اذهبي الى المحتوى
سُندس واستبرق

زهورُ اليتامى | روايتي الجديدة .

المشاركات التي تم ترشيحها

9UM60006.png

 

زهور اليتامى ..

روايتي الثانية بفضل الله

هي رواية اجتماعية دراماتيكية خيّالية

سأضع منها كل يوم أحد جزءٌ منها

أرجو أن تستمتعن بها ..

محبتكن | سندس واستبرق .

 

.,

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

**

 

 

على جانب الشارع ذي الرصيف الأحمر من الأعلى شقة صغيرة ذات طلاء أصفر باهت عن يمينها شرفة تكاد تكون كبيرة بداخلها غرفة واسعة ذات أثاث بسيط وقديم وأعلاها ثُريا تتلألآ حزنًا على يوم ِ ستفقد فيه الحبيب ..

حول السرير الكبير في وسط الغرفة وقف الأبناء الثلاثة حول أمهم الراقدة في وسطه تتصبب عرقًا ، وأنفاسها تلهج بشدة ، وكلماتها تصدر بثقل وبطء شديدين ، كان يخيّم على الجو الصمت الشديد والدموع المتناثرة على الخدود لتجعلها أكثر احمرارًا وتوهجًا لم تدر ياسمين ماذا تفعل في هذه اللحظة سوى احتضان يد أمها التي ما تزال دافئة لتضعها على وجنتيها المليئة بالدموع الحارّة وهي تنظر الى وجه أمها الشاحب الهزيل ، وتسمع شهقات أنفاسها التي تتسارع كنبضات القلوب الملتاعة ،أغلقت الأم عينيها تعبًا تتأوه من الألم وتسارعت شهقاتها ليبادرها ابنها البكر محمد بالتلقين قائلا إياها وهو يبكي ويرتجف من شدة تمالكه لنفسه أمام أمه وشقيقيه الأصغر سنا :

  • أمي ، قولي لا إله إلا الله ،أمي أرجوك قولي لا إله إلا الله ..

لم يدر ِمحمد ما يفعل سوى أن يدور حولها كالطفل الصغير وهو يقول لها تلك الكلمات حتى تسمعها والدته وتنطقها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة ، ويقبلها من جبينها تارة ويمسك بيدها تارة أخرى ، وبلتفّ حولها وهو يقول

- أمي أرجوك ِ ، قولي ما علمتينا إياه مذ كنا صغارًا فوضع يديه على وجهه هو يجهش من البكاء فتقطعت كلماته إثر نشيج بكائه وقال بصوت مخنوق :

- أمي أتوسل إليك ِ قولي لا إله إلا الله ..

وياسمين ترى كلّ ذلك بعينيها السوداوين الواسعتين كأنهما كحيلتين لتمتلئ بالدموع المتلألئة لتتناثر على يد أمها الموضوعة على خدها كأنها حبّات لؤلؤ أبت إلا أن تتخطى يد أمها لتحفر ذاك المشهد في قلبها ، لم تعد تعي ياسمين أي شيء ، لم تعد تسمع أي شيء ، لا شيء يتحرك فيها سوى عيناها وهي ترى أمها راقدة تتصبب عرقًا بوجهها الشاحب الذي يبرد شيئا فشيئا ، وأنفاسها تتلاحق وتتسارع لتصبح في النهاية شهقات عالية ، وترى أخاها الكبير يلتف حولها كالطفل الصغير وهو يضمها ويقبلها ويمسك بيدها ويرفع رأسها باكيًا دامعًا وهو يقول :

  • أمي أرجوك ، قولي لا إله إلا الله ..

وأحمد الواقف بجانبها ، لا يدري ماذا يفعل سوى أن يجلس على السرير ليقول بصوت يملؤه النحيب والنشيج :

  • أحبك يا أمي ..

فتحت الأم عينيها الناعستين ونظرت إلى أبنائها ورمقتهم بنظرات مشفقه حانية مودعة لتلفظ بذلك آخر كلماتها ببطء وثقل شديدين يكاد أن يسمع :

  • أ ... شه ..د .. أ.. ن .. لا ..إ..له ..إ..لا .. الل.. ه

حاولت أن ترفع نفسها لتحضنهم وتمسّد على رؤوسهم كالعادة إلا أن جسدها خيّب آمالها لضعفه ووهنه واكتفت بإيماءات من رأسها لتواسيهم وتصبرهم وانبست شفتاها بكلماتِ لا تُسمع إلا انّ صداها في قلوب أبنائها كأنه صراخ يُحفر في قلوبهم :

  • أحبكم يا أطفالي، محمد حافظ على أخوتك وساعدهم وأعنهم .

