اذهبي الى المحتوى
*أم رقية*

فلسطين... الثابت في عالم المتغيِّرات

المشاركات التي تم ترشيحها

post-34026-0-70261000-1367396567.gif

 

 

65عامًا على النكبة

 

(15 أيار 1948)

 

كشفت وثيقة - بمثابة قُنبلة - من "أرشيف الحكومة الإسرائيلية" عن رسالة بعث بها "الزعيم" المصري الراحل جمال عبد الناصر إلى رئيس الحكومة "الإسرائيلية" موشيه شاريت، بعد شهر واحد من وصول الأول إلى منصب الرئاسة في عام 1954م...

 

 

 

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت": إنه في ديسمبر 1954 تلقَّى موشيه شاريت رئيس الحكومة الإسرائيلية حينئذ دعوة مفاجئة من جمال عبد الناصر الحاكم الجديد لمصر وقتذاك - حيث تولى المنصب في 14 نوفمبر 1954- طلب فيها حل الخلافات بين الدولتين بالطرق السلمية.

 

 

 

 

وأضافت: إنه بعد مرور 60 عامًا تقريبًا على الأمر، تم الكشف عن رد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق الذي شكّل أيضًا مفاجأة، وجاء فيه: "الكثير منا معجب بمثاليتك الجريئة وتمسكك وتفانيك في المهمة، ونتمنى لك نجاحًا تامًا في تحرير أرض النيل من بقايا نظام الحكم الأجنبي، والتقدم بجماهير الشعب المصري لمرحلة التطور الاجتماعي والازدهار الاقتصادي... رسالتك التي جاءت عبر مندوب خاص موجود الآن في باريس جذبت انتباهي، وبارتياح شديد دونتُ ملاحظة أمامي أنك تريد التوصل لحل المشاكل العالقة بين مصر وإسرائيل بطريق سلمية، نحن واثقون ومتأكدون أنك تسعى لتحقيق السلام والتقدم، وندرك جيدًا أن كلًا منا يعتمد على الآخر، ولهذا السبب نتمنى المزيد من الأدلة الملموسة على أنك أنت وزملاؤك تمهِّدون الطريق لتسوية ممكنة مع إسرائيل؛ عبر إعداد الرأي العام عندكم للنظر بإيجابية للأهمية الشديدة للسلام في الشرق الأوسط"

 

post-34026-0-75657400-1367396612.gif

 

هذه الوثيقة تضعنا أمام مشهدين:

 

• مشهد "الزعيم العربي" الذي خُدعت به الأمة (إلا قليلَها) طوال سنوات حكمه... كيف خانها وغدر بها (من تحت الطاولة) منذ بدايات اغتصابه للسلطة في مصر؛ إذ كان عليه أن يقدم "المزيد من الأدلة الملموسة" لسيده؛ تلك التي سيأتي بها من خلال القضاء على الإسلاميين مصدر قلق الصهاينة وحلفائهم! وهو المشهد الذي سيقودنا لفَهم أسباب هزيمة العرب عام 1948...

 

 

 

 

- ثم مشهد "الزعيم الصهيوني" الحريص على مصالح شعبه رغم أنهم "شِرذمة قليلون" قد أضاعوا التاريخ والجغرافيا وجاؤوا للبحث عنهما في بلاد "السمن والعسل" التي وُعدوا بها! "الزعيم" الذي يخاطب خصمه كما لو كان عبده المطيع... فيكلمه من "فوق" ويشترط ويُملي وهو المغتصِب... وهنا، فإننا سنفهم سرّ انتصارِهم مع ما أحاط بهم من أسباب الهزيمة في بادئ حرب الـ 47 - 48...

