اذهبي الى المحتوى
سدرة المُنتهى 87

[مُتميّز] °°•.♥.•°° إن إبـراهــيـــم كــان أُمّــــة °°•.♥.•°°

المشاركات التي تم ترشيحها

post_125640_1315034700.png

 

ذكر إبراهيم عليه السلام في القرآن 69 مرة .. هو أبو الأنبياء وهو أحد الخمسة أولي العزم من الرسل ،،

 

أثنى الله سبحانه وتعالى عليه في مواطن عديدة في القرآن الكريم .. فقال سبحانه:

{وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} [البقرة: 130]

 

وقال تعالى:

{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ} [هود: 75]

 

وقال جل في علاه:

{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122)} [النحل]

 

و(أمة) معناها: الرجل الجامع للخير والإمام الذي يُقتدى به.

 

post_125640_1315034706.png

 

وقد منَّ الله على عبده ونبيه إبراهيم عليه السلام بمقام الخُلة التي هي أرفع مقامات المحبة ،، وذلك لأنه أدى كل الواجبات

التي عليه ووفى بها فأكرمه الله بهذه المنزلة التي لم يحظَ بها بشرٌ سواه ،، قال تعالى:

{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125]

 

 

ذكرت في القرآن الكريم قصص كثيرة ومقتطفات جميلة من حياة نبي الله إبراهيم عليه السلام في عدة مواطن مختلفة من سور القرآن الكريم ،،

 

أقوم بسردها عليكم بإذن الله تعالى حسب الترتيب الزمني لكل قصة .. ولننهل من الفوائد والعبر المنتقاة منها ،، فنحن نعرف أن الله سبحانه وتعالى لم يذكر لنا قصص الأنبياء إلا لحكمة ولعبرة وليس على سبيل الحكاية وفقط

 

قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف: 111]

 

 

فتابعوا معي قصص أبينا إبراهيم .. خليل الرحمن عليه السلام

 

 

كونوا بالقرب

 

،،،

 

post_125640_1315034714.png

تم تعديل بواسطة ** الفقيرة الى الله **

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

طرح جميل ويبدو مشوقا ()

بارك الله فيكِ يا حبيبة وجزاكِ خيرا

متابعة لكِ إن شاء الله ~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

مُتابعين معكِ بإذن الله ياغالية :)

أسلوبكِ رائع في السرد .. جزاك الله خيرًا.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-117704-1322071445.png

 

-1-

 

دعـوة إبـراهـيـم لأبـيـه آزر

 

 

بعد أن منَّ الله سبحانه وتعالى على إبراهيم بالنبوة .. بدأ عليه السلام كغيره من الأنبياء بدعوة من حوله إلى عبادة الله وحده لا شريك له ،،

وترك عبادة الأصنام ؛ تلك الأوثان التي لا تنفع ولا تضر ،،

 

وقد بدأ عليه السلام بدعوة أقرب الناس إليه وهو أبوه آزر وقد صرح القرآن الكريم باسم أبي إبراهيم في قول الله تعالى:

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ} {الأنعام: 74]

 

وقد ذهب البعض بأنه لم يكن أبوه وإنما كان عمه .. ولكن صريح القرآن يشهد بأنه أبوه في العديد من الآيات

 

post-117704-1322071688.png

 

دعا إبراهيم عليه السلام أباه آزر وذلك لقربه منه ولخوفه عليه من الشرك ومن عبادة الأوثان وإشفاقه عليه ورحمته به ،،

 

فتودد إليه وتلطف في دعوته ،، ودعاه بأسلوبٍ جميل ومنطقٍ سليم ،، وبيَّن له فساد ما يعتقد .. قال تعالى:

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42)} [مريم]

 

أخبر الله سبحانه وتعالى أن إبراهيم كان نبيًا ورسولًا إلى قومه ،، والنبي يصدق الناس في دعوته ويشفق عليهم .. وأولى الناس بذلك هم أولو القربى ..

 

فبدأ إبراهيم عليه السلام بمخاطبة والده وإيضاح المنهج القويم الذي بُعِث به

 

post-117704-1322071688.png

 

ونلاحظ هنا أن إبراهيم استعمل كلمة جميلة رقيقة في مخاطبة والده وهي كلمة (يا أبتِ) وكرر استخدامها عدة مرات في خطابه لوالده ،،

وهي كلمة مرققة تدل على التودد واستمالة العاطفة الأبوية ،، ويُلاحظ أنه عليه السلام كان غاية في الأدب في حواره مع والده

فسأله باستنكار لم يعبد هذه الأصنام التي لا تنفع ولا تضر ولا تغني عن نفسها شيئًا فكيف تغني عمن يعبدونها .. وقد خاطبه بلغة العقل والمنطق

في هذه الجملة إذ كيف لإنسان عاقل فُضِّلَ على سائر الكائنات بالعقل أن يعبد حجارة لا تتكلم ولا تسمع ولا ترى ولا تملك شيئًا ،،

بل هي من صثنع من يعبدها..

 

ثم يخبره بأنه رسولٌ من رب العالمين أوحى الله إليه النبوة ليدعو الناس ويخرجهم من الظلمات إلى النور قائلًا:

{ أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا} [مريم: 43]،،

 

وأخبره أن الشيطان عدو لله وعدو للإنسان إذ يدعوه إلى الشرك والكفر بالله تعالى

{ يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا} ]مريم: 44]،،

 

post-117704-1322071688.png

 

وظل إبراهيم عليه السلام يدعو والده إلى الإيمان بالتي هي أحسن ويتخير ألفاظه ويقول له إنه يشفق عليه من الكفر

الذي يجعله مستحقًا لعذاب الله وعقابه وألا يتبع خطوات الشيطان الذى عصى الله تعالى من قبل فأبعده الله وغضب عليه وطرده من رحمته؛ فإنك إن اتبعته أصبحت مثله ؛؛

{ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا} [مريم: 45]،،

 

إلا أن والده أبى إلا أن يكون من الكافرين واستكبر أن يؤمن لله تعالى وأغلظ لولده القول وعنَّفه وتوعده بالعقاب

إن لم ينتهِ عما يؤمن به بل وأمره أن يهجره طول العمر وأنه لا يريد أن يراه مرة أخرى،، قال تعالى:

{ قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا} [مريم: 46]

 

post-117704-1322071688.png

 

ومع هذا القول الغليظ وهذا التهديد والوعيد رد إبراهيم عليه السلام بقولِ لين وقال له: سلامٌ عليك ..

