اذهبي الى المحتوى
امة من اماء الله

عاشوراء والخلفيات الثقافية

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

 

 

عاشوراء والخلفيات الثقافية

 

 

د . نوال بنت عبدالعزيز العيد

 

 

إن لكل ثقافة تاريخها المعبر عن تجربتها، وطبيعة نظرتها للوقت، ودورة الزمن، المستندة إلى مجموعة النصوص و القيم والمعايير التي تؤمن بها، وتستمد منها الحاضر والمستقبل في ضوء الماضي، وتأتي الأيام ليترجم الناس معتقداتهم إلى واقع حياة، وينقلوا قيمهم من خلال ممارستهم من النظرية إلى التطبيق، ويستقبل العالم بعد أيام عاشوراء العاشر من محرم، ومن الطرائف في تسميته أنه لم يسمع في أمثلة الأسماء اسم على فاعولاء إلا أحرف قليلة كما قال ابن منظور، وعاشوراء واحد منها ، وكذا اجتماع ثقافات مختلفة حول هذا اليوم مما يقل ويندر، فاجتمع لهذا التأريخ صيغة تقل، واجتماع عقائد يندر .

 

 

 

هذا اليوم اجتمعت فيه أحداث عدة : نصر الله لنبيه موسى عليه السلام على فرعون وملأه، ومقتل سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين بن علي رضي الله عنهما هذا ما ثبت في كتب الحديث والسير ، ويورد بعض المفسرين مرويات في وقوع مناسبات في هذا اليوم لم تثبت، والذي يعنينا من هذا كله قراءات الناس المختلفة لهذا اليوم، وشعائرهم الناتجة عن ذلك، فاليهود في عصر النبوة وكما تنقل كتب الحديث المعتمدة كانوا يصومونه بل ويعدونه عيدا، ويلبسون نساءهم فيه الحلي والشارات أي :ا للباس الحسن ، ويعللون فعلهم بقولهم " هذا اليوم أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون فنحن نصومه تعظيما له " وعظمه النصارى تبعا لهم، ومازال هذا اليوم يوسم لدى اليهود بيوم كيبور أو عيد الغفران ويعتقدون قداسته، ويخصونه بالصلاة والصيام ، كما يصاحب هاتين الشعيرتين طقوس لاتختفى على المتخصصين في علم الأديان، ويختلفون في تقديمه أو تأخيره .

 

 

 

وأما المسلمون فاختلفت قراءتهم لهذا اليوم فنجد الشيعة يرونه يوم ثورة المظلوم على الظالم، وانتصار الدم على السيف، ولاشك أن هذا معنى حسن، فمقتل سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم مصاب عظيم وخطب جلل ، وفقد سيد شباب الجنة ليس بالأمر الهين، إلا أن هذا لايبرر الممارسات السلبية التي تتمثل في جلد الذات بالتسويط والتطيير واللطم والصراخ، وتوشح السواد، ونزف الدم، وإعلان الأخذ بالثأر، وإدخال من لاذنب له مع ذوي الذنوب، مع أن المتقرر في النص الشرعي أن إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة منهي عنه، وهل لو كان الحسين بن علي ـ رضي الله عنه ـ يرى ما أحدثه القوم سيقر أم سينكر ؟؟؟ وما الذي يعنيه التنافس المحموم من القنوات الفضائية الغربية لنقل مراسم العزاء ومايدور في الحسينيات في هذا اليوم ، والتقرير على أن هذا هو الإسلام، وتلك هي ممارسة معتنقيه .

 

 

 

ويقابل هذا العزاء احتفال من طوائف يرونه يوم فرح ، فيظهرون مراسم الاحتفال، ويستحبون فيه الاكتحال والاغتسال والتوسعة على الأهل والعيال، بل ويروون أحاديث مكذوبة في فضائل مايمارسونه .

 

 

 

وأما أهل السنة فيقتفون فيه الأثر المحمدي، ويلتزمون الهدي النبوي فيصومونه معتقدين فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله " معللين صومهم بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نحن أولى بموسى منكم فأمر بصومه " مبتعدين عن كل ما لم يثبت به النص ، أو كان من اجتهادات البشر ، أسأل الله أن يتقبل الصيام ، وأن يوفقنا لاتباع السنة ، وأن يجعله عاما قادما بالنصر والعزة

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكِ ياحبيبة

 

اللهم ارزقنا اتباع السنة اتباعا حسنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بوركتما حبيبتاي وجزيتما خيرا

ازداد الموضوع نضارة وحسنا بمروركما المشرق

اللهم ارزقنا اتباع السنة اتباعا حسنا

أسأل الله أن يوفقنا لاتباع السنة ويتقبل منا

اللهم آمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×