اذهبي الى المحتوى
ميرفت ابو القاسم

الطريق إلى القدس

المشاركات التي تم ترشيحها

f3al_c10.png

 

 

 

 

 

الطريق إلى القدس

 

 

لن تتحرر القدس إلا بعد تحقيق كلمة التوحيد، ثم توحيد الكلمة، والرجوع الكامل إلى دين الله، وتحكيم شريعة الله، وهذا من أعظم أسباب النصر والتمكين، وكذلك بالجهاد الشرعي؛ فإن ما أخذ

 

 

بالقوة لا يُرد إلا بالقوة.

 

اهتمام العلماء والدعاة بجراح الأمة وآلامها

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.

أما بعد: فحياكم الله جميعاً أيها الآباء الفضلاء! وأيها الأخوة الأحباب الكرام الأعزاء! وطبتم جميعاً وطاب ممشاكم، وتبوأتم من الجنة منزلاً، وأسأل الله العظيم الكريم جلا وعلا الذي جمعنا وإياكم في هذا البيت المبارك على طاعته أن يجمعنا وإياكم في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار كرامته؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أحبتي في الله! أنا أكرر دائماً أنه لا ينبغي أن يكون العلماء والدعاة في وادٍ، وأن تكون الأمة بجراحها وآلامها في وادٍ آخر، ومن هذا المنطلق فإنني أستحي من الله جل وعلا أن أقف بين أيديكم وسط هذه الآلام والجراح دون أن أتكلم عن القدس الجريح؛ لذا فإن عنوان لقائنا هذا هو بعنوان: (الطريق إلى القدس).

وكما تعودنا فسوف ينتظم الحديث معكم تحت هذا العنوان في العناصر التالية: أولاً:مؤامرة حقيرة قديمة حديثة.

ثانياً: كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة.

ثالثاً: نبذ الفرقة، وتوحيد الصف، وتحقيق معنى الأخوة في الله.

رابعاً: التخلص من الوهن.

خامساً: رفع راية الجهاد في سبيل الله.

سادساً: الدعاء، وصدق اللجأ إلى الله جل وعلا.

وأخيراً: المؤمنون الصادقون لا يعرفون لليأس طريقاً.

فأعيروني القلوب والأسماع أيها الأحباب! فإن هذا اللقاء الآن من الأهمية والخطورة بمكان، والله أسأل أن يقر أعيننا بتحرير القدس الشريف؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

 

دروس للشيخ محمد حسان ]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مؤامرة حقيرة قديمة حديثة

 

أيها الأخيار الكرام! إن الصراع بين الحق والباطل قديم بقدم الحياة على ظهر الأرض، والأيام دول كما قال الله جل وعلا: {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران:140]، ولا زال هذا الإسلام العظيم منذ أن بزغ فجره واستفاض نوره مستهدفاً من قِبَلِ أعدائه الذين لا يتفقون على شئ قدر اتفاقهم على الكيد للإسلام، واستئصال شأفة المسلمين، ولا زال التحدي قائماً إلى يومنا هذا، بل وأعلن الأعداء بسفور ووضوح عن مؤامرتهم الحقيرة الرهيبة، فقبل أربعين سنة وقف رئيس وزراء إسرائيل (ابن غوريون) في هيئة الأمم بعد أن اعترف العالم كله بالُغدَّة السرطانية الخبيثة التي تسمى بدولة إسرائيل التي أعلن عن قيامها فوق الثرى الطاهر والأرض المباركة، فوق مسرى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وقف رئيس وزراء هذه الغدة السرطانية المدمرة ليعلن للعالم كله عقيدة اليهود في فلسطين، وأتمنى أن تعلم الأمة هذه العقيدة؛ لتعلم يقيناً أن اليهود لا يتكلمون في مؤتمرات ولا في مفاوضات إلا من خلال عقيدتهم المبدلة المحرفة المغيرة التي يعتنقونها، ويجلونها، ويحترمونها وهم على الباطل؛ في الوقت الذي تنكّر فيه أهل الحق للحق الذي من أجله خلق الله السموات والأرض!!! قال رئيس وزراء إسرائيل في اللحظات الأولى لميلاد دولة إسرائيل قبل أربعين سنة تقريباً بالحرف الواحد: قد لا يكون لنا في فلسطين حق من منطلق سياسي أو قانوني، ولكن لنا في فلسطين الحق من منطلق وأساس ديني، فهي أرض الميعاد التي وعدنا الله، وأعطانا الله إياها من النيل إلى الفرات، وإنه يجب الآن على كل يهودي أن يهاجر إلى أرض فلسطين، وعلى كل يهودي لا يهاجر اليوم إلى إسرائيل بعد إقامتها أن يعلم أنه مخالف للتوراة، وأنه يكفر كل يوم بالدين اليهودي!! ثم قال: لا معنى لفلسطين بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل، ولا معنى لقيام دولة إسرائيل بدون فلسطين!! وأقول: اعلموا يقيناً أن هذه عقيدة لا تتبدل ولا تتغير بتغير رؤساء الوزراء، وهذا ما أصله رئيس وزراء إسرائيل (نتنياهو) يوم أن نجح في الانتخابات الأخيرة وقال: لقد صَوَّت اليهود أخيراً للتوراة!! ثم قال بمنتهى الوضوح: لا مجال للحديث في أى مفاوضات عن تقسيم القدس، فإن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل!! أيها الأحباب! هذه عقيدة لليهود، فالصراع بيننا وبين اليهود ليس صراع أرض وحدود.

واعلم يقيناً أن اليهود ما تنازلوا عن (أريحا) إلا لأنهم يقرءون في التوراة المحرفة المبدلة قولة تقول: (ملعون من سكنها)، فما تنازلوا عنها إلا من أجل عقيدة يعتنقونها ويعتقدونها، أما القدس فلا.

فمهما طالت المباحثات، ومهما جلسوا على مائدة المفاوضات؛ فلن يتخلى اليهود عن القدس أبداً، فهذه عقيدتهم التي يجلونها ويعتمدونها ويحترمونها، ولا مانع عند اليهود أن يبذلوا لها الدماء والأموال والرءوس، فإن صراعنا مع اليهود ليس صراع أرض وحدود، ولكن صراعنا معهم صراع عقيدة ووجود.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حقيقة اليهود

أتمنى أن تصدِّق الأمة ربها، قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:120]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة:51]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [آل عمران:118]، وقال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة:109] فهذا قرآن ربنا يتلى علينا في الليل والنهار، فالصراع -أيها المسلمون- بيننا وبين اليهود ليس صراع أرض وحدود، ولكنه صراع عقيدة ووجود، وهذا كلام ربنا يتلى في الليل والنهار، وهذا كلام نبينا الصادق الذي لا ينطق عن الهوى بأبي هو وأمي صلى الله عليه وآله وسلم.

أيها الإخوة! أدين الله جل وعلا على منبر رسوله أن للقدس طريقاً واحداً، ولن تصل الأمة إلى القدس إلا من خلاله ولو عاشت آلاف السنين، هذا الطريق وَضَّحَ الله في القرآن معالمه وحدوده، فلو ظلت الأمة ألف سنة بعيدة عن هذا الدرب وعن هذا الطريق فلن تستطيع أبداً أن تصل إلى القدس الشريف، فما هي معالم هذا الطريق؟ وما هي خطواته؟!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة

 

مستحيلٌ أن يحرر الأقصى جيل لم يعرف الله، وأتحدى من يقول بغير ذلك، فكيف يحرر الأقصى جيل تحدى الله، وحادَّ شرع الله، وانحرف بعيداً عن منهج الله جل وعلا؟!! فتح بيت المقدس عمر بن الخطاب الذي جاء متذللاً متضرعاً خاشعاً لله، وجاء من المدينة إلى أرض فلسطين وهو يتلو قرآن ربه جل وعلا، أما اليوم فإن الأمة قد نحت قرآن الله، وتحدت شريعة الله جل وعلا، فـ عمر فتح القدس، واستلم المفاتيح؛ لأنه جاء وقد أحنى رأسه ذلاًّ لله، وتواضعاً لله جل وعلا، جاء في ركب متواضع، على ظهر دابة واحدة مع خادمه فقط، جاء وهو يتلو كتاب الله، وهنالك في القدس قابله قائد الجيوش أبو عبيدة رضي الله عنه، وكانت الكرة لخادم عمر، فلقد كان عمر يركب على ظهر الدابة مرة وهو يقرأ سورة يس، وينزل من على ظهرها مرة ليركب الخادم وأمير المؤمنين يمشي على قدميه ويقرأ الخادم السورة مرة، ويترك الأمير والخادم الدابة مرة لتستريح، بهذه القلوب تحررت القدس، وبهذه القلوب تحرر الأقصى.

وأمام القدس المبارك وفي الأرض الطاهرة يمر عمر بن الخطاب بدابته على مخاضة -بركة ماء- فينزل الفاروق من على ظهر الدابة، فيلتفت إليه قائد الجند أبو عبيدة أمين الأمة ويقول: (يا أمير المؤمنين! والله! ما أحب أن القوم قد استشرفوك، ولا أحب أن يراك القوم وأنت على هذه الحالة).

فقال فاروق الأمة: (آهٍ يا أبا عبيدة! لو غيرك قالها؛ لقد كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العز في غيره أذلنا الله!!) كلمات نرددها ونسمعها، ولكنها والله! ما صادفت القلوب، ولكنها والله! ما تمكنت من القلوب، لقد كنا أذل قوم، كنا رعاة للإبل والغنم فأعزنا الله، بماذا؟ بالإسلام، فمهما ابتغينا العز في غيره أذلنا الله.

ويوم أن تحرر قلب صلاح الدين انطلق ليحرر الأقصى الكريم، قيل له: يا صلاح الدين! لماذا لم تُر مبتسماً؟ لماذا لا تبتسم؟!! فقال صلاح الدين: (والله! لن أبتسم والقدس في أيدى الصليبيين!!!) إنها القلوب التى عرفت ربها جل وعلا، وجاءت مذعنة منقادة إلى الله، فذلل الله لها الأرض، بل وأنزل الله لها الملائكة، وأنا لا أتصور أبداً أن ينزل الله الملائكة الآن لأمة نحت كتاب الله، وانحرفت في عقيدتها، ولا أتصور أن يقذف الله الرعب في قلوب أعدائها في هذه الأيام.

أيها الأخيار الكرام! كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة أمر مهم.

وقد سعدت القلوب لقرار الجامعة العربية -ومع أننا نعلم أنه كلام نظري، لإنها كلمة طيبة- حيث التقى فيها العرب على لسان رجل واحد، فأفزعت هذه الكلمة العالم كله، وزعزعت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية، وصارت تتعجب وتقول: كيف تجرأت الجامعة أن تتخذ هذا القرار؟! وهو مجرد قرار اتخذته الجامعة فقط، ومع ذلك فزعت أمريكا، وفزع العالم، فما ظنك لو أن هذه الأمة قد التقت قبل ذلك على كلمة (لا إله إلا الله) قبل أن تتوحد كلمتها، فلن تتوحد كلمتها إلا إذا التقت قلوب أبنائها

 

على كلمة التوحيد، على كلمة (لا إله إلا الله).

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تصحيح العقيدة هي الخطوة الأولى لتحرير القدس

الذي ندين الله به يا شباب! أن الخطوة الأولى على طريق تحرير القدس هي تصحيح العقيدة، وتصحيح العبادة، وعودة الأمة إلى الله، وأنا أثق كل الثقة أن الأمة لو لم تمتثل إلا هذا البند، ولو لم تخط إلا هذه الخطوة؛ لالتقينا في الأقصى الكريم بموعود الله وبموعود رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالإسلام عقيدة تنبثق منها شريعة تنظم كل شئون الحياة، ولا يقبل الله من قوم عملاً إلا إذا صحت عقيدتهم، وحققوا كلمة التوحيد بشمولها وبكمالها.

فالتوحيد هو: أن تصرف الأمة العبادة كاملة إلى الله.

وكلمة التوحيد تلزم الأمة أن تحكم شريعة الله.

وكلمة التوحيد تلزم الأمة بالموالاة لله ورسوله، فتوالي الأمة الله ورسوله والمؤمنين، وتتبرأ الأمة من الشرك والمشركين.

قال الشاعر: أتحب أعداء الحبيب وتدعي حباً له ما ذاك في الإمكان وكذا تعادي جاهلاً أحبابه أين المحبة يا أخا الشيطان إن المحبة أن توافق من تحـ ـب على محبته بلا نقصان فإذا ادعيت له المحبة مع خلافك ما يحب فأنت ذو بهتان ولو صدقت الله فيما قلته لعاديت من بالله ويحك يكفر وواليت أهل الحق سراً وجهرة ولما تعاديهم وللكفر تنصر فما كل من قد قال ما قلت مسلم ولكن بأشراط هنالك تذكر مباينة الكفار في كل موطن بذا جاءنا النص الصحيح المقرر تصدع بالتوحيد بين ظهورهم وتدعوهم سراً لذاك وتجهر هذا هو الدين الحنيفي والهدى وملة إبراهيم لو كنت تشعر فكلمة التوحيد تستلزم أن ترجع الأمة إلى التوحيد بشموله وكماله، فالتوحيد ليس كلمة فحسب، بل كلمة باللسان، وتصديق بالجنان، وعمل بالجوارح والأركان، ففي صحيح مسلم من حديث أبى هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).

قال الحسن: ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن الإيمان ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال، فمن قال خيراً وعمل خيراً قُبِلَ منه، ومن قال خيراً وعمل شراً لم يقبل منه.

فلابد من تصحيح العقيدة، وتصحيح العبادة، وتحكيم الشريعة، قال عز وجل {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:65] هذه هي الخطوة الأولى بلا نزاع على طريق تحرير القدس، فلن يحرر القدس إلا رجل العقيدة الذي عرف قدر الله، وعظمة الله، وعلم يقيناً أنه كله لله، وامتثل عملياً قول الله سبحانه: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:162 - 163].

فلن يحرر القدس إلا رجل العقيدة الذي استقر في قلبه مفهوم الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، واستقر في قلبه مفهوم البراء من الشرك والمشركين، وراح يحول في قلبه وواقعه ومنهج حياته قول الله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة:51]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وجوب نبذ الفرقة، وتوحيد الصف، وتحقيق معنى الأخوة

 

الفرقة شر، والخلاف هزيمة وضعف، قال الله جل وعلا: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال:46] أي: تضيع قوتكم.

واليهود ما تلاعبوا بالأمة، وضربوا الأمة بالنعال على أم رأسها إلا يوم أن علم اليهود يقيناً أن الأمة مبعثرة متشرذمة؛ إذ كل دولة في الأمة لا همّ لها إلا أن تحفظ حدودها، وإلا أن ترفع قوميتها ووطنيتها، فالأمة قد تمزقت إلى دويلات، بل وتفتت الدويلات هي الأخرى إلى دويلات!!! ودق العدو الفاجر مسماراً قذراً يسمى بمسمار الحدود بين الدول الاسلامية والعربية، فلا تكاد نار الفتنة على حد بين دولتين تهدأ وتخمد إلا ويطرق الأعداء على رأس هذا المسمار بقوة في مكان آخر؛ لتشتعل النار مرة أخرى بين بلدين عربيين مسلمين، فخلافات الأمة ممزقة، والعدو لا يحترم إلا القوي!! أول بروتوكول من بروتوكولات جبناء صهيون يقول: الحق مع القوة.

وقال الإرهابي الكبير مناحيم بيجن: إننا نحارب، إذاً نحن موجودون، فالعالم لا يحترم الضعفاء! وهذا كلام واضح، فالعالم لا يحترم الضعفاء، العالم لا يحترم إلا الأقوياء، هذه هي عقيدة الغرب، ومخدوع من ظن أن الغرب لا يكيل بمكيالين، بل إنه مكيال واحد، إنه مكيال العداء في كل وقت وحين.