أي أنني لن أؤذيك بكلامي ولا بفعلي بل سأستفغر الله لك وأدعوه أن يهديك ويمن عليك بالإسلام وترك هذا الشرك ،، وأتبرأ إلى الله من كفركم وأوثانكم وأعبد الله وحده لا شريك له ،، قال تعالى:

{قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48)} [مريم]

 

post-117704-1322071688.png

 

وظل إبراهيم عليه السلام يدعو لوالده ويستغفر له أملًا أن يتوب عن الشرك فلما مات أبوه على الشرك كفَّ إبراهيم عليه السلام عن الاستغفار له

لأنه علم أنه مات مشركًا وأن الله لا يغفر الشرك أبدًا ؛ والشرك أعظم الذنوب يستوجب دخول النار خالدًا مخلدًا فيها ،، قال تعالى:

{وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة: 114]

 

اللهم اغفر لنا وارحمنا واجمعنا بأبينا إبراهيم عليه السلام في جنات النعيم

 

 

يــتــبــع بـإذن الله تعالى

 

،،،

post-117704-1322071582.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رائع بارك الله فيك متابعة معك ان تيسر باذن الله

ما لفت نظري سبحان الله

فصاحة و جزالة اللفظ القرآني

فانت كي تشرحي القصة ربما تكتلبن ثلاثة اسطر او اكثر و اللفظ القرآني فيه جملتين قصيرتين او ثلاث سبحان الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيراً أختي الحبيبة سدرة المنتهى .. وجعله الله في ميزان حسناتِكِ

متابعة معكِ إن شاء الله ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

رائع ما كتبتِ يا حبيبة ()

شرح مبسط ويسير وممتع..

كم أحب قصة سيدنا إبراهيم -عليه السلام-

متابعة إن شاء الله :)

اللهم اغفر لنا وارحمنا واجمعنا بأبينا إبراهيم عليه السلام في جنات النعيم

آمين.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

بوركَ فيكن أخواتي على المرور والمتابعة

وأثابكم المولى أعالي الجنان

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-117704-1322071445.png

 

-2-

 

دعوة إبراهيم لقومه بالحجة

 

 

هنا نقف مع موقف آخر من مواقف الدعوة التي قام بها سيدنا إبراهيم عليه السلام مع أبيه وقومه علَّهم يؤمنوا بالله تعالى ..

ففي يوم من الأيام أراد أن يقنع أباه وقومه بخطأ ما يعتقدون وأن يثبت لهم بالحجة البينة أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق وهو المدبر

وهو وحده المستحق للعبادة ولا أحد سواه ،، قال تعالى:

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الأنعام: 47]

 

فهو يستنكر على والده عبادته لأصنام لا تنفع ولا تضر وليس لها من الأمر شيء ؛؛ فهذا فعل السفهاء الذين لا عقل لهم.

 

post-117704-1322071688.png

 

وقد منَّ الله سبحانه وتعالى على عبده ونبيه إبراهيم عليه السلام بالتفكر في آيات الله تعالى ليرى ما اشتملت عليه من آيات وبراهين

تدل على وحدانية الله تعالى والظاهرة لكل ذي عينٍ بصيرة.

 

قال تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} [الأنعام: 75]

 

post-117704-1322071688.png

 

وقد حاول إبراهيم عليه السلام أن يبين لقومه الحق ويثبت لهم وحدانية الله سبحانه وتعالى بشتى الطرق والوسائل ،،

وكانوا يعبدون بجانب الأصنام بعض النجوم والكواكب التي يظنون أنها تنفع وتضر ،،

 

فلما رأى إبراهيم عليه السلام نجمًا من هذه النجوم ساطعًا في السماء قال لهم: أفترض أن هذا ربي الذي خلقني وأنا أعبده

ولكن بعد قليل أفل هذا النجم أي غرب وغاب عن الأفق ،، فأثبت لهم بذلك أنه لا يمكن أن يكون ربًا

 

قال تعالى:

{فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ} [الأنعام: 76]

 

وقد فسر البعض هذا النجم على أنه كوكب الزهرة.

 

post-117704-1322071688.png

 

ثم لما رأى إبراهيم عليه السلام القمر طالعًا في السماء منيرًا مستديرًا ،، انتهز هذه الفرصة وقال لقومه: سأفترض كما تزعمون أن هذا هو ربي ..

وكالعادة اختفى القمر ..

فأخبرهم بأن الله هو الرب الأعلى وهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء ،، وإن لم يهدهم الله إلى الطريق السليم فسيظلون في ضلالهم هذا.

