اذهبي الى المحتوى
Guest عبيرالروح*خط حياة

قصص التابعين ..قصة المقدام " فروخ" وابنه العالم "ربيعة الرأي" الجزء الأول

المشاركات التي تم ترشيحها

Guest عبيرالروح*خط حياة

ما رأيت أحدا أحفظ للسنة من ربيعة " قول ابن الماجشون

الجزء الاول الصحابي الجليل الربيع بن زياد الحارثي وغلامه المقدام فروخ والد العلامة " ربيعة الرأي

ها نحن أولاء في سنة احدى وخمسين للهجرة وهاهي ذي كتائب المسلمين تضرب في فجاج الارض مشرقة مغربة

تحمل ببشرية العقيدة البانية

وتمد لها اليد المصلحة الحانية

وتنشر في ربوعها الشرعة التي تحرر الإنسان من عبودية الإنسان

وتجعل ولاءه لله وحده لا شريك له

 

وهذا الصحابي الجليل الربيع بن زياد الحارثي أمير " خراسان" وفاتح " سجستان"والقائد المظفر يمضي على رأس جيشه الغازي في سبيل الله ومعه غلامه الشجاع "فروخ"فلقد عزم بعدما أكرمه الله بفتح سجيستان وغيرها من الأصقاع على أن يختم حياته الحافلة بعبور نهر " سيحون" ورفع رايات التوحيد فوق ذرى تلك الأصقاع التي كانت تدعى ببلاد ماوراء النهر

***

أعد الربيع بن زياد للمعركة الموعودة عدتها واتخذ لها أهبتها ..وفرض على عدو الله زمانها وكمانها فرضا ..

ولما نشب القتال أبلى فيه الربيع وجنده المغاوير بلاء ما يزال يذكره التاريخ بلسان ندي بالحمد رطيب بالإكبار

وأظهر غلامه فروخ في ساحات الوغى من ضروب البسالة وصنوف الغقدام مازاد الربيع إعجابا به وإكبارا له وتقديرا لمزاياه

وانجلت المعركة من نصر مؤزر للمسلمين فزلزلوا أقدام عدوهم ومزقوا صفوفه وفرقوا جموعه

ثم عبروا النهر الذي كان يحول دونهم ودون الانسياح في بلاد الترك ويمنعهم من الإندفاع نحو أرض الصين والإيغال في مملكة الصغد

وما إن عبر القائد العظيم النهر واستقرت قدماه على ضفته الثانية بادر فتوضأ هو وجنوده من مائه فأحسنو الوضوء

واستقبلوا القبلة وصلوا ركعتين شكرا لله واهب النصر ..ثم كفأ القائد الكبير وغلامه " فروخا" على حسن بلائه فأعتق رقبته .وقسم له نصيبه من الغنائم الكثيرة الوفيرة ثم زاده من عنده شيئا كثيرا .

***

لم تطل الحياة بعد ذلك اليوم الأبلج الأغر بالربيع بن زياد الحارثي حيث وافاه الاجل المحتوم بعد سنتين اثنتين من تحقيق حلمه الكبير

فمضى إلى ربه راضيا مرضيا أما الفتى الباسل الشجاع" فروخ" فقد عاد إلى المدينة المنورة يحمل معه

سهمه الكبير من الغنائم

والهبة السخية التي وهبها له قائده العظيم

ويحمل فوق ذلك حريته الغالية وذكرياته الغنية بروائع البطولات , المكللة بغبار الوقائع .

كان فروخ حين هبط مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم شابا موفور الشباب دفاق الحيوية ممتلئا فتوة وفروسية ..وكان يخطو نحو الثلاثين من عمره

وقد عزم " فروخ" على أن يتخذ لنفسه منزلا وزوجة يسكن إليها فابتاع دار من أوسط دور المدينة واختار امرأة راجحة العقل صحيحة الدين تقاربه في السن واقترن

بها نعم فروخ بداره التي أكرمه الله بها ولقي من طيب العيش فوق ما كان يرجو ويتأمل لكن تلك الدارالعامرة على ل ما توافر لها من مزايا وتلك الزوجة على كل ما حباها الله من كريم الشمائل لم يتغلبا على حنين الفارس الالمؤمن إلى خوض المعارك وشوقه إلى سماع وقع النصال على النصال

