~ * يا حبذا ريح الولد ريح الخزامى في البلد * ~

[الباسقة 4]

~ * يا حبذا ريح الولد ريح الخزامى في البلد * ~

 

أب مفجوع بفقد ابنه، حتى أثر ذلك على أعصابه ففقد بصره مع فقده لابنه حزنا وكمدا

يتذكره بكل شيء حوله، إذا هبت نسائم الريح تذكر ابنه

إذا الريحُ من أرض الحبيب تنَسَّمَتْ ... وجدتُ لمجراها على كبدي بَرْدا

على كَبِدٍ قد كاد يحرقُها الجوى ... تذوبُ وبعضُ القوم يحسبني جَلْدا

، إذا حضر طعامه وشرابه تصيبه غصة تفقده الشهية يتذكر ابنه وهو ماثل بين يديه

لا تسل عنه إذا جاء الليل

سلوا الليل عني مذ تناءت دياركم ... هل اكتحلت بالغمض لي فيه أجفان

هذه حاله مذ انطلق كلاب للجهاد أحرق قلبه فراقه لابنه

يلتفت فيرى حمامة تطعم صغارها فيتذكر كلاب

نسيمٌ بدا من عطر قربك هاجني ... إليكَ فهاج القلبَ والجسمُ حاضرُ

فإنْ غَنّت الأطيارُ اطرقتُ نَحْوها ... وإن هَبَّت الأرياح فالطرفُ ناظرُ

فيشتد حنينه وتبكي أمه فلم يتمالك هذا الشيخ نفسه حتى قال:

لِمَن شيخان قد نشدا كلابا ... كتابَ الله لو قبل الكتابا

أُناديه فيعرض في إباءٍ ... فلا، وأبي كلاب ما أصابا

أتاه مهاجران تكنّفاه ... ففارق شيخَه خطأً وخابا

إذا هتفت حمامة بطن واد ** على بيضاتها دعوا كلابا

تركتَ أباك مُرْعشةً يداه ... وأمّك ما تُسبغ لها شرابا

وإنّك والتماسَ الأجر بعدي ... كباغي الماءِ يتّبع السرابا

لعل تلك الأبيات تصل إلى أسماع الفاروق فيرد كلاب، لكن الفاروق لم يردد كلابا

لا يعرف الشوق إلاّ من يكابده ... ولا الصبابة إلاّ من يعانيها

لا تعذل المشتاق في أشواقه ... حتى تكون حشاك في أحشائه

لقد أضناه شوقه حتى فقد بصره فيمشي ويداه ترتعش ويقف على رأس الفاروق

وهو في المسجد وحوله المهاجرون والأنصار، فوقف عليه وأنشأ يقول :

أعاذِلَ قد عذلتِ بغير قدر ... ولا تدرين، عاذِلَ، ما ألاقي

فإمّا كنتِ عاذلتي فرُدِّي ... كلاباً إذ توجّه للعراقِ

ولم أقْضِ اللُبانة من كلاب ... غداةَ غدٍ وآذَن بالفراقِ

فتى الفتيان في يُسرٍ وعُسرٍ ... شديدُ الركن في يوم التلاقي

ولا، أبيك، ما باليتَ وجدي ... ولا شفقي عليك ولا اشتياقي

وإبقائي عليك إذا شَتونا ... وضمَّك تحت نحري واعتناقي

فلو فلق الفؤادَ شديدُ وجدٍ ... لهمَّ سوادُ قلبي بانفلاقِ

سأستعدي على الفاروق ربّاً ... له دَفْعُ الحَجيج إلى سياقِ

وأدعو الله مجتهداً عليه ... ببطن الأخشَبَيْن إلى دُفاق

إنِ الفاروقُ لم يردُدْ كلاباً ... إلى شيخين هامُهما زَواقِ

فبكى عمر رضي الله عنه.

إنه مشهد يهز المشاعر ينبئ عن ألم وضيق سببه شوق مضني وحزن كامد ولهف ظامئ شديد.

فأمر عمر برد كلاب إلى المدينة. فلما قدم دخل إلي عمر.

فقال له: يا كلاب ما بلغ من برك بأبيك؟

فقال: كنت أوثره وأكفيه أمره وكنت أعتمد إذا أردت أن أحلب له أغزر ناقة في إبله وأسمنها

فأريحها وأتركها حتى تستقر ثم أغسل أخلافها حتى تبرد ثم احتلب له فأسقيه.

فأمر عمر كلاباً أن يحتلب لأبيه ناقةً كما كان يفعل.

وبعث عمر رضي الله عنه إلى أبيه من جاء به وأدخله وقد ضعف بصره وانحنى.

- ولم يكن يعلم بعودة كلاب -

فقال: يا أبا كلاب، كيف أنت؟

فيرد على عمر بنبرات حزينة قائلا: كما ترى، يا أمير المؤمنين.

فقال: هل من حاجة؟ ( أما الدنيا كلها زهد فيها الشيخ عند فقده لابنه)

فقال: كنت أشتهي أن أرى كلاباً فأشمه شمةً وأضمه ضمةً قبل أن أموت.

يالها من كلمات يهتز لها الوجدان، ويقشعر منها الجلد طابت نفسه من دنياه.

الفاروق لم يملك عيناه عند هذه المشاعر التي يصرح بها ( أمية الكناني)

فبكى عمر وقال: ستبلغ في هذا ما تحب إن شاء الله تعالى!

فأتى عمر بالإناء وناوله أميه وقال: دونك، يا أبا كلاب!

فلما أخذه وأدناه إلى فمه قال: لعمر الله يا أمير المؤمنين، إني لأشم رائحة كلاب من هذا الإناء!

كيف وجد ذلك الشيخ تلك الريح، لم يشمها عمر ولا من حوله

إن للولد رائحة لا يشمها إلا والديه، كما أن للآباء ريحا لا يشمها إلا الأبناء

فلا يعرف ريحَ الأحباب إلا الأحبابُ .

فبكى عمر وقال: هذا كلاب حاضر عندك! فنهض إليه وقبله،

وجعل عمر يبكي ومن حضره. فقال لكلاب: الزم أبويك!

وأمر له بعطائه وأمره بالانصراف، فلزمهما إلى أن ماتا.

مشهد ينتهي بالفرح والدموع. مشهد يهز المشاعر

إنهما الوالدان وصية الله بابك إلى الجنة ففيهما فجاهد.

[أنين أمّة 19]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

بارك الله فيكِ أختي " الباسقة "

نسأل الله أن يرزقنا بر والدينا ..

[الوفاء و الإخلاص 568]

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،

بارك الله فيك يا حبيبة

[(حفيدة الصحابة) 91]

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة

جزاكِ الله خيرا حبيبتى .

موضوعك رائئع جداا بارك الله فيكِ

 

إن للولد رائحة لا يشمها إلا والديه،

 

صدقتِ والله

 

إنهما الوالدان وصية الله بابك إلى الجنة ففيهما فجاهد.

 

أعاننا الله على برهما اللهم أمين

 

[انوار القلوب 1]

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

موضوع رائع بارك الله فيكى

[أمة الرحمن * 83]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

قصة مؤثرة

 

بارك الله فيك يا غالية وكتب أجرك