قفات تدبرية مع سورة البقرة

[امانى يسرى محمد 322]

 

 

{الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ}

أظهر التحدي سبحانه بحروف آياته المقطعة، وأزال الشبهة بعدها، والتخلية قبل التحلية.

 

{هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}

بقدر التقوى في قلبك .. تنزل الهداية على قلبك.

 

 

 

{هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}

ابحث عن التقوى في قلبك .. قبل أن تبحث عن الهداية في مصحفك.

 

 

 

{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}

لا تخسر هذه الصفة العظيمة .. بكثرة حرصك على الدراسات العلمية التي تؤيد ما في القرآن والسنة من حقائق.

 

 

 

{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}

أول طريق المتقين إيمانٌ برب العالمين.

 

 

 

{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}

ركائزالسعادة الأبدية.

 

 

{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ}

الإنسان لا يقيّم بأقواله .. بل بأفعاله.

 

 

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}

مِن عَظَمة الإصلاح أن المفسدين يتمسّحون به !

 

 

{أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ}

مسكينٌ من كان مفسدًا وهو لا يشعر.

 

 

{أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ}

من أعظم العقوبات؛ ألا تشعر بالذنب!

 

 

{وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ}

طريق الحيارى في ظلام إن لم يُبصروا الحقيقة.

 

 

 

{كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ}

نقّب عن نورِ قلبك؛ أهو صالحٌ أم مزيٌف!

راجع نيّتك حتى لا تجد نفسك يومًا تسيرُ في طريق مُظلم.

 

 

 

 

{أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}

الكبر مفتاح الكفر.

 

 

 

{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}

لا يكتمل البيت الذي تسكن فيه إلا بالزوجة التي تسكن إليها.

 

 

 

 

{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا }

متطلبات الحياة الكريمة: السكن والزواج ولقمة العيش والحرية.

 

 

 

 

{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ }

مقدار المحرمات بالنسبة للمباحات .. كالشجرة بالنسبة للجنة .

 

 

 

 

{وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ }

القرب من الحرام يُغري بارتكابه.

 

 

{ هَذِهِ الشَّجَرَةَ }

حدد ممنوعاتك بدقة.

 

 

 

{وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ }

أعن من تحتك على امتثال أوامرك بأن توضح لهم مآلات تجاوزهم.

 

 

 

 

{فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا}

اللقاء الأول ينبئ عن طبيعة اللقاءات القادمة.

 

 

 

 

{فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا}

إذا فاضت الأعطيات .. فارتقب شيطانًا ما.

 

 

 

{ فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ}

هل لأن الخروج الأول كان كئيبًا .. صار كل خروج يحمل ظلال الكآبة؟

 

 

 

 

{فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ}

خروجهما من الجنة كان بـ "زلة"..

فلا تغترّ بصلاحك؛ ولكن سل الله الثبات.

 

 

 

 

{وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ }

الأولية لا تقتضي الأفضلية،

فالبعض الأولى شيطان .. والثانية إنسان.

 

 

 

{فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ}

اتباعُ الغواية إيذانًا بزوالِ النعم .. وربّ زلةٍ أعقبت نقمة.

 

 

 

{وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}

بقدر نقص استقرارك في حياتك .. ينقص استمتاعك بها.

 

 

 

{وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}

إنما الدنيا متاعٌ زائل.. إنما الدنيا ديارُ الآفلين.

 

 

 

{فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ}

إذا ألهمك الله كلمات التوبة والاستغفار فهي بشارة بأنه سيتوب عليك.

 

 

 

{فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ}

التوبة ليست عملًا صعبًا .. فقط (كلمات).. وقلب صادق.

 

 

 

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}

غالبًا ما يأتي المُفسد بثوب المُصلح!

 

 

 

{أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء}

هذا تخصيص بعد تعميم ؛ لبيان شدة مفسدة القتل.

(ابن سعدي)

 

 

 

 

{أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ }

القلوب التي ارْتَوتْ من دماء الأبرياء.. لن تنبض لله بالتسبيح والثناء.

 

 

 

 

{سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا}

كلما ارتقت الأرواحُ وتطهرت؛ ازدادت علمًا بنقصها، وفاضت لله تعظيمًا وإجلالا.

 

 

 

 

منقوله

 

يتبع

 

 

[امانى يسرى محمد 322]

{قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعًا}

كم هي محرقة نظرة آدم الأخيرة للجنة !

{قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعًا}

هبط آدم .. ومازال بعض أبنائه يهبطون!

 

{فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}

السائر بلا هدى الله :

خطوة تزيده خوفًا .. وأخرى تملؤه حزنًا.

 

 

 

{فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}

لا يحزنون على ما فات، ولا يخافون مما هو آت.

 

 

{وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ }

الحريصون على ضبابية المصطلحات يريدون بقاء الحق ملتبسًا،

يسوقون لرفض الحق بمزجه بالباطل.

 

 

 

{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ}

جسد نصائحك واقعًا .. لتحفر أثرها في القلوب.

 

 

{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ}

قراء الوحي ودارسوه ليسوا كأي أحد!

هم صفوة لا ينبغي لها أن تتكدر،

وإن زلّت تعود ولا تحيد.

 

 

{وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ}

الصبر يعينك على عدم الهبوط .. والصلاة تعينك على الارتفاع.

 

 

 

{وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ}

الخشوع بوابة الركوع .

 

 

{وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ }

قلبٌ امتلأ بخَشية الله، فأذاب بحرارته كُل العوائقِ للوصُولِ إلى جنّته.

 

 

 

{وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ*الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }

من أكثر ما يجلبُ خشية القلوب طارقُ التذكير بالموت، ويوم الجمعِ والعرض.

 

 

{اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ }

ليكن لسانك رطبًا من ذكر سالف نعم الله.

 

 

 

{وَاتَّقُواْ يَوْمًا لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا}

تذكر يوم تنقطع العلائقُ بالخلق، فلا تعلق قلبك بهم،

وصلهُ بربّك وربهم.

 

 

 

 

{وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ}

ما أعظم ينقذك الله في اللحظة التي تظن فيها أن لن ينقذك الله!

{وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ}

إذا حاصرتك بحار الهلكة .. فشق درب نجاتك بالله.

 

 

{وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ}

أرأيت المكان الأشد وحشة؟

سيجعله الله الأكثر أمنًا .. فقط ثق بالله.

 

{وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ}

أحرق جميع الخرائط .. مادام أن بوصلة القلب متوجهة إلى الله.

{وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ}

هناك ظلم لا يطفئ غيظه إلا رؤية الظالم وهو يتهاوى.

 

 

 

 

{فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ}

عصا حضرت كلام الله لموسى، فباركها الله، فشقت البحر وفجرت الحجر .. فماذا سيفعل قلبك لو حضر عند كلام الله؟!

 

 

{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ}

النفوسُ متشوفةٌ للمزيد في ملذاتها، ولا يسدّ جوع القلوب المؤمنة إلا وعدالله الحق بالنعيم الخالد!

 

 

 

{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ}

من لم يصبر على الطعام؛ لن يصمد أمام الفتن..

{ اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}!

 

 

{فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ}

إن من الخذلان خذلانًا يدع العبد يتضرع إلى الله أن يرفع عنه نعمه وفضله!

 

 

 

{فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا}...{ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ}

قادتهم بطونهم للذلة!

 

 

 

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا}

دناءة؛ يشق الله لهم البحرـ وينجيهم من فرعونـ ويحييهم بعد موتهم .. ويترددون في ذبح بقرة!

 

 

 

 

{فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ}

كلما تأخرت في فعل المأمور .. كثرت احتمالات صرف الله لك عنه بكثرة المعوقات أو بفتور الهمة أو غير ذلك.

 

 

{صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ}

للألوان أثر على النفوس .. فلون حياتك بألوان الفرح.

 

 

{صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ}

ذكر أبو حيّان في تفسيره أن استعمال ما فيه صُفْرة يبسط النفس ويُذهب الغم، واستدل بهذه الآية.

 

 

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}

مدافعة أوامر الله بفرض الاحتمالات والتشويش بالأسئلة .. تستجلب قسوة القلوب.

 

 

 

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}

رب إن لي قلبًا أشكو إليك قسوته، وإنه بين أصبعين من أصابعك،

فيا رب قلِّبْه إلى طاعتك وخشيتك.

 

 

 

{وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ}

لا يكن الحجر أعظم إجلالاً لربك وألين وأرق من قلبك.

 

 

يتبع

 

 

[امانى يسرى محمد 322]

 

 

 

{وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}

مع أن السياق يغرينا أن نعمم ولكن انظر لدقة التعبير:

فريق منهم وليس كلهم..

كن دقيقًا في ألفاظك، عادلاً مع أعدائك.

 

{ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ}

قبل أن تكتب كلمة .. تأكد أنها قد تُدفع بك إلى جهنم ... فتردد قبل كتابتها قليلا.

{وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ}

هناك ذنوب لديها خاصية تدمير جميع زوايا حياتك .. تعبث بممتلكات نفسك .. تشعل حرائقها في غرف روحك الداخلية.

 

{وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ}

أحاطت به من كل جانب .. أغبن الناس من سجن نفسه بخطاياه.

 

{وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا}

أعلن عن مشاعر الحب والامتنان .. لا تتركها مشهدًا صامتًا في قلبك.

 

 

{ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ }

تأمل الاستثناء: احذر من الإطلاقات التي يجبرك زخمها أن تبتعد عن العدل والدقة والإنصاف.

 

 

{ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ}

لم يقتلوا الجميع ولكنه عمم، بعكس الإخراج فإنه خصص؛

لأن قتل واحد كقتل الجميع.

 

 

{ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ}

قد نلمح في صياغة فعل القتل من المضارع إشارة إلى كونهم - لعنهم الله - سيقتلون نبينا!

 

 

 

{فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ }

إذا رأيت الرجل كثير التكلف في الأسئلة .. فاعلم أنه بارد الهمة في العمل.

 

 

{فَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ }

مخيف أن يغضب الله على عبد؛ بل مخيف جدًّا..

فكيف لو غضب مرتين !

 

 

{وَلَقَدْ جَاءكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ }

بين البيّنات والعجل .. مسافة خذلان شاسعة!

 

 

{وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ}

هناك نوع من الذنوب .. إن اقترفتها.. تصبغ حياتك بلونها..تغير نظرتك .. تعبث بمشاعرك ..تدهنك بشؤمها!

 

 

{وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ}

عالج الهوى في أول مراحله .. فكلما تغلغل وتشرَّبه القلب عُمي.

 

 

{قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ}

الإيمان ليس مشاعر باردة .. بل هو حركة موّارة .. تأمر وتنهى .. وتغضب .. وترضى .. وتقيم حروبًا .. وتبني فراديس.

 

 

 

{فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }

ضع أعداءك على المحكّ.

 

 

{وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا}

لا يكون الموت أمنية .. إلا إذا كانت الشهادة حُلُمًا.

 

 

{ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ}

أعظم وأقدس وأجل مكان يُرفع فيه القرآن؛ قلب المؤمن.

 

 

{ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ}

قلب محمد عليه الصلاة والسلام أشبه الأماكن باللوح المحفوظ؛

لذلك أُنزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى القلب الحافظ.

 

 

{أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم}

فريق منهم .. وليس كلّهم!

كن دقيقًا حتى مع الخصوم والأعداء.

 

 

{ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا}

تأمّل عباراتك.

 

{مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}

ليس جميع من ضلّوا الطريق لم يعلموا الحق.. هناك عقبات أخرى أكبر من الجهل!

{فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ}

عمّن قال الله ثالث ثلاثة .. وعمّن قال يد الله مغلولة .. فكيف بمن قال : لم أقتنع بوجهة نظرك !

 

 

{وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ}

أجمل لقاء بين اثنين:

صدقة سر تجدها عند الله،

دمعة خشية تجدها عند الله،

تحمُّل أذى تجده عند الله.

 

 

{وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ}

بعد أتعاب الحياة، وآلام الموت، وأهوال البعث، وفزع القيامة؛

إذ بالأنس من حولك: أعمالك البيضاء تحيط بك.