وولعه باستئناف الجهاد في سبيل الله

فكان كلما ترددت إليه اخبار انتصارات الجيوش الإسلامية الغازية في سبيل الله تأججت أشواقه إلى الجهاد واشتد حنينه إلى الإستشهاد وفي ذات يوم من أيام الجمع سمع "فروخ" خطيب المسجد النبوي يزف للمسلمين بشرى انتصارات الجيوش الإسلامية في اكثر من ميدان ويحض الناس على الجهاد في سبيل الله ...ويرغبهم في الإستشهاد إعزازا لدينه وابتغاءا لمرضاته فعاد إلى بيته وقد عقد العزم على الإنضواء تحت راية من رايات المسلمين المنتشرة تحت كل نجم وأعلن عزمه هذا لزوجته فقالت : أيا عبد الرحمن لمن تتركني وتترك هذا الجنين الذي أحمله بين جوانحي فأنت رجل غريب عن المدينةلا أهل لك فيها ولا عشيرة

فقال : ـ أتركك لله ورسوله ثم إني خلفت لك ثلاثين ألف دينار جمعتها من غنائم الحرب فصونيها وثمريها وأنفقيها على نفسك ووليدك بالمعروفحتى أعود إليك سالما غانما .

أو يرزقني الله الشهادة التي أتمناها ثم ودعها ومضى في غايته .

وضعت السيدة الرزان حملها بعد رحيل زوجها ببضعة أشهر فإذا هو غلام مشرق الوجه حلو القسمات رائع المجتلى ففرحت به فرحا عظيما كاد ينسيها فراق أبيه وأطلقت عليه اسم "ربيعة"

 

 

 

يتبع ...

النص منقول كتابيا من مخطوطة غير قابلة للقص واللصق .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكِ ياحبوبة

 

الالمؤمن

.................. أظنها المؤمن

 

متابعة معاكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
Guest عبيرالروح*خط حياة

"ربيعة الرأي"

:الجزء الثاني

بدت على الغلام الصغير "ربيعة"علامات النجابة منذ نعومة أظافره ...فأسلمته أمه إلى المعلمين وأو صتهم بأن يحسنوا تعليمه واستدعت له المؤدبين وحضتهم على أن يحكموا تأديبه, فما لبث حتى أتقن الكتابة والقرآءة ثم حفظ كتاب الله عزوجل وجعل يرتله نديا طريا كما أنزل على فؤاد محمد صلى الله عليه وسلم..

ووعى ما تيسر له من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , واستظهر من كلام العرب ما يحسن بمثله أن يستظهر, وعرف من أمور الدين ما ينبغي أن يعرف , وقد أغدقت أم ربيعة على معلمي ولدها ومؤدبيه المال والجوائز إغداقا , فكانت كلما رأته يزداد علما تزيدهم برا وإكراما وكانت تترقب عودة أبيه الغائب وتجتهد في أن تجعله قرة عين لها وله

لكن "فروخا" طالت غيبته ثم تضاربت الأقوال فيه :

فقال بعضهم أنه وقع أسيرا في أيدي الأعداء

وقال آخرون أنه مازال طليقا يواصل الجهاد

وقال فريق ثالث عائد من ساحات القتال أنه نال الشهادة التي تمناها

فترجح هذا القول الأخير عند أم ربيعة لإنقطاع أخباره فحزنت عليه حزنا امض فؤادها ثم إحتسبته عند الله

كان ربيعة يومئذ قد أيفع (قارب البلوغ) وكاد يدخل في مداخل الشباب فقال الناصحون لأمه :

ـ هاهو ذا ربيعة قد استكمل ما ينبغي لفتى مثله أن يستكمله من القراءة

وزاد على أقرانه فحفظ القرآن وروى الحديث فلو تخيرت له حرفة من الحرف فإنه لا يلبث أن يتقنها وينفق عليك وعلى نفسه مما تدره من خير ؟؟

فقالت : ـ أسال الله أن يخير له ما فيه صلاح معاشه ومعاده ..إن ربيعة قد اختار لنفسه العلم وعزم على أن يعيش متعلما ومعلما ما امتدت به الحياة

***

مضى ربيعة .

في الطريق التي اختطها لنفسه غير وان ولا مقصر وأقبل على حلقات العلم التي كان يزخر بها مسجد المدينة كما يقبل الظماء على الموارد العذاب.

ولزم البقية الصالحة من الصحابة الكرام على رأسهم أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم

واخذ عن الرعيل الاول من التابعين وفي مقدمتهم "السعيد بن مشيب" و"مكحول الشامي" و"سلمة بن دينار".

. وواصل كلال ليله بكلال نهاره حتى أنهكه الجهد فإذا كلمه أحد في ذلك ودعاه إلى الرفق بنفسه قال

ـ " سمعنا أشياخنا يقولون : (إن العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته نفسك كلها) "

ثم ما لبث كثيرا حتى ارتفع ذكره وبزغ نجمه وكثر إخوانه وولع به تلاميذه وسوًده قومه ( سوًده أي جعلوه سيدا عليهم )

وقد سارت حياة عالم المدينة هادئة وادعة, فشطر من يومه في داره لأهله وإخوانه وآخر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لمجالس العلم وحلقاته ولقد مضت حياته متشابهة حتى وقع مالم يكن في الحسبان؟؟

************

 

في ذات عشية من عشيات الصيف المقمرة , بلغ المدينة المنورة فارس في أواخر العقد السادس من عمره ومضى في أزقتها راكبا جواده قاصدا داره, وهو لا يدري إن كانت داره لاتزال قائمة على عهده بها ؟أم أن الايام قد فعلت بها فعلها؟ فلقد مضى على غيابه عنها ثلاثون عاما أو نحوا من ذلك.

