*إشراقة فجر* 1396 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 28 اكتوبر, 2015 بسم الله الرحمن الرحيم د. خالد رُوشه العزة كل العزة في طاعة الله سبحانه وتوحيده , والقرب اليه , وابتغاء رضاه , والسعي في مرضاته , والتذلل له , والخضوع والخشوع , والإنابة اليه عز وجل . والمهانة كل المهانة في معصية الله سبحانه والشرك به , والمجاهرة بالآثام , وارتكاب المنهيات والمعاصي , ونسيان الحساب , والانكباب على الفانية , والغفلة عن الباقية . فالمرء المهان يبذل قصارى جهده في حياته ليستشعر السعادة , فيجمع المال ليلبي حاجاته , ويتبوأ المراكز لتعلو درجته بين الناس , ويلف نفسه بملأ ليحميه ممن حوله , ويظل يجمع من دنياه ما يمكنه , ويحلم أن يجمع ما لا يمكنه . لكنه , وبينما هو يجمع ويجمع , ويحلم ويحلم , باحثا عن السعادة , واغلا في حمأة الغفلة , يأتيه أجله , فيكون الخسران كل الخسران , والحسرة كل الحسرة , فلا سعادة ولا راحة , ولا مال ولا بنون , ولا مستقبل ولا أمل , بل لا حياة من اصلها .. وإنما الحساب والجزاء .. ولات حين مندم ! يموت , كأي شىء يموت , فيستريح منه الحجر والشجر والدواب , كما في الحديث , ويترك ميراثه مما جمعه ليملكه آخرون , وما إن تمر أيام قليلات إلا ويصير طي النسيان , ويلقى جزاء عادلا موفورا , ففي صحيح مسلم :" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فقال مستريح ومستراح منه قالوا يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه فقال العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب " أخرجه مسلم لا شىء سيكون وفيا له في هذه الحياة التي صارع عليها , حتى أقرب المقربين منه , يصبح همهم ميراثه , ويصبح موته لهم سعادة وفرحة ! لقد عاش حياته مهانا إهانة فعلية , بكل المعاني , فقد أهان نفسه ببعده عن خالقه , وأهان جسده بغفلته عن العبودية وسقوطه في الإثم , وأهان عقله بإهماله غذاءه الحق من العلم والقرآن والخير , وأهان أسرته بعدم نصحهم , وعدم تعليمهم الخير , وأهان حياته بإنفاقها فيما لا ينفعها بل يضرها . قال ابن القيم : " وقد أشار سبحانه إلى هذا ـ في كتابه ـ عند ذكر عقوبات الذنوب، وأنه أركس أربابها بما كسبوا، وغطي على قلوبهم، وطبع عليها بذنوبهم، وأنه نسيهم كما نسوه، وأهانهم كما أهانوا دينه، وضيعهم كما ضيعوا أمره، ولهذا قال تعالى ـ في آية سجود المخلوقات له ـ: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} فإنهم لما هان عليهم السجود له، واستخفوا به، ولم يفعلوه أهانهم، فلم يكن لهم من مكرم بعد أن أهانهم، ومن ذا يكرم من أهانه الله أو يهن من أكرم " الجواب الكافي إن مشهد توديعه لدنياه ليمثل قمة المهانة , فعن أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضي اللَّه عنه قَالَ. كَانَ النَّبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ: "إِذَا وُضِعَتِ الجِنَازَةُ، فَاحْتَملَهَا الرِّجَالُ عَلى أَعنَاقِهِمْ، فَإنْ كَانتْ صَالحةً، قالتْ: قَدِّمُوني، وَإنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ، قَالَتْ لأهْلِهَا: يَاوَيْلَهَا أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِهَا، يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إلاَّ الإنسانَ، وَلَوْ سَمِعَ الإنْسَانُ، لَصَعِقَ "رواه البخاري. ثم تأتيه المهانة الكبرى يوم القيامة , قال سبحانه : " يَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ , حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ , وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ , وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ , وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ " ؛؛؛؛ شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
مُقصرة دومًا 1261 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 9 ديسمبر, 2015 السلام عليكِ جزاكِ الله خيرًا يا حبيبة ونفع الله بكِ () شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
جمانة راجح 1481 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 9 ديسمبر, 2015 جزاكِ الله خيرًا ياغالية ونفع الله بكِ شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
ميرفت ابو القاسم 330 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 10 ديسمبر, 2015 قال ابن القيم : " وقد أشار سبحانه إلى هذا ـ في كتابه ـ عند ذكر عقوبات الذنوب، وأنه أركس أربابها بما كسبوا، وغطي على قلوبهم، وطبع عليها بذنوبهم، وأنه نسيهم كما نسوه، وأهانهم كما أهانوا دينه، وضيعهم كما ضيعوا أمره، ولهذا قال تعالى ـ في آية سجود المخلوقات له ـ: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} فإنهم لما هان عليهم السجود له، واستخفوا به، ولم يفعلوه أهانهم، فلم يكن لهم من مكرم بعد أن أهانهم، ومن ذا يكرم من أهانه الله أو يهن من أكرم " الجواب الكافي جزاك الله خيرا يا غالية بارك الله فيك ونفع بك شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
أمة الله ~ عائشة ~ 496 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 25 أبريل, 2016 جزاكِ الله خيرًا ونفع بكِ () شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك