اذهبي الى المحتوى
*إشراقة فجر*

*~ بَيْنَ الظِّلِّ والفَيْءِ ~*

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

،،،

 

~ بَيْنَ الظِّلِّ والفَيْءِ ~

هما لفظانِ لا يُحسِنُ تَوظيفهما في وضعهما العربيّ الصّحيح الفصيح كثيرون من النّاطقين بالضّاد؛ جهلا منهم بدلالتهما اللّغويّة، وغفلةً عن دَرْك أصل وَضْعِهما؟!؛ فلِلَّهِ أشكو غربة العربية في عقر دارها، وبين أبنائها؛ لذا كان هذا التّحرير المقتضب في بيان وجه الفرق بينهما.

 

فالظِّلُّ[1]: بالكسر نقيضُ الضَّحِّ يعني الشّمس، جمع ظِلال وظُلُول وأَظْلاَل، يكونُ بالغَداةِ إلى الزّوالِ. بينما الفَيْءُ يكونُ بالعَشِيِّ. والظِّلُّ من كلِّ شيءٍ: شخصُه لمكان سَوادِه.

 

وأمّا الفيءُ[2]: ففي أصل اللّغة هو الرّجوع، يقال: فاءَ يَفِيءُ فَيْئًا رَجَعَ، وبابُه بَاعَ، جمع أَفْيَاء وفُيُوء.

 

وقد وَرَدَ طَرْدًا لهذا السَّنَن من كلام العرب:

1. قولُ الحقِّ تَبارك وتعالى: ( ... فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[3] أي: رجعوا.

 

2. وقولُه عَزَّ اسمُه: (... يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ)[4]. وتَفَيُّؤُ الظِّلال تَقلُّبُها ورجوعُها بعد اِنتصاف النّهار.

 

3. حديث[5] (الفَيْءُ على ذي الرَّحِم) أي: العَطفُ عليهم والرّجوع إليهم بالبرّ.

 

4. حديث عائشة[6] رضي الله عنها قالت عن زينب رضي الله عنها: (...ما عدا سَوْرَةً من حِدَّة كانتْ فيها تُسرِعُ منها الفِيئَة). الفِيئَة بوزن الفِيعَة: الحالةُ من الرّجوع.

 

5. قال أبو ذؤيب:

لَعَمْرِي لَأَنْتَ البَيْتُ أُكْرِمُ أَهْلَهُ ... وَأَقْعُدُ فِي أَفْيَائِهِ بِالأَصَائِلِ

 

6. قال حُمَيْد بن ثور الهلاليّ يصف سرحةً، وكنى بها عن امرأة: (الطويل)[7]

فَلاَ الظِّلَّ مِنْ بَرْدِ الضُّحَى تَسْتَطِيعُهُ[8] ... وَلاَ الفَيْءَ مِنْ بَرْدِ العَشِيِّ تُذُوقُ

 

7. وقال امرؤ القيس:

تَيَمَّمَتِ العَيْنَ الّتِي دُونَ ضَارِجٍ ... يَفِيءُ عَلَيْها الظِّلُّ عَرْمَضُهَا طَامِي

 

وحقيقة (الفَيْءِ): الظِّلُّ من بعد الزّوالِ إلى الغروب ينبسطُ شرقًا، سُمِّيَ فَيْئًا لرجوعه من جانب الغرب إلى جانب الشّرق، ومن هنا قيل: الشّمسُ تنسخُ الظِّلَّ، والفيْءُ يَنسخُ الشّمس.

 

وقد فاءَ الظِّلُّ فَيْئًا، وتَفَيَّأَ رجعَ وعادَ بعدما كانَ ضِياءُ الشَّمسِ نَسَخَهُ. يقال: فاءَ الفَيْءُ إذا تَحَوَّلَ عن جهة الغَداةِ. وتَفَيَّأَ في الفَيْءِ تَظَلَّلَ، والتَّفَيُّؤ تَفَعُّلٌ مِن الفَيْءِ، وهو الظِّلُّ بالعَشِيِّ، والتَّفَيُّؤ لا يكونُ إلاّ بالعَشِيِّ، والظِّلُّ بالغَداةِ.

 

والفَيْءُ المالُ الذي يُفِيئهُ اللّهُ على المجاهدين من غيرِ قِتالٍٍ، سُمِّيَ به لأنّه مالٌ رَجَعَهُ اللّهُ إلى المسلمين وردَّهُ إليهم؛ فهم أَحَقُّ به وأَوْلى.