وكان يسائل نفسه عن زوجته الشابة التي خلفها في تلك الدار ما فعلت ؟وعن جنينها التي كانت تحمله بين جوانحها ؟أوضعته ذكرا أم أنثى؟ أحي هو أم ميت؟ وإذا كان حيا فما شأنه ؟

وعن ذلك المبلغ الكبير الذي الذي جمعه من غنائم الجهاد؟ وتركه وديعة عندها حين مضى مجاهدا في سبيل الله مع الجيوش الإسلامية المتوجهة لفتح "بخارى" و"سمرقند" وما جاورهما

ولقد كانت أزقة المدينة وشوارعها ماتزال عامرة بالغادين والرائحين فالناس لم يفرغوا من صلاة العشاء إلا وشيكا ,

لكن أحدا من هؤلاء الناس الذين مر بهم لم يعرفه ولم يأبه له ولم يلتفت إلى جواده المطهم ولا إلى سيفه المتدلي من عاتقه ..فسكان المدينة الإسلامية كانوا قد ألفوا منظر المجاهدين الغادين إلى القتال في سبيل الله أو العائدين منه ..

لكن ذلك كان سببا في إثارة حزن الفارس وازدياد وساوسه ..

وفيما كان الفارس سابحا في أفكاره هذه , ماضيا يتلمس طريقه في تلك الازقة التي عراها التغير ..وجد نفسه فجأة أمام داره .

وألفى بابها مشقوقا فأعجلته الفرحة عن الإستئذان على أهلها وولج الباب وأوغل في صحن الدار ..سمع رب الدار سرير الباب فأطل من عليته فرأى في ضوء القمر رجلا متوشحا سيفه , متقلدا رمحه , يقتحم عليه في الليل داره .

وكانت زوجته الشابة تقف غير بعيد عن مرمى بصر الرجل الغريب فهب مغضبا ونزل إليه حافيا وهو يقول :

ـ أتتستر بجنح الليل يا عدو الله , وتقتحم منزلي وتهجم على حريمي ؟؟

واندفع نحوه كما يندفع الأسد الضاري إذا أريد عرينه بسوء

ولم يدع له فرصة للكلام ...وتواثب كل من الرجلين على صاحبه وعلت جلبتهما وارتفع ضجيجهما وتدفق الجيران على البيت من كل صوب فأحاطوا بالرجل الغريب إحاطة الغل بالعنق وأعانوا جارهم عليه ..فأمسك به صاحب الدار وأحكم قبضته على خناقه وقال :

ـ والله لا أطلقك يا عدو الله إلا عند الوالي , فقال الرجل :

ـ ما أنا بعدو الله ولم أرتكب ذنبا إنما هو بيتي وملك يميني , وجدت بابه مفتوحا فدخلته ثم التفت إلى الناس وقال :

ـ يا قوم اسمعوا مني هذا بيتي اشتريته بمالي , ياقوم أنا "فروخ"ألم يبق في الجيران أحدا يعرف فروخا الذي غدى منذ ثلاثين عاما مجاهدا في سبيل الله؟؟

وكانت والدة صاحب الدار نائمة فاستيقظت على الضجيج وأطلت من عليتها فرأت زوجها بشحمه ولحمه

 

 

فكادت تعقد الدهشة لسانها ...

لكنها مالبثت أن قالت :

دعوه ..

دعه يا ربيعة ..

دعه يا والدي إنه أبوك .

انصرفوا نه يا قوم بارك الله عليكم .

ـ حذار يا أبا عبد الرحمن إن هذا الذي تتصدى له ولدك وفلذة كبدك..

فما كادت كلماتها تلامس الآذان حتى أقبل فروخ على "ربيعة" يضمه ويعانقه .

وأقبل ربيعة على فروخ وطفق يقبل يديه وعنقه ورأسه ..

وانفض عنهما الناس

ونزلت أم ربيعة تسلم على زوجها الذي ما كانت تظن ظنا أنها ستلقاه على هذه الأرض بعد أن انقطعت أخباره مايقارب ثلث قرن من الزمان.

 

ملاحظة : النص منقول حرفيا من مخطوطة لا تقبل القص واللصق

يتبع بحول الله

الجزء القادم والاخير .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×