قال تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} [الأنعام: 77]

 

post-117704-1322071688.png

 

ثم بعد ذلك افترض معهم أن الشمس هي رب الكون لأنها نجم كبير ساطع ولكن مع ذلك جاء المساء وغربت كغيرها من النجوم ،،

وحينئذٍ أثبت لهم أن هذه النجوم كلها لا تصلح أن تكون آلهة تُعبد لأن مصيرها إلى الزوال والأفول،،

لكن الله سبحانه هو الحي الذي لا يموت وهو الذي خلق كل هذه النجوم والكواكب وهو وحده المتصرف فيها .. قال تعالى:

{فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ(78)

إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)} [الأنعام]

 

post-117704-1322071688.png

 

ولكن مع كل تلك الآيات والبراهين الواضحة ،، ومع كل هذه الإثباتات العقلية الجلية ،، ظل قومه على عنادهم وكفرهم ،،

 

بل وحاجوه في دينه وجادلوه وخوفوه بعقاب آلهتهم المزعومة إن هو كفر بها .. فما كان منه عليه السلام إلا أن أخبرهم أنه موحد لله تعالى

ولا يخاف من هذه الآلهة المزعومة التي لا تضر ولا تنفع لأن النفع والضرر بيد الله تعالى إن أراد أن ينفعه بشيء كان ،

وإن أراد أن يضره بشيء كان أيضًا

 

قال تعالى: {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} [الأنعام: 80]

 

post-117704-1322071688.png

 

وجدير بالذكر أن هذا الحوار الذي جرى بين إبراهيم عليه السلام وبين قومه كان على سبيل المناظرة لا على سبيل النظر ؛؛

 

بمعنى أن إبراهيم عليه السلام كان يناظر قومه ليصل بهم إلى الحق ولذا كان يتنزل في الحوار معهم (أي إنه يقول: أفترض أن هذا النجم هو ربي ،، فماذا بعد؟) ،،

 

ولم يكن عليه السلام ناظرًا بمعنى أنه لم يكن يتفكر ويتأمل وبعدها وصل أن هذه النجوم لا تصلح أن تكون آلهة وأن الله هو الرب الواحد،، لا، لا؛ وحاشاه أن يكون كذلك ،،

 

فهو نبي طاهر صاحب فطرة سليمة هداه الله منذ صغره وزكَّاه الله سبحانه وقال:

..

{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ} [الأنبياء: 51]

 

 

كوني بالقرب

 

،،،

post-117704-1322071582.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

قصة ممتعة ومشوقة وسهلة الفهم ()

بارك الله فيكِ يا حبيبة وجزاكِ خيرا

نفع الله بكِ وأحسن إليكِ..

متابعة بإذن الله :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيراً حبيبتي سدرة المنتهى

 

جعل الله ماقدمتِ في ميزان حسناتك ونفع به ..

 

متابعين لطرحكِ الرائع والمشوق :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رائع ياحبيبة!

وما أعظم الإعجاز البلاغي في تلك القصص ..

مُتابعة بإذن الله.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

بوركَ فيكن أخواتي الحبيبات على المتابعة

أحسنَ اللهُ إليكُم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكى غاليتى كم احب سيدنا براهيم عليه السلام

 

 

متابعه معاكى بكل الشوق

 

 

سرد ممتع

 

جعله الله فى ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

post-117704-1322071445.png

 

 

-3-

 

إبراهيم عليه السلام وهدمه لأصنام قومه وإلقاؤهم إياه في النار

 

 

لما لم يستجب قوم إبراهيم له عندما دعاهم إلى الله تعالى وإلى توحيده في المرة السابقة بعد أن بين لهم بالحجة الواضحة ضلالهم .. أراد أن يثبت لهم مرة أخرى بالحجة أن لا إله إلا الله وحده وأنه لا يوجد من يستحق العبادة غيره

 

 

قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ} [الأنبياء: 51]

 

مدح الله سبحانه إبراهيم عليه السلام حيث إنه قد امتن عليه بالرشد والرسالة والخلة والاصطفاء في الدنيا والآخرة ؛؛

لعلمه سبحانه أن إبراهيم عليه السلام كفء لهذا الأمر،،

 

ولذكائه حيث دعا قومه مرة أخرى وأثبت لهم بالبراهين العقلية الملموسة سفه ما يعتقدون ،، فقد وبخهم على ما يعبدون من تماثيل لا تنفع ولا تضر بل هم من يصنعونها .. فكيف بعاقل أن يعبد ما يصنعه وينحته بيديه؟!

{إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ}

 

post-117704-1322071688.png

 

 

وما كان جوابهم إلا أن قالوا أن هذا من فعل آبائهم وهم يسيرون على خطى السابقين في عبادتهم لتلك التماثيل ..

.. ويا لها من حجة واهية ..

حيث لا يجوز الاتباع سوى للرسل، وخصوصًا في أمور التوحيد والعبادة.

 

فرد عليهم إبراهيم عليه السلام بأن هذا ضلال بين وشرك صريح بالله الواحد الأحد؛

 

{ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}

 

post-117704-1322071688.png

 

 

فلما رأوا ذلك منه استهزئوا به وقالوا: { أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ} الذين لا يعقلون ما يقولون ،،

 

فمضى إبراهيم عليه السلام في كلامه ودعوته لهم وقال إن الله هو الذي خلق السموات والأرض وجميع المخلوقات وهذا هو الدليل العقلي على وجود الله سبحانه وتعالى ،،

 

والدليل النقلي بأنه سبحانه بعث إبراهيم رسولًا داعيًا إليه والرسل لا يكذبون ولا يخبرون على الله غير الحق

 

فهل يُعقل بعد كل هذا أن يشرك بالله مخلوق؟!

 

{ قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ}

[الأنبياء: 56]

 

post-117704-1322071688.png

 

فلما أن رآهم ما زالوا يصرون على الكفر والعناد أقسم أن يهدم أصنامهم تلك حتى يكون ذلك حجة أكبر لهم على ضعف تلك الأصنام وأنها لا تملك لنفسها شيئًا ولا تستطيع الدفاع عن نفسها ..

 

قال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ} [الأنبياء: 57]

post-117704-1322071688.png

 

وانتظر حتى تحين الفرصة المناسبة لذلك .. وجاء يوم عيدٍ لهم كانوا يخرجون للاحتفال به خارج البلدة ..