وانزلقت من عينيها العسليتين دمعتين لتنساب من خلال رموشها الطويلة لتنزلق على خديها المصفرين لتغلق عيناها إلى أبد الأبدين ..

تراخت أعضائها وسقطت يدها الموضوعة على خد ابنتها لتتهاوى على سريرها معلنة بذلك النهاية ، نهاية جسد قد ضعف لسنين طويلة ..

اتسعت حدقتا ياسمين وهي ترى انزلاق يد أمها من على خدها ، ولم تستطع الحراك بينما أحمد وضع رأسه في حجر أمه وهو يبكي من هول المصيبة ، مصيبة وفاة والدتهم ، وقف محمد ليحضن شقيقيه أحمد وياسمين ليقول كلمته التي أبت نفوسهم أن تصدقها بصوت حزين ومخنوق يكاد لا يصل الى مسامعهم

  • معجبة 4

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكمم ورحمة الله وبركاته

 

^_______^

بدااااااية مشوقة جداً سندوسة

ومشهد محزن واسلوب كتابة مفصل ورائع وكأني أرى المشهد لا أقرءه

بارك الله فيكِ وفي ما خط قلمك

ومتابعة بإذن الله... مسرورة أنا لمتابعة الرواية من أول جزء لها =)

تم تعديل بواسطة نجمة فلسطين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

أكرمكِ الله وبارك لكِ فيما أعطاكِ سندس الحبيبة

مشهد استدرك دمعاتٍ للعيون .. اللهم ارحمنـا برحمتك

متابعة معكِ بإذنِ الله يا غالية

 

(( أعجبني اسم البنت :) ))

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مرحبا بكِ سندوسة الحبيبة :)

 

فاتني قرءاة روايتك الأولى لمجيئي متأخرة :) الحمد لله هذه المرة مع الصفوف الأولى

 

يسعدني متابعتك يا غالية

 

أسلوب جميل بالرغم من البداية الحزية ولكني أتوقع قصة كفاح جميلة وعناية من الله بهؤلاء الصغار تقر عين الأم وقلبها في قبرها

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

شو وين الجزء الثاني ؟!

 

-- أنا متابعة مشاكسة من البداية بدأت بأعمال الشغب =)))

 

بإنتظار الجزء الثاني من الإبداع ....

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مشهد حزينٌ الذي بدأتِ به روايتكِ ياسندس والله المُستعان.

أتابعكِ بإذن الله .. فلكِ أسلوبٌ رقيق يسرّ العين لرؤية المزيد منه.

 

>>همسة: تمنيتُ فقط لو أنّ آخر كلماتها "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله " غير متبوعة بكلماتٍ أخرى وإن لم تُسمع.

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

يؤسفني أنني لن أتمكن من المتابعة إنما دعواتي بالتوفيق ترافقك يا قلم سندسة الراقي :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله

سلمت يمينك سندس الحبيبة

متابعة بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حيّاكن هلا وربي بكل من قرأ روايتي أو من يحجز مقعدًا لمتابعتها

لقد ازدان متصفحي بكن وأشرق لردودكن

 

:

أماني القلب : شكرًا يا قلب فاتتني هذه بوركت للنصيحة ^^

 

:

نجمة فلطين : كتبت في البداية أن الأجزاء ستوضع في يوم الأحد فقط فالرجاء عدم الضغط عليّ كثيًرا .

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الحمدلله لحقت الحلقة الاولى ظازة :)

كعادتك راقية و انيقة في حرفك

متابعة معك باذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

**

 

 

:

  • إنا لله وإنا إليه راجعون ، فلتصبروا ولتحتسبوا ياأحبائي..

لم يصدقا ما الذي يقوله أخوهما الكبير فبدأ بضربه على صدره ضربات واهنة ، ثقيلة كثقل الجبال بطيئة كأنها تتحدى الزمان ، ليغمرا أنفسهما بصدر أخيهما ليعلنا الحداد والبكاء المريرين بصوتِ يتقطع له نياط القلوب وتدمع له الأعين لمشهد بات في خُلد وأذهان الجميع .

