبريد المجهّز في مصلحة المسلمين ".

وهذا اختيار علماء المالكيّة رحمهم الله.

هذان شرطان: أن تُدخل رجليك في الجوربين أو النّعلين على وضوء، ثمّ إذا انتقض الوضوء فتوضّأ وامسح على الجوربين.

 

* متى تبدأ مدّة المسح ؟

إنّ مدّة المسح تبدأ من أوّل مسحة عليهما، لا من وقت لبسهما، فإن لبِس الإنسانُ خفّيه عند صلاة الفجر، ومسح عليهما في صلاة الظّهر، فإنّ ابتداء المدّة من الوقت الذي مسح فيه عند صلاة الظهر.

وكيفية المسح: أن يبلّ يديه بالماء، ثمّ يمرّرهما على ظهر الخفّين فقط.

 

* المسح على العمائم كذلك..

فإنّ من الرّخص المسح على العمائم المحنّكة، أي: التي تلفّ على الحنك، وذلك للمشقّة في نزعها، ومثله الخمار للمرأة.

- أمّا عن العمائم فقد روى البخاري ومسلم عن عمرو بن أميّة رضي الله عنه قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم يَمْسَحُ عَلَى عِمَامَتِهِ وَخُفَّيْهِ.

- وأمّا عن الخمار فقد روى مسلم عن بلالٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ.

ويدخل في العمائم ما يلبس في أيّام الشّتاء من القبعات الشّاملة للرّأس والأذنين، وفي أسفله لفّه على الرّقبة فإنّه مثل العمامة لمشقّة نزعه.

 

هذا فيما يخصّ الحكم الأوّل من أحكام الطّهارة.

 

يتبع بإذن الله ~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيراًحبيبتى ونفع بك

"ربنا آتنا من لدنك وحمةًوهيىءلنا من أمرانا رشدا"

"أن القوى بكل أرض بتقى"

"رجال صدقوا"

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكِ حبيبتى سدورة ونفع بك ِ

 

اللهم غيثا صيبا نافعا ـــــــــــ للصالحين

 

وحلا وطينا ـــــــــــــ على الظالمين

 

وارزقنا ياربنا صحبة الصالحين الطيـبــيــن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×