فانتهز إبراهيم عليه السلام الفرصة ولم يخرج معهم لهذا العيد فلما كلموه وأرادوا أن يجبروه على الخروج معهم أخذ يفكر فيما يقوله لهم وفي النهاية تحجج لهم بأنه مريض ليتركوه وبالفعل تركوه وذهبوا لعيدهم ..

 

قال تعالى: { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ * فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ * فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ} [الصافات: 88- 90]

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات ، ثنتين منهن في ذات الله عز وجل . قوله : {إني سقيم}، وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا} ..." رواه البخاري ومسلم.

 

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: (ولكن ليس هذا من باب الكذب الحقيقي الذي يذم فاعله، حاشا وكلا وإنما أطلق الكذب على هذا تجوزًا، وإنما هو من المعاريض في الكلام لمقصد شرعي ديني، كما جاء في الحديث: "إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب")

 

فهو عليه السلام لم يكن يقصد أنه مريض بدنيًا وإنما أراد أنه مريض القلب من عبادتهم الأوثان من دون الله عز وجل.

 

post-117704-1322071688.png

 

 

فلما ذهبوا وتركوه أسرع عليه السلام إلى المعبد الذي فيه أصنامهم ووجد هناك بعض الطعام الذي وضعوه لتباركه لهم آلهتهم المزعومة ..

 

فخاطب إبراهيم عليه السلام هذه الأصنام متهكمًا لِمَ لا يأكلون؟! بل لِمَ لا ينطقون؟! هذا إن كانوا آلهة كما يزعم قومه ،، قال تعالى:

{فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ * مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ} [الصافات: 91، 92]

 

ثم قام عليه السلام بتكسير هذه الأصنام جميعًا وترك أكبر صنمٍ لهم ولم يكسره وذلك حتى يقيم عليهم الحجة؛

{ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ} [الأنبياء: 58]

 

وهنا لطيفة جميلة ذكرها الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره فقال:

(وتأمل هذا الاحتراز العجيب، فإن كل ممقوت عند الله، لا يُطلَق عليه ألفاظ التعظيم، إلا على وجه إضافته لأصحابه،،

كما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كتب إلى ملوك الأرض المشركين يقول: "إلى عظيم الفرس" "إلى عظيم الروم" ونحو ذلك،

ولم يقل "إلى العظيم" وهنا قال تعالى: {إِلا كَبِيرًا لَهُمْ} ولم يقل "كبيرا من أصنامهم"؛ فهذا ينبغي التنبيه له، والاحتراز من تعظيم ما حقره الله، إلا إذا أضيف إلى من عظَّمه).

 

post-117704-1322071688.png

 

فلما عادوا ووجدوا أن آلهتهم المزعومة قد تكسرت ذُهِلوا ودهشوا وأخذوا يتسائلون ياترى من تجرأ على هذا الفعل الشنيع!

وتذكروا أن إبراهيم عليه السلام هو الذي يُبغض هذه الأصنام وهو الذي يدعوهم لترك عبادتها وتوحيد الله سبحانه فقالوا:

{سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} [الأنبياء: 60]

 

واتفقوا على أن يجمعوا كل أهل المدينة ويأتوا بإبراهيم عليه السلام ليؤنبوه ويوبخوه ويحكموا عليه بأشد أنواع العقاب لما فعله بآلهتهم ،،

قال تعالى: { قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ * قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ}

[الأنبياء: 61، 62]

post-117704-1322071688.png

 

وكانت هذه هي اللحظة التي ينتظرها إبراهيم عليه السلام ليقيم عليهم الدليل الواضح والحجة البينة أن هذه الأصنام لا تنفع ولا تضر ولا تسمع ولا تبصر ولا تغني شيئًا،،

 

فقال لهم إن هذا الصنم الكبير هو الذي كسر باقي الأصنام الصغيرة لأنه أنِف وتغيظ من أن تُعبَد هذه الأصنام الصغيرة معه فكسرها ليتفرد هو بالعبادة،،

وهذا الكلام من إبراهيم، المقصد منه إلزام الخصم وإقامة الحجة عليه ..

 

وطلب منهم أن يسألوا تلك الأصنام التي تحطمت ليعلموا الحقيقة ..

 

وهنا نظر بعضهم إلى بعض باستغراب وقالوا وكيف نسأل تلك الأصنام ؟! إنها لا تتكلم أتستهزئ بنا يا إبراهيم؟!

 

فما أضلكم وأسفه عقولكم وأحقر بصيرتكم تلك التي اتخذت آلهة من دون الله

 

فلما لم يجدوا سبيلًا معه استخدموا منطق القوي المتغطرس في كل زمانٍ ومكان وحكموا عليه أن يُلقى في النار جزاء ما فعل بأصنامهم

 

قال تعالى: {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ *

ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ * قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ *

أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ* قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ}

[الأنبياء: 63- 68]

 

post-117704-1322071688.png

 

ولكن الله سبحانه وتعالى انتصر لخليله إبراهيم عليه السلام وأنقذه من هذه النار العظيمة التي جعلوها له وأخرجه سالمًا منها لم يُصبه أذى ولا مكروه ..

وخرج عليه السلام من النار أمام مرأى جميع أهل البلدة في معجزة واضحة تدل على أنه نبي مرسل من الله تعالى

 

ومع هذا لم يتحرك لهؤلاء الكفار قلب ولم يتبينوا عظمة الله وقدرته ووحدانيته بل ظلوا في طغيانهم يعمهون .. وختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم .. فمن يهدِ من أضل الله

 

{ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ} [الأنبياء: 69، 70]

 

ونجى الله سبحانه وتعالى نبيه الخليل إبراهيم عليه السلام ولم يؤمن من قومه أحد إلا امرأته سارة وابن أخيه لوط عليه السلام .. وأخزى الله الكافرين وجعلهم الأخسرين في الدنيا والآخرة.