 

قال ابن السِّكِّيت: الظِّلُّ ما نسختْهُ الشّمسُ، [وهو من الطُّلوعِ إلى الزَّوالِ]، والفَيْءُ ما نَسَخَ الشّمسَ [وهو مِن الزّوالِِ إلى الغروب].

 

وحَكَى أبو عبيدة عن رؤبة بن العجّاج قال: كلُّ ما كانتْ عليه الشّمسُ فزالتْ عنه فهو فَيْءٌ وظِلٌّ، وما لم تكنْ عليه شمسٌ فهو ظِلٌّ.

 

وهذه تَقريراتُ بعضِ أعلام اللّغة وأربابِ العربيّة فيها تَأصِيلٌ لحقيقةِ هذا المذهب الفارقِ بين الظِّلِّ والفَيْءِ:

قال في أدب الكاتب (ص23 - 24 باب معرفة ما يضعه النّاس في غير موضعه): (ومِن ذلك " الظِّلُّ والفَيْءُ

 

" يذهبُ النّاسُ إلى أنّهما شيْءٌ واحدٌ، وليس كذلك؛ لأنّ الظلَّ يكون غدوةً وعشيّةً، ومِن أوّل النّهار إلى آخره، ومعنى الظِّلّ السِّتْر، ومنه قولُ النّاس " أنا في ظِلِّكَ " أي: في ذَراكَ وسِتْرِكَ، ومنه " ظِلُّ الجَنَّة وظِلُّ شَجَرِها " إنّما هو سِترُها ونواحيها، وظلُِّ اللَّيل: سوادُهُ؛ لأنّه يَستُرُ كلَّ شيءٍ = والفَيْءُ لا يكونُ إلاّ بعد الزّوال، ولا يقالُ لما قبل الزوال فَيْءٌ، وإنّما سُمِّيَ بالعَشِيِّ فَيْئا لأنّه ظِلٌّ فاءَ من جانب إلى جانبٍ أي: رجعَ من جانب المغرب إلى جانب المشرق، والفَيْءُ هو الرُّجوعُ، ومنه قولُ اللّهِ عزّوجلّ: (حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ)، 9 من سورة الحجرات، أي: ترجعَ على أمرِ اللّهِ. وقالَ امرؤُ القيس:

تَيَمَّمَتِ العَينَ الَّتِي عِنْدَ ضَارِجٍ ... يَفِيءُ عَلَيْهَا الظِّلُّ عَرْمَضُهَا طَامِي[9]

 

أي: يرجعُ عليها الظِّلُّ من جانب إلى جانبٍ؛ فهذا يَدُلُّكَ على معنى الفَيْءِ.

 

وقال الشَّمَّاخ[10]:

إِذَا الأَرْطَى تَوَسَّدَ أَبْرَدَيْهِ ... خُدُودُ جَوَازِىءٍ بالرَّمْلِ عِينِ

 

أبرداه[11]: الظِّلُّ والفَيْءُ، يريدُ وقتَ نصفِ النّهارِ، وكأنّ الظِّباءَ في بعضِ ذلك الوقتِ كانتْ في ظِلٍّ ثمّ زالتِ الشّمسُ فتَحوَّلَ الظِّلُّ فصارَ فَيْئًا فحوّلتْ خدودُها).

 

وقال الحريريّ في درّة الغوّاص: (ص109-110 رقم 78): (ويقولون: جلستُ في فَيْءِ الشّجرة، والصّوابُ أن يُقال: في ظِلِّ الشّجرة، كما جاءَ في الأثر[12] * عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ في الجنّةِ لشجرةً يسيرُ الرّاكبُ في ظِلِّها مائةَ عامٍ لا يقطعُها، اقرأوا إن شِئتُم: (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ)[13]؛ والعِلّةُ فيما ذكرناه أنَّ الفَيْءَ يُسمَّى بذلك لأنّه فاءَ عند زوالِ الشّمسِ من جانبٍ إلى جانبٍ، أي رَجَعَ، ومعنى الظِّلّ، السِّتْر، ومنه اشتقاقُ المِظَلَّة، لأنّها تَسْتُرُ من الشّمسِ، وبه أيضا سُمِّي سوادُ اللّيلِ ظِلاًّ، لأنّه يَسْتُرُ كلَّ شيءٍ، فكأنّ اسمَ الظِّلِّ يقعُ على ما يستر من الشّمس، وعلى مالا تطلُعُ عليه، وذَرَى الشّجرة يَنتظِمُ هذين الوصفين فانتظمَهُ اسمُ الظِّلِّ واشتملَ نطاقُه عليه...).