 

post-34026-0-75657400-1367396612.gif

 

فرغم أن الشعوب الإسلامية - التي وقع عليها إعلان قرار تقسيم فلسطين في 29 تشرين2 / 1947 كالصاعقة - هبّت والتحق الكثير من رجالها من مختلف البلدان العربية والإسلامية بمواكب المجاهدين تقود معظمهم حركة الإخوان المسلمين التي أعلن زعيمُها الإمام الشهيد حسن البنا الجهاد، وقاتل المجاهدون ببسالة وحققوا الانتصارات الميدانية، وتاليًا انضمت إليهم الجيوش العربية من بلاد الطَّوق... وروّى المجاهدون تراب فلسطين بدمائهم... حتى إذا اقتربت ساعة القضاء على العصابات الصهيونية... إذا بالسياسة الدولية تتدخل وتحسم المعركة بقرارات مرّرتها عبر "الزعماء" العرب الذين أصدروا حينها الأوامر لجيوشهم بالانسحاب، ووقتها صدر القرار بحَل جماعة الإخوان المسلمين لمّا وَجدتْ الدول الكبرى فيهم من خطر يهدد مصالحها ومخططاتها بزرع تلك "الخلية السرطانية" في بلادنا للتخلص من شرورها في أوروبا، ولوضع اليد على ثروات البلاد العربية وفي مقدمتها فلسطين... يقول الأستاذ علي مصطفى نعمان في كتابه "شاهد على جهاد الإخوان المسلمين في حرب فلسطين 1948": لقد قال لنا الإمام (وهم متّجهون للجهاد في فلسطين): "أنتم تمثلون بَعثًا جديدًا للإسلام، فاحرصوا على أن تكونوا مثل أسلافكم من الصحابة والمجاهدين الذين ثبتوا في القتال ولم يَفِرّوا، والذين بنَوا دولة الإسلام ولم يضنّوا بمال أو دماء حتى بلّغوا أمر هذا الدين للعالمين"، ثم صافحَنا فردًا فردًا، ثم غادر الباخرة

 

post-34026-0-75657400-1367396612.gif

 

المؤامرات الدولية والخيانات الداخلية ثم تقاعس الكثيرين؛ من الأسباب المباشرة للنكبة... وقد سبقها سبب جوهريّ يكمن في سقوط الدولة العثمانية بسبب النَّخَر الذي كان يفتّتها من الداخل المتمثّل في الانحراف عن منهج الله ورسوله... فكان انهيارها فصلًا جديدًا قاتمًا من تاريخ الأمة الإسلامية، وبالتالي كان مقدمة لتفكيك العالم الإسلامي ثم اغتصاب فلسطين...

 

 

 

 

يقول مفتي فلسطين وزعيمها الأسبق الحاج أمين الحسيني: "بينما كان اليهود يعملون بقوة وتصميم بوحيٍ من مصالحهم العامة وتنفيذًا لبرنامجهم الصهيوني الخطير، كان بعض المسؤولين في بعض الدول العربية يعملون إما بوحي الاستعمار الأجنبي أو بتأثير مصالحهم الخاصة. وقد نتج عن تضارب الأهواء والمصالح، وتباين الغايات والأهداف والتخاذل بين دول الجامعة، وقوع هذه الكارثة الأليمة"!!

 

post-34026-0-75657400-1367396612.gif

 

لقد بلغ الصهاينة من الاستخفاف بالعرب مبلغًا زوّروا فيه التاريخ ولمّا تجِفّ دماء الأبرياء بعد، حيث قدّموا روايتهم التاريخية حول أحداث قيام كيانهم الغاصب، وتتلخص في:

 

1- بينما رفض العرب خطة التقسيم لسنة 1947 المبنية على توصيات لجنة بيل، قَبِلها اليهود.

 

 

 

2- إن حرب "الاستقلال" الإسرائيلية جرت بين داود الضعيف، المتمثل في العصابات الصهيونية، وجالوت الجبار، المتمثل في القوات العربية.

 

 

 

3- إن مشكلة اللجوء الفلسطيني لم تنشأ عن فعل القوة والمذابح الصهيونية، وإنما نتيجة دعوات القادة العرب إلى الفسطينيين بالرحيل للتمكن من رمي اليهود في البحر.

 

 

 

4- إنّ العرب هم من رفضوا مقترحات السلام كلها بعد الحرب، بينما قبلتها إسرائيل.