 

 

كـونـي بالـقرب

،،،

post-117704-1322071582.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

صلى الله على الخليل إبراهيم..

طريقة سردكِ للأحداث مشوقة وجميلة جدًا ()

بوركتِ على الجهد الطيب يا حبيبة ~

جزاكِ الله خيرا..

متابعة إن شاء الله :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكم الله خيرًا أخواتي الحبيبات

ام البــــــــــــراء ... جعلك الله ياحبيبة معه في الجنان .. تسعدني متابعتك الطيبة

 

** الفقيرة الى الله ** .. جزاكِ الله خيرًا كثيرًا وبوركَ فيكـِ .. أشرف بمتابعتك أخيتي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-117704-1322071445.png

-4-

 

إبراهيم عليه السلام وملك بابل

 

 

ساق لنا القرآن الكريم موقف إبراهيم عليه السلام من دعوة ملك البلاد التي كان يعيش فيها وكيف أنه عليه السلام لم يخف في الله لومة لائم ولا مُلك ملك متجبر

وكان إبراهيم عليه السلام يعيش في مدينة بابل من أرض العراق .. وقيل أن هذا الملك اسمه النمرود .. وعمومًا فإن الله سبحانه وتعالى لم يُشِر إلى اسمه وهذا لأن الأسماء ليست مهمة في سياق القصة وإنما المهم هو العبرة

 

post-117704-1322071688.png

 

لما سمع هذا الملك الذي حكم مدة طويلة من الزمن –قالوا إنها وصلت أربعمائة سنة- بأمر إبراهيم عليه السلام

وأنه يدعو إلى عبادة الله الواحد الأحد الذي لا شريك له ولا ولد .. ولما علم بأمر خروجه عليه السلام من النار سالمًا

من غير أن يُصاب بأذى .. أراد أن يُحضره ليجادله في أمر دعوته إلى الله تعالى

 

 

فلما حضر إبراهيم عليه السلام عند الملك .. سأله الملك: من ربك؟ فأجاب إبراهيم بكل يقين وثقة:

{رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} فهو القادر المتصرف في حياة الناس وجميع الخلائق ..

 

قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:

(وخص منه الإحياء والإماتة لكونهما أعظم أنواع التدابير، ولأن الإحياء مبدأ الحياة الدنيا والإماتة مبدأ ما يكون في الآخرة.)

 

post-117704-1322071688.png

 

فقال هذا الملك: {أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} .. أي أنا أفعل كما يفعل الرب .. وقيل إنه أمر برجلين محكوم عليهما بالسجن ..

فأمر بواحد منهما فعفا عنه وقال: هذا عفوت عنه فأحييته ،، وأمر بالآخر فقُتل، وقال: هذا أمته

 

وما حمله على هذا الطغيان والكفر الغليظ والمعاندة الشديدة إلا تجبره، وطول مدته في الملك .. فادعى لنفسه هذا المقام عنادًا ومكابرة

فأبهة الملك تنسي الطغاة أصلهم وتخدعهم قوتهم وسطوتهم، فيحسبون أنهم يفعلون ما يشاءون،،

ولا يكون إلا ما يريدون، وأنهم على كل شيء قادرون... وربما يزداد الطغيان فينسى المسكين ربه الرحمن ويدعي أنه هو رب العالمين كما فعل النمرود مع إبراهيم عليه السلام

 

post-117704-1322071688.png

 

لكن إبراهيم عليه السلام أراد أن يقيم عليه الحجة الدامغة فقال له إن الذي يحيي ويميت هو الذي يتصرف في الكون،،

فإن كنت إلهًا كما تدعي لنفسك فاجعل الشمس تشرق من المغرب بدلًا من المشرق ..

وهذا الدليل الثاني مُكمل لمعنى الدليل الأول ومُبين له ومقرر لتضمن الدليلين أفعال الرب الدالة عليه وعلى وحدانيته وانفراده بالربوبية والإلهية ..

 

وحينئذٍ لم يدرِ هذا الملك جوابًا وانقطعت حجته فسكتَ ولم يُجب وذلك لأنه لا يستطيع القيام بهذا الأمر.

 

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

(خاف أن يقول لإبراهيم فسل ربك أن يأتي بها من مغربها فيفعل ذلك فيظهر لأتباعه بطلان دعواه وكذبه وانه لا يصلح للربوبية فبهت وأمسك)

[مفتاح دار السعادة]

 

post-117704-1322071688.png

 

قال تعالى:

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}

[البقرة: 258]

 

 

وقال بعض المفسرون أن هذا الملك الطاغية كان يحتكر الطعام وكان لا يصرفه للناس إلا بعد أن يسجدوا له ..

فلما جاء إبراهيم عليه السلام ليأخذ الطعام له ولأهله رفض أن يسجد لهذا الملك وقال أنا لا أسجد إلا لربي،

فسأله الملك: ومن ربك؟ فقال: {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} ثم جرت هذه المناظرة بينهما ..

فلما أفحمه إبراهيم عليه السلام رفض هذا الملك أن يعطيه الطعام فرجع إلى أهله دون أن يحضر الطعامثم ملأ الأمتعة التي كانت معه بالتراب

حتى لا يحزن أهله فلما وصل إليهم نام من شدة التعب فقامت امرأته لتُحضر له الطعام ووجدت الأمتعة التى أحضرها مليئة بالدقيق

فخبزت منه فلما استيقظ إبراهيم عليه السلام سألها من أين أتت بهذا الطعام فأخبرته أنه من الدقيق الذي أحضره ..

فعلم أن الله سبحانه وتعالى قد ساق له هذا الرزق.

