اذهبي الى المحتوى
رافعة الراية

تأملات في سورة الفاتحة

المشاركات التي تم ترشيحها

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

{مالك يوم الدين }

 

إن كانت كل نعم الله تستحق الحمد فإن ملكه ليوم الدين يستحق الحمد الكبير ؛ لأن هذه الملكية الحقيقية لهذا اليوم هي التي حمَتْ حقّ كل ضعيف أُخِذَ وهُضِمَ حقه .. وكل مظلومٍ ظُلِمَ في هذه الدنيا..بأن الحياة

 

لن تنتهي هنا وأن الدنيا ليست داراً لاستيفاء الحقوق ، وإنما تُستوفى الحقوق في الآخرة ..

 

 

 

فيوم القيامة لا مالكَ ولا ملِكَ إلاّ الله جل جلاله ..قال عز من قائل:{ لِمَنِ المُلكُ اليوم لله الواحدِ القهّار }.. وقال :{وخضعتِ الأصواتُ للرحمنِ فلا تسمعُ إلاّ همساً }..

 

هو الذي يملكُ هذا اليوم وحده ، يتصرفُ فيه كما يشاء ، الكُل مذعنون لعظمته وخاضعون لعزته ، منتظرون لمُجازاتهِ .. راجون ثوابه .. خائفون من عقابهِ..

 

قال :[ يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا المَلِك، أين ملوك الأرض ؟ أين الجبّارون ؟ أين المتكبرون ].

 

حتى الذين ملَّكهم في الدنيا ؛ فقد زال مُلكُهم في الآخرة .. لأن مُلكهُم في الدنيا مُلكٌ صوري لا مُلكٌ حقيقي..

 

فالملكُ الحقيقي هو لله وحده..{ المُلكُ يومئذٍ الحقُ للرحمن }..

 

 

 

 

من فَقِهَ اسم الله المالك ، والملك .. و فَهِمَ أن المُلكُ كُله لله والأمرُ كله لله ، وكل مخلوقٍ في هذا الكون طائعٌ له ولأمرِهِ صَحَّحَ نظرتَهُ للخلْق..!

 

وعَرِفَ أنهم مهما بلغوا ومهما مَلكوا من .. أموال.. ومناصب.. وأرصدة .. وألقاب .. إلاَّ أنهم في حقيقة أمرهم فقراءُ عاجزون مملوكون لربهم ، وأنّ الله أَمْلكُ لما يملكونه من مُلكِهم هم له ، وأمرُ الله أسرعُ

 

 

إلى ما يملكونه من أمرْهم هم إليه..

 

 

:mrgreen: وكُلْ هذا الفِهم يولد العِزة في قلب المؤمن ..

 

يجعل المؤمن يأنفُ من كل رِقٍِ للخلْق ، ويتحررُ مِنْ كل أسْرٍ للخلق ، ومن كل مُبالغةٍ في الخوف منهم أو الذُل والخضوع لهم..

 

 

 

فالله جل جلاله علّمنا عن نفسه أنه هو { الغني الحميد وحده} من أجل ماذا علّمنا ؟

 

من أجلِ أن نُسقِط الناس من قلوبنا..

من أجل أن لا يذلَّ أحدٌ لأحد ..

:rolleyes: من أجل أن يبقى قلب المؤمن عزيزاً بالله ، قوياً بالله ، لا يطرقُ باب الخلْق فالعبدُ كلما ازدادَ علماً عن ربهِ ومعرفةً بربه .. ازداد نوراً في التعامل مع الناس.. فالعزة لا تأتي إلاّ من عند العزيز وحده فإن من ذلّ

للعزيز عزَّ .. قال تعالى :{ قل لله العزةُ جميعاً }.

 

 

 

:icon15: وبهذا يتحققُ "توحيد الذل لله" وهو ركنٌ من أركان العبودية ..

 

وعبادةُ الرحمن غايةُ حُبه مع ذُلِّ عابده هما قطبانِ

 

لذلك قيلَ :" اقضوا حوائجكم بعزة الأنفس فإن الأمور مقادير "..