 

 

 

5- إن السياسات التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين المواطنين فيها، وأولئك الذين في الضفة والقطاع والقدس، إنما هي للحفاظ على إسرائيل من الزوال في مواجهة أعمال الإرهاب التي يقصد منها الفلسطينيون إزالة دولة إسرائيل عن الخريطة

 

 

ورغم كل ذلك... استمر الجهاد في فلسطين إلى يومنا هذا... ولئن احتكر العلمانيون (اليساريّون والقوميّون) القضية الفلسطينية لعقود حتى كادت تضيع، فإن فلسطين قد عاد إليها وَهَجُها ووجهها الحقيقي بعد إضفاء البُعد الإسلامي على القضية سواء في غزة والضفة مع حركة حماس بقيادة القائد الشيخ أحمد ياسين رحمه الله وإخوانه، أو في القدس وأراضي الـ 48 مع الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح.

 

 

post-34026-0-75657400-1367396612.gif

 

وبذلك أصبح للقضية منحىً مختلف؛ حيث قاد أهل فلسطين الانتفاضات، وواجهوا من جديد الخيانات الداخلية والمؤامرات الإقليمية والدولية... إلى أن افتتحت الشعوب العربية صفحة جديدة من التاريخ... ذلك هو الربيع العربي الذي أَمِل الجميع أن يُزهر في فلسطين بعد تهيئة الظروف له... ذلك الربيع الذي هزّ عرش الكيان الغاصب، وأربك الصهاينة، ودفعهم للعمل مع حلفائهم على قَدَمٍ وساق لتفادي انعكاسات الثورات المرعبة المهدِّدة لوجودهم خاصة في مصر وسوريا؛ فقد وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك أثرَ الثورات العربية على "إسرائيل" قائلًا: "إن إسرائيل تواجه تسونامي سياسي"!، ووصف الوزير "موشيه يعلون" ما يحدث بأنه: "زلزال تاريخي لإسرائيل".

 

 

 

 

وكل ذلك دليل على أن هذا الكيان يفقد مقوِّمات وجوده بمجرد أن تبدأ دعاماته بالتهاوي: فالأنظمة العربية العميلة إحدى دعاماته وقد بدأت بالسقوط المدوّي واحدة تلو الأخرى كقِطَع الدُّومينو... كما أنّ دعم أمريكا اللامتناهي لهذا الكيان أصبح مهدّدًا؛ فهناك مطالبات من داخل النظام الأمريكي بتخفيضه؛ حيث طالب السيناتور راند بول بتقليص حجم المساعدات الأميركية للكيان الصهيوني، متسائلًا: "كيف بإمكان الولايات المتحدة أن تواصل تقديم الدعم المالي لإسرائيل على هذا النحو، في الوقت الذي تقترض فيه 50 ألف دولار كل ثانية من الصين لسد العجز في موازنتها"؟

 

 

 

 

وهكذا، فإن الإرهاصات الإقليمية والدَّولية، وكذا التحليلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كلها تشير إلى أنّ العهد الذهبي لدولة الصهاينة قد بدأ بالأفول؛ فقد تنبأت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بزوال "إسرائيل" مؤكِّدة: "إن انهيار إسرائيل خلال عشرين عامًا المقبلة أمر محتوم ولا مفر منه"؛ وهذا الانهيار يحتاج لإعداد وفق سنن الله؛ من تجنيدٍ لطاقات الشباب (شبّانًا وشابّات)، وتسلّحٍ بالوعي السياسي، وتفوّقٍ بالاختصاصات على تنوّعها، واجتماعٍ لكلمة المسلمين بالخروج من دائرة التفكير الحزبي الضيِّق إلى فضاءات أرحب وأوسع تشمل مصلحة الأمة بأسرها... يكلّل كل ذلك الإخلاص لله عزّ وجل:{وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ }؟ {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا} [الإسراء: 51].

post-34026-0-69273500-1367396740.png

 

 

 

سهاد عكّيلة

 

شبكة الألوكة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×