 

post-117704-1322071688.png

 

قال ابن القيم رحمه الله:

((وفي هذه المناظرة نكتة لطيفة جدًا وهي أن شِرك العالم إنما هو مُسنَد إلى عبادة الكواكب والقبور ثم صُورت الأصنام على صورها.

 

فتضمن الدليلان اللذان استدل بهما إبراهيم إبطال إلهية تلك جملة بأن الله وحده هو الذي يُحيي ويُميت،

ولا يصلح الحي الذي يموت للإلهية لا في حال حياته ولا بعد موته؛ فإن له ربًا قادرًا قاهرًا مُتصرِفًا فيه إحياء وإماتة،،

ومن كان كذلك فكيف يكون إلهًا حتى يُتخَذ الصنم على صورته! ويُعبد من دونه!

 

وكذلك الكواكب أظهرها وأكبرها للحس هذه الشمس وهي مربوبة مُدبرة مُسخَرة لا تَصرُف لها في نفسها بوجه ما

بل ربها وخالقها سبحانه يأتي بها من مشرقها فتنقاد لأمره ومشيئته فهي مربوبة مسخرة مدبرة لا إله يُعبد من دون الله))

[مفتاح دار السعادة]

 

كـونـوا بـالقـرب

،،،

post-117704-1322071582.png

 

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-117704-1322071445.png

-5-

هجرة إبراهيم عليه السلام

بعد أن قام إبراهيم عليه السلام بدعوة قومه بشتى الطرق والوسائل .. فلم يجد منهم إلا الإعراض ،، قرر أن يهاجر من بلدته إلى مكان آخر لينشر دين الله تعالى وليدعو قومًا آخرين لعبادة الله تعالى

ونلاحظ أنه من فرط طيبة قلبه عليه السلام وحبه لقومه وعطفه عليهم فإنه لم يدعُ الله أن يُهلكهم أو يعذبهم وإنما فارقهم عليه السلام إلى ديار أخرى ..

post-117704-1322071688.png

أما ما ورد في الإسرائيليات من أن الله سبحانه وتعالى عذبهم وبعث عليهم البعوض وغير ذلك فإنه لم يثبت بنص ثابت في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،، وإن كان الله قد عذبهم أو أهلكهم فكان سيُذكر ذلك في القرآن بلا شك كما ورد ذكر باقي العذاب الذي وقع على باقي الأمم المكذبة برسلها .. والله أعلم

قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى: ((ولكن لعل من أسرار ذلك، أن الخليل عليه السلام من أرحم الخلق وأفضلهم وأحلمهم وأجلهم، فلم يدع على قومه كما دعا غيره، ولم يكن اللّه ليجري بسببه عذابًا عامًا.

ومما يدل على ذلك، أنه راجع الملائكة في إهلاك قوم لوط، وجادلهم، ودافع عنهم، وهم ليسوا قومه، واللّه أعلم بالحال.))

post-117704-1322071688.png

{وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [العنكبوت: 26]

وهاجر إبراهيم عليه السلام من أرض بابل بالعراق إلى بلاد الشام ؛ الأرض المباركة ثم ما لبث أن تركها وهاجر إلى مصر

وكان يحكم مصر في هذا الوقت رجل جبار من الجبابرة المتكبرين المتسلطين على الناس .. فكان هذا الملك الجبار كلما سمع بامرأة جميلة أرادها لنفسه فإن كان لها زوج قتله حتى يأخذها لنفسه ،،

وكان إبراهيم عليه السلام يعلم بأمر هذا الملك الجبار فأخبر زوجته سارة بأمر هذا الجبار وطلب منها أن تقول إن سألها هذا الملك عن قرابتها بإبراهيم عليه السلام أن تقول إنها أخته .. وقد قصد إبراهيم عليه السلام أن سارة أخته في دين الإسلام ..

وهذا من المعاريض التي تجوز أو ما يُسمى بالتورية ؛ وهو أن تأتي بكلامٍ له معنيان؛ معنى قريب، ومعنى بعيد، فالسامع يتوهم أنك تقصد المعنى القريب، وفي الحقيقة أنك تقصد المعنى البعيد. والأصل في مشروعيتها قوله صلى الله عليه وسلم:

"إن في معاريض الكلام مندوحة عن الكذب"

post-117704-1322071688.png

وبالفعل حدث ما كان يخشاه إبراهيم عليه السلام .. فقد أخبر أحد أتباع هذا الملك أنه قد دخل رجل ومعه امرأة جميلة أرض مصر .. فأرسل هذا الملك الجبار إلى إبراهيم عليه السلام يسأله عن سارة فقال له أنها أخته ولما إليها إبراهيم طلب منها أن تخبر الملك أنها أخته

وأرسل هذا الملك الظالم جنوده إلى سارة ليحضروها فذهبت معهم فلما سألها عن إبراهيم أخبرته بأنها أخته .. فحاول هذا المتعجرف أن يمد يده ليمسها بسوء فشل الله يده فلم يستطع أن يحركها .. فلما رأى الملك ذلك طلب منها أن تدعو الله أن يفك عنه ما هو فيه ووعدها بألا يؤذيها

فدعت سارة الله سبحانه وتعالى فرجعت يد الملك كما كانت فعاد هو في وعده وأراد أن يقترب منها مرة أخرى فشل الله يده .. فتوسل إليها أن تدعو الله أن يفك عنه .. فدعت الله ففرج عنه

فلما كانت المرة الثالثة التي أراد أن يقترب منها فشل الله يده فطلب منها أن تدعو الله وألا يمسها بسوء ففعلت .. فخاف هذا الملك وعلم أنه لن يقدر على الوصول إليها .. فتركها تذهب وأعطاه خادمة لتخدمها وهي السيدة هاجر

post-117704-1322071688.png

وفي أثناء ذلك كان إبراهيم عليه السلام يصلي ويدعو الله جل وعلا أن يحفظ زوجته من بطش هذا الجبار .. فلما عادت سارة سالمة سألها إبراهيم عليه السلام عما حدث فأخبرته ما جرى وأخبرته أن هذا الملك أعطاها خادمة لتخدمها

وبهذا نجَّى الله سبحانه وتعالى إبراهيم وزوجته السيدة سارة من هذه المحنة العظيمة .. وقد وردت هذه القصة في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ورواها البخاري ومسلم وأحمد وغيرهم

post-117704-1322071688.png

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات ، ثنتين منهن في ذات الله عز وجل . قوله : {إني سقيم } . وقوله:{بل فعله كبيرهم هذا}.