قال الشاعر: قالوا لنا الغرب قلت صناعة وسياحة ومظاهر تغرينا لكنه خاو من الإيمان لا يرعى ضعيفاً أو يسر حزينا الغرب مقبرة العدالة كلما قطعت يد أبدى لها السكينا الغرب مقبرة المبادئ لم يزل يرمي بسهم المغريات الدينا الغرب يكفر بالسلام وإنما بسلامه الموهوم يستهوينا الغرب يحمل خنجراً ورصاصة فعلامَ يحمل قومنا الزيتونا كفر وإسلام فأنى يلتقي هذا بذلك أيها اللاهونا فلا أقول يكيل بمكيالين، بل يكيل بمكيال واحد، إنه مكيال العداء للإسلام، فالغرب يعلن كله: أنه بعد سقوط الشيوعية لم يعد لنا عدو إلا الإسلام، ولم يبق لنا في حلبة العداء إلا الإسلام! وهذا كلام معلن وصريح؛ فالعالم لا يحترم الضعفاء.

وبمجرد أن التقت الدول العربية في الجامعة،وأص درت قراراً واحداً؛ فزع العالم وخاف من قرار كلمة، وصرخت وزيرة الخارجية الأمريكية الخبيثة اليهودية وقالت: كيف تجرأت الجامعة واتخذت هذا القرار؟! فتوحيد الكلمة قوة، فلماذا لا تلتقي الأمة؟!! الأمة تعلم يقيناً أنه لا عز لها ولا كرامة إلا إذا تكلمت بلسان رجل واحد، وعلم الأعداء أنها التقت على قلب رجل واحد.

 

قال العرب قولة في حرب العاشر من رمضان، فحولت تلك الكلمة موازين المعركة، وذلك يوم أن اتخذ العرب قرار منع البترول، فانقلبت الموازين وتحولت الدفة تماماً.

فالمسلمون يعلمون يقيناً أنهم لو يتفقون على كلمة فسوف يفزع العالم كله.

قال عز وجل: {لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} [الحشر:14] فقلوبهم مملوءة بالفزع، فما على الأمة إلا أن توحد الصف، وأن تنبذ الفرقة والخلاف، وأن تحقق معنى الأخوة، كما قال عز وجل: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10].

فينبغي أن ترفض الأمة هذه النعرات، وأن تسقط هذه الرايات، وأن تعلي راية الإسلام وراية الأخوة، وأن تحقق قول الله جل وعلا: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10] فهذه الأخوة هي التي ساوت بين سلمان الفارسي، وصهيب الرومي، وأبى ذر الغفاري، وحمزة القرشي، ومعاذ الأنصاري، وبلال الحبشي، إنها أخوة الدين، إنها أخوة العقيدة، فأخي ولو كان في أقصى الشرق والغرب هو من كان على الإسلام، وأخي ابن أمي وأبي لا أعرفه إن كان على غير الإسلام.

أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم فالرابطة التي ربطت الأمة قديماً هي رابطة الإخاء في الله، كما قال صلى الله عليه وسلم: (أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله)، ولو عرفنا معنى هذه الأخوة لعلمنا أن لإخواننا في القدس وفى الشرق وفى الغرب حقوقاً علينا، ويجب علينا ألا نتنصل منها، وإلا فإن الأمة كلها آثمة إن تخلت عن هذه الحقوق، وضيعت هذه الواجبات.

قال الله جل وعلا: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات:10]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى).

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وجوب العودة الصادقة إلى أخلاق هذا الدين

الأمة الآن بعيدة عن أخلاق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، والقدس لن تُرد بالخطب الرنانة،

ولا بالمواعظ البليغة المؤثرة، فنحن نخطب من عشرات السنين!! والزعماء يهتفون من مئات السنين؛

 

والأمة ذليلة، والقدس مأسور من عشرات السنين.

فلن يعاد القدس بالخطب والمواعظ والمؤتمرات الكلامية فقط، وإنما بعودة الأمة إلى أخلاق دينها من جديد؛

لتحول الأمة هذا الدين في حياتها إلى واقع وإلى منهج حياة.

وكل واحد منا مخاطب الآن بكل كلمة من هذا الكلام؛ فأنت مخاطب بتصحيح العقيدة،

وبتصحيح العبادة، وبتحقيق الشريعة، على قدر استطاعتك في نفسك وفي غيرك إن تمكنت،

وأن تلتقي الكلمة على لسان رجل واحد لتحكيم شرع الله جل وعلا، فوالله!

لو صدقت القاعدة كلها وصارت تهتف بتحكيم شرع الله فلن تستطيع

قوة أن تحول بين هذه القاعدة وبين شرع الله جل وعلا، لكن يجب على الأمة أن تهتف

وأن تنطق وأن تتكلم وأن تتحرك، فكلنا مخاطب بهذا المنهج، فأنت على ثغر، وستسأل

بين يدي الله ماذا فعلت؟ وماذا بذلت؟ وماذا قدمت؟ وإن رأى الله منك أنك قد

بذلت على قدر استطاعتك، وعلى قدر ما تملك؛ فقد أعذرت إلى الله جل وعلا،

قال سبحانه: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286]،

وقال سبحانه: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16]،

وقال سبحانه: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} [الطلاق:7]،

 

وقال سبحانه: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:105]،

فلست مكلفاً ومسئولاً عن النتيجة، وإنما أنت مسئول

عن البذل والعمل على قدر استطاعتك، ودع النتائج بعد ذلك إلى الله الذي يعلم السر وأخفى.

فلابد من العودة الصادقة إلى أخلاق هذا الدين، وقد يكون

من اليسير أن نقدم منهجاً نظرياً في الأخلاق، وأن نقدم منهجاً نظرياً في التربية،

ولكن هذا المنهج سيظل حبراً على ورق ما لم تحوله الأمة في حياتها إلى واقع عملي،

وإلى منهج حياة، ولقد نجح المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يقيم للإسلام

دولة من فتات متناثر وفق جاهلية جهلاء، ووسط صحراء تموج بالكفر موجاً؛

 

يوم أن نجح في أن يطبع آلاف النسخ من المنهج التربوي الإسلامي،

ولكنه لم يطبعها بالحبر على صحائف الورق، وإنما طبعها على صحائف القلوب بمداد من النور،

فيجب على الأمة بكل أفرادها أن تعود من جديد إلى أخلاق هذا الدين.

 

وجوب التخلص من الوهن

لابد من التخلص من الوهن الذي أذل الأمة، ووضع رأسها في الطين والتراب، قال النبي عليه الصلاة

والسلام كما في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود من حديث ثوبان:

 

(يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أو من قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله؟! قال: كلا!

أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، وليوشكن الله أن ينزع المهابة

 

من قلوب عدوكم، ويقذف في قلوبكم الوهن، قيل: وما الوهن يا رسول الله؟! قال: حب الدنيا وكراهية الموت).

فالوهن الذي أذل الأمة هو حب الدنيا وكراهية الموت.

إن الأمة الآن -إلا من رحم ربك- تعيش لشهواتها الحقيرة،

ونزواتها الرخيصة، وكل لا هم له إلا أن يقضي شهواته ونزواته،

وأصبح جل الأمة يردد: دع الملك للمالك، ودع ما لقيصر لقيصر،

وما لله لله، بل ومنهم من يقول: دع ما لله لقيصر، إنها سلبية قاتلة،

 

فأحبوا الدنيا وكرهوا الموت، مع أن الموت قادم، ومحال أن يفلت مخلوق من الموت،

 

فمهما طالت بك حياة فأنت راحل إلى الله،

 

كما قال عز وجل: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} [النساء:77].

فإذا أمر الله إسرافيل بالنفخ في الصور نفخة الصعق مات كل حي على ظهر الأرض،

بل مات حتى أهل السماء، وبقي الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد،

 

وكان آخراً كما كان أولاً، فهو الأول بلا ابتداء، وهو الآخر بلا انتهاء،

 

كما قال عن نفسه: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد:3]،

 

في هذه اللحظات، وفي وسط هذا السكون المهيب، ينطلق صوت جليل قريب يسأل

 

صاحب الصوت ويجيب، فما من سائل ولا مجيب في الوجود يومئذ غيره، فبعد أن يقبض

 

الأرض والسماوات بيمينه يهتف الملك جل وعلا بصوته ويقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟

 

ثم يقول سبحانه: {لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر:16].

قال الشاعر: أين الظالمون وأين التابعون لهم في الغي بل أين فرعون وهامان

 

أين من دوخوا الدنيا بسطوتهم وذكرهم في الورى ظلم وطغيان هل

أبقى الموت ذا عز لعزته أو هل نجا منه ذو السلطان إنسان لا والذي خلق الأكوان

من عدم الكل يفنى فلا إنس ولا جان الفارق بيننا وبين أصحاب النبي أنهم

كانوا يبحثون وسط ميدان البطولة والشرف عن الشهادة، أما نحن الآن فإننا نبحث عن الحياة،

 

ونبحث عن المعيشة، وركنا إلى الوهن والطين، إنه الوهن الذي أصاب الأمة بالذل والهوان،

 

ولا كرامة ولا عزة لهذه الأمة إلا إذا تخلصت من هذا الوهن، إلا إذا تخلصت من حب الدنيا وكراهية الموت،

وعلمت يقيناً أن الدنيا مهما طالت فهي قصيرة، ومهما عظمت فهي حقيرة،

 

وأن الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر، وأن العمر مهما طال لابد من دخول القبر،

 

والتخلص من الوهن سيلزم الأمة برفع علم الجهاد.

 

الجهاد في سبيل الله فيه عز الأمة

والله! لا كرامة ولا عز لهذه الأمة إلا إذا رفعت من جديد راية الجهاد في سبيل الله،

 

وإن لم ترفع الأمة راية الجهاد الآن فمتى سترفعها؟ سعدنا كثيراً لما تقدم شيخ الأزهر مجموعة من الشباب،

 

ورفع يديه كما رأينا على صفحات الجرائد والمجلات وهو يقول: حي على الجهاد!

 

فما أحلاها من كلمة! وورب الكعبة! إن من شيوخ الأمة الآن قبل شبابها من يحترق قلبه

 

شوقاً للجهاد في سبيل الله، ولو رفعت الأمة الراية لوجدنا من أبناء هذه الأمة من شيوخها،

 

وشبابها، ورجالها، ونسائها، بل وأطفالها، من يسير على درب أصحاب

 

النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويريد أن يقدم روحه لله جل وعلا؛

 

لأنه يعلم يقيناً أنه لا عز لهذه الأمة إلا بالجهاد في سبيل الله، كما

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتم بالزرع، وتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد في سبيل الله؛

 

سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم)،

 

فلا عزة للأمة، ولا رفع لهذا الذل عنها إلا إذا رفعت الأمة راية الجهاد في سبيل الله.