 

 

{وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ}

كل شيء جعلته عند غيرك يمكن أن يضيع .. إلا حسنة .. جعلتها عند الله.

 

 

{وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ}

أعظم شيء يمكنك أن تجده في حياتك .. حسنة نسيت أنك عملتها .. في يوم كان شرّه مستطيرًا.

 

 

 

 

[امانى يسرى محمد 322]

 

 

 

{قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}

محرقة الدعاوى الباطلة.

 

 

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا}

من أجل الأعمال؛

ذِكر الله .. في مساجد الله.

 

 

 

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا}

اقترف أشد الظلم؛

لأنه منع أعظم العدل،

وهو ذكر الله في مساجد الله.

 

 

 

{أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ}

ليست المساجد أماكن سياحية .. بل هي مواطن جلال .. يجب أن يخشاها ويرهبها أعداء الله.

 

 

 

{وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ}

كيف استطاع الكفار سماع هذه؟!

بينما هم يتنازعون على ملكيّة التوافه؛

إذ بكلام يتحدث عن ملكيّة الجهات!

 

 

{وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ}

عندما ينزّه الله نفسه عن أمر .. فاعلم أنه من أشد الكفر!

{تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ}

هناك اتفاقات ضمنية .. وابتسامات مشاعر .. ومصافحات داخلية تكتظ بها الحياة .. ولا تلحظها العيون.

 

{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسَ إِمَامًا}

بعد الابتلاء تكون الإمامة.

 

 

{وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}

القدم التي انتصبت لله .. جعل الله أثرها مُصلى يولّي المصلّون وجوههم جهته.

 

 

{قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً}

لو عاش الكافر ألف عام كلّها متاع والتذاذ .. لكان قليلاً.

 

 

 

{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *

رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ *

رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ }

مدّة انشغالك بطاعته .. وقتٌ تُظن فيه الإجابة.

 

 

{ وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }

يفرغان من بناء أعظم بيوت الله في الأرض ويسألان ربهما التوبة.

ما أجمل الأدب مع الله!

 

 

 

 

{أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي}

مشروعك الذي تعيش من أجله .. ستظهر بصماته في لحظاتك الأخيرة!

 

 

{أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي}

ذلك هو الاطمئنان على عقيدة التوحيد، فأين الآباء والمربون؟!

 

 

 

 

{أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي}

أحسن الختام ختام الأنبياء؛ تموت وأنت داعية.

 

 

{أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي}

لله هذه النفوس الكبيرة التي تظل تعطي حتى آخر قطرة من إناء الحياة.

 

 

{فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ}

بها ستواجه كيدهم،

بها ستقاوم أكاذيبهم،

بها ستحرق مؤامراتهم .

{فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ}

أمامها كلُّ قويٍّ سيصبح ضعيفًا، وكلُّ صعبٍ سيصبح سهلاً، فلا تجعل حواجز الخلق عقبة.

{صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً}

سُمي الدين صبغة استعارة ومجازًا؛

حيث تظهر أعماله وسمته على المتدين،

كما يظهر أثر الصبغ في الثوب.

(القرطبي)

 

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ}

أي: لا أظلم..

والعلم بالقرآن والسنة أعظم الشهادات،

فلا أظلم من عالم كتم الشريعة.

 

 

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}

البعض يظن أن كتمان الحق ليس بعمل، فلا مؤاخذة عليه،

وهنا إشارة على أنه عمل.

 

{وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}

إنْ أتعبتك نفسك بتتبع زلّات الآخرين .. أطفئ فضولها بهذه الآية.

 

{سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا}

كثيرة هي أقاويل السفهاء، فلا تلتفت إليها.

 

 

 

{سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا}

التشغيب على الشريعة من علامات السفه.

 

 

{سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا}

إذا كان كلام السفهاء يُنقل؛ فكيف بكلام العلماء؟

ذاك لردّه، وهذا لأخذه.

 

{قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ}

مملكة الله؛ أعظم مملكة في الوجود.

 

 

 

{قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}

في زحام ملكوته؛ العظمة أن تكون ممن هداهم إلى الصراط المستقيم.