وقال : بينا هو ذات يوم وسارة ، إذ أتى على جبار من الجبابرة ، فقيل له : إن هاهنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس ، فأرسل إليه فسأله عنها ، فقال : من هذه ؟ قال : أختي ، فأتى سارة فقال :

يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك ، وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي ، فلا تكذبيني ، فأرسل إليها ، فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده فأخذ ، فقال : ادعي الله ولا أضرك ، فدعت الله فأطلق . ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد ، فقال : ادعي الله لي ولا أضرك ، فدعت فأطلق ، فدعا بعض حجبته ، فقال : إنكم لم تأتوني بإنسان ، إنما أتيتموني بشيطان ،

فأخدمها هاجر ، فأتته وهو يصلي ، فأومأ بيده : مهيم؟ ، قالت : رد الله كيد الكافر ، أو الفاجر ، في نحره ، وأخدم هاجر". قال أبو هريرة : تلك أمكم ، يا بني ماء السماء .رواه البخاري في صحيحه.

كــونــوا بـالـقـرب

،،،

post-117704-1322071582.png

تم تعديل بواسطة سدرة المُنتهى 87

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-117704-1322071445.png

:

:

-6-

إبراهيم عليه السلام وهاجر وولدهما إسماعيل عليه السلام

:

بعد المحنة العصيبة التي تعرض لها إبراهيم عليه السلام وزوجته السيدة سارة مع هذا الجبار .. عاد إبراهيم عليه السلام مرة أخرى إلى بلاد الشام وأرض بيت المقدس واستقر فيها

:

ولما رأت السيدة سارة رجاء إبراهيم عليه السلام أن يكون له ولد ، وهبته خادمتها هاجر التي أعطاها إياها هذا الملك ليتسرى بها لعلها تنجب له الولد الذي يتمناه

:

وما هي إلى أشهر قليلة حتى رزقه الله سبحانه وتعالى الولد من هاجر .. فكان إسماعيل عليه السلام قرة عين لإبراهيم عليه السلام وفرح به أشد الفرح ..

ولكن الغيرة دبت في قلب السيدة سارة شأنها شأن أي امرأة أخرى .. فغارت من هاجر ومن حب إبراهيم لولده إسماعيل .. فأراد الله سبحانه أن ينزع تلك الغيرة من قلبها فأوحى إلى نبيه إبراهيم عليه السلام أن يأخذ هاجر ورضيعها إسماعيل وأن يتركهم في مكة .. وذلك لحكمة أرادها الله سبحانه وتعالى ..

:

post-117704-1322071688.png

:

فأخذ إبراهيم عليه السلام هاجر وولدها ثم تركهم عند بيت الله الحرام في مكة حيث لا إنس ولا وحش ولا طير ولا زرع ولا ماء بل صحراء جرداء وجبال شاهقة والشمس بوهجها تكاد تخطف الأبصار .. ثم تركهم وهمَّ بالذهاب ..

:

فلما رأته السيدة هاجر يذهب استوقفته واستغربت من فعله وسألته باستنكار كيف يتركهم في هذه الأرض الموحشة ؟؟ فلم يرد عليها إبراهيم عليه السلام ..

:

وهنا فطنت السيدة هاجر إلى أن هذا الفعل إنما هو أمر من الله سبحانه وتعالى لنبيه .. فرضيت بقضاء الله تعالى وأيقنت أنه لن يضيعها هي ولا رضيعها .. فتركته يذهب وبقيت هي في هذه الأرض المقفرة ..

:

ودعا إبراهيم عليه السلام ربه بكلمات رقيقة ؛؛ قال تعالى:

{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [إبراهيم: 37]

:

post-117704-1322071688.png

:

وبعد ساعات قليلة من رحيل إبراهيم عليه السلام نفد الماء والطعام الذي كان معها .. فقامت تبحث عن مخلوق في هذه الأرض أو زرع أو عين للماء .. فأخذ تجري هنا وهناك ويمينًا ويسارًا في محاولة لإيجاد أي شيء ..

:

صعدت على جبل الصفا وأخذت تنظر من عليه علَّها تجد شيئًا .. ولم تجد

هبطت من عليه وصعدت على جبل المروة وأخذت تنظر حولها فلم تجد شيئًا .. وأخذت تكرر ذلك الأمر سبع مرات دون جدوى .. سبع مرات تجري كل هذه المسافة تحت أشعة الشمس الملتهبة وفوق تلك الرمال المحرقة !!

:

وعند ذلك .. بعث الله سبحانه وتعالى مَلَكًا ليفجر عينًا من الماء تحت قدمي إسماعيل عليه السلام ليرتوي هو وأمه وليصدق دعوة إبراهيم عليه السلام { وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ}

:

post-117704-1322071688.png

:

فلما رأت السيدة هاجر هذا الماء فرجت فرحًا شديدًا وأخذت تجمع التراب حوله خوفًا من أن يذهب سدىً وأخذت تقول: زمزم .. وهي عبارة من عادات قبيلتها كانت تُقال عندما يشتغلون بأمر ما وكأنها تنشد .. ومن هنا سُميت بماء زمزم

:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يرحم الله أم إسماعيل ، لو تركت زمزم لكانت عينًا معينًا" رواه البخاري.