فما على الزعماء والرؤساء إلا أن يحققوا بنود هذا المنهج الرباني، وذلك بتصحيح العقيدة والعبادة، وتحكيم الشريعة، والعودة الصادقة إلى منهج الله ودينه، والتخلص من الوهن وحب الشهوات والنزوات الرخيصة، ثم ما عليهم بعد ذلك إلا أن يرفعوا راية الجهاد، وأن يعلنوا الجهاد في سبيل الله؛ وسيروا ملايين الشباب في هذه الأمة من أقصاها إلى أقصاها قد جاءوا جميعاً ويتمنى الواحد منهم أن يسد بجسمه فوهة مدافع أعداء الله؛ لتكون كلمة الله هي العليا.

ونحن نعتقد اعتقاداً جازماً قول الصادق المصدوق لـ معاذ: (ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قال معاذ: بلى، يا رسول الله! قال الصادق المصدوق: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله).

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أهمية الدعاء وصدق اللجأ إلى الله

 

أتحتقرون الدعاء؟ أتستهينون بالدعاء؟ أتستهينون بصدق اللجأ إلى رب الأرض والسماء؟

 

 

بين يدي الآن عشرات الآلاف من الشباب، وأنا أسألكم: من منكم يدعو الله في

 

 

كل سجدة أن يحرر الله الأقصى، وأن يفرج الكرب عن الأمة؟ كل يصدق الله في جوابه،

 

 

مَنْ منكم يدعو الله في جوف الليل أن يفرج الكرب عن الأمة، وأن يعيد الأمة إلى الدين؟

 

 

فالدعاء سهام الليل، وهو أعظم سلاح نحارب به أعداء الله مع الأخذ بالأسباب التي ذكرت،

 

 

فلست درويشاً أجهل الأسباب والواقع الذي أحياه، وإنما أعتقد اعتقاداً جازماً أن الأمة لو

 

 

صدقت في اللجأ إلى الله، وقامت في جوف الليل، ولجأت إلى من بيده الأمر كله، وإلى من

 

 

بيده الكون كله؛ لرأينا والله! العجب العجاب.

 

فهل نسيتم احتراق الطائرتين ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان يوم أن

 

 

ضجت القلوب وارتفعت الحناجر بالدعاء إلى علام الغيوب؟ إن الله يعلم ضعفنا،

 

 

ويعلم أنه ما حبسنا إلا العذر، فقد قال المصطفى لأصحابه وهم في عودتهم من الغزو:

 

 

(إن لكم إخواناً في المدينة، ما سلكتم شعباً ولا نزلتم وادياً إلا وهم معكم يشاركونكم الأجر،

 

 

قالوا: كيف ذلك يا رسول الله؟! قال: حبسهم العذر).

فالله يعلم الصادقين الذين حبسهم العذر فقاموا يتضرعون ويتذللون في جوف الليل بين يدي الله سبحانه، فاستجاب الله، واصطدمت الطائرتان اليهوديتان، وقتل ما يزيد عن أربعين جندياً وضابطاً من

 

كبار ضباط الجيش اليهودي.

فمن الذي صنع ذلك؟ إنه الله.

وكذلك فيضان المسيسبي الذي دمر ولاية بكاملها في أمريكا،

 

 

من الذي أمره؟ وإياكم وأن تسمعوا كلام عباد الطبيعة الذين يقولون بأن

 

 

هذا من فعل الطبيعة!! إننا نعتقد أن الفيضانات والزلازل وكل هذه الأمور من

 

 

جند الله العزيز الغفور، {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} [المدثر:31]،

 

 

فاصدقوا الله في الدعاء، وقوموا في جوف الليل، وتضرعوا إلى

 

 

رب الأرض والسماء، وسيحول الله بالدعاء قلوباً،

 

 

وسيغير الله بالدعاء أحوالاً، فالدعاء سهام الليل.

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: إنكم لا تنصرون بعتاد وعدد،

 

 

وإنما تنصرون من السماء، فأنا لا أحمل همّ الإجابة، وإنما أحمل همّ الدعاء.

فمن أُلهِم الدعاء فإن الإجابة معه.

 

ونحن الآن لا نتضرع، ولا نتذلل، ولا نلجأ إلى الله سبحانه، بل عزفنا عن الدعاء،

 

 

وتخلينا عن الدعاء، والتذلل لرب الأرض والسماء، ولم ندع الله أن يحول القلوب،

 

 

وأن يغير الأحوال، وأن يبدل الأمور، وهو القادر وحده، فوالله! ليس لها إلا هو سبحانه.

فقوموا في جوف الليل، وتضرعوا إلى الله سبحانه،

 

 

فإن الله عز وجل يقول: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186]،

 

 

ولكن قد يسألني سائل ويقول: منذ متى ونحن ندعو الله ولم يستجب الله دعاءنا؟!!

و

الجواب

في صحيح مسلم من حديث أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم

 

 

(ذكر الرجل أَشْعَثَ أَغْبَرَ يطيل السفر، يَمُدُّ يديه إلى السماء يقول: يارب! يارب!