 

وفي التّوقيف على مهمّات التّعاريف (1/490): (قالَ الرّاغبُ: الظِلُّ ضدُّ الضَّحِّ وهو أعمُّ مِن الفَيْءِ؛ فإنّه يقالُ: ظِلُّ اللَّيلِ وظِلُّ الجَنّة، ويُقال لِكلِّ موضعٍ لم تَصِلْ إليه الشّمسُ ظِلٌّ، ولا يُقالُ الفَيْءُ إلاّ لِمَا زالَ عنه الشّمس).

 

وجاء في شرح ديوان الحماسة (2 /1377): (وقال أبو القمقام الأسديّ: =

سَقْياً لِظِلِّكَ بالعَشِيِّ وَبالضُّحَى ... وَلِبَرْدِ مَائِكَ وَالمِيَاهُ حَمِيمُ

 

كانَ الواجبُ أن يجعلَ الفَيْءَ للعَشِيِّ، والظِلَّ للضُّحى كما في قول الآخر[14]:

 

فَلاَ الظِلَّ مِنْ شَمْسِ[15] الضُّحَى تَسْتَطِيعُهُ ... وَلاَ الفَيْءَ مِنْ بَرْدِ العَشِيِّ تَذُوقُ

 

ولكنّهُ جعلَ الفَيْءَ ظِلاًّ لِمُشابهَتِهِما في نظرِ العَيْن...).

 

وفي الفروق اللّغويّة (ص253): (1368 حرف الظّاء/الفرق بين الظِلِّ والفَيْءِ: الظِلُّ: الفَيْءُ الحاصِلُ مِن الحاجزِ بينكَ وبينَ الشّمسِ، وقيلَ: هي [مِنْ][16] الطُّلوع إلى الزّوال. والفَيْءُ: من الزّوالِ إلى الغروبِ. وقالَ المُبرّد: الفَيْءُ ما نسختْهُ الشّمسُ، لأنّه الرّاجِعُ، والظِّلُّ: ما كانَ قائمًا لم يَنسَخْهُ ضوءُ الشّمسِ، قال الشّاعر:

فَلاَ الظِّلُّ مِنْ بَعْدِ الضُّحَى تَسْتَطِيعُهُ ... وَلاَ الفَيْءُ مِنْ بَعْدِ العَشِيِّ تَذُوقُ

 

فجعلَ الظِّلَّ وقتَ الضُّحَى، لأنّ الشّمسَ لم تَنسخهُ ذلك الوقت. فكلُّ فَيْءٍ ظِلٌّ، وليس كلُّ ظِلٍّ فَيْئًا. وأهلُ الجنّةِ فِي ظِلٍّ لا فِي فَيْءٍ؛ لأنّ الجنّة لا شمسَ فيها. وفي التَّنزيل: " وَظِلٍّ مَمْدُودٍ "...).

وفي معجم المقاييس في اللّغة (3/461 كتاب الظاء/ظلّ) قال ابن فارس: (...فالظِّلُّ: ظِلُّ الإنسانِ وغيرِه، ويكونُ بالغَداةِ والعَشيِّ، والفَيْءُ لا يكونُ إلاّ بالعَشِيِّ).

 

وفي تاج العروس (29 /402 ظ ل ل): (وقالَ أبو حَيَّانَ فيظلل: هذه المادَّةُ بالظَّاءِ إِنْ أَفْهَمَتْ ستْراً أو إِقَامَةً أو مَصِيراً، فتناوَلَ ذلكَ كَلِمات كثيرة منها الظِّلُّ، وهو ما اسْتَتَرتْ عنهُ الشَّمْسُ ج: ظِلاَلٌ بالكسْرِ، وظُلُولٌ، وأَظْلاَلٌ، وقد جَعَلَ بعضُهُم لِلْجَنَّةِ فَيْئاً غيرَ أَنَّهُ قَيَّدَهُ بالظِّلِّ، فقالَ يَصِفُ حالَ أهلِ الجَنَّةِ وهو النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنهُ:

فَسَلامُ الإِلَهِ يَغْدُو عَليْهِمْ ... وَفُيُوءُ الفِرْدَوْسِ ذَاتِ الظِّلاَلِ

 

وقالَ كُثّيِّر:

لَقَدْ سِرْتُ شَرْقِيَّ البِلاَدِ وَغَرْبَهَا ... وَقَدْ ضَرِبَتْنِي شَمْسُهَا وَظُلُولُهَا

 

وقالَ أبو الهَيْثَم: الظِّلُّ كُلُّ ما لَمْ تَطَّلِعْ عليهِ الشَّمْسُ، والفَيْءُ لا يُدْعَى فَيْئاً إِلاَّ بَعْدَ الزَّوالِ إِذا فاءَتِ الشِّمْسُ، أي رَجَعتْ إلى الجانِبِ الغَرْبِيِّ، فَما فَاءَتْ منهُ الشّمْسُ وَبَقِيَ ظِلاًّ فهو فَيْءٌ، والفَيْءُ شَرْقِيٌّ، والظِّلُّ غَرْبِيٌّ...).

 

ويتعلّق بهذا المبحث جملةٌ من الفوائد، تمّ قَنْصُها من تاج العروس للزّبيديّ - رحمه اللّه - وهي:

أ‌- (...وقالَوا: ظِلُّ الجَنَّةِ ولا يُقالُ: فَيْئُها لأَنَّ الشَّمْسَ لا تُعاقِبُ ظِلَّها فيكونُ هناكَ فَيْءٌ، إِنَّما هي أَبَداً ظِلٌّ؛ ولذلكَ قالَ عَزَّ وجَلَّ: " (أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا )" أرادَ: وظِلُّها دائِمٌ أيضاً)[17].

 

ب‌- (وقالَ الرَّاغِبُ: وقد يُقالُ ظِلٌّ لِكُلِّ شَيْءٍ ساتِرٍ مَحْمُوداً كان أو مَذْمُوماً فمِنَ المَحْمودِ قولُهُ عَزَّ وجَلَّ: " (وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الحَرُورُ) "، ومن المَذْمُوم قولُهُ تَعالى: " وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ")[18].

 

ويراجع:

1- أساس البلاغة (ص351 ع1).

2- إصلاح المنطق (1 /150، 320).

3- الإفصاح في فقه اللّغة (ص464 ع2).

4- أنيس الفقهاء (1 /73).

5- بلوغ الأرب في أحوال العرب (3 /224).

6- تاج العروس (1 /354 – 355، 357 - 359) و(29 /402 – 403).

7- تحرير ألفاظ التّنبيه (ص50).

8- تطهير اللّغة (1 /2 /19).

9- التّعريفات (ص186، 218).

10- التّوقيف على مهمّات التّعاريف (1 /490).

11- الزّاهر في غريب ألفاظ الشّافعيّ (1 /280 - 281).

12- الصِّحاح (1 /63 - 64 فيأ) و(5 /1755 - 1756 ظلل).

13- غريب الحديث لابن قتيبة (1 /2289).

14- غريب الحديث للخطّابي (1 /185).

15- غريب القرآن (ص43).

16- الفروق اللّغويّة (ص253 رقم 1366 حرف الظّاء/الفرق بين الظلّ والفيء).

17- فصيح ثعلب (ص169).

18- القاموس المحيط (ص48 الفيء) و(ص1028 الظّل).

19- الكامل في اللّغة والأدب (2 /77).

20- كتاب العين (8 /150 باب الظاء واللّام) و(8 /406 باب اللّفيف مع الفاء).

21- لسان العرب (1 /124 - 126 فيأ) و(11 /419 ظلل).

22- مختار الصّحاح (ص404 ظلل) و(ص516 ف ي أ).

23- المزهر (ص319 - 320 النّوع 29/معرفة العام والخاصّ - الفصل الأوّل).

24- المصباح المنير (ص230 ظ ل ل).

25- المطلع على أبواب المقنع (1 /65، 219).

26- معجم البلدان (1 /74 و3 /208).

27- المعجم الوسيط (ص577 ع1) و(ص707 ع2-3).

28- المغرب (3 /153 - 154).

29- النّهاية (3 /159).

---------------------

[1] لـ(الظلّ) عدّة تعريفات لأئمّة اللّغة منها:

• ضوءُ شعاع الشّمس دون الشّعاع فإذا لم يكن ضوءٌ فهو ظلمةٌ وليس بظلّ.

• ضوءُ شعاع الشّمس إذا استترت عنك بحاجز.

• الظِّلُّ من الطّلوع إلى الزّوال.

• هو ما لم تَنله الشّمس.