 

وإن وعيتَ وعقِلتَ معنى العزة الحقيقة ومن أين تُستمدْ ؟.. علِمتَ يقيناً أن ما كان لك سيأتيك على ضعفك ، وما لم يكن لك لن يأتيكَ على قوتكَ .. فلماذا الذُل للخلق ؟؟

 

 

 

:icon17: هذه الآيات الثلاثة هي آيات الحمد .. وآيات الثناء.. وآيات المجد..

 

الحمد لله رب العالمين ,, يقول الله عزوجل حمدني عبدي..

 

الرحمن الرحيم ,, يقول الله عزوجل أثنى عليَّ عبدي..

 

مالك يوم الدين ,, يقول الله عزوجل مجَّدني عبدي..

 

 

 

وترتيب هذه الآيات مرتبط بأركان التعبد القلبية التي لا قبول لأي عبادة إلاَّ بها وهي: المحبة ، والخوف ، والرجاء..

فما من عابدٍ يتعبد الله إلا بناءً على محبته لله ، وخوفه منه ، ورجاؤه فيه..

 

 

:icon17: فالأصل الأول:

 

وهو المحبة أشارت إليه { الحمد لله رب العالمين } ..

معرفةُ كونِ أنَّ الله رب العالمين الذي يربيهم ويُصلحهم، ويدبر أمورهم ويُنعم عليهم ، والمُنعم يُحبُّ على قدرِ إنعامهِ فهذا يؤصِّلْ محبة الله في القلوب ؛ إذْ أن القلوب جُبلت على حُبِ من يُحسِنَ إليها ،

 

ومن يُنعمَ عليها ..

 

 

 

 

:icon17: الأصل الثاني:

 

 

وهو الرجاء أشارت إليه { الرحمن الرحيم } ..

 

 

فمن استصحب رحمة الله الواسعة الشاملة الواصلة لخلقهِ ، واستصحبَ أن الله جل جلاله هو رحمنُ الدنيا والآخرة ورحيمُها .. نظرَ إلى ربه بعين الرجاء ، وهذا يؤصل عبودية الرجاء في الله وحسن الظن به..

 

 

 

 

:icon17: الأصل الثالث:

 

وهو الخوف أشارت إليه { مالك يوم الدين }..

 

فمن علم أنه المالك المتصرف ليوم الحساب ويوم الجزاء هو الله وحده جل جلاله يتصرف فيه كما يشاء دون تدخل أحد من خلقه كائناً من كان خاف ربه ..

 

 

 

لذلك يجب أن يكون العبد في عبادته وذكره لله جامعاً بين هذه الأركان الثلاثة ، ولا يجوز له أن يعبد الله بواحدٍ منها دون باقيها..

 

ونسأل الله الكريم أن يوفقنا لتحقيق هذه المقامات العظيمة ، وأن يجعلنا ممن عبد الله حباً فيه ورجاءً لثوابه ، وخوفاً من عقابه ، وأن يُعيننا على تكميل ذلك وحسنُ القيام به .. إنه سميع الدعاء ، وهو أهل

 

الرجاء ، وهو حسبنا ونعم الوكيل..

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

الله اكبر ! ما أجملها من معان

 

سبحان الله : اقضوا حوائجكم بعزة الأنفس فإن الأمور مقادير (أعجبتنى الجملة كثيراً)

 

جزاكِ الله خيراً

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أختي أم منونة بارك الله فيك

 

وأنا أيضا أعجبتني سبحان الله يا أختي كم نجهل

 

لذلك قيلَ :" اقضوا حوائجكم بعزة الأنفس فإن الأمور مقادير "..

 

وإن وعيتَ وعقِلتَ معنى العزة الحقيقة ومن أين تُستمدْ ؟.. علِمتَ يقيناً أن ما كان لك سيأتيك على ضعفك ، وما لم يكن لك لن يأتيكَ على قوتكَ .. فلماذا الذُل للخلق ؟؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

الله اكبر ! ما أجملها من معان

 

سبحان الله : اقضوا حوائجكم بعزة الأنفس فإن الأمور مقادير (أعجبتنى الجملة كثيراً)

 

جزاكِ الله خيراً

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

شكرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سبحان الله

فعلا الفاتحة هي ام الكتاب

صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم

فسبحان الله كم نحن في حاجة لاستحضار معاني الفاتحة دوما

كلنا نحفظها لكن قليل منا من يعيها

 