 

 

ومَطْعَمُهُ حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِيَ بَالحرام، فَأَنَّى يُستْجَاَبُ لذلك؟!).

فعودة إلى المنهج الذي ذكرت، ورد في كتاب الزهد للإمام أحمد: أن بني إسرائيل خرجوا

 

 

يجأرون إلى الله بالدعاء، فأوحى الله إلى نبيهم وقال: خرجتم تجأرون إليّ بالدعاء

 

 

حين اشتد عليكم غضبي، ورفعتم إلي أكفاً سفكتم بها الدماء، وملأتم بها بيوتكم من الحرام،

 

 

لن تزدادوا مني إلا بعداً.

 

إن الدعاء له شروط لكي يُقبل ولكي يُستجاب، وشروطه أن نعود للمنهج الذي ذكرت.

 

قالوا لـ إبراهيم بن أدهم: يا أبا إسحاق! مالنا ندعو الله فلا يستجيب لنا؟!

 

 

قال: لأن قلوبكم قد ماتت بعدة أشياء.

 

قالوا: ما هي؟ قال: عرفتم الله فلم تؤدوا حقوقه!! وزعمتم حب نبيه وتركتم سنته!!

 

 

وقرأتم القرآن ولم تعملوا به!! وزعمتم أن الشيطان لكم عدو ولم تخالفوه!! وأكلتم

 

 

نِعَمَ الله ولم تؤدوا شكرها!! وقلتم: إنَ الجنة حق ولم تعملوا لها!! وقلتم: إن النار

 

 

حق ولم تهربوا منها!! وقلتم: إن الموت حق ولم تستعدوا له!! وانشغلتم بعيوب

 

 

الناس ونسيتم عيوبكم!! ودفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم!! لقد ماتت القلوب!

 

 

فكيف يستجيب علام الغيوب الدعاء من قلوب قد ماتت؟ النبي صلى الله

 

 

عليه وسلم يقول: (إن الله تعالى لا يقبل الدعاء من قلب لاهٍ غافل)،

 

 

فالأصل أن تحيا القلوب، وأن تعود من جديد إلى علام الغيوب.

يا إخوة! أدين الله جل وعلا بين أيديكم أن الأقصى لن يحرر

 

 

إلا بهذا المنهج ولو عاشت الأمة آلاف السنين، فلابد من تصحيح العقيدة،

 

 

وتصحيح العبادة، وتحكيم الشريعة، والعودة الجادة إلى أخلاق محمد

 

 

بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ونبذ الفرقة وتوحيد الصف،

 

 

وتحقيق معنى الأخوة في الله جل وعلا، والتخلص من الوهن،

 

 

وبعد ذلك يجب على الأمة أن ترفع راية الجهاد في سبيل الله،

 

 

وأن تتضرع إلى الله جل وعلا بأن ينصرها، وأن يقذف الرعب في قلوب أعدائها،

 

 

إن هذا هو الطريق، فلو عاشت الأمة ألف سنة فلن تصل إلى الأقصى

 

 

ما دامت الأمة بعيدة عن الله، وما دامت الأمة تتحدى شريعة الله،

 

 

وما دامت الأمة قد انحرفت عن أخلاق رسول الله! وما دامت الأمة تحارب

 

 

الأطهار من رجالها ونسائها وشبابها، وما دامت الأمة تتحدى شرع العزيز الغفار.

فوالله الذي لا إله غيره! لا كرامة للأمة ولا عزة ولا سيادة ولا بقاء؛

 

 

وستظل الأمة تُضرب بالنعال على رأسها؛ ما لم تتب إلى الله، وما لم ترجع إلى الله.

 

فهيا أيها المسلمون الأخيار! ليكن كل منا على ثغر، فابدأ بنفسك،

 

 

واعذر نفسك بين يدي الله جل وعلا، واعلم بأنك مسئول عن هذا الدين،

 

 

فلا ينبغي أن تشهد لهم بلسانك فقط، وإنما بقلبك وأعمالك ودعوتك؛

 

 

ليرى الله أن قلبك يحترق لهذا الدين، ولهذه الأمة المسكينة التي ضاعت،

 

 

قال عز وجل: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:105].

 

 

الغلبة للإسلام

 

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه،

 

 

وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا أيها الأحبة الكرام! لقد مر الإسلام بأزمات أحلك من هذه الأزمة وانتصر،

 

 

فلا نيئس ولا نقنط، فإن الأعداء يريدون لنا اليأس من إمكانية التغيير حتى

 

 

نظل سلبيين في أماكننا، مستسلمين لهذا الواقع المر الأليم.

فيا شباب! لقد انتصر الإسلام على التتار، ولقد انتصر الإسلام على الصليبيين،

 

 

ولقد انتصر الإسلام على المغول، ولقد حرر الإسلام الأرض من المستعمر

 

 

البريطاني في مصر والسودان، ولقد حرر الإسلام الأرض من المستعمر الإيطالي

 

 

في ليبيا وبلاد المغرب، لقد حرر الإسلام الأرض من المستعمر في كل وقت وحين يوم رفع المسلمون راية الإسلام.