:

وبشَّرها هذا المَلك بأن بيت الله الحرام سيُبنى في هذا المكان عن طريق ولدها وأبوه ،، وأن الله لن يضيعهم أبدًا لأنهم أهل بيته الحرام.

:

post-117704-1322071688.png

:

وقد وردت هذه القصة بتمامها في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

:

" أَوَّلَ مَا اتَّخَذَ النِّسَاءُ الْمِنْطَقَ مِنْ قِبَلِ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ ؛ اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا لَتُعَفِّيَ أَثَرَهَا عَلَى سَارَةَ.

:

ثُمَّ جَاءَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ وَبِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُرْضِعُهُ حَتَّى وَضَعَهُمَا عِنْدَ الْبَيْتِ ؛ عِنْدَ دَوْحَةٍ فَوْقَ زَمْزَمَ فِي أَعْلَى الْمَسْجِدِ ، وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ فَوَضَعَهُمَا هُنَالِكَ وَوَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابًا فِيهِ تَمْرٌ وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ ،

:

ثُمَّ قَفَّى إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ فَقَالَتْ: يَا إِبْرَاهِيمُ أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الْوَادِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ ؟ فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا وَجَعَلَ لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا

:

فَقَالَتْ لَهُ: أَاللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ قَالَ: نَعَمْ . قَالَتْ: إِذَنْ لَا يُضَيِّعُنَا ، ثُمَّ رَجَعَتْ.

:

post-117704-1322071688.png

:

فَانْطَلَقَ إِبْرَاهِيمُ حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الثَّنِيَّةِ حَيْثُ لَا يَرَوْنَهُ اسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْبَيْتَ ثُمَّ دَعَا بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: {رَبِّ إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} حتى بلغ {يَشْكُرُونَ }.

:

وَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ تُرْضِعُ إِسْمَاعِيلَ وَتَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا فِي السِّقَاءِ عَطِشَتْ وَعَطِشَ ابْنُهَا وَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتَلَوَّى أَوْ قَالَ: يَتَلَبَّطُ ،

:

فَانْطَلَقَتْ كَرَاهِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيْهِ فَوَجَدَتْ الصَّفَا أَقْرَبَ جَبَلٍ فِي الْأَرْضِ يَلِيهَا فَقَامَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْ الْوَادِيَ تَنْظُرُ هَلْ تَرَى أَحَدًا فَلَمْ تَرَ أَحَدًا

:

فَهَبَطَتْ مِنْ الصَّفَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ الْوَادِيَ رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِهَا ثُمَّ سَعَتْ سَعْيَ الْإِنْسَانِ الْمَجْهُودِ حَتَّى جَاوَزَتْ الْوَادِيَ ثُمَّ أَتَتْ الْمَرْوَةَ فَقَامَتْ عَلَيْهَا وَنَظَرَتْ هَلْ تَرَى أَحَدًا فَلَمْ تَرَ أَحَدًا فَفَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ

:

post-117704-1322071688.png

:

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَلِكَ سَعْيُ النَّاسِ بَيْنَهُمَا. فَلَمَّا أَشْرَفَتْ عَلَى الْمَرْوَةِ سَمِعَتْ صَوْتًا فَقَالَتْ: صَهٍ تُرِيدُ نَفْسَهَا ثُمَّ تَسَمَّعَتْ فَسَمِعَتْ أَيْضًا فَقَالَتْ: قَدْ أَسْمَعْتَ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ غِوَاثٌ .

:

فَإِذَا هِيَ بِالْمَلَكِ عِنْدَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ فَبَحَثَ بِعَقِبِهِ أَوْ قَالَ بِجَنَاحِهِ حَتَّى ظَهَرَ الْمَاءُ فَجَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ وَتَقُولُ بِيَدِهَا هَكَذَا وَجَعَلَتْ تَغْرِفُ مِنْ الْمَاءِ فِي سِقَائِهَا وَهُوَ يَفُورُ بَعْدَ مَا تَغْرِفُ

:

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ أَوْ قَالَ لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنْ الْمَاءِ لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا.

:

قَالَ فَشَرِبَتْ وَأَرْضَعَتْ وَلَدَهَا فَقَالَ لَهَا الْمَلَكُ: لَا تَخَافُوا الضَّيْعَةَ فَإِنَّ هَا هُنَا بَيْتَ اللَّهِ يَبْنِي هَذَا الْغُلَامُ وَأَبُوهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَهْلَهُ ..."

:

:

كــونــوا بـالـقـرب

،،،

:

post-117704-1322071582.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرا سدورة

موضوع قيم جدا

لي عودة بإذن الله لإتمام القراءة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرا سدورة

موضوع قيم جدا

لي عودة بإذن الله لإتمام القراءة

بارك الله فيكـِ ميمونة غاليتي

لا حرمكـِ ربي الأجر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مآ شآء الله تبارك الله

هذه اول مرة ادخل هذا الموضوع الزاخر الممتلئ الرائع

بارك الله فيكِ يا سدورة الحبيبة

مآ أعجز كلمات القرآن وأبلغها واجملها

وما اجمل هذه السيرة العظيمة

فجزاكـِ الله خيراً

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مآ شآء الله تبارك الله

هذه اول مرة ادخل هذا الموضوع الزاخر الممتلئ الرائع

بارك الله فيكِ يا سدورة الحبيبة

مآ أعجز كلمات القرآن وأبلغها واجملها

وما اجمل هذه السيرة العظيمة

فجزاكـِ الله خيراً

بورك في مرورك الجميل أخية

وجزانا الله وإياكِ الجنة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×