[2] ل(الفيء) عدّة تعريفات لأئمّة اللّغة، منها:

• ما كان بعد الزّوال من الظّل.

• ما كان شمسا فنسخه الظّل.

• الفَيْءُ بالعَشِيِّ ما انصرفتْ عنه الشّمس.

[3] البقرة/226.

[4] النّحل/48.

[5] لسان العرب (1/125)، وهو في مسند أحمد (4/299)، ومستدرك الحاكم (2/236 رقم 2861)، وصحيح ابن حبّان (2/98-99 رقم 374)، والأدب المفرد (1/38 رقم 69) و...

[6] اللّسان (1/125). وهو في صحيح مسلم (15/206 نووي).

[7] شرح ديوان الحماسة (2 /1378).

[8] في معجم البلدان (3 /208): (تستظلُّه) بدل (تستطيعه).

[9] قال ابن بَرِّي: ذكر النّحّاس أنّ الرّواية في البيت: (يَفِيئُ عليها الطَّلْحُ) ويُروَى بإسنادٍ ذَكَرَه أنّه وفدَ قومٌ من اليمن على النَّبيِّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالوا: يا رسول الله أحيانا اللهُ ببيتين من شعر امريء القيس بن حُجْر. قال: وكيف ذلك؟. قالوا: أقْبَلْنَا نُريدُك فَضلَلنا الطّريقَ فبقينا ثلاثاً بغير ماءٍ، فاستظْللْنا بالطَّلْح والسَّمُر. فأقبَل راكبٌ مُتلثِّمٌ بعمامةٍ، وتمثَّلَ رَجُل ببيتين وهما:

ولما رأتْ أنَّ الشَّريعةَ هَمُّها

وأنَّ البياضَ منْ فرائصها دامي

تيَمَّمَتِ العينَ الّتي عندَ ضارِجٍ

يَفيءُ عليها الطَّلْحُ، عَرْمَضُها طامي

 

فقال الرّاكبُ: مَن يقول هذا الشِّعر؟. قال: امرؤُ القيس بن حُجر. قال: والله ما كَذَبَ، هذا ضارجٌ عندكم. قال: فَجَثونا على الرُّكَب إلى ماءٍ، وعليه العَرْمَضُ يَفيءُ عليه الطَّلْح فشربنا رِيَّنَا وحَمَلْنا ما يَكْفينا ويُبلِّغُنَا الطَّريقَ. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: " ذلك رجلٌ مذكورُ في الدّنْيا شريفٌ فيها، مَنسيٌّ في الآخرةِ خاملٌ فيها. يَجيءُ يومَ القيامة معهَ لواءُ الشٌّعراءِ إلى النَّار ". - عن تاج العروس (6 /81 ضرج) -.

والحديث أورده الألبانيّ في ضعيفته (6 /482 - 484 رقم 2930) وقال: إسناده واهٍ جدًّا.

[10] ديوانه (ص331 المقطوعة 18 رقم 20).

[11] سُمِّيا بذلك لبَردهما.

[12] أخرجه البخاريّ (13 /235 رقم 6552 فتح)، ومسلم (9 /17 /167 نوويّ).

[13] الواقعة/30.

[14] حميد بن ثور.

[15] ويُروَى: برد.

[16] كلمة (مِنْ) ساقِطة، والسّياقُ يَقتضيها.

[17] (1 /7281 - 7282 ظ ل ل).

[18] (1 /7282 ظ ل ل).

~ ~ ~ ~

محمد تبركان | شبكة الألوكة ()*

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقل قيم يا حبيبة

بارك الله فيك وفي مجهوداتك الطيبة

جعلها الله سبحانه وتعالى في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وقد جَعَلَ بعضُهُم لِلْجَنَّةِ فَيْئاً غيرَ أَنَّهُ قَيَّدَهُ بالظِّلِّ، فقالَ يَصِفُ حالَ أهلِ الجَنَّةِ وهو النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنهُ:

فَسَلامُ الإِلَهِ يَغْدُو عَليْهِمْ ... وَفُيُوءُ الفِرْدَوْسِ ذَاتِ الظِّلاَلِ

 

وقالَ كُثّيِّر:

لَقَدْ سِرْتُ شَرْقِيَّ البِلاَدِ وَغَرْبَهَا ... وَقَدْ ضَرِبَتْنِي شَمْسُهَا وَظُلُولُهَا

بوركت أختي

جزاك الله خير ياحبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×