***

بعد ثلاثة أيام جلس الأخوة الثلاثة بجانب بعضهم البعض مُنتفخة هي عيونهم ، وخدودهم مخططة بالسواد إثر بكائهم ، ورؤوسهم منخفضة على الأرض وأيديهم متشابكة معًا ، لم تعد للكلمات أن تشق طريقها نحو أفواههم ، يتراشقون لبعضهم النظرات ليواسوا أنفسهم لم تعد تستطيع ياسمين الاحتمال ، لم تعد تستطيع الحراك ، لم تعد ياسمين أن تقوى حتى النظر هنا وهناك فقد أيقنت أن أمها لم تعد تتواجد في المطبخ لتحضير الطعام ولم تعد تراها تنظف الصالون ، لم تعد تراها على الأريكة تقرأ القرآن ، لم تعد تراها وهي تخيط بماكينتها المهترئة الذي أكل الصدأ نصفها ، لم تعد تراها في أي مكان سوى في أرجاء ذكرياتها التي تنبش فيها ، وفجأة وقفت ياسمين بانتصاب شديد ورفعت رأسها لأعلى لتفتح فاها ليصدر منه ضحكات عالية لكنها غير واعية مخيفة وأعينها فارغة من المشاعر لم تعد ترى فيها حزنً ولا ابتسامة ولا حتى حيوية استغرب أخواها منها ووقفا وهما يهزانها من كتفيها إلا أنها واصلت ضحكاتها الهستيرية بغير وعي منها ثم سقطت مغشيّة عليها، ليسرع أخواها بالذهاب بها إلى أقرب مشفى وهما خائفين وجلين من الذي حدث لأختهم الصغيرة التي لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها .

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • الفصل الثاني –

في المشفى رقدت ياسمين على سرير أبيض ، مغلقة عينيها الواسعتين ، أتى الطبيب المعالج للحالات الطارئة لفحصها وأخواها بجانبها يرمقانها بنظراتهم المشفقة ، أخذ الطبيب بطاقة ياسمين المرضيّة من محمد فأدخلتها السكرتيرة في الحاسب لتخرج ملفها الموجود في المستشفى وأخذته وأعطته للطبيب فأخذ يتفحصه وهو يضع نظارته السميكة وهو واضع سبابته في فمه ويومئ برأسه ثم قال :

  • ممم ، يبدو أن أختكما قد عاودها مرضها القديم مذ أن كانت في الثامنة من العمر .

استغرب الأخوان كلام الطبيب وأخذا ينظران الى بعضهما البعض تعجبًا واستفسارا ثم قالا بصوت يكاد يكون واحدًا :

  • أي مرض يا دكتور نحن لا نعلم أي شيء عن ذلك ..

نظر الطبيب نحو محمد وأحمد من أعلى الى أسفل وقال :

  • أين ذويكما؟
  • أطرق أحمد برأسه وأجاب بصوت منخفض : توفي أبي عندما كنت في الثانية عشر وتوفت أمي قبل أيام ِ ثلاث..
  • هكذا إذن . أجاب الطبيب معقبًا يبدو أن أختكم قد تأثرت كثيرًا بوفاة أمها مما أدى الى ذلك الإغماء والانهيار العصبي ، سترقد بالمستشفى الى أن تستيقظ لنتأكد إن لم يكن لديها أي شيء آخر ..

في الساعة الحادية عشر ليلا استيقظت ياسمين ورفعت رأسها لتسند رأسها على الوسادة لتجلس رآها أحمد فهرع إليها ليطمئن عليها وقال بصوت متلهف :

  • هل تودين شيئًا يا أختاه كي أجلبه ؟

هزت ياسمين برأسها المحجب بحجاب أسود ثم قالت :

  • لم أنا في المشفى؟
  • قال أحمد سقطت على الأرض مغشية عليك فخفنا عليك ِ وأخذناك ِللمشفى أنا ومحمد .
  • لا أتذكر شيئًا كيف سقطت على الأرض وأين هو محمد ؟
  • أجابها أحمد : محمد في مكتب السكرتارية ليجهز لك أوراق المبيت والعلاج برهة وسوف يأتي بإذن الله .

دخل محمد من الباب ورأى ياسمين مستيقظة فابتسم لها وقال :

  • حمدًا لله على سلامتك ِ ياسمينتنا ، متنا خوفًا وقلقًا عليك واقترب منها ومسّد على حجابها الأسود وجلس بجانبها وبدأ يقرأ القرآن عليها ..

وفي أثناء ذلك كان الطبيب هشام ذو السابعة والعشرين من عمره ذو بشرة بيضاء وعيون سوداء واسعة يضع نظارات ذو اطار فضي جميل ، يمشي في بهو المشفى مع الممرضة أحلام تطلعه على ما جد في الساعتين الأخيرتين من قبل أن تبدأ مناوبته الحالية ، وقف هشام وأخذ من يد الممرضة جميع الأوراق وأخذ يتصفحها على عجل وهو يتصفح الأوراق تعجب من وجود اسم اسمين عباس واستوقفه الإسم كثيرًا إلا أنه أكمل طريقه ودخل الى مكتبه الخاص ليراجع حالات المرضى الطارئة والمستعجلة .

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×