 

ولقد مر الإسلام والمسلمون بأزمات حالكة كما بينت ذلك في موضوع (الهزيمة النفسية)،

 

 

ومع ذلك انتصر الإسلام، وهلك الكفار، وزال المنافقون والخائنون،

 

 

وبقي الإسلام شامخاً، وسيبقى الإسلام شامخاً، وسيظل الإسلام شامخاً، ولن تستطيع

 

 

قوة على ظهر الأرض أن تطفئ نور الله جل وعلا، فلابد أن ننطلق بهذا اليقين وبهذه الثقة بنصرة رب العالمين.

 

أهمية بث الأمل في قلوب الأمة

 

 

أتمنى من إخواني الشيوخ والعلماء والدعاة وطلاب العلم أن يركزوا على جزئية بث الأمل في قلوب

 

الأمة،

 

 

وفي قلوب رجالها وشبابها حتى لا نقنط ولا نيئس ولا نقبع في

 

 

أماكننا مستسلمين لهذا الواقع المرير، بل ننطلق بعزة

 

 

واستعلاء وأمل في الله، وثقة في نصرة دين الله جل وعلا.

 

أيها الداعية! حدد الدواء، واملأ قلوب شباب هذه الأمة أملاً ورجاء في

 

 

رب الأرض والسماء، وثقة بنصرة دين الله جل وعلا، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:

 

 

(لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، فيختبئ

 

 

اليهود وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم! يا عبد الله! ورائي يهودي تعال فاقتله)،

 

 

وهأنذا أقسم ورب الكعبة! -لا أقول قولاً رجماً بالغيب، ولا أفتات على الله-

 

 

أقول: إن كل العلامات الصغرى التي أخبر بها الصادق المصدوق قد وقعت على الكمال والتمام،

 

 

وإن آخر هذه العلامات التي عتم عليها إعلامياً علامة عجيبة خطيرة، أخبر المصطفى

 

 

الصادق عنها فقال: (لا تقوم الساعة حتى ينحسر نهر الفرات عن جبل من الذهب)

 

 

فهل سمعتم عن هذا الخبر؟ لقد انحسر نهر الفرات عن جبل الذهب الذي

 

 

أخبر عنه الصادق المصدوق، وعتم على هذا الخبر تماماً، ولم ينشر إلا في قصاصات صغيرة.

وبكل أسف أقول: إن اليهود يعلمون صدق محمد بن عبد الله حيث قال:

 

 

(إلا الغرقد فإنه من شجر يهود)، فهذا الشجر هو الوحيد الذي لن ينطق،

 

 

وهم الآن يقومون بحملة واسعة لزراعة شجر الغرقد، بل يلزمون بعضهم

 

بعضاً بزراعته وبالإكثار منه.

 

وأقول: إن اليهود يصدقون رسول الله، ويعلمون أن هذا الوعد حق، في الوقت

 

 

الذي كذب كثير ممن ينتسب إلى الإسلام الصادق المصدوق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

فكل العلامات قد تحققت، وقد وقعت، ونحن ننتظر اليوم -الذي يعلمه الله-

 

 

الذي تكون فيه هذه المعركة وهذه الجولة التي أسأل الله أن يشرفني

 

 

وإياكم بأن نكون من جندها أو أن يكون أبناؤنا من جندها، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

أيها الأحبة الكرام! الذي أدين الله به أن هذه الخطوات هي الخطوات

 

 

المتلازمة المتتابعة الصحيحة التي من خلالها تصل الأمة إلى الأقصى وإلى القدس الشريف.

 

أسأل الله جل وعلا أن يعجل بهذا اليوم، اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، اللهم

 

 

ارفع مقتك وغضبك عنا، اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا.

 

اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل

 

 

السفهاء منا، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

 

لا إله لنا سواك فندعوه، لا إله لنا سواك فندعوه، ولا رب لنا غيرك فنرجوه،

 

 

ولا رب لنا غيرك فنرجوه، يا منقذ الغرقى! يا منقذ الغرقى! ويا منجي الهلكى!

 

 

ويا سامع كل نجوى! يا عظيم الإحسان! يا عظيم الإحسان! يا عظيم الإحسان!

 

 

يا دائم المعروف! يا دائم المعروف! يا دائم المعروف! يا قيوم السماوات والأرض!

 

 

يا قيوم السماوات والأرض! يا مغيث! أغثنا، يا مغيث! أغثنا، اللهم ادفع

 

 

الكرب عن أمة حبيبك محمد، اللهم ارفع الكرب عن أمة حبيبك محمد.

اللهم إنا نشكو إليك ضعفنا، ونشكو إليك عذرنا، اللهم إنا

 

 

نشهدك أن العذر قد حبسنا، اللهم إنا نشهدك أن العذر قد حبسنا،

 

 

اللهم إنا نشهدك أن العذر قد حبسنا، اللهم ارحم صبرنا، اللهم ارحم صبرنا،

 

 

واستر ضعفنا، واغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، وفرج كروبنا، واكشف همومنا.

اللهم رد الأقصى إلينا رداً جميلاً، اللهم رد الأقصى إلينا رداً جميلاً، اللهم رد القدس إلينا رداً جميلاً.

اللهم عليك باليهود، اللهم عليك باليهود، اللهم عليك باليهود، وأتباع اليهود، وأتباع اليهود، وأتباع اليهود، يا من نصرت الحبيب في بدر! يامن نصرت الحبيب في بدر! يامن نصرت المستضعفين يوم الأحزاب! انصرنا على اليهود.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

والحمد لله رب العالمين.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×