و سبحان الله

قد لا يحتاج الملوك الا لفهم الفاتحة لكي ينجو بانفسهم من النار و الخزي يوم القيامة ...لكن ... الله المستعااااااااااان اين هم بل اين نحن من معانيها

 

و سبحان الله

فمن ذل للعزيز <سبحانه> عز

 

بــــــــــــــارك الله فيكِ اختي على الموضوع الرائع

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أختى الفاضلة

 

لى طلب عندك ، إذا قمت بإضافة المزيد عن سورة الفاتحة ، ضعى الرابط فى المشاركة الأولى بهذا الموضوع

 

https://akhawat.islamway.net/forum/index.ph...=207060&hl=

 

طلب آخر :)

 

أريد معرفة مصدر هذا الكلام الجميل بارك الله فيكِ

 

جزاكِ الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

أخواتي

 

اللؤلؤة المكنونة ، محبة الصالحين ، أم منونة

جزاكن الله خيرا أسعدني مروركن

اللهم إنا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا .

 

 

أم منونة أشكر لك اقتراحك وإن شاء الله سأعمل عليه

أما عن مصدر الكلام فهو ملخصا لكلام استاذتي استاذة نجلاء السبيل

وهذا ما قالته استاذتي عندما كتبت هذه الوقفات :

 

 

أن كتابتي لهذه الوقفات ليس تصدُراً مني لتفسير كتاب الله فأنا لستُ أهلاً لذلك البتة..

ولكن قد يتحدث المرء لا من مُنطلق شعوره بالأهْلية ، وإنما من منطلق شعوره بالمسؤولية خاصةً وأنا أرى مقولة الفُضيل رحمه الله :" إنما أُنزل القرآن لِيُعملَ به، فاتخذ الناس قراءته عملاً" أصبحت واقعاً ملموساً و مُشاهداً أمامنا..

 

وهذا الذي جرأني على الكتابة لاسيما أنني ممن ينتسبن إلى دور تحفيظ القرآن الكريم وكما هو معلوم ليس الخبرُ كالمُعاينة.. وكما قيل:" من بُليَ بالآفات صار أعرف الناس بطُرقها "..فالذي أشاهده وألمسه بُعداً شاسعاً عن فهم القرآن و تدبره..وفي المقابل سِباقاً ومسارعةً لا مثيل لها على حفظه ؟؟ وكأننا نسينا وسط هذا السباق قول ربنا في ذم اليهود ..{ ومنهم أمّيون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيَّ وإن هم إلا يظنون }..

 

.

وتقول جزاها الله خيرا

.

 

ان ما تقرأه في هذه الوقفات ما هو إلاًّ مجرد جمعٍ لفوائد ولطائف وخواطر ، واستنباطات من كُتب أهل العلم، وأقوالهم حول سورة "الفاتحة" تختصر الطريق لمن أراد الوصول للفائدة..

 

ولكَ أن تتفيأ ظِلال هذا الجمع وتنعمُ بثماره فلرُبما وجدته أسرعُ في الفهم وأيسرُ في التأمل، وأوضحُ في الصورة وأقربُ في التطبيق..

 

لن أتكلَّفَ في صياغة العبارات وتنميقها ، بل سأدعُ الكلام على سجيتهِ والأمثلة على واقعيتها لتُحقق المقصد الذي أردتْ "تقريبُ القرآن للخلقْ "..

 

تم تعديل بواسطة رافعة الراية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله ألف خير وجعلك والحاضرين ممن يفقهون في كتابه الكريم فأسئل الله أن يرزقك الثبات على الحق دوماَ واتباعه

ومشكوووووووورة لأن سورة الفاتحه من السور التي نكثر من قرآئتها لكن للأسف لا نعي بما ترشدنا إليه

وأنار الله قلبك بالإيمان

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله ألف خير وجعلك والحاضرين ممن يفقهون في كتابه الكريم فأسئل الله أن يرزقك الثبات على الحق دوماَ واتباعه

ومشكوووووووورة لأن سورة الفاتحه من السور التي نكثر من قرآئتها لكن للأسف لا نعي بما ترشدنا إليه

وأنار الله قلبك بالإيمان

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

نقل قيم أختي الحبيبة

جزاكِ الله كل خير .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×